![]() |
قصة الحب والوفاء والشورى
قصة الحب والوفاء والشورى هناك الف درس نتعلمه من هذه القصة الرائعة صلى الله على سيدنا محمد قصة حب زينب بنت الرسول قصة حب زينب بنت محمد وأبو العاص بن ربيع. زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم، وابن خالتها وزوجها أبو العاص. فأبو العاص هو ابن أخت السيدة خديجة، وهو رجل من أشراف قريش، وكان النبي يحبه. ذهب أبو العاص إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل البعثة، وقال له: أريد أن أتزوج زينب ابنتك الكبرى. فقال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : لا أفعل حتى أستأذنها. ويدخل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على زينب ويقول لها: ابن خالتك جاءني وقد ذكر اسمك فهل ترضينه زوجًا لك ؟ فاحمرّ وجهها وابتسمت فخرج النبي . وتزوجت زينب أبا العاص بن الربيع، لكي تبدأ قصة حب قوية. وأنجبت منه 'علي' و 'أمامة'. ثم بدأت مشكلة كبيرة حيث بُعِث النبي . وأصبح نبيًّا بينما كان أبو العاص مسافرًا وحين عاد وجد زوجته قد أسلمت. فدخل عليها من سفره، فقالت له: عندي لك خبر عظيم. فقام وتركها. فاندهشت زينب وتبعته وهي تقول: لقد بُعث أبي نبيًّا وأنا أسلمت . فقال: هلا أخبرتني أولاً؟ وتطل في الأفق مشكلة خطيرة بينهما. مشكلة عقيدة. قالت له: ما كنت لأُكذِّب أبي. وما كان أبي كذابًا. إنّه الصادق الأمين. ولست وحدي. لقد أسلمت أمي وأسلم إخوتي، وأسلم ابن عمي (علي بن أبي طالب)، وأسلم ابن عمتك (عثمان بن عفان). وأسلم صديقك (أبو بكر الصديق). فقال: أما أنا لا أحب أن يقول النَّاس خذل قومه.وكفر بآبائه إرضاءً لزوجته. وما أباك بمتهم. ثم قال لها: فهلا عذرت وقدّرت؟ فقالت: ومن يعذر إنْ لم أعذر أنا؟ ولكن أنا زوجتك أعينك على الحق حتى تقدر عليه.ووفت بكلمتها له 20 سنة وظلت بمكة إلى أنْ حدثت غزوة بدر، وقرّر أبو العاص أن يخرج للحرب في صفوف جيش قريش. زوجها يحارب أباها. وكانت زينب تخاف هذه اللحظة. فتبكي وتقول: اللهم إنّي أخشى من يوم تشرق شمسه فيُيَتَّم ولدي أو أفقد أبي. ويخرج أبو العاص بن الربيع ويشارك في غزوة بدر، وتنتهي المعركة فيُؤْسَر أبو العاص بن الربيع، وتذهب أخباره لمكة، فتسأل زينب: وماذا فعل أبي؟ فقيل لها: انتصر المسلمون. فتسجد شكرًا لله. ثم سألت: وماذا فعل زوجي؟ فقالوا: أسره حَمُوه. فقالت: أرسل في فداء زوجي. ولم يكن لديها شيئًا ثمينًا تفتدي به زوجها، فخلعت عقد أمها الذي كانت تُزيِّن به صدرها، وأرسلت العقد مع شقيق أبي العاص بن الربيع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان النبي جالسًا يتلقى الفدية ويطلق الأسرى، وحين رأى عقد السيدة خديجة سأل: هذا فداء من؟ قالوا: هذا فداء أبو العاص بن الربيع. فبكى النبي وقال: هذا عقد خديجة. ثم نهض وقال: أيها الناس ؛ إنّ هذا الرجل ما ذممناه صهرًا فهلا فككت أسره ؟ وهلا قبلتم أنْ تردوا إليها عقدها ؟ فقالوا: نعم يا رسول الله . فأعطاه النبي العقد، ثم قال له: قل لزينب لا تفرطي في عقد خديجة. ثم قال له: يا أبا العاص هل لك أن أساررك؟ ثم تنحى به جانبًا وقال له: يا أبا العاص إنّ الله أمرني أنْ أُفرِّقَ بين مسلمة وكافر، فهلا رددت إلى ابنتي؟ فقال : نعم وخرجت زينب تستقبل أبا العاص على أبواب مكة ، فقال لها حين رآها: إنّي راحل. فقالت: إلى أين؟ قال: لست أنا الذي سيرتحل، بل أنت سترحلين إلى أبيك. فقالت: لم؟ قال: للتفريق بيني وبينك. فارجعي إلى أبيك. فقالت: فهل لك أن ترافقني وتُسْلِم؟ فقال: لا فأخذت ولدها وابنتها وذهبت إلى المدينة. وبدأ الخطاب يتقدمون لخطبتها على مدى 6 سنوات، وكانت ترفض على أمل أنْ يعود إليها زوجها. وبعد 6 سنوات كان أبو العاص قد خرج بقافلة من مكة إلى الشام، وأثناء سيره يلتقي مجموعة من الصحابة. فسأل على بيت زينب وطرق بابها قبيل آذان الفجر، فسألته حين رأته: أجئت مسلمًا ؟ قال: بل جئت هاربًا. فقالت: فهل لك إلى أنْ تُسلم؟ فقال: لا. قالت: فلا تخف. مرحبًا بابن الخالة. مرحبًا بأبي علي وأمامة. وبعد أن أمَّ النبي المسلمين في صلاة الفجر، إذا بصوت يأتي من آخر المسجد: قد أجَرْت أبا العاص بن الربيع. فقال النبي: هل سمعتم ما سمعت؟ قالوا: نعم يارسول الله . قالت زينب: يا رسول الله إنّ أبا العاص إن بعُد فابن الخالة وإنْ قرب فأبو الولد وقد أجرته يا رسول الله. فوقف النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا أيها الناس إنّ هذا الرجل ما ذممته صهرًا. وإنّ هذا الرجل حدثني فصدقني ووعدني فوفّى لي. فإن قبلتم أن تردوا إليه ماله وأن تتركوه يعود إلى بلده فهذا أحب إلي. وإنُ أبيتم فالأمر إليكم والحق لكم ولا ألومكم عليه .. فقال الناس: بل نعطه ماله يا رسول الله. فقال النبي: قد أجرنا من أجرت يا زينب. ثم ذهب إليها عند بيتها وقال لها: يا زينب أكرمي مثواه فإنّه ابن خالتك وإنّه أبو العيال، ولكن لا يقربنك، فإنّه لا يحل لك . فقالت: نعم يارسول الله . فدخلت وقالت لأبي العاص بن الربيع: يا أبا العاص أهان عليك فراقنا. هل لك إلى أنْ تُسْلم وتبقى معنا. قال: لا. وأخذ ماله وعاد إلى مكة. وعند وصوله إلى مكة وقف وقال: أيها الناس هذه أموالكم هل بقى لكم شيء؟ فقالوا: جزاك الله خيرًا وفيت أحسن الوفاء. قال: فإنّي أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. ثم دخل المدينة فجرًا وتوجه إلى النبي وقال: يا رسول الله أجرتني بالأمس واليوم جئت أقول أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله .. وقال أبو العاص بن الربيع: يا رسول الله هل تأذن لي أنْ أراجع زينب؟ فأخذه النبي وقال: تعال معي. ووقف على بيت زينب وطرق الباب وقال: يا زينب إنّ ابن خالتك جاء لي اليوم يستأذنني أنْ يراجعك فهل تقبلين؟ فاحمرّ وجهها وابتسمت والغريب أنَّه بعد سنة من هذه الواقعة ماتت السيدة زينب رضي الله عنها. فبكاها بكاء شديدًا حتى رأى الناس رسول الله يمسح عليه ويهون عليه، فيقول له: والله يا رسول الله ما عدت أطيق الدنيا بغير زينب. ومات بعد سنة من موت السيدة زينب رضي الله عنهم أجمعين .. .. نساء غير النساء ورجال غير الرجال .. ولنا فى رسول الله اسوة حسنة لم يزوج الرسول ابنته زينب الا بعد إستشارتها ورضاها أنظروا الى الشورى لم يطلق سراح ابو العاص إلا بعد استشارة القوم مع العلم كان فى استطاعته عليه الصلاة والسلام أن يقول أمرنا بإطلاق سراحه أنظروا الى الرسول علية صلوات الله وعباده عندما اراد أن يفرق بين العاص وزوجته زينب فقد أمره سرآ ووفى إبو العاص الوعد أنظروا الى الشورى مرة اخرى عندما أجارت زينب ابن خالتها ووالد ابنائها فقد استشار القوم على ان يعطوه ماله ويذهب وإن لم فالأمر والحكم والحق لهم ولا يلومهم على قرار الرفض |
قصة قصيرة
قصة قصيرة جاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وكان الرجل معهُ أبنه وليس هناك فرق ما بين الابن وأبيه فتعجب عمر رضي الله عنه قائلاً: والله ما رأيت مثل هذا اليوم عجبا ما أشبه أحداٌ أحداً أنت وأبنك إلا كما أشبه الغراب الغراب (والعرب تضرب في أمثالها أن الغراب كثير الشبه بقرينه) فقال الرجل: يا أمير المؤمنين كيف ولو عرفت بأن أمه ولدته وهي ميته فغير عمر من جلسته وبدل من حالته وكان رضي الله عنه وأرضاه يحب غرائب الأخبار فقال للرجل: أخبرني؟ قال يا أمير المؤمنين: كانت زوجتي أم هذا الغلام حاملاً به فعزمت على السفر فمنعتني فلما وصلت إلى الباب ألحت علي أن لا أذهب وقالت: كيف تتركني وآنا حامل فوضعت يدي على بطنها وقلت (((اللهم أنني أستودعك غلامي هذا))) ومضيت وتأمل أخي في قدر الله لم يقل الرجل ((وأستودعك أمه)) وخرجت فمضيت وقضيت في سفري ما شاء الله لي أن أمضي وأقضي ثم عدت فلما عدت وإذا بباب بيتي مقفل وإذا بأبناء عمومتي يحيطون بي ويخبرونني أن زوجتي قد ماتت فقلت: أنا لله وأنا إليه راجعون فأخذوني ليطعموني عشاءً قد أعدوه لي فبينما أنا على العشاء وإذا بدخان يخرج من المقابر فقلت: ما هذا الدخان قالوا هذا الدخان يخرج من مقبرة زوجتك كل يوم منذ أن دفناها فقال الرجل: والله إنني لمن أعلم خلق الله بها كانت صوامةً قوامةً عفيفة لا تقر منكراً وتأمر بالمعروف ولا يخزيها الله أبدا فقمت وتوجهت إلى المقبرة وتبعني أبناء عمومتي فقال: فلما وصلت إلى قبرها يا أمير المؤمنين أخذت أحفر حتى وصلت إليها فإذا بها ميتهً جالسه وأبنها هذا الذي معي حي عند قدميها وإذا بمنادي ينادي يا من استودعت الله وديعةً خذ وديعتك قال العلماء: لو أنه أستودع الله جل وعلا الأم لوجدها كما أستودعها لكن ليمضي قدر الله لم يجري على لسانه أن يستودع زوجته الله اللهم أنا نستودعك ديننا يا رب العالمين ارزقنا الثبات عليه حتى نلقاك يا ذا الجلال والإكرام |
جزاك الله خيرا اخونا الكريم على هذه القصة الرائعة, وفى انتظار المزيد من القصص
|
إقتباس:
شكراً على المرور وعلى حسن الظن بي ... بارك الله فيك أخي الجنرال 2009 |
رضا الوالدين
رضا الوالدين حكى أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه آله وسلم شاب يسمى علقمة ، كان كثير الاجتهاد في طاعة الله ، في الصلاة والصوم والصدقة ، فمرض واشتد مرضه ، فأرسلت امرأته إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن زوجي علقمة في النزاع فأردت أن أعلمك يارسول الله بحاله . فأرسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم : عماراً وصهيباً وبلالاً وقال امضوا إليه ولقنوه الشهادة ، فمضوا إليه ودخلوا عليه فوجدوه في النزع الأخير، فجعلوا يلقنونه لا إله إلا الله ، ولسانه لاينطق بها ، فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخبرونه أنه لا ينطق لسانه بالشهادة فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :هل من أبويه من أحد حيّ ؟ قيل :يارسول الله أم كبيرة السن فأرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال للرسول : قل لها إن قدرت على المسير إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإلاّ فقري في المنزل حتى يأتيك . قال : فجاء إليها الرسول فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت : نفسي لنفسه فداء أنا أحق بإتيانه . فتوكأت ، وقامت على عصا ، وأتت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فسلَّمت فردَّ عليها السلام وقال: يا أم علقمة أصدقيني وإن كذبتيني جاء الوحي من الله تعالى ، كيف كان حال ولدك علقمة ؟ قالت : يارسول الله كثير الصلاة كثير الصيام كثير الصدقة . قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :فما حالك ؟ قالت : يارسول الله أنا عليه ساخطة ، قال ولما ؟ قالت : يارسول الله كان يؤثر علىَّ زوجته ، ويعصيني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن سخط أم علقمة حجب لسان علقمة عن الشهادة ثم قال: يابلال إنطلق واجمع لي حطباً كثيراً ، قالت: يارسول الله وماتصنع؟ قال : أحرقه بالنار بين يديك . قالت : يارسول الله ولدى لا يحتمل قلبي أن تحرقه بالنار بين يدي . قال: يا أم علقمة عذاب الله أشد وأبقى ، فإن سرك أن يغفر الله له فارضي عنه ، فوالذي نفسي بيده لا ينتفع علقمة بصلا ته ولا بصيامه ولا بصدقته ماد مت عليه ساخطة ، فقالت : يارسول الله إني أشهد الله تعالى وملا ئكته ومن حضرني من المسلمين أني قد رضيت عن ولدي علقمة . فقال : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إنطلق يابلال إليه انظر هل يستطيع أن يقول لا إله إلا الله أم لا ؟ فلعل أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياءاً مني ، فانطلق بلال فسمع علقمة من داخل الدار يقول لا إله إلا الله . فدخل بلال وقال : يا هؤلاء إن سخط أم علقمة حجب لسانه عن الشهادة وإن رضاها أطلق لسانه ، ثم مات علقمة من يومه ، فحضره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأمر بغسله وكفنه ثم صلى عليه ، وحضر دفنه . ثم قال (صلي الله علية وسلم) : على شفير قبره (( يا معشر المهاجرين والأنصار من فضَّل زوجتـه على أمُّه فعليه لعنـة الله والملا ئكة والناس أجمعين ، لايقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً إلا أن يتوب إلى الله عز وجل ويحسن إليها ويطلب رضاها . فرضى الله في رضاها وسخط الله في سخطها )) حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا يعقوب (يعني ابن عبد الرحمن) عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من أشد أمتي لي حباً، ناس يكونون بعدي، يود أحدهم لو رآني، بأهله وماله". أخرجه مسلم، في باب (4): (باب فيمن يود رؤية النبي r، بأهله وماله)، حديث رقم (12) – (2832). اخواني انظروا رحمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم انظرو رحمته بامته وتمنوا من الله روئيته منام ويقظة.. "اللهم إنَّا نسألك رضى والدينا ونعوذ بك من عقوقهما" اللهم آمين |
فـي بيتهـم بـاب
فـي بيتهـم بـاب كانت هناك حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل عاشت فيها أرملة فقيرة مع طفلها الصغير ... حياة متواضعة في ظروف صعبة.. إلا أن هذه الأسرة الصغيرة، ليس أمامها إلا أن ترضى بقدرها لكن أكثر ما كان يزعج الأم هو المطر في فصل الشتاء .. لكون الغرفة تحيطها أربعة جدران ولها باب خشبي غير أنه ليس لها سقف مر على الطفل أربعة سنوات منذ ولادته لم تتعرض المدينة خلالها إلا لزخات متقطعة من المطر، وذات يوم تراكمت الغيوم وامتلأت السماء بالسحب الكثيفة الواعدة بمطر غزير . ومع ساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة على المدينة فاختبأ الجميع في منازلهم، أما الأرملة والطفل فكان عليهما مواجهة قدرهما نظر الطفل إلى أمه نظرة حائرة واندسّ في حضنها ولكن جسد الأم والابن وثيابهما ابتلا بماء السماء المنهمر.... أسرعت الأم إلى باب الغرفة فخلعته ووضعته مائلاً على أحد الجدران , وخبّأت طفلها خلف الباب لتحجب عنه سيل المطر المنهمر.... فنظر الطفل إلى أمه في سعادة بريئة وقد علت وجهه ابتسامة الرضى وقال لأمه: ترى ماذا يفعل الفقراء الذين ليس عندهم باب حين ينزل عليهم المطر ؟ لقد أحس الصغير في هذه اللحظة أنه ينتمي إلى طبقة الأثرياء .. ففي بيتهم باب. ما أجمل الرضى.... إنه مصدر السعادة وهدوء البال يقول ابن القيم عن الرضى: هو باب الله الأعظم ومستراح العابدين وجنة الدنيا. الحمد لله الذي عافانا وأهلينا مما ابتلى به غيرنا وفضلنا على كثير من خلقه، |
قصة جميلة حدثت في برنامج البيت بيتك على التلفزيون المصري
قصة جميلة حدثت في برنامج البيت بيتك على التلفزيون المصري في حلقة الإعلامي محمود سعد أعلن عن حاله مَرضية لشخص محتاج عملية زرع نخاع عاجلة جدا ومحتاج لعمل العملية في الخارج وتحتاج 150 ألف يورو أي ما يعادل حوالي مليون جنيه مصري والحالة عاجلة جدا وبالفعل استطاع الإعلامي القدير محمود سعد جمع التبرعات عن طريق التليفونات حتى حصل أثناء الحلقة وفي أقل من ساعة على حوالي 850 ألف جنيه مصري وهذا شيء عادي بيحصل في حلقات محمود سعد لكن الأجمل جاي بعد شوية اتصل شاب اسمه شريف بالبرنامج على الهوا واتبرع بـ 15 جنيه مصري أي ما يعادل اثنين دولار أمريكي برّر هذا الشاب أن هذا المبلغ الزهيد والقليل القيمة بالنسبة لنا هو مبلغ عظيم جداً جداً لإنسان محتاج كما قال علي بن أبي طالب (ع) وأرضاه لا تستحي من إعطاء القليل فالحرمان أقل منه برّر أن تبرعه ضئيل بسبب أن هذا المبلغ هو نصف ما يملكه بالضبط من حطام الدنيا هذه الحلقة كانت في أوائل شهر فبراير يعني لسه قدامهم وقت على آخر الشهر بعد ذلك وأثناء الحلقة نفسها حدث الآتي اتصل أحد الأشخاص المتبرعين واتبرع بمبلغ محترم جدا للحالة المرضية وقال إنني سوف أتبرع أيضا بمبلغ ألف جنيه للشخص اللي اتبرع بـ 15 جنيه وبعدها اتصل واحد تاني اتبرع للشخص المريض واتبرع أيضا للشخص اللي اتبرع بـ 15جنيه بمبلغ خمسمائة جنيه سبحان الله ما نقص مال من صدقة لأن شريف اتبرع بنصف ما يملك ربنا في نفس الوقت عوّض عليه بمبلغ ألف وخمسمائة جنيه وبالفعل استضاف محمود سعد شريف وعرف منه أنه مصور تلفزيوني ولم يجد عمل وبالفعل قام وزير الإعلام بتعينه فورا في مبني التلفزيون المصري وقال شريف انه اضطر أن يقول أن الـ 15 جنيه نصف ما يملك لأنه كان مستحي من المبلغ القليل للتبرع وأنه سمع أثناء البرنامج عن احتياج شخص لزرع نخاع بالخارج وقام وسأل والدته المريضة بالقلب بسبب حزنها على وفاة اثنان من إخوانها وسألها احنا معانا كام ؟ ردت والدته وقالت: اقل من ثلاثين جنيه ولسه مدفعناش فاتورة الكهرباء فسألها شريف: تمانعي اني اتبرع بنصف المبلغ اللي موجود في البيت لشخص مريض محتاج ؟ ردت والدته وقالت : وماله يابني اتبرع له ، ماهو ميحسش بالمريض الا المريض اللي زيّه. وبالفعل اتصل شريف وابترع بالـ 15 جنيه وربنا عوّض عليه بـ 1500 جنيه بالإضافة إلى وظيفة مصوّر بالتلفزيون المصري وخصوصا في برنامج البيت بيتك اللي كان يبحلم بيها من زمان سبحان الله ما نقص مال من صدقة وصدقة الفقير أفضل مليون مرة من صدقة الغني |
شيخ في مرقص .!!!
شيخ في مرقص .!!! قال لى : كان فى حارتنا مسجد صغير يؤم الناس فيه شيخ كبير..قضى حياته فى الصلاة والتعليم لاحظ ان عدد المصلين يتناقص... كان مهتما بهم ..يشعر انهم اولاده ذات يوم التفت الشيخ إلى المصلين وقال لهم: ما بال أكثر الناس... خاصة الشباب لا يقربون المسجد ولا يعرفونه.. فأجابه المصلون: إنهم فى المراقص والملاهى قال الشيخ: مراقص!! وما المراقص؟؟ فقال احد المصلين: المراقص صالة كبيرة فيها خشبة مرتفعة..تصعد عليها الفتيات يرقصنو الناس حولهن ينظرون إليهم قال الشيخ: أعوذ بالله .. والذين ينظرون إليهن مسلمون قالوا: نعم فقال بكل براءة : لا حول ولا قوة الا بالله .. يجب ان ننصح الناس قالوا: يا شيخ ..أتعظ الناس وتنصحهم فى المرقص؟؟ فقال نعم .. ثم نهض خارجا من المسجد .. وهو يقول: هيا بنا إلى المرقص حاولوا أن يثنوه عن عزمه ..أخبروه أنهم سيواجهون بالسخرية والاستهزاء .وسينالهم الأذى فقال: وهل نحن خير من محمد صلى الله عليه سلم!!!ا ثم أمسك الشيخ بيد أحد المصلين ... وقال: دلنى على المرقص مضى الشيخ يمشى ...بكل صدق وثبات... وصلوا إلى المرقص رآهم صاحب المرقص من بعيد.. ظن أنهم ذاهبين لدرس أو محاضرة فلما اقبلوا عليه ... تعجب .. فلما توجهوا إلى باب المرقص سألهم: ماذا تريدون؟؟ قال الشيخ: نريد أن ننصح من في المرقص.. تعجب صاحب المرقص .. وأخد ينظر إليهم واعتذرعن قبولهم اخذ الشيخ يساومه ..ويذكره بالثواب العظيم .. لكنه أبى (اى رفض) فأخذ يساوموه بالمال ليأذن لهم ..حتى دفعوا له مبلغ ما يعادل دخله اليومى فوافق صاحب المرقص ..وطلب منهم أن يحضروا فى الغد عند بدء العرض اليومى!!ا فلما كان الغد والناس فى المرقص .. .وخشبة المسرح تعج بالمنكرات والشياطين تحف الناس وتصفق لهم وفجأة أسدل الستار... ثم فُـتح ..فإذا شيخ وقور يجلس على كرسي.. دُهش الناس...وتعجبوا ظن بعضهم أنها فقرة فكاهية... بدأ الشيخ بالبسملة والحمد لله والثناء عليه ..وصلى على النبى عليه الصلاة والسلام ثم بدأ وعظ الناس نظر الناس بعضهم إلى بعض ..منهم من يضحك ومنهم من ينتقد ومنهم من يعلق السخرية . والشيخ ماض في موعظته لا يلتفت إليهم حتى قام أحد الحضور ... واسكت الناس وطلب منهم الإنصات ..بدأ الهدوء يحيط الناس والسكينة تنزل على القلوب حتى هدأت الأصوات ...فلا تسمع الناس إلا صوت الشيخ قال كلاما ما سمعوه من قبل آيات تهز الجبال.. وأحاديث وأمثال ..وقصص لتوبة بعض العصاة وأخذ يدافع عبراته ويقول يا أيها الناس إنكم عشتم طويلا.., وعصيتم الله كثيرا فأين ذهبت لذة المعصية ..لقد ذهبت اللذة وبقيت الصحائف السوداء ستـُسألون عنها يوم القيامة سيأتي يوم يفنى فيه كل شيء إلا الواحد القهار أيها الناس .. هل نظرتم إلى اعمالكم . وإلى أين ستؤدى بكم إنكم لا تتحملون النار في الدنيا وهى جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم فبادروا بالتوبة قبل فوات الاوان وبدأ الشيخ متأثرا وهو يعظ ... كانت كلماته قد خرجت من القلب .. ..فوصلت إلى القلب بكى الناس فزاد فى موعظته ...ثم دعا لهم بالرحمة والمغفرة .. وهم يرددون ::آمين .... آمين ثم قام من على كرسيه تجلله المهابة والوقار .. وخرج والجميع وراءه -- نعم الجميع -- وكانت توبتهم على يده .. عرفوا سرّ وجودهم في الحياة .. وما تغنى عنهم الراقصات واللذات .... إذا تطايرت الصحف وكبرت السيئات حتى صاحب المرقص .. تاب وندم على ما كان منه جزأكم الله خيرا على القراءة سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ادعو الله أن يغفر لنا ما كان منا ويقبل توبتنا أتمنى أن تكونوا قد استفدتم منها وتذكروا ' إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ' فأبدأوا بالتوبة وأعقلها وتوكل |
جيل لن يتكرر
جيل لن يتكرر أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه قال عمر: ما هذا قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا قال: أقتلت أباهم ؟ قال: نعم قتلته ! قال : كيف قتلتَه ؟ قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته ، فلم ينزجر، فأرسلت عليه حجراً ، وقع على رأسه فمات... قال عمر : القصاص ... الإعدام .. قرار لم يكتب ... وحكم سديد لا يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟ ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا يحابي أحداً في دين الله ، ولا يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ، ولو كان ابنه القاتل ، لاقتص منه .. قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض أن تتركني ليلة ، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية ، فأُخبِرُهم بأنك سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ، والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا قال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ؟ فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا داره ولا قبيلته ولا منزله ، فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست على عشرة دنانير، ولا على أرض ، ولا على ناقة ، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف .. ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ومن يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه وقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ، ونكّس عمر رأسه ، والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟ قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين.. قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!! فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده ، وصدقه ،وقال: يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله قال عمر : هو قَتْل ، قال : ولو كان قاتلا! قال: أتعرفه ؟ قال: ما أعرفه ، قال : كيف تكفله ؟ قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ، فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن شاءالله قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك! قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين ... فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم بعده ،ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل .... وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ، وفي العصرنادى في المدينة : الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ، واجتمع الناس ، وأتى أبو ذر وجلس أمام عمر ، قال عمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير المؤمنين! وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها ، وسكتالصحابة واجمين ، عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله. وقبل الغروب بلحظات ، وإذا بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ،وكبّر المسلمونمعه فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك وما عرفنا مكانك !! قال: يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي كفراخ الطير لا ماء ولا شجر في البادية ،وجئتُ لأُقتل.. وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟ فقال أبو ذر : خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟ قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه.. وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس ! قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته .... جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما ، وجزاك الله خيراً يا أبا ذرّ يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته ، وجزاك الله خيراً أيها الرجل لصدقك ووفائك .. وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك و رحمتك.... قال أحد المحدثين : والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت سعادة الإيمان والإسلام في أكفان عمر!!. |
طبيب الأجرة.. قصة شاب سعودي
طبيب الأجرة.. قصة شاب سعودي كنت في رحلة لاداء العمرة (والحديث لصاحبه) وبعد ان حطت الطائرة في مطار الملك عبدالعزيز بجدة نزلت الى ارض المطار وتوجهت مسرعا الى موقف سيارات الاجرة للبحث عمن يوصلني الى مكة وكعادتي دوما أحب الركوب مع سائقي الاجرة السعوديين لكونهم ابناء البلد ولعلمي انهم ادرى بالطرق السريعة المؤدية الى مكة، وكما يقال بالمثل (اهل مكة ادرى بشعابها ). اثناء وقوفي في الموقف تقدم الى شاب يافع تعلو على محياه البسمة، حسن الهندام وبكل ادب بادرني السلام ثم قال عمي هل ترغب بسيارة توصلك الى مكة؟ فقلت توكلنا على الله جاء وبكل ادب وحمل حقائبي ليضعها في سيارته ثم توجهنا قاصدين بيت الله الحرام بدأت اتجاذب معه اطراف الحديث وكما هو المعتاد في اسئلتنا التقليدية عن الاسم والعمل والسكن. قال اسمي فهد واسكن في مدينة جدة وكما أسلفت كان شابا يبدو عليه الادب والخلق الجم، هادئ الطبع لا يجيب الا عندما يسأل، عندما سألته عن عمله قال لي انا طالب نهائي في كلية الطب . كنت اعتقد انه قال طالب الاداب حيث اني لم اكن اتصور ان يكون طالبا في كلية الطب. فاستفسرت قائلا طالب كلية الاداب فأجاب ببسمة لطيفة لتمحو تعجبي قائلا: بل طالب الطب تفاجأت ، فعاد ببسمته الهادئة ليؤكد مرة ثانية قائلا نعم طالب كلية الطب فقلت يعني انت قريبا ستصبح ان شاء الله طبيبا فرد قائلا قصتي مع الطب طويلة وذات شجون قد نصل مكة ولم انته من سردها . فقلت له ممازحا خلينا نقطع الوقت أيضايقك ان سألتك عنها ثم بدأ يروي قصته : كنت مبتعثا لدراسة الطب في احدى جامعات تكساس بالولايات المتحدة الامريكية وامضيت ست سنوات هناك تقريبا ولم يتبق سوى التطبيق ثم سنة الامتياز وفي تلك السنة حدثت حادثة مفجعة لأغلب افراد اسرتي . والحمد لله على كل حال ثم استرسل قائلا: اظنه لا يخفى عليك حادثة الباخرة المصرية التي غرقت في مياه البحر الاحمر (عبارة السلام). كان اهلي جميعا على متن تلك الباخرة حيث كانوا متوجهين في رحلة علاجية لوالدتي في مصر والحمد لله على قضائه وقدره استشهد اهلي جميعا حيث انتقل الى رحمة الله والدي ووالدتي وثلاثة من اخوتي واثنتان من اخواتي ولم ينج سوى اخي عادل الذي كان عمره حينها السنة والنصف وأختي هند التي تكبره قليلا ذات السنوات الاربع . كنت حينها في الخارج في آخر سنة دراسية لي ولكن ارادة المولى القدير فاجأني المصاب وتلقيت الخبر من اقاربي فحزمت حقائبي وتركت كل شيء وعدت لترتيب امور إخوتي فلقد اصبحت في غمضة عين مسؤولا عن طفلين يتيمين بدأت اعد العدة لتولي رعاية اخوتي وكنت مصرعلى ألا يتولى رعايتهما غيري حيث سئمت من بقائهما بين اقاربي . واجهت صعوبة بالغة لرعاية هذين الطفلين لاسيما انهما لايزالان في سن الطفولة وكوني لم اتزوج بعد زاد من تلك المعاناة، فقررت الزواج لأتمكن من رعايتهما.. بدأت ابحث وخصوصا ان الاختيار لم يكن سهلا ومن ذا تقبل بان تكون اما لطفلين ومن اول يوم بعد زواجها تذكرت حينها كلمات والدي رحمة الله عليه فقد كان يمازحني دوما وفي اثناء اجازاتي قائلا زوجتك جاهزة تنتظر الطبيب يعود ويقصد ابنة صديق له كان يحبه . فكرت واستخرت واستشرت اقاربي فاقدمت متوكلا على الله لاسيما اني اعتبرت ان هذا الزواج تحقيقا لرغبة والدي فلعله يكون برا بوالدي بعد موته وصلة بمن يحب ذات ليلة زرت صديق والدي في بيته كي استشيره وقبل ان اتقدم رسميا فاجابني مباشرة قائلا يا بني لن تجد ابنتي شابا خيرا منك ليكن لقاؤنا غدا واحضر مع اقاربك حتى تقتدموا رسميا لخطبة ابنتي . في الموعد المحدد حضرت انا وبعض اعمامي الى منزل صديق والدي ورحب بنا في بيته أجمل ترحيب وقد لفت نظري وجود رجل في مجلسه يظهر على سماته الصلاح لا نعرفه ولم يعرفنا به . بعدما تحدثنا قليلا وأخبرناه برغبتنا قال اذا توكلنا على الله والتفت الى يمينه قائلا لذلك الرجل تفضل يا شيخ اكتب عقد النكاح، أي أنه اعد العدة لعقد الزواج في حينه واحضر المأذون . تفاجأت حيث لم اكن مستعدا نفسيا وماديا فبادرني والد البنت قائلا خير البر عاجلة وبدأ المأذون بكتابة عقد النكاح فسألني عن الصداق فتلعثمت قليلا حيث لم أرتب نفسي ففاجأني والد البنت مرة اخرى (ولن انساها ما حييت) فقال اخرج محفظتك، كم فيها من المال، فاخرجتها ووجدت فيها اربعمائة ريال فقال والد البنت ذاك صداق ابنتي هذا هو مهرها فكتب ذلك في العقد . قبل أن ينتهي المأذون من كتابة العقد التفت الى وقال الديك شروط يا ولدي قلت: ابعد كل هذا الاحسان والكرم من والد زوجتي اتراه يكون لدي شروط . ليس لدي أي شرط ففاجأني للمرة الثالثة والد البنت قائلا بل لديك شرط ويجب ان يكتب ذاك هو ان تقوم ابنتي بتربية اخويك الصغيرين تزوجت وانا سعيد وتقدمت للجامعة لاتمام سنة الامتياز في احد المستشفيات هنا، والآن احاول ان احسن وضعي المادي بان اعمل كسائق سيارة اجرة في اوقات الفراغ. كنت دوما موقنا ان مع العسر يسرا وان الفرج مع الصبر انتهى حديثه وكنا حينها على مشارف البيت الحرام ودعته املا ان يكتب الله لنا لقاء اخر. وقبل ان اودعك قارئي اود التأكيد بان القصة واقعية وليست من نسج خيالي . ولعلي هنا ارسل ثلاث رسائل سريعة : اولاها ان كل مؤمن ومؤمنة عرضة لكثير من الابتلاء فمرة يبتلى الانسان بنفسه، ومرة يبتلى بماله, ومرة يبتلى بحبيبه، وهكذا تقلب الأقدار من لدن حكيم عليم ولكن من آمن ان كل شيء بقضاء الله وقدره وان اكثر الناس بلاء هم الانبياء هان عليه المصاب . ثانيها ان الصبر مفتاح لكل خير وان مع العسر يسرا وكما قيل ما غلب عسر يسرين . ثالثة الرسائل دعوة صادقة لتيسير الزواج فذاك مدعاة للبركة واحرى وارجى ان يوفق الله ويبارك في ذلك الزواج ) والد البنت في قصتنا الآنفة عرف معنى السعادة لابنته واشتراها لها لم لا؟ فقد اختار لها زوجا ويسر زواجهما واحسب ان ذلك الزوج لن ينسى صنيع والد زوجته طيلة حياته واظنه سيسعى بكل ما أوتي لإسعاد زوجته . فلتهنأ تلك الاسرة وليهنأ ذلك البيت. تبسم فان الله ما أشقاك إلا ليسعدك وما اخذ منك إلا ليعطيك وما أبكاك إلا ليضحكك وما حرمك إلا ليتفضل عليك |
مستشرق أراد ان يبحث عن عيوب في القرآن (قصه الدكتور ميلر)
مستشرق أراد ان يبحث عن عيوب في القرآن (قصه الدكتور ميلر) أقرأ القصــة كاملة ستجد فيها العجـب كان من المبشرين النشطين جدا في الدعوة إلى النصرانية وأيضا هو من الذين لديهم علم غزير بالكتاب المقدس Bible .... هذا الرجل يحب الرياضيات بشكل كبير .....لذلك يحب المنطق أو التسلسل المنطقي للأمور ....... في أحد الأيام أراد أن يقرأ القرآن بقصد أن يجد فيه بعض الأخطاء التي تعزز موقفه عند دعوته للمسلمين للدين النصراني كان يتوقع أن يجد القرآن كتاب قديم مكتوب منذ 14 قرن يتكلم عن الصحراء وم إلى ذلك ...... لكنه ذهل مما وجده فيه ..... بل واكتشف أن هذا الكتاب يحوي على أشياء لا توجد في أي كتاب آخر في هذا العالم ........ كان يتوقع أن يجد بعض الأحداث العصيبة التي مرت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم مثل وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها أو وفاة بناته وأولاده...... لكنه لم يجد شيئا من ذلك ...... بل الذي جعله في حيرة من أمره انه وجد أن هناك سورة كاملة في القرآن تسمى سورة مريم وفيها تشريف لمريم عليها السلام لا يوجد مثيل له في كتب النصارى ولا في أناجيلهم !! ولم يجد سورة باسم عائشة أو فاطمة رضي الله عنهم..... وكذلك وجد أن عيسى عليه السلام ذكر بالاسم 25 مرة في القرآن في حين أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يذكر إلا 5 مرات فقط فزادت حيرة الرجل ..... اخذ يقرا القرآن بتمعن أكثر لعله يجد مأخذا عليه .... ولكنه صعق بآية عظيمة وعجيبة ألا وهي الآية رقم 82 في سورة النساء : ' أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ' يقول الدكتور ملير عن هذه الآية ' من المبادئ العلمية المعروفة في الوقت الحاضر هو مبأد إيجاد الأخطاء أو تقصي الأخطاء في النظريات إلى أن تثبت صحتها Falsification test... والعجيب أن القرآن الكريم يدعوا المسلمين وغير المسلمين إلى إيجاد الأخطاء فيه ولن يجدوا ......' يقول أيضا عن هذه الآية ' لا يوجد مؤلف في العالم يمتلك الجرأة ويؤلف كتابا ثم يقول هذا الكتاب خالي من الأخطاء ولكن القرآن على العكس تماما يقول لك لا يوجد أخطاء بل ويعرض عليك أن تجد فيه أخطاء ولن تجد ' أيضا من الآيات التي وقف الدكتور ملير عندها طويلا هي الآية رقم 30 من سورة الأنبياء : ' أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شي حي أفلا يؤمنون' يقول 'إن هذه الآية هي بالضبط موضوع البحث العلمي الذي حصل على جائزة نوبل في عام 1973 وكان عن نظرية الانفجار الكبير وهي تنص أن الكون الموجود هو نتيجة انفجار ضخم حدث منه الكون بما فيه من سماوات وكواكب ' فالرتق هو الشي المتماسك في حين أن الفتق هو الشيء المتفكك فسبحان الله .. يقول الدكتور ملير : الآن نأتي إلى الشيء المذهل في أمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم والادعاء بان الشياطين هي التي تعينه والله تعالى يقول : 'َمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ 210 وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ 211 إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ 212 ' الشعراء 'فإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ 98 ' النحل أرايتم ؟؟ هل هذه طريقة الشيطان في كتابة أي كتاب ؟؟ يؤلف كتاب ثم يقول قبل ان تقرأ هذا الكتاب يجب عليك ان تتعوذ مني ؟؟ ان هذه الآيات من الأمور ا لاعجازية في هذا الكتاب المعجز ! وفيها رد منطقي لكل من قال بهذه الشبهة ' من القصص التي أبهرت الدكتور ملير ويعتبرها من المعجزات هي قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع أبو لهب ................. يقول الدكتور ملير : 'هذا الرجل أبو لهب كان يكره الإسلام كرها شديدا لدرجة انه كان يتبع محمد صلى الله عليه وسلم أينما ذهب ليقلل من قيمة ما يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم, اذا رأى الرسول يتكلم لناس غرباء فانه ينتظر حتى ينتهي الرسول من كلامه ليذهب إليهم ثم يسألهم ماذا قال لكم محمد؟ لو قال لكم ابيض فهو اسود ولو قال لكم ليل فهو نهار المقصد انه يخالف أي شيء يقوله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ويشكك الناس فيه . قبل 10 سنوات من وفاة أبو لهب نزلت سورة في القران اسمها سورة المسد, هذه السورة تقرر ان أبو لهب سوف يذهب إلى النار, أي بمعنى آخر ان أبو لهب لن يدخل الإسلام . خلال عشر سنوات كل ما كان على أبو لهب ان يفعله هو ان يأتي أمام الناس ويقول 'محمد يقول إني لن اسلم وسوف ادخل النار ولكني أعلن الآن اني أريد ان ادخل في الإسلام وأصبح مسلما !! .. الآن ما رأيكم هل محمد صادق فيما يقول ام لا ؟ هل الوحي الذي ياتيه وحي الهي؟ . لكن أبو لهب لم يفعل ذلك تماما رغم ان كل أفعاله كانت هي مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم لكنه لم يخالفه في هذا الأمر . يعني القصة كأنها تقول ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأبي لهب أنت تكرهني وتريد ان تنهيني, حسنا لديك الفرصة ان تنقض كلامي ! لكنه لم يفعل خلال عشر سنوات !! لم يسلم ولم يتظاهر حتى بالإسلام !! عشر سنوات كانت لديه الفرصة ان يهدم الإسلام بدقيقة واحدة! ولكن لان الكلام هذا ليس كلام محمد صلى الله عليه وسلم ولكنه وحي ممن يعلم الغيب ويعلم ان ابو لهب لن يسلم . كيف لمحمد صلى الله عليه وسلم ان يعلم ان أبو لهب سوف يثبت ما في السورة ان لم يكن هذا وحيا من الله؟؟ كيف يكون واثقا خلال عشر سنوات ان ما لديه حق لو لم يكن يعلم انه وحيا من الله؟؟ لكي يضع شخص هذا التحدي الخطير ليس له الا أمر واحد هذا وحي من الله .' >{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ} يقول الدكتور ملير عن أية أبهرته لإعجازها الغيبي : 'من المعجزات الغيبية القرآنية هو التحد للمستقبل بأشياء لا يمكن ان يتنبأ بها الإنسان وهي خاضعة لنفس الاختبار السابق الا وهو falsification tests أو مبدأ إيجاد الأخطاء حتى تتبين صحة الشيء المراد اختباره, وهنا سوف نرى ماذا قال القران عن علاقة المسلمين مع اليهود والنصارى ..القران يقول ان اليهود هم اشد الناس عداوة للمسلمين وهذا مستمر إلى وقتنا الحاضر فاشد الناس عداوة للمسلمين هم اليهود ' ويكمل الدكتور ملير : 'ان هذا يعتبر تحدي عظيم ذلك ان اليهود لديهم الفرصة لهدم الإسلام بأمر بسيط إلا وهو ان يعاملوا المسلمين معاملة طيبة لبضع سنين ويقولون عندها: ها نحن نعاملكم معاملة طيبة والقران يقول اننا اشد الناس عداوة لكم, إذن القران خطأ ! , ولكن هذا لم يحدث خلال 1400 سنة !! ولن يحدث لان هذا الكلام نزل من الذي يعلم الغيب وليس انسان !!' يكمل الدكتور ملير : ' هل رأيتم ان الآية التي تتكلم عن عداوة اليهود للمسلمين تعتبر تحدي للعقول !! ' ' لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمنوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ 82 وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ 83 وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ 84 ' المائدة وعموما هذه الآية تنطبق على الدكتور ملير حيث انه من النصارى الذي عندما علم الحق آمن ودخل الإسلام وأصبح داعية له ..... وفقه الله يكمل الدكتور ملير عن أسلوب فريد في القران أذهله لإعجازه : 'بدون أدنى شك يوجد في القران توجه فريد ومذهل لا يوجد في أي مكان آخر, وذلك ان القران يعطيك معلومات معينة ويقول لك: لم تكن تعلمها من قبل !! مثل : سورة آ عمران - سورة 3 - آية 44 ' ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم اذ يختصمون ' سورة هود - سورة 11 - آية 49 ' تلك من انباء الغيب نوحيها اليك ما كنت تعلمها انت ولا قومك من قبل هذا فاصبر ان العاقبة للمتقين ' سورة يوسف - سورة 12 - آية 102 ' ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك وما كنت لديهم اذ اجمعوا امرهم وهم يمكرون ' يكمل الدكتور ملير : 'لا يوجد كتاب مما يسمى بالكتب الدينية المقدسة يتكلم بهذا الأسلوب, كل الكتب الأخرى عبارة عن مجموعة من المعلومات التي تخبرك من أين أتت هذه المعلومات, على سبيل المثال الكتاب المقدس (الإنجيل المحرف) عندما يناقش قصص القدماء فهو يقول لك الملك فلان عاش هنا وهذا القائد قاتل هنا معركة معينة وشخص آخر كان له عدد كذا من الأبناء وأسماءهم فلان وفلان ..الخ . ولكن هذا الكتاب (الإنجيل المحرف) دائما يخبرك اذا كنت تريد المزيد من المعلومات يمكنك ان تقرأ الكتاب الفلاني او الكتاب الفلاني لان هذه المعلومات أتت منه ' يكمل الدكتور ملير : 'بعكس القران اذ يمد القارىء بالمعلومة ثم يقول لهذه معلومة جديدة !! بل ويطلب منك ان تتأكد منها ان كنت مترددا في صحة القران بطريقة لا يمكن ان تكون من عقل بشر !! . والمذهل في الأمر هو أهل مكة في ذلك الوقت - أي وقت نزول هذه الآيات - ومرة بعد مرة كانوا يسمعونها ويسمعون التحدي بان هذه معلومات جديدة لم يكن يعلمها محمد صلى الله عليه وسلم ولا قومه, بالرغم من ذلك لم يقولوا: هذا ليس جديدا بل نحن نعرفه, أبدا لم يحدث ان قالوا مثل ذلك ولم يقولوا: نحن نعلم من أين جاء محمد بهذه المعلومات, أيضا لم يحدث مثل هذا, ولكن الذي حدث ان أحدا لم يجرؤ على تكذيبه أو الرد عليه لانها فعلا معلومات جديدة كليا !!! وليست من عقل بشر ولكنها من الله الذي يعلم الغيب في الماضي والحاضر والمستقبل ' جزاك الله خيرا يا دكتور ملير على هذا التدبر الجميل لكتاب الله في زمن قل فيه التدبر اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات |
موقف مبكي حصل في حج 1428
موقف مبكي حصل في حج 1428 الداعية الإسلامي فضيلة الشيخ صفوت حجازي مع الطفل الغزاوي أحمد هذا الموقف رواه الشيخ صفوت على قناة الناس .... عندما كان في منى ، وإذا بطفل يبلغ من العمر تسع سنوات يقول له : أأنت الشيخ صفوت حجازي ؟؟ قال الشيخ : نعم .. قال الطفل: أنا أحمد من غزة ... أنا أتابعك على التلفاز .... فقال الشيخ : أهلا بك .. فقال الطفل: نحن في غزة ننتظركم ، ننتظر الدعاة والعلماء ليخلصونا من هذا الحصار وليحرروا القدس من اليهود ، هذه القدس لن تتحرر بالمؤتمرات والاتفاقيات ، لن تتحرر إلا برجال كعمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي وقطز وبيبرس ..... فيستطرد الشيخ: اندهشت من كلام أحمد، وشعرت أني أقف أمام رجل وليس طفل ذو تسع سنوات... واغرورقت عيناي بالدموع .... فقال أحمد: يا شيخ لا تنسونا من دعائكم ، ولا تنسوا أهل غزة ....... فقال الشيخ: امتلأ قلبي بالبكاء ، ولم أدر ما أقول .... ثم سألت أحمد : مع من أتيت ؟؟ قال أحمد : أتيت مع أبي وأمي ... فقال الشيخ : أين هم ؟؟؟ فأشار أحمد إليهما .. فقال الشيخ : ذهبت إلى والد أحمد .. فسلمت عليه .. فقال لي : الشيخ صفوت ؟؟ قلت : نعم، حياك الله ... ابنك أحمد رجل وليس طفلا .. ما عندك غيره ؟؟ قال الرجل : كان لي ثلاثة أولاد .. ولكنهم نالوا الشهادة ... وأنا أتيت إلى هنا لأسأل الله الشهادة التي أعطاها لأولادي وحرمني إياها ، خوفا من أن يكون حرمني إياها لفساد في نفسي ... تخيل فقد ثلاثة من فلاذت كبده وأتى ليسأل الله الشهادة يقول الشيخ : هنا انفجرت بالبكاء ولم أستطع أن أتمالك نفسي ...... وقلت للوالد : إن الله لا يسأل عما يفعل ... وربما أدامك لولدك أحمد حتى تربيه ، لعل الله يفتح على يديه فتحا مبينا ... فقال الوالد : ما عزاني أحد بمثل هذا العزاء ..... الحمد لله رب العالمين .... يقول الشيخ : هنا ودعت أحمد وهو يقول لي: يا شيخ أبلغ بقية الدعاة أننا في غزة ننتظركم ... فلا تنسونا من الدعاء..... يقول الشيخ : وغاب أحمد عن ناظري وهو يقول لي وهو مبتسم: لا تنسى يا شيخ صفوت ... لا تنســــى |
هل الله ينـــــــــــــــــــام !!!!!!!!!!!
هل الله ينـــــــــــــــــــام !!!!!!!!!!! (الله لا اله لا هو الحي القيوم لاتأخذه سنه ولا نوم له مافي السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم ) صدق الله العظيم سأل بنو إسرائيل رسولهم موسي هـل ينام ربك ؟؟؟؟ فقال موسي : اتقوا الله!!! فناداه ربه عز و جل: سألوك يا موسي هل ينام ربك؟؟ فخذ زجاجتين في يديك و قم الليل.. ففعل موسي ، فلما ذهب منه الليل ثلثه نعس فوقع لكبتيه ، ثم انتعش فضبطهما حتى إذا كان أخر الليل نعس موسي فسقطت الزجاجتان عنه فانكسرتا . قال تعالى: يا موسى لو كنت أنام لسقطت السماوات والأرض فهلكن كما هلكت الزجاجتان في يديك . ولهذا السبب أنزلت أية الكرسي. ويستحب قراءة أية الكرسي عقب كل صلاة ، وقبل النوم وعند الاستيقاظ ! |
موقف جميل بينما النبي صلى الله عليه واله وسلم في الطواف إذا سمع اعرابياً يقول: يا كريم فقال النبي خلفه: يا كريم فمضى الاعرابي الى جهة الميزاب وقال: يا كريم فقال النبي خلفه : يا كريم فالتفت الاعرابي الى النبي وقال: يا صبيح الوجه, يا رشيق القد , اتهزأ بي لكوني اعرابياً؟ والله لولا صباحة وجهك ورشاقة قدك لشكوتك الى حبيبي محمد صلى الله عليه واله وسلم فتبسم النبي وقال: اما تعرف نبيك يا اخا العرب؟ قال الاعرابي : لا قال النبي : فما ايمانك به؟ قال : اّمنت بنبوته ولم اره وصدقت برسالته ولم القه قال النبي : يا أعرابي , اعلم أني نبيك في الدنيا وشفيعك في الاخرة فأقبل الاعرابي يقبل يد النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال النبي: مه يا اخا العرب لا تفعل بي كما تفعل الاعاجم بملوكها, فإن الله سبحانه وتعالى بعثني لا متكبراً ولا متجبراً, بل بعثني بالحق بشيراً ونذيراً فهبط جبريل على النبي وقال له: يا محمد. السلام يقرئك السلام ويخصك بالتحية والاكرام, ويقول لك : قل للاعرابي, لا يغرنه حلمنا ولا كرمنا,فغداً نحاسبه على القليل والكثير, والفتيل والقطمير فقال الاعرابي: او يحاسبني ربي يا رسول الله؟ قال : نعم يحاسبك إن شاء فقال الاعرابي: وعزته وجلاله, إن حاسبني لأحاسبنه فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم : وعلى ماذا تحاسب ربك يا اخا العرب؟ قال الاعرابي : إن حاسبني ربي على ذنبي حاسبته على مغفرته, وإن حاسبني على معصيتي حاسبته على عفوه, وإن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه فبكى النبي حتى إبتلت لحيته فهبط جبريل على النبي وقال : يا محمد, السلام يقرئك السلام , ويقول لك : يا محمد قلل من بكائك فقد الهيت حملة العرش عن تسبيحهم وقل لأخيك الاعرابي لا يحاسبنا ولا نحاسبه فإنه رفيقك في الجنة ________________________________________ شكري وتقديري لناقلة الحديث و حسن مقصدها ونيتها لكن هناك كلام على هذا الحديث،،،،، فهذه أجابة لسؤال حول هذا الحديث مع رابطه،،، الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : هذا الحديث لا أصل له ، ولاتجوز روايته ، لأنّه مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك لائح على ألفاظه الركيكة، ونكارة متنـة فالعبد لايخاطب ربه بهذا الخطاب المنافي للأدب ، وماكان النبي صلى الله عليه وسلم ليقـر قائلا عن ربه ( لئن حاسبني ربي لأحاسبنه ) ذلك أن العبد لايحاسب ربه ، قال تعالى ( لايٌسْئَلُ عَمّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُوُنْ ) ولهذا فحتى الرسل يوم القيامة يقولون تأدبا مع الله : ( يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ) . والعبـد يسأل ربه عفوه وكرمه ، ولا يحاسبه على شيء ، ومع ذلك فلا يدخل أحدٌ الجنة إلا برحمة الله ، لايدخل أحدٌ بعمله ، كما صح في الحديث ، فالعبد في حال التقصير دائمـا بمقتضى عبوديته ، والرب هـو المتفضل الرحمن الرحيم بكمال صفاته ، ولهذا ورد في حديث سيد الاستغفار أن يقول العبـد ( أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لايغفر الذنوب إلا أنـت ) متفق عليه . أبوء : أي أقـرّ وأعترف بنعمك العظيمة التي قابلتها بالتقصير والذنب . والصحيح أن يقول العبد : إن حاسبني ربي على ذنوبي ، رجوتُ رحمته وسألته مغفرته ، فإني العبد الخطّاء وهو الرب الرحيم العفو الغفور. وإن حاسبني على بخلي ، سألته أن يمن علي بكرمه وتجاوزه ، فإني مقر بذنبي وهـو الجواد الكريم المنان ، فمن أرجو إن لم أرجوه ، ومن ذا يغفر الذنوب سواه ، ومن أكرم الكرماء غيره سبحانه ، أونحو هذا من القول الذي فيه الإقرار بالعبودية والذنب ، في مقام السؤال والتوسل والتذلل لله تعالى الخالي من خطاب التحدي المنافي للأدب. الشيخ حامد العلي http://www.rasoulallah.net/subject2....67&sub_id=6856 |
عمر ابن عبد العزيز
عمر ابن عبد العزيز ((لما تلقى عمر بن عبد العزيز خبر توليته (للخلافة)، انصدع قلبه من البكاء، وهو في الصف الأول، فأقامه العلماء على المنبر وهو يرتجف، ويرتعد، وأوقفوه أمام الناس، فأتى ليتحدث فما استطاع أن يتكلم من البكاء، قال لهم: بيعتكم بأعناقكم، لا أريد خلافتكم، فبكى الناس وقالوا: لا نريد إلا أنت، فاندفع يتحدث، فذكر الموت، وذكر لقاء الله، وذكر مصارع الغابرين، حتى بكى من بالمسجد. يقول رجاء بن حيوة: والله لقد كنت أنظر إلى جدران مسجد بني أمية ونحن نبكي، هل تبكي معنا !! ثم نزل، فقربوا له المَراكب والموكب كما كان يفعل بسلفه، قال: لا، إنما أنا رجل من المسلمين، غير أني أكثر المسلمين حِملاً وعبئاً ومسئولية أمام الله، قربوا لي بغلتي فحسب، فركب بغلته، وانطلق إلى البيت، فنزل من قصره، وتصدق بأثاثه ومتاعه على فقراء المسلمين. نزل عمر بن عبد العزيز في غرفة في دمشق أمام الناس؛ ليكون قريبًا من المساكين والفقراء والأرامل، ثم استدعى زوجته فاطمة، بنت الخلفاء، أخت الخلفاء، زوجة الخليفة، فقال لها: يا فاطمة، إني قد وليت أمر أمة محمد عليه الصلاة والسلام – وتعلمون أن الخارطة التي كان يحكمها عمر، تمتد من السند شرقًا إلى الرباط غربًا، ومن تركستان شمالاً، إلى جنوب أفريقيا جنوبًا – قال: فإن كنت تريدين الله والدار الآخرة، فسلّمي حُليّك وذهبك إلى بيت المال، وإن كنت تريدين الدنيا، فتعالي أمتعك متاعاً حسنًا، واذهبي إلى بيت أبيك، قالت: لا والله، الحياة حياتُك، والموت موتُك، وسلّمت متاعها وحليّها وذهبها، فرفَعَه إلى ميزانية المسلمين. ونام القيلولة في اليوم الأول، فأتاه ابنه الصالح عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز، فقال: يا أبتاه، تنام وقد وليت أمر أمة محمد، فيهم الفقير والجائع والمسكين والأرملة، كلهم يسألونك يوم القيامة، فبكى عمر واستيقظ. وتوفي ابنه هذا قبل أن يكمل العشرين. عاش عمر – رضي الله عنه – عيشة الفقراء، كان يأتدم خبز الشعير في الزيت، وربما أفطر في الصباح بحفنة من الزبيب، ويقول لأطفاله: هذا خير من نار جهنم. أتى إلى بيت المال يزوره، فشم رائحة طيب، فسدّ أنفه، قالوا: مالك؟ قال: أخشى أن يسألني الله – عز وجل – يوم القيامة لم شممت طيب المسلمين في بيت المال. إلى هذه الدرجة، إلى هذا المستوى، إلى هذا العُمق. دخل عليه أضياف في الليل، فانطفأ السراج في غرفته، فقام يصلحه، فقالوا: يا أمير المؤمنين: اجلس قال: لا، فأصلح السراج، وعاد مكانه، وقال: قمت وأنا عمر بن عبد العزيز، وجلست وأنا عمر بن عبد العزيز. قالوا لامرأته فاطمة بعد أن توفي: نسألك بالله، أن تصِفي عمر؟ قالت: والله ما كان ينام الليل، والله لقد اقتربت منه ليلة فوجدته يبكي وينتفض، كما ينتفض العصفور بلَّله القطْر، قلت: مالك يا أمير المؤمنين؟ قال: مالي !! توليت أمر أمة محمد، وفيهم الضعيف المجهد، والفقير المنكوب، والمسكين الجائع، والأرملة، ثم لا أبكي، سوف يسألني الله يوم القيامة عنهم جميعاً، فكيف أُجيب ؟!)) للشيخ عائض القرني |
اخي الكريم / النسري
دخلت الى هذا الموضوع ذات مرة قدراً فوجدت متعة فى القراءة واليوم او الان وجدتني ادخل الصفحة الاخيرة فهالني هذا الجمال الذي وجدته والمعاني العالية التي تحويها الكلمات ... وجدتني مع اول كلمة من الصفحة الاخيرة تلك لم استطيع مغادرتها الا مع الاتيان على اخر كلمة بها ... كما اسمح لي ان اشكر الاخت العنود النبطية على ما اوردته من موقف مؤثر جميل فجزاها الله خيراً ما اجمل اسلامنا ... ولكن من يقرأ ومن يكتب واكيد ساعاود مرة اخرى لمتابعة وقراءة هذا الملف الثري ... جزاك الله خيراً اخي الكريم |
إقتباس:
جزاك الله خير اخي الفاضل متفائل كلاب طيب من رجل طيب ... |
نقلاً من كتيب بعنوان "الحجاب بين السلب والإيجاب" ص55
نقلاً من كتيب بعنوان "الحجاب بين السلب والإيجاب" ص55 للشيخ محمد الريّاش "العروس والصلاة" هذه القصة حدثت في الكويت وكانت على لسان كوافيرة أو مصففة الشعر صاحبة صالون تجميل إسمها (م.ع) روتها لي وهي متأثرة أيما تأثر، وقد سمعتها وهزت وجداني من الأعماق وفتحت في قلبي آفاقاً جديدة ورحبة نحو عالم السمو الروحي والماورائيات. إذ قالت بصوت حزين وهي ترتجف تستحضر الأجداث من البداية في أحد الأيام أتت لها عروساً لتضع لها المكياج وتزينها في ليلة عرسها، وقد انتقت الفتاة هذا الصالون لسمعته الطيبة وبراعة (م.ع) في تزيين العرائس وعندما أوشكت (م.ع) على الانتهاء من رسم مكياجها ارتفع أذان المغرب، فقالت العروس: فلأذهب لأصلي…أرجوكِ أزيلي المساحيق عن وجهي لأتوضأ، ردت عليها (م.ع) بغضب وكيف أفعل ذلك وأنا بذلت كل هذا الجهد العروس ترد بإصرار: أرجوك دعيني أصلي، سأضاعف لك الأجر، غضبت (م.ع) وأدارت ظهرها دون أي تعليق بينما اتجهت العروس إلى الحمام لتغسل وجهها وتوضأت لتصلي، بقت (م.ع) واقفة تنتظر، متبرمة، متأففة، الوقت يطول والعروس لا زالت في الداخل، أقلقها الأمر، أطلت عليها وجدتها ساجدة لكن سجدتها قد طالت، وسكونها غريب.. شكت في الأمر، اقتربت منها لتهزها وإذا بها ميتة.. العروس ماتت وهي ساجدة!! شهقت (م.ع) أذهلتها المفاجأة ثم صدرت منها صرخة هستيرية إنها ميتة..ميتة!! فضج الصالون بالبكاء والنحيب. أثرت هذه الحادثة بـ (م.ع) فقد تابت إلى الله وتحجبت والتزمت بصلاتها في أوقاتها واتخذت طريق الإيمان والتدين نهجاً لها في الحياة. ليس لي أي تعليق.. فالتعليق لكن يا أخواتي، يكفي أن أقول أن المنايا تسبق أحلامنا وآمالنا فلنكن دائماً مستعدين لهذه الرحلة، معبئين بالأعمال الخيرة والنوايا الحسنة كي نواجه المصير بصبر وحكمة. فالموت مارد مخيف يخطف العروس من خدرها والرضيع من حجر أمه والرجل من أهله. |
جزاك الله خيرا أخي (صقر الخيام المحلق) النسري على هذه الموسعة من القصص المؤثرة و أسأل الله أن ينفع بها و يضاعف لك بها الأجر المثوبة،،
أخي الحبيب سأطلق سراحها من التثبيت لقناعتي أنها مثبتة نفسها بنفسها وبتواصلك مع القصص الذي لا ينقطع كما عودتنا حفظك الله ورعاك،،، كل التحية والتقدير |
إقتباس:
أخي الفاضل والراقي دائما المسك ... تقبل كل الاحترام والتقدير والشكر على الجهود الطيبة في الخيام ... |
ولدي كم طال انتظاري
ولدي كم طال انتظاري كانت دموعي تشق طريقها كالعادة في شقوق اعتادت عليها وعرفت مجراها على وجنتي، وأنا مستلق على ظهري فوق سريري الحديدي في مساء يوم إجازة عن العمل المدرسي الشاق وحيداً بين جدران غرفة صغيرة في هذا البلد العربي الذي أعمل فيه بعيداً عن زوجتي وأهلي وأحبابي .. آه كم أطلت النظر إلى هذا السقف المشقوق فوقي فبرغم الضوء الخافت إلا أني مازلت أرى بوضوح الشقوق التي حفظت مجراها والتي يتخللها قشرات لأصباغ قديمة تتساقط بين حين وآخر على سريري أما الجدران فمصبوغة بألوان الطيف المتداخلة مع بعضها وقد بدأ الملح يزحف إليها بفعل الرطوبة الدائمة حتى أصبح منظره مشمئزاً منفراً..!! ولكن ماذا أفعل فهكذا هي حياة العزّاب .. فمنذ أن رجعت زوجتي إلى وطني قبل سنوات بأمر من الطبيب لكي تكون قريبة إلى تحقيق الأمل المنشود الذي يبدو أنه لن يأتي، أصبحت وحيداً في هذه الغرفة الوحيدة الكئيبة في هذه العمارة المتهالكة بعد أن تركت الشقة التي كنا نعيش فيها وانتقلت إلى أفقر حي في هذه المدينة وها أنا أزورهم في كل إجازة صيف، في زيارة لا أتمناها بل أفضل الغربة عنها !! كعادتي أنا مستلق على سريري والنوم يأبى إلا أن يعاندني ويجافي عيوني، ونفس التساؤل يراودني؟ هل من الممكن أن أرزق بمولود بعد خمسة عشر سنة من الزواج؟! وخاصة أن زوجتي تعدت الأربعين سنة وكادت أن تلامس سن اليأس في الإنجاب أنه هاجس يطاردني ليل نهار ككابوس جاثم على صدري استبدلت وضعية نومي عل وعسى أن يذهب عني هذا الكابوس ولكن هيهات، فمن يعرفني يعرف أنه لم ينفك عني منذ السنة الثانية للزواج عندما تسلل هذا الهاجس إلى داخلي بعدما تزوج أخوتي وأصدقائي من بعد ثم أنجبوا وهكذا تزوج أمة من القوم وأنجبوا أما أنا فقد كان مجرد عطف الناس علي وأسئلتهم المتكررة تقتلني عدة مرات قبل أن أعود إلى الحياة ثانية كجثة متحركة لا تمتلك من هذه الحياة سوى قلباً مازال فيه جبال من الأمل والرجاء وقدمان تحملان هذه الجثة لتذهبان بها إلى العمل أو إلى المسجد ثم تعود وعينان تزيدان من بؤسي عندما أنظر إلى الصغار يلعبون هنا وهناك وأسمع صرخاتهم وكأنها أعذب الألحان وأطربها، ولكم تمنيت هذه الصرخات في بيتي تفسد علي هدوئي القاتل وتصم أذني اللتين لم تسمع إلى الآن كلمة \" أبي \" لم تكن زوجتي المسكينة بأقل حالاً مني ولكن عزاءها أنها مازالت بين الأهل والأحباب في بلدنا يخففون عنها ألمها ويجبرون مصابها وخاصة إن آمالنا قبل أكثر من سنة قد لامست السحب بعد أن بُلِّغْنا إنها حامل، ثم بعد أشهر تحطمت هذه الآمال وانكسرت على جبال اليأس فقد كان حملاً كاذباً! هكذا يقال !! حتى الحمل يكذب ؟!! أتراه يسخر من جراحنا ؟!! أم تراه يتلذذ بآهات البؤساء ودموعهم ؟! كنا قد تكيفنا مع مصيبتنا لفترة من الوقت وغضّينا الطرف عن الإنجاب فقد أصبح بعيد المنال وسكت الناس عنا ورفعنا الراية البيضاء ورضينا بالقدر ولكن هذا الحمل الكاذب جدد الأوجاع ونكّل في الجروح وفتح المواجع، حتى أصبحت هذه المآسي هاجساً يومياً مريعاً ... تقتلني الوحدة هنا مع إنني من اختارها، فقد كانت أعين الأهل والجيران والأصدقاء كأنها سهام تدخل في جسدي لتنتزع روحي، ومن ثم تحولت النظرات إلى الهمز والغمز واللمز فآثرتُ الهروب طلباً لراحة الجسد وأمان الألسن والنظرات وكذلك طلباً للمال الذي به يتجدد أمل الإنجاب وتفتح به أبواباً في مستشفيات في بلدي كانت مسدودة علينا نحن الفقراء، فإذا بي أواجه عدواً جديداً وقاتلاً شرساً بطيئاً آخر يسمى \" الوحدة \" حتى بت – أستغفر الله - أخشى سماع الآية \" المال والبنون زينة الحياة الدنيا \" أمام الناس، لأنني بكل بساطة كنت أنهار وتسبقني العبرات وأفقد رباطة جأشي مع إنني دائماً أحاول أن أبدو قوياً راضياً بقدر الله تعالى غير مهتماً إلا بما قدره الله لي هكذا كنت أمام الناس وهكذا كنت أوحي لهم وبهذا كنت أتمتم، مع إنني في داخلي عكس ذلك تماماً كانت كل قطعة في داخلي تبكي بل وتصرخ وتتساءل : أيأتي صباح يحمل إليّ خبراً سعيداً؟! أم سيأتي مساءٌ يحمل لي أمل جميلاً ؟؟ وكانت كأنها تجيب نفسها: بعد خمسة عشر سنة ألا تمل أو تكل يا رجل!! انس يا محمود فليس لك نصيب في الذرية أبداً كتب عليك أن تموت هكذا وينتهي أثرك كتب عليك أن تعلم الأطفال وتحنو عليهم وتلاطفهم ولكن دون أن تسمع كلمة \" بابا \" ! ولم أنت قاسية في إجاباتك أيتها النفس ؟ تلطفي بي، قولي شيئاً يسعدني أو اسكتي على الأقل !! أو قولي لي اصبر وتجلد ولا تفقد الأمل أو قولي انتظر فرج الله فإن عطاءه لا ولن ينقطع قولي لي ما أجمل الصبر وما أجمل الثقة بالله العلي العظيم ! كانت اللحظات شبه السعيدة الوحيدة هي عندما تهاتفني زوجتي أو أهاتفها ولا نتطرق فيها إلى هذه القضية .. كان الاتفاق بيننا ألا نتطرق إلى هذا الموضوع بتاتاً، لأنها حتماً ستنتهي إلى البكاء وعدم إكمال الحديث فكم كانت - أم أحمد - هكذا كنت أناديها منذ بداية زواجنا ولم أكن أدري أن أحمد لن يأتي - تحمل لي الأمل دائماً في مكالماتها تارة تقول لي : لقد زار بلدنا طبيب عالمي وبشرني أن الحمل قريب وتارة تقول : لقد رأت فلانة رؤيا وفسرها فلان على إننا سنرزق بمولود ! وتارة تقول : لقد قرأت في مجلة متخصصة أنهم وجدوا علاجاً للعقم وتأخر الإنجاب كم كنت أتعذب وأنا أسمعها وهي تخفف عني وتريد إدخال السرور إلى نفسي في حين إني أعلم يقيناً إنها داخلياً منهارة أكثر مني وبمجرد أن تغلق الهاتف دوني ستنفجر في البكاء كم أنت عظيمة يا أم أحمد، تخففين عني في حين أنا من يجب أن يخفف عنك ! وتحملين همي وهمك معاً لذا اتفقنا ألا نتطرق إلى هذا الحديث مطلقاً ولكن هيهات فكل آمالنا وآلامنا تجمعت عند هذه النقطة حتى صمتنا للحظات يوحي إنه صمت النداء، نداء الفطرة، فطرة حب الولد والذرية ولكننا كنا كأننا نهرب من الجحيم إلى الجحيم لم نترك طبيباً، ولا حكيماً، ولا راقياً، ولا وسيلة تمكننا من الذرية إلا وطرقناها ذهبت إلى العمرة ثم إلى الحج وهناك بكيت بكاءً مراً كل كان يدعو غفران الذنوب إلا أنا كان دعائي مختلفاً لو كانت أصوات النفوس تُسْمَع لبكي لدعائي كل الذاكرين والطائفين ولو كانت دعوات القلوب تفوح لغمرت رائحة حزني جميع الساجدين والراكعين ... وهنا انتبهت وأنا على سريري فقد أخذتني الأحزان بعيداً انتبهت وأنا أكثر عزيمة على ألا أترك لليأس سبيلاً عليّ يتحكم بي كيفما شاء لك وحدك إلهي ألجأ، نعم لك وحدك يا إلهي يجب أن أتجه بعد أن استنفذت جميع السبل أنت الرجاء وإليك الملتجأ قمت وتوضأت حاملاً في نفسي قوة عجيبة من الأمل وقلبي ينبض بشدة وكأني أسمع تلك النبضات تقول \" لك وحدك إلهي \" لك وحدك إلهي، ذاك كان دعائي يوم طفت بالبيت كان تسليماً تاماً إني قد فوضت أمري إليك يا ربي بعد أن استنفذت جميع الأسباب فخذ بيدي يا رب سجدت وأطلت في السجود ... لك وحدك يا من تعلم سرى وعلانيتي يا من تعلم كربي وهمي لك وحدك دعائي لك وحدك توسلاتي لك وحدك مناجاتي إلهـــــــي وخالقي وخالق كل الكون لك الحمد والمجد والكبرياء إلهــــــي يا من أرجوك في السر والعلن ويا من أجاب نوحًا في قومه، ونصر إبراهيم على أعدائه، ورد يوسف إلى يعقوب، وكشف ضرَّ أيوب، يا من أجاب دعوةَ زكريا، وقبل تسبيحَ يونس لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين .. اللهم من اعتز بك فلن يذل، ومن اهتدى بك فلن يضل، ومن استكثر بك فلن يقل، ومن استقوى بك فلن يضعف، ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل، ومن استعان بك فلن يغلب، ومن توكل عليك فلن يخيب، ومن جعلك ملاذه فلن يضيع، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم اللهم أسألك ذرية صالحة وولداً تقر به عيني، اللهم لقد طال انتظاري له فما أجمل عطاؤك، وإني لعطائك منتظر، فهل من عطاء يفرح عبدك الضعيف ويدخل السرور في قلبه والحبور في نفسه ............. دعوت ليلتها كأنني لم أدعو قط وبين الدعاء والركوع والسجود والدموع نمت وأنا على سجادتي وبحالتي تلك ولم أستيقظ إلا على جرس الباب فتحت عيني يا إلهي الصباح قد انبلج والشمس في كبد السماء ويبدو إنني تأخرت عن حافلة المدرسة وأحد الزملاء جاء ليوقظني فتحت الباب ويا لها من مفاجأة !! لم تكن في الحسبان إنها أم أحمد زوجتي تحمل طفلاً جميلاً يبتسم ذهلت من هول المفاجأة وانخرس لساني للحظات وأنا غير مصدق ما أرى ما هذه المفاجأة يا أم أحمد ؟!! كيف وصلت إلى هنا ومن هذا الطفل ؟!! قلتها بكل دهشة وأنا أنظر للطفل الجميل - إنه أحمد يا محمود لقد أصبحت أباً أخيراً، خذه يا محمود احضنه وقبله ...... مددت يدي لآخذه إلى حضني فإذا صوت جرس الهاتف يرتفع عالياً وتختفي أم أحمد مع الطفل ! آه لقد كنت أحلم وأنا نائم على سجادتي ويا له من حلم جميل لقد قطع علي الجرس هذا الحلم الجميل وهذه الرؤيا السعيدة أسرعت إلى الهاتف ولكنه سكت يبدو أنه أحد الزملاء، فقد تأخرت عن المدرسة ثم رن ثانية نظرت إلى الرقم إنها أم أحمد زوجتي خير؟ فليس من عادتها أن تتصل في هذا الوقت المبكر إلا لأمر هام! قلقت بشدة وتسارعت دقات قلبي وأنا أرد - السلام عليكم، نعم يا أم أحمد ؟؟!! - وعليكم السلام وصباح السرور والأفراح وخبر سعيد يا حبيبي لقد كان صوتها مشبوباً بفرح غامر مما خفف عني ذلك القلق الذي اجتاحني فجأة .. - أراكِ سعيدة خير يا أم أحمد - كم ستعطيني إن قلت لك إني حامل حامل حامل يا محود - حامل ؟! أم كالعادة حمل كاذب ؟! - أنا في المستشفى يا حبيبي الآن، حجزتني الطبيبة أمس الظهر، أشعر إن الأمر ليس كالعادة، أنا أشعر به في داخلي يا محمود، لم أستطع النوم طوال الليل حتى أخبرك ولم أشأ الاتصال بك ليلاً لعلمي إنك تنام مبكراً - لقد سئمت من هذا يا أم أحمد، في كل مرة يحجزونك لشهور ثم لا يكون إلا الألم والبؤس عموماً إن خرج إلى الحياة فأخبريني لأعطيك ما تطلبين وقبلها أرجوك لا تقطعين قلبي وقلبك كالعادة قلتها بيأس وحزن وأغلقت الهاتف والدموع تتساقط من عيني فدخلت إلى دورة المياه لأتوضأ وأصلي الفجر فقد ارتفعت الشمس وتأخرت عن العمل . كنت في قرارة نفسي أتمنى أن يكون ما تقوله أم أحمد صحيحاً ولكن خلال هذه السنوات الخمسة عشر كم وكم دخلت المستشفى ! وكم وكم قيل لها إنها حامل ومن بعدها كان العذاب والتعذيب ! ولم أعد أصدق الأطباء وما يقولون، وأكثر ما كان يقطع قلبي أن تتصل بي أم أحمد بعد فترة لتقول لي إن الأمر انتهى وإنها عادت إلى المنزل خائبة بعد أن دفعنا الأموال الكثيرة وبذلت الوقت والجهد والصحة ... لم تعد أم أحمد تلك المرأة التي تشع فرحة ودلالاً، لم تعد بتلك النضارة والحيوية، بل ذبلت كشجرة خضراء أسقطت أوراقها ثم أصبحت بعد مدة صفراء شاحبة ولم يكن يصّبرها إلا إيمانها بالله وحبي الجارف لها، ومع ذلك فقد كانت تحثني على الزواج مرة ثانية لعلي أرزق بمولود لي ولها وكنت أمازحها وأقول : أنا موافق سأتزوج عندما تنجبين فترد : إذًا لن أنجب أبداً ... يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــع |
تابـــــــــــــ ولدي كم طال انتظاري ــــــــع
كان يوماً جميلاً عندما استدعاني مدير مدرستي إلى مكتبه كان من عادته إنه كان يتعاهدني بين حين وآخر بالسؤال عن أحوالي فبرغم مشاغله الكثيرة ومسؤلياته الكبيرة إلا أنه كان لا ينساني كان متعاطفاً معي جداً عن نفسي كنت أحبه جداً واحترمه كل احترام لأنه وبكل اختصار \" إنسان \" بمعنى الكلمة فبرغم حزمه وقوة شخصيته إلا أن طبيعته كانت سمحة طيبة، يسأل عن الصغير والكبير ويقف بجانبهم في محنهم ويتلمس همومهم، لم تكن علاقته مع الجميع علاقة إدارية فقط بل بجانب هذا كانت علاقة إنسانية من الدرجة الأولى فبرغم إنني أكبر منه سناً كنا نشعر أمامه إننا أبناءه كنت وبكل صراحة كلما أخرج من عنده أخرج بأمل جديد وقوة معنوية عالية تضل معي لفترة طويلة بادرني مبتسماً : - أستاذ محمود ستكون أباً قريباً إن شاء الله، فإحساسي لا يخب - أستاذي دائماً تشجعني وأنا أقدر لك هذه الروح الطيبة، ولا أنسى ذلك اليوم الذي أخبرتني عن صديقك الذي أنجب بعد 7 سنوات كاملة ولا عن الآخر الذي أنجب أيضاً بعد سنين وكيف إنك أرجعت إلى الأمل بهذه القصص الواقعية وجعلتني وزوجتي نعيد حساباتنا ثانية بعد أن كدنا أن نقتنع إن الأمر وصل إلى طريق مسدود وخاصة لما وصلنا إلى هذا العمر - ولهذا استدعيتك يا عزيزي أتتذكر سائق الحافلة الأردني الذي كان يعمل هنا ثم ترك العمل بعد فترة، ربما لا تتذكره ولكنه أكبر منك عمراً وزوجته أكبر من زوجتك - نعم ماذا حصل له ؟ - جاءني بالأمس يحمل سلة حلاوة ويكاد يطير فرحاً وأخذني بالأحضان طويلاً، لقد أنجبت زوجته بعد 16 عاماً وسماها فاطمة آه لو تقرأ الفرحة في عينيه يا محمود، لقد أبلغته قصتك، فقال: بلغه إن الله على كل شيء قدير - بعد ستة عشر عاماً ؟! - نعم بعد ستة عشر عاماً - والله يا أستاذي لقد فتحت لي باب الأمل واسعاً بحديثك هذا بعد أن ضاق شيئاً فشيء لقد أعدت إليّ روحي المشتتة في داخلي، واستجمعت ابتسامتي المبعثرة في فمي، واحتويت قلبي الممزق في أحشائي نعم إن الله على كل شيء قدير لم أستطع التغلب على قطرات الدموع التي كانت تتقاطر من عيني ولم أستطع النظر إلى عينيه السعيدتين لفرحتي استأذنت سريعاً بإشارة من يدي فقد كدت أن أنفجر بكاءً في وجهه، وخرجت سريعاً وانزويت في زاوية بعيداً عن الأعين ولم أستطع المقاومة فقد غلبتني الدموع واهتز جسمي وانفجرت في البكاء طويلاً وكأني لم أبك من قبل ! ولكنها دموع لها طعم آخر إنها دموع عودة الأمل من جديد..... ها أنا أعود إلى هذا المنزل الكئيب ولكن بأمل جديد هل أخبر أم أحمد الرؤيا التي رأيتها هذا الصباح ؟ وهل أسعدها بما أخبرني عنه مديري ؟ أتذكر كم أسعدها خبر ذلك الرجل الذي أنجبت زوجته بعد سبع سنوات، وكيف رسمنا يومها آمالاً كالجبال لا أدري هل أخبرها الآن أم أخبرها في الصيف عندما ألتقي بها هناك في بلدي، فعلى الأقل عندي ما أحمله لها من الأخبار السعيدة آه تذكرت أنها في المستشفى الآن، إذاً فلأخبرها عندما ترجع من المستشفى محطمة كالعادة من حملها الكاذب، فساعتها من المناسب أن أخفف عنها بمثل هذه الأخبار مرت الشهور كعادتها مملة فلا أنا مرتاح هنا ولا أنا سعيد بقرب الإجازة الصيفية فالعودة إلى الوطن ليس لها ميزة ممتعة بالنسبة لي ولكني أؤديها كواجب حتمي ومع ذلك فقد قررت ألا أسافر هذه السنة، فأم أحمد خرجت من المستشفى بعد سبعة أشهر من العناء وعادت إلى البيت دون ظهور تباشير أمل في الأفق، والآن كما تقول تراجع كل أسبوعين ولكنني لا أجد في حديثها حماساً بل أشعر كأنها تخفي عني أمراً وهذا الأمر أنا أعرفه جيداً المسكينة تحاول التخفيف عني ولا تريد مواجهتي وإخباري أن الحمل فشل مرة أخرى لعلمها إني مشغول هذه الأيام في الاختبارات النهائية للطلاب ولا تريد أن تزيد همي همًا آخر لذا كانت تتجنب الحديث عن أمر الإنجاب أو الحمل وكنت أفضّل هذا، لذا فعدم النزول إلى البلد هذه السنة قرار صائب بالنسبة لي لأنها ستكون مأساوية ولكن لن أخبرها إلا عندما تقترب الإجازة وأضعها أمام أمر الواقع . كنت في الصف الدراسي عندما اهتز هاتفي في جيبي فلم اعره اهتماماً، حيث أنه لم يبق من وقت الحصة إلا القليل، وكنت جالساً أقضي هذا الوقت في الحديث الودي مع طلابي الصغار، ولم تكن من عادتي أن أرد على الهاتف في الصف مطلقاً ولكن الهاتف عاود الاهتزاز ثانية ثم ثالثة فرابعة فنظرت إلى الرقم فإذا هو رقم زوجتي أم احمد !! لم يكن تلك من عاداتها، فهي تعلم إنني الآن في الحصة الدراسية وتحفظ أوقات راحتي وعملي ولكن هذا الإلحاح من الهاتف يقلق جداً، هل حصل شيء لأحد من أهلي بدأ القلق يتسرب إلى قلبي ...! جاءت رسالة سريعة منها ، قرأتها \" أرجوك رد على الهاتف ضروري \" ثم بعدها مباشرة اهتز الهاتف ولا شعورياً رددت وقلبي قلق جداً - السلام عليكم - محمود ... قالتها أم أحمد وهي تصرخ وكأن قلبي سقط في بطني لدى سماعي صرختها فقد كنت أتوقع أمراً سيئاً أعادت الصراخ ثانية وأنا أسمع ضجيجاً حولها وأصوات عالية كثيرة لذا لم يكن صوتها واضحاً وهي تقول : - محمود حبيبي أحمد وصل ! - ماذا تقولين لم أسمعك جيداً ... أي أحمد ؟! - أحمد ابنك وصل والله وصل، وها هو في حضني - أحمد ابني، أي ابن ؟!! لا تمزحين معي يا أم أحمد !! - صدقني والله لا أمزح ... خذ تكلم مع أختك سلمى - نعم يا محمود، الله رزقك ولداً هذا الصباح .... قالتها سلمى وهي تبكي سعادة - سلمى، أخشى أن أكون في حلم، ماذا تقولين قوليها ثانية - أنت لا تحلم يا أخي بل هي الحقيقة، زوجتك رزقت بولد هذا الصباح، لقد أصبحت أباً يا أخي أخيراً - أباً ، أنا ؟!! بعد خمسة عشر سنة ؟!! لم أشعر إلا وأنا أهوي على الأرض ساجداً حمداً وشكراً لله رب العالمين ولم انتبه أن الطلاب يراقبون ويسمعون ما يجري من الحديث فجلست على الكرسي لا تحملني قدماي كان قلبي يدق بشدة، والدموع تغمر عينيّ ولكنها لم تسقط بعد، حاولت أن أتماسك أمام طلابي وغطيت وجهي بيديّ لكي لا يروا دموعي ولكن سؤال أحد طلابي كان قاصمة ظهر، حين قال : - أأنت تبكي يا أستاذ ؟!! حينها لم أستطع أن أتمالك نفسي فانفجرت في بكاء ونشيج متواصل وجسدي كله يهتز كأنه يتراقص مع قطرات الدموع التي تنزل على شاربي ولحيتي ثم خرجت إلى ساحة المدرسة أركض كالمجنون أحضن كل من يقابلني وأنا أصرخ لقد أصبحت أباً لقد أصبحت أباً ...... |
حمدان يا حمدان أمك توصيك
حمدان يا حمدان أمك توصيك يااخوان نصيحة لله الزم رضا الوالدة قبل فوات الأوان الام ماتت والقصيده سلمها الدكتور للولد وهو يستلم جثمانها هذه قصيدة لأم تعيش في دار المسنين تنثر كل أحزانها بصوت الامومة لولدها الذي رماها وتركها من أجل خاطر زوجتة التي رفضت العيش مع أمة.....؟؟ وتمر ثلاث سنوات ولم ترى فلذة كبدها ولو مرة واااحدة فكتبت هذة القصيدة .... يامسندي قلبي على الدوم يطريك ×× ماغبت عني وطيفك سمايا هذي ثلاث سنين والعين تبكيــك ×× ماشفت زولك زايرآ يا ضنايا تذكر حياتي يوم أشيلك وأداريك ×× والاعبك دايم وتمشي ورايا ترقد على صوتي حضني يدفيك ×× ماغيرك أحدآ ساكنن في حشايا وليا مرضت أسهر بقربك وداريك ×× ماذوق طعم النوم صبح ومسايا ياما عطيتك من حناني وبعطيك ×× تكــبر وتكــبر بالامل يا مـنايا لكن خسارة بعتني اليوم وشفيك ×× وأخلصت للزوجة وأنا لي شقايا أنا أدري أنها قاسية ما تخليك ×× قالت عجوزك وما أبيها معايا خليتني وسط المصحة وأنا أرجيك ×× هذا جزا المعروف وهذا جزايا ياليتني خــدااامةً بين أياديك ×× من شأن أشوفك كل يوم برضايا مشكور ياوليدي وتشكر مساعيك ×× وأدعي لك دايمآ بالهدايا حمدان يا حمدان أمك توصيك ×× أخاف ماتلحق تشوف الوصايا أوصيت دكتور المصحة بيعطيك ×× رسالتي وحروفها من بكايا وأن مت لاتبخل علي بدعاويك ×× وأطلب لي الغفران وهذا رجايا وأمطر ترااب القبر بدموع عينيك ×× ما عاد ينفعك الندم والنعايا — |
أمسِك بيَـد من تُحب
أمسِك بيَـد من تُحب يحكى أن فتاة صغيرة مع والدها العجوز كانا يعبران جسراً، خاف الأب الحنون على ابنته من السقوط.. فقال لها: حبيبتي أمسكي بيدي جيداً.. حتى لا تقعي في النهر فأجابت ابنته دون تردد: لا ياأبي.. أمسك أنت بيدي رد الأب باستغراب: وهل هناك فرق؟ كان جواب الفتاة سريعاً أيضاً: لو أمسكتُ أنا بيدك قد لا أستطيع التماسك ومن الممكن أن تنفلت يدي فأسقط.. لكن لو أمسكتَ أنت بيدي فأنت لن تدعها تنفلت منك.. أبداً ******* عندما تثق بمن تحب أكثر من ثقتك بنفسك.. وتطمئن على وضع حياتك بين يديهم أكثر من اطمئنانك لوضع حياتك بين يديك عندها أمسك بيد من تحب.. قبل أن تنتظر منهم أن يمسكوا بيدك |
طالب سوداني أسكت أستاذه الأمريكي؟
طالب سوداني أسكت أستاذه الأمريكي؟ حدث أن طالب سوداني مسلم كان يدرس في الجامعة الأمريكية في بيروت . كان هذا الطالب السوداني المسلم محافظاً على أداء فرائضه الدينية , وفي أحد الأيام لاحظه أحد مدرسيه في هذه الجامعة يتوضأ للصلاة, فصاح فيه غاضباً كيف تغسل قدميك في حوض نغسل فيه وجوهنا ؟ (إنها حيلة الذئب المعروفة مع الحمل) فقال له : الطالب السوداني : كم مرة تغسل وجهك في اليوم ؟ الأستاذ الأمريكي : مرة واحدة في كل صباح طبعاً . الطالب السوداني : أما أنا فأغسل رجلي على الأقل خمس مرات في اليوم . إذاً لك أن تحكم بعد ذلك ,,, أيهما أكثر نظافة رجلي أم وجهك ! |
إقتباس:
كما العادة اخي النسري مميز في انتقاءك متابعة كالعادة |
إقتباس:
أشرقت الأنوار في صفحتي ... شكراً جزيلاً على كلماتك الطيبة أختي الفاضلة ... |
نعم تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل
نعم تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل موقف (1) دخل عبد الله بيته وما إن فتح الباب ومشى قليلاً .. حتى تعثر بلعبة طفلته وكاد أن يقع رفع اللعبة ثم واصل طريقه متجهاً إلى المطبخ حيث زوجته وهو متضايق مما حصل له فلولا عناية الله كان سقط على وجهه وكسرت يده.. يا الله كم مرة قلت لها اهتمي بترتيب البيت، لم لا تأخذي بكلامي ؟! وصل إليها فقابلته بابتسامة مشرقة وكلمة رقيقة.. وإذا هي قد أعدت مائدة لذيذة من الطعام الذي يفضله فأطفأ كل ذلك غضبه وجعل يفكر هل الأمر يستحق أن أكرر مرة أخرى عليها نفس الاسطوانة؟!! لتغضب وتخبرني أنها كانت مشغولة بإعداد الطعام.. فتجلس على المائدة وهي متضايقة ؟! ونتنكد باقي يومنا ! أعتقد أنه من الأفضل أن أتغاضى قليلاً لنسعد كثيراً . **** **** موقف (2) انتظرت أمل مجيء خالد بعد انتهاء الحفلة التي دعيت لها .. لكنه تأخر .. مرت عشر دقائق ثم نصف ساعة على الموعد الذي اتفقا عليه وبدا المدعوون بالتناقص.. ثم مرت ساعة كاملة ولم يبق إلا هي وأصحاب الدعوة الذين كانوا يجاملونها مع ما بدا عليهم من إرهاق ! يا إلهي أين أنت يا خالد؟ دائماً تحرجني بتأخرك ! إنه لا يلتزم بالمواعيد بتاتاً .. لقد كدت أبكي من الخجل .. أخيراً حضر.. ركبت السيارة بسرعة وهي ترتجف من الغضب، وقبل أن تفتح فمها أخبرها أنه قد طاف على سبع محلات تجارية ليشتري لها الجهاز الذي طلبته، ولأنه يفضل أن يختار أجود نوع فلم يكن يقنعه أي منتج حتى وصل آخر محل فوجد عنده هذا الجهاز.. أنه في الخلف هل انتبهت له عند ركوبك؟ التفت إليه فإذا هو قابع على المقعد الخلفي وإذا هو طلبها تماماً.. مسكين أنت يا خالد ما أطيب قلبك! لكن أيضاً لقد أحرجني عند أقاربي ولا بد أن أخبره أني متضايقة.. فكرت قليلاً.. إن عاتبته قد يغضب ويعلو صوته كالعادة وأنا الآن في غنى عن هذه المشاكل.. وإن تغاضيت وسكت ارتحت ومضت سفينتنا على خير.. وهذا ما اخترت والحمد لله . ليس الغبي بسيد في قومه لكن سيد قومه المتغابي !! ** **** ** لا يخلو شخص من نقص .. ومن المستحيل على أي زوجان أن يجد كل ما يريده أحدهما في الطرف الآخر كاملاً.. كما أنه لا يكاد يمر أسبوع.. دون أن يشعر أحدها بالضيق من تصرف عمل الآخر.. وليس من المعقول أن تندلع حرب كلامية كل يوم وكل أسبوع على شيء تافه كملوحة الطعام أو نسيان طلب أو الانشغال عن وعد 'غير ضروري' أو زلة لسان ، فهذه حياة جحيم لا تطاق ! ولهذا على كل واحد منهما تقبل الطرف الآخر .. والتغاضي عما لا يعجبه فيه من صفات ، أو طبائع .. وكما قيل 'تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل ' وهو تكلف الغفلة مع العلم والإدراك لما يتغافل عنه تكرماً وترفعاً عن سفاسف الأمور . ويقال: ' ما زال التغافل من فعل الكرام '.. وبعض الرجال – هداهم الله – يدقق في كل شيء وينقب في كل شيء فيفتح الثلاجة يومياً ويصرخ لماذا لم ترتبي الخضار .. أو تضعي الفاكهة هنا أو هناك ؟! لماذا الطاولة علاها الغبار ؟! كم مرة قلت لك الطعام حار جداً ؟! الخ وينكد عيشتها وعيشته !! وكما قيل : ما استقصى كريم قط .. كما أن بعض النساء كذلك تدقق في أمور زوجها ماذا يقصد بكذا؟ ولماذا لم يشتر لي هدية بهذه المناسبة؟ ولماذا لم يهاتف والدي ليسأل عن صحته؟ وتجعلها مصيبة المصائب وأعظم الكبائر.. فكأنهم يبحثون عن المشاكل بأنفسهم !! كما أن بعض الأزواج .. يكون عنده عادة لا تعجب الطرف الآخر أو خصلة تعود عليها ولا يستطيع تركها – مع أنها لا تؤثر في حياتهم الزوجية بشيء يذكر – إلا أن الطرف الآخر يدع كل صفاته الرائعة .. ويوجه عدسته على تلك الصفة محاولاً اقتلاعها بالقوة .. وكلما رآه علق عليها أو كرر نصحه عنها فيتضايق صاحبها وتستمر المشاكل.. بينما يجدر التغاضي عنها تماما ً.. أو يحاول لكن في فترات متباعدة وليستمتعا بباقي طباعهما الجميلة.. فلنتغاضى قليلاً حتى تسير الحياة سعيدة هانئة لا تكدرها صغائر.. ولتلتئم القلوب على الحب والسعادة فكثرة العتاب تفرق الأحباب قال لقمان لابنه : خف الله خوفاً لو أتيته بعمل الثقلين خفت ان يعذبك.. وارجه رجاءاً لو اتيته بذنوب الثقلين رجوت ان يغفر لك فقال له ابنه يا أبت وكيف اطيق هذا .. وانما لي قلب واحد فقال يا بني لو استخرج قلب المؤمن فشق لوجد فيه نوران نور للخوف ونور للرجاء لو وزنا ما رجح أحدهما على الآخر بمثقال ذرة. |
نصف ساعة تحت الأرض
نصف ساعة تحت الأرض يقول كاتب القصة : أي شخص كان قد رآني متسلقاً سور المقبرة في هذه الساعة من الليل، كان سيقول: أكيد مجنون، أو أن لديه مصيبة. والحق أن لديَّ مصيبة، كانت البداية عندما قرأت عن سفيان الثوري - رحمه الله: أنه كان لديه قبراً في منـزله يرقد فيه وإذا ما رقد فيه نادى: (رب ارجعون .. رب ارجعون ) ثم يقوم منتفضاً ويقول : ها أنت قد رجعت فماذا أنت فاعل؟ حدث أن فاتتني صلاة الفجر، وهي صلاة من كان يحافظ عليها، ثم فاتـته فسيحس بضيقة شديدة طوال اليوم عند ذلك. تكرر معي نفس الأمر في اليوم الثاني، فقلت لابد وأن في الأمر شيء، ثم تكررت للمرة الثالثة على التوالي؛ هنا كان لابد من الوقوف مع النفس وقفة حازمة لتأديبها حتى لا تركن لمثل هذه الأمور فتروح بي إلى النار قررت أن أدخل القبر حتى أؤدبها ! ولابد أن ترتدع وأن تعلم أن هذا هو منـزلها ومسكنها إلى ما يشاء الله. وكل يوم أقول لنفسي دع هذا الأمر غداً وجلست أسوف في هذا الأمر حتى فاتـتني صلاة الفجر مرة أخرى. حينها قلت: كفى . وأقسمت أن يكون الأمر هذه الليلة. ذهبت بعد منتصف الليل، حتى لا يراني أحد، وتفكرت: هل أدخل من الباب ؟ حينها سأوقظ حارس المقبرة! أو لعله غير موجود! أم أتسور السور ؟ إن أوقظته لعله يقول لي تعال في الغد، أو حتى يمنعني ، وحينها يضيع قسمي، فقررت أن أتسور السور .. رفعت ثوبي وتلثمت بشماغي واستعنت بالله وصعدت، برغم أنني دخلت هذه المقبرة كثيراً كمشيع، إلا أنني أحسست أنني أراها لأول مرة. ورغم أنها كانت ليلة مقمرة، إلا أنني أكاد أقسم أنني ما رأيت أشد منها سواداً تلك الليلة، كانت ظلمة حالكة، سكون رهيب. هذا هو صمت القبور بحق، تأملتها كثيراً من أعلى السور، واستـنشقت هوائها، نعم إنها رائحة القبور، أميزها عن ألف رائحة، رائحة الحنوط، رائحة بها طعم الموت الصافي. وجلست أتفكر للحظات مرت كالسنين .. إيه أيتها القبور، ما أشد صمتك وما أشد ما تخفينه، ضحك ونعيم، وصراخ وعذاب أليم، ماذا سيقول لي أهلك لو حدثتهم؟ لعلهم سيقولون قولة الحبيب صلى الله عليه وسلم: (الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم). قررت أن أهبط حتى لا يراني أحد في هذه الحالة، فلو رآني أحد فإما سيقول أنني مجنون وإما أن يقول لديه مصيبة، وأي مصيبة بعد ضياع صلاة الفجر عدة مرات. هبطت داخل المقبرة، وأحسست حينها برجفة في القلب، والتصقت بالجدار ولا أدري لأحتمي من ماذا؟ عللت ذلك لنفسي بأنه خشية من المرور فوق القبور وانتهاكها، أنا لست جباناً، لكنني شعرت بالخوف حقا !نظرت إلى الناحية الشرقية والتي بها القبور المفتوحة والتي تنتظر ساكنيها. إنها أشد بقع المقبرة سواداً ، وكأنها تناديني، مشتاقة إليَّ : متى ستكون فيَّ ؟ أمشي محاذراً بين القبور، وكلما تجاوزت قبراً تساءلت أشقي أم سعيد ؟ شقي بسبب ماذا؟ أضيّع الصلاة ؟ أم كان من أهل الغناء والطرب؟ أم كان من أهل الزنى؟ لعل من تجاوزت قبره الآن كان يظن أنه أشد أهل الأرض قوة، وأن شبابه لن يفنى؟ وأنه لن يموت كمن مات قبله؟ أم أنه كان يقول: ما زال في العمر بقية، سبحان من قهر الخلق بالموت . أبصرت الممر، حتى إذا وصلت إليه، ووضعت قدمي عليه، أسرعت نبضات قلبي فالقبور يميني ويساري، وأنا ارفع نظري إلى الناحية الشرقية، ثم بدأت أولى خطواتي، بدت وكأنها دهر، أين سرعة قدمي؟ ما أثقلهما الآن، تمنيت أن تطول المسافة ولا تنتهي ابداً، لأنني أعلم ما ينتظرني هناك. اعلم، فقد رأيت القبر كثيرا، ولكن هذه المرة مختلفة تماماً أفكار عجيبة، أكاد أسمع همهمة خلف أذني، نعم، أسمع همهمة جليّة، وكأن شخصاً يتنفس خلف أذني، خفت أن أنظر خلفي، خفت أن أرى أشخاصاً يلوحون إليّ من بعيد، خيالات سوداء تعجب من القادم في هذا الوقت، بالتأكيد أنها وسوسة من الشيطان، لا يهمني شيء طالما أنني قد صليت العشاء في جماعه. أخيراً، أبصرت القبور المفتوحة، أقسم للمرة الثانية أنني ما رأيت أشد منها سواداً، كيف أتتني الجرأة حتى أصل بخطواتي إلى هنا ؟ بل كيف سأنزل في هذا القبر ؟ وأي شئ ينتظرني في الأسفل ؟ فكرت بالإكتفاء بالوقوف و أن أصوم ثلاثة أيام تكفيراً لقسمي . ولكن لا .. لن أصل إلى هنا ثم أقف، يجب أن أكمل، ولكن لن أنزل إلى القبر مباشرة، بل سأجلس خارجه قليلاً حتى تأنس نفسي. ما أشد ظلمته، وما أشد ضيقه، كيف لهذه الحفرة الصغيرة أن تكون حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة؟ سبحان الله. يبدو أن الجو قد إزداد برودة، أم هي قشعريرة في جسدي من هذا المنظر؟ هل هذا صوت الريح ؟ ليس ريحاً، لا أرى ذرة غبار في الهواء، هل هي وسوسة أخرى؟ استعذت بالله من الشيطان الرجيم، ثم أنزلت الشماغ ووضعته على الأرض ثم جلست وقد ضممت ركبتي أمام صدري أتأمل هذا المشهد العجيب، إنه المكان الذي لا مفر منه أبداً، سبحان الله، نسعى لكي نحصل على كل شيء، وهذه هي النهاية: لاشئ . كم تنازعنا في الدنيا، اغتبنا، تركنا الصلاة، آثرنا الغناء على القرآن، والكارثة أننا نعلم أن هذا مصيرنا، وقد حذّرنا الله منه ورغم ذلك نتجاهل. أشحت بوجهي ناحية القبور وناديتهم بصوت خافت، وكأني خفت أن يرد عليّ أحدهم: يا أهل القبور، مالكم؟ أين أصواتكم؟ أين أبناؤكم عنكم اليوم؟ أين أموالكم؟ أين وأين؟ كيف هو الحساب؟ أخبروني عن ضمة القبر، أتكسر الأضلاع؟ أخبروني عن منكر و نكير، أخبروني عن حالكم مع الدود ! سبحان الله، نستاء إذا قدم لنا أهلنا طعام بارد أو لا يوافق شهيتنا، واليوم .. نحن الطعام، لابد من النزول إلى القبر . قمت وتوكلت على الله، ونزلت برجلي اليمين، وافترشت شماغي، ووضعت رأسي وأنا أفكر، ماذا لو انهال عليَّ التراب فجأة؟ ماذا لو ضُم القبر عليَّ مرة واحدة؟ نمت على ظهري وأغلقت عينيَّ حتى تهدأ ضربات قلبي، حتى تخف هذه الرجفة التي في الجسد، ما أشده من موقف وأنا حي . فكيف سيكون عند الموت؟ فكرت أن أنظر إلى اللحد، هو بجانبي، والله لا أعلم شيئاً أشد منه ظلمة، ياللعجب! رغم أنه مسدود من الداخل إلا أنني أشعر بتيار من الهواء البارد يأتي منه! فهل هو هواء بارد أم هي برودة الخوف؟ خفت أن أنظر إليه فأرى عينين تلمعان في الظلام وتنظران إليَّ بقسوة. أو أن أرى وجهاً شاحباً لرجل تكسوه علامات الموت ناظراً إلى الأعلى متجاهلني تماماً، حينها قررت أن لا أنظر إلى اللحد. ليس بي من الشجاعه أن أخاطر وأرى أياً من هذه المناظر رغم علمي أن اللحد خالٍ، ولكن تكفي هذه المخاوف حتى أمتنع تماماً عن النظر إليه . تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحتضر (لا إله إلا الله .. إن للموت سكرات) تخيلت جسدي عند نزول الموت يرتجف بقوة وأنا أرفع يدي محاولاً إرجاع روحي. وتخيلت صراخ أهلي عالياً من حولي: أين الطبيب؟ أين الطبيب؟ (فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين) تخيلت الأصحاب يحملونني ويقولون: لا إله إلا الله، تخيلتهم يمشون بي سريعاً إلى القبر، وتخيلت أحب أصدقائي إلي وهو يسارع لأن يكون أول من ينـزل إلى القبر، تخيلته يضع يديه تحت رأسي ويطالبهم بالرفق حتى لا أقع، يصرخ فيهم: جهزوا الطوب. وتخيلت أحمد يجري ممسكاً إبريقاً من الماء يناولهم إياه بعدما حثوا عليَّ التراب، تخيلت الكل يرش الماء على قبري، تخيلت شيخنا يصيح فيهم : ادعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل، ادعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل . ثم رحلوا، وتركوني فرداً وحيداً، تذكرت قول الله تعالى: (ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة، وتركتم ما خوّلناكم وراء ظهوركم ) نعم صدق الله، تركت زوجتي، فارقت أبنائي، تخلـيّت عن مالي، أو هو تخلى عني . تخيّلت كأن ملائكة العذاب حين رأوا النعش قادماً، ظهروا بأصوات مفزعة، وأشكال مخيفة، ينادي بعضهم بعضاً: أهو العبد العاصي؟ فيقول الآخر: نعم. فيقال: أمشيع متروك أم محمول ليس له مفر؟ فيجيبه الآخر: بل محمول إلينا ليس له مفر. فينادى : هلموا إليه حتى يعلم أن الله عزيز ذو انتقام . رأيتهم يمسكون بكتفي ويهزونني بعنف قائلين: ما غرك بربك الكريم ؟ ما غرك بربك الكريم حتى تنام عن الفريضة .. ما الذي خدعك حتى عصيت الواحد القهار؟ أهي الدنيا؟ أما كنت تعلم أنها دار فناء؟ وقد فنيت! أهي الشهوات؟ أما تعلم أنها إلى زوال؟ وقد زالت! أم هو الشيطان؟ أما علمت أنه لك عدو مبين؟ أمثلك يعصى الجبار، والرعد يسبح بحمده والملائكة من خيفته، لا نجاة لك منَّا اليوم، اصرخ ليس لصراخك مجيب. فجلست اصرخ رب ارجعون، رب ارجعون. وكأني بصوت يهز القبر والفضاء، يملؤني يئساً يقول: (كلاّ إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) بكيت ماشاء الله أن أبكي، ثم قلت: الحمدلله رب العالمين، مازال هناك وقت للتوبة، استغفر الله العظيم وأتوب إليه ثم قمت مكسوراً، وقد عرفت قدري، وبان لي ضعفي، أخذت شماغي وأزلت عنه ما بقى من تراب القبر، وعدت وأنا أردد قول جبريل للحبيب صلى الله عليه وسلم: (عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به) |
اخي النسري جزاك الله خيرا على هذه القصة التي تذكرنا بنهاية لا مفر منها قرأت القصة بدموع منهمرة وما اظن ان يقرأها فرد ولا تفر الدمعة من عينه لقوة تأثيرها وحسن سردها وكأن القارئ يعيشها حقا. جعلها الله في ميزان حسناتك http://www.basel5.com/vb/imgcache/8286.imgcache.gif |
إقتباس:
مروركم وكلامكم الطيب له الأثر الكبير في نفسي ... جزاكي الله خير ... |
أخذتني العزة بالإثم
أخذتني العزة بالإثم شاب يقول: كنت غافلا عن الله...بعيدا غارقا في لجج المعاصي والآثام...فلما أراد الله لي الهداية قدر لي حادثا أعادني إلى رشدي وردني إلى الصواب.. ففي يوم من الأيام وبعد أن قضينا أياما جميلة في نزهة عائلية...انطلقت بسيارتي عبر الطريق السريع ومعي أخواتي الثلاث .. وبدل أن أدعو بدعاء السفر المأثور, استفزني الشيطان بصوته واجلب علي بخيله ورجله وزين لي سماع الأغاني لأظل سادرا غافلا عن الله .. ولم أكن حينذاك احرص على سماع إذاعة القران الكريم أو الأشرطة الإسلامية النافعة للمشايخ والعلماء لأن الحق والباطل لا يجتمعان في وقت واحد أبدا .. إحدى أخواتي كانت صالحة مؤمنة ذاكرة لله حافظة لحدوده .. طلبت مني أن اسكت الأغاني واستمع إلى صوت الحق ولكن...إني لم استجب لذلك وقد استحوذ علي الشيطان وملك علي جوارحي وفؤادي .. فأخذتني العزة بالآثم فرفضت طلبها وقد شاركني في ذلك أختاي الاخريتان .. وكررت أختي المؤمنة طلبها, فازددت عنادا وإصرارا, وأخذنا نسخر منها ونحتقرها ... بل إني قلت لها ساخرا : إن أعجبك الحال وإلا أنزلتك على قارعة الطريق !! فصمتت أختي على مضض وقد كرهت هذا العمل بقلبها وأدت ما عليها والله سبحانه وتعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها .. وفجأة حصل ما لم يكن في الحسبان وبقدر من الله سبق, انفجرت إحدى عجلات السيارة ونحن نسير بسرعة شديدة فانحرفت السيارة عن الطريق وهوت في منحدر جانبي فأصبح أسفلها أعلاها بعد أن انقلبت عدة مرات .. وأصبحنا في حال لا يعلمها إلا الله العظيم .. فاجتمع الناس حول سيارتنا المنكوبة وقام أهل الخير بإخراجنا من بين الحطام والزجاج المتناثر ... ولكن ما الذي حدث ؟ .. لقد خرجنا جميعا سالمين, إلا من بعض الإصابات الخفيفة ما عدا أختي المؤمنة الصابرة المحتسبة الطيبة فقد توفيت .. نعم لقد ماتت أختي الحبيبة التي كنا نستهزئ بها واختارها الله إلى جواره, وإني لأرجو أن تكون في عداد الشهداء الأبرار واسأل الله أن يرفع منزلتها ويعلي درجتها في جنات النعيم. أما أنا فقد بكيت على نفسي قبل أن ابكي على أختي ... وانكشف عني الغطاء فأبصرت حقيقة نفسي, وما كنت فيه من الغرور الغفلة والضياع .. وعلمت أن الله جل وعلا قد أراد بي خيرا وكتب لي عمرا جديدا لأبدأ حياة جديدة ملؤها الإيمان بالله والعمل الصالح . وكلما تذكرت أختي اذرف دموع الحزن والندم .. وأتساءل في نفسي: هل سيغفر الله لي ؟ فأجد الجواب في كتاب الله عز وجل في قوله تعالى: " قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " . |
كذبات أمي الثمانية
كذبات أمي الثمانية ليس دائماً: تقول أمي الحقيقة ثماني مرات: كذبت أمي عليّ تبدأ القصة عند ولادتي، فكنت الابن الوحيد في أسرة شديدة الفقر فلم يكن لدينا من الطعام ما يكفينا وإذا وجدنا في يوم من الأيام بعضا ًمن الأرز لنأكله ويسد جوعنا كانت أمي تعطيني نصيبها ..وبينما كانت تحوِّل الأرز من طبقها إلى طبقي كانت تقول: يا ولدي تناول هذا الأرز، فأنا لست جائعة وكانت هذه كذبتها الأولى وعندما كبرت أنا شيئا قليلا كانت أمي تنتهي من شئون المنزل وتذهب للصيد في نهر صغير بجوار منزلنا، وكان عندها أمل أن أتناول سمكة قد تساعدني على أن أتغذى وأنمو، وفي مرة من المرات استطاعت بفضل الله أن تصطاد سمكتين، أسرعت إلى البيت وأعدت الغذاء ووضعت السمكتين أمامي فبدأت أنا أتناول السمكة الأولى شيئا فشيئا، وكانت أمي تتناول ما يتبقى من اللحم حول العظام والشوك، فاهتز قلبي لذلك، وضعت السمكة الأخرى أمامها لتأكلها، فأعادتها أمامي فورا وقالت يا ولدي تناول هذه السمكة أيضا، ألا تعرف أني لا أحب السمك وكانت هذه كذبتها الثانية وعندما كبرت أنا كان لابد أن ألتحق بالمدرسة، ولم يكن معنا من المال ما يكفي مصروفات الدراسة، ذهبت أمي إلى السوق واتفقت مع موظف بأحد محال الملابس أن تقوم هي بتسويق البضاعة بأن تدور على المنازل وتعرض الملابس على السيدات، وفي ليلة شتاء ممطرة، تأخرت أمي في العمل وكنت أنتظرها بالمنزل، فخرجت أبحث عنها في الشوارع المجاورة، ووجدتها تحمل البضائع وتطرق أبواب البيوت، فناديتها: أمي، هيا نعود إلى المنزل فالوقت متأخر والبرد شديد وبإمكانك أن تواصلي العمل في الصباح، فابتسمت أمي وقالت لي: يا ولدي.. أنا لست مرهقة وكانت هذه كذبتها الثالثة وفي يوم كان اختبار آخر العام بالمدرسة، أصرت أمي على الذهاب معي، ودخلت أنا ووقفت هي تنتظر خروجي في حرارة الشمس المحرقة، وعندما دق الجرس وانتهى الامتحان خرجت لها فاحتضنتني بقوة ودفء وبشرتني بالتوفيق من الله تعالى، ووجدت معها كوبا فيه مشروب كانت قد اشترته لي كي أتناوله عند خروجي، فشربته من شدة العطش حتى ارتويت، بالرغم من أن احتضان أمي لي: كان أكثر بردا وسلاما ، وفجأة نظرت إلى وجهها فوجدت العرق يتصبب منه، فأعطيتها الكوب على الفور وقلت لها: اشربي يا أمي، فردت: يا ولدي اشرب أنت، أنا لست عطشانة.. وكانت هذه كذبتها الرابعة وبعد وفاة أبي كان على أمي أن تعيش حياة الأم الأرملة الوحيدة، وأصبحت مسئولية البيت تقع عليها وحدها، ويجب عليها أن توفر جميع الاحتياجات، فأصبحت الحياة أكثر تعقيدا وصرنا نعاني الجوع، كان عمي رجلا طيبا وكان يسكن بجانبنا ويرسل لنا ما نسد به جوعنا، وعندما رأى الجيران حالتنا تتدهور من سيء إلى أسوأ، نصحوا أمي بأن تتزوج رجلا ينفق علينا فهي لازالت صغيرة، ولكن أمي رفضت الزواج قائلة: أنا لست بحاجة إلى الحب .. وكانت هذه كذبتها الخامسة وبعدما انتهيت من دراستي وتخرجت من الجامعة، حصلت على وظيفة إلى حد ما جيدة، واعتقدت أن هذا هو الوقت المناسب لكي تستريح أمي وتترك لي مسؤولية الإنفاق على المنزل، وكانت في ذلك الوقت لم يعد لديها من الصحة ما يعينها على أن تطوف بالمنازل، فكانت تفرش فرشا في السوق وتبيع الخضروات كل صباح، فلما رفضت أن تترك العمل خصصت لها جزءا من راتبي، فرفضت أن تأخذه قائلة: يا ولدي احتفظ بمالك، إن معي من المال ما يكفيني .. وكانت هذه كذبتها السادسة يتبــــــــــــع |
تابـــــــــ كذبات أمي الثمانية
وكانت هذه كذبتها السادسة وبجانب عملي واصلت دراستي كي أحصل على درجة الماجيستير، وبالفعل نجحت وارتفع راتبي، ومنحتني الشركة الألمانية التي أعمل بها الفرصة للعمل بالفرع الرئيسي لها بألمانيا، فشعرت بسعادة بالغة، وبدأت أحلم ببداية جديدة وحياة سعيدة، وبعدما سافرت وهيأت الظروف، اتصلت بأمي أدعوها لكي تأتي للإقامة معي، ولكنها لم تحب أن تضايقني وقالت: يا ولدي .. أنا لست معتادة على المعيشة المترفة وكانت هذه كذبتها السابعة كبرت أمي وأصبحت في سن الشيخوخة، وأصابها مرض السرطان، وكان يجب أن يكون بجانبها من يمرضها، ولكن ماذا أفعل فبيني وبين أمي الحبيبة بلاد، تركت كل شيء وذهبت لزيارتها في منزلنا، فوجدتها طريحة الفراش بعد إجراء العملية، عندما رأتني حاولت أمي أن تبتسم لي ولكن قلبي كان يحترق لأنها كانت هزيلة جدا وضعيفة، ليست أمي التي أعرفها ، انهمرت الدموع من عيني ولكن أمي حاولت أن تواسيني فقالت: لا تبكي يا ولدي فأنا لا أشعر بالألم ... وكانت هذه كذبتها الثامنة وبعدما قالت لي ذلك، أغلقت عينيها، فلم تفتحهما بعدها أبدا إلى كل من ينعم بوجود أمه في حياته حافظ على هذه النعمة قبل أن تحزن على فقدانها ... وإلى كل من فقد أمه الحبيبة : تذكر دائما كم تعبت من أجلك، وادع الله تعالى لها بالرحمة والمغفرة .. أحبك يا أمـي |
مجهود كبير
بارك الله فيك لا حرمنا الله جديدكم |
إقتباس:
تقبل احترامي وتقديري أخي الفاضل عياش ... |
اخي النسري جزاك الله خيرا على ما تبذله من جهود في هذه القصص المؤثرة حقا لمن اراد ان يتذكر جعلها الله في ميزان حسناتك . اللهم اجعلنا من المتعضين وجميع المسلمين يا رب العالمين |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقلت لكم قصه واقعية مؤثرة وهي من أروع القصص التي قرأتها فأرجو قراءتها ومحاسبة أنفسكم إنها قصة من أروع القصص الواقعية المؤثرة حصلت لطفلة صغيرة تقية صالحة رغم صغر سنها وهي قصة من أعجب القصص سيرويها لكم أبوها وهو لبناني اشتغل في السعودية فترة من الزمن . قال: عشت في الدمام عشر سنين ورزقت فيها بابنة واحدة أسميتها ياسمين وكان قد ولد لي من قبلها ابن واحد وأسميته احمد وكان يكبرها بثمان سنين وكنت اعمل هنا في مهنة هندسية..فأنا مهندس وحائز على درجة الدكتوراة.. كانت ياسمين آية من الجمال لها وجه نوراني زاهر..ومع بلوغها التسع سنوات رأيتها من تلقاء نفسها تلبس الحجاب وتصلي وتواظب على قراءة القرآن بصورة ملفتة للنظر.. فكانت ما إن تنتهي من أداء واجباتها المدرسية حتى تقوم على الفور وتفترش سجادة صلاتها الصغيرة وتأخذ بقرآنها وهي ترتله ترتيلا طفوليا ساحرا..كنت أقول لها قومي العبي مع صديقاتك فكانت تقول: صديقي هو قرآني وصديقي هو ربي ونعم الصديق..ثم تواصل قراءة القرآن.. وذات يوم اشتكت من ألم في بطنها عند النوم .. فأخذتها إلى المستوصف القريب فأعطاها بعض المسكنات فتهدأ آلامها يومين.. ثم تعاودها.. وهكذا تكررت الحالة.. ولم أعط الأمر حينها أي جدية.. وشاء الله أن تفتح الشركة التي أعمل بها فرعا في الولايات المتحدة الأمريكية.. وعرضوا علي منصب المدير العام هناك فوافقت .. ولم ينقض شهر واحد حتى كنا في أحضان أمريكا مع زوجتي واحمد وياسمين..ولا أستطيع وصف سعادتنا بتلك الفرصة الذهبية والسفر للعيش في أمريكا هذا البلد العملاق الذي يحلم بالسفر إليه كل إنسان.. بعد مضي قرابة الشهرين على وصولنا إلى أمريكا عاودت الآلام ياسمين فأخذتها إلى دكتور باطني متخصص..فقام بفحصها وقال: ستظهر النتائج بعد أسبوع ولا داعي للقلق ادخل كلام الطبيب الاطمئنان إلى قلبي..وسرعان ما حجزت لنا مقاعد على أقرب رحلة إلى مدينة الألعاب (أورلاندو) وقضينا وقتا ممتعا مع ياسمين..بين الألعاب والتنزه هنا وهناك .. وبينما نحن في متعة المرح..رن صوت هاتفي النقال .. فوقع قلبي .. لا أحد في أمريكا يعرف رقمي..عجبا أكيد الرقم خطأ فترددت في الإجابة .. وأخيرا ضغطت على زر الإجابة.. الو..من المتحدث ؟؟ أهلا يا حضرة المهندس.. معذرة على الإزعاج فأنا الدكتور ستيفن.. طبيب ياسمين هل يمكنني لقاؤك في عيادتي غدا ؟ وهل هناك ما يقلق في النتائج ؟! في الواقع نعم .. لذا أود رؤية ياسمين .. وطرح عدد من الأسئلة قبل التشخيص النهائي.. حسنا سنكون عصر غد عند الخامسة في عيادتك إلى اللقاء.. اختلطت المخاوف والأفكار في رأسي..ولم ادر كيف أتصرف فقد بقي في برنامج الرحلة يومان وياسمين في قمة السعادة لأنها المرة الأولى التي تخرج فيها للتنزه منذ وصولنا إلى أمريكا .. وأخيرا أخبرتهم بأن الشركة تريد حضوري غدا إلى العمل لطارئ ما .. وهي فرصة جيدة لمتابعة تحاليل ياسمين فوافقوا جميعا على العودة بشرط أن نرجع إلى أورلاند في العطلة الصيفية وفي العيادة استهل الدكتور ستيفن حديثه لياسمين بقوله: - مرحبا ياسمين كيف حالك ؟ جيدة ولله الحمد..ولكني أحس بآلام وضعف لا أدري مما ؟ وبدأ الدكتور يطرح الأسئلة الكثيرة..وأخيرا طأطأ رأسه وقال لي: - تفضل في الغرفة الأخرى.. وفي الحجرة انزل الدكتور على رأسي صاعقة..تمنيت عندها لو أن الأرض انشقت وبلعتني.. قال الدكتور: - منذ متى وياسمين تعاني من المرض ؟ قلت: منذ سنة تقريبا وكنا نستعمل المهدئات وتتعافى .. فقال الطبيب: ولكن مرضها لا يتعافى بالمهدئات..أنها مصابة بسرطان الدم في مراحله الأخيرة جدا..ولم يبق لها من العمر إلا ستة اشهر..وقبل مجيئكم تم عرض التحاليل على أعضاء لجنة مرضى السرطان في المنطقة وقد أقروا جميعا بذلك من واقع التحاليل .. فلم أتمالك نفسي وانخرطت في البكاء وقلت: مسكينة..والله مسكينة ياسمين هذه الوردة الجميلة..كيف ستموت وترحل عن الدنيا..وسمعت زوجتي صوت بكائي فدخلت ولما علمت أغمى عليها.. وهنا دخلت ياسمين وابني أحمد وعندما علم أحمد بالخبر احتضن أخته وقال: مستحيل أن تموت ياسمين.. فقالت ياسمين ببراءتها المعهودة: أموت..يعني ماذا أموت ؟ فتلعثم الجميع من هذا السؤال.. فقال الطبيب: يعني سترحلين إلى الله.. فقالت ياسمين: حقا سأرحل إلى الله ؟!.. وهل هو سيئ الرحيل إلى الله ألم تعلماني يا والدي بان الله أفضل من الوالدين والناس وكل الدنيا.. وهل رحيلي إلى الله يجعلك تبكي يا أبي ويجعل أمي يغمى عليها..فوقع كلامها البريء الشفاف مثل صاعقة أخرى فياسمين ترى في الموت رحلة شيقة فيها لقاء مع الحبيب.. عليك الآن أن تبدأ العلاج.. فقالت: إذا كان لابد لي من الموت فلماذا العلاج والدواء والمصاريف.. نعم يا ياسمين..نحن الأصحاء أيضا سنموت فهل يعني ذلك بان نمتنع عن الأكل والعلاج والسفر والنوم وبناء مستقبل..فلو فعلنا ذلك لتهدمت الحياة ولم يبق على وجه الأرض كائن حي.. الطبيب: تعلمين يا ياسمين بأن في جسد كل إنسان أجهزة وآلات كثيرة هي كلها أمانات من الله أعطانا إياها لنعتني بها..فأنت مثلا..إذا أعطتك صديقتك لعبة.. هل ستقومين بتكسيرها أم ستعتنين بها ؟ ياسمين - بل سأعتني بها وأحافظ عليها.. الطبيب : وكذلك هو الحال لجهازك الهضمي والعصبي والقلب والمعدة والعينين والأذنين كلها أجهزة ينبغي عليك الاهتمام بها وصيانتها من التلف.. والأدوية والمواد الكيميائية التي سنقوم بإعطائك إياها إنما لها هدفان..الأول تخفيف آلام المرض والثاني المحافظة قدر الإمكان على أجهزتك الداخلية من التلف حتى عندما تلتقين بربك وخالقك تقولين له لقد حافظت على الأمانات التي جعلتني مسئولة عنها..هأنذه أعيدها لك إلا ما تلف من غير قصد مني.. ياسمين : إذا كان الأمر كذلك..فأنا مستعدة لأخذ العلاج حتى لا أقف أمام الله كوقوفي أمام صديقتي إذا كسرت لعبها وحاجياتها.. مضت الستة اشهر ثقيلة وحزينة بالنسبة كأسرة ستفقد ابنتها المدللة والمحبوبة.. وعكس ذلك كان بالنسبة لابنتي ياسمين فكان كل يوم يمر يزيدها إشراقا وجمالا وقربا من الله تعالى..قامت بحفظ سور من القرآن..وسألناها لماذا تحفظين القرآن ؟ قالت: علمت بان الله يحب القرآن..فأردت أن أقول له يا رب حفظت بعض سور القرآن لأنك تحب من يحفظه.. وكانت كثيرة الصلاة وقوفا.. وأحيانا كثيرة تصلي على سريرها.. فسألتها عن ذلك فقالت: سمعت إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول جعلت قرة عيني في الصلاة) فأحببت أن تكون لي الصلاة قرة عين.. وحان يوم رحيلها..وأشرق بالأنوار وجهها..وامتلأت شفتاها بابتسامة واسعة..وأخذت تقرأ سورة (يس) التي حفظتها وكانت تجد مشقة في قراءتها إلى أن ختمت السورة ثم قرأت سورة الحمد وسورة (قل هو الله أحد) ثم آية الكرسي..ثم قالت: الحمد لله العظيم الذي علمني القرآن وحفظنيه وقوى جسمي للصلاة وساعدني وأنار حياتي بوالدين مؤمنين مسلمين صابرين حمدا كثيرا أبدا..واشكره بأنه لم يجعلني كافرة أو عاصية أو تاركة للصلاة.. ثم قالت: تنح يا والدي قليلا فإن سقف الحجرة قد انشق وأرى أناسا مبتسمين لابسين البياض وهم قادمون نحوي ويدعونني لمشاركتهم في التحليق معهم إلى الله تعالى .. وما لبثت أن أغمضت عينيها وهي مبتسمة ورحلت إلى الله رب العالمين اللهم ارحم هذه الطفلة الصالحة وارحمنا برحمتك وأحسن خاتمتنا فهل نحن فعلنا مثل ما فعلت الطفلة وتعلق قلبها بخالقها وفعلت ما يقربها منه هل نحن كذلك يا اخوتى هل تركنا الاغانى المحرمة عندما عرفنا انها محرمة هل ارتدينا الحجاب ؟؟؟؟؟ هل ما تخلينا عن ما يغضب الله طفلة صغيرة السن شعرت بخالقها وتعلق قلبها به ففعلت ما يقربها منه وفرحت بلقائه اللهم انت من احب فأجعلنى ممن تحب .. |
بارك الله فيك الاخ النسري
|
الأخوة الأفاضل فرحة مسلمة، الجنرال 2009 ... جزاكم الله خير وكل عام وانتم بألف خير ... |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.