حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   صالون الخيمة الثقافي (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=9)
-   -   مشروع صناعة مبدع من الخيمة (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=76421)

المشرقي الإسلامي 08-11-2009 08:24 PM

بطبيعة الإنسان وعبر مختلف العصور ، وفكرة التحليق في الفضاء تراود خيالاته وتعبث في تفاصيل رؤاه ، وكثيرًا ما حفلت الأفلام الأوروبية والخيال العلمي بالعديد من الصور التي حوّلها إلى صور ذهنية تتعلق بالحياة على سطح القمر أو الكواكب الأخرى متعلقة بكائنات غريبة ، كبيرة الحجم ، مجهولة الطبيعة ...إلخ هذا وعبر هذه الفكرة نجد مبدعنا العزيز يتحرك بديناميكية شديدة حيث الفانتازيا تمتزج بالواقع ، والرومانسية تمتزج بالقضية والفضاء يمتزج بالصحراء ، ليخرج في النهاية صوت حزين معبر عن هذا الواقع المأساوي الذي آلت إليه منظومة الدول العربية والعالم الإسلامي بشكل أعمل وأشمل ، وهذا التناول كان متسمًا بقدر كبير من القدرة على الانتقال المشهدي السينيمائي الهادئ حيث يبدأ بسرد واقعنا الأليم من خلال هذه الرمزية الذكية الهادئة المتمثلة في ابتعاد الشواطئ عن السفن .



لازالت الشواطىء تبتعدُ عن سُفنى




إن التعبير على الرغم من البساطة الشديدة فيه إلاأنه يحمل القدر الكبير من المعاني الأسيّة إذ أن الشواطئ لا تتحرك بينما تتحرك السفن ، جاء هذا التعبير ليقول مبدعنا رسالة إنك إذا لم تتحرك وفق المعادلة المنطقية لتحقيق النجاة فإن معادلة في اتجاه عكسي ستتحقق رغم عدم منطقيتها ، تلك الشواطئ التي تبتعد هي الأمل الذي يبتعد عن السفن (العالم العربي) ،والتعبير يحمل هذا القدر الكبير من الضجر بالواقع المُعاش إذ أن الشواطئ (الأمل) هي التي يئست من سفننا (العروبة) ومن شدة ضجرها تحركت لتصبح السفن محصورة في عرض البحار ولا طريق إلى النجاة !


وفي ظل هذه الأوضاع المتردية يجد المبدع العزيز نفسه قد وقف إزاء هذا البحر يرجو خلاصًا ولا من سبيل فيتجه إلى الأعلى حيث القمر وهنا يغلب على الظن أن الفضاء وما فيه أتى ليعبر عن الغرب .


وتبدو المفاجأة وربما الصفعة الثانية في هذا المشهد المتناقض ، القمر إذ لا يغدو كما عهدته الأمم رمزًا للجمال والأيام الخوالي والسهر والدلال ، بل يغدو حاضنًا للأشواك والتي لا يبعد أن تكون في هذا النص مقود بها إسرائيل وكان التعبير مهاجرًا إلى حيث لا أدري معبرًا عن هذه الحالة من التيه التي تسيطر على الإنسان العربي ، إذ رحلة حياته وكفاحه من أجل لقمة الخبز لا يدري إلى أين ستستقر ، بل والأمرّ من ذلك حينما يعبر بشكل ساخر مؤسف عن استجداء القمر .


إن القمر ليس بالشيء الهين المنال ، ويأتي استجداء القمر تعبيرًا عن الواقع العربي الذي يحسب فيه (صانع القرار) أنه سيتسول قمرًا \تعاطفًا دوليًا \ إعانات\تقاربًا غربيًا . إن المبدع ينعي واقعنا الأليم والذي صار فيه العربي في غروره اللامنتهي وصلفه الأحمق يظن القمر بالشيء الذي يُنال دون مقابل .


مُهاجراً
إلى حيثٌ لا أدرى
أستجدى قمراً



فوق القبّة السماويّة
لا يراهُ أحداً غيرى
وشيئاً...
من خلف الأشواك يُنادى
((عُد إلى وطنك المهزوم !
عُد من حيث أتيت !))
وأنا



لا أدرى مِن أين أتيت ؟


ومبدعنا العزيز يتّسم بهذه القدرة التصويرية للتناقض بين الشكل والمضمون لمنظر القبة السماوية وهي عبارة عن لوحة افتراضية لشكل القمر والنجوم ، لكن للأسف تخبئ هذه القبة مشهدًا أو خبرًا غير سار وهو تلكم الأشواك التي تقول له :"عد إلى وطنك أيها المهزوم" .إنه الإنسان العربي الذي تجافت الشواطئ عن سفنه ولفظه القمر ليظل وليد الأرض وكآبتها لم يدرك سحر القمر ولا سحر البحر. والقمر ها هنا يأتي منفتح الدلالة ليعبر في سياق آخر عن أمل خافت إذ أن القمر لا يراه أحد غيره ولعل هذا التعدد في الدلالة للقمر يفتح آفاقًا غير منتهية من التأويل .القمر رمز للأمل المتواري. القمر رمز لغباء الإنسان العربي الذي يظن يومًا أن القمر يُنال بالاستجداء.القمر ذلك الحاضن للغرب إذ تنبت الأشواك فوقه .


ولعلنا إذا ربطنا خلف الأشواك بالحديث النبوي الشريف الآتي: روى الشيخان عن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، حتى يقول الحجر وراءه اليهودي: يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله" (ذكره في: صحيح الجامع الصغير برقم -7414). " لوجدنا هذه القدرة العبقرية في المزج بين الحديث النبوي والحقائق التاريخية والجانب التخيلي. بل ويحمل مبدعنا معنى آخر في غاية الروعة إذ أن هذه الأشواك فوق القمر ، فهو بذلك ينعي تفوق العدو الصهيوني الذي وصل للقمر والإنسان العربي ما زال يحاول استجداءه.(وإن كانت الدولة الصهيونية لم تصعد القمر ولكن أقمارها الاصطناعية دلت على تفوقها الفذ)


وهنا حيث يتسم النص بهذا القدر من القوة والتوالد في الدلالات نجد ما ميزه أيضًا وهو هذا التصوير السينيمائي والذي يخيل إلى القارئ فيه أن الصوت له صدى ، ويسأله عد من حيث أتيت . إنها هزيمة الإنسان العربي والتي وصلت أصداؤها إلى القمر . لقد لعب الحوار دورًا عظيمًا في العمل خاصة وأن المبدع لم يكثر السرد فلم يقول وجدت كذا فقال كذا وإنما دخل إلى النص مباشرة :"عد إلى وطنك المهزوم " وهذه الحبكة الدرامية يزيدها عنفًا هذا الحوار الذي اعتمد على التساؤلات المنطقية التي يفشل الإنسان في الإجابة على أبسط وأول سؤال فيها ، وهذا تعبير عن الهوية المفتقدة إلا أن تكون الهوية هي اليأس!


(من خلال هذا الرابط ترى شكل شجرة الغرقد)
http://www.alnayfat.net/vb/imgcache/2/6756alsh3er.jpg

المشرقي الإسلامي 08-11-2009 08:26 PM

لا أذكر سوى أرض ٍ
لطـّختها الكائنات الغريبة
بالأحمر،الأزرق والأصفر
وضاع الأبيض، ما بين الألوان
لا أذكر سوى قومٍ
تبرز هذه الخيبة بأروع أشكالها إن كان ثمة روعة للخيبة إذ يجيب المواطن العربي (لا أذكر سوى أرضٍ لطختها الكائنات الغريبة)
وتأتي هذه الكائنات الغريبة عبارة ساخرة تكرّس هذا الغرب وانتفائه عن مفاهيم الآدمية كما أنها قد تعبر من منظور آخر عن هذا الإنسان
العربي المهزوم الذي يرى في الغرب كائنات غريبة. ويستمر المبدع العزيز في هذا الطرح الفكري لقضايا العربي والآخر والتشكيل الفكري للشخصية العربية من خلال العبارة الأشد عنفًا والأكثف دلالة والأوجع تأثيرًا في النفس:
قومٍ ...
لازالوا ينظرون إلى السماء
ينتظرون الكائنات المهديّة
يُصلّون
يستسقون أمطار الذهب والفضة
وهنا نجد الموقف الفكري متكاملاً لدى مبدعنا العزيز إذ يرى هؤلاء الذين يستجدون القمر ، من غير المستعبد عليهم استسقاء أمطار الذهب والفضة . إنه عمل في غاية الروعة والإتقان
ينعي المبدع فيه هذا التخاذل والبعد عن أسباب الحضارة والنهضة.وإلى هنا تكون قد انتهت رحلة الإنسان العربي التي ابتدأت بتجافي الشواطئ عن السفن ومرت بخيبة على سطح القمر ليعود مرةأخرى في شكل (قوم) تعبيرًا عن البداوة والشكل الأكثر سيطرة على التصورات الذهنية الغربية.
وملاحظة أخيرة يجب لفت الانتباه إليها قبل الانتقال إلى الجزء الثاني من النص وهي ذلك الاستخدام للأداة (لا) ست أو سبع مرات في هذا العدد القليل من الأسطر وكلها نفي دون نهي.
لا أذكر(2) ، لا أدري(2) ، لا زالوا(2) ، لا أراه(1) مما يعطي الإيحاء بالإفلاس التام وهذه اللاءات لم تأت اعتباطًا بل أكدت معنى الإفلاس ونفي أية احتمالية أمل .
***
وبعد هذا القدر الكبير من الإدانة للمجتمع والطرح العقلاني المتمثل في الاستعارات والخيالات نجد كاتبنا يهدئ من إيقاع العمل الرائع وذلك في أول المقطع الثاني :
كعادتها
هذه العبارة التي يسخر فيها الكاتب العظيم من حال أمتنا المرير والتي يتفنن فيها المفتنون بالكتابة عن البحر والشعر ويدين فيها المثقفين المتحدثين من أبراجهم العاجية إذ يصور نفسه واحدًا من هؤلاء الذين يدينهم وليصور نسيان الإنسان العربي قضاياه في ثوان معدودات حينما يبدأ اللكمة الناعمة ، نعم وليست الكلمة بعبارته كعادتها إذ هو في ذلك يعبر عن جانب من مسلمات الحياة . هذه المسلّمة هي هذا الترف الفكري والانعزال عن الواقع والمثالية الرومانسية :
تـَهم بى الكلمات
تـُراودنى عَن قلمى
لنرقص سوياً فى عرض البحر
على تفعيلةٍ جميلةٍ
وهو إذ يعطيك هذه التعبيرات لَيوجه إليك رسالة مفادها أنه هو الآخر قادر على الكتابة الرومانسية لكنه لسبب أخلاقي يمتنع عن ذلك ،وليس يدين الواقع لعجزه عن الرومانسية ، وتتبدى رومانسيته التي يثبت لك وجودها لديه ولكنه لا يحبها عنوانًا لحياته من خلال التعبيرين
تهم بي الكلمات ، تراودني عن قلمي
وهذان التعبيران يتسمان بالتجسيد للكلمات والقلم كأنهما من جنس البشر عادي في الوقت الذي اتسم التعبيران بتكامل البيئة التشبيهية فالهمّ للأنثى (الكلمات ) والمراودة للقلم (الذكر) . ولعل المبدع حينئذ يدين الواقع العربي بشكل غير مباشر في أن مبدعيه قد شغلتهم الشهوة حتى انعكست على ما يكتبونه فيتخذون من لغة المراودة والرقص والهمّ أداة للتعبير عما بدواخلهم .
كذلك التفعيلة والبحر فيهما نفس الأداة ، المراعاة للنظير.
وهذه الرومانسية التي يدينها وربما يتخذ من نفسه نموذجًا يتحدث عنه حتى لا يُتهم بالنظر لعيوب غيره وترك عيوبه تبلغ سخريتها شأوًا مديدًا في هذه العبارة :
يُريد قلمى أن يخطو... كما يشاء
إلى أن يشاء الله
ذلك القلم يخطو كما يشاء طالما أن خطواته رقص ، كذلك الإنسان العربي يُترك كما شاء طالما أنه ذاهب إلى غير نفع!

المشرقي الإسلامي 08-11-2009 08:27 PM

ثم تطل الفلسفة برأسها لتختصر وضع الإنسان العربي في جملة بسيطة سريعة :



كائنٌ أنا غير كائن


إذ تغدو كينونة الإنسان العربي غير متحققة ولعله بذلك يقترب مما كتبه السياب رحمه الله في أنشودة المطر


إن خان معنى أن يكون


فكيف يمكن أن يكون ؟


وكلمتا كائن بهما جناس كامل ، فالأولى كائن حيّ والثانية كائن أي له كينونة .


ويصل المبدع بالرحلة إلى قرب النهايات إذ يبدو وكأنه قد أرهقه الحديث فيقول (الخلاصة) أو كما نقول بالعامية(من الآخر):


قضيّتى ...
طبق ذهبي فارغ
على مائدةٍ فضّيّةٍ
لا يجلسُ عليها أحد



ذلك الطبق الذهبي هو التاريخ والمائدة تعبر عن المستقبل وربما يكون متعمدًا السخرية بالحال التي عليها الإنسان العربي


إذ لديه جميع المقومات الطبق(القومية\الديانة) والمائدة الفضية(الإمكانيات المادية) لكنهما فارغان لاشيء فيهما !!


وتأتي النهاية على درجة من العنف لتعيد الإنسان العربي الذي كان في أعالي القمر حالمًا يتلقى صفعة عظيمة عند وقوعه على أرض الحقيقة :



فلتصلوا بصحرائكم الكبرى
ولتدعوا
رَحمَ اللهُ خيولاً عربية ً...
كانت هنا



لقد استخدم مبدعنا العزيز لفظة الصحراء ليعيد بنا إلى أصالة هذا الإنسان العربي العظيم ، ولينعي حاله الكرب ، أو يؤكد مرة أخرى على هذه الشخصية المتخلفة التي لم


يبق منها غير الصحراء (وليتها تبقى) وليعود الإنسان العربي لكن في حلم أكثر واقعية (رحم الله خيولاً عربية كانت هنا) ذلك المجد السامق الذي عاشته حضارات الدنيا


على أيادي وأقدام هؤلاء الفرسان وعظماء التاريخ (عمر ،خالد ،عمرو ، صلاح الدين ،طارق بن زياد.....إلخ) والقافلة تمضي ولتكون الصحراء هي ختام المشهد الرائع ، كأنها كاميرا المخرج تجعل هذه الصورة في النهاية ليبحث المشاهد عما وراءها من دلالات .


إنه عمل يتسم بديناميكية هائلة تتمثل في الانتقال من المشاهد المختلفة ، البحر فالجو فالأرض ، ضياع الألوان ، رقص الأحر ف والكلمات ،الفضة والذهب ، والصحراء.


إن هذا المزيج الذي عاشه القارئ يدل على هذه الخصوبة الفكرية التي يتسم بها الإنسان المبدع العربي والتي لطالما أنهكته الآلام وأثخنته الجراح فجعلته يبدع صراخًا


وحزناً ودمعًا بالأحرف . والملاحظ على العنوان أنه غالبًا مستمد من ظاهرة قديمة إذ كان الأفراد يرسلون رسائلهم عبر البحر في زجاجات مغلقة ليعبروا فيها عن طلب النجدة .وهنا يأتي العنوان ليعبر عن هذه الاستغاثة وليلفظ آخر أحرفه ، عسى أن يجد مجيبًا !


عمل أكثر بألف مرة من كلمة رائع ، دمت مبدعًا بما تعنيه الكلمة من معنى فُصِّل عليك ، وفقك الله ولا تحرمنا مزيد عطاياك .

المشرقي الإسلامي 09-11-2009 08:07 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :صورتان
اسم الكاتب: يماني خلوف
(خارج منتدى الخيمة)
(11)

رأيتهم حين تركوا قلوبهم خلفهم ومضوا
أصوات ضحاكتهم تعلو على الموت ِ
عاشقون و مقهورون ..
لم يلبسوا قميص السنوات
لم يدخلوا خارج العمر
ويأكلو غزل البنات..
رأيتهم حين أعدوا أرواحهم للغياب ِ
ينثرون أسمائهم
و يشربون من كأس التمني
رأيتهم يلعبون كرة الشمس ِ
يمشطون جدائل ليلتهم ..يقبلون خد القمرْ
و يغفون كالبحرْ
رأيتهم حين توضأوا بالسحاب ِ..

****
رأيتك ِ تستحمين بعسل الكلمات ِ
تشربين ماء القلب وتجلدين نهر الفرات ِ
رأيتك حلوة مثل كعكة ْ
مثل فراشة مغرورة تغير لغة المصابيح
مثل ساحرة تنشر لعنتها في الجهات ِ
رأيتك طفلة تعبثين بالهواء ِ
تضحكين كموسيقى..
فيضحك قلب الارض تحتك
وترتجف فوقك خاصرة السماء ِ


المشرقي الإسلامي 09-11-2009 08:12 AM

إذا قررنا أن الإنسان هو وليد هذه الأحداث التي يعايشها وإذا فرغنا من ارتباط الأدب بكل فنونه بالواقع الاجتماعي والثقافي للأفراد والجماعات ، فإننا حينما ننظر إلى هذا النص نجد المعنى الاجتماعي للفن حاضرًا بقوة ، وهو ذلك الجانب المتعلق بالقضية . ولعل العنوان صورتان
من العناوين المكررة المنتشرة ، والذي يختزل أشياء كثيرة كان لابد من أن يعطي مفاتيح لها،لكن عندما نربط بين الموضوع والعنوان نجد العنوان كأنه إشاحة إلى القارئ ليختار أحد الشيئين .
أو .. هو لفت لانتباه القارئ لهذين الصنفين من البشر ، والذَين يعبران عن نمطين مختلفين قد يفهم البعض أنه تناقض ، والملاحظ على هذا العنوان أنه حيادي للغاية لا تكاد تستبين منه انحيازًا نحو أحدهما ،فلا تدري أمُدين هو ذلك الوضع أم متسامح معه ؟ هل يبعث لك برسالة مفادها أن الحياة الإنسانية بتعقيداتها واضطراباتها تقبل الصورتين معًا ؟ أم أن الإنسان لابد أن يصبح أحد الصورتين ملغيًا الصورة الأخرى ، ليقع في نطاق التحية أو الإدانة ؟
عمومًا ما وراء النص ليس جليًا مطلقًا ، ولنترك ذلك لمن هم أشد قدرة على قراءة ما وراء النص وأقدر على تبين القرائن النصية المؤيدة لأحد الاتجاهات في عملية التفسير ولكن لنتعامل مع الصورتين كما هما تعاملاً وصفيًا باعتبارهما يمثلان بناءً إبداعيًا مميزًا.
***
يمضي مبدعنا العزيز في المقطع الأول معبرًا عن جوانب من حياة هذه الفئة المناضلة ، تلك التي تركت القلوب خلفها ومضت وأصوات ضحكتها تعلو على الموت.
تركوا قلوبهم خلفهم ومضوا
أصوات ضحاكتهم تعلو على الموت ِ
عاشقون و مقهورون ..
لم يلبسوا قميص السنوات
لم يدخلوا خارج العمر
ويأكلوا غزل البنات
احتوت هذه الأسطر على مجموعة من الأساليب الفنيةو البلاغية
المميزة والتي تمثلت في تضاؤل الدلالة أو الانحسار المعنوي للقلوب،
إذ تغدو شيئًا كالمتاع الرخيص وتبين هذا التعبير قيمة الحياة بالنسبة
لمن ارتضى النضال سبيلاً ، وثمة ملاحظة يُتطرق إليها فيما بعد بإذن
الله تتعلق بشيء هام للغاية وهو عمومية الفكرة وإنسانية التناول حيث
لاتتلعق بمكان ولا زمان ولا جنس ولادين..
ويأتي التعبير قميص السنوات معبرًا بشكل كبير عن هذا الزيف ،إذ تغدو
السنوات رداء ومظهرًا خارجيًا للحياة بينما ما يعتمل في القلب هو هذا
الجسد فعلاً ، وكانت الاستعارة جاعلة من السنوات صفة الجسد
واستعارت له صفة من صفاته وهي الثوب.
ويأتي بعد ذلك التعبير يدخلوا خارج العمر ، إذ تستخدم فكرة الاستخدام العكسي
للفعل ، من خلال جعل الحياة هي الباب الخارجي للعمر بينما تظل الفدائية
والاستشهاد هي الحياة الحقيقية . وثمة تعبيرات كالصعود إلى أسفل والدخول للخارج
وغيرهما من التعبيرات تأتي كناية عن المفارقة الهزلية والوهم المتمثل في حدوث
حركة عكس الاتجاه المضاد حتى يصبح العكس هو المبتغى والمتحقَقَ من غير أن يشعر الفرد
والتعبير غزل البنات جاء معبرًا في إتقان عن الترف الفكري والانعزال
عن الحياة ،وذلك في تورية ذكية تجعل من هذه الحلوى تعبيرًا بطريقة
الإشارة وتعريضًا (تلميحًا ) بالليونة والوهن الشديدين من خلال لفظة البنات
والتي تدين بشكل غير مباشر شبابًا ليس لهم إلا هذا الأمر كأن شبابًا غذاؤهم
غزَل البنات وليس غزْل البنات ، وحتى لفظة غزل البنات ، فما عساها البنت غازلة؟
أتغزل ثوب حرب؟ كلا إن البنت هي أنثى رقيقة لم تتجاوز الثانية عشرة من عمرها ،وجل
ما تستطيع فعله أن تغزل ثوبًا لدميتها ! لذلك يجئ لفظ غزل البنات معبرًا بذكاء كبير عن
هذا التدني في الواقع الذي يدينه المبدع العزيز . والأداة (لم) إذا كانت تجزم شيئًا عن
هؤلاء الفتية فإنها -بشكل غير مباشر - تثبتها لغيرهم ، كأن بقية العبارة :
لم يدخلوا خارج العمر كما يفعل الجميع ، ويأكلوا غزل البنات كالمعتاد ..
والعشق حينما يزاوجه القهر فإنه يصنع هذا الفعل المذهل ، إذ تتوافر في العشاق
حواس استثنائية للتفاعل مع القهر تلكم الحواس التي تجعل للعشق معنى آخر يتجلى
في هذه المقطوعة :
رأيتهم حين أعدوا أرواحهم للغياب ِ
ينثرون أسمائهم
و يشربون منكأس التمني
رأيتهم يلعبون كرة الشمس ِ
يمشطون جدائل ليلتهم ..يقبلون خدالقمرْ
و يغفون كالبحرْ
رأيتهم حين توضأوا بالسحاب ِ..

المشرقي الإسلامي 09-11-2009 08:13 AM

ويأتي الاستخدام العكسي للفعل ليدل على حقيقة
المعنى المراد حينما يكون الإعداد للغياب . إن الغياب
ها هنا يتخذ معنى عكسيًا وهو الحضور في القلب ،
الحضور في التاريخ ، البقاء في سجل الشجاعة والطُهر
لذلك يكتسب الغياب معنى أجمل وهو العرس من خلال
الإعداد .
وفي ذلك العرس تغدو الأسماء كالذهب المنثور لذلك
كان استخدام المبدع لفظة ينثرون أسماءهم مقصودًا
به أنهم ينثرون الذهب-أسماءهم الذهبية في سجل
التاريخ .
وإذا كان المبدع له فلسفته الخاصة في كل شيء يدور حوله،فإن
مبدعنا العزيز قد اتخذ من شكل الشمس فلسفة مغايرة للتعبير
عن هذا التفاني في الكفاح وإهمال معنى الحياة .
فقد غدا هؤلاء يلعبون كرة الشمس ، لقد غدت الشمس \النور\الأمل
من مصطلحات معجماتهم التي تتخللهم في أدق تفاصيل حياتهم ،حتى
إنها بالنسبة لهم صارت كالكرة .
شباب مختلف كرتهم الشمس ،وملاعبهم الميدان ..إن تضاؤل معنى
الحياة وكذلك المجد والقدرة على بلوغ القمة هي المراد من هذا التشبيه
كرة الشمس ، وكما أن حليب النجوم لدى نزار قباني تعبير عن نفس المعنى
إلاأن هذا التعبير تكمن قوته في هذه القدرة الهائلة على تحمل وهج الشمس،وشدة
قيظها حتى غدت لهم كرة . إنهم شباب قد صنعوا بالحقيقة معنى المحال.وهذا التعبير
يختصر أبياتًا كالتي قالها شوقي رحمه الله :
شباب إذ انامت عيون فإننا
بكرنا بكور الطير نستقبل الفجرا
شباب نزلنا حومة المجد والوغى
ومن يغدو للنصر ينتزع النصرا
...وتأتي التعبيرات ذات الطبائع المستقاة من الطبيعة لتعطي معنى الليل
لهم إذ هم لهم أنثى غير البنات التي يأكلون غزلها (تغزّلها ) وإنما جاءت التعبيرات
لتعبر عن عشق طفولي للموت يبرِز براءة هذه الأحلام الاستشهادية ، ذلك الحب
للموت الذي جعلهم يرون الليل طفلة يمشطون جدائلها وكذلك تنزاح المعاني
التقليدية ليكون القمر ذلك الحب والجمال هو مبتغاهم .
إن نظرة في هذه الكلمات الأخيرة تجعلنا واقفين مذهولين أمام امتداد الموت
ليكون شمسًا للنهار وقمرًا لليل وهذا يدل على استغراق فكرة الموت والفداء
حتى يكون صبحهم موتًا وليلهم موتًا كذلك . ثم الوضوء بالسحاب ، إنها النهاية
التي لابد منها وهي ذات طابع مشهدي جميل إذ يأتي المطر ليغسل أرواحهم
أو أجسادهم وليبقوا في آخر مظهر للطهر ذلك الموت الذي يغدوالعرس -الطفلة ..ببهجة
غير تقليدية .
وكما وعدت فإن الذي نلاحظه في هذا النص هو أنه تام التجرد إذ يتغنى بأمجاد الفدائيين
في كل عصر وزمان ومكان ويعطيه هذا التناول إنسانية وبقاء غير محدودَين ، ولتصلح هذه
الأسطر أن يتخذها كل فدائي من أي لون جنس عرق دين شعارًا له ووشاحًا على صدره،وهذا
التحقيق لمعنى من معاني الأدب وهي الشمول من أبرز وأجل غايات الأدب وهي تحقيق وحدة
الشعور الإنساني .

المشرقي الإسلامي 09-11-2009 08:14 AM

ينقلنا مبدعنا العزيز بعد ذلك إلى رحلة أخرى لا نعرف منها هل هي إدانة لهذا الضمير الذي أهمل هذه الصور الجميلة وراح يخلد إلى الديناوزخرفها وسرّح الموت والفداء سراحًا غير جميل؟
أم أنه يريد أن يقول إن الحياة تتسع لكلا الصورتين وإن الإنسان تتعاور عليه الصورتان وقد يجمعهما يومًا في ليكون في قمة التوازن وتحقيقه المثل العليا للحياة والموت بأتم معانيهما ؟
لم يشح علينا مبدعنا بالرومانسية المتدلهة في وصف هذه المحبوبة من خلال السطر :


رأيتك تستحمين بعسل الكلمات


تشبيه هذه الكلمات بالماء الذي تغتسل المحبوبة به في واحدة من تجليات الدلال والغنج وفي صورة مخالفة بعمق شديد لكل ما كانت عليه الصورة الأولى ويعطي هذه المحبوبة كل هذه الصور من التميّع في هذه التركيبات:

تشربين ماء القلب وتجلدين نهر الفرات
مثل فراشة مغرورة تغير لغة المصابيح
هل ربما ليعبر عن ليونة ودلال أنثوي غير تقليدي وبعد في هذا الحب عن المادة ؟ هل مبدعنا العزيز يريد أن يفاجئنا برؤية جديدة مفادها ان الحالتين الصورتين تشتركان البعد عن الحياة والتحليق في ساحة الروح أو الوجدان ؟


إن ماء القلب هو ذلك الإحساس الدافئ الذي يجود به المحب لمن يحب ،غير أن تعبير جلد نهر الفرات يبدو غير واضح الدلالة (إلا لوكانت المحبوبة كوندزاليزا رايس!!) ويستمر هذا الوصف الرومانسي ليعبرعن عمق التناقض في الصورة :

رأيتك حلوة مثل كعكة ٍ
إن الكعكة بألوانها الجميلة المثيرة للشهية صورة حسية
ربما تعطي دلالة تأخذ معنى الاشتهاء

خاصة وأن مما يتعارف عليه أن لغة الفن تنأى بحاستي التذوق والشم عن الدخول في مضمار

عملية التذوق الجمالي لكن يأتي تعبير فراشة مغرروة تغير لغة المصابيح ليعبرعن ذلك الجمال المتدله الذي يجعل القلوب تلك المصابيح على أتم الاستعداد للإنارة من أجلها .

وتأتي هذه التعبيرات لختم المشهد وإن شابها بعض الشوائب :

مثل ساحرة تنشر لعنتها في الجهات ِ
رأيتك طفلة تعبثين بالهواء ِ
تضحكين كموسيقى..

فيضحك قلب الارض تحتك تحتك

وترتجف فوقك خاصرة السماء
إذ شتان بين الساحرة والمتعارف على نعتها بالشريرة في سماتها خاصة اللعنة والفراشة المغرورة وعسل الكلمات . إن مأخذ يرجع سببه إلى تغليب الصفات بغير الوقوف على دلالتها وتساوقها في حالة واحدة مشتركة تجمعها .وتعاود البراءة وجودها الأخاذ إذ تكون
الطفلة عابثة بالهواء وهي صورة مستحيلة لكنها تعبر عن هذه البراءة التي تجعل الطفلة لها مدركاتها –اعتمادًا على النعت مغرورة -الخصوصية التي تزيد وهج القلب بتداخل هذه الجنونيات والبراءات في تناغم إنساني راق .
وهذا الختام للصورة الراقصة كان ممزوجًا بالأرض والسماء إذ تكون السماء والأرض ممتزجتين بحبها غير أن تعبير خاصرة السماء غير واضح الدلالة اللهم إلا إذا كان المقصود السحاب . ومعنى قلب الأرض يضحك هو أن الأرض شبهت بإنسان يضحك من قلبه ، إنها حالة نادرة عندما تضحك الأرض –تلك التي تبتلع البشر – من داخلها لهذه الأنثى ذات الطراز الخاص ولعل أخانا المبدع يقصد عمل موازاة بين الصورة الأولى في السماء والأرض وبين الصورة الثانية النهار والليل عمل مقابلة تعبر عن هذا الانفصال في الصورتين وإن كان ثمة ما يجمع بينهما وهو العمومية في الفكرة والبراءة البعيدة عن الحسية وهو أمر غير مؤكد .عمل رائع أرجو لك التوفيق ودمت مبدعًا لا تحرمنا مزيد عطاياك.

المشرقي الإسلامي 09-11-2009 07:31 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :لحظة نلتقي
(خارج منتدى الخيمة)
(12)


لحظة نلتقي
اشتعل بك حديقة,,,اتوهج شمسا صباحية السطوع
ترى هل اخبرك احد انك اخر القناديل التي لا تكف عن الهديل
هل همست لك النسائم انك الريح حين تقوم الى اللقاء
وانك الجمر النابض بالالفة والمسرات
فكل فصولك مشتهاة
ربيعك نوارة الحقول,,,,, وصيفك بحر لم تهجره النوارس
وشتاؤك دافئ حتى اللهب,,,,,, اما خريفك فمؤجل
اتوسد راحتيك لحظةالخوف ,,,كعصفورة فاجاتها العاصفة,,,, فهربت الى نافذة القلب
مثل سوسنة ضمت اوراقها خشية العتمة
فراحتاك متكئا للزوارق اسطورية الابحار
وراحتاك لحظة المودة وردةتتفتح على بستان الشوق
غيمةمترعة بالنيازك الغافيات
الان عرفت لماذا؟؟!!!
حين نلتقي تصير النيازك قيثارة المدى
وتميس الشجرات وادعةعلى ضفاف الروح
فلحظة نلتقي ثمة قرنفل ينهض بالجوار,,,, على بعد عطر من حدود البنفسج
حيث
لا وطن الاانت ,,,لا ارض الا انت ,,,ولا سماء الا عينيك
لحظةنلتقي نكون اوسع قليلا من الفرح ,,,,وابهى كثيرا من الجلنار,,, وابعد ما يمكن عن الحزن
ويوم لا يكون لقاء فثمة حزن وطيوب مكسورة وغروب كثير
اعرف ان قناديلي موعودة بلقاء
وان اناملي بين يديك وريقات حبق خجول
اعرف اني صرت اقرب مني اليك وابعد منك اليك
واعرف انك تشكلني كيف تشاء
حديقة اوصحراء جمرةاوثلجا رمادي القسمات

المشرقي الإسلامي 09-11-2009 07:33 PM

قبل الخوض في العمل يكون من الضروري لي الإشادة بهذه الطاقة الكامنة والتي أراني مشبهها بالسيارة الأميريكيةgmcحقيقة أقول ولا أجامل أنني أمام طاقة إبداعية قوية
حد العنف متمكنة حدّ السيطرة باهرة أو مبهرة حد الدهشة .ودليل ذلك ما أراه من كثرة
التشبيهات وتراصها على نحو يعبر عن حالة التوهج الشعوري ،ذلك التوهج الذي يتخذ
من السياق الموقفي تكئة للوقوف على أرضية إبداعية خضراء .
فأشياء كثيرة نشعر بها ونعبر عنها ،غير أن هذا النص جعلني أشعر أن أختنا العزيزة
تكاد تتلعثم أو تتلجلج من سرعة توالي أنفاسها بما جعلها تأتي لمحبوبها الافتراضي
في عالم الخاطرة بكل ما يمكن أن تقع عليه يد وصدق عنترة إذ قال :
هل غادر الشعراء من متردّم ؟ أي هل ترك الشعراء شيئًا لمن بعدهم ليكتبوه؟ أقول نعم
يا عنترة هناك أناس تراهم قصائد شعر تتمشى بيننا .
لنتلكم بموضوعية فأقول إن كثرة التشبيهات وأدوات السؤال الاستنكاري وذكر أو سرد
الجوانب الطبيعية كانت كلها عوامل جيدة تضيف إلى العمل قيمة متفردة .كما أن الحديث
عن الأشياء الحقيقة والتقريرية في سياقات معينة أكسبها روعة غير عادية . وهنا الفخ
إذ أنها بجمالها هذا كله جعلتني لا أشعر بطُول حجم العمل أو وجود تداعٍ فيه .
هذا العمل مقارنة بما علقت عليه من قبل أقل مساحة وأكثف صورة وأعمق فكرة وأشد تركيزًا.
ولا أرجو أن تصيبني عدوى المبالغة المستحوذة على الشعراء والكتاب المبدعين عمومًا
فأرجو معذرتي إن مس العمل شيء من المبالغة .



لحظة نلتقي
اشتعل بك حديقة,,,اتوهج شمسا صباحية السطوع
ترى هل اخبرك احد انك اخر القناديل التي لا تكف عن الهديل
هل همست لك النسائم انك الريح حين تقوم الى اللقاء
وانك الجمر النابض بالالفة والمسرات
فكل فصولك مشتهاة

ربما لو نظرنا إلى كلمة أشتعل بك حديقة لقلناإن وجه الشبه بين كل من الحديقة والاشتعال غير متحقق
ولكن حينما ننظر إلى الدلالة المتعلقة بالمضمون لا بالشكل ،فسنجدها متماشية معها بشكل كبير إذ
أنها ستكون معبرة عن النشاط وقد دللت على ذلك من خلال الشمس صباحية السطوع ليكون النشاط والحيوية هو العنصر المشترك بين عناصر بيئة التشبيه .


كل التعبيرات الموجودة أمامي أتت بشكل متوالٍ لتعبر عن حالة الشوق والتي وإن كانت في البدء
تبدو عادية ولكن حينما يأتي إليها المتلقي لينظر إلى كمية التشبيهات وهي مبالغ فيها فإنه سيجد
دلالة موقفية تتعلق بهذا الحب والتي تجعل المحِبَّة تنطلق إليه بعفوية وتلقائية,والقناديل ليس لها هديل وهذا شيء غير متحقق في بيئة التشبيه إلا لو قلنا إن المقصود بذلك هو أن الحب ووجود المحبوب جعل للمُحِبّة فلسفة أخرى من خلالها ترى كل الأشياء بغير طبيعتها وكأنه يؤكد الدور الوظفي لوجود هذا المحبوب أو كأنها من فرحتها فقدت صوابها .كذلك النسائم والريح ،فقط لو قلت الرياح لتحسن المعنى لأن الريح هي الأعاصير والعواصف بينما الرياح هي الهواء الهادئ المحمّل بالندى.
رغم اختلافي مع كلمة الجمر النابض بالألفة والمسرات إلا أنني أرى أن المُحِبّة ترى المحب في كل شيء حتى فيما تتناقض دلالاته ، فهو تارة نسيم وهو تارة جمر ، وهذا يدل على استغراقه حياتها في كل صغير وكبير .إلى الآن لم أجد تعبيرًا قويًا متسقًا ،لكني أرى أن كثيرًا أشكال التراكيب يمكن أن تغيري في بعض كلماته لكي تصبح الخاطرة أكثر قوة وتكاملاً.



ربيعك نوارة الحقول,,,,, وصيفك بحر لم تهجره النوارس
وشتاؤك دافئ حتى اللهب,,,,,, اما خريفك فمؤجل

جاءت هذه الرباعية خاصة تأجيل الخريف كشارحة لاشتهائية الفصول وحققت ما يسمى في النقد العربي
القديم بحسن التعليل وإن كان وجود اللهب غير مستساغ في التعبير عن الشتاء لأنه نقله إلى حرارة صيفية حارقة ولو أنك قلت شتاؤك مدفأة للجليد لصار التعبير أكثر مقبولية أو جليد الشتاء يتمسح بدفئك..

اتوسد راحتيك لحظةالخوف ,,,كعصفورة فاجاتها العاصفة,,,, فهربت الى نافذة القلب
مثل سوسنة ضمت اوراقها خشية العتمة
فراحتاك متكئا للزوارق اسطورية الابحار
وراحتاك لحظة المودة وردةتتفتح على بستان الشوق
غيمةمترعة بالنيازك الغافيات

نشاط كبير وحالة من الحركة المتقدة خاصة في السطر الأول أتوسد راحتيك ....إلخ وتحديدًا في التعبير
هربت إلى نافذة القلب أحدثت مراعاة في النظير بين الهروب والنافذة والتي شبهت القلب فيها بالبيت
اعتمادًا على لفظة القلب . لكني لا أهم دلالة ضمت أوراقها خشية العتمة ،فهل السوسنة من داخلها مضيئة ؟ لا أدري لكن من الضروري للغاية النظر إلى خصائص الأشياء حتى يكون الحكم عليها صائبًا
ومنطقيًا .
وكان عنصر سحر الصورة من خلال التعبير راحتاك متكئ للزوارق ....جميل لكنه كان يحتاج إلى ما يعضده
ويدعمه ،ونلاحظ أن الراحتين هنا تغدوان أكثر من مجرد شيء أحادي الدلالة لتنفتح دلالته فتصبح تارة متكئًا للزوراق وتارة أخرى وردة تتفتح على بستان الشوق ومرة ثالثة غيمة مترعة بالنيازك . هذا يسمى التشبيه المركّب تقريبًا وهو أن يكون للمحبوب خصائص أكثر من شيء وكلها أشياء غير مرتبطة بدلالة فكأنها تعبير عن مدى استغراق المحبوب في كل تفاصيل حياتها اليومية.


الان عرفت لماذا؟؟!!!
حين نلتقي تصير النيازك قيثارة المدى
وتميس الشجرات وادعةعلى ضفاف الروح
فلحظة نلتقي ثمة قرنفل ينهض بالجوار,,,, على بعد عطر من حدود البنفسج
حيث
لا وطن الاانت ,,,لا ارض الا انت ,,,ولا سماء الا عينيك

لا أدري العلاقة بين النيازك والقيثارة وإن كان عنصر الصورة قد أخذكِ إلى التحويم في الأفق
الشكلي دون مراعاة لجوهر ،لكن تعبير ضفاف الروح والذي جعل من الروح بحرًا لا نهايةولاحدود
له كان متسقًا للغاية مع حالة تمايس الشجرات وزاد التعبيرَ جمالاً ما بعدها عطر من حدود البنفسج
إذ يصير عطر البنفسج بهذه الدرجة من الفوحان حتى يأخذ سمة الحدود من شدة انتشاره.
وكان التعبير لا وطن إلا أنت ....آتيًا في توقيت مناسب بعد كل هذه التشبيهات والتي كأنها (تحضيرات) لهذه الكلمة الجميلة وإن كانت مكررة لكنها اعتمادًا على السياق الموقفي تتسم بقدر أكبر من القبول.

لحظةنلتقي نكون اوسع قليلا من الفرح ,,,,وابهى كثيرا من الجلنار,,, وابعد ما يمكن عن الحزن
تعبير لابد أن يوضع في إطار ذهبي أوسع قليلاً من الفرح :تعبير احترافي على أعلى المستويات إذ يغدو الفرح كأنه أداة مقيسة وكأنه قصر متسع وكأن هذه الحقيقة مسلم بها بدرجة لا تجعل من الممكن الشك فيها وإن كنت أرى أن التعبير أبعد ما يكون عن الحزن كان لابد من حذفها لأن ما قبلها دل عليها .

ويوم لا يكون لقاء فثمة حزن وطيوب مكسورة وغروب كثير
طالما أن الحديث كله عن حالة الفرحة فلم يكن لهذا التعبير -في رأيي الشخصي-داعٍ أبدًا
اعرف ان قناديلي موعودة بلقاء
وان اناملي بين يديك وريقات حبق خجول
اعرف اني صرت اقرب مني اليك وابعد منك اليك
واعرف انك تشكلني كيف تشاء
حديقة اوصحراء جمرةاوثلجا رمادي القسمات
نلاحظ أن حضرة الأفعال المضارعة قد زادت حيوية العمل والارتباط بين ياء المتكلم وكاف المخاطب كان
سمة متحققة على امتداد العمل وكان تعبير قناديلي موعودة بلقاء جميلاً للغاية إذ جعل كل شيء في حياة المحِبّة مرتكزًا على المحبوب ومتمحورًا عليه .
كذلك التعبير أقرب مني إليك وأبعد منك إليك كاد أن يكون شمس هذه التعبيرات كلها لولا خطأ بسيط ربما تنتبهين إليه فيما بعد . أقرب مني إليك أي أقرب إليك من نفسي وياء المتكلم رغم اقترانها بحرف الجر من ورغم أن ضمير المخاطب الكاف أبعد عن حرف الجر (من) لكن جمال التعبير في أنه أعطى لأماكن الحروف دلالات عكسية ،فيكون المحبوب قريبًا منها رغم أنه الأبعد بالمسافة ،كأنما هناك مسافة وجدانية هي التي يتعانقان فيها بالشكل الذي لا يكون لذاتها التواجد إلا بعد وجوده .
لكن أبعد منك إليك غير واضح والأصح أبعد منك عني أي أنني أبعد ما أكون عن نفسي حتى أنني أرى بعدك عني بالمسافة أقل من بعدي عن نفسي .ووجود أحد التعبيرين يغني عن الآخر لأنه معروف أن العلاقة بين القرب والبعد عكسية وتحقق طرف يعني بالتبعية تحقق الطرف الآخر .
أختلف في رمادي القسمات ولكن النص اتسم بقدر كبير من الطاقة والتي تعبر عن تمكن الحب وتوغله في النفس

***
النص عبر عن براءة أنثوية قلما نجدها هذه الأيام .ومما ميز النص بشدة هو دائرية استخدام كلمة حينما نلتقي ،وكأنها الومضة التي تغذي تعبيراتها مرة أخرى ونقطة الأصل التي إن ابتعدت عنها مرة تعود إليها مرة أخرى . كان هذا الاستخدام الدائري معبرًا عن وجود المحبوب وحضور معنى اللقاء في داخلها بشكل مستمر .
كما أن من أشد ما ميز العمل هو هذه النكهة التي يسودها المرح والبهجة والتي من شدتهما تفقد الأنثى قدرتها على التركيز في التعبيرات أو تجعلك تشعر وتتصور بأنها في حالة من السرعة بما لايجعلها تسيطر على مخارج الألفاظ بشكل تام .
وإلى ذلك ،فإن المحبوب الذي تتحدث عنه هو -من القرائن الدالة عليه- أنه مخلص مما يستدعي حالة المبالغة في المدح ، لأن النص يخلو تمامًا من أية عتاب أو نبرة شجن . وهذا الاتساق بين الجانبين يجعل للحب معنى أكثر سموًا وتبادلية من الطرفين .إذ أن الكلمات المكتوبة تجعلك تتساءل : ترى لو كان هذا المحبوب عاديًا لكتبت إليه ذلك ؟
إن النص يجعلك في آفاق تخيلية تعود بك إلى عهد البراءة الأول ،لاسيما وأنها ذات طبيعة إنسانية خالصةتصلح لكل زمان ومكان ودين وعرق ولا تحدها فواصل ،ولا تتعارض مع أي شيء من العناصر المذكورة . وإلى ذلك هي تصلح لأن تكون لزوج أو صديق أو شقيق ...إلخ
على الرغم من الحاجة الشديدة إلى التعبيرات المتماسكة والتشبيهات القوية إلا أن هذه العناصر كاستخدامات الضمائر والأسئلة غير التقريرية ودائرية الجملة حين نلتقي كلها أعطت للنص قوة تجعل
المطلوب منك فقط هو إعادة النظر في كيفية صياغة التشبيهات وهذه الجزئية تكتسبينها بشكل أفضل
عند قراءتك نصوص مصطفى الطيار (سفير الكلمة) مثل تمتمات ، كل ثواني الوقت انتظار،ادخلي قلبي وغيرها .
حقيقة لو أن واحدة قالت لي هذ االكلام فلن أتمكن من الرد عليها إلا بابتسامة ثم إغماضة للعين وتنهيدة أو نفس عميق (ويُترك لخيال القارئ ما بعد ذلك). نص رغم ضعف العديد من فنياته إلا أنه اتسم بالقدرة على أن إشعار القارئ بما في خبيئة النفس وهذا هو جوهر العملية الإبداعية كما قال القدامى:"الشعر هو ما أشعرك " . دمت مبدعة وفقك الله وأنتظر منك المزيد والأفضل





المشرقي الإسلامي 10-11-2009 12:37 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : الرسم على أمواج الإحساس
اسم الكاتب :هشام أيوب موسى
(خارج منتدى الخيمة)
(13)

ألتقط من النص حالة في سكون الكون ، ارسمها على لوحة البحر فتتحرك أمواج الأحساس لتدفعها الى شاطىء القلب ضمن مشاهد تتكرر وتحاول الكلمات الأختباء وراء السطر في عالم خاص تشكل فيه حالات من التعقيد والتناقض يمتزج فيها الحب والكره الأنتقام والحياة وأنوثة شاردة من الجبال العالية .. وثمة نهاية تنتظر طقوس اللاشيء ربما لتعبر الى عالم الخلود حيث نقرأ كل ما يكتب ونرسم الناس من الداخل نبدأ من القلب .
***
http://www.kanadeelfkr.com/vb/showthread.php?t=10878

المشرقي الإسلامي 10-11-2009 01:43 AM

قد يكون من الضروري الإشارة إلى أن حالة الإبداع حالة فريدة ، من حيث جنونية تكونها ، ولا منطقية أسباب روعتها .وكلنا يعلم أن الكثير من النظريات قد ظهرت في تفسير هذه العملية الإبداعية ، فالبعض مثل أدلر يراها وليدة الشعور بالنقص والرغبة في التغلب على الشعور بالانهزام الاجتماعي ، بينما المخبول (فرويد) يراها محاولة لكبت رغبات ال(هو) والتسامي فوق الطبيعة الجنسية ، ويراها فريق آخر وليد السيطرة المخية ...إلخ.
وفي المقابل فهناك فريق يراها خبرة مكتسبة وآخرون يرونها موروثة والرأي الأصح أنها مهارة فطرية تنمو بالثقافة والاطلاع والدراسة المنهجية.
***
وفرادة هذه الحالة الإنسانية يزيدها ألقًا أن يتطرق الكاتب - في لحظات استثنائية- إلى سبر أغوار هذا العالم الخفي ، وهذا الأمر ليس ترفيًا كما يظنه البعض ، لأن أي قضية تمس المشاعر الإنسانية مهما دقّت فلابد من التطرق إليها لأن الإبداع يتعامل مع حالات من حيث هي واقع مفروض على الإنسان وليس من منطلق ترتيبها في سلم الأولويات الاجتماعية أو الثقافية. الموضوع لكي نسهل وصول الفكرة يشبه إعداد مسلسل يناقش الحياة المهنية للمثلين ودخولهم الاستوديو ، وكيف تتم عمليات الإخراج التليفزيوني .
إن التعبير عن هذا الواقع واقع ومراحل عملية الكتابة أمر فريد لأنه ينقل خبرة نفسية هي نفسها صعبة في عناصر تكوينها ، فكيف بالتعبير عنها .كأنني بإزاء مخرج يصور مخرجًا آخر أثناء عملية التصوير ، وهذا أمر -في كثير من الأحيان - يعد مشوقًا للغاية إذ أن كثيرًا من القراء غير المتخصصين يستهويهم التعبير عن دخائل هذا العالم النفسي المثير للغاية
وخروج مثل هذا الموضوع بهذه الدرجة من الابتكارية والجرأة في اقتحام مثل هذه القضية إن صح اعتبارها كذلك هو دليل على أهمية وفرادة هذه اللحظة والتي قد تُعد بداية لميلاد شعاع نور غير مسبوق في واقعنا الإبداعي الداجي ، والآن إلى العمل ..
***
ألتقط من النص حالة في سكون الكون
التعبير يختزل هذه الخلفية التي تحدث فيها العملية الإبداعية ، وذلك الكون المليء بالحركة التي لا تهدأ مطلقًا يبدو أسيرًا للمبدع في هذه اللحظة .إن تصوير عملية الالتقاط لـ(حالة) ما تعبير فيه عنصر جمالي يتبدى في تماهي الفروق بين المعنويات والماديات حتى تغدو هذه الخلايا الذهنية يدًا خفيّة تراود السكون عن نفسه لتستخلص منه هذه الحالة ،والعبارة تشير إلى شيء خفي وهو استثنائية هذه الحالة بدليل أنها جاءت نكِرة وربما تأتي كلمة حالة مفعولاً به ذات نعت محذوف تقديره (نادرة) كأن مراد القول (ألتقط في سكون النص حالة استثنائية) لكن السياق دل عليها فأغنى عنها.
أرسمها على لوحة البحر فتتحرك أمواج الأحساس لتدفعها الى شاطىء القلب ضمن مشاهد تتكرر وتحاول الكلمات الأختباء وراء السطر في عالم خاص
جميل في هذا التعبير تشبيه القلب بالبحر دون أداة التشبيه ليُظهر لنا هذا التعبير رؤية المبدع وفلسفته للأشياء المحيطة به ، كذلك تغدو مراعاة النظير وتكامل بيئة التشبيه أداة لتوثيق هذه الفلسفة إذ تغدو الأحاسيس موجًا والقلب شاطئًا .. وهذ التعبيرات رغم اعتياديتها لكنها أتت في سياق مختلف تمامًا هو الذي أكسبها قيمتها الخاصة .
إذ تغدو هذه الأدوات وسيلة لاختراق حاجز هذا العالم المحسوس واللامرئي معًا ، ليخرج عن غموضه المعتاد ويصبح كتابًا مفتوحًا يسر القارئين.
واختباء الكلمات وراء الأسطر ، هذه الحالة التي لا أستحيي من تسميتها طفولة لاشعورية للكلمات والصور المرئية تشعِر القارئ بهذا التجاذب والميكانيزمات التي تلعب في تكوين العمل الأدبي ، فالفكرة تأتي ثم تلاحقها عصا المنطق ، لتحول دون وصولها إلى المبدع ،ولكن تتحور الفكرة وتبحث عن منافذ معينة حتى تصل إلى الأسطر في هذا العالم الخاص.
اختباء الكلمات وراء سطر ليس هو سطر المسوّدة وإنما هو سطر من سطور العقل الذي يقف كالحاجب يمنع ما يريد من الدخول إلى عالم الورقة ويأذن لمن يريد . إن التعبير
عن هذه الحالات المليئة بالصخب والتجاذب هو شجاعة في توصيف حدث هو بطبيعته صعب الوصف حتى بالأسلوب المجرد التقريري بل وبالدراسة النفسية المنهجية ، فكيف بهذه الصعوبة التي تولّد الإبداع الاستثنائي للتعبير عن هذه الحالة ؟!!
تشكل فيه حالات من التعقيد والتناقض يمتزج فيها الحب والكره الأنتقام والحياة وأنوثة شاردة من الجبال العالية .
إذا كان هذا السطر تقريريًا ، إلا أنه في الوقت نفسه وظفي للغاية أي أنه تقريري له ما يبرره، كأن تتحدث على لسان طبيب فيقول المريض مصاب بآلام في الرأس ، فلن يكون من الإبداع أن يقول إن قمة الجبل البدني الكرة الجلدية لديه مصابة بأصداء انشطارية!!!
ولذلك يأتي السطر لإثبات حالة بعينها ، ولئلا يخرج التعبير عن الأشياء اللامحسوسة بطريقة مجازية مرهِقة للقارئ ، فالإسراف في المجاز = الإسراف في التقرير. وإثبات هذه المصطلحات يأتي ليفهم القارئ بشكل واضح أن العمل يناقش العالم الماورائي لعملية الكتابة ، وليس النص تعبيرًا عن حالة حب أو كره ، وأن الخاطرة تناقش هذه اللحظة لذلك فكلمة النص هي مقصودة بدلالتها الحرفية وليست الدلالة المجازية لها .
ويبدو أن ارتباط المبدع أي مبدع بالأنثى جعله يستدعيها في هذه العملية إذ أن الفكرة كالأنثى تتسم بالشغب تارة والجرأة تارة أخرى والاستحياء تارة والهدوء تارة أخرى، ووصف الجبال العالية يقصد به -كما يتبين لي من القرائن- عملية التفكير تلك العملية التي تصدها الجبال والتي تقف وراءها أنثى شاغبة تقول لك :أنى لك الوصول إليّ؟!
وثمة نهاية تنتظر طقوس اللاشيء ربما لتعبر الى عالم الخلود حيث نقرأ كل ما يكتب ونرسم الناس من الداخل نبدأ من القلب .

جميل للغاية أن يعبر المبدع عن حالة الميلاد ويفلسفها على أنها نهاية اللاشيء اعتمادًا على قاعدة منطقية مفادها أن نفي النفي هو إثبات ، ذلك الفراغ الحائل دون دخول الفكرة رواق الورقة يصبح لاشيء وتلاشي الفراغ يعني بالضرورة تحقق الوجود ، وأخيرًا يأتي مبدعنا العزيز ليضع احتمالية صحة هذه الفرضية من خطئها من خلال اللفظ (ربما)لأن في الأدب لاشيء يمكن أن يكون حقيقة مطلقة ، فكيف بهذه العملية ؟
ويأتي التعبير ترسم الناس من الداخل نبدأ من القلب معبرًا عن رؤية غير تقليدية للحياة ، مفادها أننا نمارس طقوسًا خارجية لكننا أجهل الناس بدواخلنا ، ومفادها أن العين الموجودة بداخلنا لو عمِلت لرأينا الصورة -الإحساس - الفكرة بشكل أكثر عمقًا وأتم جمالاً .
عمل جيد أحييك عليه أخي العزيز وإن كنت أقول إن هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها نصًا يعالج هذا الموقف أو هذه الحالة ، وليس من الضرورة أن يكتسب هذا العمل قوته من خلال الأدوات المستخدمة فيه إذ أن ذلك يمكن قياسه عندما نفاضل(نقارن )بينه وبين أعمال أُخر تناقش نفس القضية ، لكن على الأقل يبقى لك فضل فتح الباب لمثل هذه الجوانب من الإبداع والتي ربما تكون صاحب السبق فيها أو واحدًا من فرسان الشجاعة الذين تجرءوا على اقتحام أغوارها . دمت مبدعًا وفقك الله ولا تحرمنا مزيد عطاياك .

المشرقي الإسلامي 10-11-2009 02:22 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : قلبي الذي يفترش قارعة الطريق
اسم العضوة : آمال البرعي
(14)



بعيد ألمح قلبى يفترش قارعة الطريق


يُعيق حركة مرور أى مشاعر غبطة أو فرح


يتلفت .................. يترقب بلهفة


عودة أعز صديقاتى


من نفس الطريق الذى سارت فيه مغادرة


ثلاثة أعوام ولازال ينتظر


متجاهلاً السهم


الذى يشيرــــــــــــــــــــــــ الى أن طريق الموت


إتجاه واحد
***
majdah.maktoob.com/vb/majdah135142/

المشرقي الإسلامي 10-11-2009 02:51 AM

المبدع هو ابن هذه الحياة ، ومن ضمن وظائفه التي يقوم بها من خلال الأدب هي إسباغ أشكال وتعاريف أخرى للحياة مستقاة منها ، وهذه الوظيفة عندما تتحقق فعلاً فإنها تجعل للأدب جماله
ورونقه المتمثلين في هذا التجدد الدائم لمعنى الحياة ، وهذا التنوع الذي تأتي به تلكم المشاعر .
وفي نصنا تلك نجد مبدعتنا العزيزة تتخذ من الطريق ومصطلحاته التقليدية مادة لإثارة مشاعر
إنسانية أكثر رقيًا من خلال مزجها لها بفلسفتها الحياتية الخاصة وتفرُّد عناصر استيحاء وتشكيل
هذه اللغة .
بعيد ألمح قلبى يفترش قارعة الطريق
يُعيق حركة مرور أى مشاعر غبطة أو فرح
نجد هذا التكامل في بيئة التشبيه ، ومراعاة النظير إذ يغدو القلب مشبهًا بالمعوّق للحركة المرورية كأنه بائع يجلس على قارعة هذا الطريق ،الطريق هنا تعبير عن الأمل ،الكفاح في هذه الحياة ، وتأتي تفاصيل المرور لتكون هذه التفاصيل ذات الطابع المجازية كأنها حقيقة معايَشَة وتشيه المشاعر والغبطة بالسيارات أو المارة كان تعبيرًا جميلاً متكاملاً مع مكونات التشبيه ، ومساعِدًا على ظهور الصورة بشكل أعمق وأكثر إنسانية .

يتلفت .................. يترقب بلهفة
عودة أعز صديقاتى
من نفس الطريق الذى سارت فيه مغاِدرة
كان وضع النقاط ... معبرًا عن الفراغ الزمني بين التلفت وعودة الصديقات ، وهذا يعبر عما يسمى بالتشكيل الجمالي في النص وهو أن يكون للعلامات الخاصة والنقاط والفواصل دور حركي \مشهدي\صوتي للحدث.
ويتخذ الطريق قيمة أكبر إذ هو طريق لعودة الصديقات واللاتي غادرن القلب إما ببعد حقيقي أو بعد معنوي ، وهنا يتسم النص بجمال متمثل في تعدد معاني التعبير.
من نفس الطريق الذى سارت فيه مغادرة
ثلاثة أعوام ولازال ينتظر
متجاهلاً السهم
الذى يشيرــــــــــــــــــــــــ إالى أن طريق الموت
اتجاه واحد
وهذه التكامل في التعبير يجعل السهم والذي هو الإحساس الدخلي أو أصوات الإنسان وهواجسه الداخلية يحمل فكرة واحدة وهي أن طريق الموت واحد ، وهو القلب . إن القلب هو ذلك الطريق الذي يأتي منه الأصدقاء -الصديقات ويغاردون -يغادرن منه .
وحينما يغدو الطريق الواحد أو الوحيد هو طريق الموت بمعناه المعنوي بطبيعة الحال فإن الحزن وليس غير الحزن هو سيد الموقف لتعيش المبدعة في حزن منطقي له تراتباته المتعلقة ببعضها البعض ، ولا يزال هذا القلب رغم هذا السهم (الصوت الداخلي) منتظرًا متجاهلاً الأحزان لعله يظفر بما يريد .
إنها قمة الإنسانية والتفاني من أجل الغير ، وتظل دائمًا هذه القيمة وهذا التفاني أمرًا مجهول المصير (وهذه هي سمة القيم السامية العظيمة ).
هذا التعبير قلبي يفترش الطريق ومكونات النص تصلح مادة خصبة للفنون التشكيلية ومبدعيها إذ هو لوحة جاهزة تؤكد فكرة أخوّة الفنون والتي يكون الإحساس هو الأب الحاضن لها .
عمل رائع أستاذتنا العزيزة أشكرك كل الشكر عليه . أرجو لك المزيد من التوفيق ودمت مبدعة على الدوام .

ريّا 10-11-2009 07:35 AM

تسجيل متابعة بشغف

ما أروعك

وما أجمل ماأخترت ,, خاطرة أمال عن جد رهيبة

شكرا يامشرقي

ريّا 10-11-2009 07:36 AM

تسجيل متابعة بشغف

ما أروعك

وما أجمل ماأخترت ,, خاطرة أمال عن جد رهيبة

شكرا يامشرقي

المشرقي الإسلامي 10-11-2009 06:58 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة ريّا (المشاركة 670097)
تسجيل متابعة بشغف

ما أروعك

وما أجمل ماأخترت ,, خاطرة أمال عن جد رهيبة

شكرا يامشرقي

أختنا العزيزة الغالية الفريدة ريا :
لا تعلمين كم تنزل مشاركاتك في هذا الموضوع تحديدًا من نفسي ، إنها تنزل منزلة النَفَس من النّفس والمحجر من العين ، ولقد شعرت بدافعية وفرحة كبيرتين لهذا الدعم والتشجيع ولعله أسعدني أن تكون هذه الخواطر مسهمة بشكل أو آخر في تحسين قدرتك على الإبداع وإذا كانت خواطرك المدرجة تحت عنوان بعض من هذياني هي أحد نتاجات هذه المشاركات التي أعانني الله على التعليق عليها والتي ضممتها إلى هذه القائمة فإنك لا تشعرين كم أسعد أن أجد مثل هذا الاهتمام والشغف والمتابعة ، وأرجو أن أراك ِ يومًا ما إحدى من تبوأن عرش القلم في المستقبل بإذن الله .
أشكرك على حسن مشاركاتك ولك مني أخلص التحية . وأرجو أن تعجبك هذ الخاطرة التي سأدرجها بعد هذه المشاركة بإذن الله .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المشرقي الإسلامي 10-11-2009 07:05 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : حدود غير شرعية
اسم الكاتب : عمرو محسن
(خارج منتدى الخيمة)
(15)
نائمٌ أنا بين المطرقة والسندان

يُقيمون علىّ الحد لأننى...

ُألمْلمُ زهورنا الملقاة على الارض ِ

لأننى

حاولتُ أن أمسح تلك الحنـّة المنقوشة...

على يد الشُعراء التقليديّن

ولأننى

كسرتُ الهالة، فوق رأس القديسين

يُقيمون علىّ الحد لأننى...

أصرخ بالطرقاتِ

من تلك الكائنات الغريبة

ذات العيون الكبيرة

والألسنة الطويلة

وقرون الإستغباء

ولأننى

خرجتُ مِن تلك الغرفة التى

لازالت ساعاتها تـُخبرنى...

الفين وستـّة... قبل الميلاد

يا سيدى

يا صاحب المطرقة الكبيرة

مطرقتك وهميّة

وحدودك التى تـُقيم...

حدوداً غير شرعيّة

يا سيدى

يا صاحب السندان الكبير

أستحلفكَ بربِ الشِعرَ

أن تـَذكُرنى

حين تخرج من غرفتك المُظلمة

حين تـُلملمُ أنت بيديكَ

- بعد مماتى -

زهورنا الملقاة على الأرض ِ
http://www.aljoood.com/forums/showthread.php?t=10253


المشرقي الإسلامي 10-11-2009 07:08 PM

نائمٌ أنا بين المطرقة والسندان

يُقيمون علىّ الحد لأننى
...

ُألمْلمُ
زهورنا الملقاة على الارض ِ

لأننى

حاولتُ أن أمسح تلك الحنـّة
المنقوشة...

على يد الشُعراء التقليديّن

ولأننى

كسرتُ الهالة،
فوق رأس القديسين
يعد الاستمداد التاريخي لأحداث التعذيب واسترجاع العديد من أساليب التعامل مع ما هو مخالف للـ(قانون) ركيزة يعمد إليها المبدع لإسقاط سمات هذا العصر على عصرنا الحالي ليخرج القارئ برسالة مفادها أن الحياة لم تتغير ، اللهم إلا في رقي فنون التعذيب ولكن يظل التعذيب والقمع مستمرًا مع ما بذلته الإنسانية الحزينة من أشواط بعيدة في مجالات حقوق الإنسان .
وهذا الاستمداد العبقري يستعمل فيه المبدع العزيز بعضًا من مصطلحات هذا العصر كالشعراء التقليدين يقصد بها المثقفين الموالين للسلطة ، والقديسين لتعني أصحاب المراتب العليا ممن يدّعون الدين أو الفضيلة وهذه المصطلحات تأتي لتعبر عن ركود الزمن واستمرارية الهمجية والقمع بما يلزم المبدع أن يتخذ من نفسه أو قلمه أداة لحرب هذه الوسائل القذرة للإقصاء . لذلك نرى استدعاء عصر القرون المظلمة سمة في العمل ، كما أن المبدع يصور نفسه واقفًا بين يدي الجلاد لتكون هذه الكلمات الأخيرة هي آخر وثيقة شرف وقطرة رجولة يحارَب بها الفساد في استحثاث للآخرين ليحتذوا حذوه ويأتي استخدام العبارة يقيمون عليّ الحد ليعطي القارئ بشاعة الشكل المتمثل في إقامة هذا الحد وليعبر عن أن الحد في ذاته ليس محاربًا وإنما تسييس استخدامه هو الذي يجب الثورة عليه . ولفظة إقامة الحد بما تعنيه من تداعيات ذهنية بشعة تصوّر الإنسانية في واحدة من أحط مراحلها التاريخية ، إذ لم يعد الحد إلا لهؤلاء الذين خرجوا على تعاليم الجوقة والسلطان .والزهور الملقاة على الأرض تأتي تعبيرًا عن الأفكار والتي كان ينتظر منها أن تزهِر يومًا ما ولكن طبيعة السلاطين الغشومة تحول دون ذلك.
يُقيمون علىّ الحد لأننى...

أصرخ
بالطرقاتِ

من تلك الكائنات الغريبة

ذات العيون
الكبيرة

والألسنة الطويلة

وقرون
الإستغباء
ولعل كلمة كائنات تعد فيما بعد واحدة من مكونات المعجم الفني للمبدع العزيز عمرو محسن ، إذ يغدو تصويرهم على هذه الشاكلة لنفي البشرية عنهم ، والذي يلاحظ في النص تعمد الكاتب الميل نحو المباشرة إذ هو بذلك يبلغ المتلقي رسالة مفادها أن الوقت لم يعد وقت تنميق وزخرفة للألفاظ وإنما يصرخ المبدع صرخة الحق متجاوزًا كل العوائق التقليدية ليحقق المعنى الاجتماعي للفن ، وذلك دون الإخلال بالقوالب الفنية والخصائص الأسلوبية التي يظهر بها . وهذا الأسلوب من المباشَرة جاء ليقف فن الخاطرة جنبًا إلى جنب مع فني الشعر والقصة وليقول ها هو أنذا قد خرجت من تحت عباءة الرومانسية المتميعة لأقول صرخة الحق .إن السياق الموقفي هو الذي يحكم المبدع باستخدام مثل هذه القوالب إذ لا يُظن منطقيًا أن يأتي مثقف يمثل بين يدي الجلادين ليستخدم العبارات المجازية ، ولعل ما حدث للراحل صدام حسين رحمه الله على ما كان منه من زلل يوضح لنا هذه الجزئية ، لا وقت إلا لكلمة الصدق التي تصل المتلقي فيتفاعل معها ويتخذها دليلاً في تاريخ كفاحه المرير.


المشرقي الإسلامي 10-11-2009 07:08 PM

ولأننى

خرجتُ مِن تلك الغرفة التى

لازالت ساعاتها تـُخبرنى...

الفين وستـّة... قبل الميلاد

يتسم النص بالقدرة على الوصول إلى الفكرة بأسرع الأساليب إذ أن الخاطرة قد كُتِبَت في عام 2006 لكن مبدعنا العزيز يخبر بأنها قبل الميلاد ليكسر (دبلوماسية) الرمز وليقول صراحة إننا نعيش وضعًا إنسانيًا لا يختلف عن الذي عاشه الناس قبل الميلاد ميلاد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام وكذلك الأمر لا يخلو من تورية إذ المعنى الظاهر هو قبل الميلاد ولكن المعنى الباطن قبل ميلاد الإنسانية الحقيقية بما يربو عن الألفي عام وستة .وهذه المشاغبة متعمدة إذ أن المبدع حينما يتحدث على لسان الماثل بين الجلاد يوضح للقارئ رسالة مفادها أن قُل كل شيء بصراحة ، ففي مثل هذا الموقف ليس ثمة ما يُخشى عليه أو يورّى من أجله ، قل لفظة الموت النبيل ،لتموت موتًا (أو عيشًا) نبيلاً .




يا سيدى


يا صاحب المطرقة الكبيرة



مطرقتك وهميّة



وحدودك التى تـُقيم...



حدوداًغير شرعيّة




وفي مثل هذا الموقف يكون من الضروري إيجاز الفكرة حتى كأن من يتحدث المبدع على لسانه يرى الخطوات تدنو منه أكثر فيضطر للإسراع في إيقاع حديثه ويركزه ويكثف من جرعته ليوصل الرسالة الأخيرة قبل الموت ، وجاءت كلمة حدودك التي تقيم حدودًا عبقرية إذ هي تورية للمرة الثانية ، فالمعنى البعيد المتعمد هي أركان دولتك (الحدود الجغرافية) وهنا حينما تشبه الدولة بمتسع أركانها بإنسان يقيم الحدود غير الشرعية فإن الخسارة تكون أفدح لأن الذي يقيم الحدود والإعدامات ليس فردًا بل هي مجموعات دنيئة ستُفني آلاف الأرواح ، كذلك جاءت لفظة حدود غير شرعية بنفس التورية ، فهي دولة غير شرعية لأنها منقوصة العدل وكذلك الحدود غير شرعية لأنها قائمة على الاستهداف والتحريف .


ومن نافلة القول أن مبدعنا العزيز تعمد وضع كلمة غير شرعية ليثبت ضمنًا وجود أحكام شرعية تلك التي جاء الله بها ولكن تبًا لمن لم يعمل بها أو حرّفها وأخذ منها ما يوافق هواه وترك ما دونها.


يا سيدى



يا صاحب السندان الكبير




جاء الاستخدام الساخر للفظ السندان الكبير بدلاً من السلطان ليعطي إشارة إلى أن السندان هو أداة الحكم وهذا أكبر دليل على الاستبداد .


أستحلفكَ بربِالشِعرَ



أن تـَذكُرنى



حين تخرج من غرفتك المُظلمة



حين تـُلملمُ أنت بيديكَ



- بعد مماتى -



زهورنا الملقاة على الأرضِ




وتأتي النهاية الصارخة العبقرية في هذه الكلمة الأخيرة التي يعبر فيها المبدع عن أن الموت الحقيقي وما بعده مما ينتظر هذا السلطان هو الذي سيكون الفاضح الأشد له . إن المبدع الشجاع دائمًا يسعى إلى الموت ويعرف أن كتب التاريخ والإنسانية ستذكره أما الجبناء المنحلون فإنهم سوف يخرجون إلى مزابل التاريخ غير مأسوف عليهم .


من ناحية أخرى فإن مبدعنا العزيز استخدم لفظة غرفتك المظلمة ليعبر

بها عن الموت – الحقيقي- إذ يختصم البشر يوم القيامة عند الله ويقتص للمظلوم من الظالم . هذا الذي سيخرج من غرفته المظلمة سيبدو ذليلاً وهو يلملم زهور من قتلهم ، إذ أنه رغمًا عنه لن يكون إلا سائرًا في هذا الركب وسوف يكون القصاص له من جنس العمل ليعود هو يلملم زهور من داس زهورهم ، ولتأتي المذلة لا ترحم الطغاة .
النص ميزه رغم ذلك كله الإنسانية العمومية والتجرد من الدين ، العرقية ، الجنس ، إذ رغم أن المبدع استخدم لفظة القديسين والشعراء التقليديين إلا أن دلالتهما تنسحبان على غير ذلك لتشمل كل من تمالأ وتواطأ مع السلطان من شتى الصنوف البشرية ، كما أن لفظة القديسين لم يكن معنيًا بها النصارى بقدر ما هو تعريض بمن يقدسون السلطة . وكان التعبير الآخر تلملم زهورنا الملقاة على الأرض آتيًا ليعبر عن القصاص من حيث هو قصاص بين شتى البشر وليس لصنف على حساب صنف آخر ولا استثناء في ذلك بين صنف وآخر ، إنه الظلم أيما كان وممن كان وكيفما كان ، عاقبته خسر(المذلة) وكانت النهاية دائرية أي النهاية جاءت من نفس أو من جنس البداية ليشير المبدع بشكل غير مباشر إن الأرض كروية تدور ، ومع دورتها هذه ستنقلب الأوضاع ويتغير المتفرج ، وجامع الأزهار الملقاة على الأرض . إنه القصاص وإنها لسنن الله التي قد خلت في عباده ، ولكن أكثرهم لا يعقلون .
عمل موفق أخي العزيز دمت مبدعًا باركك الله وبوركت يمناك

المشرقي الإسلامي 11-11-2009 01:49 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :سخافات على قارعة التاسعة عشر
اسم الكاتب : عبد الله عبيد
(16)
كم هو
سَخيفٌ أن تكون حياتنا
مناطة بين قوسين
تلوننا وتشكلنا أيادٍ عبثية
تكتبنا
و
تمحونا
ثمَّ
تكتبنا
**********
كم هو سخيف أن نبوح
بأسرارنا لأنفسنا
ونأتمنها عليها
لتعود أنفسنا هذه
بإفشاء أسرارنا لنا.
**********
كم هو سخيفٌ أن نكرر
الماضي وألاّنحاول
أن نواكب عصرنا
مثلا كتكرارنا
جدول الضرب كل يوم
عند الذهاب إلى البقالة
**********
كم هو سخيفٌ أن نسير وفق
منهجية معينة فنجعل
حياتنا كمسألة في
التكامل المحدد
*********
كم هو سخيف أن نجادل
الجدال وفي النهاية
نكتشف أننا لم
نبدأ الجدال أصلا
*********
كم هو سخيف أن نعتاد
طريقة الهضم الكلاسيكية
في الطعام وأن
نجعلها الطريقة الحديثة
للتعامل مع الناس
بمعنى آخر:
أن نتمرد على القافية بحجة الحداثة
***
http://www.kanadeelfkr.com/vb/showthread.php?t=9194

المشرقي الإسلامي 11-11-2009 01:51 AM


كم هو
سَخيفٌ أن تكونحياتنا
مناطة بين قوسين
تلوننا وتشكلنا أيادٍعبثية
تكتبنا
و
تمحونا
ثمَّ
تكتبنا
تكتسب بعض الأعمال الأدبية قيمتها من خلال اتساع دلالاتها ووقوعها في منطقة المباشرة النسبية تلك المنطقة التي يكون الموضوع فيها واضحًا لكنه يحتمل انسحابًا على جوانب حياتية أخرى أكثر اتساعًا ليرتفع بالنص عن إطار الآنية والدلالة الضيقة. ويبدأ العنوان الذي يحمل حالة من التمرد على أنماط الحياة التقليدية المسمى سخافات على قارعة التاسع عشر كما فهمت- أنه إدانة لمجتمع ما زال في القرن الحادي والعشرين يعيش بأبجديات القرن التاسع عشر وجاءت لفظت قارعة الطريق لتعبر عن عدم وصوله بعد إلى نهايات هذا القرن والتي كانت تعبر عن بشائر الانتقال إلى مرحلة جديدة في الفكر الإنساني والحديث .وعل مبدعنا العزيز يحمل نبرة هذا التمرد من خلال جعله لفظة (سخيف) التعبير عن مدى تناقضات الوضع بين القرنين وعدم القدرة على معايشة العصر بأساليبه الحضارية والفكرية. بالمناسبة في اختبارات الذكاء للأطفال هناك ما يسمى باختبارات السخافات وهو اختبار يكشف قدرة الطفل على اكتشاف الفروق والصور غير المنطقية في الصورة كأن يؤتى بصورة مزارع يلبس في الحقل ملابس كرة القدم أثناء الحرث مثلاً ..ولعل هذا ما أجج أسلوبه في نعت هذه الأخطاء بالسخافات لتعطي حالة من الاشمئزاز من هذا الواقع المرير .
ولعلنا في إطار هذه الرؤية نستطيع الوصول إلى مراده من خلال هذا التعبير :
كم هو
سَخيفٌ أن تكونحياتنا
مناطة بين قوسين
تلوننا وتشكلنا أيادٍعبثية
تكتبنا
و
تمحونا
ثمَّ
تكتبنا
إذ أن الكثير من المعلومات الهامشية هي التي توضع بين الأقواس ، ويشير هذا التعبير إلى التمرد على كينونة الإنسان التي يتحكم فيها نظام ما يثبت وجوده أو يمحوه وفق أهدافه هو إذ يكون المرء غير كائن في ذاته وإنما لما يحققه من أهداف ، يعيش الإنسان هذه الخطة التي تتغير وفقًا للنظام السياسي أو الأيديولوجي . وكان من الأشياء المعبرة عن معنى اللاشيئية وانمحاء الذات أن المبدع العزيز كتب تكتبنا وحدها في سطر ثم تمحونا وحدها ثم تكتبنا مرة أخرى ليعبر عن الفاصل الزمني الذي يستغرقه الإنسان عند الانتقال من نظام إلى آخر ، إذ يغدو لعبة في أيدي من يضعونه بين الأقواس .

**********
كم هو سخيف أننبوح
بأسرارنا لأنفسنا
ونأتمنها عليها
لتعود أنفسنا هذه
بإفشاءأسرارنا لنا.
ويأتي ملمح آخر في غاية الذكاء يعبر عن إشكالية الذات لدى الإنسان العربي إذ أنه بطبعه إنساني انفعالي تحكمه العاطفة بشكل أو آخر لكنه سرعان ما يجد نفسه غير قادر على حفظ العهود التي قطعها على نفسه وهذا الانشطار في الذات الذي عبر المبدع العزيز عنه أكد على هذه الازدواجية التي يعيشها الإنسان العربي إذ أنه منقلب على ذاته غير قادر على تحقيق ضبط لأهدافه ومطالبه ، تلك التي يكن ّ في نفسها العمل على تحقيقها ثم فجأة يتلاشى كل شيء .إن تصوير وجود علاقة بين الإنسان وذاته على هذه الشاكلة يكسب النص عمقًا أكثر إذ يحول دون وجود وضوح لمعنى الكينونة ولكن بصيغة تتخذ بعدًا آخر في علاقة الفرد بنفسه وليس علاقاته بالتغيرات الخارجية المحيطة به.
**********
كم هو سخيفٌ أن نكرر
الماضي وان لا نحاول
أننواكب عصرنا
مثلا كتكرارنا
جدول الضرب كل يوم
عند الذهاب إلىالبقالة
كانت مباشرة زائدة نسبية جملة نكرر الماضي وأن لا نحاول غير أنها أتت لتعبر عن عدم الاستفادة من منجزات المعرفة ، وهذه الفكرة تجدها أنت أيها القارئ تتماس مع فكرة محدودية المعرفة ،إذ أن جدول الضرب يعد من أرقى وأعقد العمليات العقلية التي يقوم بها الذهن لاحتوائه على العديد من المقدمات المفضية إلى النتائج والمترتبة على بعضها البعض.
وهذا التصوير بالسخف (التخلف) بشكل غير مباشر الذي يجعل معرفتنا بجدول الضرب محدودة بالذهاب إلى البقالة فقط يدين رضا الإنسان العربي بأن يكون محدودًا بخط من المعرفة مرسوم له من آخرين.
إن عملية الضرب وقدراتها لابد أن تستغل في كل المواقف غير أننا لا نعرف استخدام الكمبيوتر إلا من خلال برنامج وحيد يُعمل به في جميع المؤسسات وإن عانى شيئًا من العطب استعصى على الجميع معرفته ليبقى حل اللغز في يد (كهنة المعبد) ذلك الرص في القوالب بأعينها يدينه المبدع بحيث يبقى المخ هذا المجمع المحتوي على أثمن المعلومات وأعظم وأعرف الخبرات منطويًا على بعض الجوانب التي تمثل قشورًا فحسب .
ونلاحظ أن هذه التعبيرات عميقة للغاية إذ لا تقف على الشيء وإنما يقصد بها الفكرة في عموم دلالتها .
**********

كم هو سخيف أن نجادل
الجدال وفيالنهاية
نكتشف أننا لم
نبدأ الجدال أصلا
الجدال ذلك التعبير عن قمة الرقي الذهني والفكري يغدو أمرًا سخيفًا متناقضًا إذ يغدو الإنسان العربي ظانًا نفسه قد وصل إلى مرحلة تؤهله للخوض في العديد من الجوانب المعرفية الأكثر عمقًا بينما هو يجهل أن الذي يفعله ليس جدالاً وإنما ضربٌ من الهرطقة والسفسطة .
إن مبدعنا العزيز يعطي للجدل معنى استثنائيًا تعبيرًا عن الهرطقة ممثلاً في كلمة نجادل في السطر الأول ،بينما يأتي الجدال في السطر الثاني تعبيرًا عن عملية فكرية راقية لا يتقنها إلا المتعلمون ثم تأتي كلمة الجدال في السطر الثالث تعبيرًا عن أسس وقواعد العملية الحِوارية .
هذا الاستخدام متعدد الدلالات للفظ جاء مساعدًا على تعميق حالة الضيق المتمثل في جوانب التخلف المعرفي المتعددة .
ومثل هذه الجوانب الحياتية كثيرًا ما نشاهدها في مواطنَين يتفلسفان فيما لا يفهمان فيه من أمر الدين ، السياسة، الاقتصاد .....إلخ إنه يقصد لفظة واحدة لم يشأ الإشارة إليها بشكل مباشر(حوار الطرشان)!
*********


المشرقي الإسلامي 11-11-2009 01:51 AM

كم هو سخيف أن نعتاد
طريقة الهضم الكلاسيكية
في الطعام وأن
نجعلها الطريقةالحديثة
للتعامل مع الناس
بمعنى آخر:
أن نتمرد على القافية بحجةالحداثة
ويأتي التعبير الأخير عن هذه التناقضات التي يعشيها الإنسان العربي مع القرن الحادي والعشرين المتمثلة في استخدام الجوانب الشكلية من الحياة الغربية دون الجوانب الجوهري ، ولقد كانت الإشارة إلى فكرة القافية مرورًا على واحدة من جوانب التأخر الثقافي إذ أن الحياة لن تُكسبنا حداثة بهذه القوافي ، وتلك القوافي والأوزان ليست هي المقصد وإنما ما هو أبعد من ذلك ، إذ نجد الجامعات ملئى بالعلاقات المنفلتة بغير داعٍ بين الفتيان والفتيات بحجة أن دواعي الانفتاح تلزم الكسر للأفكار المحافظة بينما أن التخلف الفكري والمعرفي لم يتغير. تغيرت أبناء المدارس بعد لبس الجُبب والعمم إلى الطرابيش ، ثم الجينز ، وفي النهاية ظلت التخلف سيدًا للموقف.ويتخذ تعبير هضم جانبًا عبقريًا إذ أنه عملية بيولوجية بحتة وعلاقتها بالمعنى الذي يومي إليه المبدع العزيز هو أن علاقاتنا الاجتماعية والمعرفية كالطعام بعد إذ يُهضم أين يذهب ؟ كذلك هذه التراكمات الفكرية والثقافية التي نُبتلى بها !
إن النص يتسم بهذه الشفافية الواسعة والتي تجعل الكاتب القدير مفلسفًا كل ما يحدث حوله من خلال أنماط صغيرة تتسع إلى العديد من الجوانب المعرفية والحياتية . إن لم يستخدم لغة مجازية وإنما لغة تعتمد على الذهنية وإعمال الفر فيما وراء الكلمات ، حيث المعنى يختبئ خلف الأسطر و يمد إليك يديه في حياء يقول لك في همس : هل وجدتني ؟
عمل رائع دمت أخانا المبدع وفقك الله

المشرقي الإسلامي 11-11-2009 03:35 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : وجهك
اسم الكاتبة : انتصار دوليب
(خارج منتدى الخيمة)
(17)




قررت أن لا أرسم اليوم أبداً..أعتقت فرشاتي من رحلة ضلالها اليومي من بين أناملي...

وأمسكت ألواني عن هدر دمائها على اللوحات الشاحبة المتعطشة لمذاقها..اليوم..سأكتب فقط بمدادي..

أسدلت ستائري المظلمة..ووهبت شمعة بعض اشتعالي فراحت تنتحب بجواري و تبكيني قبل أن أبكي تلاشيها
أمدد ورقة يتيمة على سطح مكتبي الأسود..فترقد مستسلمة لمصيرها المجهول..
بدأت الملم زبدي الذي تبعثر على بحارك..تلك الأقمار التي علقت بوجنتيّ من سمائك..ونجوم أرسلتها إليّ ذات يوم لتزين شعري كل أشيائك..نثرت نقاءها أمامي.. ثم دحرجتها حروفاً فوق أوراقي وعندما عدت لأقرأ ما كتبت وجدت أني رسمت وجهك بمدادي.

المشرقي الإسلامي 11-11-2009 04:43 AM

في خضم هذه الحياة ومناوشاتها العنيفة قد يجد الفرد نفسه فجأة قد استسلم لتيار دموع لا يدري من أين أتى ، وقد يرى الدموع فيما يكتب وما أجمل ما كتبه الشاعر المبدع فاروق جويدة إذ قال :
رغم أن الأرض ماتت
رغم أن الحلم مات
ربما ألقاك يومًا
في دموع الكلمات
من هنا يأتي جمال اللحظة الإبداعية من فرادة الحالة ،تلك اللحظة التي هي لحظة صدق مع الذات وشجن لا يعلم المرء من أي الجهات جاءت ، وتلك اللحظة تلهم المبدع حتى يكتب فتشعر بمتعة النفاذ إلى عالمه بل يكتب حتى كأنك تشاهد شريط أحداث هذه الخاطرة ماثلاً بين يديك . إنه جمال الخاطرة الذي يجعل الجوانب التصويرية معبرة عن لحظة معينة ربما تمنيت أن تعيشها أو أتتك لكنك لم تحسن استغلالها ، ولكن مبدعتنا العزيزة أحسنت هذا الاستغلال المشروع لهذه اللحظة ونفذت عليها سلطتها المشروعة في استجلابها إلى حيز الوجود خاطرة لا يُسمح فيها للكتمان أن يبديَ رأيه .
***
قررت أن لا أرسم اليوم أبداً..أعتقت فرشاتي من رحلة ضلالها اليومي من بين أناملي...
وأمسكت ألواني عن هدر دمائها على اللوحات الشاحبة المتعطشة لمذاقها..اليوم..سأكتب فقط بمدادي..

مبدعتنا العزيزة تلعب على وتر الصورة الذهنية إذ تغدو الفرشاة أداة الرسم والتلوين سببًا في ضيق وحزن المبدعة ، هل هي ترسم غير ما يُملى عليها ؟ هل هي فرشاة مبرمجة على صور معينة ، عل النص يكشف عن شيء من ذل .. تبدأ النهاية من خلال البداية الممثلة في الفعل (قرر) والأفعال المضعفة تعبر عن مبالغة في القيام بالفعل ،وكلمة أبدًا جاءت لتوكيد هذا الحزن ، وهذا الحزن جماله يكمن في أنه حين يتلبس المبدعة يجعلها ترى الدنيا بمنظور غير الذي يرى الجميع الحياة بها ، فها هي تي ترى الفرشاة وما ترسمه \تكتبه هو رحلة ضلال.
وأمسكت ألواني عن هدر دمائها على اللوحات الشاحبة المتعطشة لمذاقها..اليوم..سأكتب فقط بمدادي..
وتبدو عملية السرد في صالح النص إذ تستمر المبدعة في الإتيان بالمزيد من الأفعال المعبرة عن هذا التوتر المكبوت ، إذ تغدو الألوان لديها إنسانًا يهدر دماءه ، وتغدو اللوحات وحوشًا تستقبل هذه الألوان . ميّز هذا الجزء تكامل أدوات التعبير ومراعاة النظير إذ الألوان بشر ، اللوحات وحوش متعطشة ، وهذا يجعل النص يتسم بالتماسك .

لكن المفاجأة الكبرى تكمن في العبارة الأخيرة اليوم ..سأكتب فقط بمدادي .
إذ تغدو مشكلة هذه الكاتبة طيلة هذه المدة من المعاناة وسبب شعورها بالرغبة في الامتناع عن الرسم هو شعورها أنها كانت مفقودة الكينونة إذ أن مدادها الذي ترسم به أو تكتب به ليس لها . كذلك الحالة تغدو مشاعرها التي تشعر بها مشاعر وهمية إذ تتوحد في الآخر فتشعر بمشاعره هو مزيحة مشاعرها الحقيقة ،تلك التي ستبدأ هنا فقط في اللجوء إليها والبوح بها.

أسدلت ستائري المظلمة..ووهبت شمعة بعض اشتعالي فراحت تنتحب بجواري و تبكيني قبل أن أبكي تلاشيها

جميل أن تضع المبدعة الخلفية لدى المتلقي إذ أنها تستقي من كل ما حولها عناصر تكوين الخاطرة ، تلك الستائر المظلمة جاءت إشارة رمزية إلى النفس إذ تكون النفس كالبيت مسدول الستائر المظلمة ، وإن كنت أرى أن الستائر لم تكن منيرة من قبل حتى تكون في هذه النص مظلمة لهذا أتت كلمة مظلمة زائدة .
وإلى ذلك تتراكم وتطّرد إيقاعات الحالة فبعد التنحي عن الكتابة ، وفي لحظات الصفاء الاستثنائية التي يشعر فيها الإنسان بالشجن يجد كل شيء من علامات الصفاء والطُهر مرتسمًا فيه لذا تأتي عبارة وهبت شمعة بعض اشتعالي لتعبر عن هذه الإنسانية المتدفقة في إطار ترى المبدعة فيه نفسها واهبة كل ما تملك لمن حولها لاتبخل عليهم بشيء لكن لنلاحظ كلمة اشتعالي وليس ضوئي مما يعني أن المبدعة قد أرهقتها الحياة وقد وصلها الاشتعال (الإرهاق) لكن لم يصلها النور وفي هذه العبارة مواساة للنفس وتشبيه النفس بالاشتعال الذي يوقد الشمعة هو من ضروب التشبيه المقلوب الذي يقوّي المعنى كأن تقول كأن الأسد زيد ، إذ يتبادل المشبه والمشبه به الأماكن والدلالات .العبارة كانت عبقرية للغاية إذ أن الشمعة تنتحب وتبكي المبدعة قبل أن تبكي المبدعة تلاشيها .
إن المبدع هو الذي يحسن قراءة الأشياء ويربطها بواقعه النفسي ، وفي هذه العبارة كانت فكرة إنسانية رائعة مردها إلى الضعف المتبادل والعجز المتكامل إذ أن المبدعة أولاً أو من تتحدث على لسانه وصلها الاشتعال ولم يصلها ضوء الشمعة ثم هي ثانيًا من بؤسها أبكت الشمعة فانطفأت ثم ثالثًا بكت هي انطفاء الشمعة في حب متبادل يجعل الدموع هي تلك وجهي العملة .
أمدد ورقة يتيمة على سطح مكتبي الأسود..فترقد مستسلمة لمصيرها المجهول..
إنها قمة الإنسانية وقمة السمو بالمشاعر إذ تغدو كل التفاصيل عليها هذه المسحة الإنسانية الأسيّة فتشبيه الورقة باليتيمة والمكتب بالأسود في رمزية إلى البؤس وتشبيه الورقة بالمستسلمة لمصيرها المجهول كل ذلك عبر عن عذابات إنسانية ملتهبة تسقِط فيه المبدعة هذه الأحزان على الأشياء .
بدأت الملم زبدي الذي تبعثر على بحارك..تلك الأقمار التي علقت بوجنتيّ من سمائك..
ونجوم أرسلتها إليّ ذات يوم لتزين شعري

كانت اللغة المجازية فاعلة للغاية وهذه التشبيهات كلها أتت بشكل عفوي يشعر معه القارئ بانتفاء شبهة التكلف إذ تفاجئنا المبدعة بانتقال الخطاب إلى الآخر بعد أن كانت تتحدث عن همومها والتي يتبين فيها أن الآخر هو سبب هذا الحزن والبؤس الذي تعيشه إذ تشبه أحلامها بالزبد ومحبوبها بالبحر ، وتستقي من الطبيعة تعبيراتها فتكون الأقمار والنجوم هي زينة لِشعرها .أما إذا كان المقصود الشَعر ففي رأيي أن المعنى يكون قد افتقد الرابط بين المشبه والمشبه به .
أشيائك..نثرت نقاءها أمامي..ثم دحرجتها حروفاً فوق أوراقي وعندما عدت لأقرأ ما كتبت وجدت أني رسمت وجهك بمدادي.
النهاية كانت عبقرية للغاية إذ تعبر عن هذا الاحتلال الذي أقامه الآخر في مملكتها ، ذلك الذي جعلها تكتب بمداد غير مدادها ، وحتى بعد كل هذه المحاولات المضنية من أجل إقصائه اكتشفت أنها مرة أخرى قد رسمت وجهه (من حيث لا تشعر).
النص يتسم بقدرة فائقة على توصيف المشاعر والوصول والانتقال من مرحلة إلى أخرى دون إشعار المتلقي بأن ثمة فجوة تمت .
إن المبدعة بطبعها الرومانسي تجد في الكتابة تخليصًا لأحزانها وتفريغًا لمبكوتاتها لكن حينما تأتي الكتابة لتكون هي القائمة بالاحتلال والبوابة
نحو سِجن الآخر فإن المأساة تكون أشد وأعمق .
جمال النص يكمن كذلك في إخفاء العلة والتي أومأت إليها من بعيد بعبارتها سأكتب فقط بمدادي .
والمبدع أي مبدع حينما يصف تفاصيل المكتب والحجرة التي يكتب فيها فإن عناصر التداعي اللوني والنفسي تكون حاضرة وهذا من أجل التأثير عليه ، وكانت هذه التفاصيل مشعِرة بالتوحد في الآخر والامتزاج به ، كما أثبتت فشل كل هذه الأدوات في إزاحة وجه هذا المحبوب والذي استحق العنوان (وجهك) إذ تحوم حوله الفكرة ، ورغم ان الكاتبة العزيزة لم تذكر في العمل ملامح له كالعين أو أي شيء آخر إلا أن ذلك يعد مزية إضافية لأن العمل اسمه وجهك وليس(ملامحك) أو تقاطيعك وهي ربما ترسل بذلك رسالة مفادها أن وجهك ما زال -رغم هذه التأثيرات- غير واضح الملامح ، مما يجعل حالة الحزن الدائري مسيطرة عليها ، وهكذا هي الرومانسية .. قافلة من الدموع .

أختنا العزيزة لك من التحية بمثل ما لهذه الملامح من أسر ، ولك من مدادي تحية بمثل ما لهذه النفس الصفيّة من دموع ذهبية .
عمل رائع أشكرك عليه أختنا العزيزة ، دمت مبدعة وفقك الله .






المشرقي الإسلامي 11-11-2009 05:33 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :قاطع طريق
اسم الكاتب :السيد عبد الجابر
(خارج منتدى الخيمة)
(18)
رأيت الطرقَ عامرةً بقٌطاعِها فأردت أن أكون واحداً منهم وأجلس علي حافة المعمورة أتصيد الغادين والراحين أستوقفهم بأشارة من سيفي المسلول وأستخرج ما في جعبتهم من الاحقاد والأضغان ثم أطعنهم في القلب بخنجر الحب ومن يأبي ينفي الي اللا مكان فلا مكان لديه ولا تأوي البشر اليه
ثم أمضي الي غنائم اليوم فأحرقها بجمرات الشوق أو أذبحها بمقصلة القلب
ثم أمضي اليك أستل قلبك فأغسله بدمع عيني وأزرع حبي فيه ثم أتوسده لترتاح لواعج قلبي ويهدأ وجيج شوقي ثم أمثل بين عينيك لعلها تري من بات يخفي الشوق فأَضحي الشوق يفضحهُ

المشرقي الإسلامي 11-11-2009 05:56 PM

على الرغم من بساطة الفكرة ، واعتياديتها إلا أن طريقة التناول الابتكارية ، اعتمادًا على عنصر الطرافة أو الطرفة هي التي تجعل منه عملاً مميزًا يتجاوز الحدود السطحية للتلاعب بالألفاظ والاستخدام المعتمد على التورية ليصبح عملاً له ما يميزه من خلال النظرة التي تجد فيها الشيء دل على نقيضه .
وفي هذا النص كان عنصر الدهشة هو أول ما يصيب القارئ من خلال البداية التي تعتمد على أسلوب تقريري يجعل القارئ متصورًا غير الذي سيأتي بعده :
رأيت الطرقَ عامرةً بقٌطاعِها فأردت أن أكون واحداً منهم وأجلس علي حافة المعمورة أتصيد الغادين والراحين أستوقفهم بأشارة من سيفي المسلول
ولعل واحدًا يسأل ما الذي يجعل المبدع يذهب إلى مثل هذا الاتجاه ؟ قبل أن تكمل عزيزي القارئ ما كُتِب َ فربما دار بخلدك أن إحباطات ومشاكل الحياة التقليدية قد قادت الإنسان إلى مثل ذلك وأن العمل أضحى يناقش قضية اجتماعية في شكل مقال ، لكن مع هذا الاستدراج تكمن المفاجأة في هذا الذي أتى من بعدها :
وأستخرج ما في جعبتهم من الأحقاد والأضغان ثم أطعنهم في القلب بخنجر الحب ومن يأبي ينفي الي اللا مكان فلا مكان لديه ولا تأوي البشر اليه .
إن الأشياء تغدو لها معاني َ عكسية ، وهذا يعكس تفرّد النظرة التي يتمتع بها المبدع كما أنها تدل على هذه الرائقية في المزاج والصفاء في الذهن التي تجعله يغير هذه الفلسفيات وفق ما بداخله . فيغدو القاطع للطريق هو محاربًا يطعن الأحقاد وينفي الحب إلى اللامكان ويحجبه عن الإنسان . إن تشبيه هذه المشاعر السيئة بالنفائس والممتلكات يجعلنا ننظر بسخرية إلينا نحن معشر البشر وقد استشرت قيم كتلك حتى أتى الفارس بهذا المعنى الإنساني الجميل ليمسك بسيف الحب يقطع به أوصال الكراهية والحقد والبغضاء .إن هذا التعبير يعكس المعنى الوظفي للحب بالنسبة للمبدع إذ لا يغدو ذلك الكائن الضعيف الرقيق بل ذلك الفرد(القوي ) الذي يفرض سلطته على من لا يعجبه ، وعلى ما في هذا التصور من فانتازيا إلا أنه يعد تعبيرًا عن براءة إنسانية منقطعة تجمع بين طفولة الحلم ونضج الفكر .
ثم أمضي الي غنائم اليوم فأحرقها بجمرات الشوق أو أذبحها بمقصلة القلب
النص اتسم بهذا القدر الكبير من تكامل البيئة التشبيهية والتي جعلت الشاعر يراها وكأنها بيئة حقيقية وهو بذلك يرسم لنا عالمًا لا يمكن لنا إلا التسليم به ، فالأفعال (العدائية) للقاطع تصل بعد ذلك إلى درجة إحراق الغنائم بجمرات الشوق غير أن ثمة ما يعاب عليه في الذبح بمقصلة القلب وهو تعبير اضطره إليه الحرص على تحقيق هذا التكامل في البيئة التشبيهية أو مراعاة النظير ، وعلى ما في النص من بعض التكلف إلا أنه مقبول يشفع له فيه القدرة على تحقيق ما يسميه البلاغيون التقليديون بحسن التعليل .ذلك المتمثل في جعل الحب غاية عظمى والكراهية قيمة دنيا لابد من محاربتها بشتى الوسائل.
ثم أمضي اليك أستل قلبك فأغسله بدمع عيني وأزرع حبي فيه ثم أتوسده لترتاح لواعج قلبي ويهدأ وجيج شوقي ثم أمثل بين عينيك لعلها تري من بات يخفي الشوق فأَضحي الشوق يفضحهُ

مفاجأة ثانية يقودنا إليها أخونا العزيز عندما يغدو بعد ذلك القرصان مخاطبًا محبوبته تلك التي استل قلبها ليغسله بدمع العين ويزرع حبه فيه ، إذ أن ذلك كله كان تعبيرًا عن القوة والاستطاعة غير أن قلب المحبوبة لا يُستل ّ كذلك لأن المفترض أن تكون على علاقة تبادلية للحب الذي يجمعها به . ورغم ذلك إلا أن التعبيرات كانت سلسة سهلة متناسبة مع طبيعة الحالة التي لا تستدعي توجهًا فلسفيًا ولا إقحامًا تاريخيًا ولتبقى للنص عذريته في غياب المحبوبة التي تنتظر هذا القاطع للطريق ليغدو فارس أحلامها بحد سيف الحب والأداة ثم تفيد الترتيب مع التراخي أي وجود مدة زمنية بين حدوث كل هذه الأشياء ، وفي نظري أن هذا يأتي في صالح النص لأن عنصر الزمان بالنسبة له قائم عل الوهم والخيال فلابد لذلك ولأنه يتحدث عن شيء أقرب إلى أحلام الفانتازيا أن يكون هو المتسيد في هذا الحلم وأن تسير الأمور كلها وفق ما يتمنى ، ويبقى الحب هو هذا الطلسم الذي إذا فشل الأطباء والحكماء في معرفة كنهه ، فهل يعرفها قطاع الطرق ؟
أخي العزيز :ليتك تسيّر دورية من القراصنة -وفقًا لهذا النهج- أو تفرض في كتائب الجيش دورية تقوم بهذه المهمة ، فقط من أجل خدمة المجتمع ، ذلك المجتمع الذي يستحق وبكل جدارة ألف (قاطع للطريق) لكي يستخرج ما في الجعب من الأحقاد
والضغائن وكان الله في عونه وقتها !!
عمل جيد أهنئك عليه وأرجو لك المزيد من التوفيق دمت مبدعًا أخي العزيز


المشرقي الإسلامي 11-11-2009 06:46 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :قبر تائه
اسم الكاتبة:آمال مكناسي
(خارج منتدى الخيمة)
(19)

بين ثنايا الزمن المتعب أبحث عن معطف يقيني برد الأيام ...
أبحث عني فوق الأرض لا أجد ظلي...
أبحث بين الجثث لا أجد جثماني ..
فأرى نزيف روح يشير لي من بعيد أن ابتهالات الموت تستقطبني ...
و دماء العمر الغابر تقبل شفاه أرض لم تعد تعنيها القبل بقدر اشتهائها اللون الأحمر ...
وطن يبيح الموت و يأبى الرحيل ..
فأين وطني ...أرضي .. بيتي ...غرفتي ...زاويتي ...منفاي؟!!
ان لم يكن لي جسد و روح متحابان.
أب و عم متحدان !!!.....عقل و قلب منصفان!! .
ويحي على قبر نزفت رجلاه من شدة التعب!! .

***
http://www.kanadeelfkr.com/vb/showthread.php?t=6106

المشرقي الإسلامي 11-11-2009 07:26 PM

كعادته الألم يُعتّق فيصير شجنًا لا يؤلم بقدر ما هو يفلسف كما قالت ميسون صقر . إن المبدع الحقيقي هو الذي يجعل من سلاحه أداة لحماية المثل العليا والقِيَم التي يؤمن بها ، وهو بإيمانه
بهذه القيم الراسخة العظيمة ، فإنه في الجهة المقابلة يتزود بما يمكن له التزود به من عدة حقيقية تسمى الفن والإبداع ، إذ تصطف جميع مكونات هذا السلاح العاصف على الرغم من تقييده المستمر في مواجهة هذه الموجة من الظلم والطغيان التي لا يستطيع ردها إلا بالقلم .ومن هنا تكمن عظمة هذا السلاح .
وفي فن الخاطرة يصبح الوطن مادة خصبة لكل الأبناء البررة به المخلصين له الذين لا يعنيهم أن يسمعوا أبواق الغناء \ الغباء (الوطني) بقدر ما يعنيهم أن تُسمع صرخته وعجبي للوطن ! تُسمع أغانيه ولا تسمع صرخاته فهل كان ذا حنجرتين ؟!!
من هنا نبدأ في الحديث عن هذه الخاطرة العبقرية لأستاذتنا العزيزة آمال المكناسي ..

بين ثنايا الزمن المتعب أبحث عن معطف يقيني برد الأيام ...
أبحث عني فوق الأرض لا أجد ظلي...
أبحث بين الجثث لا أجد جثماني
..

للبداية دورها الواضح في إشعار المتلقي بهذا القدر من الألم إذ تدخل المبدعة مباشرة في الموضوع دون تمهيد ، وتتوالى الصور المؤسفة الحزينة المعبرة عن واقع هذا الوطن ، فالزمن هو ذلك الإنسان المتعب .وكلنا نعلم أن الغالب على الأشخاص استخدام الزمن في محل الإدانة كأنه هو الفاعل لكن مجيئه على هذه الشاكلة جاء ليعبر عن هذا الوطن الذي كسر حدود الظلم بكل أشكاله حتى أنهك الأيام أنفسها!!
وكانت العبارة تحتوي على تجسيدات مثل (الوطن المتعب) ومعطف يقني برد الأيام، وهذا يساعد على تقوية الفكرة وتعميق دلالتها ، وكان المعطف الواقي برد الأيام تعبيرًا عاديًا رغم ابتكاريته الظاهرة لأنه مكرر كثيرًا في الكتابات الأدبية المختلفة .
وكان هذا التعبيران على درجة عالية من العبقرية :
أبحث عني فوق الأرض لا أجد ظلي...
أبحث بين الجثث لا أجد جثماني

إذ أن هذين التعبيرين عن مدى الاستلاب الذي يتفنن الوطن في إصابة أبنائه به قد جعله منتهكًا حتى الظل لا يجده ، وحتى الجثث لا تجد المبدعة أو من تتحدث المبدعة على لسانها بينهم ، فكأن المكان الاعتيادي للإنسان هو ذلك التواجد بين الجثث وفي ذلك وجه من وجوه الجمال إذ تعطي التعبيرات دلالة على القواعد الحاكمة لحياة وأفكار الأفراد في هذا الوطن.
وتعبير أبحث عني عبر عن الشرخ الذي أحدثه الوطن (القائمون على أمور الوطن)بين الإنسان وذاته ، وفيه تتضاءل القيم حتى تصبح الذات كأنها شيء مادي يُبحث عنه.
فأرى نزيف روح يشير لي من بعيد أن ابتهالات الموت تستقطبني ...
و دماء العمر الغابر تقبل شفاه أرض لم تعد تعنيها القبل بقدر اشتهائها اللون الأحمر ...

إتيان كلمة روح نكرة يدل على أن أي روح وربما كل روح مهيأة لمثل هذه المعاناة وتعبير نزف روح يعبر عن هذا الاحتراق الذي يصيب الإنسان والألم النفسي عندما تغدو روحه كالجسد النازف ، وتأتي لفظة ابتهالات الموت تستقطبني لتعبر عن هذا التلاشي في قيمة الإنسان ، وكان تجسيد الموت بأغنية أو نشيد والإنسان بشيء من أمواج الأثير فيه تكامل في البيئة التشبيهية وهذا ضروري حتى يعي المتلقي أن المبدع في مثل هذه اللحظات تنزل منه هذه المشاعر نزول الحقيقة المسلّمة في قانون الطبيعة وهذا يدل على قدرة المبدع على تلقي هذا الحشد من الأفكار والالتحام بها حتى تصير له حقيقة لا تقبل النقاش. وفي مثل هذه الأوضاع تغدو الدماء إنسانًا والأرض كذلك وتصبح الدماء كالإنسان النازف بل يقبل شفاهًا ، هذه الشفاه هي الوطن لكن الأجمل في هذا التناقض الأليم إذ أن العمر المنقضي يقبل الوطن بينما الوطن هو تلك الشفاه التي لم يجد فيها الحب ولا يعنيها إلا أن يكون اللون الأحمر غذاءها . الجملة عبرت عن الغدر غدر الوطن بشكل عبقري وبأسلوب تشكيلي يغدو فيه الوطن شفة كبرى على شكل خريطة وتلوك إنسانًا نحيفًا هازلاً . وفكرة توأمة الفنون أو أخوة الفنون إذا صدق التعبير تجعل من هذه التعبرات مادة عظيمة لفنون أخرى كالرسم وغيره ..
وبعد هذه الأوصاف الصاعقة لا تجد المبدعة إلا أن تقول الكلمة صراحة لتعبر بها عن ضمير الألوف المؤلفة من المنكوبين بهذا الحب :
وطن يبيح الموت و يأبى الرحيل ..
إذ أن هذا الوطن هو ذلك المخلوق الذي يقوم بتنفيذ ما يبيحه ويعطي فيه دروسًا عملية ، هو ذلك الإنسان الذي أجرم ولما يرحل . وهذا التعبير المباشر يأتي بعد سلسلة من الصور تقصد منها مبدعتنا العزيزة أن تقول بملء فمها : ليس ثمة ما يمكن إخفاءه ليكون الوطن هو ذلك الملهم للأحزان لتتشكل في لغة الخطاب بالصورة مرة وبالكلمة المباشرة مرة أخرى ( وما أكثر مواهبه!)
فأين وطني ...أرضي .. بيتي ...غرفتي ...زاويتي ...منفاي؟!!
ان لم يكن لي جسد و روح متحابان

ولعل هذا الصوت العنيف يزداد إيقاعه من خلال النقاط (...) التي تعبر عن سرعة في الإيقاع ، وتبدو المبدعة أو من تتحدث على لسانها مُلجمة من ذلك متلجلجة إذ أن كل شيء منها يضيع الوطن ، الأرض ، البيت ،الغرفة ، الزاوية ،المنفى .. إن عبقرية المبدعة هي أنها صورت تناقص قيمة الوطن في كل تفصيلة ومدى تضاؤله حتى يصبح زاوية . ولعل القارئ يدرك سبب ذلك كله ، بالدرجة التي لا تحتاج المبدعة معها إلى الشرح . وتلعب بعد ذلك من خلال السؤال الاستنكاري على وتر المنطق إذ يكون الجسد والروح غير متحابين ولعلنا نلمح -بشكل غير مباشر- تهكمًا مختبئًا بين الأسطر يقول بلسان الحال : لست أعرف من هو الجسد ومن هو الروح !
أب و عم متحدان !!!.....عقل و قلب منصفان!! .
ويحي على قبر نزفت رجلاه من شدة التعب!! .

وتأتي لفظة أب وعم زائدة ، قد جرتها إليها القافية جرًا وهذا يؤخذ على هذا النص ولكن ما ذنب المبدعة العزيزة إذ قادها الوطن بجرائره اللامحدود إلى خطأ كهذا !
وتأتي النهاية صارخة بعمق الألم إذ يصير الوطن قبرًا ، وهذه التسمية قبرًا تعكس ما يمكن أن يسمى بقانون المآلات . يصبح الوطن في نظر الكاتبة كأنه قبر حقيقي ،بل وإمعانًا في البرهنة على هذا الوصف يصير نازف القدمين من شدة التعب. هذا التعبير
الذي يتخذ صورة تشكيلية مرة أخرى أشد بؤسًا إذ أن القبر لم يكتف بما يحمل ،بل صار نازف القدمين ، ينتظر وقت السقوط .
إن هذه المفردات المستخدمة في النص وأنسنة غير البشري والتحدث على لسان غير الإنسان كأنه إنسان (تبادل المواقع) هي عملية واعية تأتي لتخدم الحالة الشعورية وتوضح إلى أية مدى تنعكس القيم والتعبيرات على إبداعات الأفراد .
كانت النهاية قوية بدرجة تفوق درجة البداية وقد كان السرد متزنًا والانتقالات من مشاهد لأخرى سلسة دونما فجوات أو تناقضات تصويرية. عمل رائع متقن أحييك عليه أختنا العزيزة وأرجو لك التوفيق سملت أناملك دمت مبدعة .

المشرقي الإسلامي 11-11-2009 10:58 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : (احتياج)
التسمية من وضعي أنا لعدم وجود عنوان
اسم الكاتب : ماجد ........
(خارج منتدى الخيمة)
(20)

هل أحتاج معكِ إلى أن أطلب منكِ ماتتطلع إليه مشاعري .. .. ؟

هل أحتاج إلى أن أدون مدى حاجتي لحنانكِ ..

حتى ترسلين مشاعركِ عبر ..موجه قصيره ..

لألتقطها في مكاني ..

فهل نحتاج معاً إلى جهاز إرسال ..

ليتم توجيه المشاعر ..على نفس الموجه .. .. ؟!

( .. .. ) !؟

إن المشاعر .. لاتدون في قائمة .. فهناك فارق بين قائمة الطعام .. وقائمة الإحساس ..

فالأولى تحتاج إلى أقرب مركز تمويني ..

والأخرى لاتحتاج إلا لضبط مؤشر .. قلبكِ على موجة عواطفي .. ..

المرسله إليكِ وحدكِ ..!

.. تعبت من الإنتظار .. رغم وجودكِ في حياتي طيلة الوقت .. .. ..

* ومضه :

لإن كلام القواميس مات ..

لإن كلام المكاتيب مات ..

لإن كلام الرويات مات ..

أريد أن أكتشف طريقه أحبك فيها بلا .. كلمات .. !!؟

[size=5]
http://www.sandroses.com/abbs/blog.php?u=5665

المشرقي الإسلامي 11-11-2009 11:00 PM

هل أحتاج معكِ إلى أن أطلب منكِ ماتتطلع إليه مشاعري .. .. ؟

هل أحتاج إلى أن أدونمدى حاجتي لحنانكِ ..

حتى ترسلين مشاعركِ عبر ..موجه قصيره ..

لألتقطها في مكاني ..

فهل نحتاج معاً إلى جهاز إرسال ..

ليتم توجيه المشاعر ..على نفس الموجه .. .. ؟!

( .. .. ) !
؟
البدء بالأسلوب الاستفهامي المعبر عن الاستنكار جاء ليعبر عن أسئلة توحي بالقدر الذ ي يشعر به المحب بهذا الجفاء من محبوبته إلا أن الحب يؤثر في هذا الانفعال ليغير طريقة التعبير وتتخذ من مرادفات الحياة العادية وسيلة للتعبير عما بالدخائل . لذلك تغدو هذه المشاعر إحدى منتجات ثورة الاتصالات ، ويغدو القلب هو ذلك الجهاز الخاص بالإرسال ، والحب هو هذه الموجة المنشودة .


إن المشاعر .. لاتدون في قائمة .. فهناك فارق بين قائمة الطعام .. وقائمةالإحساس ..

فالأولى تحتاج إلى أقرب مركز تمويني ..

والأخرى لاتحتاجإلا لضبط مؤشر .. قلبكِ على موجة عواطفي .. ..

المرسله إليكِ وحدكِ
..!
ويستمر عزف المبدع على نفس الوتر إذ تبدو المحبوبة وكأنها غير مقتنعة أو أفعالها تدل على عدم الاقتناع بما يقوله ليفرق لها بين الشيئين وهو شيء منطقي لا يحتاج إلى توضيح لكن مشاعر الحب حينما تصاغ بأسلوب طريف فإن ذلك يعبر عن رحابة العلاقة الإنسانية بين الطرفين والتي تجعل المبدع يستخدم –ممزاحة وتساهلاً – لغة هذه الحياة الدارجة ، ليس فقط من باب إثبات توغلها في الحياة العامة وإنما لأن التدليل يقتضي إفراد المرأة ببعض ما تختص به من خبرات ومعارف ولعل الحكمة أتت تجعل الطريق إلى قلب المرأة بادئًا من مطبخها . وليس أدل على هذا الحب من استخدامه علامات التعجب ، والعلاقة بين الموجة والمؤشر والقلب والعواطف يبدو فيها هذا القدر الكبير من إتقان تكامل البيئة التشبيهية ومراعاة النظير .



..
تعبت من الإنتظار .. رغم وجودكِ في حياتي طيلة الوقت .. .. ..
ومع هذه البساطة نجد أن فكرة ألم الانتظار حاضرة بقوة من خلال إثبات هذا الوجود للمحبوبة،فهي
موجودة طيلة الوقت في حياته لكنها ليست بين يديه وهذا هو الذي يجعل للانتظار دلالة غير تقليدية إذ هو ليس انتظارًا لإثبات وجودها وإنما لإثبات اتحادها به وقربها بالشكل الذي يشبع لواعج الشوق في داخله ، ذلك الوجود الشكلي الذي يفتقد إلى جوهره.

*
ومضه :

لإن كلام القواميس مات ..

لإن كلام المكاتيب مات ..

لإن كلام الرويات مات ..

أريد أن أكتشف طريقه أحبك فيها بلا .. كلمات .. !!؟
كانت الخاتمة ذكية للغاية بها مسحات نزارية وفيها تأتي الكلمات مشتقة من بيئة الأوراق (القواميس- المكاتيب- الروايات) ليعبر بها المبدع عن هذه المشاعر التي ربما يجدها تجيدها على الأوراق ولكنها على أرض الواقع ليست كذلك .
رغم بساطة الموقف واعتيادته (حب ، ورسائل) إلا أن المبدع استطاع أن يجعل من هذه البيئة الحداثية أداة لإيصال فكرته غير أنه مع ذلك عاد ليتمرد عليها ليصبح للحب طريقة بلا كلمات ، إنها العيون والمشاعر التي لا تستطيع أن تخفيها . في النص تبدو بعض الومضات والتي تعبر عن جوانب لفظية معينة مثل (ومضة) فكأنه يخاطبها ويخفض صوته عند هذه الكلمة ليلفت انتباهها إلى أهمية ما سوف يحدثها عنه ، وكأن ثمة نفورًا يشعر به جعله يؤكد لها في النهاية على هذه الطريقة التي لا تحتاج إلى كلمات ، إنها العين وكفى بها دليلاً .
عمل جيد أحييك عليه أخي العزيز دمت مبدعًا وفقك الله .
تمت بحمد الله 100 خاطرة ، وكل عام أنتم بخير





آمال البرعى 12-11-2009 01:41 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة المشرقي الإسلامي (المشاركة 670082)
المبدع هو ابن هذه الحياة ، ومن ضمن وظائفه التي يقوم بها من خلال الأدب هي إسباغ أشكال وتعاريف أخرى للحياة مستقاة منها ، وهذه الوظيفة عندما تتحقق فعلاً فإنها تجعل للأدب جماله
ورونقه المتمثلين في هذا التجدد الدائم لمعنى الحياة ، وهذا التنوع الذي تأتي به تلكم المشاعر .
وفي نصنا تلك نجد مبدعتنا العزيزة تتخذ من الطريق ومصطلحاته التقليدية مادة لإثارة مشاعر
إنسانية أكثر رقيًا من خلال مزجها لها بفلسفتها الحياتية الخاصة وتفرُّد عناصر استيحاء وتشكيل
هذه اللغة .
بعيد ألمح قلبى يفترش قارعة الطريق
يُعيق حركة مرور أى مشاعر غبطة أو فرح
نجد هذا التكامل في بيئة التشبيه ، ومراعاة النظير إذ يغدو القلب مشبهًا بالمعوّق للحركة المرورية كأنه بائع يجلس على قارعة هذا الطريق ،الطريق هنا تعبير عن الأمل ،الكفاح في هذه الحياة ، وتأتي تفاصيل المرور لتكون هذه التفاصيل ذات الطابع المجازية كأنها حقيقة معايَشَة وتشيه المشاعر والغبطة بالسيارات أو المارة كان تعبيرًا جميلاً متكاملاً مع مكونات التشبيه ، ومساعِدًا على ظهور الصورة بشكل أعمق وأكثر إنسانية .

يتلفت .................. يترقب بلهفة
عودة أعز صديقاتى
من نفس الطريق الذى سارت فيه مغاِدرة
كان وضع النقاط ... معبرًا عن الفراغ الزمني بين التلفت وعودة الصديقات ، وهذا يعبر عما يسمى بالتشكيل الجمالي في النص وهو أن يكون للعلامات الخاصة والنقاط والفواصل دور حركي \مشهدي\صوتي للحدث.
ويتخذ الطريق قيمة أكبر إذ هو طريق لعودة الصديقات واللاتي غادرن القلب إما ببعد حقيقي أو بعد معنوي ، وهنا يتسم النص بجمال متمثل في تعدد معاني التعبير.
من نفس الطريق الذى سارت فيه مغادرة
ثلاثة أعوام ولازال ينتظر
متجاهلاً السهم
الذى يشيرــــــــــــــــــــــــ إالى أن طريق الموت
اتجاه واحد
وهذه التكامل في التعبير يجعل السهم والذي هو الإحساس الدخلي أو أصوات الإنسان وهواجسه الداخلية يحمل فكرة واحدة وهي أن طريق الموت واحد ، وهو القلب . إن القلب هو ذلك الطريق الذي يأتي منه الأصدقاء -الصديقات ويغاردون -يغادرن منه .
وحينما يغدو الطريق الواحد أو الوحيد هو طريق الموت بمعناه المعنوي بطبيعة الحال فإن الحزن وليس غير الحزن هو سيد الموقف لتعيش المبدعة في حزن منطقي له تراتباته المتعلقة ببعضها البعض ، ولا يزال هذا القلب رغم هذا السهم (الصوت الداخلي) منتظرًا متجاهلاً الأحزان لعله يظفر بما يريد .
إنها قمة الإنسانية والتفاني من أجل الغير ، وتظل دائمًا هذه القيمة وهذا التفاني أمرًا مجهول المصير (وهذه هي سمة القيم السامية العظيمة ).
هذا التعبير قلبي يفترش الطريق ومكونات النص تصلح مادة خصبة للفنون التشكيلية ومبدعيها إذ هو لوحة جاهزة تؤكد فكرة أخوّة الفنون والتي يكون الإحساس هو الأب الحاضن لها .
عمل رائع أستاذتنا العزيزة أشكرك كل الشكر عليه . أرجو لك المزيد من التوفيق ودمت مبدعة على الدوام .



أستاذى الفاضل المشرقى
وددت لو أملك أكثر من أحرفى الخجلى التى تأبى أن تسعفنى لتعبر عن عميق إمتنانى
لوجودى بين صفوةالأقلام المبدعة هنا
اشكر لك استاذى هذا الخيار وحسن الظن بنبضى الساكن هذا العمل
حقيقة لا أملك إلا الصمت أمام رقى التواصل
فعذراً سيدى
منى كل الود والتقدير لسمو شخصكم الكريم
وخالص تقديرى لكل المبدعين فى هذا الصرح الراقى

ريّا 13-11-2009 08:55 AM

رغم أن الأرض ماتت
رغم أن الحلم مات

ربما ألقاك يومًا
في دموع الكلمات



المشرقي الرائع

عن جد تتقن وتحسن الاختيار

شكرا لجهودك الجبارة

يعطيك العافية

تسجيل متابعة

كمال أبوسلمى 17-11-2009 04:06 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة المشرقي الإسلامي (المشاركة 662173)
من الضروري للغاية الإشارة إلى أن الخاطرة إذا كانت تنصرف غالبًا إلى التعبير عن المشاعر الرومانسية فإن ذلك لا يمنع من وقوف الخاطرة جنبًا إلى جنب مع سائر الفنون الأخرى للتعبير
عن قضايا ومشكلات المجتمع ، وهذه الخاطرة تمس جانبًا هامًا تناوله الشعراء والمبدعون في
كافة مجالات الإبداع وهو الغربة ، وفي هذا العمل العديد من الفنيات المميزة لهذا العمل تتمثل في استخدام اللغة الجزلة المتسمة مع شدة الحزن المتعلق بالفراق كما أن عنصر الاستخدام المجازي للألفاظ وحسن توظيفها وكذلك توظيف مفردات الحياة اليومية لعب دورًا كبيرًا في خروج العمل بهذه الدرجة من الجودة وإن كان يعيبه بعض الإقحام والتكلف في المجاز .
***
بدت على قسماته خيوط للأمل ,ولاحت أفياء الوطن على عريكة الذكرى توشح ألسنة الصمت ,وهي تهاتف الأمل أن كن بالجوار ,ودع الأفكار تركب صلصالها ,,
يحسب للأستاذ كمال كاتب هذه الأبيات هذا الكم من المشاعر المخزّنة والتي عبر عنها تعبيرًا مجازيًا جيدًا فلفظة تهاتف الأمل أي تتصل به ودع الأفكار تركب صلصالها كانا يمتازان بالتجسيد وهو إعطاء غير البشر صفات البشر كالمهاتفة مثلاً وكذلك تشبيه الأفكار بالإنسان الراكب وهذا التعبير الأخير دع الأفكار تركب صلصالها ميزه بشدة عنصر التلاحم ، فالأفكار هي التي تركّب وتكون الإنسان وفي ذلك إلماح إلى وظيفة الفكر كمميز للإنسان عن سائر الكائنات الحية الأخرى .

توثقت كل عرى الأوصال بسطوة الجُواد (قمة الحب) لوطنه ,فركب مشاتل التأمل ,وغرس أرجوانية الحلم ,,وبينا هو كذلك انفرطت كل عقد الخيبة ,وظهر بدر الوطن على تمام كماله ..

إذا كانت اللغة المجازية ضرورية ليصبح للعمل الأدبي رونقه ، فإن هذا لا يعني أن تستخدم هذه الألفاظ بإسراف وهذا مأخذ على النص مشاتل التأمل ، أرجوانية الحلم ،سطوة الجواد لكنها عمومًا كانت موفقة في التعبير عن الحالة النفسية وميز هذا الجزء استخدام غير الملموس كأنه ملموس من خلال التعبير غرس أرجوانية الحلم غير أن التعبير ركب مشاتل التأمل غير مفهوم لأنه لا صلة بين الركوب والتأمل ولا الركوب والغرس المتمثل في المشاتل .

عاد سريعا من غربة ضنكى ,كغراس الزيتون في دهر العمر ,,حزم مُؤنه ,وشحن دموع الفرح ,وركب قطار اللقيا الوارف على مصيدة الوجد والهيام ,,
نفس الإسراف يتكرر لكن هذه المرة تلافي الكاتب الأخطاء التقليدية في استخدام المجاز ، وكان تعبير غربة ضنكى مميزًا في إسباغ البؤس على غير الملموسات وإلباسها لباس الإنسان كما كان تشبيه الغربة بغراس الزيتون في دهر العمر جيدًا على الصعيد التركيبي وعلى صعيد المعنى ، فالزيتون ذلك الشعار الذي يرمز للسلام مغترب عن الحياة وهذا التعبير وضح هذا المعنى بشكل جيد .كما أن تعبير شحن الدموع وقطار اللقيا ميزهما أنهما لفظان يستخدمان للتعبير عن جوانب حياتية وهذا الاستخدام الابتكاري أمر ضروري لإعطاء النص سعة تخرج به عن المعنى العادي .كما أن الدموع لا تُشحن لكن إعطاءها هذه الصفة كمفارقة في الاستخدام اللغوي جعل الغربة وكأنها غيرت كل معالم الحياة وقوانين الطبيعة حتى صارت الدموع بضاعة تشحن.
وصل تراب الأرض ,وطئه وتململ على أديمه كحبات برد في شتاء وديع والنشوة تسكن تلابيبه ,,

يحسب للكاتب في هذه الجزئية أنه طوع الشتاء والجو البارد بشكل مغاير وجعله مستخدمًا في إطار إنساني رقيق من خلال التعبير حبات برد في شتاء وديع ، وتصوير الشتاء بالوداعة مقترنًا بحبات البرد كان استخدامًا جيدًا للغة ولعنصر التجسيد كما أنه جعل مبرر أن يكون الشتاء محبوبًا ..مقبولاً للغاية لأنه أخذ الجانب الأجمل منه .

ماأعظم نشوات الوطن ,,
الجمع في نشوات كان جيدًا لأنه أعطى الوطن أكثر من قيمة أو فائدة وهذا التعبير اختصر كلمات كثيرة من الممكن أن تقال كنشوة اللقاء ونشوة الأهل والصحبة ...إلخ
وماأنقى أن تشم أديم أرض وطنك وأنت تنعم بالقرب من حكاياه ,,
هنا الأحباب والصحاب ,هنا الخلان والخضرة والنقاء ,,هنا أطفالك يمرحون على مرآى من عينيك يستعطفون لذة الأبوة ,فترمقهم بعين عطفك ,وفي قرارة نفسك تتذكر كيف كانت ليلات الغربة تقتل فيك صهد الوجع الحراق ,,وأنت تتألم على وكيزة لعينة ,, وحيدا لاسامر ولاأنيس ,,
كم تشوقت لرؤية الشمس وضوؤها يختلق الفرح وينشد السعادة فيك ,,
كم تشوقت إلى القمر وهو ينافح في بدره سرمدية النور,,
كان هذا الجزء من السرد زائدًا ولو أنه وضَع بشكل متوازن مع العبارات المجازية السابقة لكان أفضل ، لأننا صرنا إزاء عمل يبدأ من أوله مجازيًا بحتًا ثم نفاجأ به شبه تقريري بحت فالتوازن كان من الممكن أن يتحقق لو أن الجانبين أتيا متعانقين داخل العمل .
كانت كل آليات المرور إلى فطرة الفرح معبأة بخزان الوطن ,, كل محفزات السعادة تعانق وهاد القلب ,تشرق على بكرة أبيها ,تتلامح بما يأسر الروح ,وينعش القلب ,,

ميّز هذا الجزء من النص استخدام لغة الحياة الدارجة استخدامًا ابتكاريًا كآليات المرور والمعبأة بخزان الوطن وتشبيه الفطرة بالمدينة التي يتجه إليها الإنسان والآليات يدل على قيمة الوطن واتساعه حتى إنه وجهة كل شيء وتعبير فطرة الفرح نفسه يدل على تمرد على الحزن والذي صار كأنه فطرة .فإعطاء الفرح هذا التعبير جاء ليظهره كاكتشاف لم ينتبه إليه الإنسان وهو كامن في داخله . وكأن معنى هذا أن انتكاس الفطرة هو الحزن .. رؤية موفقة .

ألا تبا لغربة تقتل فينا الأحاسيس ,وتبعدنا على كل عوالم الوطن,,فلاشيء أفضل من أن تعيش بين أهلك وأقرانك ,وأبناء جلدتك.
بلا شك أن كلمة لعين كلمة محرمة والإسلام نهى عن اللعن لغير أهله ، وهذا أمر مفروغ منه .
العمل جيد وميزه هذا الاستخدام الجيد للمجاز والمفردات اليومية كما أن السرد كان معقولاً في الكم وإن كان كيفيًا يختلف إلا أن العمل يبقى عملاً اجتماعيًا إنسانيًا مميزًا . وفقك الله أستاذ كمال ودمت مبدعًا .


أخي الأستاذ الفاضل والناقد الأريب السميدع /
أحمد المشرقي الإسلامي
لقد حاصرتني الدموع وأنا ألتف حول قراءتكم الفاخرة ,التي جعلت من خاطرتي بلغتها ولحظات نشوتها ونفح حروفها ,تاجا على رأس الجمال المنافح بالنقاء والطهر والإبداع ,,
فلكم أيها الكريم وافر الإمتنان والرقي ,دام لكم العطاء ,,
مع أمنياتي أن تكون لكم قراءات أخرى في نصوصي ,,

لكم كل التقدير والتبجيل والإحترام,,

متفااائل 20-11-2009 11:56 PM

إقتباس:

كتب الاستاذ المشرقي الاسلامي
تمت بحمد الله 100 خاطرة ، وكل عام أنتم بخير
كل عام وانتم بخير ...

مجهود جميل وموضوع متكامل ...

الاستاذ المشرقي الاسلامي ... نفتقدك ... ونتطلع لعودتك ... واثراءنا بكل ما هو مفيد ...

تحياتي ...

خاتون 14-03-2010 03:49 PM

السلام على حامل لواء الابداع وعلى حوارييه

لعله من الواجب أن أعود ولو لتقديم الشكر على النبش في أوراقي. شيء جميل أن أجد موضوعا افتتح منذ سنة ولا يزال أصحابه متابعين بشكل فاعل وجدي. والشيء الأجمل:thumb: أن أقرأ 40 صفحة -من الاواخر- وأجد ثلاث ورقات من توقيعي قد حظيت بقراءة واعية وجميلة

شكرا لكم
وها أنذا أحرض نفسي على الكتابة بعد غياب طويل

تحياتي
خاتون

salsabeela 15-03-2010 06:01 PM


مررت من هنا وقرأت البعض

اختيارت كلها ولا أروع

استمتعت كثيرا

شكرا لك أخى المشرقى

الغذيوي 04-04-2010 11:14 PM

ما شاء الله

جهدٌ طيب مبارك إن شاء الله

ويسعدني بل يشرفني أن أحجز مقعداً في صفك ، رغم أني قد لفيتُ عليكم متأخراً ..

وأقول :

وكما ألتقيتُكِ مُد ذاك الأمد ..
أيقنتُ نهاية الوجع .. غير أني ما كنتُ أسرج المنى إليكِ
حين جئتُكِ مسكوناً بوجعي
غير عابئ بهذا الوهن العالق فوق أكتافي ..

فهل أصبتُ في أختيار الكلمات ؟ وإلى أي مدى وصلتْ ؟

بارك الله فيك ولك

فتى الأندلس 28-09-2010 06:55 AM

جئت متأخرا كثيرااااولكن لا يهم
فالمهم أنى جئت ولم يفوتنى كل شئ

استاذى الفاضل احييكم على هذا المشروع الرائع
وأسأل الله العظيم أن يجعله فى ميزان حسناتكم ويجعله خالصا لوجهه الكريم

أشارك معكم من البداية اتعلم شيئا فشيئا بإذن الله



إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة المشرقي الإسلامي (المشاركة 623930)
إذًا

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة المشرقي الإسلامي (المشاركة 623930)
علينا الآن أن نوجد من مخيلاتنا عبارات كهذه وسوف أناقشها فورًا بإذن الله وأخبركم كيف يمكن إدراجها داخل نطاق العمل الأدبي.دمتم بخير



أسوار الوحدة

نيران قلبي تضرّمت

أشباح آلامى الدفينة

حالى كالمدينة الموحشة

روح أشعارى

صوت ألحانى

الشوق فى نَفَسِى

حبال الأوهام

جبال الآلام


من خفقات قلبي

فتى الأندلس 28-09-2010 09:41 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة المشرقي الإسلامي (المشاركة 624854)
بسم الله الرحمن الرحيم


إذًا ..بعد قراءة هذه الأمثلة أنتظر منكم أعزائي القراء الإتيان بأمثلة من عندكم ويُرجى أن تكون
غير مكررة أو تكون بعد قراءتكم لهذا الموضوع لكي أتمكن من قياس مدى استيعابكم وخطة سير
باقي الأجزاء بإذن الله.
أرجوكم : أتحفوني وأمتعوني بتواصلكم ،وأرجو لكم التوفيق والسداد .
من الممكن أن نعطيكم واجبًا وهو تحويل بعض التعبيرات الشاعرية التي كانت في المشاركة الماضية مكونة من كلمتين لتضيفوا إليها أنتم ما يجعل التعبير متكامل البيئة .. موافقون ؟ أنتظر تفاعلكم وإبداء آرائكم ومقترحاتكم .

استاذى الفاضل .. بارك الله فيكم .. سمعت لدرسكم
وحاولت معه التطبيق
فتقبّل ما كتبت بصدر رحب
فعندى ضعف فى استخدام التشبيهات ولكنى سمعت لكم وحاولت
======



وحيدا وسط جدران غرفتى الضيقه

محيطا نفسي بهالة من العزلة واسوار الوحدة

تذكّرت احلامى التى قتلتّها بصمتى ودفنتّها بخوفى

كيف لى أن أبكى أمجاد السنين وأنا من سلبتّها بضعفى

ابحث فى عقلى عن اى ضياء فلم يعد الا فضاء مظلم

لماذا فعلّت بنفسي كل هذا وكيف ؟

هيا يا خيول الدمع حطمّى جبينى وخدّى

فقد ذبلت زنابق الأمال عندّى

ولم أعد أشتم رحيق الإنتصارات كما كان

نعم هى نظرة بائسة وخواطر يائسة

آتت على قلبي

ولكن من أتى بها إلى عقلى وأدمّى بها قلبي

انها اشباح الفشل وشياطين الوهن

أسقطتنى من عرش الأمل

الى مستنقعات الكآبة والملل

ولكن لِمَ كل هذا !!!

هل كل هذا لأجل هزيمة مُنيت بها !!

هزيمة وحيدة تقتل أحلامك وتقبر آمالك !!!

آفق يا هذا واستعن بالله ولا تستسلم لما اصابك

ولربَّ نازلةٍ يضيقُ بها الفتى *** ذرعاً وعند الله منها المخرَجُ

قم وابدأ من حيث انتهيت ولا تتأخر

ولا تكن فى جملة الحياة كالمضاف إليه

كن أنت الفاعل وإلم .. فلا تكسر طموحه

وقلاع العلم مازالت شامخة فبها تحصّن

وإياك ومقابر الأوهام أن تدفن أحلامك فيها

واصبر على غصص الزمان ولا تجزع

فهى قرصات قليلة وبعدها تجنى العسل


http://hewar.khayma.com/icons/icon7.gif

فتى الأندلس 28-09-2010 10:29 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة المشرقي الإسلامي (المشاركة 625196)
أرجوكم : أتحفوني وأمتعوني بتواصلكم ،وأرجو لكم التوفيق والسداد .شاركــــــــــــــــــــــــــــــــونا
المشاركـــــــــــــــــــــــــــة بالمجــــــــــــــــــان

سبحانك ربي
تطلب منا التعلم
هكذا اهل العلم الكرام , لا يستطيعوا كتم العلم
ربى يبارك فى عمركم استاذى الفاضل


استأذنكم اشارك مرة ثانية بمقتطفات ...


يكفينى منك أنك روح اشعارى

يكفينى منك انك زهر بستانى

يكفينى منك انك نبع أحلامى


يكفينى منك انك فيض إلهامى

يكفينى منك انك صوت ألحانى

يكفينى منك انك حب أشجانى

يكفينى منك أنكِ طب آلامى

أهديكِ عمرى ودفء أيامى


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.