حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   صالون الخيمة الثقافي (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=9)
-   -   مشروع صناعة مبدع من الخيمة (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=76421)

المشرقي الإسلامي 29-07-2009 01:00 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : ادخلي قلبي
اسم الكاتب: مصطفى الطيار
(خارج منتدى الخيمة)

(1)



عُدتِ أخيراً .. بعد الغياب , قد تلاشيتِ كثيراً بعيداً .. في المكان الأقصى مني , ماذا جمعكِ من جديد ؟..
الشوق ..قولي ..أهو الشوق اعادك , إلى عاشقٍ قديم ؟.. تهمسين له الآن , بشفتين أحرقهما البرد !.. ولم تكملي الهمس , لم تخبريني عن كيف عُدتِ !..
كيف استجمعتِ مشاعرك المبعثرة , لأن الإتصالات لا تراعي عُملاءها من المتهامسين !..
تراعي الربح فقط , متى كان رصيدك باذخاً .. سحقاً لهذه الخدمة !..

حين تعودين لا حاجة لنا بالوسائل , كي نناقش الماضي , بجوار بعضنا , والسواعد تتجه نحو بعضها , والشفاه تتجاذب الكلمات , والعيون تحتوي كُل المكان , بما فيه أنا وأنتِ .. ونهداك بارزان نحو صدري , نستطيع ان نتحاور أكثر , أن أسألك عن غيابك , وتسأليني عن طول إنتظاري ؟..
قد تعودين , بالشهادات , بالمعلومات , لكن هل هيّ كشهاداتي لكِ ؟.. أنتِ أنثى متمردة , تذهب متى تشاء , وتعود متى تشاء , وأنا ذلك العاشق , يسامح الجارحين متى يشاء .. ادخلي قلبي !..

المشرقي الإسلامي 29-07-2009 01:03 AM

ليس من قليل أنت سفير الكلمة ..
لغة الخطاب إلى المحبوبة كانت موفقة في إبراز تداعيات نفسية متراكمة تزداد جمالاً بهذه الجزئية :
في المكان الأقصى مني
تصوير النفس بأنها صحراء يعمّق الشعور بهذه الأحاسيس المتراكمة وحالة الشاعر بشكل خاص والتجسيد عمومًا يعد من عوامل متانة الخاطرة .

التضاد في استخدام دلالات الألفاظ :
بشفتين أحرقهما البرد !..
مثل هذه التعبيرات تأتي لتعبر عن حالة التلاشي وكان هذا التعبير موفقًا لدرجة كبيرة في إبراز مدى الألم المتلبس بالكاتب أو من يتحدث الكاتب على لسانه .
الأسئلة الاستنكارية :
أدت دورًا كبيرًا في إشعار المخاطَب بالسخرية ونبرة العتاب .. لكن الأجمل من ذلك هو تلك العبارة الذهبية :
كيف استجمعتِ مشاعرك المبعثرة , لأن الإتصالات لا تراعي عُملاءها من المتهامسين !..
تراعي الربح فقط , متى كان رصيدك باذخاً .. سحقاً لهذه الخدمة !..

من جماليات النص الأدبي عامة أن يعبر عن العصر الذي هو فيه وأن يستخدم تقنيات الحياة اليومية ويوظفها مع النص دلاليًا وهذا ما حدث ، فتصوير النفس بشركة اتصالات وتصوير المحبين بالعملاء المتهامسين ..إلخ يأتي على فكرة مردها أن الحب استحال شيئًا يفقد جماله الوجداني ليصبح شيئًا آليًا بحتًا . وكان اللفظ سحقًا لهذه الخدمة مميزًا في أنه اختصر هذه المحبوبة إلى مجرد (عميلة في شركة اتصالات) . جيد بعد ذلك استخدام الوسائل ولعلها الأسئلة عن الماضي والعتاب وما شابهه وهذا يؤكد النزعة المادية التي يصر الشاعر على إيصالها للمتلقي بأننا صرنا عصر حب آلي لا مذاق له .

جميل أنك تشعر أن المخاطب تارة موجود بين يدي المتحدث وتارة تشعر بغيابه وتارة تشعر أن هنالك حالة حركة داخل النص ، وأن كل نص يصف مشهدًا معينًا وهذا يدل على وعي بالصورة التي تمثل في مخيلته .

أجمِل بهذا التعبير وأحسِن به :
لكن هل هيّ كشهاداتي لكِ ؟
يلعب السؤال الاستنكاري دورًا في إبراز المحب لكبريائه ، وهو إذ يلومها- ومن النص يتضح أنها فعلاً كانت عائدة من رحلة تعليم -فهو يمنح نفسه سمة أكبر وهي أنه صاحب الكلمة الأولى والأخيرة وأنه هو واهبها أو مانحها كينونتها .
وتأتي أخيرًا النهاية والتي تشعر فيها بكبرياء المتلقي إذ أنه يحب أن (يشد أذن المحبوبة) ثم في النهاية يصفح عنها بقوله :
وأنا ذلك العاشق , يسامح الجارحين متى يشاء .. ادخلي قلبي !..

النص كان مركزًا متماسكًا تشعر بمتعة الانسياب في أحداثه وتسلسله وكذلك وضوح الحدث مع الاستتار النسبي له فليس مباشرًا خطابيًا وليس رمزيًا مغرقًا وهذه حالة قليل ما هم يجيدون التعامل معها.
بعد هذا النص لا أقول إلا أنني أمام فرد يتسم بالقدرة على تطويع أدواته ورسم الحالة النفسية على أوراق المتلقي ، وفقك الله ودمت مبدعًا وأرجو الانتباه بشكل أكبر لدور العنوان في النص ..

المشرقي الإسلامي 31-07-2009 10:32 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل: وجع طارئ
(حارج منتدى الخيمة)

(2)
وجع طارئ
إلى حبيبتي

هل أحبك؟
سؤال ربما ستظنين أن إجابته عمياء، وأن السؤال ذاته هو الذي يرى!!
هل أقول أحبك؟،،
وماذا بعد.. "لو قلتها أشفي غليلي"؟!سأقولها،
ليتكفل الزمن بإضاءة درب للمعاني القاتمة في طريق حكاية هذا القلب، أحببت دون هدى، وهداي لا يهديني إليك.ماذا أفسر ذلك بغير ذلك..
لا أريد أن أرى الريح جاهزة لا قتلاعك من قمر ليلي، لأجدني متلفتا ورائي كي أجد ذاك الـ بعض من الحلم.. كل شرق وغرب يزيدني منفى حينها.. لا أفتقد المنافي الآن فكل الطرقات منفى، والعشق منفى، وهذا المساء ينفي ماتبقى من الحضور.
صحيح أن النهاية أخت البداية، لكن إذا ذهبنا فهل سنجد ماتركنا بانتظارنا.. أسئلة لاترى وأجوبة يقودها العمى إلى المنافي.
محكومون نحن بالكره، لذلك نلتجيء دوما إلى أقرب طريق نجد فيه نافذة للحب، نريد أن نحب أكثر وأن نعشق أكثر وأن نجد ممن يحبوننا أكثر أيضا..ستقهر الأسئلة لحظات صمتنا على ما أسلفنا من بداية الحكاية وكيف سرق منا هذا البريد أجوبة ظل الكل منا منتظرا لها دون طرح الأسئلة... أعرف أسئلة تدور ببالك ياصديقتي أو حبيبتي إن صدقت.
أتمنى أن لا تذهبي بي وذكرياتي إلى بئرها الأبدية، لا أريد أيضا عربيتي هذه أن تصير (سومرية حاملة جرة للصدى في انتظارك).
لنقل أن في وسع شخصين مثلي ومثلك أن يحملا كل هذا التشابه أو اللا تشابه بين الضباب وبين السراب وأن يبقيا سالمين.. مسائي رمادي الآن فبماذا تفكرين أنت وماذا ستكتبين حين يكون مسائك رمادي ياحبيبتي .
تترقرق أحرفي دون وقوف أمام هذه العقلية الإلكترونية التي ستسلم رقبتي للذبح بسكين قلبك.. أتمنى أن لايكون حادا بما فيه الكفاية لإحسان ذبحتي، لا أود أن تكون ذبحتي حسنة.. أريدك أن تذبحيني متى شئت من المرات، وبإمكانك تصور متى شئت من الأعياد، لنفترض أن يكون عيد أضحاك فتذبحيني كل عام، أو عيد فطرك فتذبحيني كل عام أيضا، أو جمعتك فتذبحيني كل أسبوع، أو عيد لحظاتك كلها.
إنني أشتاقك متى شئت من المرات، فافعلي بي ما شئت أنت، أشتاقك مساءات كثيرة، أرغبك حيث أحن إلى قلب أنثى أبوح إليه بأحزان أيامي المثقلة.
يا حبيبتي ..
هل تهيئين شجرتك لأن تساقط أوراقها من خريفي الآن؟!
أصبحت مشتاقا للكتابة..لست أدري ، كيف صارت الكلمات هكذا من غير قصد كالحصى، ربما يصير هذا الحنين طريقتنا في البقاء، أحن إليك، أحن إلى قلبك المعفر بالحنين .

المشرقي الإسلامي 31-07-2009 11:34 PM

النص الذي بين أيدينا يتسم باعتماده على (المونولوج) أي الحوار الداخلي ، ويبرِز مجموعة من التوترات المسيطرة على الكاتب متسقًا بشكل كبير مع العنوان أو الرؤية(وجع طارئ ) ذلك الوجع الذي يجعل من الوجع حالة طارئة لا قدرة له على تحمل تبعاتها ، كما يلعب استخدام العناصر المجازية دورًا كبيرًا في توتير هذا النص الذي ينتهي بنهاية ذات طبع حركي عنيف نوعًا ما ليؤكد التزامه بالرؤية التي بدأ النص بها .



هل أحبك؟
سؤال ربما ستظنين أن إجابته عمياء، وأن السؤال ذاته هو الذي يرى!!
هل أقول أحبك؟،،


بدأ العمل بالسؤال التقريري ليقصد به معنى استنكاريًا . ويبدو هذا السؤال الصادم في أول العمل وقد سار به إلى منطقة من التوتر ، إذ أن المحب متأكد من حبه لكن بفعل الهجر والتباعد يبدأ وكأنه يسخر من نفسه أو من الحب ليسأل هل أحبك كناية عما أصابه به الهجر من إفقاد للتوازن ومن التباس الرؤى بالنسبة له .

ويظهر مظهر جمالي متميز وهو الإجابة بالنيابة عنها تأكيدًا لتهميشها في المخيلة فكأن هذه الإجابة هي رد لاعتباره في مواجهة غيابها النفسي عن عالمه . ويستتبعه بتكثيف الغياب النفسي لها من خلال الإجابة بالتجسيد وهو إعطاء غير الإنسان سمة الإنسان وهذا يظهِر حالة من الضبابية في الشعور تجاه المحبوبة وربما يعكس شعورها هي تجاهه.

والتأكيد على هذه الضبابية وهو ملمح ثالث للعمل يتضح من خلال الفقرة :
أحببت دون هدى، وهداي لا يهديني إليكماذا أفسر ذلك بغير ذلك

ويميز النص حالة الحضور الافتراض للمحبوبة في مناجاتها وربما تحمل أساليب العبارة الإيحاء بأنها في معية حضوره لكنها شبة مغيبة عنه بالشكل الذي لا تستطيع الرد فيه .

لا أريد أن أرى الريح جاهزة لا قتلاعك من قمر ليلي، لأجدني متلفتا ورائي كي أجد ذاك الـ بعض من الحلم.. كل شرق وغرب يزيدني منفى حينها.. لا أفتقد المنافي الآن فكل الطرقات منفى، والعشق منفى، وهذا المساء ينفي ماتبقى من الحضور
كان التعبير الريح جاهزة لاقتلاعك من قمر ليلي فيه مفاجأة تتمثل في هذا التصاعد في الريح حتى تصل إلى القمر . إنه اضطراب حاد يتجاوز حدود الأرض ليصل القمر وهذا دليل على عنف الفقد ويتصل بدرجة كبيرة مع الحالة (وجع طارئ ). هذا الوجع الطارئ الذي يحل محل الرسالة أو الخطاب ليجعل هذه التوترات كلها النص في درجة ترتفع بالأداء اللغوي من وقت لآخر .

أفتقد المنافي الآن فكل الطرقات منفى، والعشق منفى، وهذا المساء ينفي ماتبقى من الحضور.
كان التأكيد من خلال أسلوب ذهني (يشحذ الذهن نحو التفكير فيما وراء الفكرة أو الحدث) مقويًا دلالة هذا الوحع من خلال توازي (دون هدي -شرق وغرب ، كل الطرقات منفى) وكان الاستخدام الساخر لا أفتقد المناقي الآن فيه انعكاس لهذه المقدرة اللغوية الجيدة على صوغ مثل هذه الحالات من الألم ، والتي تجعل الشيء المكروه كأنه مفقود ، وتأتي دلالته المفارقة (لا أفتقد المنافي) لتأتي المنافي معادلاً عن الحب وهنا تكون للأشياء والأفكار قيمتها ووظيفتها غير الاعتيادية.
ثم التأكيد على النفي "والمساء ينفي ما تبقى من الحضور" لتأتي دلالة اقتلاع الريح من القمر قوية للغاية معبرة عن حالة الفقد المصيب بالوجع . وهنا تكون للريح دلالتهاعلى أحداث الزمن والقمر عن الحب ...
صحيح أن النهاية أخت البداية، لكن إذا ذهبنا فهل سنجد ماتركنا بانتظارنا.. أسئلة لاترى وأجوبة يقودها العمى إلى المنافي

تظل هذه الأسئلة التي تشعل حركة ذهن المتلقي لإعادة التفكير في الحدث مثرية للنص ومشوقة له ومستبطنة الكثير من الجوانب النفسية إضافة إلى أنها تتسم بتعدد معاني المنفى حينئذ .فتارة هو الحب وتارة هو الهجر وتارة هو التيه وكانت ذات طابع فلسفي نوعًا ما.


محكومون نحن بالكره، لذلك نلتجيء دوما إلى أقرب طريق نجد فيه نافذة للحب،
المفارقة في الاستخدام اللفظي محكومون نحن بالأمل أو إننا محكومون بالأمل ، وكانت الرؤيا عبقرية في إحداث هذا التناقض بين الحب والكره وأن الحب هي النافذة التي يهرب من خلالها المحبوب من عمق الكراهية الحادثة . وهذا أعطى الحب قيمة تدني من قيمته وهي أنه أسلوب هروبي بدائي للتعامل مع الأحداث .
ستقهر الأسئلة لحظات صمتنا على ما أسلفنا من بداية الحكاية وكيف سرق منا هذا البريد أجوبة ظل الكل منا منتظرا لها دون طرح الأسئلة... أعرف أسئلة تدور ببالك ياصديقتي أو حبيبتي إن صدقت.
عنصر التجسيد كان في صالح النص دلل على شدة هذه اللحظات لحظات الفراق حتى صارت قاهرة للأسئلة وما أدراك بعنف الأسئلة ! ويبدو بعد ذلك الحدث متعلقًا بواقعنا اليومي والذي هو بريد إليكتروني غالبًا يحدِث وقيعة بين جانبين والاستخدام للفظتي صديقتي وحبيبتي جاء بشكل ينبه فيه على الشيء المفقود بينهما .

أتمنى أن لا تذهبي بي وذكرياتي إلى بئرها الأبدية، لا أريد أيضا عربيتي هذه أن تصير (سومرية حاملة جرة للصدى في انتظارك).
ربما تسهم أحداث العصر في تصوير بعض المشاكل العاطفية وتعطيها دلالة وحجمًا أعمق . لعل في هذه الأسطر إشارة إلى بعض ما سُرِق من تماثيل سومر في العراق وربما الحبيبة في غير بلده العربي أو هي غير عربية لذلك يأتي هذا السطر ليؤكد توازيًا بين العروبة والاستلاب .
لنقل أن في وسع شخصين مثلي ومثلك أن يحملا كل هذا التشابه أو اللا تشابه بين الضباب وبين السراب وأن يبقيا سالمين.. مسائي رمادي الآن فبماذا تفكرين أنت وماذا ستكتبين حين يكون مسائك رمادي ياحبيبتي


تبدو السخرية مرة أخرى مقويّة من دلالة الوجع الطارئ والذي كان عنوانًا محكمًا ومصوغًا تحته ما يدل على عبقرية التناول إذ أن حضور الليل والنهار واستحضار الطبيعة كان موظفًا في النص ليجعله أقرب إلى فيلم تسجيلي قصير . كان عنصر التساؤل حاضرًا على مسافات تشعر معها أنه (يحاصر) المحبوبة بما يجعلها لا تخرج من طعن حروفه الذي ينتقم من خلاله من هذا الوجع الذي لم يبرحه بعد .
وقد تكون للنص دلالته أن ثمة حبيبة هي زوجة أو مشروع زوجة مخاطبة بهذا التعبير (التشابه واللاتشابه) ثم الضباب والسراب . وجاءت لفظة ساء رمادي لتؤدي إلى اشتعال حالة القلق ، فلا هو ليل قمري ولا هو غائم وإنما يبقى للحالة النفسية توترها والذي تشي عنه الدلالات المتعددة وألفاظ الطبيعة.

تترقرق أحرفي دون وقوف أمام هذه العقلية الإلكترونية التي ستسلم رقبتي للذبح بسكين قلبك.. أتمنى أن لايكون حادا بما فيه الكفاية لإحسان ذبحتي، لا أود أن تكون ذبحتي حسنة.. أريدك أن تذبحيني متى شئت من المرات، وبإمكانك تصور متى شئت من الأعياد، لنفترض أن يكون عيد أضحاك فتذبحيني كل عام، أو عيد فطرك فتذبحيني كل عام أيضا، أو جمعتك فتذبحيني كل أسبوع، أو عيد لحظاتك كلها.

البدء بكلمة تترقرق أعطى النص حالة من الهدوء والاستقرار مرة أخرى لكن الإصرار على منطلق الوجع جعل للذبح حضوره وهذه التناقضات بين العقلية الإلكترونية والذبح والندى تجعل هناك إشكالية حول هذا العالم الصغير وكيف هو جزء من عالم النفس وكان كذلك تعبيرًا عن جنون هذه الحياة . ثم كان الاستخدام والتطويع اللغوي للذبح جيدًا في التأكيد على حالة الموت النفسي ، والذبحة هنا تتغير لتكون هي اللقاء والحب .
إن المعاني اضطربت لدى من يتحدث القارئ على لسانه وكذلك المعايير لدى المحبوبة وهذا ما جعل الذي يتحدث الكاتب على لسانه شخصية تتلذذ بتعذيب الذات وتتوحد في الآخر المعتدي . واستخدام اللغة في مثل هذه السياقات العاطفية يجعل للمفارقات اللغوية دورًا كبيرًا في إحداث آداءات لغوية ابتكارية وطريفة رغم أنها تتدرع بالحزن .




إنني أشتاقك متى شئت من المرات، فافعلي بي ما شئت أنت، أشتاقك مساءات كثيرة، أرغبك حيث أحن إلى قلب أنثى أبوح إليه بأحزان أيامي المثقلة.

هنا أرى خبرة أسلوبية يتمتع بها النص ، تتمثل في التغير من اللغة ذات الطابع الفلسفي إلى هذه الأخرى ذات الطابع المباشر بما يشعِر المتلقي بأن الحبيب قد طفح به الكيل وخرج عن صوابه ولم يعد أمامه بعد سلسلة ضغوط الحب إلا أن يتكلم يحكي (الخلاصة) إذ لم يعد للشرح ولا البوح وقت .

يا حبيبتي ..


هل تهيئين شجرتك لأن تساقط أوراقها من خريفي الآن؟!
أصبحت مشتاقا للكتابة..لست أدري ، كيف صارت الكلمات هكذا من غير قصد كالحصى، ربما يصير هذا الحنين طريقتنا في البقاء، أحن إليك، أحن إلى قلبك المعفر بالحنين .


أخيرًا لقد كان التمتع بقدر أكبر من المعرفة بالاستخدام المجازي للغة عنصر قوة في النص ، بما جعل الحالة الحركية المعبرة عن البعد حاضرة بشدة ورغم اعتيادية هذا التعبير لكنه جاء في وقت انتهى فيه ما يمكن قوله لذا كان في مكانه المناسب .
لقد كان السرد فاعلاً في النص ولم يشعر القارئ معه بالإرهاق وإنما تحتاج كل جزئية فيه لقدر كبير من التوقف عند دلالة استخدام العديد من الألفاظ وكيفية تظيفها ، وكانت كلمة المعفر بالحنين معبّرة بشدة عن هذا الامتزاج حتى النخاع بالحب .
العمل مميز وكان العنوان عبقريًا للغاية ويرتبط مع كل جزئية في النص بشكل مباشر ، وكان استحضار الجو والتعبيرات ذات الدلالة المفارقة عنصرًا فاعلاً في النص .
دمت مبدعًا موفقًا باركك الله .

المشرقي الإسلامي 04-08-2009 03:12 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

اسم العمل : امرأة أذكى مما يجب
اسم الكاتب:ياسر الزوكا
(خارج منتدى الخيمة)
(3)
ربما تكونين اجمل من ان يحتفل بك قلب ادمن المآتم

ربما تكونين ارق مافي الحياه التي تجرعتها على قسوتها وعلاتها

ربما تكونين افضل الاحداث في رزنامتي البائسه

ربما...ربما...ربما...

كل ذلك معقول مادام في الحدود الذي استطيعها

ولكن ان تكونين امرأه اذكى مما يجب ان تكون عليه المراه التي تحب

هذا ماعجز غبائي عن فهمه وعجز ذكاءها ان تتقبله

كنت اعلم ان التشوهات تملئني من الداخل

وللاسف كنت مؤمنا انه لاتوجد جراحه مهما كانت, تستطيع علاج ذلك

فجأه كان ظهورها.. وكانت الترميمات الي احدثتها بداخلي معجزه...

يوم شارفت على الانتهاء..استسلمت..

لم يكن ينقصها العقل

ولكن كان ينقصها الايمان..بأمكانية البعث بعد الموت

اقتحمت حياتي بسرعة الضوء وغادرتها بنفس السرعه...وضعت انا بين المجرات

لم احتمل امرأه لاتخدعها دموعي..لم احتمل امرأه لاتفقد تركيزها..وتوازنها مهما اهتز القلب

لم احتمل امرأه تشاهد نشرة الاحوال الجويه.. قبل ان تخرج لملاقاتي..على شاطئنا الكثير العواصف

وهي بالمقابل ..كانت اذكى من ان تحتمل حماقاتي

واذكى من ان تخبرني ان قرار الرحيل هو قرارها وليس قراري

لذلك كان انكساري حتميا...فقد كان كبريائي يحتاج الى عملية اعادة التاهيل

ولانني مغرور فقد وضعت خطة انكساري بيدي..تفاديا للعواقب التي قد لاتكون في الحسبان..

ولكن كانت النتيجه كارثه...فحين تتصدع الروح لن ترى غير الحطام

كاذب نزار قباني....اقدم عواصم الحزن واكبرها....انا

كان حبها معصيه لميراثي الحزين..ولكن رحيلها كتب لهذا الميراث الخلود

يارب ...ما احلى الرجوع اليك...كل من اعتقد ان الحياه نعمه من الظلم اهدارها في عبادتك...

ستكون حياته سلسله من الكوارث..يبدو الموت فيها اقل الاضرار الممكنه



ياسر الزوكا
25/8/2008م







http://forum.sh3bwah.maktoob.com/t160539.html

المشرقي الإسلامي 04-08-2009 03:15 AM

أذكى مما يجب
ربما تكونين اجمل من ان يحتفل بك قلب ادمن المآتم

ربما تكونين ارق مافي الحياه التي تجرعتها على قسوتها وعلاتها

ربما تكونين افضل الاحداث في رزنامتي البائسه

ربما...ربما...ربما
...

كل ذلك معقول مادام في الحدود الذي استطيعها
حالة الشك كانت منبعثة من خلال اللفظ ربما أكسبت العمل نوعًا من التشويق وأعطت الحالة توترًا يقود المتلقي لمعرفة ما وراء الحروف من أحداث وهذا أمر يحسب لصاحب العمل .واللفظ ربما ارتبط بأدوات تفضيل مما يشي عن حالة من المثالية وبلوغ الكمال الافتراضي وهذا يجعل للطابع الرومانسي وهجه كما يجعل أحداثًا ما مرتبطة بالعمل مترتبة على هذه المثالية أي أن المثالية تكون مفتاح العمل والأساس الذي عليه يتم محاكمة المحبوبة عاطفيًا .ولكن ان تكونين امرأه اذكى مما يجب ان تكون عليه المراه التي تحب
كان الاستدارك بأداة لكن وبعده أداة التفضيل أذكى يطرح مفارقة واتساعًا دلاليًا إذ أن الذكاء أمر محمود ولا يوجد ما يجعل الفرد يكره مزيدًا منه . لقد بدأت تتضح بعض الجوانب الخاصة بالرؤية إذ أن اللفظة أذكى انقلبت إلى معنى آخر يتقارب من المكر والدهاء أو المكيدة وهذا ما يعد طابعًا مثيرًا لفكر المتلقي وجاعلاً خط البدء عنصرًا ملحَا لسبب هذا الاعتراض . وهذا اللفظ "أن تكون عليه المرأة" يعني أن من يتحدث الشاعر على لسانه يتخذ موقفًا مسبقًا بالرفض من الأنثى عمومًا وكون هذه المحبوبة تجاوزت هذا الخط الأحمر فإن هذا يجعل للعمل تشويقًا كثيرًا ويطرح كذلك العديد من الأفكار المتعلقة بكيفية التعبير عن "فلسفة المرأة" أو الجنس الآخر لدى كل طرف .

هذا ماعجز غبائي عن فهمه وعجز ذكاءها ان تتقبله
كان في هذا السطر مقابلة بين جملتين وطباقًا بين كلمتين مما يوحي بحالة من التناقض الجذري والغباء هنا يأتي بمعنى الشفقة أو طيبة القلب بينما الذكاء معبرًا عن الغدر ، كما أن العلاقة بين الفهم والتقبل هي علاقة تراتبية فالفهم يكون قبل التقبل .وكون المحبوبة لم تتقبل فإن ذلك يوحي باستعلائها على المحِب الذي لم يصل لمرحلة التقبل لأنه ما زال عاجرًا عن الوصول إلى مرحلة الفهم ، وهنا تتعمق العلاقات العكسية وتجعل للنص توهجه وسيره في اتجاه غير متوقع .كنت اعلم ان التشوهات تملئني من الداخل

وللاسف كنت مؤمنا انه لاتوجد جراحه مهما كانت, تستطيع علاج ذلك
هذا التعبير التشوهات من الداخل تفيد حالة من الانكسار النفسي وتصوير المشاعر بأوصاف حسية بحتة ربما ينم عن مدى اختفاء القيم الإنسانية حتى من معجم المخاطبة بين المحبين ليصبح نسيًا منسيًا في خضم مادية الحياة وزحمة أحداثها .
فجأه كان ظهورها.. وكانت الترميمات الي احدثتها بداخلي معجزه...

يوم شارفت على الانتهاء..استسلمت..

لم يكن ينقصها العقل

ولكن كان ينقصها الايمان..بأمكانية البعث بعد الموت

يحسب للنص بعد هذا السرد والذي كان كأنه حجة أو أرض يقف عليه المحب ليبرر ما به أنه اتجه إلى إيقاع أسرع ليظهر حالة التأفف والإفضاء كأنما لم يعد يطيق سرد المشاعر ليترك العنان للتبرير وهذا يوحي بحالة الاضطراب النفسي المسيطرة على مشاعره ، وكان الاتجاه نحو استخدام إيقاع أسرع من خلال النقاط وحجم السطر في مكانه الصحيح لأنه قطع السرد وجعل المتلقي في حالة من التنقل من العوالم النفسية المختلفة بحثًا عن سبب يجعله يتعاطف مع من يتحدث الكاتب على لسانه .

اقتحمت حياتي بسرعة الضوء وغادرتها بنفس السرعه...وضعت انا بين المجرات
كان لألفاظ الموت والإيمان والبعث وقع نفسي يوحي بسيطرة الجوانب الوجدانية بدلاً من المادية ولا أستطيع الحكم ما إذا كان في صالح النص أم لا. لكن تعبير ضعت أنا بين المجرات كان متقنًا في توظيف القاعدة العلمية القائلة بأن المجرات أجسام مظلمة -كما أحسب- للتشبيه عن حالة الوجود الشكلي ، فهو بين أجسام مظلمة وإن كانت مضيئة شكلاً مما يوحي بالأزمة المتولدة عن هذا الازدواج في نمط الحياة . لقد اتضح الحدث دخول فخروج بنفس السرعة . إنها المرأة ذلك الطفل العابث الذي لا يؤيه إلى فضاءات الرجال ربما لانتفاء (قوانين الجاذبية!)

لم احتمل امرأه لاتخدعها دموعي..لم احتمل امرأه لاتفقد تركيزها..وتوازنها مهما اهتز القلب

لم احتمل امرأه تشاهد نشرة الاحوال الجويه.. قبل ان تخرج لملاقاتي..على شاطئنا الكثير العواصف

وهي بالمقابل ..كانت اذكى من ان تحتمل حماقاتي

تكرار الأدوات الجازمة" لم " أحسب معه أنه كان متعمدًا في موازاة الاحتمال" ربما" وهذا وعي جيد بكيفية استحضار الماضي وإقرانه بالحاضر ووجود لا تخدعها الدموع ولا تفقد التركيز كان مفيدًا للغاية في تعميق صورة المرأة لدى الرجل وهي صورة مثالية تؤكد مرة أخرى الحفاظ على مفتاح العمل وعدم ضياعه بين أسطر الكتابة .إنه لم يقل مباشرة امرأة مثالية ولكن سمات الأنوثة سرعة التأثر والاندفاع والتي كثيرًا ماتستدرعطف الرجال ليست موجودة مما يجعل الصورة المؤسفة للرجل أمام ذاته حينما يقارنها بالمرأة فيشعر بالدونية وهذا ما برر استخدام أذكى ، وباقي أفعال (أفعل) التفضيل.
واذكى من ان تخبرني ان قرار الرحيل هو قرارها وليس قراري

لذلك كان انكساري حتميا...فقد كان كبريائي يحتاج الى عملية اعادة التاهيل
أرى أن كلمة انكساري مكشوفة أي مذكورة ضمنًا وكان ذكرها بشكل مباشر غير مبرر غير أن ثمة تأويلاً آخر مفاده أن ذكر كلمة انكساري جاء ليعبر عن نفي احتمالية وجود بقايا ثبات وليعمق المأساة بين امرأة ينعتها بالصلابة والاتزان بشكل غير مباشر (من شدة خوفه من ذكر سلبياتها علنًا بين نفسه) وبين رجل هانت عليه نفسه فصار ينعتها صراحة بالضعف .إن التأكيد على عنف هذا التناقض كان مثريًا للعمل وجاعلاً للحزن والافتراق عنها مبررهما الواضحين.

ولانني مغرور فقد وضعت خطة انكساري بيدي..تفاديا للعواقب التي قد لاتكون في الحسبان..

ولكن كانت النتيجه كارثه...فحين تتصدع الروح لن ترى غير الحطام

شعرت به سردًا زائدًا لم يضف كثيرًا إلى مشاعر المحِب شيئًا .كاذب نزار قباني....اقدم عواصم الحزن واكبرها....انا
جميل للغاية هذا التعبير إذ أن طابعه الفلسفي جعل الإثبات للحزن والضيق متنوع الطرق غير أنه يبدو أنه ومضة منعزلة عن النص أو سياق الحالة
كان حبها معصيه لميراثي الحزين..ولكن رحيلها كتب لهذا الميراث الخلود
هذه العبارة ذات طابع فلسفي مركب ، وكلمة معصية لميراثي أكدت طبيعة العلاقة المطردة بين الحزن والحب وكأن هذه المحبوبة بلحظات الانتشاء التي عاشها معها قليلا خالف هذا العهد الموثّق وفي هذا التعبير روعة غير عادية في التعبير عن مدى توغل الحزن داخل القلب وعن الشخصية ذات الطابع الصوفي والذي يتطهر بالحزن من تجاوزات الحب وهذا يتضح في الشطرة "رحيلها .....الخلود"يارب ...ما احلى الرجوع اليك...كل من اعتقد ان الحياه نعمه من الظلم اهدارها في عبادتك...

ستكون حياته سلسله من الكوارث..يبدو الموت فيها اقل الاضرار الممكنهرغم التقريرية والمباشرة في هذين السطرين الأخيرين إلا أن النص اكتسب عنصر المفاجأة بدخول حالة التوبة والروحانية والإنابة وجميل أنْ تأخر ذلك حتى لا يتخذ النص من البدء طابعًا وعظيًا تقريريًا يخرج العمل عن سياق الخاطرة . للتقريرية ما يبررها إذ أن السياق الموقفي وهو مخاطبة الله تعالى لا تقتضي -مطلقًا- فلسفة فكرية أومغامرة لغوية أو استعراضًا أسلوبيًا لأن من مقتضيات البلاغة مطابقة الكلام لمقتضى الحال.لكن سلسلة من الكوارث بحاجة إلى بعض التعديل لأنها تقريرية بشكل زائد لكن جملة الموت فيها أقل الأضرار الممكنة رغم صحتها الحقيقية إلا أنها تماشت بشكل كبير مع الطبيعة الوجدانية والتخيلية للحالة.
وكانت النهاية قوية ومؤثرة للغاية وعبرت بشكل كبير عن إحساس الكاتب بالوقت والموقف الذي فيه يينهي العمل الأدبي

لك مني خالص الود والتحية دمت مبدعًا وفقك وباركك الله.

المشرقي الإسلامي 04-08-2009 03:45 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :7 وظائف للريح
(من خارج منتدى الخيمة)
(4)


( 1 )


أيتـها الريــــــح ..
لقـد أخذت ِ منـي .. قبعتي ..
حــسـنــا ً ..
سـأخبر أبي .. أنك ِ لـص ..!!



(2 )



عندمـا يغضبني أحدهم ..
أخــرج مؤصداً الباب ورائي ... بعنف ..!!
حتى النافــذة المفتوحـــة ..
تغلق الباب .. بعنف ..
إذا ً
الابــواب ... تهــدىء من غضب الريـــح .. !!



(3 )



عمال النـظافة اللذين يكنسون الشوارع في الليل ..
لصالح من .. يفعلون ذلك ..!!
بالتــأكيد ..
ليس لصـــالح الريح ..!!



(4)



جــــارتي الحبشية .. تجيد الطبـــخ ..
لـقــد ... روجت لها الريــح ..!!



(5)



كلما وقفت أمام الـبحر ..
أشعر بتحرشه الكبير مع الريــح ؟
هل يعقل .. أن تكون الريح عاشقة للبحر ..!
ربما نعم ..
والا لمــا أغرق البحر كل الاشرعة التي رغبتت إمتطائه مرة ..!!



(6)



أبهجتني الريح .. ذات مرة .. حين مرت على الرصيف ثم التصقت بأجساد الفتيات المارات..
كانت .. تهبني فرصة للغواية .... كــي أرى سحــر البنفـسج ..!!



(7)



أيتها الريح ..
سـأكون .. ممتنا لك ..
لو توصلين قبلتي البهية .. طرية ً .. الــى كـف حبيبتي ..!!
لكن إحذري .. أن تلوثها أقنعة المارة ..!!



.ww.ye1.org/vb/showthread.php?t=254064&page=3
.


المشرقي الإسلامي 04-08-2009 03:47 PM

العمل الذي بين يدينا هو عمل فريد من نوعه ، ربما لطرافة العنوان وربما لانفتاح الدلالات وربما كذلك للخلفية التي يستمد منها وجوده .

قبل الخوض في الموضوع أحب الإشارة إلى أن ثمة تقاربًا يتم بين الأمم ينقل هذا التقارب العديد من أنماط الثقافة والتي يعد الكلام والتعبيرات أحد أشكالها البيّنة .
وفي المجتمع الأميريكي تنتشر بشكل كبير -لاسيما في مجال التنمية البشرية وتطوير الذات- كتب ومواضيع ذات عناوين تحمل صياغة رقمية مقاربة لهذا العنوان .
على سبيل المثال :
-العادات السبع للأشخاص الأكثر فعالية.
-عشر نصائح لإدارة المشروعات التجارية.
-كيف تصبح مليونيرًا في أسبوع واحد .
-خمس فوائد لقشرة البطيخ قبل الأكل !
وهذه العناوين في كثير من الحالات أعطت الانطباع بغباء العقلية الأميريكية منتِجة كانت أم مستهلكة إلا أن انخفاض مستوى غباء أحد الطرفين عن الآخر هو الذي يروّج لهذه المنتجات غثها وسمينها .
إن هذه العناوين تطرح بشكل كبير إشكالية تتعلق بكيفية الوصول إلى داخل المستهلك والتعرف على عناصر الجذب لديه .
وبما أننا كثيرًا نقف ضاحكين من بعض هذه الألاعيب والتي تجر جمهورًا من المشترين المغفلين في هذه الدولة ، وبما أن هذه العناوين تدل على سذاجة فكرية لدى أحد الطرفين ، العنوان أراه-على هذه الخلفية- محاكاة ساخرة لهذه الأنماط الفكرية المضحكة ، وتأتي المفارقة من خلال العنوان 7 وظائف للريح إذ أن الريح لها وظائف متعددة في إدارة السواقي وتلقيح النباتات ، وهنا يكون الملمح الجمالي الأول للنص كامنًا في حصر ما يستحيل حصر فائدته ، غير أن الريح أيضًا هي عنصر غير مادي ملموس مما يجعل كيفية حصر سبع فوائد له أمرًا مضنيًا مضحكًا .
ولنبدأ على بركة الله الدخول إلى النص ..




( 1 )

أيتـها الريــــــح ..
لقـد أخذت ِ منـي .. قبعتي ..
حــسـنــا ً ..
سـأخبر أبي .. أنك ِ لـص ..!!

السخرية في اللغة الطفولية كانت بادية وكأنها تتحدث على لسان هذا المواطن الأميريكي والذي يتسم بغباء لا آخر له من خلال كيفيات ربطه العلاقات بين الأسباب والمسببات . وكان وجود النقاط معبرًا عن حالة لاهثة تبرز هذه الطفولية وهي طفولية ربما فكرية وربما حقيقة . الملمح الجمالي في هذا العمل هو أنه يناقش كيفية خداع هذا المواطن بحيث يرى المستحيل ممكنًا وذلك في السطر الأخير سأخبر أبي .. أنك لص .ربما أوحى( الأب) الأبيض لأبناء جلدته أنه قادر على التصدي لكل الظواهر الطبيعية بما جعل المواطن مخدّرًا بهذه الأقوال فيستحيل طفلاً لا يعرف المنطق والأشياء البدهية .ولا يستبعد أن تكون الدلالة التقريرية المباشرة هي المتعمدة .


(2 )

عندمـا يغضبني أحدهم ..
أخــرج مؤصداً الباب ورائي ... بعنف ..!!
حتى النافــذة المفتوحـــة ..
تغلق الباب .. بعنف ..
إذا ً
الابــواب ... تهــدىء من غضب الريـــح .. !!

هذا المقطع يزيد النص جمالاً ، فهو يجعل المنطق المقلوب هو المسيطر على هذه النوعية من البشر ، حيث تحسب الأبواب تهدئ من غضب الريح وليس الريح هي التي تدفع الباب .
إنها قمة التخدير والتغيب عن أبجديات قانون الطبيعة . وتنفتح هنا دلالة النص ليشمل أنماطًا بشرية تتسم بهذه الدرجة من السذاجة في التعامل مع مواقف الحياة المختلفة .
قبل الخوض في باقي النقاط علينا أن نعرف شيئًا وهو أن الريح غير الرياح فالريح غالبًا تأتي للتعبير عن العواصف أما الرياح فهي الهواء العليل ، وهذا يبرِز فهمًا جيدًا لدلالات الألفاظ .
(3 )

عمال النـظافة اللذين يكنسون الشوارع في الليل ..
لصالح من .. يفعلون ذلك ..!!
بالتــأكيد ..
ليس لصـــالح الريح ..!!

هنا يبدأ النص في الانفتاح الدلالي أي تتسع دلالته لأشياء غير الريح بالمعنيين السابقين .
هنا أراك تتحدث على لسان مواطن ذكي واعٍ يتحدث بسخرية ، وبتغيره تتغير معنى ودلالة الريح وهي دلالة ساخرة أي أنهم لا يعملون (لوجه الله) وربما تأتي بمعنى آخر وهو أنهم لا يعملون من أجل الوطن بل من أجل المادة .

إن الاتكاء على لفظ الريح بوعي أو بلا وعي وبرشد أو بإسراف يدل على أن الريح محور العمل تعبر عن فكرة (الكابوسية) ذلك الشبح الذي يضايق المجتمع أو بعض أفراده مرة فتصير حكاية لا ينتهي الخوض فيها .
(4)

جــــارتي الحبشية .. تجيد الطبـــخ ..
لـقــد ... روجت لها الريــح ..!!

الاتكاء على فكرة الريح والتي تماثل معنى( الإرهاب) في نظر هذا المعجم السياسي كان عملاً فذًا ، فهو ينزع لإبراز حالة التأزم في أتفه الأشياء حتى الجارة الحبشية .وطالما أن الريح روجت للجارة فلابد أن يتم (محاصرة) هذه الجارة ومحاكمتها على إيوائها أشياء غير مشروعة .
لقد مرقت من الفكرة إلى تساؤلات مستقبلية ماكرة باهرة .
(5)

كلما وقفت أمام الـبحر ..
أشعر بتحرشه الكبير مع الريــح ؟
هل يعقل .. أن تكون الريح عاشقة للبحر ..!
ربما نعم ..
والا لمــا أغرق البحر كل الاشرعة التي رغبتت إمتطائه مرة ..!!

مرة أخرى يتغير المتكلم وتتغير (الريح) وتتخذ الفكرة الفلسفية منهجًا لك في العمل ،
وكان التعبير فيه تجسيد جميل ومعبرًا عن حالة يفلسف فيها الإنسان -ربما تحت وطأة حسيّته أو سخريته- هذه المعاني . لكن من المتحرّش بالآخر ؟ موضع خلاف .
هنا تنفتح الدلالة لتكون تعبيرًا عن واقع سياسي يتواطأ فيه طرف مع آخر (البحر والريح) الدولة والعدو ضد (الزوارق )أبناء الشعوب والذين يتقاسم كل واحد منهم حظه في الإيقاع به.
(6)

أبهجتني الريح .. ذات مرة .. حين مرت على الرصيف ثم التصقت بأجساد الفتيات المارات..
كانت .. تهبني فرصة للغواية .... كــي أرى سحــر البنفـسج ..!!


رب ضارة نافعة .. هذا هو المقصود من النص -كما فهمت- فكما يستفيد المواطن من الريح بهذه الطريقة ، فكذلك يستفيد المواطن أو أحد على شاكلته من وجود الأجانب والذي قد يثري السياحة لديه أو تأملاته (الجمالية) في وجوههم . غير أني لا أدري دلالة البنفسج (إلا لو عدت لقصيدة الشاعر المصري حسن طلب إلى البنفسج)

(7)

أيتها الريح ..
سـأكون .. ممتنا لك ..
لو توصلين قبلتي البهية .. طرية ً .. الــى كـف حبيبتي ..!!
لكن إحذري .. أن تلوثها أقنعة المارة ..!!



هنا كما بدأت الريح بمعناها التقريري المتبادر إلى الأذهان تنتهي بنفس الطريقة تقريرية ولكنها تأتي ذات طابع بهيج وهو إيصال القبلة إلى المحبوبة ، وكانت النهاية أقنعة المارة معبرة عن المجتمع لاذي يتدخل في كل خصوصيات الفرد .لكني لي مأخذ وهو أن الريح هي الأعاصير (ريح صرصر عاتية) ولكن لحظك أن بعض العلماء يجدون أن الريح قد تتغير دلالتها لتنحرف بها عن المعنى الطبيعي وهذا ساعد على وجود مبرر لاستخدامها في هذا السياق الأخير.
لقد كان الإسقاط عنصرًا فاعلاً متضافرًا مع تعدد الدلالات في الإتيان بمادة إبداعية ابتكارية حتى النخاع رغم اعتمادها على قدر كبير من الخيالات .وهذا درس مفاده أن الإبداع لا يعني إلصاق الصور على شاكلة copy&paste ولكن الفكرة والاعتماد عليها من أبرز وجوه تميّز العمل الأدبي .
لقد تدرجت وتنوعت الدلالات والحالات والتساؤلات لتبقى أعمالك جميلة بقوة هبوب الريح!
دمت مبدعًا وفقك الله .

المشرقي الإسلامي 08-08-2009 07:01 PM

بسم الله الرحمن الرحيم



اسمل العمل :ماذا استطيع تسمية موتي
الكاتب : مصطفى الطيار
(خارج منتدى الخيمة)


(5)






(1)

أتيت في المساءْ
أبحث عن رائحة عطرهَا
بعد أن لم تشعرن بتلاشيهَا
كان البحث صعبا في هذه السَّاعَة ..!
توجهتُ نحو هذه الزاوية ..
يا الهي !..
لم تترك حتى رائحة " اسكادا " !..

(2)

قعدتُ مُثقَلا بحُزني
اتحسَّسُ هذا القلبُ
متكورٌ بوجَعهِ
كـكرة بولينج
تدفعُها نبضة ٌ شديدةٌُ الوجع !..
فتحصُد كل ابتساماتي !..

(3)

الفجرُ يولدُ مُشعا
معروفٌ هذا !..
يولدُ كل يوم ٍ
لكنني ايتها الشمس
نورسٌ منذُ ألفُ بارحة ٍ
تــاه في الظلام !..

(4)

بعد ان يينَع أول حزنٍ بعد سابقيهِ
في قلبي لا آخـر للأحزان ..
سأنهضُ متوجها نحو زهرةٍ ذابلةٍ هناك
اتشابهُ مع اشياَء ضامئةٍ
وافوقها اشتياق ٌ للمطر ..
لآنني اكبرُ المائيات حسَّاسيةٌ من الصيف ..!
قبل ان اعيشةُ
اغتيل الربيع !..

(5)

لماذا اتذكـرُ وحدي ؟..
الم يذهبوا ببعضي معهُم !..
ذاك بعضي ..
بهِ اغلى ماذهب !..
لم أتبق سوى حُــزن ..
هذا الجسد المنهك
ليس سوى هيكل استعراضي ..!

(6)

ماذا استَطيع تسمية موتي ؟..




















http://www.al-yemen.org/vb/showthrea...84#post6085984

المشرقي الإسلامي 08-08-2009 07:03 PM

1)

أتيت في المساءْ
أبحث عن رائحة عطرهَا
بعد أن لم تشعرن بتلاشيهَا
كان البحث صعبا في هذه السَّاعَة ..!
توجهتُ نحو هذه الزاوية ..
يا الهي !..
لم تترك حتى رائحة " اسكادا " !..


الموقف الذي اخترته يبدو فيه حالة من التوتر البسيط في عملية البحث لاسيما وأنه كان صعبًا ثم قول لم تشعرن بتلاشيها دل على أن هناك تلصصًا تم أو مشيًا خفيفًا كمن يتحسس الخطا ويتسلل للانسحاب .
كثيرًا ما يكون لوجود المحبوبة بين زميلاتها وقع خاص في نفس المحِب والذي يشعر غالبًا بالضيق وتعز عليه نفسه ، والشعور بالوحدة من خلال هذه الأسطر كان واضحًا وكان كذلك واضحًا معه حالة من الشجن والانكسار والتي لا تجبرها إلا هذه . وكلمة تلاشيها تجعلنا نجد الموقف فيه تقارب بينهما ، بين محبوبة مهملة وكأنها (تتلاشى ) وليس في النص ما يشعِر باهتمامهن بها ، وبين محب يعاني النبذ .

أما عن العطر" إسكادا" فأقول :كثيرًا ما يكون لأشياء معينة حضور شديد التأثير في ذهن المتلقي ، وهذا الحضور يستدعي حالة ما عند تذكره ، فعلى سبيل المثال حينما أقول البن أو (محْمصة البن) فإن هذا يستدعي حالة من الذوبان في هذا الطعم ويستدعي صورًا متعددة لمجالسه وأمسياته ....إلخ
والأمر نفسه حين تذكر كلمة (باريس) أو (ألف ليلة ولية) كلها تؤدي إلى إحالات نفسية متعددة تجعل من وجود الكلمة سحرًا خاصًا للنص .. إنها رائحة الذكرى وعبق الأماكن . وهذا ما استدعى انتباهي لكني أعرف جيدًا هذا العطر للرجال ، ولا أعرف هل للنساء مثله أم لا .لكن لابد من الحذر في تناول مثل هذه المسميات فقد تكون معروفة لدى فئة اجتماعية معينة دون الأخرى مما يجعل ذكرها عنصر تعمية على القارئ .
(2)

قعدتُ مُثقَلا بحُزني
اتحسَّسُ هذا القلبُ
متكورٌ بوجَعهِ
كـكرة بولينج
تدفعُها نبضة ٌ شديدةٌُ الوجع !..
فتحصُد كل ابتساماتي !..


تتصل هذه القطعة بسابقتها مما يجعل العمل أقرب إلى روح القصة من حيث المضمون ،
وكان التعبير كرة بولينج في مقابل تحصد كل ابتساماتي جيدًا للغاية إذ يمثل العلاقة بين الحب
والراحة خاصة أن النص فيه لغة عيون يمكن للقارئ تخيلها من خلال السطرين الأخيرين.
(3)

الفجرُ يولدُ مُشعا
معروفٌ هذا !..
يولدُ كل يوم ٍ
لكنني ايتها الشمس
نورسٌ منذُ ألفُ بارحة ٍ
تــاه في الظلام !..


ننتقل لمشهد ثالث وهو ما بعد اللقاء وهو الشكوى والبوح ، وقد جاء هذا التعبير لطائر النورس ليضفي على النص حالة من الشاعرية المتمثلة في اختيار الألوان والخلفية المناسبة للموقف النفسي ، وقدوم العبارة نورس منذ ألف بارحة بعد العبارة التقريرية المعروفة أعطت حالة من المفاجأة في النص والتي تزيد من قيمة كل من البعد والاقتراب .

(4)

بعد ان يينَع أول حزنٍ بعد سابقيهِ
في قلبي لا آخـر للأحزان ..
سأنهضُ متوجها نحو زهرةٍ ذابلةٍ هناك
اتشابهُ مع اشياَء ضامئةٍ
وافوقها اشتياق ٌ للمطر ..
لآنني اكبرُ المائيات حسَّاسيةٌ من الصيف ..!
قبل ان اعيشةُ
اغتيل الربيع !..

تعبيرات اتسمت بالتكامل في البيئة التشبيهية والتكامل مع الموقف النفسي وكانت عادية نوعًا ما وشعرت بها فاترة لإكمال نقص في النص فقط ، ولا أدري دلالة التعبير :
لآنني اكبرُ المائيات حسَّاسيةٌ من الصيف ..!



(5)

لماذا اتذكـرُ وحدي ؟..
الم يذهبوا ببعضي معهُم !..
ذاك بعضي ..
بهِ اغلى ماذهب !..
لم أتبق سوى حُــزن ..
هذا الجسد المنهك
ليس سوى هيكل استعراضي ..!

حالة من الاستثارة للتفكير الذهني ، وكلمة بعضي والتي تعبر عن القلب جاءت في موقع مناسب في مواجهة الجسد المنهك والذي هو هيكل استعراضي .. كان هذا تعبيرًا جيدًا عن قيمة الشكل في مواجهة المضمون ، فالجسد بدون قلب وبدون مشاعر ..هيكل .(6)

ماذا أستطيع تسمية موتي ؟..

كانت خاتمة جيدة للنص ، إذ أنها مترتبة على الفقرة السابقة الجسد المنهك ليس سوى هيكل استعراضي ، وهنا تكون للأشياء دلالتها المجازية والتي يتعامل معها المبدع كأنها حالة حقيقية ، فالموت والذي هو اليأس وانعدام الأمل (وما أكثر معانيه المجازية) يكون موضع تساؤل للمبدع والذي يظهِر هذا التساؤل معاناته من مدى إهمال المحبوبة له .
إن الجميل هو أن كلمة (موتي ) قد ظهرت في نهاية النص ، وكان هذا تعبيرًا عن استنفاده كل الجهد في لفت انتباه المحبوبة والتي تبدو بعيدة كل البعد عن أبجديات الحب (الحياة والموت).
لهذه الكلمة دلالات عديدة متولدة وخصائص فلسفية تصلح لسياقات أخرى .
وأجمل من ذلك هو ألف المضارعة أستطيع وليس" تستطيعين". إنه محب لم يجد ما يمكن تسمية همومه به فاستعان بالمحبوبة .إنه يستنجد بها ويذكر كلمة (موتي) لترد ، وهنا تنفتح احتمالات الإجابة فكأنها (شيء عادي) أو (لا أريده كي يتكرر مرات أخرى) أو أي تعبير آخر على هذه الشاكلة .
نص متميز أحييك عليه ودمت مبدعًا وفقك الله.

--------------------------------------------------------------------------------
http://www.ye1.org/vb/archive/index.php/t-393328.html

المشرقي الإسلامي 09-08-2009 01:44 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : أقفاص من الهواء
اسم الكاتب:عبد العزيز حاجوي
(6)
(خارج منتدى الخيمة)

أقفاص من الهواء

لك أن ترتدي الغياب
أن تقولي لي : أنا هنا
أرفو بدلة العرس
أزرار قميصي المفضل
أرش على بقايا الجسد
عطر الأمومة
أعرف أنكم في الغرفة الأخرى
تخيطون الوقت
ردائي الأخير
تقولون كان هنا
هذا حذاؤه
و هذه ساعته الأخيرة
أوصيكم بعنواني الأخير
بنخلة ترد برد المكان
كأس شاي لثلة من الأصدقاء
و لا تنسوا عصافير الحي:
فقليل من حبّ و أجنحة
و أقفاص من هواء
و أتركوا الباب واضحاًََ
لأغفو كثيرا


http://www.airssforum.com/f13/t53353.html

المشرقي الإسلامي 09-08-2009 01:57 AM

لك أن ترتدي الغياب
هنا نجد شيئًا يميز البداية هو المفاجأة بارتداء الغياب ، ونلحظ
اختلافًا بين الملموس والمحسوس ، فتشبي الغياب كأنه ثوب
يعطي للشيء صفة مناقضة لطبيعته وهذا من شأنه أن يجعل
الصورة أعمق في ذهن المتلقي .

أن تقولي لي : أنا هنا
أرفو بدلة العرس
أزرار قميصي المفضل
أرش على بقايا الجسد
عطر الأمومة
أعرف أنكم في الغرفة الأخرى
تخيطون الوقت

نفس الفكرة اتبعت في هذا المقطع في تخييط الوقت ، وهذا التعبير
عن حالة من القلق تتأتى من آخر ترتيبات المغادرة

ردائي الأخير
تقولون كان هنا
هذا حذاؤه
و هذه ساعته الأخيرة
أوصيكم بعنواني الأخير
بنخلة ترد برد المكان
كأس شاي لثلة من الأصدقاء

تلعب عناصر المكان والبيئة والذكرى دورًا في تعميق صورة الفراق ، والأشياء
التي يحبها الإنسان غالبًا ما يذكرها للتدليل على تعلقه بها . لهذا نجد التعلق
بالأشياء حاضرًا من خلال النخلة التي ترد برد المكان والبرد هنا هو البعد
والهجر . إن النص يتناول وصايا أخيرة قبل السفر وفيها توزيع للخطاب على
الزوجة ثم التفات إلى الأصدقاء ،والجميل أنه يحدث كل جانب بالخصائص المميزة له.

و لا تنسوا عصافير الحي:
فقليل من حبّ و أجنحة
و أقفاص من هواء

عصافير الحي تعبير ربما عن أيام الصبا والطفولة التي تكسب المكان عبقه،لهذا
كان عنصرًا يدور حوله النص ، غير أن الطفولة هذه لا يمكن أن تمحى ذكراها ،لهذا
فإنها تظل دائمًا محلقة طائرة . وبذكاء استخدم الكاتب هذا التعبير أقفاص من هواء
إذ أنها استحالة حقيقية يقصد بها استحالة أن تسجن الذكرى في فضاء القلب .
إن استخدام مثل هذه المصطلحات على سبيل التناقض يعطي صورة مغايرة للأشياء،
وتكتسب الاستحالة قوة في بناء النص لأنها أكدت على المعنى بأسلوب غير مباشر.
و أتركوا الباب واضحاَ
لأغفو كثيرا

إن الذكرى لابد أن تظل باقية في القلب وتبقى الذكرى كالبيت والذي
يكون بابه براءة القلب ، لهذا أتى هذا الجزء معبرًا عن مَعلم يرجو المبدع
بقاءه وهو البراءة ليستريح في خضم متاعب هذه الحياة .
نص جيد وبالتوفيق بإذن الله .

المشرقي الإسلامي 10-08-2009 03:29 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل جنون الذكرى)
(من خارج منتدى الخيمة)

(7)

(للأخت الحنين عنوان بنفس الاسم )



ليلٌ حافلٌ بالنجومِ والسكون ..
وإمرأة تعيش تفاصيله بمشاعر شتويه
واوراق الخريف تتبعثر بأرجاءِ فكرها
والاقلامُ تتراقصُ على جمرةِ صيفهـا


كانت غارقةٌ بمحيط ذكرياتها بين رائحة البيوت الطينية
حتى كادت ان تلمس خطوات رحيل الزمن على تراب أرضها
اجراس ذكريات صوت الديك تدق مسامعها
وصوت اذان الفجر ايضاً .. يهزُ سماء اوطانهــا
وتذكرت انها بمثل هذا الوقت تكون
تحتضن بكفوفها وتقرأ حروف وكلمات رسائلــه
التي اصبحت مع الزمن بقايا لحبهــا الأول
الذي يشتعل بالجوف من حين الى آخر ..(( ومالحبُ إلا للحبيب "1" ))


فرأته هو بذات ملامحه صوراً تتسابق إلى ذكرياتها
فأستنشقت أنفاسه ..
وحست بحرارة كفوفه تحتضن كفوفها
وضمها الى صدره فسمعت دقات قلبه تناديها وتنطق بحروف أسمها
كل أحساسها هذا .. كان عبر أثير الذكريات ..
حينها شعرت بشيء من اللهفه تمزق عواطفها ..


شعرت بأنها ستكون تحت وطأة أشتياقهـا أنثى متمردة
فأسدلت على قبلها ستاراً علها تبتعد عن عذابها
علها تنتهي من حنين يخالج احساسها ..
فهمّت بالتناسي والرجوع بفكرها الى عالم واقعها
وفتحت نافذة ليلها وهبّت نسائم عليله
طمأنتهــا وقالت لها :..
تذكري الماضي.. فالذكرى مسموحاً بها بعالم المحبين
وان كانوا راحلين عن عيون بعضهم
وحلي ريق مرارة الشوق بحلوى ذكراك ..
ولكن .. للذكرى جنون .. حذاري
واجعلي من ذكراك حدوداً لا تتجاوزها العواطف
وتذكري أن مشاعر ذكراك ماهي الا حنين و وفاء اليه بعدم نسيانه ..
وليس بالضرورة ان تكوني لا زلتي تعشقينه




المشرقي الإسلامي 10-08-2009 03:49 PM

ليلٌ حافلٌ بالنجومِ والسكون ..
وإمرأة تعيش تفاصيله بمشاعر شتويه
واوراق الخريف تتبعثر بأرجاءِ فكرها
والاقلامُ تتراقصُ على جمرةِ صيفهـا

كان الاستخدام المجازي للكلمات مشاعر شتوية للتعبير عن شدة الألم وأوراق الخريف مع الفكرة والأقلام لجمرة الصيف عنصرًا جيدًا إذ انه أشعر أن الحالة التي سنكون بصددها هي حالة تمتد على مدى العمر وليست على مدى فصل معين أو موسم معين من السنة .

كانت غارقةٌ بمحيط ذكرياتها بين رائحة البيوت الطينية
حتى كادت ان تلمس خطوات رحيل الزمن على تراب أرضها
جيد للغاية هذا التعبير محيط الذكريات وذلك لأن المحيط أعمق من البحر ومالح مثله وهذا أعطى الذكريات دلالة أعمق ، وتعبير تلمس خطوات رحيل الزمن يميزه تجسيد هذا الزمن وتشبيهه بالإنسان مما يفيد توحدًا بالماضي والتركيبان كانا يتسمان بسبك جيد لأن كثافة الصور أعطت الحالة وضعًا أكثر حيوية وتأثيرًا .


اجراس ذكريات صوت الديك تدق مسامعها
ربما كان استخدام الأجراس مسببًا في فوضى صوتية وغير متخيل أن يكون الجرس
يدق لصوت شيء آخر .
وصوت اذان الفجر ايضاً .. يهزُ سماء اوطانهــا
وتذكرت انها بمثل هذا الوقت تكون
تحتضن بكفوفها وتقرأ حروف وكلمات رسائلــه
التي اصبحت مع الزمن بقايا لحبهــا الأول
الذي يشتعل بالجوف من حين الى آخر ..(( ومالحبُ إلا للحبيب "1" ))
فرأته هو بذات ملامحه صوراً تتسابق إلى ذكرياتها
هنا يحسب للنص الدخول إلى حالة الحلم أو حلم اليقظة دون الإشارة الصريحة إلى ذلك .

فأستنشقت أنفاسه ..
تعبير رائع يعبر عن التوحد بالآخر ، لدرجة أن تكون أنفاسه هي الهواء الذي تستنشقه ، وهذا تعبير ينم عن ملاحظة دقيقة لأبسط جوانب الحياة الاعتيادية والتي مع التكرار لا ينتبه الفرد إليها .


وأحست بحرارة كفوفه تحتضن كفوفها
وضمها الى صدره فسمعت دقات قلبه تناديها وتنطق بحروف أسمها
كل أحساسها هذا .. كان عبر أثير الذكريات ..
حينها شعرت بشيء من اللهفه تمزق عواطفها ..


كان من الممكن الاستغناء عن هذين السطرين لأن السياق يدل عليهما .

شعرت بأنها ستكون تحت وطأة أشتياقهـا أنثى متمردة
فأسدلت على قبلها ستاراً علها تبتعد عن عذابها
علها تنتهي من حنين يخالج احساسها ..
فهمّت بالتناسي والرجوع بفكرها الى عالم واقعها
وفتحت نافذة ليلها وهبّت نسائم عليله
طمأنتهــا وقالت لها :..
تذكري الماضي.. فالذكرى مسموح بها بعالم المحبين
الرؤية متميزة في هذا البيت ، إذ أن الذكرى ورغم أنها شيء غير ملموس ولا مرئي إلا أن الجمال في استخدام هذا السطر أنه جعل منها شيئًا يظهر وكأنه صغير . هذا السطر يشعِر القارئ بشدة الحزن لما تصبح الذكرى -والتي هي ملك أي إنسان- محصورة

وان كانوا راحلين عن عيون بعضهم
وحلي ريق مرارة الشوق بحلوى ذكراك ..

جميل للغاية في هذا السطر أنه جسد الشوق وجعله كالإنسان وكان هناك تكامل في بيئة التشبيه أو مراعاة النظير مرارة الشوق وحلوى الذكرى.
واجعلي من ذكراك حدوداً لا تتجاوزها العواطف
وتذكري أن مشاعر ذكراك ماهي الا حنينًا ووفاء اليه بعدم نسيانه ..
وليس بالضرورة ان تكوني لا زلتي تعشقينه

كان من المهم للغاية أن يشعر القارئ بالانسيابية في الانتقال من العالم الحقيقي إلى العالم
الفانتازي لكن ذلك لم يتم بسهولة وكان فيه شعور بأن ثمة تكلفًا كان في الحدث .
كذلك سيرورة الأحداث ربما كان فيها ما يخالف التوقع المنطقي .
عمومًا إذا نظرنا إلى ما وراء العمل وهو الفكرة لوجدناها فكرة عبقرية عقلانية وهي أن الأنثى لها لحظات الضعف التي تنسى بها مساوئ الآخر والآخر هنا هو (الزوج).
لذلك أتى هذا العمل منبهًا المرأة إلى أهمية أن تعيش حبها لمن تحب وليس لمن اضطرت للعيش معه.
إلى ذلك فالعمل جعل الحدث مستبطنًا يمكن لكل واحد أن يقوم بتأويله وفق ثقافته.
إنه عمل يفلسف الفراق من وجهة نظر أخرى .
لكن السؤال هل المرأة (المرأة العربية تحديدًا) هي التي تفكر بهذا الأسلوب ؟
النص جيد وكان ينقصه الاتكاء على الصورة بشكل أكثر عمقًا ودقة .

المشرقي الإسلامي 11-08-2009 01:02 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :لا تستبق
(خارج منتدى الخيمة)
(8)




لا تستبق ..... فــ الوقت كــ عادته تأخر



تحترف الصمت ..!!
سياستك المعهودة ....
في تعذيبي ...
فاتكَ .... أن للصمت ضجيج
يلتقطه رادار .... القلوب



...... أدمنتك " سجنا "
يَغتالُ " حريتي "
وأدمنتني .... " حرية "
حين تخنقك ... " السجون "



..... تهوى الرقود على " أهدابي "
......... تتوضأ بــ " دمعي "
ولا تَذرفُ " دمعة "
لتقتل .... ظمائي ...!!!



وتقترب ساعات " الرحيل "
حيث مرتع الكبرياء
أداوي جروح ..... عزة مجروحة
بـــ خنجر جليدك ..... المغروس
بـــ خاصرة العشق العفيف ...!!!



لا .... لا تقترب
ولا ..... تقطع طريق الرحيل
فــــ صوت الوجع بات مسموعا
وكبرياء العزة لا يقبل القسمة
الا على الرحيل ...!!!



ولكن ..... قبل الرحيل ...
تذّكر .....
كَذب من قال ...
أن الحب أعمى ....
ربما لا يبصر ... ولكنه
حاد البصيرة ...!!!

www.airssforum.com/f575/t37946.html

المشرقي الإسلامي 11-08-2009 05:32 AM

لا تستبق ..... فــ الوقت كــ عادته تأخر


تحترف الصمت

هذا التعبير مستخدم وهناك ما يشابهه كاحتراف الموت والغياب، لكنه
تعبير جيد عن شدة الصمت ويلعب دورًا في إشعار القارئ بذكاء
هذا الصامت والغاية التي يصمت من أجلها كما أنها تعطي احتمالاً
بأن هذا الصامت يبدو على سجيته مما يجعل الحب لعبة غير
ناجحة لاختلاف طباعهما ..!!
سياستك المعهودة ....
في تعذيبي ...
فاتكَ .... أن للصمت ضجيج
يلتقطه رادار .... القلوب


هذا التعبير مميز للغاية للصمت ضجيج وهو يعبر عن شدة استغراق في الصمت
وتتابعه حتى يبدو وكأنه مزعج لشدة ما ملأ المكان .إن من عناصر التمكن في الإبداع
استخدام الأشياء بدلالة عكسية وهذا يفجر الكثير من المفاجآت التي تخالف توقع المتلقي،
وتحقق الدهشة لأنها تعبر عن تغير تام في طبائع الأشياء.



...... أدمنتك " سجنا "
يَغتالُ " حريتي "
وأدمنتني .... " حرية "
حين تخنقك ... " السجون"

عنصر المقابلة بين الطرفين واستخدام لفظ الإدمان زاد من قوة العمل لأنه
أعطى للتناقض دوره في إبراز المأساوية في الحالة ويعبر عن طبيعة الأنثى
وتعلقها الجنوني بالغير والذي يبلغ حد التلذذ بهذا التعذيب .

..... تهوى الرقود على " أهدابي "
......... تتوضأ بــ " دمعي "
ولا تَذرفُ " دمعة "
لتقتل .... ظمائي
...!!!

عنصر المقابلة أتى مرة أخرى ليشعِِر القارئ باستمرار التناقض ،وكانت الصور
المجازية جيدة وتنحو منحى تشكيليًا شيئًا ما .ويلاحظ في النص أن استخدام ضمائرالمخاطب
تهوى ،تتوضأ ، تقتل كان مفيدًا حالة من الإيثار للغير حتى في العتاب لم تبدأ بذكر أفضالها
ولا مأساتها وتعبير تقتل ظمئي بدلاً من تروي ظمئي إذ أن الظمأ هو الشوق .
وفي الغالب لا يكون المحب متمنيًا رؤية مدامع محبوبه لكن هنا كان استخدام هذا التعبير
مناسبًا لحالة العتاب .

وتقترب ساعات " الرحيل "
حيث مرتع الكبرياء
أداوي جروح ..... عزة مجروحة
بـــ خنجر جليدك ..... المغروس
بـــ خاصرة العشق العفيف!!!


هذه التعبيرات كانت الاستعارة فيها غير موفقة فلا وجه للشبه بين الجليد
ولا الخاصرة وكذلك خاصرة العشق تعبير غير مستساغ.




لا .... لا تقترب
ولا ..... تقطع طريق الرحيل
فــــ صوت الوجع بات مسموعا
وكبرياء العزة لا يقبل القسمة
الا على الرحيل!!!


ميز هذه الأسطر ارتفاع الإيقاع وتغير الحالة النفسية إلى الكبرياء وكان
استخدام لفظة الكبرياء في الأسطر الماضية تمهيدًا جيدًا لردة الفعل ،
ونكون في هذه الأسطر كأننا بإزاء مشهد سينمائي يجمع بين الفانتازيا
والحقيقة كأنها تتخيل ردة فعله ومحاولة اعتذاره .
تعبير كبرياء العزة لا يقبل القسمة إلا على الرحيل
كان مميزًا للغاية وأجمل ما
ميزه هو الاستخدام اللغوي الذي يتسم بالمرونة وخلط لغة الخطاب الرسمي
بلغة العشق ليأتي لنا عصير جمالي فيه خصوصية من حيث الاستفادة من
مفردات الحياة كلها وصبها في التعبيرات الوجدانية .



ولكن ..... قبل الرحيل ...
تذّكر .....
كَذب من قال ...
أن الحب أعمى ....
ربما لا يبصر ... ولكنه
حاد البصيرة!!!


كانت الرؤية والخاتمة متميزتين ، إذ أن الاستفادة من عنصر الجناس
بين البصر والبصيرة كانت حاضرة وكانت فلسفة الحب تنبيء عن فهم
عال لطبيعة مشاعر العشاق وكان المقصود به أن "قلب المحب لا يخطئ".
وإن كنت لا أفضل استخدام كلمة البصيرة حتى لا تتناقض مع البصيرة
في الدين وهي الوعي .وكان عنصر التكثيف مساعدًا على أن تكون
النهاية بالحكمة مما يجعل علوقها بالذهن أمرًا حتميًا .

المشرقي الإسلامي 12-08-2009 06:45 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :يتم المشاعر
اسم العضوة : إيناس


(9)


أيام قاسية
خطت ملامحها بحبر أقدار شغلت فيها الإرادة الآدمية
الدرجة الثالثة من مقاعد محطات حياتي


تلقيت دروسا من كائنات بشرية غير محددة أو بارزة الأدوار
لأطلق عليها إسم معلمين
وعبرٌ ومواعظ من أفواه صامتة
إستعاضت عن لغة اللسان بلغة الجسد
لتفوق أفواه الحكماء تعبيرا وتجسيدا.


إلتفت أبحث عن كلمة "اليتيم"
والتي طالما أُطلقت على من فقد والده أو عائلة لا غير
فتعرفت فيما بعد إلى معنى ماكنت أبحث عنه
لإكتشافي أني أعيش في قوة حضوره وعمق أثره


رأيته المعنى المناسب في اللحظة الوحيدة التي عجزت فيها
مشاعري من الحصول على حق اللجوء العاطفي الحقيقي
لدى أحد من حولي ...
وأيقنت أنه لا يمكن لمشاعر عانت
من وحدة الغربة أو غربة الوحدة
فكلاهما سيان
سوى أن تنسب ذاتها ليتم المشاعر


فما أشد فراغ الكون حين إجتمعت كل الوجوه
لكنها خالية من كل الملامح التي عرفتها وثقت إليها
وإحتفظت بها ذاكرتي كحلم مستحيل
وأنا أتسلى بأحلى هواياتي المفضلة
إسمها الإنتظار


ماأقسىاه إفلاس قلبي من المشاعر والأحاسيس
متشردا يتسكع في طرقات الأوهام
يتسول الأمل واليقين


وما أمره نحيب جوارحي
حين إختنق صوتي فبكيت بصمت
خشية شماتة العقل ولوم المنطق


غذت يتيمة مشاعري
لو إفترضت
وهما
أنها كانت تنعم
يوما
بدفئ
الإحتواء
__________________

المشرقي الإسلامي 12-08-2009 06:49 AM

قبل الخوض في تفاصيل العمل الأدبي لابد لنا من الوقوف على الأرضية الاعتيادية والتي تتعلق بالأدب وارتباطه الوثيق بالمجتمع وقضاياه ومشكلاته الاجتماعية .
وهذا إن كان ينطبق على الفنون الأدبية عامة ، فإن فن الخاطرة -لأسباب تتعلق بطبيعة تكوينه ومضمونه- نادرًا ما تنحو المنحى الاجتماعي وتقف عند الجانب الوجداني فقط .
والنص الذي بين يدينا نص يمثل قفزة على صعيد الوعي بالدور الاجتماعي للفن ، بحيث لا يكون فن الخاطرة انقطاعًا عن الخصائص الاجتماعية للفنون الأخرى ولترفع صاحبة هذا العمل هذه الأبيات شعارًا لها :
ما أجمل أن تلهث يا قلبي
خلف هموم الناس
منقطع الأنفاس
وتساعد في كل عيون أذبلها الهم
وتجفف من فوق جراحات الناس الدم .

محمد إبراهيم أبو سنة

وهذه الخاطرة تتناول إحدى مشكلات الحياة الدراسية والتي يمكن صياغتها وفق تخصص التربويين باسم الإعداد النفسي للمعلم أو المهارات الوجدانية . ويميزها التناغم بين الواقع الشخصي الذاتي وبين الجانب الموضوعي لهذه المشكلة ، إذ أنه ليس شجن المحبين وإنما عاطفة من (أحرقتها) من يفترض أنه شمعة تنطفئ من أجل الآخرين ، ولكن يبدو أن الشمعة قد انطفأت فيها هي ..



أيام قاسية
خطت ملامحها بحبر أقدار شغلت فيها الإرادة الآدمية
الدرجة الثالثة من مقاعد محطات حياتي
.


ميّز هذا المقطع بدرجة كبيرة استخدام التعبيرات الدارجة في الحياة وصبغها بالصبغة الأدبية لتؤدي دورًا وظفيًا في العمل ، هذا بخلاف الخطأ الديني في حبر الأقدار لأن الله هو الذي يسيّرها .
كلمة الدرجة الثالثة كانت متماشية للغاية مع محطات الحياة وكان بها ابتكار لغوي يجعل المعنى أكثر عمقًا لدى المتلقي كما أنه يغمز من بعيد التمايز الاجتماعي في بعض الدول التي ما زلت تصر على الحفاظ على هذا التقسيم .


تلقيت دروسا من كائنات بشرية غير محددة أو بارزة الأدوار
لأطلق عليها إسم معلمين

وعبرٌ ومواعظ من أفواه صامتة
إستعاضت عن لغة اللسان بلغة الجسد
لتفوق أفواه الحكماء تعبيرا وتجسيدا.


لفظة كائنات بشرية كانت جيدة للغاية بسبب المفارقة في الاستخدام أي أن كلمة الكائنات تجعلنا بإزاء مخلوقات أخرى وتصوير هذه الفئة من البشر بأنها كائنات أعطى دلالة قوية عبرت عن الفجوة بين الإنسانية وبين هذه الفئة ، وميّز النص بدرجة كبيرة جملة (اسم معلمين) لتدل على التجاهل والاستخفاف .
لكن تعبير لغة اللسان كان غير موفق لاسيما وأن اللسان جزء من الجسد والذي كان متوقعًا أن تأتي لغة العيون أو القلب ...إلخ
وكان من الأولى استخدام لغة اليدين والرجلين أو الأطراف لتتماشى مع النعت غير المباشر بالحيوانية.






إلتفت أبحث عن كلمة "اليتيم"
والتي طالما أُطلقت على من فقد والده أو عائلة لا غير
فتعرفت فيما بعد إلى معنى ماكنت أبحث عنه
لإكتشافي أني أعيش في قوة حضوره وعمق أثره

الذي ميز هذا الجزء الجميل هو الاستدراج والمفاجأة في عبارة قوة حضوره وعمق أثره .
وإلى ذلك كانت التعبيرات مصوغة بأسلوب متماسك يجمع الأصالة بالمعاصرة. وهنا ملمح رومانسي جيد متمثل في جزئية هامة وهي أنك لا تقولين صراحة أنهم حيوانات ولاأنك مصابة بيتم المشاعر وهذه طبائع الرومانسيين أنهم يستخدمون ألفاظًا غير مباشرة للتعبير عن مآسيهم .



رأيته المعنى المناسب في اللحظة الوحيدة التي عجزت فيها
مشاعري من الحصول على حق اللجوء العاطفي الحقيقي
لدى أحد من حولي ...
وأيقنت أنه لا يمكن لمشاعر عانت
من وحدة الغربة أو غربة الوحدة
فكلاهما سيان
سوى أن تنسب ذاتها ليتم المشاعر


تنساب الكلمات بسهولة ورقة وتسلسل أحداثها كان جيدًا مشعرًا بأن الكتابة أتت في لحظة استجمعت فيها قوى العقل بشكل جيد .. اللجوء العاطفي في مقابل اللجوء السياسي كان تعبيرًا معبرًا عن اتساع عوالم النفس وهذا أضاف للتشكيل اللغوي والاستخدام اللغوي نقطة بيضاء جديدة .
كذلك غربة الوحدة ووحدة الغربة عبرتا بشكل متميز عن الحزن الدائري الذي يفضي فيه كل واحد إلى الآخر .

فما أشد فراغ الكون حين إجتمعت كل الوجوه
لكنها خالية من كل الملامح التي عرفتها وثقت إليها
وإحتفظت بها ذاكرتي كحلم مستحيل
وأنا أتسلى بأحلى هواياتي المفضلة
إسمها الإنتظار



ما شاء الله .. سأترك لك الخيمة الثقافية لتكملي فيها ما بدأته .

لاحظي كلمة كل الوجوه وكل الملامح أتت كلمة كل للتعبير عن نفي الاحتمال أو التوكيد .
أحلى هواياتي المفضلة الانتظار كان تعبيرًا جيدًا متقنًا فيه توصيف وتحديد لأشياء لا تحدد وهذا الاستخدام يجعل منها مادة عميقة الأثر في التعبير عن الخواء .



آه ما أقسى إفلاس قلبي من المشاعر والأحاسيس
متشردا يتسكع في طرقات الأوهام
يتسول الأمل واليقين



كان تتابع التجسيد في الألفاظ إفلاس قلبي ، يتسكع ، يتسول مضيفًا صورة
تفلسف الحزن على أنه لا يكون إلا إنسانًا لاسيما وأنت استخدمت كلمة المشاعر والأحاسيس.
هنا فقط يتضح الفرق بين الإنسان والكائنات البشرية.


وما أمره نحيب جوارحي
حين إختنق صوتي فبكيت بصمت
خشية شماتة العقل ولوم المنطق


كان تعبير حانتنق صوتي فبكيت بصمت تعبيرًا جيدًا عن قسوة التلاشي وتتابع الحزن
حتى يجتمع الصمت مع البكاء ..قمة الكبت .
كذلك شماتة العقل ولوم المنطق كانا تعبيرين متمسين بالتجسيد المناسب وتكامل
بيئة التشبيه من حيث الانفعالات البكاء والاختناق والشماتة واللوم .هذه الثنائيات
تكرّس حالة حصار نفسي يجعل الصورة مبكية من مفارقاتها إما يتمًا وإما حصارًا !


غذت يتيمة مشاعري
لو إفترضت
وهما
أنها كانت تنعم
يوما
بدفئ
الإحتواء


ما شاء الله ختام جيد للعمل ، يتيمة المشاعر تعبير عن النفس . لقد اتسم النص بالتحويم في فلك
هلامي يجعل من الأسى المتميع عنصرًا لازمًا لا سبيل لملاحقته .
فهي لم تغذ النفس لأن الافتراض -حتى وهو وهمي- بالاحتواء لم يتحقق .
لقد اتسم النص بمجموعة من الخصائص نوجزها فيما يلي :
1- التحول من الاستخدام المجازي العادي إلى الاستخدام الابتكاري.
2-التسلسل الجيد في التعبير عن المشاعر .
3- الرؤية .
4- تكامل بيئات التشبيه أو ما يسمى بمراعاة النظير .
عمل متميز أرجو لك الاستمرار على منواله ومن هنا يمكن أن نعطيك بإذن الله جواز سفر المرور
إلى عالم الإبداع .
دمت مبدعة وفقك الله .

المشرقي الإسلامي 13-08-2009 08:30 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : على ضفاف الشرود
(خارج منتدى الخيمة)

( 10)





على ضفاف الشرود !










وذهبتُ لا أعرفُ ماذا يحملني ؟!
عاش بعضي مَقَاطعاً هُناك ،
والباقي دخلَ سِرداب غربته كالعادة ....

وعدتُ لا أعرف أيضاً .. ماذا أعادني ؟!
هل السبب ضروري ؟!
أم فقط هاجسٌ يتكرر ....

حتَّى تراني نفسي عليها ..
عليها رؤية الإجابة
ماذا أنا هُنـا ؟!


على ضفاف الشرود ..
بحثتُ عمَّن يسكنني
وجدتُ مرآة تائهـة ..
تجوب شواطئ المستحيل
وقفتُ أمامهـا ،
حاولتُ الإمساك بها .. فتكسرتُ !!


صنعني ألفُ تساؤلٍ
رفعني سحاباً .. لا تمطر إجابات !!


تصحرتُ جدّاً
تبقت شجرةٌ لم تشرب الهلاك
تبحث عن إنسان ..!!


في شارعٍ منسي في الذاكرة
استيقظتُ
وهل كان لزاماً أن يبدأ القرار من هنا ؟!

ومن بقايا متصحرٍ شريد ..
نبتت ذاتٌ ..
عليها من غبار اليأس
شظايا نخلة ..
تركت أرضها وقررتِ السفر...!!

كُلّما حاولتُ معرفة غائية ما حولي ..
رأيتُ الأشيـاء سرابا
إذن لا جدوى .. من رأسي والغائيَّـة ..
يكفـي السـطح .. !!


في جنـاح الخيـال
قعدتُ حيناً .. من الدهر
ملَّني الخيـال .. واستـعاد جناحـه .. !!


وأخيراً .. من هتك عِرض شرودي ؟!
من ذا الذي اقتلع صفحته ..؟!
وتجرأ واغتاله ؟!
حتَّى الشرود .. قُضي عليه ..
لنخرج معاً .. من هُنا ..
فلقد خَسِرَ بعد ذلك الشاردون !!

http://www.al-yemen.org/vb/showthrea...14#post6106614

المشرقي الإسلامي 13-08-2009 08:34 AM

وذهبتُ لا أعرفُ ماذا يحملني ؟!
عاش بعضي مَقَاطعاً هُناك ،
والباقي دخلَ سِرداب غربته كالعادة

من جماليات النص أنه لا يذكر أحداثًا غير مهمة ، أو يحاول أن يرجئ الحديث عنها لما بعد مراعاة للأولويات أو لإحداث مفاجأة ، وهذا
أسلوب يزيد الخاطرة توهجًا ويبعدها عن مزالق المباشرة والسرد الزائدين . تبدأ الخاطرة متوترة نوعًا ما إذ أنها تنم عن حدوث شيء
غير واضح والفعل يحملني له طابع حركي انتقالي ، مما يدل على أن ثمة شيئًا حدث كعاصفة أو إعصار أو رحيل مفاجئ .
والجملة عاش بعضي متقاطعًا هناك اتسمت بقدر عالٍ من التشكيلية وميزها بشدة تصوير النفس وعوالمها وأغوارها بالجبال والكهوف والغابات
لكن هذا التشبيه كان غير مباشر . البعض عاش هناك هناك أين ؟ يولد هذا اللفظ احتماليات متعددة لعلها النفس ولعلها الفضاء الخارجي ،
وهذا القدر من التعمية الواعية غير المغرقة في الغموض يحسب لصالح النص في أنه مهد لوضع جديد وجعل حواس المتلقي مستعدة بشكل كامل
لاستقبال الحدث والتفاعل معه . وكلمة العادة مقترنة بالغربة مما يشي عن حالة اغتراب وانقسام على الذات وهذا يجعل النص في منطقة
توتر تستنهض القارئ للوصول إلى ما بعده .

....


وعدتُ لا أعرف أيضاً .. ماذا أعادني ؟!
هل السبب ضروري ؟!
أم فقط هاجسٌ يتكرر
....

يستمر كذلك الحكي لنجد أنفسنا في حالة العودة والتساؤل عن السبب وهذا التساؤل جعل التشويق أكثر تحققًا والخطاب الذي يتخذ شكل المنولوج أي الحور الداخلي
ينقل إلى المستمع بعض الجوانب الصوتية والجوانب المتعلقة بالمؤثرات على المشهد كالإضاءة ونحوها .



حتَّى تراني نفسي عليها ..
عليها رؤية الإجابة
ماذا أنا هُنـا ؟!

تكرار كلمة أنا للمرة الثالثة يجعلها محور النص ، وهذا في صالح العمل ، إذ أننا إزاء نص يحاول فيه الكاتب البحث عن كينونته المفقودة وتبدأ صراعاته
المتعددة بين النفس والذوات الأخرى الخارجية. وكان تكرار الأسئلة عنصرًا مسهمًا في تحقيق هذه الحالة من التيه والتوتر


على ضفاف الشرود ..
بحثتُ عمَّن يسكنني
وجدتُ مرآة تائهـة ..
تجوب شواطئ المستحيل
وقفتُ أمامهـا ،
حاولتُ الإمساك بها .. فتكسرتُ !!
جيد للغاية لفظ من يسكنني ، الجميل ليس فقط مجرد تشبيه النفس بأنها كائن غير حي أو تشبيهها بشكل غير مباشر بالأرض القفر ، وإنما
الحاجة إلى الآخر بدأت في المقطع الرابع أو الخامس ليكتسب العمل توازنًا من خلال التحول من الأسئلة إلى طرح الإجابات .
وميز النص كذلك لفظ تكسرت وشواطئ المستحيل .
شواطئ المستحيل تعبير عن شدة الاستحالة والاتساع فيها كأنها بحر ، ثم الذي ميز النص كذلك من جملة ما ميزه وليس هو الميزة الوحيدة الجانب
الحركي في حاولت الإمساك بها فتكسرت ، إذ أن ذلك تعبير عن حالة من السراب أو شيء يقع في دائرة مسمياته ولفظة تكسرت دل على هشاشة
هذا الحب أو هذه المرأة وكان إعطاؤها خاصية أقرب إلى خواص النباتات جيدًا معتمدًا على مراعاة النظير فأمام الشاطئ والضفة هناك النبتة
وهي المرأة والتي تنكسر ليس من الإمساك بل محاولة الإمساك مما يجعل النص في دائرة البحث عن امرأة لكنها هي نفسها ضعيفة خائفة
من التعامل والاقتراب من الغير وهذا يجعل توترات النص كلها مفضية إلى حالة من التصاعد والتميز من حيث تعبيرها عن خصوصية الحالة.




صنعني ألفُ تساؤلٍ
رفعني سحاباً .. لا تمطر إجابات !!


الجانب الفلسفي ميز العمل بشدة ، وذلك في العبارة رفعني سحابًا لاتمطر إجابات ، مما يجعل الفشل هو الإجابة الأولى ، وهذا أدى إلى
دائرية التساؤل والحيرة وكان التعبير يتسم بمراعاة النظير كما أنه أدى إلى شعور بعنف المفاجأة اعتمادًا على الصورة الذهنية
للسحاب والتي بهتت من خلال الإجداب . ومعنى الرفع أن الفرد في مهب الريح لا يستطيع أن يملك توزان نفسه . وهذا ملمح جيد
للتعبير عن هذا الضياع .


تصحرتُ جدّاً
تبقت شجرةٌ لم تشرب الهلاك
تبحث عن إنسان ..!!

في رأيي الشخصي أن هذا اللفظ أضفى للعمل قيمة جميلة ، وذلك لأن الكلمة تصحرت تمثل الإجابة النهائية أو اليأس الذي لا يتمكن المبدع أو من يتحدث المبدع
على لسانه من كبته فيقول -بدون دبلوماسية- تصحرت ، كذلك كان اللفظ شجرة تبحث عن إنسان فيه إبداع متناه من خلال تشبيه الإنسان الحقيقي
بالشجرة الوارفة ، وهنا أجد أن الحالة المتعلقة بالحيرة مردها إلى أن الذات أو الآخر لم يحقق معنى الإنسانية المنشود مما يجعل الرومانسية في
تعانقها مع الفلسفة مقترنين بشكل جيد للغاية وإلى ذلك فالنص شبه عالمي بمعنى أنه لا يتعلق بجنس أو دين أو عرق ويصلح لكل زمان ومكان وهذه
قمة التجرد لتبقى الإنسانية الكلمة الأخيرة.



في شارعٍ منسي في الذاكرة
استيقظتُ
وهل كان لزاماً أن يبدأ القرار من هنا ؟
!

إن حالة الشرود والتخدير التي يتخدها المبدع تكأة للنص تبدو في هذا التصاعد والذي يتحدث عن الإنسانية باعتبارها شارعًا منسي الذاكرة
والجميل أن القرار بالاستيقاظ بدأ في هذه المنطقة لأن الإنسانية لا تكون إلا منسية وفعل استيقظت كالفعل مات لا يقوم به صاحبه عمدًا ـوهذا
جعل للسلبية واللاشيئية بروزًا كبيرًا على صعيد الحدث .


ومن بقايا متصحرٍ شريد ..
نبتت ذاتٌ ..
عليها من غبار اليأس
شظايا نخلة ..
تركت أرضها وقررتِ السفر...!!

لعلنا الآن إزاء عملية استرجاع يتذكر فيها المبدع أو من يتحدث المبدع على لسانه ما تم في الجزئية المتعلقة بالشجرة التي لم تتشرب الهلاك
وجملة بقايا متصحر شريد جميل فيها التعبير عن التلاشي فليس البقايا المتصحر موجود بل إنه مستبعد ونبتة الذات بداخلها
تدل على هذا التلاشي والاستغراق في الغياب ولا أستطيع تقييم عبارة شظايا نخلة هل هي دليل على احتراق نفسي أو حقيقي أم هي رمز
للاحتلال ؟ والنخلة هنا تحتمل تأويل الأمل النابت ولكن هذا الأمل لا يستقر بل يرحل ، وهذا جعل حالة اليأس وتلاشي الآمال كلها
متعقلة ببعضها ممايفضي إلى نهاية مأساوية تتماشى مع الشرود .


كُلّما حاولتُ معرفة غائية ما حولي ..
رأيتُ الأشيـاء سرابا
إذن لا جدوى .. من رأسي والغائيَّـة ..
يكفـي السـطح .. !!



هذا النص أراه زائدًا ومقحمًا لأنه قد دلت العبارات السابقة عليه


في جنـاح الخيـال
قعدتُ حيناً .. من الدهر
ملَّني الخيـال .. واستـعاد جناحـه .. !!

جميل أن العمل على مشارفة نهايته اتسم بصورة تشكيلية لطائريلقي بقايا إنسان
تشبيه الخيال بالطائر ودلالة كلمة ملني في مواجهة استعاد جناحه أعطت للنهاية
الصارخة قوة كبيرة تتمثل في حالة الانتهاء المروع بأن يقذف الخيال إنسانًا
ويغدر به وقد كان من قبل جناحه .إن الإنسان هو جناح طائر الخيال وفي ذلك
رؤية إنسانية فلسفية بديعة تجعل كل شيء في الحياة وكل جمال مرده إلى أنه
من أجل الإنسان ولكن هذا الإنسان للأسف .. متلاش ٍ



وأخيراً .. من هتك عِرض شرودي ؟!
من ذا الذي اقتلع صفحته ..؟!
وتجرأ واغتاله ؟!
حتَّى الشرود .. قُضي عليه ..
لنخرج معاً .. من هُنا ..
فلقد خَسِرَ بعد ذلك الشاردون !!

***


النهاية في حديث الذات والتي شبه فيها الشرود بعرض مما دل على عِظَم قيمة هذا الشرود والهروب من الواقع
لكن المفاجأة الحزينة تكمن في الطرق التي انتهى بها فمن هتك لاقتلاع صفحة ثم اغتيال . إن قيمة الشرود تكمن
في أنه أداة للاستجابات التكيفية المناسبة لبعض الأزمات الطارئة وتبقى الأزمة الداعية إلى هذا الشرود محل
تأويل القارئ لعله احتلال ممثل في شظايا النخل وعله غياب حبيبة هي تلك التي انكسرت والنهاية التوحد
مع الذات توحد الفرد مع الأنا مما يجعل العودة والبدء إلى الذات والانكفاء عليها بما فيها من مأساة حالة
دائرية إذ أن الشاردين لما خسروا فمن الواضح أنهم لن يتمكنوا من الصمود في عواصف الانتباه! وكلمة أخيرًا تشعِر القارئ بتنهيدة تختزل كل الآلام التي عاشها . ونادرًا ما يستخدم
هذا اللفظ لكن استخدامه يوحي بأن حالة من الضيق جعلت من تتحدث على لسانه يستعجل الانتهاء من الكلام بهذه الكلمة مما عبر عن إرهاق حتى في الحكي نفسه والذي هو أداة للبوح .
عمل جيد وأتى متسلسلاً بشكل طيب واحتوى على العديد من الفنيات المميزة كالمونولوج والصورة التشكيلية،
والتعدد والانفتاح في الدلالات وتصاعدات الحالة النفسية .
دمت مبدعًا وفقك الله .

المشرقي الإسلامي 17-08-2009 03:23 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

اسم العمل :متى ارحل اليك
العضوة : بنت القرية( العمل من الأرشيف)
(11)


متى أرحل إليك ؟

كذاك الطيف الذي يبعد عني طوال النهار ..
بمجرد قدوم المساء .. يبدأ يقرب مني حتى يأخذ كل لأماكن داخل نفسي ..
ويتكيء بين أوردة أحلامي وآلامي ..
لا أدري لماذا أحس بأن الحزن بحياتي كطفلي الذي لاأراه إلا مع دمعات الليل..
أجده ينام على ذراعي ..
يحيط بيديه أركان وجهي ..
وتحرك خصال شعري أنفاســــــه..
يزعجني بكلماته التي تملأ هدوئي..
أحاول أن أحضنه بداخلي ..أمسك أنامله ..أداعبها بين أصابعي ..
ولكنه لم يستطع أن ينسى ذاك الماضي المظلم..
وأتركه جانبي يعبث بملامحـي..
و أنــام..

المشرقي الإسلامي 17-08-2009 03:38 PM

كذاك الطيف الذي يبعد عني طوال النهار ..
البدء بالمشبه به جاء ليرسل رسالة مفادها أن ذلك الطيف هو محور الحياة لهذا
كان البدء به أي أن العمل أساسًا يرتكز عليه وهذه البداية من شأنها أن تجعل
الصورة هي المدخل للعمل والبدء بالطيف يعطي المتلقي حالة من الارتياح ، وكذلك
الأداة الخاصة بالتشبيه الكاف جعلت للتشويق وجوده بسبب إخفاء المشبه .


بمجرد قدوم المساء .. يبدأ يقرب مني حتى يأخذ كل لأماكن داخل نفسي ..
ويتكيء بين أوردة أحلامي وآلامي ..

جميل للغاية هذا التعبير والذي يتسم بالتجسيد ، تشبيه الوردة بالوسادة زا د من
شاعرية الصورة وجعل الحالة الفانتازية لها حضورها الجيد في العمل كذلك كلمة
آلامي جعلت للورد هذا الاتساع في الدلالة ليشمل الفرح والحزن هذه المفارقة
في استخدام كلمة الورد تزيد النص عمقًا واتساعًا.
لا أدري لماذا أحس بأن الحزن بحياتي كطفلي الذي لاأراه إلا مع دمعات الليل

هل دمعات الليل هي المطر ؟ عمومًا هناك خطأ في التعبير ،فالمفترض أن المحب
لا يبحث عن الحزن ؟ كما أنه لا يفترض أو يتصور أن يناجي الفرد الحزن ليأتي إليه .
عمومًا ربما يفهم من النص أن الطفل هو المقصود من العمل وأن ثمة فقدًا صار له فجعل
ذكراه حاضرة لدى المتلقي
أجده ينام على ذراعي ..
يحيط بيديه أركان وجهي ..
وتحرك خصال شعري أنفاســــــه..
يزعجني بكلماته التي تملأ هدوئي..

اتسمت هذه الكلمات بحالة من الشاعرية والتي تمتد لتجعل للنص شكله المرسوم
أي أنها قطعة تشكيلية تزيد من جمال النص إذ تتلاقي مختلف الفنون فيها كالفن التشكيلي،والنثر.

أحاول أن أحضنه بداخلي ..أمسك أنامله ..أداعبها بين أصابعي ..
ولكنه لم يستطع أن ينسى ذاك الماضي المظلم..
وأتركه جانبي يعبث بملامحـي..
و أنــام..

الكيفية التي تعاملت بها مع النص كانت جميلة لكنها ناقصة نوعًا ما ، ولعل سبب ذلك هو
طغيان الفكرة الباطنة ، فالماضي المظلم يقتضي وجود ذكرى تركتها الكاتبة ليتبنيها القارئ .
لكن هناك شيء لابد من تحققه وهو أن الطفل لابد أن يكون مخاطبًا ، والنص ليس فيه خطاب
لهذا المحبوب ،لكن النهاية جاءت مميزة كختام لمشهد رومانسي حزين هو ربما عن فقد لحبيب
كأنه الأب أو الزوج (بالنسبة للكاتبة) وهذا يدل على أن تسلسل العمل وفكرته كانت مرتبة بشكل
جيد لكن طريقة نقلها انتابها بعض الضعف .
دمت مبدعة وفقك الله .

ريّا 17-08-2009 04:50 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة المشرقي الإسلامي (المشاركة 659169)
كذاك الطيف الذي يبعد عني طوال النهار ..
البدء بالمشبه به جاء ليرسل رسالة مفادها أن ذلك الطيف هو محور الحياة لهذا
كان البدء به أي أن العمل أساسًا يرتكز عليه وهذه البداية من شأنها أن تجعل
الصورة هي المدخل للعمل والبدء بالطيف يعطي المتلقي حالة من الارتياح ، وكذلك
الأداة الخاصة بالتشبيه الكاف جعلت للتشويق وجوده بسبب إخفاء المشبه .


بمجرد قدوم المساء .. يبدأ يقرب مني حتى يأخذ كل لأماكن داخل نفسي ..
ويتكيء بين أوردة أحلامي وآلامي ..

جميل للغاية هذا التعبير والذي يتسم بالتجسيد ، تشبيه الوردة بالوسادة زا د من
شاعرية الصورة وجعل الحالة الفانتازية لها حضورها الجيد في العمل كذلك كلمة
آلامي جعلت للورد هذا الاتساع في الدلالة ليشمل الفرح والحزن هذه المفارقة
في استخدام كلمة الورد تزيد النص عمقًا واتساعًا.
لا أدري لماذا أحس بأن الحزن بحياتي كطفلي الذي لاأراه إلا مع دمعات الليل

هل دمعات الليل هي المطر ؟ عمومًا هناك خطأ في التعبير ،فالمفترض أن المحب
لا يبحث عن الحزن ؟ كما أنه لا يفترض أو يتصور أن يناجي الفرد الحزن ليأتي إليه .
عمومًا ربما يفهم من النص أن الطفل هو المقصود من العمل وأن ثمة فقدًا صار له فجعل
ذكراه حاضرة لدى المتلقي
أجده ينام على ذراعي ..
يحيط بيديه أركان وجهي ..
وتحرك خصال شعري أنفاســــــه..
يزعجني بكلماته التي تملأ هدوئي..

اتسمت هذه الكلمات بحالة من الشاعرية والتي تمتد لتجعل للنص شكله المرسوم
أي أنها قطعة تشكيلية تزيد من جمال النص إذ تتلاقي مختلف الفنون فيها كالفن التشكيلي،والنثر.

أحاول أن أحضنه بداخلي ..أمسك أنامله ..أداعبها بين أصابعي ..
ولكنه لم يستطع أن ينسى ذاك الماضي المظلم..
وأتركه جانبي يعبث بملامحـي..
و أنــام..

الكيفية التي تعاملت بها مع النص كانت جميلة لكنها ناقصة نوعًا ما ، ولعل سبب ذلك هو
طغيان الفكرة الباطنة ، فالماضي المظلم يقتضي وجود ذكرى تركتها الكاتبة ليتبنيها القارئ .
لكن هناك شيء لابد من تحققه وهو أن الطفل لابد أن يكون مخاطبًا ، والنص ليس فيه خطاب
لهذا المحبوب ،لكن النهاية جاءت مميزة كختام لمشهد رومانسي حزين هو ربما عن فقد لحبيب
كأنه الأب أو الزوج (بالنسبة للكاتبة) وهذا يدل على أن تسلسل العمل وفكرته كانت مرتبة بشكل
جيد لكن طريقة نقلها انتابها بعض الضعف .
دمت مبدعة وفقك الله .


نص رائع عجبني

وجهودك رائعة في النقد ,,,,,,دمت لنا

المشرقي الإسلامي 17-08-2009 05:57 PM

أنت أختنا العزيزة ريا أكثر تألقًا وأكثر روعة ، ولحضورك فعل المطر في النبات،
دامت لنا مشاركاتك الطيبة ونرجو لك المزيد من التألق وكفى بنصك الذي
ألفتيه عن الراحل عمر رحمه الله روعة وبراعة .

المشرقي الإسلامي 17-08-2009 06:01 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :زفرات قلم
اسم الكاتب: مصطفى البيطار
( من خارج منتدى الخيمة)

(12)
زفرات قلم


إن لؤلؤة تشع من بريق عيون أم لم تلد بعد ..

من محاجر أنثى..

من عاشقة في صمت هزيع الليل الأخير تتكون بها أمواج..

وتزحف بها سيول..

وتتراكض بها غيوم..

لتصب في محيطات.. تتنهد بها الرياح .. لتسبح بصمت ..

وترتجف صدر أمواج ..

لماذا نتوهم الدمع حبات قمح..؟

نعزف على ناي الحزن في ليالي الحصاد ...

فتبكي عيون النجوم لتسقي ظمأ الغابات..

فينبت في السماء قوس قزح ..

وتتكسر الألوان على موجات

ضوء القمر..

متى أعلن صمتي ؟؟

وبراكين ثورة في ذاكرتي..

تجعل أصابعي تعزف على أوتار حزني..

شدوا يترنح له..

سهل وجبل

ويخفق له.. نبض مع هروب الأمل ..

سأكتب على جدار الليل

بلا خجل..

بتضوءات نور.. أحرفا يفوح شذاها عنبراً

يتهادى من هضبة وتل..

ياقاريء حرفي إياك أن تكون

على عجل..

تأمل قليلا من الحب ما قتل..


www.airssforum.com/f531/t52371-2.html

المشرقي الإسلامي 17-08-2009 06:04 PM

إن لؤلؤة تشع من بريق عيون أم لم تلد بعد ..

من محاجر أنثى..


من عاشقة في صمت هزيع الليل الأخير
ميز النص عنصر التشويق وذلك من خلال تتابع عمليات السرد وجاء كل هذا السرد
ليجعل الحركة في النص تتخذ شكلاً أسرع ومغاير كذلك عنصر الإضاءة المتمثل
في البريق والليل زاد من قوة العمل وجعل الحالة تتغير من حالة
الهدوء لحالة سرعة مما يدخِل القارئ إلى النص ويشد الانتباه بشكل كبير.
تتكون بها أمواج..

وتزحف بها سيول..

وتتراكض بها غيوم..

لتصب في محيطات.. تتنهد بها الرياح .. لتسبح بصمت ..


وترتجف صدر أمواج
عنصر الصورة المتمثل في الأمواج والسيول والغيوم عبر عن التوازي بين هذه الحالة من التوتر
والحالة التي ربما تعتري الأنثى وربما يستحضر المتكلم هذا المشهد ليعبر عن سيرورة الحياة
وفلسفة معانيها لديه وكان عنصر التجسيد المتمثل في تنهد الريح والسباحة بصمت والارتجاف للأمواج
في صالح النص إذ أن العلاقة بين هذه الأشياء وبين أشجان النفس حاضرة في عنصر الحركة . غير أن
جملة تتنهد بها الريح غير مفهومة لديّ على الأقل .
..

لماذا نتوهم الدمع حبات قمح..؟

نعزف على ناي الحزن في ليالي الحصاد
...

في السطر الأول لماذا نتوهم ... كان الشيء الذي ميز النص هو التوازي بين صوة الدموع والأشجان التي سبق ذكرها
في النص بحيث تكون هذه الأحداث السابقة كلها هي مقدمات لهذا الحدث وهو الحزن والدمع .
كما كان مراعاة النظير في ليالي الحصاد مقبل حبات القمح أعطى البيئة التشبيهية تكاملاً جيدًا وجعل
المعنى يقترب من المنحى الفلسفي نوعًا ما .
فتبكي عيون النجوم لتسقي ظمأ الغابات..

فينبت في السماء قوس قزح ..

وتتكسر الألوان على موجات


ضوء القمر
الفاء تفيد الترتيب مع التعقيب أي عدم مرور وقت طويل بين كل حدث وآخر لكن مع سرعة هذه الأحداث
كان من غير الصحيح أن تكون الكتابة بهذا الشكل والذي يختم فيه كل سطر بنقطتين لأن ذلك نمط
من الكتابة يفيد حالة البطء وهو ما لا يتحقق في النص .
وكان استحضار الطبيعة جيدًا ، بما يجعل الغابات والبيئة البرية للمتكلم ،بينما يجعل البيئة البحرية
للمؤنث وهذا تكون له دلالة وبكاء عيون النجوم كدلالة على التأثر بهذا الحزن مما يجعل للحزن قيمة
أكبر من كونه حزنًافرديًا ليكون حزنًا للدنيا كلها .

متى أعلن صمتي ؟؟

هنا يكون النص قد بدأت تتضح علاقة زفرات القلم فيه بالحالة النفسية ، والتي يحدوها
التردد بما يجعل الصمت ما يرجى إعلانه وهذا يفيد توترًا برهن عليه الكاتب من خلال
العبارة براكين ثورة في ذاكرتي .
لكن ما علاقة ذلك بالأم التي لم تلد بعد ؟ كثيرًا ما ينتاب المحبين حالة من الحزن والتوتر
في مثل هذه الظروف ولا يجد المحِب من وسيلة للهرب إلا إسقاط الأحزان على نفسه
أو من يشترك معه في المأساة وهنا نجد كل هذه الأحزان المبثوثة لها إسقاطاتها على
الأنثى والتي هي كالموج ، والغيوم والسيل ولعل جملة صدر الأمواج عبرت عنها بشكل
أكبر .
وبراكين ثورة في ذاكرتي..

تجعل أصابعي تعزف على أوتار حزني..

شدوا يترنح له..

سهل وجبل

ويخفق له.. نبض مع هروب الأمل ..

سأكتب على جدار الليل

بلا خجل

كانت هذه المقطوعة المسجوعة تتناسب مع الحالة الصوتية للأوتار والناي خاصة وأنها ذات طبيعة ساكنة وسكون الحروف
في كثير من الحالات قد يكون معبرًا عن شعور بالضيق والفتور وهذا يتناسب مع الحالة بشكل كبير...

بتضوءات نور.. أحرفا يفوح شذاها عنبراً

يتهادى من هضبة وتل..

ياقاريء حرفي إياك أن تكون

على عجل..

تأمل قليلا من الحب ما قتل

الحكمة حينما تبث في النثر قد لاتكون محل إعجاب القراء خاصة وأن النثر يتسم بحرية تجعله يستغني عن التقفية ،لكن
في رأيي أن مجيئها بهذه الطريقة أتى ليعيد المتحدث إلى فكرة الحكمة بالمفهوم القديم والذي يتحدث فيه مجرب
وينادي المتلقي بشكل مباشر مما يجعلنا أمام طبيعة إنسانية تتسم بالبراءة والصفاء والعيش على فطرتها
الأولى ، وهذه المعيشة سبب معاناتها متمثلة في الحب الذي قتل .. ذلك المحب الذي كأنه يعيش عصورًا
غير عصوره ، وخانه التوفيق في اختيار رفيقة الحياة لتأتي حكمة مفادها أن الحب شيء والزواج شيء آخر.

.النص اتسم بالرؤية القريبة من الفلسفية كما أن حضور عنصر الطبيعة جعل المرأة كأنها البحر الذي يغرِق بينما
الرجل هو العشب والبستان الذي يَغرق كأن في ذلك إلماحًا إلى مكر أو شيء من ذلك .
عنصر الصورة كان له حضوره لكنه كان باهتًا بعض الشيء ولم يكن للبيئة والحالة النفسية الاقتران القوي
كما أن العنوان لم يأت معبرًا عن الرؤية بشكل عام لكن الفكرة وهي فكرة الحكمة والزمن كانت عنصرًا فاعلاً
في إضفاء حيوية وقوة على النص .

دمت مبدعًا وفقك الله .

المشرقي الإسلامي 19-08-2009 03:19 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :أول يوم بعد رحيله
اسم العضوة : خاتون(مشرفة سابقة)
(13)
تحية جميلة في يوم أرجو أن يكون أجمل


هل تسمح لي أن أسميك عزيزي و أهمس لك بما يعتمل في نفسي،
أم أسميك حبيبي و أفجر كل ما يتمخض داخلي،
أم أسميك حلمي و أطير بك إلى بلاد أسستها بضلوعي وبنيتها بشعوري
وأقسمت ألا يدخلنها إلا رجل أسميته حبيبي.

أشعر انك تطرد شبحي في كل يوم مائة مرة،
وأشعر أحيانا أخرى أنك قد عطرت بيتك ببخور يحول دون شر أطيافي....
ووشحت جدرانك بتمائم تقيك حميم أنفاسي....

لا أخفيك أنك منذ سكنت تحت جلدي وأنا أصارع أفكاري وأحلامي و هواجسي...
و أذكر أنك كنت قد بسطت أحلامي و نشرت أفكاري،
واستطعت في لمحة أن تمتص هواجسي و أحزاني،

واذكر أيضا أني كنت حلما ذا أجنحة مثنى وثلاث و رباع،
ولا أنسى أني كنت ريحا تحمل أهازيج الشرق و سحره وأساطيره،
ثم تهب بجرأة الغرب و حبه للحياة بين كفي عفريت.

و حين تهاوى الجسر بيننا،
شعرت أني نخلة ذات أعجاز خاوية يملؤها الريح من كل مكان...
قدرها أن تنام في العراء... و تجرب الأعاصير وحرّ الهجير.

ربما كنت أود اليوم أن ارتدي حلة السعادة
وأقف تحت شرفتك لأغني لك أجمل الألحان و أهمس في نفسي بأدعية طويلة....
لكني أجدني غريبة بين أقوام لا أكاد أفقه قولهم....
أهيم في الأزقة التي طالما سرنا فيها في وقت متأخر.....
أبحث عن ذكريات سرعان ما أفلت لتعلن عن إقبال ليل طويل قد يمتد....
إلى أبد الآبدين...

المشرقي الإسلامي 19-08-2009 03:23 PM

أول عيد... بعد رحيله
خاتون
تحية جميلة في يوم أرجو أن يكون أجمل

هل تسمح لي أن أسميك عزيزي و أهمس لك بما يعتمل في نفسي،
أم أسميك حبيبي و أفجر كل ما يتمخض داخلي،
أم أسميك حلمي و أطير بك إلى بلاد أسستها بضلوعي وبنيتها بشعوري
وأقسمت ألا يدخلنها إلا رجل أسميته حبيبي.
كان البدء بالاستفهام هل يحمل في ثناياه معاني غير تقليدية تتمثل في الود الذي تتمتع
به الأنثى حينما تبادر هي المحبوب بتعبيرها عما في داخلها وكلمة عزيزي مع التركيب السابق
لها هل تسمح لي ....من شأنها أن تجعل القارئ في حالة دهشة إذ أن هذه الألفاظ تستعمل بشكل
تلقائي ولكن المبدعة حولتها لعبارة غير تقليدية وذلك من خلال صهرها في معجم لغتها الخاص بها
وأحدثت عنصر مفارقة يتمثل في أن المحبوب هو الذي يسمح لها باختيار الاسم الذي تحبه وهذا يعبر

عن حالة من التدليل للآخر وفيه إبراز لوفاء الأنثى لمن تحب بشكل غير طبيعي .وزاد من جمال النص أن حبيبي كلمة أصبحت لها مستويات انفعالية ، فهي مرة همسة ومرة بوح متفجر وهذا يعبر
عن رؤيتك للمحبوب ليس رؤيتك البصرية وإنما فلسفة المحبوب لديك .
وإلى ذلك كانت المفاجأة في تسمية حلمي إذ ننتقل من مستوى الحب الآدمي إلى حب آخر أكثر رومانسية حينما
يكون المحبوب حلمي وإن كان هذا التعبير متداولاً إلا أنه في هذا السياق ووفقًا لتراتب مجموعة من المقدمات
اكتسب قيمة أكبروالأجمل من ذلك أن المحِبّة هي التي تطير به وليس العكس مما يؤكد معنى الحب والإخلاص .
وكان الاستخدام الموسيقي لهذه الكلمات معبرًا عن قدرة لغوية عالية تجمع بين الواقع والخيال :

بلاد أسستها بضلوعي وبنيتها بشعوري
وأقسمت ألا يدخلنها إلا رجل أسميته حبيبي

أشعر انك تطرد شبحي في كل يوم مائة مرة،
وأشعر أحيانا أخرى أنك قد عطرت بيتك ببخور يحول دون شر أطيافي....
ووشحت جدرانك بتمائم تقيك حميم أنفاسي
بعد هذا التمهيد الجميل نجد أن النص تغيرت لغته الوجدانية وكانت اللغة المجازية موفقة في التعبير
عن الشعور من خلال مراعاة النظيرفي الألفاظ بخور يحول دون شر أطيافي ،تطرد أشباحي،تمائم تقيك
حميم أنفاسي ...كل هذه التعبيرات كانت معبرة بشكل كبير حالة التفنن من قِبل الآخر في طرد المحِبة
وهذا يزيد النص إنسانية وحزنًا .والاستخدام للجوانب المحسوسة غير الملموسة يعبر عن أن الحب
كله حب وجداني خالص ويعبر عن عمق المأساة لهذا المحبوب الذي يطرد كل آثار المحبوبة وهذا
يعبر عن كيفية إزاحته إياها .



لا أخفيك أنك منذ سكنت تحت جلدي وأنا أصارع أفكاري وأحلامي و هواجسي...
و أذكر أنك كنت قد بسطت أحلامي و نشرت أفكاري،
واستطعت في لمحة أن تمتص هواجسي و أحزاني،
كان تعبير السكنى تحت الجلد عبقريًا فهو أي المحبوب ساكن في الوريد وهذا استخدام غير مباشر لهذه الصورة،
كان وجود الحروف المنتهية بالياء المكسور ما قبلها معبرًا عن الانكسار والضعف خاصة في ارتباطه بحالة
الحزن والعتاب وكان تعبير بسطت أحلامي ونشرت أفكاري موحيًا بالتحليق والعيش خارج نطاق الحياة المادية وهذا

كله يجعل للنص قوته من خلال الاتكاء على عنصري الصورة والإيقاع



المشرقي الإسلامي 19-08-2009 03:23 PM

واذكر أيضا أني كنت حلما ذا أجنحة مثنى وثلاث و رباع،

ولا أنسى أني كنت ريحا تحمل أهازيج الشرق و سحره وأساطيره،


ثم تهب بجرأة الغرب و حبه للحياة بين كفي عفريت


كان التعبير حلمًا ذا أجنحة ...إلخ فيه شكل فانتازي جميل متمثل في المزج بين الصورة


المحسوسة و كيفية إكسابها الشكل الملموس وهذا التجسيد يزيد العمل حيوية وكذلك



لفظ عفريت كلها ألفاظ تعبر عن التحليق والحالمية بشكل كبير وتكسب النص سحرًا


في الصورة يجعل المتلقي سابحًا بأفكاره إلى عالم لا نهائي من الخيالات .


.


و حين تهاوى الجسر بيننا،


شعرت أني نخلة ذات أعجاز خاوية يملؤها الريح من كل مكان...


قدرها أن تنام في العراء... و تجرب الأعاصير وحرّ الهجير.



رغم أن التعبيرات عادية إلا أن المفارقة في شكل النخلة والصور السابقة أضفت على الحالة


بعدًا وجدانيًا أكثر حزنًا وألمًا متمثلاً في كيفية الفقد والنقلة السريعة الحزينة من حال لآخر



.


ربما كنت أود اليوم أن ارتدي حلة السعادة


وأقف تحت شرفتك لأغني لك أجمل الألحان و أهمس في نفسي بأدعية طويلة....


لكني أجدني غريبة بين أقوام لا أكاد أفقه قولهم....


أهيم في الأزقة التي طالما سرنا فيها في وقت متأخر.....


أبحث عن ذكريات سرعان ما أفلت لتعلن عن إقبال ليل طويل قد يمتد....


إلى أبد الآبدين...



هنا كانت الحالة غير بينة ولكنك كشفت عنها بذكاء في النهاية وهي حالة حب اتسعت فيها رقعة المحبوبات حتى


كان البعد هو نصيب إحداهن (وهي من تتحدثين على لسانها )، وكلمة أفقه قولهم أعطت النص حالة من الانفتاح



فهي إما أن تكون تعبيرًا عن مشاعرهم أو قولهم تكون تعبيرًا حقيقيًا عن أنهم أجانب أي كأن المحبوب استغنى
عن حبيبته بشكل مؤسف من أجل مجموعة محبوبات أجنبيات \ أجانب وبعد ذلك تكون المفاجأة المحصورة
بين أول مقطع وآخر مقطع في استعادة الذكرى

إذًا هي تسترجع ما كانت تقوله له ذات يوم واستخدام هذه الطريقة يزيد من تمكن النص
ومحسوسيته الـتصويرية الـ(فيلمية)
وكان العنوان مطابقًا للمضمون والذي هو رحيل المحبوب والذي كانت تعيش معه أعيادًا
يقصد بها الأيام والتي كانت أعيادًا والنص اتسم بالتركيز والقدرة المميزة على استخدام
آليات فنية عالية المستوى سواء في المفارقة اللغوية أو في الخيال او الموسيقى .
دائمًا أنت مبدعة باركك الله ووفقك .



المشرقي الإسلامي 01-09-2009 06:12 PM

بسم الله الرحمن الرحيم


اسم العمل : الوطن تفاحة الذكرى,,!!
اسم الكاتب :كمال أبو سلمى
(خارج منتدى الخيمة)
(14)

بدت على قسماته خيوط للأمل ,ولاحت أفياء الوطن على عريكة الذكرى توشح ألسنة الصمت ,وهي تهاتف الأمل أن كن بالجوار ,ودع الأفكار تركب صلصالها ,,
توثقت كل عرى الأوصال بسطوة الجُواد (قمة الحب) لوطنه ,فركب مشاتل التأمل ,وغرس أرجوانية الحلم ,,وبينا هو كذلك انفرطت كل عقد الخيبة ,وظهر بدر الوطن على تمام كماله ..
عاد سريعا من غربة ضنكى ,كغراس الزيتون في دهر العمر ,,حزم مُؤنه ,وشحن دموع الفرح ,وركب قطار اللقيا الوارف على مصيدة الوجد والهيام ,,
وصل تراب الأرض ,وطئه وتململ على أديمه كحبات برد في شتاء وديع والنشوة تسكن تلابيبه ,,
ماأعظم نشوات الوطن ,,
وماأنقى أن تشم أديم أرض وطنك وأنت تنعم بالقرب من حكاياه ,,
هنا الأحباب والصحاب ,هنا الخلان والخضرة والنقاء ,,هنا أطفالك يمرحون على مرآى من عينيك يستعطفون لذة الأبوة ,فترمقهم بعين عطفك ,وفي قرارة نفسك تتذكر كيف كانت ليلات الغربة تقتل فيك صهد الوجع الحراق ,,وأنت تتألم على وكيزة لعينة ,, وحيدا لاسامر ولاأنيس ,,
كم تشوقت لرؤية الشمس وضوؤها يختلق الفرح وينشد السعادة فيك ,,
كم تشوقت إلى القمر وهو ينافح في بدره سرمدية النور,,
كانت كل آليات المرور إلى فطرة الفرح معبأة بخزان الوطن ,, كل محفزات السعادة تعانق وهاد القلب ,تشرق على بكرة أبيها ,تتلامح بما يأسر الروح ,وينعش القلب ,,
ألا تبا لغربة تقتل فينا الأحاسيس ,وتبعدنا على كل عوالم الوطن,,فلاشيء أفضل من أن تعيش بين أهلك وأقرانك ,وأبناء جلدتك.
http://www.rabitat-alwaha.net/moltaq...ad.php?t=38207

المشرقي الإسلامي 01-09-2009 06:41 PM

من الضروري للغاية الإشارة إلى أن الخاطرة إذا كانت تنصرف غالبًا إلى التعبير عن المشاعر الرومانسية فإن ذلك لا يمنع من وقوف الخاطرة جنبًا إلى جنب مع سائر الفنون الأخرى للتعبير
عن قضايا ومشكلات المجتمع ، وهذه الخاطرة تمس جانبًا هامًا تناوله الشعراء والمبدعون في
كافة مجالات الإبداع وهو الغربة ، وفي هذا العمل العديد من الفنيات المميزة لهذا العمل تتمثل في استخدام اللغة الجزلة المتسمة مع شدة الحزن المتعلق بالفراق كما أن عنصر الاستخدام المجازي للألفاظ وحسن توظيفها وكذلك توظيف مفردات الحياة اليومية لعب دورًا كبيرًا في خروج العمل بهذه الدرجة من الجودة وإن كان يعيبه بعض الإقحام والتكلف في المجاز .
***
بدت على قسماته خيوط للأمل ,ولاحت أفياء الوطن على عريكة الذكرى توشح ألسنة الصمت ,وهي تهاتف الأمل أن كن بالجوار ,ودع الأفكار تركب صلصالها ,,
يحسب للأستاذ كمال كاتب هذه الأبيات هذا الكم من المشاعر المخزّنة والتي عبر عنها تعبيرًا مجازيًا جيدًا فلفظة تهاتف الأمل أي تتصل به ودع الأفكار تركب صلصالها كانا يمتازان بالتجسيد وهو إعطاء غير البشر صفات البشر كالمهاتفة مثلاً وكذلك تشبيه الأفكار بالإنسان الراكب وهذا التعبير الأخير دع الأفكار تركب صلصالها ميزه بشدة عنصر التلاحم ، فالأفكار هي التي تركّب وتكون الإنسان وفي ذلك إلماح إلى وظيفة الفكر كمميز للإنسان عن سائر الكائنات الحية الأخرى .

توثقت كل عرى الأوصال بسطوة الجُواد (قمة الحب) لوطنه ,فركب مشاتل التأمل ,وغرس أرجوانية الحلم ,,وبينا هو كذلك انفرطت كل عقد الخيبة ,وظهر بدر الوطن على تمام كماله ..

إذا كانت اللغة المجازية ضرورية ليصبح للعمل الأدبي رونقه ، فإن هذا لا يعني أن تستخدم هذه الألفاظ بإسراف وهذا مأخذ على النص مشاتل التأمل ، أرجوانية الحلم ،سطوة الجواد لكنها عمومًا كانت موفقة في التعبير عن الحالة النفسية وميز هذا الجزء استخدام غير الملموس كأنه ملموس من خلال التعبير غرس أرجوانية الحلم غير أن التعبير ركب مشاتل التأمل غير مفهوم لأنه لا صلة بين الركوب والتأمل ولا الركوب والغرس المتمثل في المشاتل .

عاد سريعا من غربة ضنكى ,كغراس الزيتون في دهر العمر ,,حزم مُؤنه ,وشحن دموع الفرح ,وركب قطار اللقيا الوارف على مصيدة الوجد والهيام ,,
نفس الإسراف يتكرر لكن هذه المرة تلافي الكاتب الأخطاء التقليدية في استخدام المجاز ، وكان تعبير غربة ضنكى مميزًا في إسباغ البؤس على غير الملموسات وإلباسها لباس الإنسان كما كان تشبيه الغربة بغراس الزيتون في دهر العمر جيدًا على الصعيد التركيبي وعلى صعيد المعنى ، فالزيتون ذلك الشعار الذي يرمز للسلام مغترب عن الحياة وهذا التعبير وضح هذا المعنى بشكل جيد .كما أن تعبير شحن الدموع وقطار اللقيا ميزهما أنهما لفظان يستخدمان للتعبير عن جوانب حياتية وهذا الاستخدام الابتكاري أمر ضروري لإعطاء النص سعة تخرج به عن المعنى العادي .كما أن الدموع لا تُشحن لكن إعطاءها هذه الصفة كمفارقة في الاستخدام اللغوي جعل الغربة وكأنها غيرت كل معالم الحياة وقوانين الطبيعة حتى صارت الدموع بضاعة تشحن.
وصل تراب الأرض ,وطئه وتململ على أديمه كحبات برد في شتاء وديع والنشوة تسكن تلابيبه ,,

يحسب للكاتب في هذه الجزئية أنه طوع الشتاء والجو البارد بشكل مغاير وجعله مستخدمًا في إطار إنساني رقيق من خلال التعبير حبات برد في شتاء وديع ، وتصوير الشتاء بالوداعة مقترنًا بحبات البرد كان استخدامًا جيدًا للغة ولعنصر التجسيد كما أنه جعل مبرر أن يكون الشتاء محبوبًا ..مقبولاً للغاية لأنه أخذ الجانب الأجمل منه .

ماأعظم نشوات الوطن ,,
الجمع في نشوات كان جيدًا لأنه أعطى الوطن أكثر من قيمة أو فائدة وهذا التعبير اختصر كلمات كثيرة من الممكن أن تقال كنشوة اللقاء ونشوة الأهل والصحبة ...إلخ
وماأنقى أن تشم أديم أرض وطنك وأنت تنعم بالقرب من حكاياه ,,
هنا الأحباب والصحاب ,هنا الخلان والخضرة والنقاء ,,هنا أطفالك يمرحون على مرآى من عينيك يستعطفون لذة الأبوة ,فترمقهم بعين عطفك ,وفي قرارة نفسك تتذكر كيف كانت ليلات الغربة تقتل فيك صهد الوجع الحراق ,,وأنت تتألم على وكيزة لعينة ,, وحيدا لاسامر ولاأنيس ,,
كم تشوقت لرؤية الشمس وضوؤها يختلق الفرح وينشد السعادة فيك ,,
كم تشوقت إلى القمر وهو ينافح في بدره سرمدية النور,,
كان هذا الجزء من السرد زائدًا ولو أنه وضَع بشكل متوازن مع العبارات المجازية السابقة لكان أفضل ، لأننا صرنا إزاء عمل يبدأ من أوله مجازيًا بحتًا ثم نفاجأ به شبه تقريري بحت فالتوازن كان من الممكن أن يتحقق لو أن الجانبين أتيا متعانقين داخل العمل .
كانت كل آليات المرور إلى فطرة الفرح معبأة بخزان الوطن ,, كل محفزات السعادة تعانق وهاد القلب ,تشرق على بكرة أبيها ,تتلامح بما يأسر الروح ,وينعش القلب ,,

ميّز هذا الجزء من النص استخدام لغة الحياة الدارجة استخدامًا ابتكاريًا كآليات المرور والمعبأة بخزان الوطن وتشبيه الفطرة بالمدينة التي يتجه إليها الإنسان والآليات يدل على قيمة الوطن واتساعه حتى إنه وجهة كل شيء وتعبير فطرة الفرح نفسه يدل على تمرد على الحزن والذي صار كأنه فطرة .فإعطاء الفرح هذا التعبير جاء ليظهره كاكتشاف لم ينتبه إليه الإنسان وهو كامن في داخله . وكأن معنى هذا أن انتكاس الفطرة هو الحزن .. رؤية موفقة .

ألا تبا لغربة تقتل فينا الأحاسيس ,وتبعدنا على كل عوالم الوطن,,فلاشيء أفضل من أن تعيش بين أهلك وأقرانك ,وأبناء جلدتك.
بلا شك أن كلمة لعين كلمة محرمة والإسلام نهى عن اللعن لغير أهله ، وهذا أمر مفروغ منه .
العمل جيد وميزه هذا الاستخدام الجيد للمجاز والمفردات اليومية كما أن السرد كان معقولاً في الكم وإن كان كيفيًا يختلف إلا أن العمل يبقى عملاً اجتماعيًا إنسانيًا مميزًا . وفقك الله أستاذ كمال ودمت مبدعًا .

المشرقي الإسلامي 01-09-2009 11:45 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

اسم العضوة : على رسلك
!!!اسم العمل: لـيـلــة الـرقــص مـع الذئــاب

(15)
تمتد مخالبها مع أول أطفاء لنور الضجيج وصوت النور
في جو مفعم بالشراسة فتنغرس بكل رقة بين الجسد والروح

ويبدأ الرقص على إيقاع أنغام الإفتراس العذبة ،في عتمة
بريق السواد الحالك ، فتتابع الخطوات بخفة ورشاقة الخوف
كتتابع تلك الأنفاس التي لها شذى الموت في ليل الإفتراس
لا يتوقف ذلك الرقص حتى تتساقط قطرات الدماء كالجمان الأحمر القاني
فيمسح بكف بدأت تنمو مخالبه بإبتسامة انفرجت عن أنياب تتلألأ
فقد حان وقت الرقص في حلبة الذئاب.وبين مخالبها بــقــايا أشلاء إنسان





المشرقي الإسلامي 02-09-2009 12:34 AM

العمل الذي بين يدينا يتسم بأكثر من سمة لعل من أبرزها المفاجأة وهذه المفاجأة على صعيد العنوان وعلى صعيد الختام ، وهاتان النقطتان يتم التعرض إليهما لاحقًا بإذن الله .كما أن عنصرًا آخر ميزها وهو الإيجاز ، فلم يكن السرد مضيعًا تناسق التعبيرات ولم يكن الإيجاز ليصل إلى درجة الغموض .كما أن عنصر المفارقة في الاستخدام اللغوي كان عنصرًا محققًا إدهاشًا للقارئ .


تمتد مخالبها مع أول أطفاء لنور الضجيج وصوت النور
البداية سينيمائية كأفلام الرعب وتشعِر القارئ بالتأهب والتشوق للحدث لاسيما وأن المخالب امتزج بها لفظة إطفاء النور ، ووجود كلمة أول إطفاء نور قد تعني أن هذا الأمر يتكرر وهو بظهوره المفاجئ يصنع حالة من التوتر تتماشى مع العنوان .
في جو مفعم بالشراسة فتنغرس بكل رقة بين الجسد والروح

ويبدأ الرقص على إيقاع أنغام الإفتراس العذبة
تأتي اللفظتان تنغرس بكل رقة وإيقاع أنغام الافتراس لتشعرا القارئ بالتشوق إلى سبب ذلك وتعطيان حالة من التفكير الذهني لدلالة هاتين اللفظتين ، كما أن نعت أنغام الافتراس بالعذبة كان عنصرًا جيدًا لأنه يعكس رؤية مغايرة للحياة ..تلك النظرة التي ترى أن ثمة عذابًا لابد منه ليشعر الإنسان بعذوبة الحياة ..ذلك الألم أو الافتراس الذي يطهر من بلادة الحس .
فتتابع الخطوات بخفة ورشاقة الخوف
كتتابع تلك الأنفاس التي لها شذى الموت في ليل الإفتراس

لا يتوقف ذلك الرقص حتى تتساقط قطرات الدماء كالجمان الأحمر القاني
الوصف رشاقة الخوف كان معبرًا للغاية عن مدى استغراقه في النفس ودخوله إلى عوالمها بانسيابية ، وجاءت لفظة شذى الموت لتؤكد مبدأ التلذذ بالألم والتعبير عن هذه الحالة من التلهف لموت ما.
والنص لا يمكن أن يجزأ في عملية النقد إلا للتبسيط للقارئ ، لكن كان عدم وجود النقاط الخاصة بنهاية الكلمة وعدم وجود النقاط الخاصة بالحذف أو مرور شيء ما هكذا (..) دل على سرعة الحدث وهذا يناسب الحالة التي تتناولها المبدعة .
فيمسح بكف بدأت تنمو مخالبه بإبتسامة انفرجت عن أنياب تتلألأ
فقد حان وقت الرقص في حلبة الذئاب.وبين مخالبها بــقــايا أشلاء إنسان.


صورة الوحش هذا الذي يمسح بكف بدأت تنمو مخالبه... صورة تتسم بالرعب وهذا يناسب العنوان والحالة وأكثر من ذلك أنها لم تصرح بأنه وحش وهذا يعطي التصوير والتأمل قدرًا أكبر لتعميق الحالة .
الجميل هو النهاية بقايا أشلاء إنسان .. إن الأشلاء ليست أشلاء حسية كما أن هذه الوحوش ليست حسية كذلك وإنما اكتسب لفظ الذئاب تعبيرًا عن مكائد الإنسان بشتى وسائلها .النص أتى تعبيرًا عن احتقار الإنسان وانتهاك كرامته انتهاكًا ماديًا ومعنويًا ، وهنا مربط الفرس ، إذ أن القارئ يحسب الذئاب تعبيرًا عن أشخاص يوقعون بالفتيات المنحرفات مثلاً .
أو يأتي لفظ الذئاب للتعبير عن الجنود الوحشيين ، لكن عدم التصريح بطبيعة أي من هؤلاء جعل الذئاب لفظًا يشمل كافة أشكال التجاوز لحقوق الإنسان وجعل هناك تناصًا مع الكلمة المشهورة ظلم الإنسان لأخيه الإنسان .
هذا التناص كان جيدًا لاعتماده على التلميح دون التصريح كما أنه لم يعر الإنسان القدر الأكبر من التعبيرات كأنما اختفى الإنسان من السطور كاختفائه في الحياة وكأن المبدعة تمارس دور الذئب تجاه الإنسان في النص .
النص يتسم بالتكثيف الذي لا يضيعه السرد ولا يعيق فهمه الغموض ، وكان تعبيرًا إنسانيًا يشمل كل زمان ومكان وعرق وجنس وهذا من عناصر تميز العمل الأدبي .. رغم غيابك أختنا العزيزة عن الخيمة إلا أن للراحلين عبقهم ..دمت موفقة باركك الله .

المشرقي الإسلامي 15-09-2009 01:41 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : عن رأس سنة مقطوعة
اسم الكاتب : أسامة الذاري
(من خارج منتدى الخيمة)
( 16 )


العالم يستعد للفرحة ,البالونات الملونة..الألعاب النارية..المشروبات بأنواعها لاشيء ينقص إحتفالات رأس السنة سوى حضور سانتا كلوز ليوزع هداياه....




في بلدي يستقبل الناس السنة الجديدة بالفتور المر فهنا يتدحرج رأس السنة ككرة نار إعتيادية تلتهم ماتبقى من أمل عالق بين أجفان البشر..فاستقبال العام الجديد هنا يأخذ الناس إلى فرحة مموهة فلاأحديشعر بقدوم السنة الجديدة فالصباحات أكلها البلى..الروتين ذاته..,والخطبة ذاتها, الشمس ذاتها.,والحاكم ذاته...شيء واحد يتغير هنا :.فواتير الحياة اليومية ترتفع فرأس السنة مقطوع في هذا البلد ككل الأشياء الضرورية للعيش.,الكهرباء..,الماء..,الراتب...,الهاتف...حتى الشارع المؤدي إلى منزلي مقطوع هو الأخر





أحاول أن أفتش في ذكائي عن ماذا يعني قدوم العام الجديد بالنسبةِ لخيبة أمل متكررة مثلي فلاأعثر على شيء





أشجار الأرز المزينة..,والأضواء المعلنة لاتعني هي الأخرى أي شيء سوى أنني سأخطيء كلما حاولت كتابة العام الجديد على دفنر المحاضرات القديم!!











المشرقي الإسلامي 15-09-2009 02:13 PM

يتسم هذا العمل بالصبغة الاجتماعية كعادة هذا الكاتب ، فهو يناقش واحدة من مشكلات المجتمع العربي ،ذلك المجتمع الذي كُتِبَ عليه في هذه الآونة أن يكون محور أعمال الظلم والنهب من الداخل وليس من الخارج فقط .
ولاحتفال الناس برأس السنة نكهة تختلف من فرد لآخر ،لذلك يأتي احتفاله بهذه المناسبة على طريقته الخاصة أو لنقل بشكل أدق تأتي فلسفة هذا اليوم بالنسبة له مختلفة بشكل واضح .
رأس سنة مقطوع ...هذا العنوان الذي يحمل شكلاً مدهشًا في جانبه التصوري جاء ليجعلنا أمام صورة منفرة ،فكل الأشياء التي تنقطع رءوسها تكون ميتة وتعبر عن بشاعة في المشهد .
وهذا الرأس للسنة أو بدء السنة بالنسبة لديه مقطوع لأنه يحمل رؤية مختلفة مفادها أن رأس السنة لا يكتمل إلابنيل الحقوق المستلبة ، أما وقد سُلِبَت ، فقد صار الرأس رأس السنة مقطوعًا وتصبح الحياة كلها بالنسبة لديه سلسلة من الآلام المتصلة.
إذاً الرأس بالنسبة لديه يعني هذه الآمال والتي يأمل أن تجد لأرض الواقع طريقًا لها، هذا الرأس وهو أول السنة طالما قطَع فكل الأيام تباعًا تصبح على نفس الشاكلة .

ولعل البداية التقريرية جاءت ليشعِر القارئ المستمعين بأنه لاشيء جديد ،فاللغة التقريرية في الإبداع لا تعني شيئًا إلا مجرد كلمات مرصوصة وعل هذه هي محاولة الكاتب أن يجعل من الموضوع أمرًا عاديًا لاجديد فيه كرأس السنة الذي هو أيضًا لا جديد فيه .
كذلك يمكن فهم هذه البداية على أنها كانت محاولة لاستدراج القارئ إلى جو بهيج ولكن تأتي الصدمة بعده عندما يكون الموضوع متعلقًا بمفاجأة غير سارة في الوطن .(وبالمناسبة وطن الكاتب اليمن ) ولا اختلاف غالبًا بين دول العالم العربي في مظاهر هذا الاحتفال المأساوي.
وتبدأ مهارات الكتابة الإبداعية تتجلى لدى الكاتب في هذا العمل من خلال المفاجأة الأولى والمثيرة للدهشة والمحققة لقدر كبير من الابتكارية في التصوير :
يتدحرج رأس السنة ككرة نار إعتيادية تلتهم ماتبقى من أمل عالق بين أجفان البشر..
هذا التصوير الساخر لرأس السنة ككرة نار باستلهام الأشكال الأسطورية للتنين وما هو على شاكلته نقل القارئ نقلة مفاجئة تشعره بعنف التغير من عالم البالونات والأفراح إلى كرةالنار ، ولفظة التدحرج عبرت عن سرعة التحرك ،فكأن الحياة لدى المجتمع العربي كرة ، الحياة لديهم تمر بسرعة ودون فائدة .
ولفظة اعتيادية جاءت لتؤكد طبيعة هذه الآلام وهذه الفرحة المزورة والتي يكون كل شيء فيها معتادًا .وتزداد الصورة ألمًا بجملة :"تلتتهم ما تبقى من أمل عالق بين أجفان البشر". كان عنصر الصورة والحركة مازجًا بين الفانتازيا والحقيقة ويشبه بشكل كبير صورًا يتم عملها بالفوتوشوب والتي تؤكد أن دور الكاتب المبدع يمتد ليشمل العديد من الجوانب التصويرية التي توصل المشاعر الحزينة إلى المستمعين بشكل يؤدي إلى التأثر والتعاطف مع الرؤية الفنية.
وتظل عملية سرد جوانب الاعتيادية في الحياة لتشمل الأيام والمشاكل والحاكم ، حتى تأتي على المفارقة المؤسفة أن التغير الوحيد الذي يحدث هو تغير مؤلم ، وأنه في نشوة هذه الاحتفالات تأتي هذه الفرحة المموهة وهذا تعبير يتسم بالبلاغة وعنصر السخرية زاد من قتامة الصورة ليكون التغير الوحيد في فواتير الحياة ، وحق لذلك أن يكون رأس السنة مقطوعًا.


أحاول أن أفتش في ذكائي عن ماذا يعني قدوم العام الجديد بالنسبةِ لخيبة أمل متكررة مثلي فلاأعثر على شيء
كانت السخرية فاعلة من خلال الاستخدام الموازي للتعبيرات التقليدية ، فالذكاء مقابل العقل ،وجاء هذا اللفظ يعبر عن حالة الغموض والاستغراب بشكل غير تقليدي كما أن تصوير الذكاء بالمستودع كان جيدًا معبرًا عن التعجيز كذلك لفلظة خيبة أمل متكررة مثلي ، تصوير الإنسان بأنه قطعة من خيبة الأمل كان تعبيرًا ابتكاريًا يؤدي إلى تعميق صورة الحزن والألم وكان الاستخدام الساخر لهذه الكلمات معمقًا من شكل المأساة .


وتأتي هذه النهاية الساخرة :
أشجار الأرز المزينة..,والأضواء المعلنة لاتعني هي الأخرى أي شيء سوى أنني سأخطيء كلما حاولت كتابة العام الجديد على دفنر المحاضرات القديم!!

تعبيرًا عن استمرارية الرتابة ،فدفتر المحاضرات القديم هو العمر الفائت ، لتظل محاولات الكاتب المستميتة في أن يضع شيئًا في موضعه غير موفقة ولا سديدة .
إن النهاية كانت موفقة في التعبير عن مأساة أخرى وهي استمرارية هذا الألم ، فإن الدفتر القديم لا يمكن أن تكتب فيه أشياء جديدة ، كذلك الحياة لا يمكن للكاتب أن يغير شيئًا مما مضى ، ستظل محاولاته لكتابة العام الجديد أي محاولاته لصياغة إنسان جديد وأمل منتعش فاشلة لأن الدفتر القديم وهو الإنسان العربي أو القلب قد جمُد فلن تؤتي الكتابة ثمارها ، ويظل الحزن مطردًا .
ميز النص الاستخدام الابتكاري للألفاظ والرؤية الفنية ، كذلك صغَر حجم العمل نسبيًا ، والمعالجة الفنية المتوازية مع الواقع الاجتماعي.


المشرقي الإسلامي 24-09-2009 12:17 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : الفصل الأخير
اسم العضوة : إيناس
(17)
سألت نفسي
ما عساني سأفتقد في غيابك ؟
فكان الجواب ...
ولا شيئ
ففي حضورك كنت أحتاج
لكل شيئ


فإرحل
ولو من غير إستئذان
فالليل لا يستأذن النهار الحضور
ولا النور يستشير الفجر

إرحل
وخذ معك كل الأشياء
ظلك
ورماد ذكرى
وجردني ...حتى مني
فسأتوسل الليل
بعضا من سواده
أستر به
جثة جروحي


إرحل
وبلا ندم
فالبعد أحيانا أهون
من ترويض وحوش المحال
والأعمى لا يملك
حق الندم
إن ضاعت منه
لحظة الشروق

هو الفصل الأخير
من حكاية لم تكتمل
إنتهى معها كل شيئ
حتى الإبتداء
فلا جدوى
للبقاء




المشرقي الإسلامي 24-09-2009 12:20 PM

سألت نفسي
ما عساني سأفتقد في غيابك ؟
فكان الجواب ...
ولا شيئ
ففي حضورك كنت أحتاج
لكل شيئ
كانت البداية متقنة من خلال السؤال الاستنكاري والذي تبعته الإجابة الساخرة ،والتي اعتمدت على عنصر المفاجأة وإيهام القارئ بسبب المقابلة بين لا شيء ، كل شيء من ناحية وبين الغياب والحضور من ناحية أخرى، وجملة في حضورك أحتاج لكل شيء تعطي القارئ انطباعًا مؤداه أن وظيفة هذا الآخر هو إشعارها بالحرمان ،لهذا أتت فكرة الاستدلال المنطقي مقوية من تأثير هذه العبارة.



فإرحل
ولو من غير إستئذان
فالليل لا يستأذن النهار الحضور
ولا النور يستشير الفجر
نفس التيمة أو النغمة استخدمتيها مرة أخرى ، ولكن كان الإثبات المنطقي أكثر قوة من خلال الأمثلة الحسية وهي الليل والنهار ،وهنا تشتد قوة الاستدلال المنطقي لتجعل من هذا الفعل أو الرحيل شيئًا منطقيًا مع أن المتوقع لدى القارئ أن يكون الفراق أمرًا مستغربًا.واتسمت هذه العبارة بالرؤية الجيدة ، ففلسفة الرحيل صيغت بشكل يختلف عن الأشكال التقليدية التي تجعل من الفراق أمرًا صعبًا أو حتميًا دون مبرر مقنع.والجمال في هذا أيضًا عدم استشارة النور للفجر مما يعني أن المحبوب بإمكانه الدخول إلى القلب والخروج في أي وقت وهذا يدل على اتساع قلب المُحِبَة حتى أنها صارت بابًا مفتوحًا وحينئذ يكون عدم رجوعه إليها غير مبرر لأنها جعلت الخيارات كلها أمامه .وهذه الصياغة أعطت بعدًا يعتمد على عنصر التجانس وليس التضاد في إثبات الفكرة .وقد يعطي هذا القارئ الانطباع بأن المحِبّة تتسم بالحيادية وهي قمة الكبرياء إذ يتساوى عندها الدخول والخروج وهي -نتيجة ذلك- ليست بمن ستضار شيئًا من خلال تصرفه.والتأكيد على الفكرة كان حاضرًا بقوة من خلال تعدد مستويات الاستدلال.


إرحل
وخذ معك كل الأشياء
ظلك
ورماد ذكرى
اللــــــــــــه! ما أجمل ما تقولين! تذكرينني بما كتبه الراحل محمود درويش رحمه الله في قصيدته عابرون في كلام عابر "خذوا ما شئتم من رمل الذاكرة"
والعبارة ذات طابع فلسفي عميق للغاية ، إذ أن مجيء كلمة ظلك معربة على أنها بدل من كل الأشياء يعطي دلالة أن هذا الآخر كل أشيائه ظلال فهو مخلوق وهمي مجموعة من الظلال .أضف إلى ذلك فإن كلمة رماد الذكرى فيها استعارة متميزة إذ تشبه الذكرى بالرماد أو بما يحترق ، وأرى استخدام هاتين الكلمتين أدى دورًا وظفيًا هامًا في النص وهوأنه جعل الحياة كلها أشياء مميعة غير ملموسة الظل ، الذكرى .وهذا يجعل للنص خلفية تشكيلية مناسبة لهذه الحالة ، كما أنه يعبر عن أن الحب في النهاية كيفما كان هو وهم لأنه صنيع هذا الرماد وهذه الظلال .
هذا التحويم في الفضاء المموه يجعل للنص بعدًا فلسفيًا أبعد وأعمق إذ أنه يدل على معنى طهارة الحب ، فهو في الحالتين حالة غيابه ووجوده هو عنصر غير ملموس . واستخدام اللغة غير الملموسة من شأنه تدريب حواس التفكير لاسيما الإنساني والفلسفي ليعطي النص قيمة تجمع بين عمومية التجربة وخصوصية الحالة.
وجردني ...حتى مني
فسأتوسل الليل
بعضا من سواده
أستر به بجثة جروحي
كان التعبير جردني حتى مني جيدًا للغاية ، لأنه دل على الانسلاخ عن الذات كما دل على الكبرياء الذي لا يضار صاحبه بهذا الانفصال .وعلى الرغم من تكرار فكرة الانفكاك عن الذات مث أبحث عني ، أكرهني،أحبني...إلاأنها جاءت في سياق يقوي من هذه المعاني



والتوسل من الليل تعبير زاد العمل قيمة من حيث دلالته على مفهوم الكبرياء ، فالمُحِبة تستخدم التوسل في إشارة هازئة بالآخر ، تقول له أنني أتوسل بإرادتي ، وأنك لست بمن أتوسل إليه أبدًا .
والسخرية كانت موفقة للغاية في التعبير عن الحالة إذ أن الليل تستر به جثة الجروح ، كان تشبيه الجروح بإنسان له جثة تعبيرًا جميلاً ،لاسيما وأنه أعطى الحالة شكلاً ماديًا مخيفًا . والإشارة إلى أن المحبوب أسوأ من اللون الأسود كانت عبقرية ، فرغم أنه أكثر سوادًا من الليل إلا أنها لا تتوسله هو وإنما تتوسل الليل .والتعبير بشكل غير مباشر عن ظلمة أو ظلام هذا المحبوب كان جيدًا لأنه يبتعد بالنص عن المباشرة وكذلك يشعرُه بتدني قيمته لدرجة أنها لا تذكره باسمه.

إرحل
وبلا ندم
فالبعد أحيانا أهون
من ترويض وحوش المحال
والأعمى لا يملك
حق الندم
إن ضاعت منه
لحظة الشروق
اتسم هذا الجزء بتركيز جيد ورؤية ثاقبة ،فالرؤية في قولك البعد أحيانًا أهون من ترويض وحوش المحال ، الأعمى لا يملك حق الندم رؤيتان فيهما جِدة وابتكار ،إذ أن فلسفة الفقد تكون هي المسيطرة والغالبة في مثل هذا الموقف الذي يكون فيه الاختيار بين الإذلال والبعد أمرًا حتميًا.
تشبيه المحال بالوحوش التي يراد ترويضها كان مما زاد العمل قيمة ، إذ يأخذ هذا التجسيد في إضفاء صور أكثر عمقًا على الحالة. وتبقى العبارة الأخرة الأعمى لا يملك حق الندم إن ضاعت منه لحظة الشروق عبارة فلسفية قوية للغاية ميزت هذا العمل . كان هذا الاستخدام للفظ الفلسلفي عنصرًا فاعلاً في نجاح الخاطرة ، فلفظة حق الندم جعلت من الندم شيئًا غاليًا رغم أنه أمر عادي للغاية ، وهذا تعبير عن المذلة والتي لا يمكن معها تحمل هذا الرفيق ،وقمة المعاناة أن يكون الندم أمرًا يتفضل الآخر بإعطائك إياه.والاستدلال كان منطقيًا إذ أن لحظة الشروق لن ينتفع بها لهذا لا يندم ، كذلك المُحِبّة لا تملك الحزن على فوات المحبوب لأنه صار ظلامًا لايرى .


هو الفصل الأخير
من حكاية لم تكتمل
إنتهى معها كل شيئ
حتى الإبتداء
فلا جدوى
للبقاء
جيد للغاية ختام هذا العمل ،إذ جاء هذا الشرح الموجز لعملية الفراق وكان معبرًا عن منطقية هذه الرغبة والتي لطالما سُبِقت بالفعل ارحل ، والجميل أن الفعل ارحل اقترنت به كل مرة مجموعة من الأدوات المختلفة المساعدة على تقوية دلالته كالتشبيه ، والاستدلال المنطقي .
عمل متميز للغاية هو الأجمل من بين ما كتبتيه ويؤكد على الحراك المستمر لهذه المدخلات المسماة بالخبرة وعلى وجود الرغبة الحقيقية في الانتقال من مرحلة البوح إلى مرحلة الابتكار .

إيناس 24-09-2009 02:49 PM

أخي المشرقي الإسلامي
كم يشرفني ويسعدني أن أحضى بمقعد في ساحتك الراقية والهادفة
فألف شكر لك .... ودام لنا التواصل

المشرقي الإسلامي 24-09-2009 03:40 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :أبتاه فرحتي في العيد تموت في أكفان الغياب
اسم الكاتب :أبو نواف البكاري
(خارج منتدى الخيمة)
(18)
أبتاه فرحتي في العيد تموت في اكفان الغياب

أحس بدموعك تشق طريق اللاعودة


تلهبني حرارتها



أراك ترتجف وأنت تفتح ذراعيك للوهم المخيف





تتحسس خيالي ...


أبتي أين تذهب بي في فجر العـــــــــــــيد؟؟






................


******


الصدى


لا شيئ غير الصدى وتمتمات كاذبة


ألهث وراء حلم لقياك أعيش في كابوس ك





وأنت تنكس وجهك للأرض


الجميع يضحك يا أبي


يرتمون بين أحضان آبائهم





وأنا هنا


أحاول أن أغتصب بسمة في العيد


تستعصي علي فرحتي


تتقاذفني الذكرى فلا أرى سواك





تصفعني ضحكات الأطفال من حولي


فأتحسس يدي ربما تكون مشبوكة في يدك


ربما كان كابوسا ما أعيشه


وربما أصحو وأنا بين أحضانك يا أبي





..............





******





جئت أنا وأبي..............


عفوا ..


_جئت وحيدا





لساني لا يلهج بذكراك..


فلقد تعودت غيابك





بل فؤادي






نبضات روحي


غيماتك تحوم حولي أينما ذهبت يا أبي


يسألني الناس


_أما زلت يتيما؟؟





أزحف إلى أحضان أمي


_متى يعود أبي حتى أصرخ في وجه العالم


أنا لست يتيما






وكيف أكون يتيما وأنت أبي


................





******





عد إلي ولو مرة في العيد





العيد فقط



ثم غب كما تشاء


أن كنت لا تستطيع البقاء





غدا سأكبر


يا أبي


ربما تدركني شابا





أخاف ألا تحبني


وقد اختفت براءتي





العــــــــــيد


ربما قسوت علي يا أبي





وربما قست عليك دنياك





لكن فرحتي في العيد


تموت في أكفان الغياب

***

http://al-yemen.org/vb/showthread.ph...22#post6296222

المشرقي الإسلامي 24-09-2009 03:42 PM

أحس بدموعك تشق طريق اللاعودة
البداية اتسمت بالسرعة والحزن كان مسيطرًا على العمل من أوله ، إذ أن الدموع تشق طريق اللاعودة ، وكأن الوالد الفقيد هو الذي أعاد الدموع إلى مكانها ومنعها من أن تسيل والبدء بذكر المحبوب وهو الأحب من خلال الضمير المتصل حرف الكاف عبر عن حالة التفضيل للأب والامتزاج بينهما في الوجدان والمشاعر .

تلهبني حرارتها



أراك ترتجف وأنت تفتح ذراعيك للوهم المخيف





تتحسس خيالي ...


أبتي أين تذهب بي في فجر العـــــــــــــيد؟؟




................


******


الصدى


لا شيئ غير الصدى وتمتمات كاذبة


ألهث وراء حلم لقياك أعيش في كابوسك




كان التعبير أعيش في كابوسك حزينًا للغاية مؤثرًا معبرًا عن توحد الوالد بوالده ،وهذا الاستخدام
الذي يحتوي على تبادلية في جوانب الحياة كالحلم والحزن والألم يعد استخدامًا ابتكاريًا يعطي المعنى
أكثر من بعد ويزيد من ثراء المادة الأدبية.

وأنت تنكس وجهك للأرض


الجميع يضحك يا أبي


يرتمون بين أحضان آبائهم





وأنا هنا


أحاول أن أغتصب بسمة في العيد

أتت كلمة أغتصب بسمة في العيد لتعبر عن حالة من التضاد ، فالبسمة فعل طوعي لكن التعبير عن شدة استعصائها ونيلها كان تعبيرًا جيدًا بسبب توظيف العلاقة بين الدال والمدلول بشكل عكسي .

تستعصي علي فرحتي


تتقاذفني الذكرى فلا أرى سواك


كان تشبيه الذكرى بالأمواج في صالح النص تعبيرًا عن مدى اتساعها وكان إعطاؤها سمة من سمات الموج يدل على عنف الحياة وتفاصيلها .العنف في كل شيء عند غياب الأب .. البسمة ، الذكرى ضحكة الأطفال .إنه الحزن لما يستولي على الإنسان يغير له كل معاني الحياة فيجعل أجملها إليه أسوأها وأحزنها وهذا السطر فيه جانب سينيمائي يعتمد على فكرة الحلم أو الإغفاء .


تصفعني ضحكات الأطفال من حولي


فأتحسس يدي ربما تكون مشبوكة في يدك

التأكيد على فكرةالتوحد بالآخر كان مسيطرًا على العمل ، وكان التخيل لعنصر الحركة فاعلاً ومؤثرًا ، فالأفعال معظمها مضارع مما يدل على حالة استمرار الحزن والبراءة حينما تموت على عتبات البسمة تجعل للأسى شكلاً أبعد عمقًا إذ أن البسمات التي تصفع هي أرق أنواع البسمات وهذا دل على مدى الحساسية التي تتمتع بها تجاه الأشياء والمواقف .

ربما كان كابوسا ما أعيشه
أضعفت بشكل أو آخر من قيمة العمل وكان من الأحسن تركها لكي يستنتجها القارئ .


وربما أصحو وأنا بين أحضانك يا أبي
إن الذي أجده يميز النص هو الإصرار على حالة اللاوعي ومحاولة الهروب من الواقع بالحلم ،والذي يجعل من المحال شبه ممكن وهذا يتناسب فعلاً مع آلام من فقدوا آباءهم .وهذه الأسطر متراصة أصررت فيها على فكرة الاحتمال وعدم التصديق الواقع .إنه الجنون جنون الحزن حينما يولد روعة الإبداع واستمرارية ألمه في النفس .إن الذي يميز هذه الجزئية هو التصور النهائي الذي لا يكتفي فقط فيه الكاتب بتصور الحياة بل وتصورها في أحضان الوالد رحمه الله لتكون الحياة النفسية كالفضاء الذي لا جاذبية فيه ، كل شيء ممكن .




..............

هذه النقاط عبرت عن حالة الصمت والتي تشعِر المتكلم بالبطء في الانتقال من مرحلة لأخرى وهذا ما يسمى بجماليات التشكيل المكاني وهو دلالة النقاط والفواصل عندما توظف بشكل دقيق في صالح النص.

******





جئت أنا وأبي..............


عفوا ..


_جئت وحيدا

الانتقال من حالة الذهول إلى حالة التصديق جاء بطريقة لا تشعر معها ببطء النقلة ولا
بسرعتها غير المنطقية بل أتت ممهدًا لها ،وذلك من خلال المساحات المتسعة نوعًا ما بين الكلمات،ثم
الاستدراك باللفظ عفوًا جئت وحيدًا وأشعر أن العلامة - كأنها الحديث على لسان الوالد والذي يكذب ما يقوله الابن له .(قد أخطئ الظن!)



لساني لا يلهج بذكراك..


فلقد تعودت غيابك





بل فؤادي

نفس النغمة تكرارها يأتي ليعبر عن التلاشي المكاني والوجداني





نبضات روحي


غيماتك تحوم حولي أينما ذهبت يا أبي


يسألني الناس


_أما زلت يتيما؟؟





أزحف إلى أحضان أمي


_متى يعود أبي حتى أصرخ في وجه العالم


أنا لست يتيما






وكيف أكون يتيما وأنت أبي
هنا وجه من وجوه جمال الخاطرة ، وهو الرؤية ، إذ أن الحياة والموت بالنسبة لك مقيستان بشيء واحد هو بقاء الأثر وهذا أمر كان في صالح النص ،وهو أن يكون التكريم والتعظيم بعد الموت ،وكذلك التدرج من حالة السكْر في الحزن ثم الإفاقة ثم الرشد ممثلاً في هذا السطر .وعدم وضع علامة تعجب بجوار هذا السطر يعبر عن شيء واحد وهو أن هذا الأمر صار مفروغًا منه لا يحتاج إلى تعجب ، وقيمة الأب لا تحتاج إلى مناقشة فكرة وجوده فكأن الحقيقة الثابتة هي أن وجوده المعنوي هو قمة وجوده المادي لتتحول قيمة الإنسان من طين وتراب إلى حكمة تتردد عبر الدهور .



................





******





عد إلي ولو مرة في العيد





العيد فقط

اللــــــــــــــــه ! ما أروع ذلك الكلام .إن الأشياء تكتسب قيمتها من كيفية تناولها وتكون للحزن دلالته حينما يكون هناك تآلف بين الحقيقة والخيال ، فرغم أن الحاجة إليه تكون في كل يوم إلا أنها تكون مرة واحدة أكثر أثرًا وأدعى للتذكر كذلك في العيد .أي أن قيمة رجوع الأب في الحياة ستكون أجمل عندما تكون مرة واحدة منها لو كان طيلة العمر ليدل على فرادة وعظَم هذه اللحظة والتي حتى في المستحيل لا يتجرأ الفرد على الاستزادة منها .


ثم غب كما تشاء


أن كنت لا تستطيع البقاء





غدا سأكبر


يا أبي


ربما تدركني شابا





أخاف ألا تحبني


وقد اختفت براءتي





العــــــــــيد


ربما قسوت علي يا أبي





وربما قست عليك دنياك





لكن فرحتي في العيد


تموت في أكفان الغياب


أخيرًا تستمر آليات التوسل ومناجاة الحياة بما يستحيل تحققه لتكون النهاية الموت في أكفان الغياب تلك العبارة التي تدل على حسن توظيف المعاني الحسية ونقلها من شكلها المحسوس إلى الملموس كما يتضح عنصر مراعة النظير فيها كالكفن والموت

اتسم النص بالتمازج بين الحلم والواقع والوعي واللاوعي وتماسك الرؤية ، والانتقال الجيد من موقف لموقف آخر ، وجانب من التصوير السينيمائي المميز .
عمل جيد أشكرك عليه ودمت مبدعًا


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.