حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   صالون الخيمة الثقافي (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=9)
-   -   مشروع صناعة مبدع من الخيمة (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=76421)

المشرقي الإسلامي 30-10-2009 05:35 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل: وجوه عابرة
اسم الكاتبة:أسماء صقر القاسمي
(خارج منتدى الخيمة)
(17)
كل الوجوه العابره فوق الألم
يعتريها الحزن
وانا يشعلنى لهب الحنين
امرغ تعبى على بقايا صمت
لعله يستكين
كل شئ يصبح بحجم الرحيل
لا شئ يحصره يتمدد
يفترش الطريق
تغرق به الخطوات
تذوب به الملامح
احاسيس متطرفه ومتناقضه
تعترى ذاكراتى
ما اقسى الايام دائما تروعنا
تلوح لى دائما بالرحيل
تخنق هواء الراحه .

انفرد بنفسى كل مساء
تتدحرج كل الذكريات امامى
اقف على اعتاب ما رحل منى
واسأل برجاءهل ياترى يعود

يضحك منى هذا الليل المتمدد قربى
ويرسم لى شى مختلف على جدار الحائط
فى تلك الشروخ التى خلفتها الوحده عليه
اتعبنى الحلم المستحيل
اتعبنى واتعبتنى جمله فى مسامعى
بأن الارض ليست كرويه
فقدت استدارتها
واصبحت مجرد خطوط طول وعرض
لا عودة فيها

***
http://www.aljoood.com/forums/showthread.php?t=8324

هـــند 30-10-2009 06:47 PM





كل الوجوه العابرة فوق الالم

يعتريهاالحزن
وانا يشعلنى لهب الحنين
امرغ تعبى على بقايا صمتلعله يستكين






يتسم النص في بدايته بقدر كبير من القوة في التعبيرات والاستخدام المجازي للغة ، فالألم يستحيل



عتبة يمضي الناس فوقها من شدة اتساعه ، بينما الحنين متوقد لدى الكاتبة ،وكأنها عدسة القاصّ الذي ينقل الأحداث المحيطة به ويعرف المتلقي موقفه وموقعه من هذه الأحداث .وتبدو البداية في شدة التوتر والصدمة من خلال التعبيرات الكثيرة المعبرةعن حالة اضطراب تفصح عنه المبدعة فيما بعد ذلك المتمثل في الألم –الحزن\الإشعال – التمريغ – البقايا-الاستكانة- التعب. لماذا كل هذه الانبعاثات الإنسانية الأليمة ؟ وما سببها ؟ هذا ما تجيب عليه الأسطر القادمة .


كل شئ يصبح بحجم الرحيل






إنه الرحيل ، حيث لا عودة ، رحيل إنسان – رحيل ذكرى – رحيل أمل ، هذا الرحيل الذي بسط فراش سلاسله ليشمل جميع الوجوه العابرة وكانت لفظة كل مؤكدة الشمولية .إن المبدع لا يكون من حقه أن يستخدم صفات التعميم إلا أن الحدث بدا شديدًا بالدرجة التي استوجبت مع أنة الدفقة الانفعالية أن تصرح المبدعة بأن ثمة شيئًا صار معممًا وهذا الشيء هو الوجوه التي تعبر فوق الألم ، ذلك الرحيل الذي جعل الكاتبة تستعير للألم صورة الأرض ، وتجعل كلمة الألم موازيًا للأرض من شدة صلابة هذه الآلام.غير ذلك كان التعبير بحجم الرحيل من التعبيرات غير المباشرة والتي تعبر عن معاني الأشياء لدى المبدعة ، فالكاتبة ترى أن الرحيل شيء كبير حتى تعرّف وتشبه الأشياء به .هذه التعبيرات تكمن بعض جمالياتها في أنه تجعل المعاني الشخصية للمبدعة كأنها حقيقة لا تقبل النقاش ، وهذا يدل على مدى توغل الفكرة في ذاته والاستفادة منها من خلال استبطان مشاعر الآخر الموافق لها في المعنى .


لا شئ يحصره يتمدد





إن الرحيل لا يكون بهذه الدرجة من السعة فحسب بل إن التوكيد زاد ليؤكد استمرارية تأثيره



حيث أنه رحيل كالوحش لا يقف أحد في طريقه .هذا الرحيل يتمدد كالوحش الذي يمتد ليطال



كل ما يقف في طريقه .


يفترش الطريق
تغرق به الخطوات
تذوب به الملامح





كانت الأفعال المضارعة يفترش –تغرق- تذوب إجرائية أي أنها تدل على فعل يقوم به. إن هذه الأفعال كلها تأتي لتبرر شيئين : الأول حزن هذه الوجوه العابرة .الثاني :العنوان والذي يعكس محورية العبور كأداة في تنشيط الدفقة الشعورية بهذا التراكم من الأسى ، ولو تأملنا ما بعد الأفعال لوجدنا أن كلمات الطريق والخطوات والملامح كلها كلمات ذات دلالة توحي بالسعة حتى كلمة الملامح والتي لها دلالة أبعد من دلالتها المباشرة.



بهذا يصير الرحيل هو العصا المحركة لأحداث النص والجالبة للتعبيرات الإنسانية المتبرمة من وجوده.


احاسيس متطرفه ومتناقضه
تعترى ذاكراتى
مااقسى الايام دائما تروعنا
تلوح لى دائما بالرحيل
تخنق هواء الراحه .





لكلمة هواء الراحة دلالة عن القلق المتراكم في دخيلة المبدعة ، إذ أن الأحداث تجعلها تشعر أن



الهواء في أساسه عواصف وأعاصير لذلك اضطرت لتعريف ماهية الرحيل وهي خنق هواء الراحة.كأن هناك هواء آخر غير هواء الراحة لكنها تعمدت ذكر كلمة هواء الراحة لنفي احتمال ما سواه ولإغلاق الطريق نحو أي بصيص أمل بوجود بعض النسيم العليل بين هذه الأحداث الشجية.




انفرد بنفسى كل مساء
تتدحرج كل الذكريات امامى





تعبير التدحرك عبر عن سرعة في الحدث ويزيد من مبررات ألم الوجوه العابرة.إن الواحد منا حينما يركب سيارته أو يسرع الخطو َ فإنه يرى كل الوجوه والأشكال الموجودة أمامه عابرة ، تلك الوجوه التي اجتاحتها موجة تدحرج الذكريات ليصيروا فيها مجرد وجوه وهذا ما يستدعي مواساتها في النص أو الإشعار بذلك من خلال السياق.


اقف على اعتاب مارحل منى

واسأل برجاءهل ياترى يعودميز هذا الجزء إتقان في لعبة الإخفاء والتكتم ، فالذي رحل شيء تحتفظ به المبدعة أو من تتحدث المبدعة على لسانها الذي رحل ربما يكون إنسانًا –لحظات –أحلام ، وتبقى مفتوحة يزيد جمالها أن تدفع بالمتلقي لتأويل دلالتها وفق سياق النص أو وفق ثقافته ومدخلاته المعرفية ،وهذا يزيد من اتساع النص وتشويقه.ونلاحظ أن كلمة مني تفيد الامتزاج بالذات مما يجعل ألم الفراق له طابع خاص ، كأنما هذا الراحل كان جزءًا لا يتجزأ من النفس وهذا ما ينفي احتمالية أن يكون المقصود بالنص إنسانًا عزيزًا .لكن يظل احتمال آخر وهو أن يكون المحبوب الإنساني قد امتزج بالنفس حتى صار شيئًا لا يتصور رحيله لذلك كانت اللفظ رحل مني وليس رحل عني

هـــند 30-10-2009 06:50 PM

يضحك منى هذا الليل المتمدد قربى
يأتي الليل مرادفًا للرحيل في أن كليهما متمدد ومنتصر وكلاهما إيذان بشيء من الخوف والحزن.وكان هذا التجسيد له في شكل إنسان يضحك معمقًا صورة الحزن ومقربها إلى الذهن بشكل أدق وأسرع.







ويرسم لى شيئًا مختلفًا على جدار الحائط





تأتي الصورة فانتازية نوعًا ما وللحائط دلالته (العمر- الحياة –الكفاح...إلخ) بينما المرسوم






هو تلك الأحداث التي مرت بالإنسان . إن هذا النص في الأسطر الثلاثة من المقطع الأخير يبدو تشكيليًا تتجلى فيه مجاورة وأخوة الفنون من حيث تعانق الصورة مع الحرف ، بل وقد تكون الصورة والصوت والحرف إذ أن هذه الكلمات ترسم مشهدًا سينيمائيًا تصاحبه موسيقى غامضة مخيفة.


فى تلك الشروخ التى خلفتها الوحدة عليه

اتعبنى الحلم المستحيل

اتعبنى واتعبتنى جملة فى مسامعى

بأن الارض ليست كرويه
فقدت استدارتها
واصبحت مجرد خطوط طول وعرض
لا عودة فيها














وتر الصورة قد لُعِبَ عليه بدقة ، والامتداد باللفظ إلى ما هو أبعد من ذلك يجعل لكل كلمة دلالتها الماورائية ، هذا الأمر يجده القارئ ممثلاً في استدارة كروية الأرض . إذ أن الأرض لأنها كروية فإن الفصول الأربعة تظهر فيها وتعتلي القمة َ عواصف الشتاء أو غيمات الصيف أو أوراق الخريف أو زهور الربيع . إن كروية الأرض عبرت عن تقلب الأحداث وهروب من الأحداث المؤسفة بأحداث أخرى فالكل يدور ولكل كلمته التي تُفرض وقتًا ما ، لكن فقدان الأرض كرويتها يدل على شيء واحد فقط وهو أن هذا الرحيل سوف يمتد ولن يتلوّى أو يُهذّب بفعل استدارة الأرض حوله ولكن الأزمة حينما يغدو الإنسان خطوط طول وعرض إذ أن خطوط الطول والعرض افتراضية، يظل الإنسان هو الافتراض غير القابل للدخول إلى خانات الحقيقة وتظل الأرض مستقيمة الرحيل منتصرة المستحيل ، ويظل الإنسان في النهاية وأحلامه ورؤاه مجرد (وجوه عابرة) تلك التي تعبر فوق الألم لكنها لا تدوسه بل ربما يجذبها هو لأسفل ،تلك الوجوه الذكريات –الآمال – الأحلام التي تظل عابرة في نظر هذا الرحيل الذي يمتد بسرعته الهائلة ولا يتوقف أمامها لتعبر بوابة الحياة وتستقر عند بوابة الموت-الألم-اليأس .







عمل جيد أهنئك بشدة عليه وأرجو لك المزيد من التوفيق .أبدعت واصلي العزف .

.................................................. ..................
بطلب من الأخ المشرقي الاسلامي



هـــند 31-10-2009 01:12 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :رقاص الساعة الموتور
اسم الكاتبة: فواغي القاسمية
(خارج منتدى الخيمة)
(18)
رقاص الساعة...
ترقص من فرح و أنت تراني أرقبك
هل هي شهوة التعذيب
أمتعتقد بأنني مغرمة
بارتجافك الممل الرتيب
تحاول أن تحاكي دقات قلبيالمنتظر
و المضطرب
لا ترحل في وهمك أيها الموتور
تمج دخان احتراقيذاتي
في انتظار حبيب ... و لقاء وردي
وتتراقص متمردا ...أو منتشيا
ويطولانتظاري .. يطول كثيرا
ويزيد غرورك ... يزيد كثيرا
و صوتك يخترق صمت سكوني
ولا زلت اقضم عمر انتظاري
و أنظر إليك .. و تراودني أفكاريالمجنونة
وهممت أن اقتلعك .. أحطمك ..
القيك بعيدا من نافذة الانتظار
حتىلو اتهمت بالقسوة و الإجرام
و التمرد على الوقت و القانون و النظام
ثمتراجعت .. فأنت لست سوى رقاص
وأنا أكبر من أن يهزمني رقاص !
سيتوقف الرقاص ..حتما ..
ولكن الطبول ستظل تقرع
***
***
http://www.aljoood.com/forums/showthread.php?t=8132

هـــند 31-10-2009 01:18 AM

رقاص الساعة...
ترقص من فرح و أنت تراني أرقبك
هل هي شهوة التعذيب
أم تعتقد بأنني مغرمة
بارتجافك الممل الرتيب

يرتبط المبدع دائمًا بكل ما يحيط به من ظواهر ومن مشاهدات يومية ، ولعل الوقت ممثلاً في الساعة أو رقاص الساعة(بندول) من أبرز الجوانب التي أشعلت كتابات المبدعين والفلاسفة في ظل الصراع الذي ينشأ بين الإنسان والوقت وما يعنيه هذا الصراع من جوانب إنسانية وفلسفية مختلفة. ويكون الوقت ممثلاً في صفة إنسان ، هذا التوصيف الذي يجعل المبدع يرى كل شيء وكأنه حقيقة ويتحول المجاز إلى واقع لا يقبل النقاش إذ تستغرقه الفكرة ، فلا يرى المجاز إلاحقيقة وعلى هذا فهو يشرِك القارئ في مأساته الإنسانية وبقدر ما يتمكن المبدع من البرهنة على هذه الجوانب بقدر ما يكون قد تمكن فعلاً من وجدان القارئ ذلك الذي يتلقى هذه الحروف في صمت فيودعها أعمق نقطة في بؤرة إنسانيته المتوهجة . من هنا يأتي الرقاص ذلك الذي يتحرك في الساعة يمينًا ويساراً ليفلسف المبدع\المبدعة حركته\الرقصة بأنها شماتة مقترنة بشهوة التعذيب وشهوة التعذيب يقصد بها إشعار المبدعة أو من تتحدث المبدعة على لسانها بانفلات الوقت من يديه أو إزعاجه بالصوت المنبعث من الساعة ،لهذا يتحدث إليه المبدع كأنه شخص آدمي حاضر بالقول أم تعتقد بأنني مغرمة بارتجافك الممل الرتيب.
غير أن الذي أراه أن الارتجاف في دلالته النفسية يختلف عن الفرح، وهما وإن كانا يشتركان في الحركة إلا أن فارقًا كبيرًا بين الاهتزاز طربًا وفرحة وشماتة وبين الارتجاف والذي هو يدل على الخوف .لهذا كان من غير الصحيح ومن غير الواقع في مكانه مجيء سطر (ارتجافك الممل الرتيب) لأنه أعطى دلالة تخالف السطر الثالث (شهوة التعذيب).

تحاول أن تحاكي دقات قلبي المنتظر
والمضطرب

في تصوري الشخصي أن هذه العبارة أيضًا كانت مباشرة نوعًا ما ، كمن يقول مثلاً إن هذا المطر الذي نزل على الزرع يحاكي الازدهار الذي طرأ على الحضارة ، إن البعد عن المباشرة والتشبيه الصريح يزيد من قوة العمل وهذا الخطأ لا يقلل من قيمته لكن لابد من الانتباه حتى لا تتكرر هذه الأخطاء التي
تحول دون اكتمال جمال العمل الأدبي.


لا ترحل في وهمك أيها الموتور
تمج دخان احتراقي ذاتي
في انتظارحبيب ... و لقاء وردي
وتتراقص متمردا ...أو منتشيا
ويطول انتظاري .. يطولكثيرا
ويزيد غرورك ... يزيد كثيرا
و صوتك يخترق صمت سكوني
ولا زلت اقضم عمر انتظاري

جميل للغاية تعبير أقضم عمر انتظاري ، إن العمر حينما يتجزأ ليكون عمرًا للانتظار وآخر للقاء أو غير ذلك من الأشياء فإن هذا التعبير يعطي للكلمة أكثر من عمق ودلالة ، ويعكس دلالة الأشياء لدى المبدعة أو من تتحدث المبدعةعلى لسانه إذ يصير الانتظار عمرًا من مجموعة أعمار .رغم أن العمر لا يتجزأ إلا أن هذا الاستخدام اللغوي المفارِق والكاسِر لقواعد المنطق جاء ليضفي على الفكرة جمالاً آخاذًا وابتكارية متفردة كما أن تشبيه العمر بما يؤكل أعطاه دلالة مادية تعبر عن الجمود .وحين يجتمع الجمود جنبًا إلى جنب مع طول الأمد يصبح للمأساة عمق أكثر حزنًا .

هـــند 31-10-2009 01:24 AM

و أنظر إليك .. و تراودني أفكاري المجنونة
وهممت أن اقتلعك .. أحطمك ..
القيك بعيدا من نافذة الانتظار

كثيرًا ما تتعانق الصور السينيمائية بالصور الذهنية ، ولقد كان دأب الكثير من المخرجين تصوير حالة الضجر في شكل رجل حينما يمل من دقات الساعة يقوم بإلقائها من النافذة أو كسرها في حالة تبدو إلى السخرية أقرب ،وهذا التعبير جاء مؤكدًا هذه الحالة من الضيق والتي تفقد المرأة فيه صوابها .
جمال هذا التعبير هو أنه آت على لسان امرأة ، وعدم وجود مصطلحات تدل على الأنوثة في هذا النص من الممكن أن يجعل القارئ يصل إلى استنتاج أن ضيق المرأة بالساعة وما تحدِثُه ُ في نفسها من ضيق جعلها تتصرف بقسوة كالرجال وتنسى جميع معالم أنوثتها المتمثلة في الرقة والنعومة لتستحيل معاني مختلفة مثال (القسوة- الإجرام- التمرد- الاقتلاع-التحطيم ..إلخ) وفي السطر السابق تأتي لفظة نافذة الانتطار لتعطي معنى وظفيًا للنافذة كأن هناك نافذة للانتظار وأخرى للبهجة والمشاهد الجميلة.
إن هذا التعبير عن الانتظار بالعمر المقضوم تارة والنافذة مرة أخرى يدل على الضيق الشديد الذي يستحوذ على المبدعة لتصير إنسانًا ليس له بالوقت إلا علاقة العداء ..فقط

حتى لو اتهمت بالقسوة والإجرام

و التمرد على الوقت و القانون و النظام

ثم تراجعت .. فأنت لست سوىرقاص

وأنا أكبر من أن يهزمني رقاص !

سيتوقف الرقاص ..حتما ..

ولكنالطبول ستظل تقرع

بعد ارتفاع الإيقاع وبلوغ حالة الضيق مبلغًا عظيمًا نجد إعمال المنطق مغيرًا اتجاه الحدث إذ أن أثر مفعول هذا الرقاص في النفس قد بدأ يتلاشى .
ولكن تكمن المفارقة الطريفة في النهاية التي تحمل معنى يائسًا أيضًا وهو توقف الرقص واستمرار قرع الطبول. بلا شك كان هناك مراعاة للنظير بين الرقص والطبل ، الرقص للبندول والطبل لأحداث الحياة ، فكأنما يرقص البندول على أنغام هذه الحياة .
ورغم توقف البندول عن العمل إلا أن الحقيقة الباقية هي أن الحياة وأحداثها وتسارع نبضاتها سيظل هو هاجس المبدعة والتي ستبقى حائرة من هذا الإيقاع المستفز ، فكأنما هي قضت على (العـرَض) ولكن يظل كما هو (المَرَض) ويظل الوقت مارًا والمرء معلقًا في الهواء !
عمل جيد أهنئك عليه وأرجو الانتباه لما فيه ، دمت مبدعة وفقك الله.

هـــند 31-10-2009 01:33 AM

بسم الله الرحمن الرحيم





اسم العمل : أوراق عاشقة(ورقة أخرى)

اسم العضوة: خاتون

(19)







تهاجمني الرياح من كل مكان،




تقتلع جذوري وتمحو تقاطيعي
لأصير تمثالا تقف عليه طيور الحوم لتنوح عليها
وتبث في حناياها أشجان السنوات العجاف التي عاشتها في غيابات الليالي الطويلة.
تمر كل لحظة من أيامي المنفلتة من بين أناملي
لترسم خارطة من سواد يقف على كل خط منها شبح يخيل للناظرين أنه يحرسني
ولم يعلموا أنه يتفنن في تمزيقي وبعثرة أشلائي
كنت أقول يوما أني شجرة يشتهي المارون قطف ثمارها
ويستهوي الزائرون الجلوس بظلها.
واراني اليوم جذعا يحن إلى من يعانقه
حتى لا يمتد عويله إلى الراقدين في قبورهم



لماذا تصنعون من الخبز كفرا؟
لماذا تقتلون البسمة بعد أن رسمت لنفسها عمرها؟
لماذا تؤمنون بالدنيا بعد أن صار الجب قبرا؟



أما آن لكم أن ترفعوا سياطكم عني؟
ألا تتورعون عن الزيف بعد صافح المطر صحرائي
ألا تسترون عوراتكم ليسامحكم البحر والهواء
اسجدوا واركعوا وابكوا واخشعوا لتسامحكم الأرض والسماء



أما أنا، فدعوني أسافر في ليالي القمرية أعانق الحب والمطر
وأداعب الورد وأغصان الشجر





هـــند 31-10-2009 01:43 AM

كثيرًا ما يجد الكاتب نفسه في غمرة ما يحيط به نازعًا إلى خلع معاطف التأني والروية مطلقًا العنان ومشمرًا السواعد لتلقائية التعبيرات وعفويتها تلك التي حينما توافق لحظة توهج مقترن بصفاء الفكرة ووضوح المجرى فإنها تكون أقوى ألف مرة من مألوف المبدعين عندما يضعون كوب الليمون أمامهم يرتشفون فيه وبين الرشفة والرشفة يستحلبون ألف فكرة .
والذي أراه في هذا النص هو ما أتحدث عنه ، حيث إن أختنا المبدعة العزيزة التي تشكو الخيام غيابها بشدة قد أحسنت الاتكاء على الحالة ورسمت من خلال أحرفها صورًا عديدة لا يستطيع القارئ إلا أن يدهش منها ومما وراءها من براءة طفولية عنيدة (إن جاز التعبير) تخلع هذا الركام الفكري الممل المسمى بالفلسفة لتصنع فلسفة إنسانية هادئة بعيدة عن تعقيد وتقعر المتلسفين وكذلك تعقيد وتقعر المعلقين على النص أمثالي .
وفي لحظة يطفح فيها الكيل لا يجد المبدع إلا أن يمطر المستمع بشجونه المحيطة به ليجبره على الاستمتاع بروعة التعبيرات وصدق البوح . وننظر إلى الأسطر الأربع الأُول :
تهاجمني الرياح من كل مكان،
تقتلع جذوري وتمحو تقاطيعي

لأصير تمثالا تقف
عليه طيور الحوم لتنوح عليها
وتبث في حناياها أشجان السنوات العجاف التي عاشتها
في غيابات الليالي الطويلة.

نجد فيها أن المبدعة تعمدت وضع الصور العنيفة بشكل مكثف متمثل في الأفعال :تهاجمني –تقتلع
وابتداء المقطعين بهذين الفعلين جاء ليجعل القارئ في قلب المشهد الإنساني المؤلم من خلال هذا
التطاير والاجتثاث ، وفي السطرين الثالث والرابع نجد إيقاع الحزن يرتفع وتزداد عدد كلمات
السطر الواحد ، تعبيرًا عن هذا الانفعال والتوتر المتصاعدين بتصاعد الحكي عن الحدث.
وعلى الرغم من اعتيادية التعبيرات في التمثال والسنوات العجاف إلا أن اقتران هذه التعبيرات
بالأسطر السابقة عليها جعل المشهد أكثر قتامة وألمًا لدى المتلقي .
ومع هذا الارتفاع في التوتر والتصاعد في الحدث نجد النزعة التشكيلية تعاود وجودها في
النص كما هو دأب مبدعتنا الغالية كما في هذا الأسطر :
تمر كل لحظة من أيامي المنفلتة من بين أناملي
لترسم خارطة من سواد يقف على كل خط منها شبح يخيل للناظرين أنه
يحرسني
ولم يعلموا أنه يتفنن في تمزيقي وبعثرة أشلائي

كان تصوير الأيام بالمنفلتة من بين الأنامل تعبيرًا جيدًا عبر عن سرعة مرورها وعن حالة الفقد والتي بدا فيها
وكأن المبدعة كانت تقبض عليها ثم انفلتت من بين أناملها ، وتأتي صورة الشبح الواقف على خارطة السواد
مخيفة بأشكالها وألوانها بل وبتصوراتها الصوتية لتبرهن للقارئ على عمق المأساة التي تبغي منه
مشاركتها إياها. ثم بعد ذلك تأتي الأسطر التالية لتلعب على وتر آخر غير الفقد وهو مفهوم الذات ،وكما
يرى علماء النفس أن الفرد يكون انطباعه عن ذاته من خلال المحيطين به ، فإن مبدعتنا أظهرت لنا
صورتها عن ذاتها من خلال رثاء تصورات الآخرين لها وفشلهم في إدراك حقيقتها في هذه الأسطر:

كنت أقول يوما أني شجرة يشتهي المارون قطف ثمارها

ويستهوي الزائرون الجلوس بظلها.

واراني اليوم جذعا يحن إلى من يعانقه

حتى لا يمتد عويله إلى الراقدين في قبورهم

ربما بدت التعبيرات في السطرين الأولين عادية لكنها كانت أساسًا للسطر الثالث والرابع ولا
يمكن فصلهما عنها ، والثمار والظل هنا تعبير عن بشاشة النفس وسعتها التي تجعلها محط
الأنظار إلا أنها قد صارت جذعًا يحن إلى من يعانقه ، ذلك التضاؤل والشحوب الذي هو
عادة الحياة والنفس في كثير من جوانبهما وتعود الصورة التكشيلية في امتداد العويل
إلى الراقدين في قبورهم ، وهنا أحسب أن الراقدين في قبورهم هي دلالة مجازية عن المنزوين
عن الآخرين والمتقوقعين حول أنفسهم حتى كأنهم من شدة ذلك صاروا أمواتًا حقيقيين .
والسطران الأولان في مقارنتهما بالثالث والرابع يجعلان القارئ بإزاء بعض الصور التي
درج البعض على تسميتها (كانت .. وأصبحت) وكانت الصورتان في تجاورهما باعثة للمتلقي
على الشعور بهذه المأساة والتوحد مع المبدعة في مأساتها .
ومع هذا القدر من السرد والإفضاء والإقناع المعتمد على الصورة نتقلنا المبدعة العزيزة إلى رحاب
البراءة الطفولية وتتخذ من الاستفهام الاستنكاري قاعدة لإطلاق صواريخ الأسئلة التي تدك حصون
النكد والكدر في النفس لتصبح السماء والأرض في متناول ناظري الإنسان ، نجوم وسماء وأرض
وبحار لاتحدها بنايات ولا يزيفها رسوم .

هـــند 31-10-2009 01:46 AM

وهذا متمثل في الأسطر الآتية :




لماذا تصنعون من الخبز كفرا؟
لماذا تقتلون البسمة بعد أن رسمت لنفسها عمرها؟
لماذا تؤمنون بالدنيا بعد أن صار الجب قبرا؟




لقد كونت المبدعة معجمها الإنساني الخاص من ثنيات الصور الإنسانية الجميلة إلا أن الخطاب



لا يكتمل إلا بإشراك كافة الأطياف الثقافية والمعرفية فيه ، لهذا كان ضروريًا خلع معاطف



التفنن وإطلاق العنان للعفوية والسليقة الصادقة والبوح البريء ، إذ تتخذ الكلمة خبز معنى



غير معناها ، فالخبز شيء من ضروريات الحياة ، يأكله الغني والفقير ، وهذا الخبز تعبير عن



الفرحة والنشوة والبساطة والبعد عن رتابة العمر وتكاليفه المملة. آه أيها المثقفون ،إنكم لتعقدون الدنيا بما تصطنعون من آلامها ومنغصاتها وتحاكمون البشر عندما يستمتعون ببعض حقوقهم في اللهو البرئ والبعد عن تقعر وتشعب تلك الهموم الملتوية.



وتستمر هذه البراءة والتي لا تتجنب الحس الإبداعي والصور الأخاذة عندما تجعل من البسمة



إنسانًا رسم طريقه لنفسه ، وهذه العبارة الفلسفية "رسمت لنفسها عمرها" تجعل من البسمة



عمرًا كالبيئة والطبيعة لكن تتدخل أيادي الإنسان لتفتك بها ، وتأتي رؤية الأديبة للدنيا بأنها



ذلك الحطام المتناهي بعد أن صار الجب قبرًا ذلك الجب الذي فيه الماء هو العيش، العمر



لكن حولته هموم المرء إلى قبر . إن الاستفهامات بتتابعاتها تنقل الكرة في ملعب التفلسف



والتعقد وتقود هجمة مرتدة ضده وفقًا للقانون الفيزيائي لكل فعل ردة فعل مساوية له



في المقدر ومعاكسة له في الاتجاه ، لينبلج أو يوشك الانبلاج نور الشمس من ظلمة



هذه المتاهات والتعقيدات والهموم المفتعلة .



وتستمر شراسة الهجوم محطمة كل الأطواق الدفاعية التي تقودها ظلمًا وزورًا الأنا



الأعلى لتصل إلى مرحلة الحصار ذلك لأن الإجابة على السؤال المبدوء بالهمزة تكون



بالنفي أو الإيجاب . وبعد هذه الأسئلة المعتمدة على براهين نفسية مقنعة لا تجد الأنا



الأعلى إلاأن تجيب بصوت خافت بلى.وذلك في الأسطر:




أما آن لكم أن ترفعوا سياطكم عني؟
ألا تتورعون عن الزيف بعد صافح المطر صحرائي
ألا تسترون عوراتكم ليسامحكم البحر والهواء
اسجدوا واركعوا وابكوا واخشعوا لتسامحكم الأرض والسماء




ذلك الإنسان الذي عكر بآلامه وتعقيداته الهواء وحجب نجوم السماء وتفنن في المصطلحات والأسماء آن له أن يستحيل طفلا مادًا ذراعيه للحياة في شوق ، كيف لا وقد صافحت المطر




الصحراء ، تلك الأمطار تعبير عن الانتعاش والحيوية ،والصحراء تلك النفس التي لديها الاستعداد



لأن تعيش في لجة الهموم أمدًا طويلاً . إن التسامح مع النفس كان عنوانًا عبقريًا وفكرة



مميزة دعت إليها كاتبتنا إذ أنها لم تقص الصحراء ولم تجعل المطر صفعًا لها ، بل جعلتها



مصافحة لأن الصحراء (النفس) بها جانب رملي مشرق يدعى (الشجن) والمبدعة ليست



ضد الشجن والتأمل وإنما ضد هذا الكدر وكأنها تحاكي ما كتبه الراحل إيليا أبو ماضي:



كن جميلاً ترى الوجود جميلاً .



وتأتي التعبيرات الخاصة بالسجود والركوع والبكاء والخشوع مبالغًا فيها للغاية إذ أن



هذه المعاني لا تستخدم استخدامًا مجازية لقدسيتها ولأن الإنسان مهما ضيق على نفسه



فرحمة الله واسعة تغني عن مسامحة الأرض والسماء .



وتنتهي هذه الهجمة محققة الهدف المنشود ، ذلك الهدف المتمثل في انقضاء سلطة الأنا الأعلى



المتمثلة في اصطناع القيم والفلسفيات المملة لترحل الكاتبة بنفسها وزكائها وذكائها بل وربما بجوارحها إلى هذا العالم الجميل عالم البراءة والصورة الإنسانية على أول وجوهها لتنعم فيها ببعض المنشطات التي لا غنى للإنسان عنها في امتداد رحلته الطويلة وذلك في آخر سطرين :




أما أنا، فدعوني أسافر في ليال القمرية أعانق الحب والمطر

وأداعب الورد وأغصان الشجر




والمؤكد أن المبدعة العزيزة لن تنتظر إذن هذه المخلوقات الكامنة في النفس لكي تقول لها تفضلي أو



طلبك مرفوض ، إنها تمارس بطريقتها الشخصية سياسة الأمر الواقع إذ أنها تختم بهذه العبارة النص



وذلك بعد أن فشلت محاولات دفاع الأنا ، وتأتي هذه الخاتمة البهيجة لتؤكد انتصار العفوية والبراءة



في مواجهة هذه الأعاصير الفلسفية والقِيمية الرتيبة المسماة بالعمل ، الواجبات ، التكاليف في حياتنا نحن البشر ،وما أسخفها !



أحسنت أختنا العزيزة ، ولك من التحية بمثل ما أشعلته طفولة المشاعر في نفسك



ومن الشوق بمثل ما طافت به الذكريات في أعماقك .





عمل مميز أرجو لك التوفيق ، دمت مبدعة.


المشرقي الإسلامي 01-11-2009 06:35 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :خرافية الحنان
(من خارج منتدى الخيمة)
(20)
أجيء إلى بهائك.. أملأ به توقي وشوقي.. ثم أداريه عن الزمان حتى لا يحبك أكثر مني
خبأت هذا الحسن داريته حتى لا تكتئب الدنيا إذا توارى، رأيتك في عيون الشمس تزفين النهارات للجياد آلاتي تزرع ركضها في الواحات فلاً ونرجساً.
تذكرت صوتك حين غنى القمر في الليالي الموشومة بالحنين المثقلة بالانتظارات, وحدك أشعلتِ هذا العمر بالولع, ونقيتي القلب من الانكسارات وكنتِ التاريخ الذي يختال بالنبض الحنون، تهجيتك حرفاً حرفاً حرصت على أن تظلي لغتي الوحيدة فلا يتوحد الزمان إلا بهتافك في كل حين
أنتِ هذه الأحلام التي ترش نفسها على كفي لحظه أن أغمض عيني حتى أراكِ.. خرافية الحنان ما غضبت إلا صالحتني بابتسامتك، حتى أصبحت الابتسامه الهالة الأغلى على جبين الأيام.
تعودت على خصامكِ . أصبحت أعرف بأنه الرعد والبرق ثم تمطرين حباً وحناناً..
زيديني خصاما حتى ازداد ابتهاجا وإيناعاً.
إلى أمي الغالية
http://www.aljoood.com/forums/showthread.php?t=4959

الشكر موصول للأخت العزيزة المشرفة القديرة هند على قيامها بوضع هذه المواضيع نيابة عني
بسبب أعطال اعترت الجهاز والحمد لله على العودة إليكم مرة أخرى.

المشرقي الإسلامي 01-11-2009 07:15 AM

َ
 
أجيء إلى بهائك.. أملأ به توقي وشوقي.. ثم أداريه عن الزمان حتى لا يحبك أكثر مني
خبأت هذا الحسن داريته حتى لا تكتئب الدنيا إذا توارى، رأيتك في عيون الشمس تزفين النهارات للجياد اللاتي تزرع ركضها في الواحات فلاً ونرجساً.


كان للنص بداية نشطة من خلال المجيء والتعبئة والمداراة هذه الأفعال زادت العمل حيوية وجعلت التشويق حاصلاً للمستمع وخاصة في التعبير أداريه عن الزمان حتى لا يحبك أكثر مني إذ أن تجسيد الزمن في صورة إنسان غيور يزاحم الابن في مشاعره زاد من قوة العمل وأكسبه توهجًا على امتداد أسطره.
ويأتي التعبير رأيتك في عيون الشمس ...مليئًا بالصور الكثيفة والتي تتسم بفانتازيا رائعة تعبر حدود المنطق لتعطي شكلاً براقًا وصورًا تزيد من جمال المشهد بهذه الفسيفسائية إذ أن حيوية الشمس مقترنة بنشاط الجياد وخضرة الواحات . إن هذا الإشراق يعبر عن امتداد هذا الحب العظيم للأم ولكنه يكسبه قوة تتمثل في هذه التصويرات الموغلة في الفانتازيا والصورة التي يشعر بها القارئ صورة حلم وهذه الصورة الحلمية تزيد من البرهنة على صدق المشاعر .وتعبير تزفين النهار كان من جمالياته هو ذلك التضاؤل في قيمة النهار والتي تجعله يكتسب قيمته وقوته من مجيئه من الأم ، وعلى صعيد العلاقة بين الدال والمدلول فإن إعطاء الأشياء عكس قيمتها لكن مع إعطاء قرائن نصية تؤكد ذلك يزيد من ابتكارية المعنى واتساع دلالته.أما الجياد اللاتي تزرع ركضها في الواحات فهو تعبير عن هذه المشاعر المتدفقة والتي كأن آثار أقدامها قد صارت علامة للغراس ، وليست كذلك فحسب بل إنها على صعيد الحركة أعطت تتابعًا حركيًا جميلاً تركض فينبت فيها الفل والنرجس .كان عنصر التخيل الحركي الممتزج بالتصوير الفانتازي مقويًا من دلالة وعمق هذه التعبيرات وهي تعبيرات ابتكارية تتمازج فيها عناصر الحركة مع الصورة وتعطي هذا الشكل الرائع من التعبيرات.
تذكرت صوتك حين غنى القمر في الليالي الموشومة بالحنين المثقلة بالانتظارات
كان تعبير الموشومة بالحنين جيدًا وذلك لأنه أقام علاقة جيدة بين الجانب الحسي الملموس والمعنوي المحسوس إذ يصبح الحنين وشمًا .إن هذه المفارقة في الاستخدام اللغوي تجعل لفلسفة الأشياء معاني أبعد من المعاني التقليدية وتزيد من قدرتها على إحداث الأثر النفسي المرجوّ للمتلقي .

وحدك أشعلتِ هذا العمر بالولع, ونقيتي القلب من الانكسارات وكنتِ التاريخ الذي يختال بالنبض الحنون،
هذه الكلمات جاءت مرة أخرى لتزيد النص حيوية وإشراقًا والأفعال المستخدمة فيها أشعلت ،الولع ،يختال ،النبض كلها دلت على هذه الحالة الإنسانية من التوهج والتي يتوهج معها الإحساس بالأم لتغدو هذا النبض الحنون .

تهجيتك حرفاً حرفاً حرصت على أن تظلي لغتي الوحيدة فلا يتوحد الزمان إلا بهتافك في كل حين
هذه التعبيرات التي بين يدينا تعبيرات عبقرية إذ تكون الأم حروف الكلام والمبدع هنا لا يكتفي بجعلها الحروف والتي هي حاضرة معه في كل وقت بل يأتي التوكيد بجعله يتهجاها حرفًا حرفًا وهذا يدل على شدة الاستغراق في الحب ومع المبالغة في صيغة فعّل في كلمة تهجيّت فإنها تبرِز استعداد المبدع لتجشم مشاق هذا التهجي الحرفي ثم يأتي المبدع بتكامل في بيئة التشبيه إذ تكون هي لغته الوحيدة وهذه الأحادية في اللغة تجعل للتفرد بها مكانًا خاصًا لا سيما وأن الزمان يتوحد بها ،وأنسنة الزمان هنا تدل على الأثر النفسي الذي تحدثه الأم حتى يكون الزمان متوحدًا بهتافها .ذلك التفرد في اللغة والهتاف والزمان يجعل قوة التعبيرات تزيد من التفاعل الإنساني معها حتى لا يجد القارئ إلا أن يقول وما عساني قائلاً بعد الذي كتبت ؟
أنت هذه الأحلام التي ترش نفسها على كفي لحظه أن أغمض عيني حتى أراكِ
مرة أخرى تعاودنا فانتازية الصورة إذ تقوم لالة االفعلين ترش وأغمض وكلمة الأحلام بإبراز صورة جميلة مليئة بالألون والتداخلات الشكلية العبقرية ، ويكفي أن تتحقق الأحلام ولكن بصيغة مميزة إذ ترش الأحلام نفسها ، هذه الأحلام تصير تعبيرًا عن بلوغ الغاية العظمى وتضاؤل الحياة فيما بعدها .لقد اختزلت العديد من الأماني والآمال ليصير الفخر لا يدانيه فخر لطالما أن الأحلام قد صارت بين يديه ، فما عسى تكون قيمة ما دون الأحلام ؟
حتى أصبحت ألابتسامه الهالة الأغلى على جبين الأيام
النص كان متقنًا في جوانبه التصويرية وكلمة جبين الأيام والهالة جعلتا للنص هذه الصور البراقة والتي تؤكد على فاعلية تأثير الصورة في ذهن المتلقي وتبحر به في عوالم لا نهائيةمن الخيال والمتعة.
تعودت على خصامكِ . أصبحت أعرف بأنه الرعد والبرق ثم تمطرين حباً وحناناً..
زيديني خصاما حتى ازداد ابتهاجا وإيناعاً.
ربما يفهم القارئ أن النص كُتِبَ مصالحةلها واستحثاثًا على رضاها ، لكن هذه التعبيرات كسرت هذا الجو النفسي الخلاب الرائع ، وذكرتني بما أخذَ على أحد الشعراء إذ قال :
سأطلب بعد العهد عنكم لترحلوا
وتسكب عينياي الدموع لتجمدا
إن المحب في إطار توالي مشاعره ليبحث عن المزيد والمزيد من عناصر بقائه ولا يبتغي استحلاب هذه المشاعر الراقية من نقائضها . إنه لا يتوقع أن يطلب الابن إغضاب أمه كي يشعر بلذة رضاها بعد ذلك . هذه النقطة الوحيدة هي التي أفسدت جمال كل هذا التناسق في التعبيرات والصور .
النص رائع للغاية ومن الصعب لي نسيانه لكن من الضروري العدول عن هذه التعبيرات الأخيرة التي جعلت هبوط الطائرة إلى الأرض ارتطامًا .
عمل رائع أحييك عليه دمت مبدعًا وفقك الله

عاشق الحرف 01-11-2009 11:01 AM

لا تغمض عيناك


لا تغمض عيناك
فأظل الطريق
يارونقا
أنت فيه رحيقي
ايحبو الشوق عندك
ام في جوفك غريق
فكيف يقسى
على العشيق عشيق
************************************************** ***********************************************
( لما لا)

أرى نور وجهك
كأنك الشمس في كبد السماء
تشرق بنورك
وتضيئ كل الديار
لما لا تشرق
غب ديارك
ام حسبت ان حجبت
تختف
بل انت بدر
بليلي يبتدء
* * * * * * * * * * *
( اما آن لنا)

اما آن لنا على الضفاف نلتق
وكأس لذته نظرة السرور لمحياك
امن ام حبي لما لا تعقب
ننثر الابيات على رونق عطرك
ذاغزل رجاءه الوصال
وكذاالود وده ان يخلد بخلدك
اما آن ام حبي ان تعقب
فقلبك قلبي وفؤادي فؤادك
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
[/quote]

المشرقي الإسلامي 01-11-2009 06:56 PM

على حافات الانتهاء تبقت مرحلة واحدة هونها الله .
 
المرحلة الخامسة والأخيرة

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :فنجان قهوتي
(خارج منتدى الخيمة)
(1)
اسم الكاتبة : جوري
فنجان قهوتي ..
وأثار شفتيّ على حافته
بكل ثقةٍ وضعته ..
كما يفعل من يقرأ الفنجان
لم أصل بعد إلى حافة الجنون
أو الكفر أو الشرك بالله
كانت لحظات صبيانية ..
فعلتها دون وعي ..
وأنا أفكر بك ..
أردت أن أرى ملامح وجهك الثائر ..
الغاضب ..
من بين الخطوط المتعرجة ..
في قهوتي المتبقية في قاع الفنجان ..
فأقول لك : صباح الخير مبتسمة ..
كي يسكن غضبك ..
وتهدأ ثورة جنونك ..
وغيرتك الغير محدودة ..
في كل مرةٍ ..
تُمسك بتلابيب الهواء ..
لأنه تلاعب بأطراف ثوبي ..
تحنق على العصافير ..
وترفع يديك إليها مهدداً ..
لأنها مرت فوق رأسي ..
جنونك يصل إلى حضن أمي ..
وابتسامتي في وجه أبي !!
لهوي مع الصغير ..
يُثير فيك زوابع ( الأنا ) المفرطة !!
أصابعك بمساعدة عينيك ..
تلتهمان الأحرف والسطور ..
في أوراقي وقصاصاتي ..
ذكرياتي ..
صديقاتي ..
رسائلنا ..
وتسألني عيناك بحزن ..
من هي :
عائشة وفاطمة ..
أميرة وسميرة ..
أتطلع إليك ..
فأرى الحب يقفز إلي
من بين ركام الأسئلة ..
وبين الشك والغيرة والحب
وقفت خلف القضبان ..
أنتظر الحكم ..
وحتى يحين الموعد ..
أرتدي اللباس الأحمر ..
وأنتظر .....






المشرقي الإسلامي 01-11-2009 07:01 PM

فنجان قهوتي ..
وأثار شفتيّ على حافته
بكل ثقةٍ وضعته ..
كما يفعل من يقرأ الفنجان
لم أصل بعد إلى حافة الجنون
أو الكفر أوالشرك بالله
كانت لحظات صبيانية ..
فعلتها دون وعي ..
وأنا أفكر بك ..
يأتي الحدث وهو عبارة عن عملية استرجاع لذكرى عاشتها المبدعة أو من تتحدث
المبدعة على لسانها ، وتبدو الرمزية في فنجان القهوة الذي يبدو المذكِّر بالأشياء
والأحداث ، فكأن المبدعة أو من تتحدث على لسانها جعلت من كوب القهوة خيط
البدء والذي يذكرها بالبلورة السحرية . أتت الجملة أو الكفر أو الشرك معبرة عن
القيم التي تحملها المبدعة في الوقت نفسه كانت الانتقالة المعبرة عن التذكر
أو ما يسمى flash back من خلال سردها لما حدث . وفي كثير من المسلسلات
نجد الفكرة السائدة عن القهوة أو الشاي والتي يبدأ فيها الحكي مع أول أو آخر رشفة
قهوة . هذا الجانب كان يحسب للمبدعة استخدامه إذ تعبر القهوة عن الحب أو الذكريات
التي يكنها كل من الطرفين للآخر .وهنا يكون الحدث قويًا بحيث جعل المُحِبة تتجاوز معتادها
وتبدأ النظر إلى الفنجان في عمل يشابه فعل العرافين لكنها نفت ذلك عنها .
أردت أن أرى ملامح وجهك الثائر ..
الغاضب ..
من بين الخطوط المتعرجة ..
في قهوتي المتبقية في قاع الفنجان ..
فأقول لك : صباح الخير مبتسمة ..
كي يسكن غضبك ..
وتهدأ ثورة جنونك ..
وغيرتك غير المحدودة ..
في كلمرةٍ ..
كان حسن التعليل إذا جاز التعبير عنصرًا مميزًا لهذه الجزئية إذ أن الفنجان عند المُحِبّة هو كالبلورة
السحرية ، ويبدو مدى ارتباط المُحِبّة بمحبوبها الزوج من خلال هذا الفنجان والذي لا يمر مرورًا
عابرًا وإنما يغدو أداة لفلسفة الحب ، ومن ناحية أخرى فقد ارتبط الحديث عن القهوة بالكثير
من العادات والتقاليد والأفكار المترسخة في ذهن الإنسان العربي مما يعكس مدى ارتباطه بالأشياء
من حوله. والجوانب الرومانسية تبدو في سلاسة وانسياب النص إذ تنتقي المُحِبّة لحظة مميزة وهي
لحظة الصباح والتي تُسقى فيها القهوة لتقول لمحبوبها زوجها صباح الخير غير أن الذي زاد من إشراق
النص هو أنها لم تفعل لغيابه ربما أو لشيء آخر مما يجعل فعل الغياب في ذاتها مثيرًا لأكبر قدر من
المشاعر الجياشة. ويبدو جانب مضيف للخاطرة قدرًا أكبر من الإشراق في ذلك السلوك الأنثوي الذي يتسم بالنشاط والشغب حينما تكون المُحِبة تريد رؤية وجه محبوبها وهو غاضب إذ تتخذ لديها هذه الانفعالات
معنى آخر ، ربما فطرية وبراءة في الانفعال ربما رجولة وصدقًا في المشاعر ..
تُمسك بتلابيب الهواء ..
لأنه تلاعب بأطراف ثوبي ..
تحنق علىالعصافير ..
وترفع يديك إليها مهدداً ..
لأنها مرت فوق رأسي ..
جنونك يصلإلى حضن أمي ..
وابتسامتي في وجه أبي !!
لهوي مع الصغير ..
يُثير فيكزوابع ( الأنا ) المفرطة !!
جميل في النص أن المتلقي لو حاول استقطاع سطر منه لما استطاع ، فالسلاسة والانسيابية
تجعل المتلقي لا يكاد يشعر بالملل من المتابعة .رغم أن الحدث عادي إلا أن طريقة تناوله
كانت غير عادية من خلال رصد اللحظات الإنسانية الأكثر تأثيرًا وكذلك من خلال الاتكاء على
العديد من عناصر التصوير ,وهنا لا يجد القارئ إلا أن يرفع حاجبيه من هذه الصياغة للموقف
إذ يغدو تلاعب الهواء بأطراف الثوب وتحليق العصافير من فوق الرأس عملاً مستفزًا لهذا
المحبوب الغيور ، بل ويظل انتقال المبدعة وتدرجها في جوانب الرصد لهذه الغيرة المقيتة
لتصل إلى هذا الاضطراب الذي يجعله يغار من احتضان الأم وابتسامة الأب. ومن الممكن
للقارئ أن يرتب على هذين السطرين معاني أبعد بكثير مما رمت إليه المبدعة إذ أن
الدلائل عليه تحققت فعلاً . ويأتي ملمح من ملامح العمل الأدبي ممثلاً في استخدام
كلمة الأنا المفرطة رغم كونها عادة لا تستخدم في النصوص الأدبية لتقريريتها إلا أن مبدعتنا
العزيزة قد طوعتها لصالح الحالة وأوجدت لها مبررات وجود جعلت منها جانبًا معبرًا عن فهم
المبدعة العزيزة لكيفية وفلسفة استخدام الألفاظ التقريرية في العمل الأدبي .

المشرقي الإسلامي 01-11-2009 07:02 PM

أصابعك بمساعدة عينيك ..
تلتهمان الأحرف والسطور ..
تشبيه هذه الحالة من الاندفاعية بالالتهام كان جيدًا وموجِدًا تشابهًا
في السرعة وإن كنت أرجو المسامحة إن قلت أنها جعلتني أشعر أن الحديث انقلب ليعبر عن
سلوك نوع من أنواع القوارض في التهامه الأحرف والسطور !!
في أوراقي وقصاصاتي ..
ذكرياتي ..
صديقاتي ..
رسائلنا ..
وتسألنيعيناك بحزن ..
من هي :
عائشة وفاطمة ..
أميرة وسميرة ..
جميل للغاية تحدثك بلسان الحال لا بلسان المقال .تسألني عيناك بحزن من هي ...
هذا دل على فهم المحِبّة للغة العينين من حبيبها زوجها ،واستبطانها لدخائله ومبادرتها
بالحديث عما يجول بذهنه
أتطلع إليك ..
فأرى الحب يقفز إلي
من بين ركام الأسئلة ..
ربما لا أجد في هذا السطر أرى الحب يقفز إليّ ..... إضافة جديدة ، فمن غير المتصور أن يكون
بكل هذه الغيرة لأنه يكره عمومًا رغم ذلك إلا أنك بينت للقارئ أنه حب زائد حتى لا يفهمها على
أنها أنانية متأصلة وولع شديد بالسيطرة والانفراد بالطرف الآخر في غير حب وإنما في سلطوية ذكورية.
وبين الشك والغيرة والحب
وقفت خلف القضبان ..
أنتظر الحكم ..
وحتى يحين الموعد ..
أرتدي اللباسالأحمر ..
وأنتظر .....
كانت النهاية رائعة للغاية والختام اتسم بهذه الدرجة من الوعي بالرموز ، إذ أن اللباس الأحمر هو من
يلبسه المحكوم عليه بالإعدام عافنا الله وإياكم . لذلك يكون خطاب المُحِبّة التي تنتظر فيه من حبيبها
أن يعي طبيعتها وطبيعة من حوله حاملاً هذا الكمّ من المخاوف أن يبلغ به الشك أو الغيرة أو الحب
حدًا جنونيًا لا تستقيم معه الحياة الزوجية وهذا الحد –بلاشك- هو الإعدام حقًا .
النص اتسم بقدر كبير من الانسيابية والسلاسة ورغم أنه قد يبدو رومانسيًا إلا أنه من منظور علم النفس
والتربية قد دق على أوتار حساسة للغاية في العلاقات الاجتماعية والإنسانية وجعل الخاطرة مفتوحة بشقيها
الإنساني العاطفي والاجتماعي التربوي . وكان فهم الرموز ودلالتها ومنطقة بدء الحديث عنصرًا فاعلاً للغاية
في خروج النص بهذه الدرجة من الإتقان والروعة .
عمل رائع أهنئك عليه وأشفق عليك من تبعاته .. دمت مبدعة وفقك الله

المشرقي الإسلامي 02-11-2009 07:28 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : لك لا لسواك (صفحة3)
اسم العضو : النبيل
(2)
هنا..

حين يكون للصمت كل معنى لموت..

اقف في إنتظار الذهول..!

تلك المساحة..

المسافة ..

بين المُدرك واللامُدرك...

تلك فقط ..

من يمكنني توقع لقياك ِ عندها..!!

سأرقب منك ِ....

فعل الإزاحة ليمكن لي أن أكون أنا..!!

علك ِ أدركت ِ ما أعني..!
***
http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=80524&page=3

المشرقي الإسلامي 02-11-2009 07:30 PM

هنا..

حين يكون للصمت كل معنى لموت..

اقف في إنتظار الذهول..!
تتسم هذه الأسطر بالتفلسف ، وتغدو الرؤية التي يرى المبدع بها الأشياء
قاتمة إذ أن الصمت يعني الموت ويأتي الحرف( كل)ليعبر عن رؤية لا تتسم
بالمرونة ، إذ يغدو الصمت معبرًا عن كل أشكال الموت المادي والمعنوي
والذي لا أعرفه هل تعمد كلمة لموت أم يقصد للموت ؟ عمومًا في حالة تنكيرها
(لموت) يكون للصمت دلالة أكثر ألمًا إذ يغدو موتًا نكرة عاديًا عابرًا شأنه
شأن أي شيء من الأشياء التي تمر ولا يُهتم بها .
السطر الثاني (انتظار الذهول) اتسم هذا السطر بالتشويق ، خاصة في معنى كلمة الذهول
إذ تتسع دلالتها لتنسحب على أشياء كثيرة منها الحب ، منها اللقاء ، منها الأمل ، وقد تحتمل
نقيض ذلك لكن دلالة العنوان (لك لا لسواك) تشي \تكشف عن أن الأمل واللقاء والحب وأي
مفاجأة سارة هي المعنيّ بالذهول المنتطر .

تلك المساحة..

المسافة ..

بينالمُدرك واللامُدرك...

تلك فقط ..

من يمكنني توقع لقياك ِعندها..!!
عمق هذا النص يأتي من تحويمه في فضاء غير متناه ، ويتسم بالتميع الشديد الذي يحده
إلا لوحات التشكيليين وعلى امتداد الأسطر لم نجد اسمًا لشيء ملموس ، مما يجعل
وجود المحبوبة في النفس وجودًا إنسانيًا وجدانيًا خالصًا لا تشوبه شائبة مادية .
ويأتي المدرك واللامدرك كتعبيرين عن الحب والحلم ، الأمل وأشياء أخرى هي القاسم
المشترك بين كل عاشقين . وتأتي هاتان الكلمتان المدرك واللامدرك بذكاء لتجعلا
المتلقي يتساءل : وهل الأشياء المدركة والامدركة بينهما مسافة طويلة ؟ أم بينهما مسافة
قصيرة ، لكن مجيء أداة الحصر (فقط)ليرجح كفة القرب ، إذ تغدو المسافة بين المدرك واللامدرك
مسافة بسيطة للغاية ، خيط رقيق للغاية لا يكاد يرى .إن المبدع يعبر عن هذه المعاني الحلم ، الأمل،
الحب ، الشجن وما سار في فلكها غير أنه ليس متأكدًا بعد أنها أشياء مدركة ، لذلك تظل في منطقة
الانتصاف والرمادية بين المدرك واللامدرك .ويأتي السطر من يمكنني توقع لقياك عندها لتعبر عن سخرية
أكدتها علامتا التعجب من استحالة اللقاء ، غير أن ثمة تساؤلاً يثار عن كلمة (من) وما تؤديه من وظيفة
في النص لأن الأداة (مَن) تأتي بمعنى اسم الموصول( الذي) للإنسان وعدم مجيء علامة الاستفهام
أدى دورًا أفاد نفي الاستفهام وأعطى القارئ تصورًا صوتيًا معينًا للإلقاء وما يفيده من غرض.
سأرقب منكِ....

فعل الإزاحة ليمكن لي أنأكون أنا..!!
علك ِ أدركت ِ ماأعني..
الفعل أرقب ومجيء السين المؤدية معنى الاستقبالية جاء معبرًا عن تأكيد لهذا الفشل في
اللقاء ، لهذا عبر عن انتظاره فرصة أخرى .ويأتي تعبير فعل الإزاحة عبقريًا للغاية إذ أن الإزاحة من جملة
الحيل الدفاعية التي يستخدمها الفرد لنفي وجود معاناة نفسية ، وهنا يتوجه المبدع بالخطاب الاستعلائي
للمحبوبة طالبًا منها ممارسة فعل الإزاحة لكينونتها ليحل هو أو يكون جزءًا من كينونتها .
والسطر الأخير الذي يحمل معنى السخرية من هذه المحبوبة والتي يشك في فهمها لما وراء
كلامه وهو أنها لن تكون متقبلة منه إلا إن انصاعت لما يريد.
ولا يستبعد أن يكون السطر الأخير موجهًا للقارئ الذي قد يحتاج إلى وقت لفهم دلالة
هذا الأسلوب المركب والذي يحوي وراءه قدرًا كبيرًا من التراكمات المحركة لمشاعره.
إن النص يتسع ليُفهم بأشكال كثيرة جدًا ولكل فهم قرائنه ،فمن الممكن أن يكون
تعريضًا لعلاقة مادية صرفة أحسن المبدع التغطية عليها ومداراتها بلفظة المدرك وغير المدرك
ومن الممكن أن يكو الحدث فراقًا بعد طول لقاء ، ... وتنفتح أبواب التأويل على مصارعها لا سيما
عندما تكون مشتقات كلمة الإدراك قد تكررت ثلاث مرات لتكون تعريضًا بعدم تكافؤ بين ثقافتين
أو فكرين أو شيء مما دار في فلكهما وما أكثرها .
النص امتاز بالتركيز الشديد والتمكن من استخدام الأدوات الفنية رغم البعد التام عن الخيال واللغة
المجازية وهذا أعطى للنص روعة متفردة إذ أن الاعتماد على الفكرة مكن المبدع من تطويع اللغة
لها ، وجعل التعدد الدلالي عنصرًا متحققًا في النص وبقوة .
عمل رائع أحييك عليه وحمدًا لله أنه أول ما أعلق عليه وقد قرأت لك أشياء كثيرة لكني أحببت
أن أبدأ بهذا النص لأنه يعبر عن اكتمال أدوات اللغة والنضج الفكري والفني ، وما قبل هذا
العمل كان ينتظر اللمسة الأخيرة والتي تحققت في هذا العمل .دمت مبدعًا وفقك الله .

المشرقي الإسلامي 03-11-2009 05:39 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :العمر كذبتنا
اسم الكاتب : سمير الشريف
(خارج منتدى الخيمة)
(3)


أترقب سكون الليل
يا رائع التذكر
يا طائرا مخضبا بالرحيل
يا امرأةالمواسم
أتهجى دفتر حزني
عودي لكي نزرع الحلم
إني راحل ولن أدل عليّالطريق
يجرحني رنين صوتك
نبت شوك لهفتي على الشرفات
انطفأت المصابيح بعداختلاج النشيج عند آخر الحزن...
من أين أتيتِ؟
مشّط الهم تربة روحي
أفيقعلى قمر غائم بالبكاء
لا تكوني غُرةَ الأوجاع ِ
مُديِّ دفءَ وصل
آهة عشق
وجع لياليك...
"
طفل أنا الملم شقاوةَ العُمرِ الذي تبعثرِ في جهاتِك...
ِلا تهربي..
العمرُ كذبتنـا
و أنتِ خطيئتي
ساعديني ألملمَ الجرح بنسيانِالجوى...
لمي جراحكِ ِ
واهتكي عبثي ...
تتنازعني أعاصير..
إيقاف النبضالذي يهمس باسمك..
أشحن الناس بلوعتي
أحطم مرايا حلم يتنفس بينأضلعي..
أصحو على فتات اللحظات التي التصقت بحبة الفؤاد ..
أعلق على مشجبالانتظار كل الهمسات ..
كل نأمة فحيح نفثتها شفاهك ..
يملأني أمل فاضح...
أصحو على رعشات صوت يشعلني ...
يغرس في خلايا الروح سهام دفقهالأول..
أمام المفاتيح التي أغرقها الدمع ..
أوسد رأسي ذراعك، أبحر في رحلةبوح تذيب صدأ القهر والأمنيات الكواذب..
أرمي شباكي وجعا بانتظار تلافيف عتمةيصلني صوتها ، دافئا بآهات حرمانها ..
يستدرجني شوق عارم
أجدها معبأة بشوقولهفة.
_:
ألم تنم بعد ؟
أحلم ألا ينقضي وجع الحلم...
أظل مشنوقا على وهمالانتظار
أخاطب الجرح الذي تخلى عن ألمه......
أيها الغائر هناك
ياأنا............ ............... ..........
أتهجاك بكل أشرعة الحريق!!
http://www.aljoood.com/forums/showthread.php?t=15969

المشرقي الإسلامي 05-11-2009 06:35 AM

أترقب سكون الليل
يا رائع التذكر
يا طائرا مخضبا بالرحيل
يا امرأةالمواسم
أتهجى دفتر حزني
عودي لكي نزرع الحلم



نلاحظ في الأسطر السابقة أن هناك فعلين مضارعين هما أترقب وأتهجى ويدلان على الاستمرارية ، مما يعني أن الشوق في درجة من التوهج لم تنته بعد ،كذلك كان البدء بالفعل أترقب ليدل على شدة الترقب مما استدعى أن يجعله الكاتب في أول الجملة ، وكان خطاب المحبوبة من خلال ثلاث مرات رائع التذكر ، طائرًا مخضبًا بالرحيل ،امرأة المواسم مما يدل على أن المحبوبة بدت وكأنها غير مستمعة لما يقول ، وبعد ذلك بعد النداءات الثلاثة كان الخطاب بالفعل عودي وهذا التأخير في الطلب أو التأخير في استخدام فعل الأمر عبر أضاف للنص حالة من التشويق كما أنه عبر عن شدة المبالغة في التودد للمحبوبة بما جعله يؤخر الطلب بعد النداءات الثلاثة المعبأة بالمدح والثناء .


وكان التعبير طائرًا مخضبًا بالرحيل تعبيرًا متقنًا عن تمكن الرحيل ، وهو تعبير مركب فيه التشبيه للمرأة بالطائر ثم كان التعبير عن الرحيل الذي بدا


حقيقة لا يعتريها الشك من خلال السمة التخضيب ومعنى مخضبًا أن محنّى كأن المرأة طائرًا عليه حناء من الرحيل .هذا الاستخدام للشيء الملموس للتعبير به عن المحسوس كان عنصر قوة في النص إذ يضفي للأشياء أكثر


من دلالتها ويتيح للمبدع مزج أنواع مختلفة من التعبيرات الابتكارية التي


تتسم بوجود صلة بين المشبه والمشبه به. كان المجاز حاضرًا بقوة من خلال التعبيرات أتهجى دفتر أحزاني ، نزرع الحلم ، كان فيهما مراعاة للنظير وهذا يزيد النصوص جمالاً لأنه يجعل منها أشياء شبه حقائق ويدل على مدى استغراقها وتمكنها من نفس المبدع .
إني راحل ولن أدل عليّالطريق



جميل هنا أنسنة الطريق أي إعطائه سمة الإنسان ، وكأن الطريق يترقبه ،مما يجعل الأسى مستحوذًا على الحالة النفسية بشكل أكبر إذ يغدو كل شيء حتى الطريق عدوًا يحول دون لقائه بالمحبوبة ، وكان تعبير امرأة المواسم قريبًا نوعًا ما من تعبيرات نزار قباني وميّزه أنه عبر عن شح هذه اللقاءات وقلتها كما أنه عبر عن تفرد المحبوبة بنعتها بشيء من نعوت الطائر ،وهذه اللامباشرة في التعبير عن المحبوبة تزيد العمل أناقة وبهاء.
يجرحني رنين صوتك



في رأيي أن العبارة تدل على خطأ في المجاز إذ لا علاقة أو وجه شبه بين الصوت والجرح
نبت شوك لهفتي على الشرفات



هذا التعبير كان متقنًا في تصوير حالة التلهف ،إذ يغدو التلهف


زرع صبار ،وبينما تعارف الناس على أن الشرفة ذات طابع بهيج


إذ من خلالها يطل الواحد منها على السماء والأفق إلا أن استخدام


هذا التعبير شوك لهفتي على الشرفات جاء ليزيد الصورة حزنًا


والحالة أسى ولعل هذا التعبير كان مقترنًا بالعبارة يجرحني


رنين صوتك ليكون بينهما موازاة الصوت –اللهفة ،الجرح-الشوك
انطفأت المصابيح بعداختلاج النشيج عند آخر الحزن...
من أين أتيتِ؟
مشّط الهم تربة روحي



هذا تعبير أظنني لن أنساه مطلقًا بإذن الله ، فالألم يبلغ درجة غير معتادة إذ


يكون في الروح ليكون الألم ألمًا غير عادي لأنه في هذه المنطقة المجهولة ، بلا شك الروح من أمر ربي كما هو في سورة الإسراء لكن هذا الاستخدام المجازي عبر عن معنى المكابدة بشكل كبير ، وفي أمثالنا نقول "...طلع روحي" كناية عن المكابدة ، كانت صيغة المبالغة فعّل في الفعل مشّط معبرة عن شدة التمشيط والتسوية ،وإن كانت التعبيرات المجازية المختلفة عبقرية للغاية إلا أنه تقريبًا لا يربطها رباط واحد مما يجعل التشبيهات تعبيرًا عن حالات متفرقة ، كما أن الإسراف في المجاز كالإسراف في اللغة التقريرية كله يحول بين المستمع وبين ما يتوقع أن يجده عنصر قوة في النص.
أفيقعلى قمر غائم بالبكاء



تصوري الشخصي أن كلمة بالبكاء أتت زائدة لأنه معروف أن التعبيرات عن غياب القمر تدل على بكائه بشكل ضمني .
لا تكوني غُرةَ الأوجاع ِ



تعبير قوي عن بدء الوجع ووضوحه ، فالغرة هي مقدمة الشيء غرة الخيل ، والغرة تميز لون الخيل ،والخيل بطبيعته سريع وجاء هذا التعبير ليحقق ثلاثية الدلالة البدء ، الوضوح ،السرعة والاستمرارية .

المشرقي الإسلامي 05-11-2009 06:36 AM

يستدرجني شوق عارم
أجدها معبأة بشوقولهفة.
_:
ألم تنم بعد ؟
أحلم ألا ينقضي وجع الحلم...
أظل مشنوقا على وهمالانتظار
أخاطب الجرح الذي تخلى عن ألمه......
أيها الغائر هناك
ياأنا............ ............... ..........
أتهجاك بكل أشرعة الحريق!!
جميل أن تكون النهاية بهذا الشكل والتي يتذكر المُحِبُ ما كان يدور بينهما قبل النوم وكان تعبير أحلم ألا ينقضي وجع الحلم مفلسفًا لهذا الحلم وتأثيره
في النفس إذ يغدو- حتى ألمه-حلمًا آخر .
وكان النداء والذي يحاول استدعاء البقية الباقية من الحلم مناسبًا مع النهاية
ونلاحظ أن البداية بها النداء واختتمت بذك لتظل حالة الشوق غير متناهية،ونداء المحبوبة بـ(أنا) يدل على توحده فيها وفيه وجه من وجوه
الاستخدام اللغوي الابتكاري المخالف للقواعد النحوية لأن النداء لا يكون للضمير فالضمير أعرف المعرفات لكن أتى نداء أنا ليعبر عن حالة تتجاوز كل حدود المعتاد لاسيما عندما يكون التهجي بكل أشرعة الحريق ،الشراع
الذي يسيّر السفن وهو الحب حينما يحترق تكون السفينة (النفس) بين الغرق والحريق .. إنه الشوق ، وما أقساه !!
عمل جيد أحييك عليه وأرجو لك التوفيق

المشرقي الإسلامي 05-11-2009 07:21 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :سمفونية الريح
اسم العضو :قلب الرحيل
(من أرشيف الخيمة)
(4)

الليل يرقص على نغم سيمفونية الريح
والبحر يصطدم بقوة على حجار الشاطئ
ليعود مرة أخرى
انه يرقص
طيور النورس تحلق إلى البعيد كلما
هبت نسمة ريح
وتعود لتحضن مياه البحر
وتحكي قصة الريح
عجيبة قصة الريح
القمر في السماء يشاهد مسرح الأحداث
ويبتسم
كل شي تحته يرقص
يتحرك لا شي ثابت
وتبقى سيمفونية الريح سيدة الموقف
تظل تعزف أنغامها
بكل هدؤوا و رومانسية
إلى أن يقرر السيد القمر إنهاء الحفل الموسيقي ويبدأ خطوات الرحيل
بكل هدؤوا على نغم السيمفونية
ويتلاشى ... يتلاشى
ويتلاشى معه كل شيء وكأن الليل لم يكن شيء
وتنتهي السيمفونية بمقطع حزين
فراق .... فراق .... فراق .... فراق.... فراق


المشرقي الإسلامي 05-11-2009 07:23 AM

معروف أن شكل القمر وتقلباته في السماء من الأشياء التي تعكس حالة المبدع وتعبر عن اقتران تجربته بهذا القمر لأنه يسقط سماته على نفسه ،والفكرة نفسها من حيث هي فكرة مكررة للغاية،ولكن الذي يميز هذا النص هو هذا التصوير للقمر وتشبيهه بالغادر ، مخالفة لما اعتاد الأدباء ودرجوا على استعماله ، وفي البداية تبدو الملامح لدى المبدع أو من يتحدث المبدع على لسانه ذات طبيعة مناقضة للمنطق ، وهذا التناقض مرده إلى أن حالة الفرح هي حالة لا تخضع لمعايير العقل فيرى المبدع في نارها متعة الضوء وفي نسائمها جليد البلل ! لذلك يكون صوت الريح للمبدع هو صوت سيمفونية جميلة ومرد هذا الجمال إلى الحالة المستحوذة على الليل رقص نغم.وسيطرة هذه النشوة تبلغ ذراها عندما يكون اصطدام البحر بأحجار الشاطيء رقصًا هو الآخر وهنا أجد أن من الأنسب أن يكون هذا تصفيقًا لا رقصًا لأن الرقص في ذاته حركة جسدية لا صوت فيها وصوت الحجارة عندما تصطدم بالبحر ليس فيه شيء من خواص عملية الرقص. وفي السطرين الآتيين تنبيه لموضوع هام يعد هو مربط الفرس :


وتحكي قصة الريح
عجيبة قصة الريح



كان لابد من وضع نقاط أو نقطتين بعد كل سطر على الأقل ليفهم القارئ حالة الانتقال إلى مشهد جديد ، وكان من الضروري أن يحتوي السطران على حالة نفسية أو صورة توازي دلالة الريح كأن يذكر المبدع مثلاً بعد كلمة عجيبة قصة الريح :"وتصهل الخيل" أو" وتدق الطبول.." ،لكي يكون هناك إشارة رمزية وتمهيد للفكرة القادمة والتي تتمحور على فلسفة الريح ودلالتها الإنسانية لدى المبدع.


ومن المنطقي أن يتبوأ القمر مكانة عليّة في النص لكن المفاجأة في أن يكون ملكًا مسيطرًا حاكمًا متحكمًا إذ جرى العرف في كثير من الكتابات أن يكون حزينًا أو مدللاً لكن شتان بين المدلل وبين الحاكم ذي الرأي الأخير.وجملة القمر في السماء يشاهد مسرح الأحداث أكدت على هذا المعنى من الاستعلاء .وعلى القارئ أن يحاول الربط بين القمر وإسقاطاته المختلفة والتي قد تكون منسحبة على أشخاص ذوي سلطات اتخاذ للقرار الاستراتيجي .


إن حياة الإنسان مجموعة من المشاعر والمواقف ، ولا يتخذ الإنسان قرارًا إلا بناء على مبرر حتى وإن كان خاطئًا ، وهنا عندما يكون المشهد رقيقًا جميلاً بسيطًا ثم يقوم القمر بإنهاء هذا الحفل فإن ذلك فيه إشارة إلى هذا المحبوب والدلالة تنسحب على مستويات أخطر بكثير المتقلب مزاجيًا والذي لا يرتضي للسعادة أن تدوم .لماذا يريد القمر إنهاء الحفل ؟ هل لأنه يشعر أن هذه الحفلة ليس هو عضوًا فيها مدعوًا إليها بشكل مباشر ؟ هل لأنه يخاف أن تُنسي هذه الليالي والأنغام الناس أن هناك قمرًا لابد أن يُلتفت إليه ؟إن ثمة شيئًا يلفت الانتباه في النص وهو غياب النجوم والتي هي أعز أصدقائه مما يشير إلى هذه الحالة من التفرد والأنانية التي تعتريه (القمر في الظاهر وأشياء أخرى في الباطن)والنص يجعل من القمر رمزًا لتلك الخدعة الكبرى والتي توحي ظاهريًا بالجمال لكنها تخفي خلفها قدرًا كبيرًا من التسلط .


وفلسفة المبدع في حضور وغياب القمر تبرِزُ شعورًا بانقلاب معاني الأشياء لديه ، فالقمر يعد رمزًا للتسلط ، بينما يعد الريح رمزًا للمتعة والجمال الصوتي .وعلى الرغم من غرابة الرؤية إلا أن البرهنة عليها من خلال التوصيفات المختلفة لكل شيء أقنعت المتلقي (أنا على الأقل) بعمق هذا الإحساس والذي تأتي فيه كلمة الفراق في النهاية ،ليصير الليل والريح أحد ضحايا القمر والذي لم يجد من يحتفي به أو يُشرِكه في احتفالاته السعيدة.


النص له رمزية تتجاوز الجانب الرومانسي لتعبر عن الخدع التي يعيشها الإنسان ويحسبها مسلّمات طبيعية لا شك فيها ، وجاء ليعبر عن نمط استبدادي من البشر يحرص دائمًا على أن يكون هو مسقط الضوء حتى ولو كان هو نفسه نبع الضياء ، وللعمل أوجه أخرى محتملة من التأويل.


عمل مميز أحييك عليه دمت مبدعًا وفقك الله .

المشرقي الإسلامي 05-11-2009 09:45 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :هذيان ليلة
(اسم الكاتبة:أسماء صقر القاسمي)
(خارج منتدى الخيمة)
(5)
ليلة

ارتحلت تلك الأوراق
عن أشجارها
تركت خلفها

عن ليالي انقضت
في عواصف الاحلام
وجذورٍ امتصت
دموع تربه الاشواق
لتنام الاغصان
بعد رحله عناء
وعويل غربه يخجل
لبكاء طفوله
توسدت جذع ماضي الذكريات

**************

أيتهاالأماني الهاربة
الى وحل الزوايا المهجورة
أرجعي الى
سقف بيتنا العتيق



أيتها الازهار الذابلة
على حافة الطرق
تسامي قليلاً
لتهدينا نسائم العبير

أيتها الزوابع القابعة
في قماقم الصمت
تحركي في
اتجاه الأنفاس

أيتها النوافذ المغلقه
بددي دمع الشكوك
وتمركزي في ارواحنا

أيتها الابواب الكئيبة
شققي ارض السكوت
لنبدأ
لعبه أجمل الاحلام

أيتها الجبال الواجمة
لا تستنكري
شح هديل الحمام

أيتها الاغصان الصامتة
مدي ظلال شموخك
تحت اقدامنا

أيتها الرياح الساكنة
اسحبي شعركِ
وتمرسي
على حدود أصابعنا

أيتها العصافير المهاجرة
ارجعي لنا .. واندرجي
في ألحان سمفونية
لنتقاسم
أجمل اللحظات

***

http://asma-alqasimi.maktoobblog.com/105975/%D9%87%D8%B0%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D9%84%D9%8A%D9%84%D9%87/

المشرقي الإسلامي 05-11-2009 09:47 PM

ليلة


ارتحلت تلك الأوراق

عن أشجارها




الأوراق أخذت ها هنا وصف الطيور والتي قد ترحل عن أعشاشها


وقتًا ثم تعود تارة أخرى ، لكن الأوراق ها هنا لا تنوي العودة مرة أخرى


وهذا توضيح لمدى الضيق الذي يعتري هذه الأوراق أوراق الشجر،وإذا كانت أوراق الشجر تعبر عن البهجة والنضارة دائمًا فإن وصف حزنها بهذا الشكل يعطي للحدث شكلاً أكثر مأساة وألمًا .

تركت خلفها
بعض رسائل
عن ليالي انقضت
في عواصف الأحلام




المفارقة في الاستعمال أو الاستخدام اللغوي تكسب النصوص قيمة كبيرة وهذا ما هو متحقق في هذه الجزئية إذ تكون الأحلام عاصفة ،وهذا يعبر عن فلسفة هذه الأشياء بالنسبة للحياة ، فإذا كانت الأحلام –وليس الكوابيس- هي عبارة عن عواصف فكيف إذًا تكون الحقائق ؟ يعكس هذا الشطر رؤية حزينة للأحلام من خلال المعنى المعاكس أو المخالِف لعرف استخدامها اللغوي،خاصة أن الأوراق هي الأخرى رحلت ، مما يجعل حالة الأسى شاملة جميع الكائنات وجميع الجوانب من الحياة المادي فيها (أوراق الشجر)والمعنوي فيها (الأحلام)



وجذورٍ امتصت

دموع تربه الاشواق
لتنام الاغصان
بعد رحلة عناء




جميل في هذه الأسطر تكامل بيئة التشبيه أو ما يعرف بمراعاة النظير وهذا يجعل للنص مصداقية أكثر ويتعامل المتلقي مع الحدث كأنه حقيقة لا شك فيها ولا مجال لإنكارها ،فالجذور هي النفس التي تمتص الأشواق وتشبيه الأشواق من شدتها ونضجها وبراءتها بالتربة الخصبة ساعد على تحقيق هذا التصور .ومجيء نوم الأغصان يأتي بشكل سينيمائي معبرًا عن التناغم مع الحالة والتأثر بها مما يجعله ينام ولعل المقصود من النوم الموت لكن الضعف الذي يعتري من تتحدث المبدعة على لسانها قد أنهكها حتى جعلها تستحيي من ذكر كلمة الموت ولتبقى مساحة باقية من الأمل في اليقظة .

وعويل غربة يخجل
لبكاء طفوله...
توسدت جذع ماض يالذكريات



أشعر أن التعبير عويل غربة يخجل ...غير واضح المعنى ،لكن التعبير توسدت جذع ماضي الذكريات يؤكد الارتباط بين الطبيعة والمبدعة أو من تتحدث المبدعة على لسانها ويعطي الحياة ذلك النعت والشبه بالشجرة وهو وإن كان تعبير مجازي جميل لكنه مكرر .ورغم ذلك التكرار إلا أنه في هذا النص جاء داخل سياقات تجعل من وجوده عنصر قوة للنص.





أيتها الاماني الهاربة

الى وحل الزوايا المهجورة
أرجعي الى...
سقف بيتنا العتيق





تمكّن هائل من استخدام اللغة المجازية وتشبيه الأماني بالإنسان الهارب والذكرات بالزوايا المهجورة بل والموحلة جاء ليعطي التعبيرات كثافة وقوة تجعلان النص أكثر حيوية والأجمل من ذلك أن تكون هي في الأساس سقف البيت العتيق أي المنزل العتيق.إنها حالة متفردة من التمسك بالأمل حينما تكون الأماني سقفًا لبيت هذا البيت هو النفس ،وكلمة عتيق أعطت لهذه الأماني دلالة تعبر عن أصالتها مما يجعل ألم الفراق أشد وأفظع .


ويكون النداء بأيتها الذي يحوي القريب والبعيد معبرًا عن قربها النفسي وبعدها الزمني.


أيتها الازهار الذابلة
على حافة الطرق
تسامي قليلاً
لتهدينا نسائم العبير




ليس في هذا التعبير من جديد ولكن إدانة الأزهار ودخولها إلى قائمة المتغيرين للأسوأ ووجودها ضمن قائمة الذين يبخلون بما لديهم من أفضل يجعل التفاصيل الموجودة المعاكسة للواقع مؤكدة على قوة وصدق العنوان هذيان ليلة لأن الهذيان سلوك غير سوي وهذا يتناسب مع وجود تفاصيل حياتية غير سوية ولا أستبعد خطئًا في التبعير نسائم العبير لأن العبير يُشَم والنسيم هو قطرات الندى فكيف يكون للنسيم رائحة ؟ ربما الأصح تهدينا الأريج .


أيتها الزوابع القابعة
في قماقم الصمت
تحركي في...
اتجاه الأنفاس




صراحة كان تعبير قماقم الصمت عبقريًا بما يوحي إلى ذهن المتلقي


من دلالة تصورية ، فالصمت حينما يغدو هذه الخنادق غير المنتهية فإنه
يعطي تصورًا في غاية الرعب يتماشى مع حالة الخوف والقلق محور النص.





المشرقي الإسلامي 05-11-2009 09:50 PM



أيتها النوافذ المغلقه
بددي دمع الشكوك
وتمركزي في أرواحنا



تأتي للنوافذ دلالة غير دلالتها الاعتيادية لتكون الخطاب الموجه للنفس تلك التي كأنها نوافذ مغلقة وهذه صورة معتادة ليس فيها جديد كما أن تبديد الدمع والتمركز في الروح جملتان منبتّتا الصلة بالنوافذ وهذا مأخذ على هذا التعبير.

أيتها الأبواب الكئيبة
شققي أرض السكوت
لنبدأ...
لعبه أجمل الأحلام



نفس الأمر تكرر في هذه الجزئية، إذ أن تشقيق الأرض والتمركز في النوافذ (والأصح أن يقال تمركزي على وليس في ولا حول) ليستا من خواص الأبواب ولا النوافذ وهذا يجعل وجه الشبه غير متحقق ولو أنك قلتِ انفتحي أيتها الأبواب أو النوافذ أو عانقي أيتها الأبواب طرقات الحب،أو اسمحي يا نوافذ لطيور الحب أن تحلق ....إلخ لكان أفضل بكثير.

أيتها الجبال الواجمة
لا تستنكري...
شح هديل الحمام



تشبيه الجبال بالوجوم كان موحيًا بحالة حزن شديدة ،إذ أن الجبال رمز للصلابة ، ومعنى وجومها أن شيئًا أقوى منها أصابها بهذا الوجوم ،ونداء الجبال وطلب عدم استنكارها شح هديل الحمام جاء ليعبر عن الأحزان التي تسقطها المبدعة على الجبال ،وتبدو المفارقة أليمة حينما يكون الجبال متمنيًا سماع صوت هديل الحمام بينما هو منتصر على أصوات العواصف ، ورغم اختلاف البيئتين بيئة الجبال عن بيئة وجود الحمام إلا أن المعنى المنبعث من هذا التعبير يصل القراء بيُسر وهوأن الجبال من شدة ما عانت صارت تتمنى وجود مواساة من الحمام .وهنا يكون بيت أحمد شوقي رحمه الله حاضرًا بالمعنى :


فإن يك البين يا بن الأيك فرّقنا


إن المصائب يجمعنا المصابينا


وكذلك قوله رحمه الله :


أيها الغارق في بحرا لهموم


ما عسى يغني غريق عن غريق


كل شيء حزين ، حتى الحمام رمز الأمل هو حزين ، وهذا الحزن يأخذ معنى عميقًا حينما يشمل الجبال الصامدة والطيور اللاهية ، فكأن للحزن لغته التي يخاطب بها كل الكائنات ، وما أسوأ نجاح هذه اللغة !


أتها الاغصان الصامتة
مدي ظلال شموخك
تحت أقدامنا



تنقل الحديث والخطاب بين البيئة الأولية المنزلية ثم اتساعه ليشمل البيئة الأبعد قليلاً يعكس رؤية المبدعة للحزن الذي يلقي بظلاله عليها ، ويجعل لكل مفردة في الحياة معنى غير المعنى الذي يجده الفرد العادي ،فليس البحر أداة للهو الطفل ، وليس الباب أداة للطرق ، وليست الشجرة أداة للزينة بل تكتسب قيمة تعكس ارتباطها بالأشياء وعمق الأحاسيس المنبثقة منها .


ولا أعلم ما علاقة الصمت بالشموخ بالنسبة للأغصان ، فالصمت شموخ للجبال كذلك لا يُفهم مبرر وضع الأغصان ظلال شموخها تحت الأقدام إلا إذا كان المقصود التدليل على العنوان (هذيان ليلة) ذلك الداء الذي يجعل المبدعة أو من تتحدث المبدعة على لسانها ترى كل شيء بتفاصيل غريبة غير منطقية.العبارة نفسها متماسكة لكنها منفصلة الصلة عن الموقف .

أيتها الرياح الساكنة
اسحبي شعركِ
وتمرسي...
على حدود أصابعنا
ربما تغدو هذه العبارة مركبة بشكل كبير ، والمقصود منها غير واضح بشكل جيد ، هل المقصود أن المحبين اعتادوا القبض على الهواء ؟ هذا ما وصلني من معنى غير أني لا أعي دلالة الشَعر أو الشِعر وتبدو العبارة صورة مخبوءة في ذات المبدعة لكنها لم تترجمها إلى القراء بالشكل الصحيح.




أيتها العصافير المهاجرة
ارجعي لنا .. واندرجي
في ألحان سمفونية
لنتقاسم...
أجمل اللحظات



خطاب العصافير وقبله كان الحمام ،الحمام رمز للسلام والعصافير رمز للهو والفرحة ، والحمام قد تكون رمزًا للوفاء لأن بعضًا منها يعود لصاحبه بينما العصافير رمز للتحليق والانطلاق غير المقنن ، وكان الخطاب إليها ليعيد للمشهد النهائي جماله ورونقه ولتصبح حالة الهذيان قد انتُهِيَ منها ويعود الأمل مرة أخرى . كانت نهاية جيدة للخاطرة لكنها لم تكن الأجمل ، وكان يُنتظَر وجود جملة صارخة مثل :"أيها القلم عد إلى أدراج مكتبك فإنك لن تكتب كلمة حب واحدة " أو "أيتها الشاشة انطفئي فإن موعدك مع النور ليس الآن .." وكان يستحسن لو أنها انتهت نهاية تحقق معنى كلمة الهذيان مثل :"نسيت...إن الشمس محرقة ، سأتغطى!!" لكنك غلّبت النهاية الهادئة ربما بسبب استنزاف الطاقة الذهنية والتصورية في المجيء بالصور المختلفة والحالات النفسية المتتابعة . لكن ذلك لا ينفي روعة العمل وتفرده بالعديد من الجوانب المذكورة أعلاه . دمت مبدعة وفقك الله.

المشرقي الإسلامي 06-11-2009 02:54 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : البيت
اسم الكاتب :ثامر جاسم
(خارج منتدى الخيمة)
(6)


غير بيتٍ
لم يكن لنا
... حجرتان
قلبي
وقلبكْ
وزجاجيٌ شفيفٌ جميلٌ
سياج الهوى
وكنا نزرع الاطفالَ ليلا ً
في عيون النجومْ
وصبحاً
في المناقير الصغيرةِ
للطيورْ
وكنا.. وكنا وكنا
ولكنا اختلفنا
فعدنا
من بواقي الليل ِ
نزرع غابات الضبابْ
/وفي الصبح .....
غيماته البكائيه
وحين انكسر السورُ
/ بأحجار الألسن ِ
تداعت حجرتا بيتنا
كل واحدة باتجاه .
***

http://www.airssforum.com/f544/t19607.html

المشرقي الإسلامي 06-11-2009 02:57 PM

غير بيتٍ
لم يكن لنا
... حجرتان

قلبي
وقلبكْ
وزجاجيٌ شفيفٌ جميلٌ
سياج الهوى

كانت البداية بالتعبير(غير بيت) مشوقة للقارئ ومعطية للشيء المفقود قيمة
كبيرة من خلال البدء به .البدء بالمغايرة كان الغرض منه لفت الانتباه إلى أن
ثمة شيئًا يختلف عن المألوف حدث مما استدعى البدء بالحديث به.

وكنا نزرع الاطفالَ ليلا ً
في عيون النجومْ
وصبحاً

في المناقير الصغيرةِ
للطيور


كان التعبير شاعريًا للغاية وزراعة الأطفال هي كناية عن أحلام المستقبل والرغبة
في الاستمتاع بمن هم قرة الأعين (الأطفال) كما أن فيها تعريضًا بالجانب الحسي
من الحياة الزوجية ،التعبير عن عملية استلهام الأمل والحلم من خلال الوجوه الجميلة
خاصة المناقير المعبرة عن التقبيل وبراءة الحب

وكنا.. وكنا وكنا
ولكنا اختلفنا
فعدنا

كانت لفظة اختلفنا مباشرة للغاية ، ومؤثرة بشكل سلبي على سلاسة العبارات المستخدمة
وأدت إلى تشويش الجو النفسي الجميل المحيط بالقصة وأدت إلى صدمة مردها إلى الاستخدام
المفاجئ وغير المنتظر لهذه الكلمة
من بواقي الليل ِ
نزرع غابات الضبابْ

ربما كان لفة نحصد هو الأصح لكن يأتي هذا الفعل ليعبر عن التغير الحادث بعد أن كان الواقع "نزرع الأطفال"
صار المزروع غابات الضباب ، الضباب أتى في مكان مناسب إذ عبر عن انتفاء حالة الصفاء وعرقلة رؤية
الحياة بالشكل الجميل التي كانت عليه وكانت مناسبة لكلمة غابات إذ الغابات ترتبط بالوحوش والحيوانات
المفترسة لهذا كان الانتقال من خلال جملة غابات الضباب أحسن بكثير من اللفظ (اختلفنا) وكان من الممكن أن يستخدم بلاً منه لفظ آخر .
/وفي الصبح .....
غيماته البكائيه

للغيمة شكل جميل بهيج يسر الناظرين ، غير أن استعارتها لحالة الدمع هنا كانت مناسبة للغاية مع الموقف،وكانت تفلسف الغيمة على أنها بكاء مستمر مطّرد.
وحين انكسر السورُ
/ بأحجار الألسن ِ

السور تعبير في الغالب عن الحاجز أو الحائل المانع بين شيئين ، ووجود سور يعني وجود
حواجز لهذا كان استخدام السور في غير موضعه والأصح لو أن الكلمة المستخدمة أو الجملة
هي :" وانكسر الزجاج الشفاف الذي كان يطل منه كل منا على قلب الآخر "
وتشبيه عنف ما تأتي به الألسن بالحجارة كان تشبيهًا جيدًا للغاية وفيه تشابه بين المشبه والمشبه به.
تداعت حجرتا بيتنا
كل واحدة باتجاه
.
جميل في هذه النهاية أن كل واحدة تداعت باتجاه ، لأن هذا يدل على انمحاء أي أثر في إعادة الترميم،ويحمل
هذا التعبير رؤية مفادها أنهما قد اختلفا في كل شيء حتى الوقعة التي وقعاها ، وقع كل عكس الآخر ، مما يدل
على الاختلاف الجذري الذي لا يمكن إصلاحه ومدى تأصله في النفس بعد أن كانا متوحدين ببعضهما البعض .
الخاطرة أتت على جانب من جوانب الحياة الزوجية وهو الخلافات التي تنتهي بالطلاق وكان من الممكن أن تأتي الخاطرة على بعض التفاصيل لكنها ظلت في الإطار الخارجي حتى تكون فكرة الاختلاف من حيث هو واقع وليس سبب الاختلاف . الاتكاء على عنصر الصورة كان جيدًا وأتى بالكثير من التداعيات الصورية والذهنية وإن
كانت بعض الأخطاء البسيطة بحاجة إلى إعادة الصياغة مرة أخرى .عمل رائع أهنئك عليه دمت مبدعًا.

المشرقي الإسلامي 06-11-2009 08:37 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : عتق في المساء الأخير
اسم الكاتبة : عايدة بدر
(خارج منتدى الخيمة)
(7)
عتق فى المساء الأخير

جلسنا متقابلين كما اتجاهات الكون الأربعة

واجهناما كان مجهولا منا و غامضا

تعرت نوازعنا التي طالما أخفيناها

وكانالإتفاق على تبادل الرهائن

سجينك أنا ... و انت أسيرتي

فليحرر كل مناالآخر

ردى لي عيني فطالما تعودت ألا ترى إلا طيفك

حين يمر بخاطريفأظل أتحدث معه حتى يغفو على صدري

و أذناى لم تشغفا لحديث إلا لصخبصمتك

حين تدوى ضحكاتك الطفولية تداعب نبضات قلبي

أليست تلك شفتاىالمرتسمتان على جبينك

لم تتعلما حين النطق سوى الهمس بحرف إسمك

وتلكيداى لم تزل أناملك الصغيرة تحتضنها أصابعي

لترسمك كل يوم زهرة لربيع دائمالخضرة

إعطنى كل ما تركته لديك من وهج و ألق و إنتصار

كل ما أودعتهصدرك من قلق و ألم و زخم

ردى لي عمرى و أيامى و دقائقى الكثيرة فىإنتظارك

و لتأخذى كل ما وهبتنى إياه ...

علبة فارغة من أحلامجوفاء

كانت يوما ها هنا

و فضلت الرحيل

حرة أنت الآن !!!

فقد حررت جميع إمائي يوم أعتقتك

***
http://www.kanadeelfkr.com/vb/showthread.php?t=8506

المشرقي الإسلامي 06-11-2009 08:59 PM

كثيرًا ما يتفرد المبدعون بجوانب لا تكون في غيرهم عند تناولهم بعض النصوص ، وهذا التفرد قد يكون تفردًا منتظمًا كل الأعمال الأدبية أو أغلبها ، وقد يكون عارضًا عابرًا متحققًا في عمل واحد أو عدة أعمال لا تتجاوز أصابع اليد الوحدة .
وكيفما كان الأمر فالأهم دائمًا هو أن يتوافر في عمل المبدع بعض العلامات
التي ما يسمى (ماركة مسجلة) خاصة به ، وتميزه عن الآخرين.
وفي هذا النص –رغم أن الموضوع عادي للغاية- إلا أن ثمة شيئًا ميز النص بشدة يتحقق في هذا الاستخدام لمفردا الحياة اليومية بشكل غير معتاد
ويذهب إلى مزجها في خميرة العمل الأدبي لتُخرِج وجبة بنكهة هذا المفرد المستخدم في العمل .



وفي هذا النص تبرز بدرجة كبيرة هذه الخصيصة وهي الاستخدام للتعبير تبادل الرهائن كواجهة أو مدخل للنص وركيزة يقوم عليها ، وتبادل الرهائن ها هنا جاء
ليكون تعبيرًا عن التأثير المتبادل ، فكل طرف من أطراف المعادلة العاطفية


يتفرد باستحواذه على شيء في وجدان الآخر .
ومن غير المصادفة (إذ لا مصادفة فكل شيء في الكون بتقدير الله تعالى) أن يكون ما قبل الأسر هو ذلك الشكل الممهد له وهو الاتجاهات الأربع ، تلك التي لي من مكان إلا وهي فيه تلك المسلّمة تأتي تمهيدًا للأسر في إطار يوحي بالمواجهة ، فالشرق بفعل هذا التقاطع مفصول عن الغرب والشمال مفصول عن الجنوب ، هذا الجانب الرمزي
أكد على فكرة المواجهة والتي هي وليدة عملية الأسر .
والأسر في نطاق التواصل الوجداني يتخذ شكلاً مختلفًا إذ يبدو محيرًا أهو ما لا يعيش الإنسان إلا في رحابه ؟أم هو سجن يفوق السجن المادي في صعوبة التخلص منه ؟
عمومًا فإن المبدع في هذه الخاطرة قد بدأ يسرد محتويات هذا الأسر والذي يعبر به عن حب كان لازمًا التخلص منه .
وتبدأ المبدعة في سرد هذه الأشياء التي سُلِبت لتصبح الدهشة الأولى ، وأن الذي أُسِرَ ليس العمر ، ولا الذهن ولا الفكر وإنما هو واحد من أدق التفاصيل الجسدية وأغلاها وهي العين غير أن مبدعتنا العزيزة قد انجرفت إلى سيل السرد والبرهنة
غير المطلوبة حين كانت هذه العبارة تعبيرًا عن حديثها على لسان الرجال :

ردى لي عيني فطالما تعودت ألا ترى إلا طيفك
حين يمر بخاطري فأظل أتحدث معه حتى يغفو على صدري

والأنسب أن تأتي المبدعة بما يؤكد معنى الأسر كأن تقول مثلاً لقد كانت غزوات طيف عينيك لا تجدي معها حصون قلبي ..غير أن هذا لا يقلل من قيمة العمل بوجه عام
وذات المأخذ تكرر بنفس الطريقة في السطرين التاليين لهما :


و أذناى لم تشغفا لحديث إلا لصخب صمتك

حين تدوى ضحكاتك الطفولية تداعب نبضات قلبي




لأن الأذن والعين أخذتنا سمة القيام بالفعل الإرادي أظل أتحدث ، تشغفا ، وإن كان تعبير صخ بالصمت تعبيرًا عبقريًا عن شدة الأفكار المتتابعة في الذهن ولكنها تظل صامتة لأنها لم تخرج إلى حيز الشفتين.تعبير صخب الصمت من التعبيرات التي تحدث روعة من خلال تعبير صخب الصمت من التعبيرات التي تحدث روعة من خلال
المفارقة في التكوين ، إذ أن هذا الصمت يتجمع ويتوالد حتى يحدث تراكمه ما يسمى لغة
وصخبًا ، إذ أن فلسفة الصخب والصمت تنسحب لتكون تلك الحالة التي يحدث فيها
الصمت وقعًا لا يفعله الحديث . ولهذا السبب فإن كثيرًا من حالات الصمت تعطي دلالة نفسية
أعمق من ألف كلمة اتكاء على السياق الموقفي .
ولكن تأتي المفاجأة الأقوى في هذه الصورة :


أليست تلك شفتيّ المرتسمتين على جبينك؟


إذ يغدو الجبين هو مكان الشفتين وإن كانت لفظة مرتسمتين تغير من قوة هذا التعبير
لكن التعبير أعطى صورة ذهنية تشكيلية جميلة للشفاه حينما ترتسم على الجبين ، وتقبيل الجباه يدل على شيء من الرقة كما يدل على تعظيم للآخر وهذا يعطي
الشعور بقوة هذا الطرف الآسر الذي لم تتحدثي على لسانه وفضلتِ الحديث على لسان الطرف الآخر ، ربما نكاية وربما تضامنًا مع كل عواصم الضعف الإنساني !
وكان التعبير الآتي عبقريًا لولا بعض الأخطاء المنطقية :
وتلك يداى لم تزل أناملك الصغيرة تحتضنها أصابعي
لترسمك كل يوم زهرة لربيع دائم الخضرة
فالتركيبة اللغوية في السطر الملون بالأحمر (علامة الخطر) كان ركيكًا بشكل أو آخر
ومفضيًا إلى قدر من التعقيد ، وغير المنطقي أن تعانق اليد يدًا أخرى لتتم عملية
الرسم إذ أن من يرسم يكون حر اليدين وفي أسوأ الحالات فلو كان أحدًا
يمسك بيده ليرسم فإن في هذه الحالة استعلاء وليس معانقة.
لكن ميز السطر التالي له هذا الشكل الذي فيه تنسحب دلالة الربيع ليكون عشقًا
وأيامًا جميلة وليس مجرد صورة زاهية فحسب .ويأتي هذا التعبير ليعبر عن عدم التكافؤ اللهم إلا الشكلي فقط دون الجوهري :

علبة فارغة من أحلام جوفاء
كانت يوما ها هنا

عبرت هذه التركيبة عن حالة التلاشي إذ أن العلبة الفارغة (العقل –المشاعر) لم تكن
مصنوعة من شيء سوى الأحلام الجوفاء وهذه الاستحالة في التشكيل تجعل في
النص عنصرًا جماليًا ممثلاً في تصغير دلالة الأحلام لتكون إطار علبة فارغة وليس
علبة مملوءة ، ولتكون الأحلام هي نفسها جوفاء في ظل هذه المعادلة
علبة فارغة +أحلام جوفاء
من أين يأتي للشيء وجوده ؟ هذه فكرة عبرت عن تلاشي الأمل فلو كانت العلبة مصنوعة
من أحلام جميلة لكان هذا شافعًا لها أن تكون جوفاء ولو كانت مملوء لما ضرها أن تكون الأحلام جوفاء

المشرقي الإسلامي 06-11-2009 09:01 PM


وهذا تعبير رائع للغاية فيه تتعانق الأشياء المادية والمعنوية لتكوّن شيئًا واحدًا فقط ..الهباء.
وتأتي النهاية صارخة معبرة عن الانفكاك ، وانتهاء العلاقة :
و فضلت الرحيل
حرة أنت الآن !!!
فقد حررت جميع إمائي يوم أعتقتك
تأتي هنا الحرية بمعنى غير المعنى الإنساني الجميل لتكون حرية أشد عذابًا من السجن ، تلك
الحرية الممثلة في تبادل الأسرى ، إذ تنتهي جميع مواجده ولواعج الشوق في داخله ،
وتصير هي بعيدة عنه أو عن سجنه (الوردي مخملي الجدران).
العمل جيد ، وبه الفكرة كنت ِقادرة على توظيفها بالشكل السليم داخل النص ، وهذا زاد
من تأثيره على الرغم من بعض الأخطاء التي من الضروري الانتباه إليها فيما بعد .
أستاذتي العزيزة : لقد تحدثت على ألسنة الرجال ، وإن لهم مراكب وعرة ، ونفوسًا نكدة ،
وطبائع كآبة ، وأثر ذلك في استعصاء الحديث على ألسنتهم ،بينما هم تماسيح تحسن
الحديث على لسان الأنثى ، وهذا من عجائب مكرهم . وأنت إما أن تكوني
قد حاولت سبر أغوارهم فكان ردهم في صعوبة الحديث على ألسنتهم وما يعتمل في نفوسهم، وإما
أن تكوني كتبت ذلك تضامنًا معهم ، وهم حينئذ للصنائع نُكْرُ ، فاتركيهم وأمرهم وهم ببعضهم
يقتتلون ، واحذري منازلهم فإنما هي منازل جانّ في شكل إنسان ، تلك رسالتي إليكن جميعًا بني
حواء ، دعنهم في حالهم ولا تقربنهم ولا تتحدثن على ألسنتهم حتى لا يصيبكن منهم أذى.
وإن جروح هذا النص وأورام الحروف وكسور الكلمات خير دليل على ما أقول (أمزح)
دمت مبدعة وفقك الله ، وتقبلي تحياتي

المشرقي الإسلامي 07-11-2009 10:29 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : السفر نحو الجذور
اسم الكاتب : مجدي جراح
(خارج منتدى الخيمة)

(8)


السفر نحو الجذور


ثمة طفل يقيم في ذاكرة الشعور
يدهشه جمال ألوان الشفق
هو في الحقيقة ريشة ومن قلبه مداد الألق
حكايات جدته تحلق أسرابا في فضاء خياله
يغري سندباد رغباته كنز يقيم في جيب ثوبها الفضفاض
حفنة من تين مجفف وزبيب وجوز
تكسو سجادة صلاتها هالة قدسية
كثيرا ما كان يبحر في ثنايا رسوم نقشتها رطوبة غزت سقف غرفتها
كان يغمض عينيه ليرى بوضوح عالمه المضيء بنور قلبه
ها أنا ذا أسافر نحو الجذور لعلي آتي نفسي بقبس
فربما يزهر الحرف على أغصاني قناديل شعر




***


http://www.kanadeelfkr.com/vb/showthread.php?t=11718

المشرقي الإسلامي 07-11-2009 10:32 PM

يكتسب النص قيمة من خلال العنوان السفر نحو الجذور ، حيث تغدو الجذور ذات دلالة زمنية ترتبط بالماضي ، وحيث أن حب الرجوع إلى عهود الطفولة هو عشق إنساني متأصل في الإنسان فإن العنوان جاء ليحدث حالة من الدهشة مردها إلى تشكيلية الصورة حيث تغدو الجذور طريقًا يسافَر من خلاله . إلى ذلك فمن جمال العنوان أنك تجد المعرّف قد أخذ شكل النكرة ، فالسفر رغم تعريقه بأل إلا أنه غير معروف سفر من ؟سَفَر الإنسان أم الذكرى؟ أم الحلم أم....إلخ؟ وحيث أن السفر يتبعه عودة (بعكس الهجرة غالبًا) فإن العنوان قد احتوى هذا المعلَم دون أن يحدد أمده ليبقى السفر من حيث هو فكرة وما يختلجه من مشاعر المغزل الذي نسج به المبدع ثوب هذه الأمسية الجميلة .
وقد تأكدت الفكرة من خلال الألفاظ السندباد ، فضاء الخيال ، الشفق ليعطي النص حالة من التمازج اللوني والتداعي الفكري المؤكدين لهذه الرؤية التي يرى العالم من خلالها مبدعنا العزيز الأستاذ ..
ونأتي إلى الأسطر الثلاث الأُوَل :
ثمة طفل يقيم في ذاكرة الشعور
يدهشهجمال ألوان الشفق
هو في الحقيقة ريشة ومن قلبه مداد الألق
لنجد أن فكرة الجذور قد بُرهِن عليها من خلال الطفل ، ذلك الذي يعبر عن الجذور الأولى للحياة ومعانيها الخبيئة ، وتأتي الجملة يقيم في ذاكرة الشعور لتعبر عن استحقاقية السفر إليه ، إذ أنه مقيم لا يتحرك من مكانه ولا يبرحه مما استدعى السفر إليه ، وكانت الاستعارة في الذاكرة لتكون اسم مكان مؤثرة في ثراء الدلالة ،كما أن الشعور تأتي لتعرّف هذه الذاكرة ، وهذه الإقامة في الذاكرة هي التي تقابل لفظة الجذور . وذاكرة الشعور جاءت لنفي احتمال معنى آخر غير الشعور كأن تكون ذاكرة الألم أو الحلم أو النسيان .
وإذا كان الشعور يمثل الجزء الخارجي من الجبل الجليدي الذي يحتوي اللاشعور على ثلثيه كما يقرر السيكولوجي فرويد، فإن
الرحلة ها هنا رحلة بمحض الإرادة تتواءم مع السلوك الشعوري المتعمد الذي يقوم به الإنسان لتؤكد أن الإنسان هو الذي بيده أن يغير هذه الأجواء الآسنة الطافية على السطح برحلة إلى الجذور .
وتأتي ألوان الشفق الجميلة لتجعل القارئ في أسر الصورة والتي كانت بحاجة إلى التكثيف أو الفلسفة أي أن يضفي عليها مبدعنا العزيز فلسفته لتكون مبررًا لهذا الجمال .
ويأتي السطر الثالث في تقفية تعطي النص إيقاعية غنائية هادئة تتوازى مع موسيقية أنغام الرحلة تلك التي يعزف الجمال ألحانها وقت الشفق .وهذا الطفل هو فعلاً ريشة ، إذ هو جزء من طائر الخيال الذي يعبر حدود المعقول ليستقر دهِشًَا عند اللامعقول ، وهذا الطفل هو أيضًا ريشة في مهب رياح هذه الحياة ، والطفولة هي ريشة في سماء هذه المشاعر المعبأة بالحزن والضيق ولابد أن تسقط – عاجلاً أو آجلاً – في وقت ما ، وهذا يجعل لكلمة ريشة اتساعًا دلاليًا يزيد النص حيوية وعمقًا ووصولاً إلى الجوانب النفسية الخبيئة

المشرقي الإسلامي 07-11-2009 10:33 PM

وحين ننتقل إلى هذه المجموعة نجد شكلاً انتقاليًا للمشهد من الداخل :



حكايات جدته تحلق أسرابا في فضاء خياله
يغري سندباد رغباته كنز يقيم في جيب ثوبها الفضفاض
حفنة من تين مجفف وزبيب وجوز



تكسو سجادة صلاتها هالة قدسية
ترتبط الطفولة بالحكايات دائمًا ، وهذا الارتباط الوثيق بينهما جعل المبدع العزيز يقدم ذكر حكايات الجدة عن التحليق ووجود الجمل الاسمية يدل غالبًا على سيطرة الجانب العاطفي بينما تكون الجمل الفعلية معبرة عن سيطرة الجانب العقلي وفي هذا النص تتوهج العاطفة من خلال البدء بالجملة الاسمية ، واستكمالاً لمسلسل السفر واتكاء على الصورة الذهنية تأتي هذه الحكايات طيورًا محلقة ، وتأتي كلمة أسرابا لتؤكد الكثرة والامتلاء وشيئًا آخر ..



ذلك الشيء هو الانتظام ، فكما أن لهذه الأسراب انتظامًا في حركتها فإن لهذه الحكايا ما يشابه الإيقاع المنتظم الذي يملأ فضاءات النفس وهذا الانتظام أدعى لبقاء الطفل في ذاكرة الشعور .

ثم تتأكد هذه الرحلة من خلال سندباد رغباته ذلك التعبير الساحر العبقري المعبر عن هذه الحالة من العبثية الطفولية التي تنتقل فيها الأفكار وتتغير ، وكان التعبير سندباد للرغبات مشتقًا من طبيعة هذه البيئة الجميلة التي يتفلسف كل جمال فيها ، لينتقل الوصف إلى محور آخر وهو الصورة الحقيقية وليست الفانتازيا ، تلك المكونة من التين المجفف والزبيب والجوز . إن للطبيعة القروية سحرها وعبقها ، وهذا العبق والجمال الأخاذ قد يتلاشيان في خضم هذا الزخم الرهيب الذي أفرزته حضارة وثقافة المدنية لهذا يكون التحليق في هذا الجو الشاعري بهذه الدرجة من الإتقان في الكتابة يعد سيرًا بل طيرانًا عكس التيار واسترجاعًا لصور لابد لها من البقاء على الأقل كحافظة لجزء من التراث كان يسمى يومًا ما بالأرض .
ويأتي السطر الأخير معبرًا عن طبيعة هذه النفس التي هي مربوطة دائمًا للإيمان ، بل ويمدنا بصور وأخيلات
جميلة للطفل –أيان البراءة- حينما كان يلهو ثم ينام متعبًا في حجر أمه وهي تصلي ، وتزداد بذلك براءة التعبيرات إلا من الجمال وبساطتها إلا من الدهشة .
كثيرا ما كان يبحر في ثنايا رسوم نقشتها رطوبة غزت سقف غرفتها
كان يغمض عينيه ليرى بوضوح عالمه المضيء بنور قلبه.
ربما كان الانتقال للتفاصيل مؤكدًا معنى هذه الجذور ، لكن –في تصوري- أن بهذين السطرين سردًا كان يمكن الاستغناء عنه وقد دل عليه ما قبله .

المشرقي الإسلامي 07-11-2009 10:36 PM

ولكن تكمن المفاجأة الكبرى الأجمل والأروع في هذه النهاية والتي أكدت معنى السفر من خلال الرجوع ، إذ السفر يعني احتمال الرجوع بينما الهجرة نفي لذلك من خلال السطرين :


ها أنا ذا أسافر نحو الجذور لعلي آتي نفسي بقبس
فربمايزهر الحرف على أغصاني قناديل شعر



لقد عاد بنا المبدع بعد رحلته الجميلة إلى عالم الجدة عالم الجذور جذور الحياة والجمال والبساطة واستخدام الاسترجاع (flash back )كأداة لمفاجأة القارئ بالتحول والذي يتحقق فيه معنى الخاطرة من خلال التحول بهذه المرونة والانسيابية من زمن لآخر ، وينفصل صوت المبدع عن الطفل بضمير الغائب ليتحدث عن نفسه في فكرة سينيمائية جميلة ، إذ يبدو المبدع بعد انتهاء ال(فيلم) والذي مثلته الخاطرة يتحدث لنا لنتأكد من الرحلة أو السفر قد تم بنجاح وقد آتى أكله فعلاً أو لنكن أدق اقترب من ذلك ، وذلك اعتمادًا على التعبير :"لعلى آتي نفسي بقبس" مستخدمًا في ذلك النص القرآني في سورتي طه ، القصص غير أنه شتان بين قداسة جو هذه الآية ومتعة أجواء هذه الخاطرة . وكما افترضت أن السفر مجهول المسافر ، فإن المبدع قد جعل السفر ليس للنفس فحسب بل للحرف للرؤية للفكر للخيال ، وهذا ما يتأكد لنا في القبس ذلك القبس من الإبداع الذي يتحراه الواحد منا في كل لحظة ممكنة .


إن المبدع لا يسافر للجذور للارتحال عن الواقع والاغتراب عنه وإنما لتكون الجذور هي ملهمته للحرف والإبداع . لقد كان تعبير السفر عن استلهام المبدع الفكرة من الماضي ، ويظل في واحة هذه التعبيرات المشرقة المشعة إذ يشبّه الحرف بالزهر والذاكرة –بعد أن ذهبت للجذور وارتوت منها – بالأغصان ، ولكن الجمال في أن يخرج من بين زهور هذه الأحرف قناديل شعر وهذه الصورة للقناديل الخارجة من قلب الزهرة صورة تتسم بالفانتازيا و تكون خاتمة مناسبة للمشهد والذي بدأ بالجذور لينتهي بالأغصان وهو ما عبر عن حالة (الإزهار ).


حقًا إن هذه الجذور لها حق علينا في الزيارة ، لكن ترى متى تعطى لنا التأشيرات ؟


عمل رائع أخي العزيز أهنئك عليه دمت مبدعًا وفقك الله

المشرقي الإسلامي 08-11-2009 07:02 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :الغياب
اسم الكاتبة :لينا خليل
(خارج منتدى الخيمة)
(9)


من وراء الوقت
وبين طيات الغياب
تعانقت أنّات الحنين
فتربعت الحروف في حِضن المسافة
تتعلم النطق من جديد..
أي رهبة هذه التي تملكتنا..
وأي صمت هذا الذي بعثر لهفتنا..!
وكان السِباق بين صدى أنفاسنا وبين الشوق المكدس في صدرونا



خجلت الكلمات مُرتبكة..
تلوّن الصوت بحمرة الورد



كأننا أول مرة نُصغي إلى بداية عِشقنا
وأول مرة نبث في كلمة..أشواقنا
وأول مرة نهمس على مسامعنا دون حروفٍ حُبنا
بعدها أيقنت أننا
هزمنا المسافة
وهزمنا الغياب
لنردد دائما..
(كم أحبك)
http://www.kanadeelfkr.com/vb/showthread.php?t=11793

المشرقي الإسلامي 08-11-2009 07:50 AM

يتسم النص الماثل بين يدينا بقدر كبير من القدرة على الاختزال ، وإحداث العديد من المفارقات على صعيد الصورة للوصول إلى الحالة المراد إشعار القارئ بها ، وتبرز في السطر الأول والثاني أداتا أو حرفا الجر من ، بين ليعبرا عما يمكن تشبيهه بالاستنقاذ أو الاستخراج ‘ إذ يبدو أن من وراء الوقت وبين طيات الغياب يختفي شيء ما يستدعي البحث والتفتبيش .
كان الوقت مشبهًا بالجدار ذلك الذي يحول دون اللقاء والحنين وكان استخدام جملة وراء الوقت وحضور ظرف المكان وراء وما يشير إلى الزمان وهو الوقت مؤكدًا هذه الفكرة الممثلة في الغياب إذ أن أي شيء غائب له زمن غيابه ومكان اختبائه وليكون الغياب موغلاً في التحقق بما يستدعي البحث عنه .
ويأخذ السرد مجراه في الحديث عن هذا اللقاء ، الذي قد صار يومًا ما ذكرى واستحال إلى قائمة المدرجين على لائحة الغياب ، إذ تتعانق أنات الحنين وهذا التعبير ميّزه القدرة على تجسيد الحنين وإعطائه صورة إنسانية ممثلة في التعانق ، ولعل هذا التعبير يوحي كذلك بالوحدة التي تتألف منها مكونات الجزء الواحد إذ تغدو الأنات كائنات شبه بشرية تتعانق وقد تكون هذه الأنات أنات مفردة لفرد واحد قد استعصى عليها انفصام العرى وعز على كل منها الاستغناء بنفسه فراحت تعانق بعضها بعضًا إذ يوحي التعبير بأن هذه الأنة هي كالإنسان الذي ليس له إلا أن يتواصل مع غيره .
في الوقت الذي يحتمل التعبير معنى آخر وهو أن تكون هذه الأنات أنات أكثر من شخص فتتعانق كما يتعانقون هم أو يتعانقان هما.
وإذا كانت الفكرة تتمحور حول إنسانية معنى الغياب فإن أنسنة هذه المكونات تمضي حتى تجد المبدعة أن حالةالعناق قد اتخذت شكلاً أكثر إنسانية حينما تتجسد الحروف هي الأخرى إنسانًا يتربع في حضن المسافة ، ذلك التصوير الذي يعبر عن الغياب غياب بأشمل معانيه ، غياب للإنسان ..غياب للفكر ..غياب لمكونات هذه النفس وقد أكد هذا المعنى التعبير تتعلم النطق من جديد .
إننا إزاء حالة إنسانية فريدة إذ تغدو الحروف هي الأخرى مخلوقات بشرية تريد الاجتماع مرة أخرى ليتكون هذا المخلوق السامي المسمى بالكلمة ، ذلك الكائن الذي إذا غاب غدت الحياة على سطح كوكب الفكر مقفرة .
بعد ذلك نجد مبدعتنا العزيزة قد انتقلت للتحدث على لسان هذه الأحرف وربما تكن قد انتقلت إلى مرحلة التحدث بضمير الجماعة البشرية بعد أن بدأت الحديث بإسقاط معاني الغياب على غير الإنسان للتخفيف من وقع أثر الغياب ، موجهة الحديث إليه اعتمادًا على ما تقدم البوح به ليكون الإنسان هو المقصود بالفكرة بدلاً من هذه الحروف في الأسطر :


أي رهبة هذه التي تملكتنا
..

وأي صمت هذا الذي بعثر لهفتنا..!

وكان السِباق بين صدى أنفاسنا وبين الشوق المكدس في صدرونا







وفي السطر الثالث تبدو مبدعتنا العزيزة وهي تنعي أثر هذا الغياب ، إذ أنه غياب لشيء آخر ، هو الحب .وقد برهنت عليه


من خلال السؤالين الاستنكاريين أي رهبة ، أي صمت واستخدام الفعلين الماضيين جاء ليعبر عن حالة مضارعة بينما مجيء السباق


بين صدى الأنفاس والشوق المكدس تعبيرًا عن ماضٍ بعيد المنال صعب الرجوع حينما يكون مسبوقًا بالفعل الناسخ كان . التعبيران صدى


الأنفاس والشوق المتكدس عبّرا بشكل كبير عن هذه المعنى السامي للحب إذ هو وصف معنوي لا مادية فيه وهذا يجعل لأثر الغياب معنى

أكثر صدمة وأسفًا

المشرقي الإسلامي 08-11-2009 07:53 AM

وتعاود الرموز حضورها لتعبر عن هذا الماضي الجميل من خلال أنسنة الكلمات ومزج صفاتها بحمرة الورود لتعطي دلالة على
الخصوصية الأنثوية في الحديث من خلال السطرين:
خجلت الكلمات مُرتبكة
..
تلوّن الصوت بحمرة الورد

وتمضي مبدعتنا العزيزة في سردها لهذا الموقف متخذة من حالة كالترنم ممثلة في تقفية أواخر الكلمات بحرفي النون والألف المددودة
أداة للتعبير عن توحد الطرفين في الحب وذلك في التعبيرات حبنا ،أشواقنا ،عشقنا غير أن كلمتي حب وعشق لم تأتيا بدلالتين مختلفتين
وكان مجيئهما بهذه الطريقة إسرافًا في استخدام الترادف دون مبرر واضح .
ولكن المفاجأة الأقوى تتحقق عندما تفاجئتنا مبدعتنا العزيزة بهذه التعبيرات المتوالية :

بعدها أيقنت أننا
هزمنا المسافة
وهزمنا الغياب
لنردد دائما..
(
كم أحبك)

هذا الاستدراج العبقري الخادع للقارئ يأخذه إلى حيث لم يكن يتوقع ، ليصير الغياب مهزومًا والمسافة رديفة له ، ويأتي العنوان الغياب مبتدءًا بينما خبره محذوف تقديره مهزوم أو ما يناسب السياق . إن القدرة على إخفاء المراد الحقيقي من خلال العنوان ومن خلال التعبيرات التمهيدية جاء ليحدث مفارقة عبقرية تجعل النهاية هي ذلك الاجتماع واللقاء الذي يسخر بالغياب ذلك الذي يتخذ شكلاً جداريًا ذلك الذي هيّج أنات الحنين وأحدث الرهبة حينًا والصمت حينًا آخر
.

لقد استطاعت المبدعة العزيزة إحداث هذه المفاجأة من خلال التمويه ابتداء بالغياب ثم مرورًا بالرهبة والصمت وانتهاء بالفعل الناسخ كان والذي أعطى دلالة استطاعت المبدعة تحييدها ليصبح الغياب ذلك الذي وقع تحت سطوة الفعل الناسخ الناقص كان وتبقى كلمة كم أحبك وضمير المثنى في حبنا وشوقنا
ذات السيادة النهاية في النص .
عمل رائع أحييك عليه أختنا العزيزة وأرجو لك المزيد من الإبداع .دمت مبدعة وفقك الله .



النبيل 08-11-2009 05:44 PM

الاستاذ الفاضل المشرقي الاسلامي

تأخذ الرؤية التحليلة لك ابعادا ً تستوقفني كثيرا ً ..لتمكنها من

ملامسة هاجس الكاتب ومن قدرتها على التغلغل بيسر وتلقائية
إلى اعماق النصوص بصورة عامة ..ولما كتبت انابصورة خاصة..ربما تشكل الكتابة معضلة كبيرة لأغلب من امتشق

هموم الحرف سيفا ً يقاتل به في الغالب اشباحا ً تكمن بين خلجات نفس وتجليات روح ..

انا شخصيا ً ..ربما تختلف عندي وسيلة الكتابة ومقدرتها على إفراغ مكنون ما يخامرني

عن سواي ..مع احترامي الجم والمفرط لكل من كتب أو سيكتب حرفا ً شعرا ً كان أم نثرا ً..لااستطيع ان اكتب شيأ ً ثم أعود له مرة أخرى ..وإن فعلت ذلك ربما تختلف الفكرة والمفردة

وتقلب الصورة رأسا ً على عقب..!

لذلك أحاول إقتناص إيماضة الفكرة بشكل سريع وتتداعى هواجس الكلمات بشكل مرتجل في أغلب الأحيان..ولقد جسدت تجربة الكتابة من خلال الشبكة العنكبوتية حالة متفردة في

الوسائل المتاحة بين الكاتب والمُتلقى بشكل أختصر الكثير الكثير على طرفي المعادلة إرهاق تتبع الحرف وإستقراء صداه لكلا الطرفين..

على أية حال ..كان النص الذي اشرت اليه اخي الفاضل نصا ً يندرج ضمن تجربتي الشخصية في الكتابة بشكل تلقائي ..انسيابي ..لحضي الحس كتابة ..وصدى..


ولكن.. ادهشتني قدرتك على تلمس ما أحاط بالروح والفكر

ومبتغى الكلمات بشكل يقارب كثيراً من حقيقة المضمون لفحوى النص ومدياته الساعية الى طرف آخر وإن كان الأمر قد تم َ على تلك الصورة وما هي عليه على عجل..


أسال الله ان يمن عليك بالبصيرة الثاقبة وان يزيدك من فضله علما ً.. وأدبا ً..


سلمك الله ..وحماك


محبتي ..وإحترامي

المشرقي الإسلامي 08-11-2009 08:18 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة النبيل (المشاركة 669769)
الاستاذ الفاضل المشرقي الاسلامي

تأخذ الرؤية التحليلة لك ابعادا ً تستوقفني كثيرا ً ..لتمكنها من

ملامسة هاجس الكاتب ومن قدرتها على التغلغل بيسر وتلقائية
إلى اعماق النصوص بصورة عامة ..ولما كتبت انابصورة خاصة..ربما تشكل الكتابة معضلة كبيرة لأغلب من امتشق

هموم الحرف سيفا ً يقاتل به في الغالب اشباحا ً تكمن بين خلجات نفس وتجليات روح ..

انا شخصيا ً ..ربما تختلف عندي وسيلة الكتابة ومقدرتها على إفراغ مكنون ما يخامرني

عن سواي ..مع احترامي الجم والمفرط لكل من كتب أو سيكتب حرفا ً شعرا ً كان أم نثرا ً..لااستطيع ان اكتب شيأ ً ثم أعود له مرة أخرى ..وإن فعلت ذلك ربما تختلف الفكرة والمفردة

وتقلب الصورة رأسا ً على عقب..!

لذلك أحاول إقتناص إيماضة الفكرة بشكل سريع وتتداعى هواجس الكلمات بشكل مرتجل في أغلب الأحيان..ولقد جسدت تجربة الكتابة من خلال الشبكة العنكبوتية حالة متفردة في

الوسائل المتاحة بين الكاتب والمُتلقى بشكل أختصر الكثير الكثير على طرفي المعادلة إرهاق تتبع الحرف وإستقراء صداه لكلا الطرفين..

على أية حال ..كان النص الذي اشرت اليه اخي الفاضل نصا ً يندرج ضمن تجربتي الشخصية في الكتابة بشكل تلقائي ..انسيابي ..لحضي الحس كتابة ..وصدى..


ولكن.. ادهشتني قدرتك على تلمس ما أحاط بالروح والفكر

ومبتغى الكلمات بشكل يقارب كثيراً من حقيقة المضمون لفحوى النص ومدياته الساعية الى طرف آخر وإن كان الأمر قد تم َ على تلك الصورة وما هي عليه على عجل..


أسال الله ان يمن عليك بالبصيرة الثاقبة وان يزيدك من فضله علما ً.. وأدبا ً..


سلمك الله ..وحماك



محبتي ..وإحترامي

أشكرك أخي العزيز على هذا الاهتمام بالنقد والحرص على استجلاء بعض خبايا العمل الأدبي ، والذي يشحذ همة المتلقي عندما يتوافر فيه (في المتلقي) الحد الأدنى مما هو معلوم من معارف النقد بالضرورة . والعمل الجيد ينطق بنفسه ولا تجده إلا آخذك من يديك و مُجلِسَك إليه يقول لك استمع ، وبقدر ما يكون للمبدع روافد ومغذيات للأداء النقد من علوم اللغة ، النفس ، الفنون السبعة بقدر ما يكون قادرًا على الوصول إلى أكبر قدر ممكن من مناطق التماس الإنساني المعرفي.
وإذ أشكرك على هذه اللفتة الطيبة لأرجو منك أن تمطرنا بوابل هذه الخطرات العبقرية الرائعة وأن تكافئ نفسك بقراءة العمل المدرج في المشاركة التالية
وفقك الله . وشكرًا مرة أخرى على هذا التواصل البناء المثمر أخي العزيز .



http://www.aljoood.com/forums/showthread.php?t=10413

المشرقي الإسلامي 08-11-2009 08:20 PM

بسم الله الرحمن الرحيم


اسم العمل :رسالة في زجاجة


اسم الكاتب : عمرو محسن


(خارج منتدى الخيمة)


(10)


لازالت الشواطىء تبتعدُ عن سُفنى
مُهاجراً
إلى حيثٌ لا أدرى
أستجدى قمراً
فوق القبّة السماويّة
لا يراهُ أحداً غيرى
وشيئاً...
من خلف الأشواك يُنادى
((عُد إلى وطنك المهزوم !
عُد من حيث أتيت !))
وأنا
لا أدرى مِن أين أتيت ؟
لا أذكر سوى أرض ...
لطـّختها الكائنات الغريبة
بالأحمر،الأزرق والأصفر
وضاع الأبيض، ما بين الألوان
لا أذكر سوى قوم ...
لازالوا ينظرون إلى السماء
ينتظرون الكائنات المهديّة
يُصلّون
يستسقون أمطار الذهب والفضة

**

كعادتها
تـَهم بى الكلمات
تـُراودنى عَن قلمى
لنرقص سوياً فى عرض البحر
على تفعيلةٍ جميلةٍ
قلمى لا يُحب الرقص
يُريد قلمى أن يخطو... كما يشاء
إلى أن يشاء الله
كائنٌ أنا غير كائن
قضيّتى ...
طبقاً ذهبياً فارغاً
على مائدةٍ فضّيّةٍ
لا يجلسُ عليها أحد
رسالتى ...
(( فلتـُصلـّوا بصحرائكم الكبرى
و لتدعوا
رَحمَ اللهُ خيولاً عربية ً...
كانت هنا ))
***
http://www.aljoood.com/forums/showthread.php?t=10413


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.