حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   دواوين الشعر (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=33)
-   -   اطلالة علي لغتنا العربية دروس مستفادة في النحو والإعراب . (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=75367)

السيد عبد الرازق 16-12-2008 10:45 PM

التنازع



التنازع: أنْ يطلب المعمولَ عاملان تقدّما عليه. نحو قولك: [سافر وعاد خالدٌ]. فكلٌّ من الفعلين المتقدمَيْن: [سافر ورجع] يطلب فاعلاً هو كلمة: [خالدٌ]. ونحو الآية: ]آتوني أُفْرِغْ عليه قِطْراً[ (الكهف 18/96) فكلٌّ من الفعلين المتقدمين: [آتوني وأفرغ] يطلب مفعولاً به، هو كلمةُ [قِطراً]: (القِطر النحاس الذائب).



الحكْم:

لك أن تُعمِل في الاسم الظاهر أيَّ العاملين شئت، فيكون العامل الآخرُ عاملاً في الضمير(1).

* * *

نماذج مشروحة من التنازع!!

(النماذج هنا والتعليق عليها مقبوسان من شرح ابن عقيل)

ظنَّني وظننتُ زيداً قائماً إيّاه - ظننتُ وظنّنيهِ زيداً قائماً.

ظننتُ وظنّني إيّاه زيداً قائماً - أظنُّ ويظنّاني زيداً وعمراً أخوين.

ولقد رأى ابن عقيل - أثابه الله- أنّ ما صاغه ابن مالك ومثّل له، في باب التنازع، محتاج إلى شيءٍ !! من الشرح، وهو قولُه:

وأظهرِ انْ يكن ضمير خَبَرا لغير ما يطابق المفسَّـرا

نحو: أظنُّ ويظنّاني أخَا زيداً وعمراً أخوين في الرَخا

فانبرى يشرح ذلك فقال ما نصّه: (1/555)

[يجب أنْ يُؤتى بمفعول الفعل المهمل ظاهراً إذا لزم من إضماره عدمُ مطابقته لما يفسِّره، لكونه خبراً في الأصل عما لا يطابق المفسِّر، كما إذا كان في الأصل خبراً عن مفرد ومفسِّرُهُ مثنى، نحو (أظن ويظناني زيداً وعمراً أخوين) فـ (زيداً) مفعول أوّل لأظُنُّ، و(عمراً) معطوف عليه، و(أخوين): مفعول ثانٍ لأظنُّ، والياء: مفعول أوّل ليظنّان، فيحتاج إلى مفعول ثانٍ. فلو أتيت به ضميراً فقلت: (أظنّ ويظناني إيّاه زيداً وعمراً أخوين)، لكان (إيّاه) مطابقاً للياء، في أنهما مفردان، ولكن لا يطابق ما يعود عليه وهو (أخوين)؛ لأنه مفرد، و(أخوين) مثنى؛ فتفوت مطابقة المفسِّر للمفسَّر، وذلك لا يجوز].

وتابع ابن عقيل شرحه وتبيينه فقال (1/556):

[وإن قلت: (أظنُّ ويظنّاني إيّاهما زيداً وعمراً أخوين) حصلت مطابقة المفسِّر للمفسَّر؛ وذلك لكون (إيّاهما) مثنى، و(أخوين) كذلك، ولكن تفوت مطابقة المفعول الثاني - الذي هو خبر في الأصل - للمفعول الأول، الذي هو مبتدأ في الأصل، لكون المفعول الأول مفرداً، وهو الياء، والمفعول الثاني غير مفرد، وهو (إيّاهما)، ولابدّ من مطابقة الخبر للمبتدأ، فلما تعذّرت المطابقة مع الإضمار وجب الإظهار؛ فتقول: (أظنّ ويظنّاني أخا زيداً وعمراً أخوين). فـ (زيداً وعمراً أخوين): مفعولا أظنّ، والياء مفعول يظنان الأول، و(أخا) مفعوله الثاني، ولا تكون المسألة - حينئذٍ - من باب التنازع لأن كلاً من العاملَين عمل في ظاهر].

وإنّ من أيسر اليسير، أنْ نقبس من مطولات كتب الصناعة، شيئاً كثيراً من هذا المعجن، نحو: [كنتُ وكان زيدٌ صديقاً إيّاه]، و[أظنّ ويظنّانني أخاً الزيدين أخوين] إلخ... ولكننا أعرضنا عن ذلك، إذ بعض الشيء يغني عن كله، إذا كان هذا هذا.

* * *


السيد عبد الرازق 16-12-2008 10:47 PM

التوكيد

¨ التوكيد: تكرير اللفظ لتثبيته في النفس، اسماً كان أو فعلاً أو حرفاً أو ضميراً. ويتبع في إعرابه إعرابَ المؤكَّد قبله، رفعاً ونصباً وجرّاً، ويسميه النحاة اصطلاحاً: [التوكيد اللفظي]. ودونك الأمثلة: [جاء خالدٌ خالدٌ، وجاء جاء خالدٌ، ونعمْ نعمْ، وسافرتَ أنتَ، وسنسافر نحن].

¨ وقد يكون التوكيد بإحدى الكلمات السبع التالية، وهي: [العين، والنفس، وجميع، وعامّة، وكُلّ، وكِلا، وكِلتا] ويسمّونه: [التوكيد المعنويّ]. ودونك الأمثلة: [جاء الضيفُ عينُه، والزائرةُ نفسُها، والجيرانُ جميعُهم، ونظرنا إلى الطلاّبِ عامّتِهم، ثم كرَّمْنا الناجحِين كلَّهم، وصفّقنا للمتقدِّمَيْن كليهما، والمتقدِّمَتَيْن كلتيهما].

¨ قد يراد توكيد التوكيد وتقويته، فيؤتى بكلمة [كلّ]، وبعدها إحدى أربع كلمات هي - على حسب الحال -: [أجمع، أو جمعاء، أو أجمعون، أو جُمَع]، ودونك الأمثلة: [جاء المعهدُ كلُّه أجمعُ، يصحب الهيئة الإداريةَ كلَّها جمعاءَ، مع الطالباتِ كلِّهنَّ جُمَعَ، والطلاّبِ كلِّهم أجمعين](1).



أحكام:

· التوكيد خاصّ بالمعارف، غير أنّهم أكّدوا النكرات إذا كانت محدودة المقدار، كاليوم والشهر والسنة، نحو: [غبتُ سنةً كلَّها].

· المُظهَر يؤكَّد بمُظهَر نحو: [سافر خالدٌ نفسُه]، وأما الضمير فيؤكَّد بمضمَرٍ ومظهَر، نحو: [سافرنا نحن، وسلّمنا عليكَ نفسِك].

· إذا أكّدتَ ضمير الرفع بالنفس والعين، فلا بدّ من أنْ تقوّيه أوّلاً بضميره المنفصل، نحو: [سافرتُ أنا نفسي، وسافروا هم أنفسُهم، وخالدٌ نجح هو عينُه...].

· المؤكَّد، يؤكَّد بمثله، إلاّ المثنى فيؤكَّد بمثله وبالمفرد وبالجمع أيضاً، نحو: [جاء الرجلان نفساهما، أو نفسهما، أو أنفسُهما].



* * *

نماذج فصيحة من التوكيد

· ]فسجد الملائكةُ كلُّهم أجمعون[ (الحجر 15/30)

[أجمعون]: توكيد لكلمة [كلُّ]، التي هي أصلاً توكيدٌ لكلمة [الملائكةُ]، فهاهنا -كما ترى - توكيدٌ للتوكيد، والغرض من ذلك التقوية. فإذا لم تُرَد التقوية،لم تسبقها [كلّ]. ونذكّر بأنّ ما يؤتى به لتوكيد التوكيد أربع مفردات هي: أجمع وجمعاء وجُمَع، وأجمعون التي نحن بصددها.

· ]لأُغويَنَّهم أجمعين[ (ص 38/82)

[أجمعين]: اسمٌ منصوب، لأنه توكيد للضمير [هم] الذي هو في محل نصب مفعول به. وكلمة [أجمعين]، هي من الكلمات الأربع التي قلنا آنفاً: إنها يُؤتى بها مسبوقةً بـ[كل]، إذا أريدَ توكيد التوكيد (للتقوية). فإذالم تسبقها [كل] أفادت التوكيد فقط، كما ترى في الآية.

· ]هيهات هيهات لما توعَدون[ (المؤمنون 23/36)

[هيهات هيهات]: هيهات الثانية، توكيدٌ للأولى، وهو توكيد يسميه النحاة: [التوكيد اللفظي]، لأنه يكون بتكرير اللفظ. والغرض من تكريره وإعادته، تثبيتُه في النفس. وتلاحظ أنّ المؤكَّد هاهنا اسم فعل، ولكنْ قد يكون فعلاً، واسماً، وحرفاً، وضميراً،كما ترى بعدُ.

· قال جميل بثينة (الديوان /79):

لا لا أبوحُ بحبّ بَثْنَةَ إنها أخذتْ عليَّ مواثقاً وعهودا

[لا لا]: هاهنا توكيدٌ لفظيّ، وهو من توكيد الحرف بالحرف، بإعادة الأول بلفظه.

· قال الكميت بن زيد (الهاشميات /31):

فتلك وُلاةُ السوءِ قد طال ملكُهم فحتّامَ حتّامَ العناءُ المطَوَّلُ

[حتّامَ حتّامَ]: حتّامَ الثانية توكيدٌ لفظيّ للأولى، وهو من توكيد الجارّ والمجرور بجارّ ومجرور. الأصل: [حتى ما؟] ثم حذفت ألف [ما] الاستفهامية، على المنهاج في حذفها كلما دخل عليها حرف جرّ.

· قال الشاعر (شرح المفصل 2/25):

فإيّاكَ إيّاكَ المراءَ فإنّهُ إلى الشرّ دعّاءٌ وللشرّ جالبُ

[إيّاكَ إيّاكَ]: توكيد لفظيّ، وهو من توكيد الضمير بضمير، بإعادة الأول بلفظه.

· قال قطريّ ابن الفجاءة (شرح ديوان الحماسة: التبريزي 1/50):

فَصَبْراً في مَجال الموت صَبراً فما نَيْلُ الخُلودِ بمستطاعِ

[صبراً صبراً]: توكيد لفظي، وهو من توكيد الاسم الظاهر باسم ظاهر، بإعادة الأول بلفظه.

· قال النابغة للنعمان (الديوان /26):

مهلاً فداءً لكَ الأقوامُ كلُّهمُ وما أُثَمِّرُ من مالٍ ومن ولدِ

[كلُّهُم]: توكيدٌ لـ [الأقوامُ]، ويسميه النحاة اصطلاحاً: [التوكيد المعنويّ]. وهو توكيد يكون بكلمة من سبع كلمات هي: [العين والنفس وجميع وعامّة وكِلا وكِلتا، وكلّ: التي نحن بصددها هاهنا في البيت].

· ]يا آدمُ اسكنْ أنتَ وزوجُكَ الجنّة[ (البقرة 2/35)

[اسكنْ أنتَ]: هاهنا فعل أمر: [اسكنْ]، فاعله ضمير مستتر وجوباً. وأما الضمير [أنتَ] الظاهر، الذي تراه، فهو توكيد للضمير المستتر. وهذا صنف من صنوف التوكيد اللفظي، إذ هو تكرير للضمير المستتر، وإعادة له.

· قال الشاعر (الخزانة 5/168): يذْكر مرضعاً وابنها:

[إذاً ظلِلْتُ الدهرَ أبكي أجمعَا]

[الدهرَ... أجمَعا]: كلمة [أجمع] توكيد لـ [الدهر]، وهي واحدة من أربع كلمات يؤتى بها بعد [كلّ]، لتوكيد التوكيد، إذا أريد تقويته، هي: [جمعاء وجُمَع وأجمعون وأجمع (التي نحن بصددها)]. ويتوجّه النظر هاهنا، إلى أنّها لم تُسبَق بـ [كل]، ولذلك تكون في استعمال الشاعر للتوكيد، لا لتوكيد التوكيد (التقوية). وقد وجّهنا النظر آنفاً، إلى أنّ ذلك وارد في كلامهم. وأوردنا له شاهداً قوله تعالى: ]لأُغْوِيَنَّهمْ أجمعين[.

· ]وإنّ جهنمَ لَموعدُهم أجمعين[ (الحجر 15/43)

[أجمعين]: توكيد مجرور، للضمير المتصل: [هم] الذي هو في محلّ جرّ. وقد ذكرنا آنفاً أنّ [أجمعون] من الكلمات الأربع التي يُؤتى بها للتوكيد، إلاّ إذا سبقتها [كلّ] فتكون لتقويته. ولما كانت هنا في الآية غير مسبوقة بـ [كلّ] كانت للتوكيد فقط، لا لتقويته.



* * *


السيد عبد الرازق 16-12-2008 10:48 PM

توكيد الفعل بالنون



يؤكَّد الفعل بالنون لتقوية معناه في نفس المستمع. ودونك أحكام ذلك في أحواله الثلاث:

1 - أما الفعل الماضي فلا يؤكد بالنون مطلقاً.

2- وأما فعل الأمر فلك الخيار - بغير قيد - إن شئت لم تؤكده، وإن شئت أكدته. وعلى ذلك تقول: [اذهب أو اذهبنّ، واكتب أو اكتبنّ]. قال عبد الله بن رواحة:

فأَنزلنْ سكينةً علينا وثبّتِ الأقدامَ إن لاقينا

وتلاحظ التوكيد مرة: [أنزلنْ]، وعدمَه مرة: [ثبت].

3- وأما الفعل المضارع فتوكيده بالنون ذو فرعين:

الفرع الأول: أن يكون هذا الفعل جواباً لقسم متصلاً باللام. ولا مناص في هذه الحال من توكيده. [توكيده واجب]. ومنه الآية: ]تالله لأكيدنّ أصنامكم[ (الأنبياء 21/57) فالمضارع [لأكيدنّ] واجبٌ توكيده لأنه جواب لقسم: [تالله]،لم تُفصَل اللام عنه.

فإذا لم تتصل به اللام، لم يؤكَّد بحال من الأحوال: (توكيده ممنوع). ومنه الآية: ]ولسوف يعطيك ربك فترضى[ (الضحى93/5) وقد فصلتْ [سوف] بين اللام وجواب القسم [يعطيك] فامتنع التوكيد. ولولا هذا الفصل لوجب التوكيد، فقيل: [ليعطينّك ربك].

ومن بديع الشواهد والأمثلة في هذا الباب، قوله تعالى: ]لئن أُخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم لَيُوَلُّنَّ الأَدبار[ (الحشر59/12) ففي الآية -كما ترى - ثلاثة أجوبة للقسم.

فأما الأول والثاني، أي: [لا يخرجون] و[لا ينصرونهم]، فلم تتصل بهما اللام، فامتنع توكيدهما، وأما الثالث وهو: [ليولُّنَّ]، فقد اتصلت به اللام فوجب توكيده.

والفرع الثاني: ألاّ يكون المضارع جواباً لقسم؛ وفي هذه الحال يجوز توكيده، وعدم توكيده: [لك الخيار]. تقول: [ألا تسافرُ وألا تسافرنَّ، ولا تتأخرْ ولا تتأخرنَّ]...

ولا يستثنى من ذلك إلا الفعل الذي تُنْبِئ به مخاطبك نبأً ما، نحو: [يشرب خالد، وينام سعيد، ويلعب محمد...] فهذا لا يؤكده العربي(1).



أحكام:

1- تُحذَف من المضارع الذي يراد توكيده بالنون: ضمّةُ الرفع في المفرد، ونونُ الرفع في الأفعال الخمسة.

2- يجوز تثقيل النون وتخفيفها في كل موضع، إلاّ بعد ألف التثنية ونون النسوة، فليس إلاّ التثقيل، نحو: [تشربانّ وتشربنانّ].

3- إذا وقفتَ على النون الخفيفة جاز أن تقلبها ألفاً نحو: [يا زهيرُ سافِرَنْ = يا زهير سافِرَاْ].

4- يعامَل فعل الأمر عند توكيده، كما يعامل الفعل المضارع.

تطبيق على توكيد الفعل مقترناً بفاعله:

¨ فاعلُه: مفرد مذكَّر (نحو: تسافر): يُبنى على الفتح:

واللّه لَتُسافِرَنَّ ولَتسعَيَنَّ ولَتَدعُوَنَّ أصدقاءَك ولَتقضِيَنَّ حَقَّهم

سافِرَنَّ واسعَيَنَّ وادعُوَنَّ أصدقاءَك واقضِيَنَّ حَقَّهم

¨ فاعلُه: مثنى (نحو: تسافران): تُكسَر نون توكيده:

واللّه لَتُسافِرانِّ ولَتسعَيَانِّ ولَتَدعُوَانِّ أصدقاءَكما ولَتقضِيَانِّ حَقَّهم
سافِرانِّ واسعَيَانِّ وادعُوَانِّ أصدقاءَكما واقضِيَانِّ حَقَّهم

¨ فاعلُه: جمع مذكّر (نحو: تسافرون): تُحذَف واو الجماعة إلاّ مع المعتلّ بالألف:

واللّه لَتسافِرُنَّ ولَتسعَوُنَّ ولَتدعُنَّ أصدقاءَكم ولَتقضُنَّ حَقَّهم

سافِرُنَّ واسعَوُنَّ وادعُنَّ أصدقاءَكم واقضُنَّ حَقَّهم

¨ فاعلُه: مفردة مخاطَبَة (نحو: تسافرين): تُحذَف الياء إلاّ مع المعتلّ بالألف:

واللّه لَتسافِرِنَّ ولَتسعَيِنَّ ولَتدْعِنَّ صديقاتك ولَتقضِنَّ حَقَّهن

سافِرِنَّ واسعَيِنَّ وادعِنَّ صديقاتك واقضِنَّ حَقَّهنّ

¨ فاعلُه: جمع مؤنث (نحو: تسافرْنَ): الفعل هو هو، لكنْ يُزاد بعده ألِف:

واللّه لَتُسافِرْنانِّ ولَتسعَيْنانِّ ولَتَدعُونانِّ صديقاتكنّ ولَتقضِينانِّ حَقَّهنّ

سافِرْنانِّ واسعَيْنانِّ وادعُونانِّ صديقاتكنّ واقضِينانِّ حَقَّهنّ

* * *

نماذج فصيحة من توكيد المضارع بالنون وجوباً، وامتناع ذلك،

وجواز توكيده وعدمه

· قال النابغة:

فلَتأتِيَنْكَ قصائدٌ ولَيَدفَعَنْ جيشٌ إليكَ قوادمَ الأَكوارِ

(الأكوار للإبل بمنْزلة السروج للخيل. يتوعّده بجيش يأتيه على الإبل، حتى إذا حلّ بساحته نزل الأبطال عنها وامتطوا الخيل). وللبيت رواية أخرى: [جيشاً إليك قوادمُ].

[لَتَأْتِيَنْ]: فعل مضارع، واجبٌ توكيده، لأنه جواب قسم (القسم محذوف) وقد اتصلت به اللام، فتحقق شرط الوجوب. ومثله: [لَيَدفعَنْ]: والنون في كليهما هي الخفيفة(2).

· ]والقمرِ إذا اتّسق لَتركبُنَّ طبقاً عن طبق[ (الانشقاق84/18-19)

[لتركَبُنَّ] فعل مضارع واجبٌ توكيده، لأنه جواب قسم اتصلت به اللام؛ والنون هي الثقيلة.

· قال امرؤ القيس (الديوان/134):

والله لا يذهبُ شيخي باطلا حتى أُبيرَ مالكاً وكاهِلا

القاتِلينَ الملكَ الحُلاحِلا خيرَ مَعَدٍّ حَسَباً ونائِلا

(أبير: أُهلِك، الحلاحل: الشريف).

فهاهنا قسم: (والله)، وجواب القسم: (لا يذهبُ). وتوكيده بالنون ممنوع؛ وإنما امتنع ذلك مع أنه جوابُ قسم، لأن شرط التوكيد الذي لا بد منه، وهو اتصال لام القسم بالفعل، لم يتحقق. ومن هذا تعلم أن المسألة ليست مركوزة في القَسَم، وإنما هي مركوزة في اتصال اللام بجواب القسم!!

· وقال الشاعر:

فحالِفْ، فلا والله تَهبطُ تَلْعَةً من الأرض، إلا أنتَ للذلّ عارِفُ

(يقول الشاعر: حالفْ مَنْ تَعِزُّ بِحِلْفه، وإلا عرفت الذل حيث توجهت من الأرض).

قوله: (تهبط) جواب للقسم: (والله)، وتوكيده ممنوع، وإنما امتنع لأن شرط التوكيد، الذي لابد منه، وهو اتصال لام القسم بالفعل،لم يتحقق(3).

· ]واتّقُوا فتنةً لا تُصِيبَنَّ الذين ظلموا منكم خاصّة[ (الأنفال8/25)

[لا تصيبَنَّ]: تلاحظ توكيد المضارع بالنون. ولولا أن النص قرآني لجاز أن يقال: [لا تصيبُ الذين...]. وذلك أن المضارع ليس جواباً لقسم، فجاز التوكيد وعدمه.

· وقال الأعشى (الديوان /137):

وذا النُّصُبَ المنصوبَ لا تَنْسُكَنَّهُ ولا تَعبدِ الأوثانَ والله فاعْبُدَا(4)

[تنسكَنَّ]: مضارع سبقته [لا] الناهية، وهو مؤكَّد بالنون، ولكن لو قيل: (لا تنسُكْه) لجاز. وقد أوضحنا سبب ذلك في الشاهد السابق، إذ قلنا إن المضارع إذا لم يكن جواباً للقسم، جاز توكيده وعدم توكيده.

ومن ذلك أيضاً، الآية: ]ولا تقولَنَّ لشيء إني فاعل ذلك غداً[ (الكهف 18/23) فلولا أن النص قرآني لجاز عدم التوكيد، أي: (ولا تقلْ...). وذلك أن المضارع ليس جواباً لقسم.

ومن هذه النماذج أيضاً قول امرئ القيس (الديوان /358):

قالت فُطَيْمَةُ: حَلِّ شِعرَكَ مَدحَهُ أَفَبَعْدَ كندةَ تَمْدَحَنَّ قَبيلا

[تمدحنَّ]: مضارع ليس جواباً للقسم، فيجوز فيه التوكيد وعدمه، ولو قيل: [أفبعد كندة تمدحُ] لجاز.

· ومثل ذلك قول الشاعر:

فهل يمنعنّي ارتيادي البلا دَ مِن حَذَرِ الموتِ أنْ يَأْتِيَنْ

[يمنعنّي]: مضارع ليس جواباً للقسم، وقد أُكّد بالنون، ولو لم يؤكَّد فقيل: [فهل يمنعُنِي] لجاز.

وقس على ذلك ألا يكون جواباً للقسم، فيجوز فيه الوجهان:

نحو: لِيُسافرَنَّ، فيجوز: لِيُسافِرْ

ونحو: ألا تسافرَنَّ، فيجوز: ألا تسافِرُ

ونحو: هلاّ تسافرَنَّ، فيجوز: هلاّ تسافِرُ

ونحو: ليتك تسافرَنَّ، فيجوز: ليتك تسافِرُ

ونحو: لعلك تسافرَنَّ، فيجوز: لعلك تسافِرُ

ومن هذه النماذج أيضا، أن يكون المضارع، مسبوقاً بـ [ما] الزائدة، ومنه قول الشاعر:

إذا مات منهم ميِّتٌ سَرَق ابنُهُ ومِنْ عِضَةٍ ما يَنْبُتَنَّ شَكيرُها

(يريد إذا مات منهم ميت سرق ابنه مساوئه، فكان شبيهاً به، فمن رأى هذا ظنه ذاك. و[العضة]: واحدة [العضاه]، وهو شجر عظام. و[الشكير]: صغار الورق والشوك).

[ينبتَنَّ]: مضارع ليس جواباً للقسم، وقد أُكّد بالنون، وسبقته [ما] الزائدة، ولو قيل: [ما ينبتُ] لجاز.

· ومن ذلك غير قليل من أمثال العرب:

منها قولهم (مجمع الأمثال 1/100): [بعينٍ ما أَرَيَنَّكَ] . ولو قالوا: [بعينٍ ما أراك] لجاز. [المعنى: اعمل كأني أنظر إليك، يُضرب في الحثّ على ترك البطء، و (ما) زائدة].

وقولهم (مجمع الأمثال1/107): [بألَمٍ ما تُخْتَنَنَّ]. ولو قالوا: [بألمٍ ما تختَنُ] لجاز.

وقولهم (مجمع الأمثال 1/102): [بسلاحٍ ما يُقْتَلَنَّ القتيل]. ولو قالوا: [بسلاحٍ ما يُقتَلُ] لجاز.

· ومنه الآية: ]إمّا يبلغَنَّ عندك الكبرَ أحدُهما أو كلاهما[ (الإسراء17/23)

[إما = إنْ الشرطية+ما الزائدة]، [يبلغَنَّ]: مضارع ليس جواباً للقسم، مؤكدٌ بالنون، ولو لم يكن النص قرآنياً لجاز: [إما يبلغْ].

· ومثل ذلك الآية: ]فإمّا تَرَيِنَّ من البشر أحداً[ (مريم 19/26)

ولولا أن النص قرآني لجاز: [إما تَرَيْ].

· ومما جاء من هذا غيرَ مؤكد بالنون قول الشاعر:

يا صاح إما تجدْني غير ذي جِدَةٍ فما التخلّي عن الخِلاّنِ من شِيَمِي

[إما تجدْني]: مضارع ليس جواباً للقسم، غير مؤكد بالنون، سبقته [ما] الزائدة، ولو أُكِّد بالنون فقيل: [إما تجدَنِّي] لجاز.



* * *


السيد عبد الرازق 16-12-2008 10:50 PM

الجامد والمتصرف

إذا كان الفعل ممّا يلزم صيغة واحدة لا يَعْدُوها، سَمَّوْه جامداً. ثم قد تكون صيغةَ ماضٍ نحو: [عسى- ليس...] أو صيغة أمرٍ نحو: [تعالَ - هاتِ...].

فإذا كان ممّا يتحوّل من صيغة إلى أخرى سمَّوه: متصرّفاً.

ثم هو تامُّ التصرّف، إذا كان يأتي منه الصيغ الثلاث: (الماضي والمضارع والأمر)، نحو: [شربَ - يشربُ - اِشربْ]، و[فتحَ - يفتحُ - اِفتحْ].

وهو ناقصُ التصرف إذا كان يأتي منه صيغتان فقط، مثل: [كاد - يكاد]، و[أوشك - يوشك]، و[يَذَرُ- ذَرْ]، و[يَدَعُ - دَعْ].



* *

السيد عبد الرازق 16-12-2008 10:51 PM

الجامد والمشتقّ



تمهيد: كل اسم لا يرجع إلى كلمة تسبقه في الوجود فهو [جامد]. فالشمس والقمر والحجر والشجر، والعِلم والنصر والرَكض...كلها أسماء جامدة. لأن ألفاظها لا ترجع إلى كلمات أخرى سبقتها في الوجود.

وأما الاسم المشتقّ، فهو الذي يؤخذ من كلمة سبقته في وجودها؛ فالمُشمِس والمُقْمِر والمتحجّر والمشجَّر، والعالِم والمنصور والراكض، كلها أسماء مشتقّة، لأنها ترجع إلى كلمات سبقتها في الوجود، ذكرناها آنفاً. فكما يكون الصخر جامداً ثم يخرج منه الماء، كذلك شأن الجامد من الكلمات، هو جامد ومنه تؤخذ المشتقات.



البحث

ذكرنا آنفا ما يدل على الاسم الجامد. ولمزيد من الدلالة عليه، نقول: إنه لا يخلو من أن يكون مما تقع عليه الحواسّ، فيسمُّونه: [اسم ذات]، كالحجر والدرهم والرجل والشمس والقمر... أو يكون مما يدركه العقل، فيسمّونه [اسم معنى]، كالرَّكْض والشُّربِ والنَّوم... فهذه الثلاثة ونحوُها، أمور لا تقع عليها الحواسّ، وإنما يدركها العقل؛ فالرائي إنما يَرى الراكضَ والشاربَ والنائمَ، ولكن لا يرى الركضَ والشربَ والنوم...

ومن المشتقات: اسم الفاعل، واسم المفعول، واسم التفضيل، واسم الآلة، إلخ...



* * *

السيد عبد الرازق 16-12-2008 10:53 PM

جزم الفعل المضارع



ما يَجزم الفعلَ المضارع ضربان: أحدهما يجزم فعلاً مضارعاً واحداً، والآخر يجزم فعلين مضارعين.

¨ فما يجزم فعلاً واحداً، أربعة أحرف، دونكها في أمثلة:

- (لَمْ): ومن خصائصه أنه يقلب زمن المضارع إلى ماضٍ. نحو: [لم نسافِرْ]. أي: لم نسافر في الماضي.

- (لَمّا): ومن خصائصه أنه ينفي حدوث الفعل من الزمن الماضي حتى لحظة التكلم. نحو: [عزَمْنا على السفر، ولمّا نسافرْ]. أي: ولم نسافر حتى الآن.

- (لام الأمر): نحو: [لِنُسافرْ، فمَن سافر تجدَّد](1).

- (لا الناهية): نحو: [لا تسافرْ وحيداً، فالرفيق قبل الطريق].

¨ وما يجزم فعلَيْن عشر أدوات، دونكها في أمثلة(2):

- (إنْ): نحو: [إنْ تدرسْ تنجحْ]. وهو حرف. وسائر الأدوات التالية أسماء، وهي:

- (مَنْ): للعاقل نحو: [مَنْ يدرسْ ينجحْ].

- (ما): لغير العاقل نحو: [ما تفعلْ مِن خير، تنلْ جزاءَه].

- (مهما): لغير العاقل نحو: [مهما تَكتُمْ خلائقَكَ تُعْلَمْ].

- (متى): للزمان، نحو: [متى تزرْنا نُكرمْك]. وقد تلحقها (ما) الزائدة: [متى ما تزرْنا نكرمْك].

- (أيّان): للزمان، نحو: [أيّان يَصُنْكَ القانون تُصَنْ]. وقد تلحقها (ما) الزائدة: [أيان ما يصنْك القانون تُصَنْ].

- (أين): للمكان، نحو: [أين تجلسْ أجلسْ]. وقد تلحقها (ما) الزائدة: [أينما تجلسْ أجلسْ].

- (أنّى): للمكان، نحو: [أنّى تُقِمْ نَزُرْكَ].

- (حيثما): للمكان، نحو: [حيثما تستقمْ تُحْتَرَمْ].

- (أيّ): اسم مبهم معرَب، نحو: [أيَّ كتابٍ تقرأْ يُفِدْكَ]. وقد تلحقها (ما) الزائدة: [أيَّما كتابٍ تقرأْ يُفِدْكَ]. وتمتاز من الأدوات الأخرى، بمزيتين، إليكهما:

ا- لا بدّ بعدها من مضاف إليه ظاهر، نحو: [أيَّ كتابٍ تقرأْ يُفِدْكَ]، أو مقدَّر، نحو: [كتابَ أيٍّ ... تقرأْ يفدْكَ]. أي: كتاب أيِّ مؤلِّفٍ...

2 - تأتي مرفوعةً ومنصوبة ومجرورة، على حسب موقعها من الكلام(3).


الشرط والجواب

تدخل أداة الشرط على فعلين، فيسمى الأول فعل الشرط، ويسمى الثاني جواب الشرط. ويكون ذلك على أربعة أضرب، إليكها في أمثلة:

إنْ تدرسْ تنجحْ: (الشرط والجواب مضارعان).

إنْ درست نجحت: (الشرط والجواب ماضيان).

إنْ تدرسْ نجحت: (الشرط مضارع والجواب ماضٍ).

إن درست تنجحْ: (الشرط ماضٍ والجواب مضارع)(4)

فإذا لم يكن جواب الشرط فعلاً مضارعاً ولا فعلاً ماضياً، أوكان أحدَهما، ولكن تعذّر تأثير أداة الشرط فيه - لمانع يمنع من ذلك، كما سترى – يُؤتى عند ذلك بفاءٍ(5) تدخل على الجواب، فتربطه بالشرط. وقد نُظِمت هذه الموانع في بيت من الشعر لتيسير حفظها، نورده فيما يأتي، مع التعليق على كلٍّ منها للإيضاح:

اِسميّةٌ طلبيَّةٌ وبجامِدٍ وبـ(ما) و(لن) وبـ(قد) وبـ(التنفيسِ)

اِسمية: يعني إذا كان الجواب جملة اسميّة، نحو: [إن تصفحْ فـ الصفحُ أجمل](6).

طلبية: أو كان الجواب ذا صيغةٍ طلبية، نحو: [إن أخطأتَ فـ اعتذِرْ].

جامد: أو كان الجواب فعلاً جامداً، نحو:[إن تتعبِ اليوم فـ عسى أن ترتاح غداً].

ما: أو كان الجواب مصدَّراً بـ [ما]، نحو: [إن تجتهدْ فـ ما نجاحك بعجيب].

لن: أو كان الجواب مصدَّراً بـ [لن]، نحو: [منْ يستقمْ فـ لن يندمَ].

قد: أو كان الجواب مصدَّراً بـ [قد]، نحو: [إن أساءت الأيام فـ قد تُحْسِنُ].

التنفيس(7): أو كان الجواب مصدَّراً بالسين أو سوف، نحو: [من يسِرْ على الدرب فـ سيصلُ، من يسرْ على الدرب فـ سوف يصلُ].



الجزم بالطلب

يُجزم الفعل المضارع، إذا جاء مسبَّباً عن طلبٍ(8) قبله، نحو: [ادرسْ تنجحْ]، فالفعل [تنجحْ] إنما جُزم، لأنه مسبب عن طلبٍ قبله هو [ادرسْ]، فإن لم يكن كذلك لم يكن جزم، ومنه قوله تعالى: ]ولا تَمْنُنْ تستكثرُ] (9) (المدثر 74/6)

أحكام:

¨ تذكير بقاعدة كليّة: ما يُعلَم يجوز حذفه، ومنه قول الشاعر:

فطلِّقْها، فلست لها بكفءٍ وإلاّ... يعلُ مفرقَكَ الحسامُ

أي: وإلاّ تطلِّقْها يعلُ. فحَذَفَ فعل الشرط، للعلم به.

ومنه قولهم: مَن أكرمك فأكرمه، ومَن لا فلا !! أي: ومن لا يُكرمْك فلا تُكرمْه. وفيه حذْفُ الشرط والجواب معاً، وقد دلّ السياق على ما حُذِف.

¨ قد يتقدَّم جواب الشرط على الشرط والأداة. نحو: [أنت ظالم إن فعلت]. والكلام قبل تقدُّم الجواب: [إن فعلت فأنت ظالم](10).

¨ إذا اجتمع شرط وقسم، فالجواب للأول منهما، نحو: [والله - إن نجحتَ - لأكافئنّك]. و[إن تسافرْ - والله - أسافرْ]. فإن تقدّم عليهما ما يحتاج إلى خبر، جاز أن تجعل الجواب لأيهما شئت. تقول: [خالدٌ والله - إن يجتهد - لينجحنَّ] و[خالدٌ - والله - إن يجتهد ينجحْ].

تبيين: بين مدرسة البصرة ومدرسة الكوفة خلاف في تقدُّم الفاعل على فعله. ففي نحو: [خالدٌ سافر]، تقول الكوفة: يجوز أن يتقدم الفاعل على فعله. فيكون [خالدٌ: فاعلَ (سافر)]. والبصرة تقول: [بل (خالدٌ): مبتدأ، وفاعلُ [سافر] ضمير مستتر تقديره [هو] يعود إلى [خالد]، وجملة: [سافر] خبر (خالدٌ)].

وبناءً على ما قدّمنا مِن اختلافهم، يكون لكلمة [الضيوف] من قولك: [إنِ الضيوفُ حضروا فاستقبلْهم] إعرابان:

فبناءً على رأي الكوفة:

[الضيوف] فاعلٌ لفعلِ [حَضَر] والواو علامة جمع. شأنها كشأن التاء مِن: [زينبُ سافرتْ]، فإنها علامة تأنيث.

وبناءً على رأي البصرة:

[الضيوف] فاعل لفعلٍ محذوف، يفسّره الفعل المذكور، أي: [حضر]. والتقدير: [إنْ حضر الضيوف حضروا فاستقبلهم].

ملاحظة: نكرر هنا ما قلناه في الحاشية قبل بضعة أسطر من أن العرب قالت: [إنِ الضيوف حضروا فاستقبلهم]، واختلاف المدرستين في إعراب هذا التركيب، لا يغيّر منه شيئاً!!

* * *

نماذج فصيحة من استعمال الجزم

· ]مَن كان يريد حرثَ الآخرة نزدْ له في حرثه[ (الشورى 42/20)

دخلت أداة الشرط [مَن] على ماضٍ: [كان]، فمضارعٍ فجزمته: [نزدْ].

· ]ومن كان يريد حرثَ الدنيا نُؤتِهِ منها[ (الشورى 42/20)

دخلت أداة الشرط [مَن]، على ماضٍ: [كان]، فمضارع فجزمته: [نؤتِ].

· قال قعنب ابن أمّ صاحب (المغني /772):

إن يسمعوا سُبَّةً طاروا بها فرحاً عنّي، وما يَسمعوا مِن صالحٍ دَفَنُوا

[إن يسمعوا... طاروا]: دخلت أداة الشرط [إن] في صدر البيت على مضارع فجزمته: [يسمعوا]، فماضٍ: [طاروا]؛ كما دخلت أداة الشرط [ما] في العجُز، على مضارع فجزمته: [يسمعوا]، فماضٍ: [دفنوا].

· [مَنْ يَقُمْ ليلةَ القدر إيماناً واحتساباً، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخّر]. (حديث شريف)

وقد دخلت أداة الشرط [مَنْ] على مضارعٍ: [يقمْ] فجزمته، فماضٍ: [غُفِر].

· قال الحطيئة (الديوان /81 ولسان العرب 15/57):

متى تأتِهِ - تعشو إلى ضوء ناره - تَجِدْ خيرَ نارٍ عندها خيرُ موقِدِ

[متى تأتِه... تجد]: دخلت أداة الشرط [متى] على مضارعين: [تأتِ وتجدْ] فجزمتهما. والأصل: [تأتي] وجُزم بحذف الياء، و: [تجد] وجزم بالسكون.

· قال الأحوص (الديوان /190):

فطلِّقْها فلستَ لها بكفءٍ وإلاّ يَعْلُ مفرقَكَ الحسامُ(11)

(إلاّ = إنْ لا). حُذِف فِعلُ الشرط من التركيب، للعلم به، والأصل: إلاّ تطلِّقْها يعْلُ مفرقَكَ الحسام. ففعل الشرط المحذوف [تطلقها] مجزوم بالسكون، وجواب الشرط: [يعلُ]، مجزوم بحذف الواو، إذ الأصل: [يعلو].

· ]فإن استطعتَ أن تبتغيَ نفقاً في الأرض أو سلَّماً في السماء[ (الأنعام 6/35)

[إن استطعت...]: دخلت أداة الشرط [إن] على فِعلٍ ماضٍ: [استطعت]، وأما الجواب فمحذوف، والتقدير: [إن استطعت أن تبتغي... فافعلْ].

· ]لئن اجتمعت الإنسُ والجنُّ على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله[ (الإسراء 17/88)

[لئن اجتمعت... لا يأتون]: في الآية قسَمٌ، دلّت عليه اللام الموطِّئة، وبعده شرطٌ أداتُه [إنْ]. والقاعدة: أنّ الشرط والقسم إذا اجتمعا، فالجواب للأول منهما. والقسم في الآية هو الأول، فالجواب إذاً له، وهو: [لا يأتون]، ولم ينجزم، لأنه جواب القسم، ولو كان جواباً للشرط لانجزم فقيل: [لا يأتوا].

· قال عبد الله ابن الدُّمَينة يتغزَّل (الديوان /17):

لئن ساءني أنْ نلتِني بمساءةٍ لقد سرَّني أني خطرتُ ببالكِ

[لئن ساءني... لقد سرني]: اجتمع في البيت قسمٌ وشرط، والقسم هو الأول، فالجواب إذاً له، وهو: [لقد سرني]؛ يدلُّكَ على ذلك قوله في الجواب: [لقد]، ومعلومٌ أنّ اللام و[قد]، إنما تقعان في جواب القسم، لا في جواب الشرط.

· ]وإنْ أحدٌ من المشركين استجارك فأجِرْه حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه[ (التوبة 9/6)

في الآية مسألتان: الأولى، دخول أداة الشرط على اسم: [إنْ أحدٌ]، بناءً على رأي الكوفيين. والثانية تقديم الفاعل [أحدٌ] على فعله [استجارك]، بناءً على رأيهم أيضاً.

· ومثل ذلك قول السموءل:

إذا سيّدٌ منا خلا قام سيّدٌ قؤولٌ لما قال الكرام فعولُ

وفيه مسألتان مماثلتان هما: تقَدُّمُ الفاعل [سيدٌ] على فعله [خلا]، ودخول أداة الشرط [إذا] على الاسم [سيد] (من المفيد أن نشير هنا إلى أنه لا فرق في هذا بين أداة شرط جازمة، وأداة شرط غير جازمة) ويطابقهما في كل ذلك قولُ تأبط شرّاً:

إذا المرء لم يَحْتَل وقد جدَّ جدُّهُ أضاع وقاسى أمره وهو مدبِرُ



السيد عبد الرازق 16-12-2008 10:54 PM

وأما على حسب رأي البصريين ففي كل ذلك: يُعَدّ الاسم بعد أداة الشرط فاعلاً لفعل محذوف يفسّره الفعل المذكور. ومن ثم تكون الأداة قد دخلت على فعل. ويكون التقدير في الآية: [وإنِ استجارك أحدٌ من المشركين استجارك فأجره]. وفي قول السموءل: [إذا خلا سيّدٌ منا خلا سيِّد قام سيّدٌ]. وفي قول تأبّط شرّاً: [إذا لم يحتل المرءُ لم يحتل المرء أضاع]...

· ]وإن تصبْهم سيِّئةٌ بما قدَّمتْ أيديهم إذاْ هم يقنطون[ (الروم 30/36)

[إن تصبهم... إذا هم يقنطون]: جواب الشرط جملةٌ اسمية: [هم يقنطون]، وهذا يوجب اقترانها بالفاء الرابطة، وهو الأكثر. ولكن يجوز إقامة [إذاْ] الفجائيّة، مُقام الفاء، كما ترى هنا، إذ كلاهما جائز.

· قال سعد بن مالك (المغني /264):

مَنْ صَدَّ عن نيرانها فأنا ابنُ قيسٍ لا براحُ

[من صدّ... فأنا...]: جواب الشرط جملة اسمية هي: [أنا ابن قيس]، ومتى كان الجواب جملة اسمية وجب ربطها بالفاء، ولذا قال الشاعر: [فأنا...]، والاستعمال إذاً على المنهاج.

· ]قالوا إن يسرقْ فقد سرق أخٌ له من قبل[ (يوسف 12/77)

[إن يسرق... فقد سرق]: جواب الشرط: [قد سرق]، مصدَّرٌ بـ [قد]، وذلك مانعٌ مِن تأثير أداة الشرط فيه، ولذا وجب ربطه بالفاء: [فقد...]، والاستعمال على المنهاج.

· ]ومن أحياها فكأنما أحيَا الناس جميعاً[ (المائدة 5/32)

[من أحياها فكأنما]: الجواب: [كأنما أحيَا] مصدّرٌ بـ [كأنما]، وذلك مانع مِن تأثير أداة الشرط فيه، وهذا يوجب ربطه بالفاء، ولذا قيل: [فكأنما...].

· ]بل لمّا يذوقوا عذابِ[ (ص 38/8)

[لمّا] حرف جازم، من خصائصه أنه ينفي حدوث الفعل من الزمن الماضي حتى لحظة التكلم. فيكون المعنى في الآية: أنهم لم يذوقوه حتى الآن، ولكنهم سيذوقونه.

· ]فلْيَستجيبوا لي ولْيُؤمنوا بي[ (البقرة 2/186)

لام الأمر حرف جازم، حركته الكسر، ولكن يجوز إسكانه إذا دخلت عليه [الفاء، أو الواو، أو ثمّ]، وما تراه من سكونه في الآية، فلدخول الفاء عليه مرّة، ودخول الواو عليه أخرى.

· ]مَنْ يُضْلِلِ الله فلا هاديَ له[ (الأعراف 7/185)

[من... فلا هادي له]: [من]: أداة شرط، جزمت فعل الشرط: [يضللْ]، وأما الجواب فيتعذّر تأثيرها فيه، لأنه جملة اسمية: [لا هاديَ له]، فاستوجب ذلك ربطَها بالفاء، ولذا قيل: [فلا...].

· ]أرسلْه معنا غداً يرتعْ[ (يوسف 12/12)

[أرسله... يرتعْ]: [أرسلْه]: فعل أمر، فهو إذاً طلب، وفعل: [يرتعْ]، جواب الطلب، وهو مسبَّب عن الطلب قبله، ولذلك جُزِم. وتجد الشيء نفسه في الآية الآتية:

· ]اقتُلوا يوسفَ أو اطرحوه أرضاً يَخْلُ لكم وجه أبيكم[ (يوسف 12/9)

[اقتلوا... يخلُ]: هاهنا فعل أمر: [اقتلوا] معطوف عليه فعلُ أمرٍ آخر: [اطرحوا]، والأمر - كما علمتَ - طلب، وجواب الطلب هو [يَخْلُ]، مسبَّب عن الطلب قبله، ولذلك جُزِم فحُذفت الواو، وأصله [يخلو]. وما قلناه هاهنا، يقال في الآية الآتية:

· ]قاتلوهم يعذِّبْهم الله بأيديكم[ (التوبة 9/14)

[قاتلوا... يعذِّب]: فعل الأمر: [قاتلوهم] طلب، وجواب الطلب [يعذِّبْهم]، وهو مسبّب عن الطلب قبله، ولذلك جُزِم.

· قال امرؤ القيس:

قفا نبكِ مِن ذكرى حبيبٍ ومنْزلِ بِسِقْطِ اللِوى بين الدَخُولِ فحَوْمَلِ

[قفا نبك]: في البيت: فعل أمر، والأمر طلب، وجواب الطلب: [نبكِ] وهو مسبب عن الطلب، ولذلك جزم. وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والأصل قبل الجزم [نبكي].



* * *

السيد عبد الرازق 16-12-2008 10:56 PM

جمع الجمع



جاء عن العرب أنهم جمعوا الجمع أحياناً. وذلك كلمات معدودات بأعيانها. وجمع الجمع - على هذا - سماعي، فما ورد منه يحفظ ويستعمل، ولكن لا يقاس عليه. من ذلك: بيوتات ورجالات وجمالات وأقاويل وأظافير...

هذا، على أن مجمع اللغة العربية بالقاهرة، أجاز جمع الجمع عند الحاجة. وطريقة ذلك أن يُجمع الجمع - في هذه الحال - على ما يُجمع عليه المفرد(1) المناظر له، نحو:

قوْل - أقوال - أقاويل

وعَيْن - أعيُن - أعايِن...



* * *

السيد عبد الرازق 16-12-2008 10:57 PM

جمع المؤنث السالم

يجمع الاسم جمع مؤنث سالماً، بأن يزاد عليه ألف وتاء مبسوطة(1)، نحو: [زينب - زينبات].

ويجمع هذا الجمعَ:;:

1- العلم المؤنث، نحو: [هند - هندات، وفاطمة - فاطمات].

2- الاسم المختوم بإحدى علامات التأنيث الثلاث: الألف الممدودة، نحو: [صحراء - صحراوات]، والألف المقصورة، نحو: [ذكرى - ذكريات]، والتاء المربوطة، نحو: [شجرة - شجرات](2).

3- صفة ما لا يعقل، ومصغَّره. فمثال صفته: [جبل شاهق - جبال شاهقات]. ومثال مصغَّره: [دريهم - دريهمات].

4- المصدر الذي يتجاوز فعله ثلاثة أحرف، نحو: [تعريفات]، فإنه من عرّف، و[إكرامات]، فإنه من أكرم.

5- الاسم الذي لم يُعهد له جمع آخر، أعجمياً كان أو غير أعجمي، نحو: [مهرجان وتلفزيون وحمّام وإصطبل...]، فإنها تجمع على [مهرجانات وتلفزيونات وحمامات وإصطبلات...].

6- اسم غير العاقل، إذا كان يُبدأ بـ [ابن]، أو [ذي]، نحو: [ابن آوى وابن عرس] و[ذي القعدة وذي الحجة] فإن ذلك يُجمع على: [بنات آوى وبنات عرس] و[ذوات القعدة وذوات الحجة].

لاحقة: ألحَقوا الكلمات التالية بجمع المؤنث السالم، فعاملوها معاملته، وإن لم تتحقق لها شروطه:

أ - أولات (أي صاحبات): فإن معناها الجمع، وليس لها مفرد من لفظها.

ب - أذرعات وعرفات وعنايات ونعمات ونحوها، فلفظها لفظ الجمع، ومعناها المفرد.

ج - أسماء الحروف الهجائية، فقد قالوا: ألفات وسينات ولامات وميمات... فجمعوها هذا الجمع وإن لم تُستكمَل لها شروطه.

حكمان:

الأول: إذا كان المفرد مختوماً بالتاء المربوطة، حُذِفت في الجمع وجوباً، نحو: [مجتهدة - مجتهدات].

الثاني: جمع المؤنث السالم - كسائر الأسماء في العربية - يرفع بالضمة، ويجر بالكسرة. لكنه في حالة النصب، يتفرَّد، فيُنْصَب بالكسرة. مثال ذلك:

هذه دجاجاتٌ : وقد رُفع بالضمة.

ونظرت إلى دجاجاتٍ : وقد جُر بالكسرة.

واشتريت دجاجاتٍ : وقد نصب بالكسرة عوضاً عن الفتحة.

ولابن مالك في هذا بيت لطيف يقول فيه:

وما بِتا وألفٍ قد جُمِعا يُكسَر في الجر وفي النصب معا


طرائق جمع المؤنث السالم:

إذا جمعتَ الاسم الثلاثي الساكن الثاني، نحو: [سجْدة وخطوة ورحْلة...] جمع مؤنث سالماً، جاز لك طريقتان:

الأولى: أن تَفتح ثانيَهُ مطلقاً في كل حال. نحو: [سَجْدة - سَجَدات، وخُطْوة - خُطَوات، ورِحْلة - رِحَلات].

والثانية: أن تَجعل حركتَه مماثلةً لحركة الحرف الأول. نحو: [سَجْدة - سَجَدات، وخُطْوة - خُطُوات، ورِحْلة - رِحِلات].

لاحقة: أجازوا أيضاً سكون الثاني، إذا كان الأول مضموماً أو مكسوراً، نحو: [خُطوة ورِحلة - خُطْوات ورِحْلات].

تنبيه: كل ما بحثنا فيه من حركات إنما يتعلق بـ [الاسم، الثلاثي، الساكن الثاني].

فإذا لم يكن اسماً، بل كان صفةً، نحو: ضخْمة وسهْلة، أو لم يكن ثلاثياً، نحو: زينب وسعاد، أو لم يكن ساكن الثاني، نحو: شجَرة وعِنَبة، ففي كل هذه الأحوال لا تغيير في اللفظ ولا تبديل. وعلى ذلك تقول في جمع الكلمات المذكورة آنفاً: ضخْمات وسهْلات، وزَيْنَبات وسُعادات، وشَجَرات وعِنَبات (3).



* * *

السيد عبد الرازق 16-12-2008 10:58 PM

جمع المذكر السالم

¨ هو جمعٌ سلِمتْ صورة مفرده، فلم يصبها التغيير، وزِيدَ في آخره واو ونون في حالة الرفع نحو: [جاء كاتبون]، وياء ونون في حالتَي النصب والجرّ، نحو: [رأيت كاتبِين، ومررت بكاتبِين]. فإذا أضيف حُذفت نونه، نحو: جاء معلّمو المدرسة، ورأيت معلّمي المدرسة، ومررت بمعلّمي المدرسة.

¨ لا يُجمَع جمعَ مذكّر سالماً إلاّ شيئان:

1- علَمٌ لمذكّر عاقل، نحو: [خالد وسعيد وأحمد]، فيقال في جمعها: [خالدون وسعيدون وأحمدون].

2- اسم مشتقّ يصلح أن يُنْعَتَ به المذكّر العاقل، كاسم الفاعل واسم المفعول واسم التفضيل والصفة المشبّهة، نحو: [كاتب، محروم، أكرم، طيّب...]، فإنها تجمع على: [كاتبون، محرومون، أكرمون، طيّبون...].

تنبيه: استَعْملَت العرب عدداً من الكلمات، استعمال جمع المذكر السالم، مع أنها لم تستكمل شروط هذا الجمع. فرفعَتْها بالواو والنون، ونصبَتْها وجرَّتْها بالياء والنون. ولذلك سماها النحاة: (الملحقات بجمع المذكر السالم)، أشهرها: أرضون، سنون، أهلون، بنون، عالَمون، أُولو، عشرون وأخواتها.



* * *


السيد عبد الرازق 16-12-2008 11:01 PM

الجملة وإعرابها



الجملة: مبتدأ وخبر، أو فعل وفاعل. ثمّ إنْ كان صدرُها اسماً، سمّيت: [جملة اسمية]، نحو: [الشمس مشرقة - إنّ الشمس مشرقة - هل الشمس مشرقة؟]. أو كان صدرُها فعلاً سمّيت: [جملة فعلية]، نحو: [سافر عليٌّ - كان عليٌّ مسافراً - لن يسافر عليٌّ](1).

وليس من شروط الجملة أن تؤدّي معنى تامّاً. فقولك مثلاً: [إِنْ تجتهدْ]، جملة. مع أنّ المعنى لا يتمّ، إلاّ إذا أتيت بجواب الشرط فقلت: [إن تجتهدْ تنجحْ].



إعراب الجملة:

تمهيد لغير المتخصصين: كل جملة في العربية، يمكن أن يُستخلَص منها اسمٌ مفرد [مصدر، أو اسم فاعل، أو اسم مفعول...]. مثال ذلك: [كَتَبَ زهيرٌ]، فإنها جملة، ويمكن أن يُستخلص منها: [كتابة (مصدر)، وكاتب (اسم فاعل)، ومكتوب (اسم مفعول)...]. فإذا أردتَ أن تعرف ما إعراب جملة [كتب زهيرٌ]، فتغافلْ عنها موقّتاً، وضع محلَّها، الاسمَ المفردَ المستخلَص منها، فإنّ إعرابه هو إعرابها نفسه.

ليكن هذا المستخلص هو - مثلاً - المصدر [كتابة]. وانظر الآن ما إعرابه في قولك: [كتابةُ زهير]؟ تجده لا إعراب له، لأنّ المعنى ناقص. إذاً، جملة: [كتب زهيرٌ] لا إعراب لها، لأن الاسم المستخلص: [كتابة] لا إعراب له.

ودونك مثالاً آخر: [ودّعتُ خالداً حين سافَر]. فـ [سافَرَ]: جملة مؤلفة من فعل وضمير مستتر هو الفاعل، ويمكن أن يُستخلص منها: [المصدر: سَفَر...]. فإذا تغافلتَ موقتاً عن جملة [سافَرَ]، وأحللت محلَّها المصدر المستخلص، وهو [سَفَرُ خالد] فقلت: [ودّعت خالداً حين سَفَرِه]. وجدت أنّ كلمة [سفَرِه] مضاف إليه. إذاً، جملة [سافَرَ] مضاف إليه، لأنّ الاسم المستخلَص مضاف إليه. بعد هذا، دونك ثلاثة أمثلة على السريع:

[جاء سعيد يركض = راكضاً]. جملة [يركض] حالية في محل نصب، لأنّ [راكضاً] حال منصوب.

[الشمس مشرقة = إشراقها]. جملة [الشمس مشرقة] لا محلّ لها، لأنّ [إشراق الشمس] ليس كلاماً.

[المجتهد يفوز = فائز]. جملة [يفوز] خبرية في محل رفع، لأنّ [فائز] خبر مرفوع.

مما تقدّم، نخلص إلى أنّ الجمل صنفان: جمل لها محلّ من الإعراب، وجمل لا محلّ لها. وإليكها:



أوّلاً: الجمل التي لها محل من الإعراب:

¨ الواقعة خبراً: نحو: [العلم ينفع = العلم نافعٌ]، [إنّ الجهل يَقتل = إنّ الجهل قاتِلٌ]، [كان المطر ينهمر = كان المطر منهمراً].

¨ الواقعة مفعولاً به: نحو: [ظننت خالداً يحضر = ظننت خالداً حاضراً].

¨ الواقعة نعتاً: نحو: [نظرت إلى طفل يضحك = نظرت إلى طفل ضاحك].

¨ الواقعة حالاً: نحو: [جاء زهير يركض = جاء زهير راكضاً].

¨ الواقعة مضافاً إليه: نحو: [أودّع زيداً يومَ يسافر = يوم سفرِه].

¨ الواقعة جواباً لشرط جازم، إن اقترنت بالفاء، أو [إذا] الفجائية، كانت في محل جزم: نحو: [من يجتهدْ فلن يندمَ] و]وإنْ تُصبْهم سيّئةٌ بما قدّمت أيديهم إذا هم يقنطون] (2) (الروم 30/36)

¨ التابعة لجملة لها محلٌّ من الإعراب: نحو: [خالدٌ يجتهد وينجح = خالدٌ مجتهدٌ وناجحٌ].


ثانياً: الجمل التي لا محلّ لها من الإعراب:

¨ الابتدائية: وتقع في ابتداء الكلام: نحو: [الشمس مشرقةٌ].

¨ الاستئنافية: وتقع استئنافاً لكلام يسبقها، ولا علاقة إعرابية بينها وبينه، نحو: [اِقرأْ كتب العلم، إنها مفيدة].

¨ الاعتراضية: وتقع بين متلازمين، نحو: [عاشِرْ - أيّدك الله - العلماءَ].

¨ صلة الموصول: [يفوز مَن يجتهدُ].

¨ التفسيرية: وتُوضِح ما قبلها وتكشفه. وقد تكون مقرونة بأحد حرفَي التفسير: [أَنْ وأي]، وقد لا تكون، نحو: ]فأوحينا إليه أَن اصنع الفلك[ و: [أشرت إليه: أَي: اذهبْ]، و: ]هل أدلّكم على تجارةٍ تُنجيكمْ من عذاب أليم: تؤمنون بالله ورسوله[.

¨ الواقعة جواباً للقسم: نحو: ]تالله لأَكيدنَّ أصنامكم[

¨ الواقعة جواباً لشرط غير جازم: نحو: [إذا زرتنا أكرمناك]، [لو درست لنجحت]، [لولا الإتقان لفسد العمل].

¨ التابعة لجملة لا محلّ لها: نحو: [إذا درست نجحت وكُرِّمت].



* * *


السيد عبد الرازق 16-12-2008 11:03 PM

جموع التكسير



جمع التكسير: هو ما دلّ على أكثر من اثنين، وتغيّرت صورة مفرده، نحو: [كتاب: كتب - قلم: أقلام - عالِم: علماء - مسطرة: مساطر]. إلاّ ما كان من نحو [فُلْك وهِجان] فصورته هي هي في المفرد والجمع.

وجمع التكسير ثلاثة صنوف، لكل صنف منها-في آخر البحث-جدول يمثّله.

الصنف الأوّل: وزنه [//5/5 = فَعَالِلْ](1)

ويُجمَع عليه كل اسم أحرفه أربعة كلها أصلية: [عقرب - عقارب]، أو أحدها زائد (لا فرق بين أن يكون الزائد هو الأول: إصْبع(2) - أصابع، أو الثاني: خاتم - خواتم، أو الثالث من كلمة مؤنثة: رسالة- رسائل وعجوز- عجائز، أو الرابع: حُبلَى- حَبالي)(3).

فإن كان الاسم أكثر من أربعة أحرف (خمسة فأكثر) صيّرتَه بالحذف أربعة، ثم تجمعه على: [فَعَاْلِلْ] أيضاً كما يلي:

- إن كانت حروفه خمسة كلها أصلية، حذفت الخامس، نحو: [سفرجل: سفارج - فرزدق: فرازد].

- أو خمسة أحدها زائد حذفْتَه هو، ولم تحذف حرفاً أصلياً، نحو: [غضنفر: غضافر](4).

- أو خمسة، والأخيران زائدان، حذفتهما نحو: [الموماة (الصحراء الواسعة): الموامي - السِّعلاة (الغول): السَّعالي - العَرقُوَة (الخشبة المعترضة في فم الدلو): العَراقِي - الهِبرِية (قشرة شعر الرأس): الهَبارِي - الصحراء (باعتبارها اسماً لا صفة): الصحاري].

- أو أكثر من خمسة، حذفتَ الخامس وما بعده حتى يعود أربعة، نحو: [عندليب: عنادل - خندريس (من أسماء الخمرة): خنادر - قَلَنْسُوَة: قلانس].

- فإن كان المذكَّر [فَعْلان] ومؤنثه [فَعْلَى]، فهذان كلاهما يُجمعان على [فَعالَى، وفُعالَى]، نحو: [سكران + سكرى: سَكارَى وسُكارى - عطشان + عطشى: عَطاشَى وعُطاشَى - غضبان + غَضبَى: غَضابَى وغُضابَى](5).

الصنف الثاني: وزنه [//5/55 = فَعَالِيْلْ]

ويُجمَع عليه كل اسم أحرفه خمسة، قبل آخره حرف علة ساكن، نحو: [قنطار: قناطير - عصفور: عصافير - قنديل: قناديل]. أو بعد أحرفه الثلاثة ياء مشدّدة - ليست للنسب - نحو: [كرسيّ: كراسيّ - قُمريّ: قماريّ - كركيّ: كراكيّ] فهذه لو فككتَ إدغام حرفها الأخير لوجدتها [كراسيْيْ وقماريْيْ وكراكيْيْ] أي: [//5/55 = فعالِيْلْ](6).

الصنف الثالث: ما كان مفرده ثلاثي الأصول. نحو: [بَحْر: بُحور - جَمَل: جِمال - جريح: جرحى - كتاب: كُتُب...] وله جداول تمثّله في آخر البحث.


تنبيه: اسم الفاعل، مما هو فوق الثلاثي، نحو: [مبادِر ومودِّع]، لا يُجمع جمع تكسير، بل يُجمع جمع سلامة. فيقال: [رجال مبادِرون ومودِّعون. ونساء مبادِرات ومودِّعات...](7).

لواحق ثلاث:

الأولى: أنّ المفرد قد يكون له جمع واحد، وقد يكون له جمعان، وقد يكون له أكثر من ذلك، نحو: [عبد: عبيد وعُبْدان وعِباد]، و[شَيخ: شيوخ وشِيَخَة وأَشياخ...].

الثانية: أنّ وزن [//5/5 فَعَالِلْ و //5/55 فَعَالِيْلْ]:

إن كان قبل آخرهما ياء، جاز حذفها نحو: عصافير وعصافر.

وإن لم يكن قبل آخرهما ياء، جاز زيادتها نحو: دراهم ودراهيم.

الثالثة: أنّ التاءَ تلحق صنوفاً من الأسماء للدلالة على الجمع.

من ذلك: الاسم المنسوب، نحو: دمشقي وبربري ومهلبي ومغربي... فتحذف ياؤه، وتلحقه التاء. فيقال: دماشقة وبرابرة ومهالبة ومغاربة...

ومنه الاسم الأعجمي، نحو: زنديق وصولجان وأُسْوار(قائد الفُرْس)، فيقال في جمعها: زنادقة وصوالجة وأساورة... ونظير هذا في العربية: صياقلة وصيارفة، جمعاً لصيقل وصيرف.

ومنه الاسم الذي قبل آخره حرف مدّ زائد، نحو: غطريف (السخي السري) وجحجاح (السيد الكريم) وعملاق، فيحذف منه حرف المدّ الزائد، ويعوّض منه التاء، فيقال: غطارفة وجحاجحة وعمالقة...



* * *


جداول جموع التكسير

1- جدول الصنف الأول [//5/5 = فَعَالِلْ]

وزن وإيقاع الجمع
المفرد

فَعَالِلْ

//5/5
1- حروفه أربعة، كلها أصلية: درهم دراهم، عقرب عقارب

أو أحدها زائد، وهو:

آ- الأول: إصبع أصابع، تجربة تجارب

ب- أو الثاني: سنبل سنابل، خاتم خواتم

ج- أو الثالث من كلمة مؤنثة مختومة بالتاء أو غير مختومة بها: رسالة رسائل، عجوز عجائز

د- أو الرابع: شَدْقَم شداقم، حبلى حَبالي

2- حروفه أكثر من أربعة، فتصيّره بالحذف أربعة ثم تجمعه كما يلي:

آ- إن كانت خمسة كلها أصلية حذفت الخامس: سفرجل سفارج، فرزدق فرازد

ب- أو خمسة منها حرف زائد حذفته هو: غضنفر غضافر

ج- أو خمسة والأخيران زائدان حذفتهما: الصحراء الصحاري، السِّعلاة السَّعالي

د- أو أكثر من خمسة حذفت الخامس وما بعده: عندليب عنادل، خندريس خنادر

3- أن يكون مذكّره فَعلان ومؤنثه فَعلى، فتجمعهما على فَعالى وفُعالى:

سكران + سكرى: سَكارى وسُكارى

عطشان + عطشى: عَطاشى وعُطاشى




2- جدول الصنف الثاني [//5/55 = فَعَالِيْلْ]

وزن وإيقاع الجمع
المفرد

فَعَالِيْلْ

//5/55
1- حروفه خمسة، قبل آخره حرف علة ساكن: قنطار قناطير، عصفور عصافير، قنديل قناديل

2- حروفه خمسة، بعد الثلاثة منها ياء مشدّدة ليست للنسب: كرسيّ كراسيّ، قُمْريّ قَماريّ




3- جدول الصنف الثالث: آ- (من المفرد الثلاثي الأصول إلى الجمع)

وزن المفرد
شروطه
وزن جمعه والأمثلة
أشهر الشواذ/ملاحظات

أفْعَل وفَعْلاء
صفة مشبهة
فُعْل أحمر وحمراء حُمْر
أَسَد أُسْد

فَاعِل
صفةُ مذكر عاقل دالة على سجية

صفةُ مذكرٍ عاقل معتلة اللام







صفةُ مذكرٍ عاقل صحيحة اللام



صفة صحيحة اللام
فُعَلاء جاهل جهلاء، صالح صلحاء







فُعَلَة هادٍ هداة (الأصل هُدَيَة)

قاضٍ قضاة (الأصل قُضَيَة)

غازٍ غزاة (الأصل غُزَوَة)













فَعَلَة ساحر سحرة، بارّ بررة،

بائع باعة (الأصل بَيَعَة)







فُعَّال كاتب كتّاب، صائم صوّام.


فَاعِل وفَاعِلة
صفة صحيحة اللام
فُعَّل راكع وراكعة ركّع،

نائم ونائمة نوّم.
أعزل عُزّل

نُفَساء نُفَّس

فَعَال
اسم مؤنث

اسم مذكر

اسم صحيح الآخر غير مختوم بتاء التأنيث
أَفْعُل عَناق أعنق

أفْعِلة طعام أطعمة

فُعُل أتان أُتُن


فُعَال
اسم مؤنث

اسم (لا صفة)
أَفْعُل عُقاب أعقُب

فِعْلان غلام غلمان، غراب غربان
غراب أغرب (مذكّر)




تتمة جدول الصنف الثالث: آ- (من المفرد الثلاثي الأصول إلى الجمع)

وزن المفرد
شروطه
وزن جمعه والأمثلة
أشهر الشواذ/ملاحظات

فِعَال
اسم مؤنث

اسم صحيح الآخر غير مختوم بتاء التأنيث
أَفْعُل ذراع أذرع

فُعُل كتاب كتب، خِمار خُمُر
شهاب أشهب (مذكر)

فَعَل
كل اسم ثلاثي مطلقاً مهما تكن حركات أحرفه
أفعال

حَجَر أحجار، كبد أكباد،

حِمْل أحمال، باب أبواب،

ثوب أثواب، بيت أبيات،

وقت أوقات، عمّ أعمام،

عُنُق أعناق


فَعْل






اسم صحيح الأول والثاني غير مضاعف الثالث



اسم ليس ثانيه واواً

اسم ثانيه ألف أصلها الواو

اسم صحيح الثاني
أفعُل نفس أنفس، بحر أبحر





فُعُول قلب قلوب، ليث ليوث

فِعْلان جار جيران، نار نيران

فُعْلان ركْب رُكبان، عَبْد عُبدان
وجه أوجه (معتل الأول)

عين أعين (معتل الثاني)

كفّ أكفّ (مضاعف الثالث)

أسَد أسود، شجَن شجون

ضيف ضيفان، خيط خيطان



فَعْل وفَعْلة
اسم أو صفة ليس ثانيهما ياءً
فِعال

ثوب ثياب، كعب كعاب،

صعب وصعبة صعاب (صفة)

ضخم وضخمة ضخام (صفة)
ضيعة ضياع

أجاز مجمع القاهرة قياس جمع [فَعْلَة] على [فِعَل] نحو:

ضيعة ضِيَع

فَعَل
اسم صحيح الثاني
فُعْلان حَمَل حُملان، ذكر ذكران
شاب شبّان

فَعَل وفَعَلة
اسم صحيح اللام غير مضاعف
فِعَال جمل جمال، جبل جبال،

رقبة رقاب، ثمرة ثمار





تتمة جدول الصنف الثالث: آ- (من المفرد الثلاثي الأصول إلى الجمع)

وزن المفرد
شروطه
وزن جمعه والأمثلة
أشهر الشواذ/ملاحظات

فَعِل
اسم
فُعُول كَبِد كبود، نَمِر نمور


فُعْل
اسم ليس ثانيه واواً ولا ثالثه ياءً

اسم ثانيه واو



اسم غير معتل الثاني ولا الثالث ولا مضاعف

اسم صحيح اللام
فِعَال رمح رماح







فِعْلان حوت حيتان، عود عيدان، كوز كيزان

فُعُول برد برود، جند جنود



فِعَلَة دُبّ دببة
















قِرد قِرَدة، ديك ديكة.

فُعْلة
اسم
فُعَل غرفة غرف، حجّة حُجج


فُعْلى
صفةُ مؤنث، وزن مذكّره (أفعل)
فُعَل كبرى كُبَر، صغرى صُغَر


فُعَل
اسم
فِعْلان جُرَذ جِرذان، صُرَد صِردان


فِعْل
اسم

اسم
فِعَال ذئب ذئاب، ظلّ ظلال

فُعُول حِمل حمول، عِطر عطور


فِعْلة
اسم
فِعَل قِطعة قطع، حِجة حِجج


فَعْلى
صفة
فِعَال عطشى عطاش


فَعْلان وفَعْلانة
صفة
فِعَال عطشان عطاش،

عطشانة عطاش


فُعْلان وفُعْلانة
صفة
فِعَال خُمصان خِماص،

خُمصانة خِماص


فَعُول
اسم رباعي مذكر قبل آخره حرف مدّ



اسم رباعي صحيح الآخر قبل آخره حرف مدّ غير مختوم بتاء التأنيث
أفْعِلة عمود أعمدة









فُعُل عمود عُمُد





تتمة جدول الصنف الثالث: آ- (من المفرد الثلاثي الأصول إلى الجمع)

وزن المفرد
شروطه
وزن جمعه والأمثلة
أشهر الشواذ/ملاحظات

فَعُول (بمعنى فاعل)
صفة
فُعُل صبور صُبُر، غيور غُيُر


فَعِيل
صفة تدل على هُلْك أو توجّع أو بلية...



اسم (لا صفة)



اسم مذكر



اسم مؤنث

صفة لامها معتلة أو مضاعفة
فَعْلى مريض مرضى، قتيل قتلى، جريح جرحى







فُعْلان قضيب قضبان،

رغيف رغفان

أَفْعِلة رغيف أرغفة



أَفْعُل يمين أيمن

أَفْعِلاء نبيّ أنبياء، وصيّ أوصياء، عزيز أعزاء










عزيز أعزّة، شحيح أشحة،

ذليل أذلة (صفات)



صديق أصدقاء، بريء أبرياء

فَعِيل (بمعنى فاعل)
صفةُ مذكرٍ عاقل صحيحة اللام غير مضاعفة دالة على سجية
فُعَلاء كريم كرماء، بخيل بخلاء
قتيل (= مقتول) قتلاء،

سجين (= مسجون) سجناء،

أسير (= مأسور) أسراء

فَعِيل وفَعِيلة
صفة صحيحة اللام
فِعَال كريم وكريمة كرام،

مريض ومريضة مراض
لم يجمعوا (أسير وجريح وقتيل) هذا الجمع!!




*

السيد عبد الرازق 16-12-2008 11:04 PM

3- جدول الصنف الثالث: ب- (من الجمع إلى المفرد الثلاثي الأصول)

وزن الجمع
وزن المفرد
اسم / صفة
الشروط والأمثلة
أشهر الشواذ/ملاحظات

أَفْعُل
فَعْل



فَِـُعال







فَعِيل
اسم



اسم







اسم
صحيح الأول والثاني، غير مضاعف: أنفس نفس، أبحر بحر

مؤنث: أعقب عُقاب، أعنق عَناق، أذرع ذراع









أيمُن يمين
أوجه وجه، أعين عين،

أكُفّ كفّ

أشهب شِهاب (مذكر)،

أعتد عَتاد (مذكر)،

أغرُب غُراب (مذكر)

أفعَال
ثلاثي
اسم
بغير قيد ما عدا وزن (فُعَل):

أكباد كبد، أثواب ثوب، أقفال قفل، أعناب عنب، أبحاث بحث، أنهار نهر
أرطاب رُطب،

أجلاف جِلْف (صفة)،

أشهاد شهيد (صفة)،

أعداء عدوّ (صفة)

أفْعِلة
فَِـُعال







فعيل



فَعول
اسم







اسم



اسم
مذكر: أطعمة طَعام، أئمة إمام، أغلمة غُلام

أرغفة رغيف



أعمدة عَمود
أعْقبة عُقاب (مؤنث)

أعزّة عزيز (صفة)،

أشحّة شحيح (صفة)،

أذلّة ذليل (صفة)

أقفية قفا، أجوزة جائز

فِعْلة

اسم

وزن سماعي لا يقاس عليه، سُمع منه /13/ كلمة أشهرها: فِتية فتى، صِبية صبي، إخوة أخ، عِلْية عليّ، جِلّة جليل

فُعْل
أفعل

وفَعْلاء
صفة مشبهة
حُمْر أحمر وحمراء.
أُسْد أَسَد، بُزْل بازل.




تتمة جدول الصنف الثالث: ب- (من الجمع إلى المفرد الثلاثي الأصول)

وزن الجمع
وزن المفرد
اسم / صفة
الشروط والأمثلة
أشهر الشواذ/ملاحظات

فُعُل
فَعُول ( بمعنى فاعل)



فَِعال







فَعُول



فعيل
صفة





اسم







اسم



اسم
صُبُر صبور، غُيُر غيور





صحيح الآخر غير مختوم بتاء التأنيث: كتب كتاب، أُتن أتان

عُمُد عمود

قضب قضيب
نُذُر نذير، نُجُب نجيب ونجيبة، خُشُن خَشِن، خُشُب خشبة، صحف صحيفة



فُعَل
فُعْلة



فُعْلى
اسم



صفة
غرف غرفة، حجج حُجّة



مؤنث أفعل: كُبَر كبرى، صغر صغرى
رؤى رؤيا، قرى قرية، نوب نَوبة

فِعَل
فِعْلة
اسم
قطع قِطعة
أجاز مجمع القاهرة قياس جمع فَعْلة على فِعَل، نحو: ضيع ضيعة

فُعَلة
فاعل
صفة
مذكر عاقل معتلة اللام: هُداة هادٍ (الأصل هُدَيَة)،

قضاة قاضٍ (الأصل قُضَيَة)، غزاة غازٍ (الأصل غُزَوَة)
كُماة كمِيّ

فَعَلة
فاعل
صفة
مذكر عاقل صحيحة اللام: سحرة ساحر، بررة بارّ، باعة بائع (الأصل بَيَعَة)
سَرَاة سرِيّ

فَعْلى
فَعِيل























وغير فعيل بشروطه نفسها
صفة
تدل على هُلْك أو توجّع أو بلية أو آفة: مرضى مريض، قتلى قتيل، جرحى جريح، أسرى أسير



هلكى هالك، موتى ميّت، حمقى أحمق، سَكْرى سكران





تتمة جدول الصنف الثالث: ب- (من الجمع إلى المفرد الثلاثي الأصول)

وزن الجمع
وزن المفرد
اسم / صفة
الشروط والأمثلة
أشهر الشواذ/ملاحظات

فِعَلَة
فُعْل
اسم
صحيح اللام: دببة دُبّ
قِرَدة قِرد، هررة هِرّ، فيلة فيل، ديَكة ديك

فُعَّل
فاعل وفاعلة
صفة
صحيحة اللام: ركّع راكع راكعة، صائم صائمة صوّم
نُفَّس نُفَساء، عُزّل أعزل، خرَّد خريدة

فُعَّال
فاعل
صفة
صحيحة اللام: كتّاب كاتب، صوّام صائم
نُفّاس نُفَساء، سُلاّف سَلَف

فِعَال
1- فَعْل

وفَعْلَة

















2- فَعَل

وفَعَلة







3- فِعْل







4- فُعْل













5- فَعيل

وفَعيلة



6- فَعْلان

وفَعلانة

فُعْلان

وفُعلانة

فَعْلى
اسم

أو صفة





















اسم





اسم







اسم













صفة









صفة
ليس ثانيهما ياءً:

[اسم]: كعاب كعب، ثياب ثوب

[صفة]: صعاب صعب وصعبة، ضخام ضخم وضخمة

صحيح اللام غير مضاعف: جمال جَمَل

رقاب رقبة، ثمار ثمرة

ذئاب ذئب، ظلال ظلّ

ليس ثانيه واواً ولا ثالثه ياءً: رماح رمح







صحيحة اللام: كرام كريم وكريمة، طِوال طويل وطويلة

عِطاش عَطشان عَطشانة

خِماص خُمصان خُمصانة

عِطاش عَطشى
ضِياع ضيعة











































لم يجمعوا (أسير وجريح وقتيل) هذا الجمع!!







عِجاف أعجف عجفاء،

إناث أنثى، سِباع سَبُع








تتمة جدول الصنف الثالث: ب- (من الجمع إلى المفرد الثلاثي الأصول)

وزن الجمع
وزن المفرد
اسم / صفة
الشروط والأمثلة
أشهر الشواذ/ملاحظات

فُعُول
1- فَعِل

2- فَعْل







3- فِعْل

4- فُعْل
اسم

اسم







اسم

اسم


كبود كبد، نمور نمر

ليس ثانيه واواً: قلوب قلب، ليوث ليث

حمول حِمل، فيول فيل

صحيح الثاني والثالث، غير مضاعف: برود برد، جنود جند
خصوص خُصّ، أُسُود أَسَد، ذكور ذَكَر، طُلول طَلَل، شجون شَجَن

فِعْلان
1- فُعَل

2- فُعْل

3- فَعْل







4- فُعال
اسم

اسم

اسم







اسم
جرذان جرذ، صردان صرد

ثانيه واو: حيتان حوت، عيدان عود

ثانيه ألف أصلها الواو: تيجان تاج، جيران جار

غلمان غلام، غربان غراب
خِرفان خروف، صبيان صبيّ

فُعْلان
1- فَعيل

2- فَعَل







3- فَعْل
اسم

اسم







اسم
قضبان قضيب، رغفان رغيف

صحيح الثاني: حُملان حَمَل، ذكران ذكر

صحيح الثاني: عبدان عبْد، ركبان ركب
جُدران جدار، شبّان شاب، شجعان شجاع، عميان أعمى، سودان أسود

فُعَلاء
1- فَعيل (بمعنى فاعل)





2- فاعل
صفة









صفة
مذكر عاقل، صحيحة اللام، غير مضاعفة، دالة على سجية: كرماء كريم، بخلاء بخيل

أو على مشاركة: شركاء شريك، خلطاء خليط

مذكر عاقل دالة على سجية: جهلاء جاهل، صلحاء صالح
قتلاء قتيل (= مقتول)،

سجناء سجين(=مسجون)،

أُسراء أسير (= مأسور)،

جبناء جبان







فقهاء فقيه

أفْعِلاء
فَعيل
صفة
لامها معتلة: أنبياء نبيّ، أولياء وليّ

أو مضاعفة: أعزّاء عزيز، أذلاّء ذليل
أصدقاء صديق، أبرياء بريء




* *

السيد عبد الرازق 16-12-2008 11:07 PM

الحال(1)

الحال: اسم نكرة، فَضْلة(2) منصوب. يبيّن هيئة صاحبه. نحو: [سافر خالدٌ حزيناً] و[جاء زهيرٌ ثعلباً. (أي: مراوغاً)](3).

أحكام ستّة:

1- تتعدّد الحال وصاحبها واحد، نحو: [جاء خالدٌ مسرعاً باسماً]. وتتعدّد ويتعدّد صاحبها، فتكون القريبة للقريب والبعيدة للبعيد، نحو: [لقي خالدٌ زهيراً مُصعِداً مُنحدِراً]. فـ [منحدراً] حال من [خالدٌ]، و[مصعداً] حال من [زهيراً].

2- تتأخر الحال عن الفعل وشبهه(4) وتتقدّم عليهما، نحو: [جاء خالدٌ راكباً، فسرّني رجوعه منتصراً] و[راكباً جاء خالدٌ، فسرّني منتصراً رجوعه].

3- تتأخّر الحال عن صاحبها، وتتقدّم عليه، نحو: [سافر زهيرٌ مُعْجَلاً] و[سافر مُعْجَلاً زهيرٌ].

4- يكون صاحب الحال معرفةً ونكرة، نحو: [جاء عليٌّ مستعجلاً]. و: [جاء ضيفٌ مستعجلاً].

5- إذا تقدّمت صفةٌ نكرة على موصوفها، انقلبت إلى حال. نحو: [لِزيدٍ ممزَّقاً كتابٌ]. والأصل قبل التقديم: [لِزيدٍ كتابٌ ممزَّقٌ].

6- قد تأتي الحال مستقلّةً بنفسها، بدون فعل، فتقترن:

إمّا بالفاء: إذا أردتَ الدلالة على تدرّج في نقص أو زيادة، نحو فصاعداً، فنازلاً، فأكثر، فأقلّ، فأطول، فأقصر... تقول مثلاً: [يباع الكتاب بدينار فصاعداً] و[أستريح ساعةً فأكثر].

وإمّا بهمزة: للدلالة على استفهام توبيخيّ، نحو: [أقاعداً وقد سار الناس؟!].



الحال الجملة

قد تكون الجملة حالاً(5)، وذلك إذا وقعت موقع الحال. نحو: [جاء خالدٌ يضحك = جاء ضاحكاً]. ويربطها بصاحب الحال عند ذلك وجوباً، ضميرٌ أو واو؛ وقد يجتمع الرابطان.

فمن مجيء الرابط ضميراً: [سافر خالدٌ محفظتُه بيده] (الضمير المتصل، أي الهاء، مِن محفظته هو الرابط).

ومن مجيئه واواً: [سافرت والشمسُ طالعةٌ](6).

ومن اجتماع الرابطَين: [أَقْبَل زهيرٌ ويدُه على رأسه].



أحكام واو الحال:

قاعدة كليّة: [إذا خَلَت الجملةُ من ضميرٍ يربطها بصاحب الحال، وجبت الواو]، نحو: [سافر زهير و الشمس مشرقة].

1- أحكامها مع الجملة الاسمية:

¨ تجب الواو قبل الجملة الاسمية، إذا خَلَتْ من ضميرٍ يربطها بصاحب الحال (القاعدة الكلية). وتجب أيضاً إذا كان صدر الجملة ضميراً منفصلاً، نحو: [جاء زهيرٌ وهو يضحك]. ويجوز الوجهان بعد [إلاّ]، نحو: [ما جاء إلاّ وبيده كتاب = إلاّ بيده كتاب].

2- أحكامها مع الجملة الماضوية:

¨ تجب الواو - وتلزمها [قد] - قبل الجملة الماضوية، غير المشتملة على ضمير صاحب الحال(7). وتمتنع إذا كان بعد الماضوية [أو]، نحو: [اُنصرْ أخاك جارَ أو عَدَلَ].

¨ ويجوز مجيئها وعدمُه، قبل الجملة الماضوية في ما يلي:

- إذا كان في الجملة ضمير رابط، نحو: [زارني زيدٌ وما قال كلمةً = زارني ما قال كلمةً]، ونحو: [هذه كتبنا وقد أعيدَت إلينا = هذه كتبنا أعيدَت إلينا].

- أو سبقتها [إلاّ]، نحو: [ما زارنا زيدٌ إلاّ وكان مستعجلاً = إلاّ كان مستعجلاً].


3- أحكامها مع الجملة المضارعية:

¨ تجب الواو مع الجملة المضارعية، إذا خلت من ضمير يربطها بصاحب الحال (القاعدة الكلية)، وسبقتها [لم]، نحو: [جاء زهيرٌ ولم تطلع الشمس]. فإن وجد ضمير رابط، جاز الوجهان، نحو: [زارنا خالدٌ ولم يتأخر = زارنا لم يتأخر].

¨ كما تجب الواو مع الجملة المضارعية المقترنة بـ [قد]، نحو: [نجح زهيرٌ وقد ينجح المجتهد].

¨ وتمتنع قبل الفعل المضارع المثبت، نحو: [جاء زهيرٌ يسعى]، والمنفي بـ [ما] أو [لا]، نحو: [عرفتك ما تحبّ التهاون] فـ [ما لك لا تجدّ](8).

4- حكمها مع [لَمّا]:

قال ابن مالك عن المضارع المسبوق بـ [لمّا]: "لم أجده إلاّ بالواو"(9). فقلْ إذاً: [حضر خالدٌ ولمّا أَرَه].



صيغٌ وتراكيبُ حاليّة:

في اللغة صيغ لا تكاد تتغير، تُستعمل كأنها الرواسم، وتُعرب حالاً. دونك أهمّها، مع شيء من التعليق لمزيد إيضاح. مِن هذا قولهم مثلاً:

· سلّمته الكتابَ (يداً بيد): يلاحظ هاهنا اشتراك جانبين.

· جاء خالدٌ (وحدَه): الحال هنا معرفة، (تَعَرّفَت بإضافتها إلى معرفة هي: هاء الضمير) ومجيء الحال معرفةً، قليل في كلامهم.

· رجع (عودَه على بدئه): الحال هنا معرفة أيضاً، والشأن فيها كالشأن في [جاء وحدَه]، فلا نعيد.

· اُدخلُوا (واحداً واحداً): و[اثنين اثنين، وثلاثةً ثلاثةً...] و[تمر السنون شهراً شهراً، وتنقضي الشهور أسبوعاً أسبوعاً، وتنصرم الأسابيع يوماً يوماً...]، ومنه: [قرأت الكتاب باباً باباً] إلخ... والحال في كل ذلك نكرة - على المنهاج - ولكنها قد تكون معرفة، كقولهم: [اُدخلوا الأولَ فالأول]. وهاهنا مسألتان: الأولى: مايلاحظ من الترتيب في كل ذلك. والثانية أنّ العطف [بالفاء وثمّ] واردٌ في كلّ ذلك، أي: واحداً فواحداً، أو واحداً ثمّ واحداً.

· أمّا (عِلْماً) فعالِمٌ: ومثله: أمّا شجاعةً فشجاعٌ... وذلك في وصفك مَن تعلم فيه ذلك.

· تفرّقوا (شذَرَ مذَرَ): أي: مشتَّتين. والكلمتان مركّبتان تركيباً مزجياً.

· زهيرٌ جاري (بيتَ بيتَ): أي: ملاصقاً. والكلمتان مركّبتان تركيباً مزجياً.

· ذهبوا (أياديَ سَبَأ): أي: مشتَّتين.

· حاوِل النجاح (جهْدَك): أي: جاهداً.

· اُدرس (طاقتَك): أي: مطيقاً، يعني: باذلاً طاقتك.

· لقيته (وجهاً لوجه): أي: متقابلَين.

· كلّمته (فاهُ إلى فيّ): أي: فمه إلى فمي، مشافهةً، وفيه معنى الاشتراك.

· بعنا الزيت (رطلاً بدينار): يكثر استعمال هذه الصيغة في البيع والشراء، لما فيها من الدلالة على سعر.

· كافّةً، وقاطبةً، وطُرّاً: كلمات ثلاث، لا تكاد تُستعمل إلاّ [حالاً].


وظائف الحال المعنوية:

للحال وظائف معنوية نوردها فيما يلي:

آ- قد تأتي للتبيين، وهي التي لا يُستفاد معناها إلاّ بذكرها نحو: [جاء زهيرٌ ماشياً]. ويسمّونها: [الحال المؤسسة].

ب- أو تأتي لتوكيد عاملها، نحو: ]فتبسّم ضاحكاً[. أو توكيد مضمون الجملة قبلها نحو: [هو الحقّ واضحاً]. ويسمّونها: [المؤكدة].

ج- وقد تأتي توطئةً لصفةٍ بعدها نحو: ]إنّا أنزلناه قرآناً عربياً[. ويسمّونها [الموطّئة].

د- وقد تأتي لتبيين هيئةِ ما يتعلّق بصاحبها، نحو: [جاء سعيدٌ ممزّقاً قميصه]. ويسمّونها [السببية].

ملاحظة: في كتب الصناعة أنّ الحال تكون شبه جملة. ولم نعرض لهذا هنا، إذ عالجنا مسألة التعليق بالمحذوف، في بحث [التعليق = الربط]. وقد يكون مفيداً الاطّلاعُ على ذلك في موضعه.

* * *

نماذج فصيحة من استعمال الحال

· [صلّى رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم قاعداً، وصلّى وراءه رجالٌ قياماً]. (حديث شريف)

[قياماً]: حال، صاحبها: [رجالٌ]، وهو نكرة. وهذا شاهدٌ لا يُدحَض، على أنّ ذلك في العربية أصلٌ صحيح. ولقد وقف سيبويه عند هذه المسألة، فأجازها جوازاً مطلقاً بغير قيد.

· ومن مجيء صاحب الحال نكرة، قولُ قطريّ ابن الفجاءة:

لا يَركَنَنْ أحَدٌ إلى الإحجامِ يومَ الوغى متخوِّفاً لِحِمامِ

[متخوِّفاً]: حال، صاحبها: [أحَدٌ]، وهو نكرة.

· ومن ذلك أيضاً قوله تعالى: ]وما أهلكنا من قريةٍ إلاّ ولها كتابٌ معلوم[ (الحجر 15/4)

جملة: [ولها كتاب] حالية، صاحبها نكرة، وهو: [قرية]. وفي الآية مسألة أخرى هي أنّ [لها كتابٌ معلوم] جملة اسمية، سبقتها [إلاّ]. ومتى سُبِقَت الاسمية بـ [إلاّ] جاز بعدها مجيء واو الحال - كما في الآية - وجاز عدم مجيئها، نحو: ]وما أهلكنا من قرية إلاّ لها منذرون[ (الشعراء 26/208) فجملة: [لها منذرون] حالية، لم تسبقها واو الحال بعد [إلاّ]، وذلك جائز على المنهاج.

· قال طرفة بن العبد (الديوان /88):

فسقى ديارك غيرَ مفسِدِها صوبُ الغمامِ وديمةٌ تَهْمِي

[غيرَ]: حال تقدَّمت على صاحبها وهو [صوبُ]. وتقدُّمُها هذا، على المنهاج، إذ الحال تتقدّم على صاحبها وتتأخّر عنه.

· قال كثيّر عزة (الديوان /522):

لئن كان برْدُ الماء هيمانَ صادياً إليَّ حبيباً، إنها لَحبيبُ

[هيمانَ صادياً] حالان، تقدَّمتا على صاحبهما وهو الياء [الضمير المجرور بـ (إلى)]. إذ الأصل قبل التقديم: [لئن كان بردُ الماء حبيباً إليَّ - هيمانَ صادياً - إنها لحبيب]. وفي البيت مسألتان: الأولى تعدُّدُ الحال وصاحبها واحد، والثانية تقدّمُها عليه. وذلك جائز بغير قيد.

· قال كثيّر عزة (الديوان /506):

لِميّةَ موحشاً طلَلُ يلوح كأنه خِلَل

(شبّه آثار منْزلها، بخِلَل السيوف، أي: وشْي أغمادها).

* * *

السيد عبد الرازق 16-12-2008 11:08 PM

كان الأصل أن يقول: [لِمَيّةَ طللٌ موحشٌ]، فتكون كلمة [موحشٌ] صفةً لـ [طلَلٌ]. ولكنه عكس الترتيب فقدّمَ الصفة على الموصوف. والقاعدة: أنّ الصفة النكرة، إذا قُدِّمت على موصوفها نُصِبت على الحال، وهو ما قاله الشاعر.

· ومثله في تقديم الصفة النكرة على موصوفها، ونصبها على الحال، قولُ عمرو ابن أسد الفقعسيّ (الخزانة 3/30):

فهلاّ أَعَدُّوني لمثليْ - تفاقَدوا - وفي الأرض مبثوثاً شجاعٌ وعقربُ

(الشجاع: الخبيث من الحيّات. دعا عليهم بأن يفقد بعضُهم بعضاً، إذ لم يجعلوه عُدَّةً لقتالِ مَن كان مثلَه من أبطال أعدائهم).

كان الأصل أن يصف الشاعر الحيّات بأنها مبثوثة، ولكنه قدَّمَ الصفة النكرة: [مبثوث]، على الموصوف: [شجاع]، فنُصِبَت على الحال، فقال: [وفي الأرض مبثوثاً شجاعٌ].

· قال الشاعر (أوضح المسالك 2/89):

تسلّيتُ طُرّاً عنكمُ بعدَ بينِكُمْ بذكراكمُ حتى كأنكمُ عندي

[طُرّاً]: كلمة لا تكاد تستعمل في اللغة إلاّ [حالاً]. وقد تقدّمتْ في البيت على صاحبها، وهو الضمير [كم] المجرور بـ [عن]، وكان الكلام قبل هذا التقديم: [تسلّيت عنكم طُرّاً]. والحال تتقدّم على صاحبها بغير قيد.

· قال امرؤ القيس (الديوان /14):

خرجتُ بها أمشي تجُرُّ وراءنا على أَثَرَيْنا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ

(المِرط: كساء من خزّ أو صوف. والمرحّل: المخطّط).

قد تتعدّد الحال ويتعدّد صاحبها. وقد تحقق ذلك في البيت. وبيان ذلك أن جملة [أمشي] حال من ضميرالفاعل، وهو التاء مِنْ [خرجتُ]. وجملة [تجرّ] حال من الضمير [ها] المجرور بالباء. وهكذا تعدّدت هي وتعدّد صاحبها. والقاعدة في هذا أن تكون الحال الأولى للاسم الثاني، والحال الثانية للاسم الأول (الحال القريبة للقريب والبعيدة للبعيد). ولكنّ الشاعر لم يجرِ على هذا، بل أتى بالحالين على ترتيب صاحبيهما، لقيام قرينة تمنع اللبس، وهي التذكير في الأول، والتأنيث في الثاني.

· ]لِمَ تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم[ (الصفّ 61/5)

[وقد تعلمون]: الجملة مضارعية، والمضارعية إذا اقترنت بـ [قد] وجبت الواو قبلها. وقد تحقق ذلك في الآية.

· قال الشاعر:

إنّ الكريم لَيُخْفي عنك عُسرَتَهُ حتى تراهُ غنيّاً، وهو مجهودُ

لا بدّ لكل جملة حالية، من رابط يربطها بصاحب الحال، وإلاّ انقطعت الصلة بينهما. وقد يكون الرابط ضميراً، أويكون واو الحال. وقد يجتمع الرابطان معاً. وهو ما تراه متحققاً في بيت الشاعر حيث يقول: [وهو مجهود]. فقد اجتمع هاهنا الرابطان معاً: الواو الحالية والضمير [هو].

· ]لا تقربوا الصلاةَ وأنتم سُكارى[ (النساء 4/43)

في الآية مسألتان، الأولى: أنّ كتب الصناعة حين تعرّف الحال، تصفها بأنها [فضلة]. ونحبّ أنْ ننوّه هنا بأنْ ليس معنى قولهم [فضلة] أنّ المعنى لا يفتقر إليها، ومن ثمّ يصحّ إسقاطها والاستغناء عنها. وإنما معناه أنها ليست عُمدَةً كالفعل والفاعل، والمبتدأ والخبر. يدلّك على ذلك أنّك لو أسقطتها لفسد المعنى أحياناً. واعتَبِر بالآية التي نحن بصددها، فإنّك لو حذفت الحال: [وأنتم سكارى] لفسد المعنى. ومثل ذلك قوله تعالى: ]وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين[ (الأنبياء 21/16) فإنك لو حذفت الحال: [لاعبين] لفسد المعنى.

والمسألة الثانية: أنّ الواو واجبة هنا قبل الجملة الاسمية. وذلك لوقوع الضمير المنفصل صدراً لها: [وأنتم سكارى].

· ]إليه مرجعُكمْ جميعاً[ (يونس 10/4)

[جميعاً] حال من الضمير في [مرجعكم]، وهو مضاف إليه. وصاحب الحال يكون مضافاً إليه مطلقاً، بغير قيد. ومنه قولُ مالك بن الريب (شرح ابن عقيل 1/664):

تقول ابنتي إنّ انطلاقك واحداً إلى الرَّوع يوماً تارِكِيْ لا أبا ليا

فإنّ كلمة [واحداً]: حال من المضاف إليه، وهو الضمير في [انطلاقك]. وهذا كثير كثير في كلامهم، ولو عمَدتَ إلى الإحصاء لأعجزك ذلك. ومنه الآية: ]أيحبُّ أحدُكم أن يأكل لحم أخيه ميْتاً[ (الحجرات 49/12) فإنّ كلمة: [ميتاً] حال من المضاف إليه [أخ].... ودونك منه شاهداً أخيراً، هو قوله تعالى: ]ونزعنا ما في صدورهمْ من غلٍّ إخواناً[ (الحِجْر 15/47)، فكلمة: [إخوانا] حال من الضمير في [صدورهم] وهو مضاف إليه.

· ]لئن أكله الذئب ونحن عصبةٌ إنّا إذاً لخاسرون[ (يوسف 12/14)

[نحن عصبة]: جملة حالية، والواو قبلها واجبة، لخلوّ الجملة من ضمير رابط.

· قال الشاعر (شرح ابن عقيل 1/323):

فجاءتْ به سَبْطَ العظام كأنما عمامتُه بين الرجال لواءُ

(يصف ابنَه بطول القامة).

وقد أتى بكلمة [سَبْطَ] حالاً من الضمير المجرور بالباء، وهو: الهاء مِن [به].

· ]يا حسرةً على العباد ما يأتيهم مِن رسولٍ إلاّ كانوا به يستهزئون[ (يس 36/30)

[إلاّ كانوا]: يجوز قبل الجملة الماضوية المسبوقة بـ [إلاّ] وجهان: مجيء الواو وعدمها. والآية - كما ترى - مما لا واوَ معه بعد [إلاّ]، وجملة [كانوا...] ماضوية.

ومثل ذلك قوله تعالى ]لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاّ أحصاها[ (الكهف 18/49) فجملة: [أحصاها] ماضوية مسبوقة بـ [إلاّ]، وليس بعد [إلاّ] واو.

· قال عليّ كرّم الله وجهه، لكُمَيل بن زياد النخعي:

[ما مِن أحدٍ أَوْدعَ قلباً سروراً إلاّ وخلق الله له من ذلك السرور لُطفاً]. وفي قوله: [إلاّ وخلق...] جملةٌ ماضوية سبقتها [إلاّ] والواو. وذلك جائز، إذ القاعدة أن الواو يجوز مجيئها وعدمه إذا كانت الجملة ماضوية مسبوقة بـ [إلاّ].

· وقال زهير بن أبي سلمى:

نِعْمَ امرأً هرِمٌ، لم تَعْرُ نائبةٌ إلاّ وكان لِمُرتاعٍ بها وَزَرَا

[إلاّ وكان...] هاهنا جملة ماضوية، سبقتها [إلاّ] والواو. وذلك جائز على المنهاج.


تنبيه: ما قلناه عن جواز مجيء الواو وعدم مجيئها قبل الجملة الماضوية المسبوقة بـ [إلاّ]، ينطبق أيضاً على الجملة الاسمية. ولقد أوردنا آنفاً شاهداً على عدم مجيئها، وهو قوله تعالى: ]وما أهلكنا من قرية إلاّ لها منذرون[ (الشعراء 26/208) وقلنا هناك: متى سُبِقَت الاسمية بـ [إلاّ] جاز بعدها مجيء واو الحال، وجاز عدم مجيئها، فالجملة الاسمية: [لها منذرون] حالية، لم تسبقها واو الحال بعد [إلاّ]، وذلك جائز على المنهاج.

ودونك من هذا نماذج:

· روى الجاحظ قال: [ما قِلْتُ (من القيلولة) ولا بِتُّ ولا اتّكأتُ إلاّ والكتاب موضوعٌ على صدري]. (الحيوان 1/53)

قال: [إلاّ والكتابُ...]، فأتى قبل الجملة الاسمية بـ [إلاّ] والواو.

· وقال: [والعصافير لا تقيم في دار إلاّ وهي مسكونة]. (الحيوان 2/262)

قال: [إلاّ وهي...] فأتى كذلك قبل الجملة الاسمية بـ [إلاّ] والواو.

· قال أبو عمرو بن العلاء لعيسى بن عمر (مجالس العلماء /1): [نمتَ... وأدلج الناس، ليس في الأرض حجازيٌّ إلاّ وهو ينصب].

قال: [إلاّ وهو...] فأتى قبل الجملة الاسمية بـ [إلاّ] والواو.

· ]قلنا اهبطوا بعضُكمْ لبعضٍ عدوٌّ[ (البقرة 2/36)

[بعضكم لبعض عدوّ]: جملة اسمية حالية، والذي ربطها بصاحب الحال هو الضمير [كُم]، وأما صاحب الحال فهو الضمير (الواو من اهبطوا). ومعلوم أنّ الرابط قد يكون الضمير وحده، وقد يكون الواو وحدها، وقد يجتمع الرابطان.

· ]والله يَحكُم لا مُعقِّبَ لحكمه[ (الرعد 13/41)

[لا معقب لحكمه]: جملة حالية اسمية، والرابط هاهنا هو الضمير وحده. أي: الهاء من [لحكمه]، وذلك على المنهاج.

· قال الشاعر:

عهدتك ما تصبو وفيك شبيبةٌ فما لكَ بعدَ الشيب صبّاً متيَّما

[ما تصبو]: جملة حالية مضارعية، منفيّة بـ [ما]. ومتى كانت المضارعية منفيّة بـ [ما] أو [لا] امتنع مجيء الواو قبلها.

· قال تعالى ]وتفقّد الطيرَ فقال ماليَ لا أرى الهدهد[ (النمل 27/20)

[لا أرى]: جملة حالية مضارعية، منفيّة بـ [لا]. وهي شاهد على امتناع مجيء الواو قبلها.

· قال أبو عبيدة بن الجراح وهو يوصي قبل موته:

[أَقْرِئوا أمير المؤمنين السلام، وأعلموه أنّه لم يبقَ مِن أمانتي شيءٌ إلاّ وقد قمتُ به].

[إلاّ وقد قمت به]: جملة ماضوية مسبوقة بـ [إلاّ] و[قد]. ويكثر هذا في كلامهم كثرة بالغة. فرأينا الإشارة إليه، وإيرادَ الشواهد عليه.

· فمنه قول عليّ كرّم الله وجهه، في وصفه الطاووس: [وقلّ صِبغٌ إلاّ وقد أخذ منه بقسط]. (نهج البلاغة - د. الصالح /238)

· وقولُه: [ما قال الناسُ لشيءٍ (طُوبَى له) إلاّ وقد خَبَأَ له الدهرُ يومَ سَوْء]. (نهج البلاغة - د. الصالح /526)

· وقولُ هشام بن محمد الكلبي (ديوان حاتم الطائي /140): [فلما كان في بعض الليل لم تشعر به إلاّ وقد أخذ...].

· وقول الخليفة المنصور: [ما أرى صاحبَكم إلاّ وقد غبن صاحبنا]. (مجالس ثعلب /17)


السيد عبد الرازق 16-12-2008 11:09 PM

الحكاية

الحكاية هي: نقل ما قيل كما قيل، بلا تغيير ولا تبديل.

فإذا سمعتَ رجلاً يلفظ اسمَ خالد - مثلاً - مرفوعاً بالضمة فيقول: [خالدٌ]، وأردتَ حكاية قوله قلتَ: [سمعتُ: خالدٌ]. فتعيد الكلام بعينه؛ ولولا أنك تحكي ما سمعتَ لقلتَ: [سمعتُ خالداً](1).

* * *

نماذج فصيحة من استعمال الحكاية

· ذكروا أن أحدهم قال: [إنّ في الدار قرشيّاً] فقيل له: [ليس بقرشيّاً]؛ ولولا الحكاية لقيل له: [ليس بقرشيٍّ].

· وقال بعضهم: [عندي تمرتان] فقيل له: [دعني من تمرتان]؛ ولولا الحكاية لقال: [دعني من تمرتين].

· والسورة الثالثة والعشرون من المصحف هي [سورة المؤمنون]، ولولا الحكاية لقيل: [سورة المؤمنين].

· ولقد سمع ذو الرُّمة يوماً قائلاً يقول: [الناسُ ينتجعون الغيث]. (أي: يطلبون الكلأ)، فقال لناقته، واسمُها [صَيْدَح]؛ وأنتِ فانتجعي بلالَ بن أبي بردة، ذاك الرجل الكريم، قال:

سمعتُ: [الناسُ ينتجعون غيثاً] فقلتُ لـ [صَيْدَح]: انتجعي بِلالا

ولولا أنّ ذا الرمة أراد أن يحكي ما سمع لقال: [سمعتُ الناسَ...].



* * *

السيد عبد الرازق 16-12-2008 11:11 PM

الصفة المشبهة(1)

الصفة المشبهة: هي اسم يُشتَق من الفعل الثلاثي اللازم، للدلالة على صفة، يغلِب في كثير من الأحوال(2) أن تتطاول مع الزمن وتستمر، نحو: [أخضر - سكران - عطشان - فَرِح...]، وقد تدل أحياناً على صفة دائمة، نحو: [أعرج - أعمى - قصير - طويل...].

صيغها: لها صيغة قياسية واحدة هي: (أفعل)، ومؤنثها (فعلاء) تدل على لون أو حلية، فاللون نحو: [أبيض - أسود - أحمر...]، والحلية نحو: [أعرج - أكحل - أحمق...].

وأما صيغها الأخرى فكثيرة، دونك أشهرها:

فَعْلان
ومؤنثها
فَعْلى:
سكران - شبعان - عطشان...

فَعِل
ومؤنثها
فَعِلَة:
تعِب - مرِح - قلِق...

فَعِيل
ومؤنثها
فَعِيلَة:
كريم - جميل - بخيل...




الأحكام:

ليس للصفة المشبهة إعراب خاصّ، فهي تعرب على حسب موقعها من الكلام. غير أن الاسم بعدها قد يكون فاعلاً لها، نحو: [خالدٌ جميلٌ وجهُه]. (وجهُه: فاعل)، أو مضافاً إليه، نحو: [خالدٌ جميلُ الوجهِ]، (الوجهِ: مضاف إليه). أو تمييزاً، نحو: [خالدٌ جميلٌ وجهاً]، (وجهاً: تمييز).

* * *

شاهدان فصيحان من الصفة المشبهة، ثم ثلاثة أمثلة:

1- الشاهدان:

· قالت الشاعرة الخرنق بنت هفان من بني قيس:

لا يَبْعَدَنْ قومي الذين هُمُ سَمُّ العُداةِ وآفَةُ الجُزْرِ

النازِلُونَ بكلّ مُعْتَرَكٍ والطَّيِّبُونَ مَعاقِدَ الأُزْرِ

[لا يبعدن: لا يهلكن؛ تدعو لقومها ألاّ يهلكوا. وسَمّ العداة: تريد أنهم يقضون على أعدائهم قضاء السمّ. والجُزْر: الإبل، جمع جزور، وهم آفتها لكثرة ما ينحرون منها للأضياف. والطيبون معاقد الأزر: كناية عن عفتهم].

[معاقد]: معرفة، بإضافته إلى [الأزر]، و[الطيبون]: صفة مشبهة، نَصَبَتْ [معاقد] على التمييز.

· وقال المتنخّل الهذلي يرثي ابنه:

لقد عَجِبتُ وما في الدهر مِن عَجَبٍ أَنَّى قُتِلْتَ وأنتَ الحازمُ البَطَلُ

السالكُ الثغرةَ اليقظان سالِكُها مشيَ الهلوكِ عليها الخَيْعَلُ الفُضُلُ

[الثغرة: كل ثَنيّة في الطريق يُخاف فيها الأعداء، ومشيَ الهلوك: أي يمشي مشي المرأة المتهتكة، والخيعل: قميصٌ بغير كمين، لا إزار تحته. وإنما أراد من ذلك، بيان زهوه ببطولته، واستهانته بما يخشاه سواه].

[اليقظان]: صفة مشبهة، [سالكُها]: سالك، فاعل للصفة المشبهة مرفوع بالضمة، و[ها] مضاف إليه.

2- الأمثلة الثلاثة:

وننبّه على أننا أتينا بها عمداً - في كل مثال من الأمثلة الثلاثة - مرة مع [ألـ]، ومرة بدون [ألـ]، لنبين أن دخول هذه الأداة على [الصفة المشبهة] وعدم دخولها، لا يغير شيئاً من إعرابها، ولا إعرابِ ما بَعْدَها من الأسماء:

· بعدَ [الصفة المشبهة] مضافٌ إليه:

[رأيت رجلاً جميلَ الوجهِ، ورأيت الرجلَ الجميلَ الوجهِ]. فـ [الوجه] في الموضعين مضاف إليه.

· بعدها تمييز:

[مررت برجلٍ جميلٍ وجهاً، ومررت بالرجلِ الجميلِ وجهاً] أو [مررت برجلٍ جميلٍ وجهَه، ومررت بالرجل الجميلِ وجهَه]. فكلمة [وجه] في هذه المواضع الأربعة تمييز.

· بعدها فاعل:

[رأيت رجلاً جميلاً وجهُه، ورأيت الرجلَ الجميلَ وجهُه]، فكلمة [وجه] في الموضعين فاعل مرفوع للصفة المشبهة.



* * *


ياسر الهلالي 17-12-2008 02:27 PM

اشكرك اخي السيد عبد الرزاق على هذا الجهد الطيب
وارجو ان يبقى هذا الموضوع مثبت مابقي هذا المنتدى الرائع
لأن هذا الموضوع كألماء لا يمل ولا يرد
وهو كنز المبتدى وسلوة العارف
وان اردت مسح هذه المداخلات وابقاء الدرس مترابطا ففعل
وتقبل شكري وامتناني والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمار العاني 03-01-2009 09:46 AM

بارك الله فيك سيدي الكريم على هذا المجهود الكبير الرائع

وعندي اقتراح متواضع من تلميذ لكم متعطش إلى أن ينهل مما تحملونه من علم في مجال قواعد النحو

وهو أن يقوم من يدخل إلى هذا الموضوع بوضع جملة غريبة نوعا ما في إعرابها كي يقوم بإعرابها الآخرون والذي يقوم بإعراب الجملة يضع جملة آخرى لإعرابها من قبل غيره وهكذا ... وفي ذلك الاستفادة للجميع إن شاء الله

تقبل خالص احترامي وتقديري

عمار العاني 03-01-2009 01:51 PM

والاقتراح المتواضع الآخر وهو الافضل عندي أن ينشأ موضوع جديد في هذا القسم ( خيمة الثقافة والأدب ) ويثبت يحمل عنوان مسابقة في الإعراب

أرجو أن ينال اقتراحي هذا اعجابك سيدي الكريم وتأخذه بعين الاعتبار أنت والمشرفين على هذا القسم لتعم الفائدة على الجميع

السيد عبد الرازق 10-01-2009 04:03 AM

الأسماء الستة :

هي ، أبوك ، أخوك ، حموها، فوك ،ذو مال ،وهن 0

إعرابها :

ترفع بالواو ، وتنصب بالألف ، وتجر بالياء 0

شروط إعرابها :

v أن تكون مضافة لغير ياء المتكلم 0فإذا أضيفت إلى ياء المتكلم تعرب بالحركات المقدرة منع من ظهور الحركة اشتغال المحل بحركة المناسبة 0قال تعالى :(إنَّ هذا أخي 00)

(قال أنا يوسفُ وهذا أخي قد منَّ الله علينا)

v أن تكون مفردة 0فإذا ثنيت أعربت إعراب المثنى قال تعالى :(ورفعَ أبويهِ على العرشِ وخرُّوا له سجدا)

وإذا جمعت تعرب بالحركات الظاهرة قال تعالى :(آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا )

v أن تكون مكبَّرة 0فلو صغرت تعرب بالحركات كما إ ذا قلت جاء أُخَيُّكَ 0

شروط خاصة :

v شرط(ذو )أن تكون بمعنى صاحب ،فإذا كانت للإشارة ، أو موصولة فلا تعرب إعرب الأسماء الستة

قال تعالى :(من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسنا)

قال الشاعر :

فإما كرامٌ موسرونَ لقيتهم فحسبيَ من ذي عندهم ما كفاني

يعني: فحسبي الذي عندهم ماكفانيا

v شرط (فو ) أن تكو ن مفارقة للميم ، فلو اتصلت بالميم لا تعرب إعراب الأسماء الستة ،وتعرب حينها بالحركات قال الشاعر :

ومن يك ذا فمٍ مرٍّ مريضٍ يجدْ مرّاً به الماءَ الزلالا



أمثلة وتطبيقات :

قال تعالى: ( واذكر أخا عادٍ إذ أنذر قومه بالأحقاف )

قال تعالى:(والجار ذِى القربى والجارِ الجنبِ)

قال تعالى:(ص والقرانِ ذ ى الذكر)

قال تعالى:(إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون)

قال تعالى:(قالوا ياأبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين )

(والله عزيز ذو انتقام) ( فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله00) (وربك الغني ذوالرحمة00)

(وما كان استغفار إبراهيم لأبيه00) (ويؤت كل ذي فضل فضله)وآت ذا القربى حقه 00)

(ياأخت هارون ماكان أبوك ا مرأ سوء وما كانت أمك بغيا)

(والذين يدعون من دونه لايستجيبون لهم بشئ إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه )

( ماكان محمد أبا أحد من رجالكم)

إن أخاك الصدق من كان معك ومن يضـر نفسه لينفـعك

ومن إذا ريب الزمان صدعـك شتت فـيك شمله ليجمعك

وقال كعب الغنوي :

أخو سنوات يعلم الضيف أنه سيكثر ما في قدره ويطيب

وقال الآخر:

ذكرت أبا أروى فبت كأنني برد أمور الماضيات وكيل

لكل اجتماع من خليلين فرقة وكل الذي دون الممات قليل

وقال الآخر:

وكم من أكلة منعت أخاها بلذة ساعة أكلات دهر

وكم من طالب يسعى لشيء وفيه هلاكه لو كان يدري

وقال الآخر:

من الخفرات لم تفضح أخاها ولم ترفع لوالدها شنارا



لكم المقصص لا لـنا إن أنتم لم يأتكم قوم ذوو أحساب

فكه إلى جنب الخوان إذا غدت نكباء تقلع ثابت الأطناب

وأبو الـيتامى ينبتون ببــبه نبتَ الفراخ بكاليء معشاب



دع الخمر تشربها الغواة فإنني رأيت أخـاها مغنيا عن مكانها

فـإلا يكــنها أو تكـــنه فإنه أخوها غذته أمه بلبانها

رأى الثغر مثغورأ فسد بسيفه فم الدهر عنه وهو سغبان فاغر

و قال المتنبي :

وما انتفاعُ أخي الدنيا بنا ظره إذا استوت عنده الأنوارُ والظلمُ

و قال عروة بن حزام :

فيا عم يا ذا الغدر لازلت مبتلى حــليفا لهم دائم وهـوانِ

فلازلت ذا شوق إلى من هويته وقـلبك مقسوم بكل مكانِ

فو الله ما حدثتُ سرَّكَ صـاحباً أخاً لي ولافا هت به الشفتانِ

فلو أن عينَي ذي هوى فاضتا دماً لفاضت دماً عيناي تبتدرانِ

وقال عمرو بن كلثوم :

أبا هنـد فلا تـعجلْ علـينا وأنـظرنا نخـبرْك اليـقينا







أسئلة :

استخرج الأسماء الستة من النصوص التالية مع إعرابها .





قال الله تعالى : {قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ}[القصص/23] .



2/1 ـ قولــه تعالى : {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ }[مريم/28 ].

3/ 2 ـ قوله تعالى : { وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً} [الكهف/82] .



4/1 ـ قوله تعالى:{وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ}[يوسف/68].

5/ 2 ـ قولـه تعالـى : {وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لأجِدُ رِيحَ يُوسُف}[ يوسف/94].



6/ قوله تعالى : {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ} [الأحزاب/40].

7/ 1 ـ قولـه تعالـى :{وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ}[يوسف/8] .

8/2 ـ قـوله تعالى :{ قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ }[يوسف/80].



9/1 ـ قوله تعالى :{وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ}[يوسف/16].

10/2 ـ قوله تعالى:{ قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ} [يوسف/61] .





13/3 ـ قوله تعالى:{قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا}[يوسف/63] .

14/4 ـ قوله تعــالى:{ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا} [ يوسف/65] .

15/5 ـ قوله تعالى :{فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلا بِمَا عَلِمْنَا}[يوسف/81 ].

16/6 ـ قوله تعالى :{قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} [يوسف/97].



قوله تعالى:{وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ} [يوسف/59] .

18/1 ـ قوله تعالى :{إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا} [يوسف/8] .

19/2 ـ قوله تعالى :{فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ}[يوسف/63] .

20/3 ـ قوله تعالى :{ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُم} [يوسف/81] .



21/1 ـ قوله تعالى :{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَة} [الأنعام/74] .



31/2 ـ قوله تعالى : { مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْل} [الحجّ/78].

32/3 ـ قوله تعالى : {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد/1] .


1













33/ قوله تعالى : {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ} [عبس/34،35].



34/قـوله تعالى : {وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ} [الكهف/80] .

35/قوله تعـــالى : {فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُث} [النساء/11] .



36/1 ـ قوله تعالى {يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ} [لأعراف/27] .

37/2 ـ قوله تعالى : {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْه} [يوسف/99] .

38/3 ـ قوله تعالى : {وَرَفَعَ أَبَوَ يْهِ عَلَى الْعَرْش} [يوسف/100] .

السيد عبد الرازق 10-01-2009 04:08 AM

القواعد في النحو والإعراب


النحو لغة واصطلاحا

النحو في اللغة : هو القصد

وفي الاصطلاح : هو علم يبحث فيه عن أحوال أواخر الكلم اعرابا وبناء

فائدته : معرفة صواب الكلام من خطئه ليحترز به عن الخطأ في اللسان 0

غايته:الاستعانة على فهم كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الموصلين الى خير الدنيا والآخرة 0

الكلام في اصطلاح النحويين

الكلام في اصطلاح النحويين :هو اللفظ المركب المفيد فائدة يحسن السكوت عليها ،كقام زيد ،وعمرو منطلق 0

قال في ملحة الاعراب :

حد الكلام ما أفاد المستمع ..................نحو سعى زيد وعمرو متبع

الكلم :هو ما تركب من ثلاث كلمات فأكثر ،ولو لم يحسن السكوت عليه .

مثل :ان قام زيد :سينجح المجتهد .

الكلمة :هي اللفظ الموضوع لمعنى مفرد :كزيد ومسجد .

أنواع الكلام

أنواع الكلام التي يبنى منها ثلاثة : اسم ،وفعل ،وحرف دل على معنى .

قال في ملحة الاعراب :

ونوعه الذي عليه يبنى ...............اسم وفعل ثم حرف معنى

الاسم

الاسم : هو ما دل على معنى في نفسه ولم يقترن بزمان مثل :رجل ،بيت ،فرس ،جبل شجرة

الفعل

الفعل هو ما دل معنى في نفسه واقترن بزمان :كقام ،ويقوم ، وقم .

الحرف

الحرف :هو ما دل على معنى في غيره ولم يقترن بزمان :كهل ،وقد ،ومن .

علامات الاسم :

للاسم خمس علامات : النداء ،والتنوين ، والجر ،والألف اللام ،والاسناد .

-مثال النداء :يا زيد

-مثال التنوين :بيت

-مثال الجر مررت بمحمد

-مثال الألف واللام :المسجد

-مثال الاسناد مجتهد

قال ابن مالك :

بالجر والتنوين والنداء وأل ..............ومسند للاسم تميز حصل

علامات الفعل :

للفعل خمس علامات :قد ، والسين ، وسوف ، وتاء التأنيث الساكنة ،وتاء الفاعل ،والدلالة على الأمر اذا كان مشتقا .

-أما (قد) فتدخل على الماضي والمضارع نحو :قد قام ،وقد يقوم .

وأما (السين ) و(سوف) فيختصان بالمضارع نحو :سيقوم ،وسوف يقوم .

-وأما (تاء التأنيث الساكنة ) و(تاء الفاعل ) فيختصان بالفعل الماضي نحو :قامت - وقمت ، ضربت -ضربت .

وأما الدلالة على الأمر اذا كان مشتقا فيختصان بفعل الأمر نحو :كل -واقرأ -وتعلم .

قال في ملحة الاعراب :

والفعل ما يدخل قـــد الســــــين ...................عليـــه مثـــــــــل بــــان أو يبــــــين

أو لحقتــــــه تـــــاء من يحدث ......................كقولهم في ليــــــس لست أنفـــــــث

أو كان أمرا ذا اشتقاق نحو قل........................ومثله ادخل وانبسط واشرب وكل

فائدته

-قد حرف تحقيق - والسين حرف تنفيس - وسوف حرف تسويف .

-تاء الفاعل تكون مضمومة أو مكسورة أو مفتوحة

فالمضمومة للمتكلم - والمفتوحة للمخاطب - والمكسورة للمخاطبة

علامات الحرف

الحرف ليس له علامة وعلامته عدم قبول العلامة :فكل كلمة لم تقبل علامات الاسم ولا الفعل فهي حرف

قال في ملحة الاعراب

والحرف ما ليس له علامة.............. فقس على قولي تكــــــن علامة

مثالــــــه حتى ولا وثمـــا ......................وهل وبل ولو ولم ولمـــــا

فائدته

حتى :حرف جر ويكون حرف عطف

لا :حرف نفي وتكون حرف نهي

بل :حرف اضراب

لما ولم :حرفا نفي وجزم

ثم :حرف عطف

هل :حرف استفهام

لو :حرف امتناع لامتناع

أقسام الاسم

ينقسم الاسم الى قسمين :نكرة ومعرفة

فالنكرة هي :كل اسم لم يوضع لمعين ،كرجل وكتاب ،ومسجد

وعلامته دخول (رب ) عليه نحو :رب رجل رأيته - ورب مسجد دخلته - ورب كتاب قرأت فيه .

قال في ملحة الاعراب :

والاسم ضربان فضرب نكرة ............والاخر المعرفة الشتهرة

فكل مـــا رب عليــــه تدخـــــل............. فإنــــه منكــــر يـا رجــل

نحو غــــلام وكتاب وطبـــــق .............كقولهم رب غلام لي أبـــق

والمعرفة :هي كل اسم موضوع لمعين وتنقسم إلى ستة أقسام :

الأول :أسماء الأعلام :كأحمد وسعيد وزيد .

الثاني :المعرف بالألف واللام :كالرجل والغلام .ا

الثالث : أسماء الضمائر :كأنا -وأنت -وأنت -وأنتما - وأنتم - وأنتن .

الرابع أسماء الإشارة :كهذا -وهذه - وهذان -وهاتان -وهؤلاء .

الخامس :الأسماء الموصولة :كالذي -والتي -والذين - واللتين - والذين واللاتي - والائي .

السادس :الأسماء المضافة إلى أحد المعارف السابقة :كغلام زيد - وصاحب الدار -وصاحب الذي أكرمته - وصاحب هذا

قال في ملحة الإعراب :

وما عدا ذلك فهو معرفة ...........لا يمتري فيه الصحيح االمعرفة

مثالـه الدار وزيد وأنــــا............ وذا وتلك والـــذي وذو الغــــنى

الجملة

هي اللفظ المركب تركيب إسناد :كخرج عمرو -وسعيد جالس .

-ولا يشترط فيها حصول الفائدة

قال الإمام نور الدين السالمي:

جملتهم لفــــظ أتى مركبـــا ...........تركيب اسناد كإن زيد أبى

وهي من الكلام مطلق أعم ...........فخالفا لمـن ترافــا زعــــــم

فجملة الجزاء في التحقيق........... ليس كلاما لاكتسا التعليــــــق

أقسام الجملة :

تنقسم الجملة إلى قسمين :جملة اسمية وجملة فعلية .

فالجملة الاسمية :هي المتألفة من جزأين أصليين هما :المبتدأ والخبر.

مثل :العلم نافع - إن عليا مجتهد .

والجملة الفعلية :هي المتألفة من جزأين أصليين هما الفعل والفاعل :

مثل نجح المجتهد -ورسب الكسلان .

قال الإمام نور الدين السالمي :

اسمية إن بدأت باسم سوى ..........كان صريحا أو مؤولا حوى

وإن بفعل بــــدأت تعزلـــــه ............وإن يكـــن مـؤولاكيالـــــه

السيد عبد الرازق 10-01-2009 04:09 AM

أنواع المفرد :

-المفرد في باب الإعراب :هو الاسم الذي ليس بمثنى ولا جمع :كزيد -ورجل -ومسجد .

-والمفرد في باب الخبر :هو الذي ليس بجملة ولا شبه جملة

-والمفرد في باب لا النافية للجنس وفي باب المنادى :هو الذي ليس بمضاف ولا شبيها بالمضاف .

-والمفرد في باب العلم :هو الذي ليس بمركب تركيب إسناد ولا تركيب إضافة ولا تركيب مزج .

الأفعال

الأفعال :ماضي -مضارع -أمر .

الماضي :وهو ما دل على حدث مضى وانقضى .

وعلامته - أن يقبل تاء التأنيث الساكنة مثل :صلت هند .

-أن يقبل تاء الفاعل مثل :صليت أنا .

المضارع :وهو ما دل علىحدث يقبل الحال والاستقبال .

وعلامته :-أن يقبل السين وسوف ولم مثل :سيجاهد -سوف يجاهد -لم يجاهد .

-وهو أيضا ما كان أوله أحد الزوائد الأربع وهي :النون والهمزة والياء والتاء .

ويجمعها قولك :(نأيت )، وتسمى أحرف المضارعة .

الأمر :وهو ما دل على حدث في الاستقبال

وعلامته :أن يقبل ياء المؤنثة المخاطبة مثل تحجبي

قال في ملحة الإعراب :

وإن أردت قسمة الأفعال.................. لينجلى عنك صدى الإشكال

فهي ثلاث ما لهن رابع.................ماض وفعل الأمر والمضارع

الإعراب

الإعراب في اللغة :هو الإظهار والإبانة .

وفي الاصطلاح :هو تغير أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظا أو تقديرا .

ويكون الإعراب مقدرا في مواضع منها :

1-الاسم النقوص .

2-الاسم المقصور .

3-المضاف الى ياء المتكلم .

4-الفعل المضارع المعتل الأخر .

أنواع الإعراب :

أنواع الإعراب : الرفع -النصب - الجر -الجزم .

فللافعال من ذلك :الرفع والنصب والجزم ولا جر فيها .

وللأسماء من ذلك :الرفع والنصب والجر ولا جزم فيها .

قال في ملحة الإعراب :

وإن ترد أن تعرف الإعرابا .........لتقتفي في نطــقك الصوابــــــــا

فإنه با لرفــــــع ثم الجـــــر...........والنصب والجزم جميعا يجري

فالرفع والنصب بلا ممانع .........قددخلا في الاسم والمضـــــارع

والجر يستأثر بالأسماء ............والجزم بـــــالفعل بــــلا امــتراء

جمع التكسير

جمع التكسير هو:لفظ دل على أكثر من اثنين أواثنتين مع تغير في بناء مفرده كمساجد ومدارس وأقلام وكتب ورسل ورجال .

حكمه :أن يرفع بالضمة وينصب بالفتحة ويجر بالكسرة .

فال في ملحة الإعراب :

فكل ما كســـر في الجــموع .........كالأسد والأبيات والربوع

فهو نظير الفرد في الإعراب .......فاسمع مقالي واتبع صوابي

جمع المؤنث السالم

جمع المؤنث السالم :هو لفظ دل على أكثر من اثنتثين بزيادة ألف وتاء على مفرده كمسلمات وصالحات وفاطمات .

حكمه :أن يرفع بالضمة وينصب بالكسرة ويجر بالكسرة .

قال في ملحة الإعراب :

وكل جمع فيه تاء زائدة ..........فارفعه بالضم كرفع حامده

ونصبه وجره بالكسر ..........نحو كفيت المسلمات شــري

المثنى

المثنى هو :لفظ دل على اثنتين بزيادة ألف ونون على مفرده في حالة الرفع كالزيدان أو ياء ونون في حالتي النصب والجر كالزيدين .

حكمه :يرفع بالألف نيابة عن الضمة وينصب بالياء نيابة عن الفتحة ويجر بالياء نيابة عن الكسرة .

قال في ملحة الإعراب :

ورفع ما ثنيته بالألف .........كقولك الزيدان كانا مألفي

ونصبه وجـــره بالياء ..........بغير إشكـال ولا مـــراء

تقول زيد لابس بردين ........وخـالد منطــلق اليـــــدين

وتلحق النون بما قد ثني .......من المفاريد لجبر الوهـن

جمع المذكر السالم

جمع المذكر السالم هو:لفظ دل على أكثر من اثنين بزيادة واو ونون على مفرده في حالة .الرفع كالزيدون أوياء ونون في حالة النصب والجر كالزيدين .

حكمه :يرفع بالواو نيابة عن الضمة وينصب يالياء نيابة عن الفتحة ويجر بالياء نيابة عن الكسرة .

قال في ملحة الإعراب :

وكل جمع صح فيه واحدة ..........ثم أتى بعــد التنــــاهي زائــــدة

فرفعه بالواو والنون تبع ...........نحو شجاني الخاطبون في الجمع

ونصبه وجــره باليـــــاء ............عند جميـــع العـــــرب العربـــاء

تقول حي النازلين في منى ............وسل عن الزيدين هل كانوا هنا

الأسماء السته

مما يعرب نيابة عن الحركات الإعرابية الأسماء السته وهي :

(أب -أخ - حم - فو - ذو - (بمعنى صاحب ) - وهن ) .

حكمها : أن ترفع بالواو نيابة عن الضمة وتنصب بالألف نيابة عن الفتحة وتجر بالياء نيابة عن الكسرة .

شروط إعراب هذه الأسماء بالحروف أربعة شروط هي :

1- أن تكون مضافة .

2- أن تكون مفردة .

3- أن تكون إضافتها إلى غير ياء المتكلم .

4- أن تكون مكبرة ويشترط في (فم ) زوال الميم منه وفي (ذو ) أن تكون بمعنى صاحب .

قال في ملحة الإعراب :

وستـــــة ترفعـــها بـــالــــواو ..........في قــول كـــل عـــالم وراوي

والنصب فيها يا أخي بالألف .........وجرها بالياء فاعرف واعترف

وهي أخوك وأبو عمـــرانــــا ........... وذو وفـوك وحمــو عثمانـــــا

ثم هنوك ســادس الأسمـــــاء ........... فاحفظ مقالي حفظ ذي الذكــــاء

الأفعال الخمسة

الأفعل الخمسة هي :كل فعل مضارع اتصل به ألف الاثنين :كتفعلان ويفعلان أو واو الجماعة كتفعلون ويفعلون أو ياء الخاطبة كتفعلين .

حكمها :أنها ترفع بثبوت النون وتنصب وتجزم بحذفها .

قال ابن مالك :

واجعل لنحو يفعلان النونــــا ......... رفعا كتدعين وتسـالونــا

وحذفها للجزم وللنصب سمة ........ كلم تكوني لترومي مظلمة

المنقوص

المنقوص هو :الاسم المعرب الذي آخره ياء لازمة قبلها كسر .كالقاضي -والداعي .

حكمه : أن يقدر فيه الإعراب في حالتي الرفع والجر ويظهر في حالة النصب .

فيرفع بالضمة المقدرة على الياء ويجر بالكسرة المقدرة على الياء وينصب بالفتحة الظاهرة في آخره .

قال في ملحة الإعراب :

والياء في القاضي وفي المستشري .........ساكنة في رفعها والجر

وتفتــــح اليــــاء إذا مـــا نصبـــــا .......... نحو لقيت القاضي الهذبا

المقصور

المقصور هو :الاسم الذي آخره ألف لازمة قبلها فتحة مثل موسى وعيسى والمستشفى .

حكمه :أن يقدر فيه الإعراب في حالة الرفع والنصب والجر .

فيرفع بالضمة المقدرة على الألف وينصب بالفتحة المقدرة على الألف ويجر بالكسرة المقدرة على الألف .

قال في ملحة الإعراب :

وليس للإعراب فيما قد قصر ....... من الأســــامي أثــر إذا ذكـر

مثاله يحي وموسى والعصا ......... أو كحيا أو كرحى أو كحصى

فـــهذه آخرهــــا لا يختلــــف ........على تصاريف الكلام المؤتلف

المضاف إلى ياء المتكلم

المضاف إلى ياء المتكلم مثل غلامي -كتابي - أخي .

حكمه :أن يقدر فيه الإعراب في حالات الرفع والنصب والجر .

فيرفع بالفتحة المدرة على ما قبل ياء المتكلم وينصب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم ويجر بالكسرة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة للياء وهي الكسرة .

الفعل المضارع المعتل الآخر

الفعل المضارع المعتل الآخر هو :كل فعل مضارع آخره ألف أو واو أو ياء :كيرضى ويسعى ويقضي ويرمي ويدعو ويسمو .

حكمه :يرفع بالضمة المدرة على الألف والواو والياء .

ينصب بالفتحة المقدرة على الألف والظاهرة في الواو والياء ويجزم بحذف الألف والواو والياء .

قال ابن مالك :

وأي فعل آخـــر منه ألـــف ......... أو واو أو ياء فمعتلا عرف

فالألف انو فيه غير الجزم ........ وأبدا نصب ما كيدعو يرمــي

والرفع فيهما انو واحذف جازما ....... ثلاثهن تقص حكما لازما

السيد عبد الرازق 10-01-2009 04:21 AM

المحاضرة الثانية والثلاثون / من أنواع المعارف : الاسم الموصول

--------------------------------------------------------------------------------

المحاضرة الثانية و الثلاثون

الاسم الموصول

س- ما هو الاسم الموصول ؟ وما ألفاظه ؟
هو يدل على مُعيَّن بواسطة جملة أو شبه جملة تذكر بعده ، وتُسمَّى هذه الجملة صلة الموصول ، أمثلة :

الذي للمفرد المذكر مثال: حاتم الطائي هو الذي يُضربَ به المثل في الكرم

التي للمفردة المؤنثة مثال : قال تعالى " ولا تكونوا كالتي نقضت غَزْلَها منْ بَعْدِ قوَّةٍ أنكاثًا " ( 92 / النحل )

اللذان للمثنى المذكر مثال : قال تعالى " ربَّنا أرِنا اللذين أضلاَّنا " ( 29 / فصلت )
اللتان للمثنى المؤنث مثال : خديجة وعائشة هما اللتان كانتا أولى وأخر زوجات النبي

الذين لجمع الذكور مثال : " الذين ضَلّ سعيهم في الحياة الدنيا " (104 الكهف )
الاتى / الائى لجمع الإناث مثال : " اللائى يَئِسْنَ من المحِضِ من نسائكم إن اتبتم فَعِدَّتُهُن ثلاثة أشهر واللائِ لم يحضن ..." (4 الطلاق)

مَنْ للعاقل ، مذكرًا ومؤنثًا ، مفرد ومثنى وجمع مثال : أحب من نجح ومن نجحت ومن نجحوا

ما لغير العاقل ، مذكرًا ومؤنثًا ، مفرد ومثنى وجمع مثال : ذاكرت ما كلفني به المعلم / أعجبني ما قلته
وهناك أسماء موصولة أخرى استعملها العرب في لهجاتهم ، وهي ( أي – ذو – أل – ذا ) ولكنها لم تعد مستعملة في عصرنا ، ولذا فلن نقف عندها ) .



س- ينقسم الاسم الموصول إلى قسمين . اذكرهما ، واذكر أسماء كل منهما ؟
الاسم الموصول قسمان هما :
1- الخاص : وهو ما وضع كل لفظ فيه للدلالة على عدد ونوع معينين وألفاظ هذا القسم هي : الذي – التى – اللذان – اللتان – الذين – اللائى – الاتى .
الذى : للمفرد المذكر ، التى : للمفردة المؤنثة . وهكذا ...

2- المشترك : وهو ما كان لفظة يُطلق على المؤنث والمذكر سواء أكان مفردًا أم مثنى أم مجموعًا وألفاظه هي : ( من / للعاقل ) ، ( ما / لغير العاقل ) . أسعدني من ذكرني بخير – أعجبني ما اقتنيته .
أسعدتني من ذكرتني بخير – أعجبني ما اقتنيتها .
أسعدني من ذكراني بخير – أعجبني ما اقتنيتهما .


س- عرفنا من التعريف أن الاسم الموصول يدل على معيّّن بواسطة جملة أو شبه جملة تذكر بعده . اشرح هذا التعريف ، مع التمثيل .

- لا بد من جملة أو شبه جملة تأتى بعد الاسم الموصول وتسمّى صلة الموصول ، وهذا يوضَّح سبب تسمية هذه الأسماء بالموصولة ، فهي لا تأتى أبدًا وحدها ، ولكن لا بد من جملة صلة أو شبه جملة ، فإذا قلت : ( جاء الذي ) فالجملة فعلية من ناحية التركيب النحوي وهي مكوّنة من ( فعل + فاعل ) ولكن المعنى لم يتم لأن الاسم الموصول ( الذي ) لم تأت بعده صلة ، ولذلك إذا قلت : ( جاء الذي تفوق ) كان المعنى تامًّا ، وسُمَّيت جملة ( تفوق ) جملة صلة الموصول . إذن صلة الموصول قد تكون جملة أو شبه جملة .

س- ( لا بد في جملة الصلة من عائد يعود على الاسم الموصول ويطابقه في العدد والنوع ) . اشرح العبارة السابقة ، مع التوضيح بالأمثلة :
- المقصود بالعائد : الضمير الذي يعود على الاسم الموصول ، ويطابقه في العدد أي في الإفراد والتثنية والجمع ، وكذلك يطابقه في النوع أي في التذكير والتأنيث .


أمثلة :

1 سافر الذي أعرفه جملة الصلة أعرفه العائد هاء الغيَبة في أعرفهَ
2 أكرمت من زاراني جملة الصلة زاراني العائد ألف الاثنين في زاراني
3 أدهشني ما تحفظه جملة الصلة تحفظه العائد هاء الغيبة في تحفظه

* وقد يكون الضمير مستترًا ، كما في : أعرف من قال القصيدة .
جملة الصلة : قال القصيدة .
العائد : الضمير المستتر في الفعل ( قال ) .

* وقد يُحذف الضمير ، كما في قولك :
فهمت ما قرأت ( أي ما قرأته ) .
وكما في قوله تعالى : " فاقضِ ما أنتَ قاضٍ " ( 72 / طه ) أي ما أنت قاضيه .
ومن ذلك قول الشاعر :
ستُبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ويأتيك بالأخبار من لم تزود

في الشطر الأول :
الاسم الموصول : ما .
جملة الصلة : كنت جاهلاً .
العائد : محذوف من كلمة جاهلاً ، والتقدير : جاهلة .

في الشطر الثانى :
الاسم الموصول : من .
جملة الصلة : تزود .
العائد : محذوف من الفعل ( تزوّد ) ، وتقديره : تزوده .

الخلاصة :
يُشترط في الاسم الموصول أن تليه صلة ، جملة أو شبه جملة ، ويشترط في جملة الصلة أن تشتمل على العائد ( ضمير ) والأصل فيه أن يذكر ، وقد يُحذف ، ويشترط في هذا الضمير أن يطابق الاسم الموصول في العدد والنوع .

س- عرفنا أن شبه الجملة قد يكون صلة للموصول . فهل هناك شروط ؟
نعم يجب أن تكون شبه الجملة تامة أي مفيدة مع الاسم الموصول ، فالاسم الموصول ناقص في معناه لأنه دائمًا يحتاج إلى صلة فإذا لم تُفده هذه الصلة في أداء المعنى ، فما فائدتها ؟ ولِمَ أتينا بها ؟
وبناء على ذلك لا يصح أن تقول : ( أقبل الذي بك ) ولا ( خرج الذي غدًا ) .
ولكن يصح أن تقول : أقبل الذي في البيت / خرج الذي عندي .

ملحوظة :
الأسماء الموصولة كلها مبنية ، عدا ما دل على المثنى منها ( اللذان – اللتان ) وتعرب حسب موقعها في الجملة .
- فالاسم الموصول فاعل في الجملة التالية : سافر الذي زارني .
- وهو مفعول به في قولك : أكرمت من زارني .
- وهو خبر في قولك : أنت الذي أحبه .
- وهو مبتدأ في قولك : الذي علم بالقلم هو الله .




تدريب :
أ – عيَّن الاسم الموصول ، ونوعه ثم أعربه في كل مما يأتي :
1- " إن الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلي معاد " .
2- قرأت ما كتبته .
3- أقسمت بمن فطر السماوات والأرض لأكتبن الدرس .

ب- عيَّن الاسم الموصول ، وصلته ، ونوع الصلة ، والعائد في كل مما يأتي :
1- " كل من عليها فان " .
2- " والائي يئسن من المحيض من نسائكم ...." .
3- " سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها.."

السيد عبد الرازق 10-01-2009 04:24 AM

الضمير

الضمير اسمٌ يدل على متكلِّم أو مخاطَب أو غائب، مثال ذلك: [أنت - نحن - هم - إيّاكَ - إيّاهم - إيّانا، والتاءُ مِنْ سافرْتُ، والهاءُ مِنْ سَألَه...]. وهو صنوف:

آ- الضمير المنفصل: ويصحّ أن يُبتدأ به الكلام، نحو: [أنا - هو - هي - هُما - نحن - هُم(1) ...].

ب- الضمير المتصل: ويأتي في آخر الكلمة، متصلاً بفعلٍ، نحو: [سافرْت] أو اسم: [كتابُه]، أو حرف: [عليك].

قاعدة عظيمة القيمة:

إذا أمكن استعمال الضمير المتصل، لم يجز استعمال المنفصل. وعلى ذلك تقول: [سافرت]، ولا يجوز [سافر أنا]. اللهم إلا أن يكون الضمير خبراً لكان وأخواتها، أو المفعول الثاني لـ [ظنّ وأخواتها]، ففي هاتين الحالتين لك الخيار: أن تأتي به متصلاً أو منفصلاً، نحو: [كنتُه=كنتُ إيّاه] و [ظننتُكَه=ظننتُك إيّاه].

ج- الضمير المستتر: إذا لم يُذكر الضمير في الكلام، وكان موقعه فيه ملحوظاً، قيل هو: ضمير مستتر. ففي قولك: [سافِرْ]، ضمير مستتر، والتقدير: [سافرْ أنتَ].

د- ضمير الفصل: هو ضمير يفصل بين المبتدأ والخبر، نحو: [خالد هو الناجح]، أو ما أصله المبتدأ والخبر، نحو: [كان خالدٌ هو الناجحَ]، [ظننت خالداً هو الناجحَ]. وليس له محل له من الإعراب، فكأنه غير موجود في الكلام(2).

هـ- ضمير الشأن: قد يريد العربي تفخيم أمر وتعظيمه في نفس المستمع، فيأتي بضمير، بعده جملةٌ، تبيّن الغرضَ منه. فذاك الضمير هو [ضمير الشأن] ويسمّونه [ضمير القصة] إن كان مؤنثاً.

ومن أقرب أمثلةِ ذلك: ]قل هُوَ اللهُ أحدٌ[ (الإخلاص 112/1): فـ [هو] ضمير الشأن، وجملة [ الله أحد] بيّنت الغرضَ منه. و ]فإنها لا تعمى الأبصار[ (الحج 22/46) فـ [ها] ضمير القصة.

أحكام ضمير الشأن:

1- لا يكون ضمير الشأن إلا مفرداً للغائب: [هو... أو الهاء، وهي... أو ها].

2- ولا يكون إلا مبتدأ أو أصله المبتدأ، كما رأيت في المثالين المتقدمين. وأمّا الجملة التي تأتي بعده لتبيّن الغرض منه فهي الخبر.

مرجع الضمير:

ضمير الغائب لا بدّ له من مرجع يرجع إليه. ففي قولك: [اشتريت كتاباً أحبّه] مرجع الهاء هو [كتاباً]، فإذا صلح أن يكون للضمير أكثر من مرجع، تعيّن أن يكون المرجع هو أقرب مذكور في العبارة.

ففي قولك مثلاً: [قرأت مجلة وصحيفة ثم حفظتها] يتعيّن أن يكون مرجع الضمير هو الصحيفة، لأنها أقرب إلى الضمير من كلمة [مجلة].

هذا، والأصل أن يتقدم المرجع ويتأخر الضمير نحو: [زارني زهير فاستقبلته]. غير أن المرجع قد يتأخر. فالهاء من قولك: [باع دارَهُ المالكُ] يرجع إلى [المالك] المتأخر لفظاً. وهذا عربي صحيح، لا غبار عليه.

وأما غير الصحيح فأن يقال: [باع مالكُها الدارَ] وذاك أن [ها] يرجع إلى الدار، والدار متأخرة لفظاً كما ترى، ومتأخرة رتبةً أيضاً، إذ هي مفعول به، ورتبةُ المفعول بعد رتبة الفاعل، ورجوع الضمير إلى متأخر لفظاً ورتبةً، غير جائز.



* * *

نماذج فصيحة من استعمال ضمير الفصل، وضمير الشأن

· ]وكنّا نحن الوارثين[ (القصص 28/58)

[نحن] ضمير فصل لا محل له من الإعراب، و[الوارثين] خبر [كان] منصوب بالياء.

· ]إن كان هذا هو الحقَّ من عندك فأمطر علينا[ (الأنفال 8/32)

[هو] ضمير فصل لا محل له من الإعراب، و[الحقَّ] خبر [كان] منصوب بالفتحة.

· ]كنتَ أنت الرّقيبَ عليهم[ (المائدة 5/117)

[أنت] ضمير فصل لا محل له من الإعراب(3)، و[الرقيبَ] خبر [كان] منصوب بالفتحة.

· ]قل هو الله أحد[ (الإخلاص 112/1)

ضمير الشأن: [هو]، مفرد للغائب - مذكر. وهو مبتدأ، والجملة بعده خبره.

· ]إنّه مَن يتّقِ ويصبر فإنّ اللهَ لا يضيع أجر المحسنين[ (يوسف12/90)

ضمير الشأن: الهاء، مفرد للغائب - مذكر، اسم [إنّ]، (أي: أصله المبتدأ، إذ كان مبتدأً قبل دخول [إنّ] عليه) والجملة بعده خبره.

· ]فإنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور[ (الحج 22/46)

ضمير الشأن أو القصة: [ها]، مفرد للغائب، مؤنث. اسم [إنّ]، (أي أصله المبتدأ، إذ كان مبتدأً قبل دخول [إنّ] عليه) والجملة بعده خبره.

· قال أبو خراش الهذلي (شرح المفصل 3/117):

على أنّها تَعْفُو الكُلومُ، وإنما نُوَكَّلُ بالأدْنى وإنْ جَلَّ ما يَمْضِي

(الكلوم: الجروح)

ضمير الشأن أو القصة: [ها]، مفرد للغائب، مؤنث. اسم [أنّ]، (أي أصله المبتدأ، إذ كان مبتدأً قبل دخول [أنّ] عليه) والجملة بعده خبره.



* * *

السيد عبد الرازق 10-01-2009 04:26 AM

ظرف الزمان، وظرف المكان (المفعول فيه)

الظرف: اسم منصوب، يقع الحدَث فيه، فيكون كالوعاء له؛ ثم إن دلّ على زمان، سُمّي: [ظرف زمان]، أو على مكان، سُمّي: [ظرف مكان]؛ مثال الأول: [سافرت يومَ العطلة]، ومثال الثاني: [جلست تحتَ الشجرة].

مِن ظروف الزمان: [حين - صباح - ظُهر - ساعة - سنة - أمس...].

ومِن ظروف المكان: [فوق - تحت - أمام - وراء - حيث - دون...].



حكمان:

¨ إذا لم يُستعمل الظرف وعاءً للحدث، بل استعمل كما تستعمل سائر الأسماء، أُعرِب على حسب موقعه مِن العبارة كسائر الأسماء: فاعلاً أو مفعولاً، أو مبتدأً أو خبراً... ويقال له عند ذلك اصطلاحاً: [ظرف متصرف]، نحو: [أقبل يومُ العيد] (فاعل). [أُحِبّ يومَ العيد] (مفعول به). [يومُ العيد بهيجٌ] (مبتدأ)...

¨ يحتاج الظرف إلى متَعَلَّق يتعلَّق به، وإلاّ كان لغواً(1).

ألِف العربي الاختصار والإيجاز في استعمال الظروف في مواضع من كلامه(2)، حتى غدت هذه الاستعمالات قواعد قياسية في كتب النحو واللغة.

وعلى ذلك:

- يحذِف العربيُّ الظرفَ ويجتزئ بصفته، فيقول مثلاً: [صبرت طويلاً = صبرت زمناً طويلاً].

- ويحذفه ويجتزئ بالمصدر الذي يكون بعده، فيقول: [سافرتُ طلوعَ الشمس = سافرت وقتَ طلوع الشمس].

- ويحذفه ويجتزئ بعَدَدِه، فيقول مثلاً: [صُمْتُ عشرين يوماً = صُمْتُ زمناً مدته عشرون يوماً].



مسائل أربع:

1- إذا أُشير إلى الظرف، نحو: [سهرت هذه الليلة]، عُدّ اسم الإشارة هو الظرف.

2- إذا أريد من الظرف كليّةٌ أو بعضيةٌ، نحو: [سهرت كلَّ الليل، نمت بعض الليل، كتبت نصفَ ساعة، قرأت ربعَ ساعة...]، عُدَّ اللفظُ الكليّ أو البعضيّ هو الظرف.

3- مِن الظروف ما هو مبنيّ، نحو: [إذا - متى - أيّانَ - إذ - أمسِ - الآنَ - مذْ - منذُ - قطُّ - بينا - بينما - ريثما - لمّا - حيث - هنا - ثَمَّ - أيْنَ - أنّى - لدُنْ - لدى...].

4- [قبل وبعد] و[الجهات الستّ]: يمين، فوق، تحت، أمام (ومثلها قُدّام)، وراء (ومثلها خلف)، يسار (ومثلها شِمال)، تُبنى على الضمّ إذا قُطعت عن الإضافة. تقول مثلاً: [سافرت قبلَ الفجرِ، ووقفت قدّامَ الطاولةِ]، فإذا قُطع الظرف عن الإضافة بُني على الضم فقيل: [سافرت قبلُ - وقفت قدّامُ].

* * *

نماذج فصيحة من استعمال ظرف الزمان وظرف المكان

· ]فأوحى إليهم أنْ سبِّحوا بكرةً وعشيّاً[ (مريم 19/11)

[بكرةً]: ظرف زمان منصوب، متعلق بـ [سبِّحوا]. إذ البكرة وعاء زمني [ظرف] يحدث فيه التسبيح.

· ]قال آيتُك ألاّ تُكلّم الناس ثلاثَ ليالٍ سويّاً[ (مريم 19/10)

[ثلاثَ]: ظرف زمان منصوب، متعلق بـ [تكلّم]. وأصل المعنى: [ألاّ تُكلم الناس زمناً مدّته ثلاث ليالٍ]، ولكن الآية جرت على سَنَن العرب في الإيجاز، فحذفت الظرف واجتزأت بعدده.

· ]ومن الليل فسبِّحهُ وإدبارَ النجوم[ (الطور 52/49)

[إدبارَ]: ظرف زمان منصوب، متعلّق بـ [سبِّح]. وهو مصدرُ [أدبَرَ - يُدْبِر]. والأصل: سبِّحه وقت إدبار النجوم، أي وقت غروبها، ولكن الآية جرت على سَنَن العرب في الإيجاز، فحذفت الظرف واجتزأت بالمصدر.

· قال يزيد بن الصَّعِق، ويعزى لغيره (الخزانة 1/429):

فساغ ليَ الشرابُ وكنتُ قبلاً أكاد أَغَصُّ بالماء الفُراتِ

[قبلاً]: ظرف زمان منصوب، والشاعر بنصبه له وتنوينه، قد أشعر القارئ أنْ ليس بعد هذا الظرف مضاف إليه محذوف. إذ لو كان بعده مضاف إليه محذوف، وكان الأصل قبل الحذف هو مثلاً: [وكنت قبل كذا أكاد...]، لقال: [وكنت قبلُ]، فيُبنى الظرف في هذه الحال على الضم. وهو ما نبّهنا عليه في البحث إذ قلنا: [إذا قُطع الظرف عن الإضافة بُني على الضمّ].

· قال الشاعر (همع الهوامع 3/196):

لَعَنَ الإلهُ تَعِلَّةَ ابنَ مسافرٍ لَعْناً يُشَنُّ عليه مِنْ قُدّامُ

[قدّامُ]: ظرف، والظرف إذا قُطِع عن الإضافة (أي: حُذِف المضاف إليه بعده)، يُبنى على الضمّ، وذلك ما فعله الشاعر إذ قال: [من قدامُ]، وهو ما نوّهنا به في البحث إذ قلنا: [إذا قُطِع الظرف (قبل وبعد والجهات الست) عن الإضافة بُنِيَ على الضمّ].

· قال الشاعر (همع الهوامع 3/188):

اليوم أعلمُ ما يجيء بهِ ومضى بفضل قضائه أمسِ

[أمسِ]: اسم يدلّ على الزمان. ويبنى على الكسر، إذا أريد به اليوم الذي قبل يومك الذي أنت فيه. ولم يُستعمل في البيت ظرفَ زمان، يقع فيه الحدث فيكون وعاءً له، بل استعمل كما تُستعمل سائر الأسماء، فهو هاهنا فاعل لفعل: [مضى]. وهذا معنى قولهم: [ظرف متصرف].

· ومنه قول المعريّ:

أمسِ الذي مرّ على قربه يعجز أهل الأرض عن ردّهِ

فكلمة: [أمسِ]، في البيت، استُعملت استعمال ظرفٍ متصرف، يُعرب على حسب موقعه من العبارة كسائر الأسماء. فهي هنا: اسمٌ مبني على الكسر، في محل رفع مبتدأ، خبره جملة [يعجز أهل الأرض عن ردّه].

· ]يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شرّه مستطيراً[ (الإنسان 76/7)

[يوماً]: لم يستعمل في الآية ظرفاً يقع فيه الحدث فيكون وعاءً له، بل استعمل غير ظرف. أي استعمل كما تستعمل سائر الأسماء، فمحلُّه إذاً من الإعراب في الآية، مفعول به منصوب. ويقول عنه النحاة في هذه الحال: [ظرف متصرف].

· قال عبد الله بن الدمينة (الديوان /103):

أَحقّاً عبادَ اللهِ أنْ لستُ صادراً ولا وارداً إلاّ عليَّ رقيبُ

قوله: [أحقاً... أنْ لست...] تركيب عربي فصيح، يُستَعمل كما جاء، بدون تغيير ولا تبديل. تقول: أحقّاً أنك منطلق، أحقّاً أنك مسافر، أحقّاً أنّ الأمر الفلاني سيحدث...

ولقد زعمت كتب الصناعة، زعماً يفتقر إلى منطق محكَم، أنّ [حقّاً] منصوب على الظرفية الزمانية؛ والأقرب إلى المنطق اعتدادُه منصوباً على نزع الخافض، وأن الأصل: [أفي حقٍّ]. ونوجّه النظر، إلى أن التركيب هو هو، لا يتغير في كل حال. وإنما الذي يتغير هو الإعراب. وما أهون أن يختلف الإعراب ويسلم التركيب.

· ومثل ذلك قول المفضَّل النُّكري (الأصمعيات /231):

أَحقّاً أنّ جيرتنا استقلّوا فنيَّتُنا ونيَّتُهمْ فريقُ

· قال عبد الله بن الدمينة (الديوان /88):

نهاري نهارُ الناسِ حتى إذا بدا ليَ الليلُ هزّتني إليكِ المضاجعُ

[نهاري نهار]: لم يستعمل الشاعر هذين الاسمين على أنهما ظرفان يقع فيهما الحدث، فيكونان وعاءً له، بل استعملهما على أنهما ظرفان متصرفان، أي: اسمان كسائر الأسماء، فإعرابهما إذاً، على حسب موقعهما في العبارة. فالأول هنا مبتدأ، والثاني خبر.



* * *

السيد عبد الرازق 10-01-2009 04:27 AM

العدد والمعدود



1- العدد:

يكون العدد مفرداً، نحو: سَبْع، ومركَّباً، نحو: سبعَ عشرةَ، ومعطوفاً، نحو: سبع وعشرين(1).

وقد يوافق العددُ معدودَه في التذكير والتأنيث، وقد يخالفه، ودونك بيان ذلك:

¨ الواحد والاثنان، يوافقان المعدود في كل حال، سواء كان ذلك في الإفراد أو التركيب أو العطف، فيقال:

رجل واحد - امرأة واحدة

رجلان اثنان - امرأتان اثنتان

أحدَ عشرَ رجلاً - إحدى عشرةَ امرأة

اثنا عشرَ رجلاً - اثنتا عشرةَ امرأة

واحد وعشرون رجلاً - إحدى وعشرون امرأة

¨ الأعداد من الثلاثة إلى العشرة تخالف المعدود في كل حال، سواء كان ذلك في الإفراد أو التركيب أو العطف، فيقال:

سبعة رجال - سبع فتيات

سبعةَ عشرَ رجلاً - سبعَ عشرةَ فتاة

تسعة وتسعون رجلاً - تسع وتسعون فتاة

ولا يستثنى من هذا الحكم إلاّ الأعداد الترتيبية، فإنها توافق المعدود في كل حال(2) فيقال: وصل المتسابق السابعَ عشر، والمتسابقة الخامسةَ عشرة.

¨ ثمان: يستعمل العدد: [ثمان] - سواء أضيف أو لم يُضف - استعمال الاسم المنقوص.

ففي حال الإضافة، تقول:

سافر ثماني نساءٍ كما يقال: سافر ساعي بريدٍ.

و: مررت بثماني نساءٍ كما يقال: مررت بساعي بريدٍ.

و: رأيت ثَمانيَ نساءٍ كما يقال: رأيت ساعيَ بريدٍ.

وفي حال عدم الإضافة تقول:

سافر من النساء ثمانٍ كما يقال: سافر من السُّعاة ساعٍ.

مررت من النساء بثمانٍ كما يقال: مررت من السعاة بساعٍ.

رأيت من النساء ثمانياً(3) كما يقال: رأيت من السعاة ساعياً.

فإذا كانت [ثمان] في عدد مركب، صحّ أن تستعملها على صورة واحدة، هي صورة [ثماني عشرةَ]، فلا تتغيّر في كل حال، ولا تتبدّل، فيقال مثلاً:

سافر ثماني عشْرةَ امرأة.

رأيت ثماني عشْرةَ امرأة.

سلّمت على ثماني عشْرةَ امرأة.

2- المعدود:

الأعداد من 3 ... إلى 10، معدودُها مجموعٌ مجرور، يقال مثلاً:

ثلاثة رجالٍ ... وعشر فتياتٍ.

ومن 11 .... إلى 99، معدودها مفرد منصوب، يقال مثلاً:

أحدَ عشرَ كتاباً

خمسةَ عشرَ كتاباً

عشرون كتاباً
تسعة وتسعون كتاباً

والمئة والألْف، ومثناهما وجمعهما، معدودها مفرد مجرور، يقال مثلاً:

[مئةُ كتابٍ، ومئتا كتابٍ، وثلاثُ مئةِ كتابٍ(4)].

و[ألْفُ كتابٍ، وألْفَا كتابٍ، وثلاثةُ آلافِ كتابٍ(5)].


¨ تعريف العدد بـ [ألـ]:

ليس لتعريف العدد بـ [ألـ] أحكام خاصّة، فهذه الأداة تدخل على أوّل العدد عند تعريفه، مثل دخولها على سائر الأسماء عند تعريفها. ودونك الأمثلة:

العدد العقديّ: اشتريت العشرين كتاباً.

العدد المركب: اشتريت الثلاثة عشركتاباً.

العدد المعطوف: اشتريت الثلاثة والثلاثين كتاباً. (هنا عددان، كلّ منهما مستقل بنفسه - وإن جَمَع بينهما حرف العطف - فحقُّ كلٍّ منهما إذاً أن يكون له تعريفه).



تنبيه: ليس لتعريف العدد المضاف نحو [خمسة كتبٍ] قاعدة خاصّة، فقد جاء عن فصحاء العرب، إدخال [ألـ] على الأوّل، وعلى الثاني، وعلى الاثنين معاً؛ فجاز أن يقال مثلاً: [اشتريت خمسةَ الكتبِ، والخمسةَ كتبٍ، والخمسةَ الكتبِ](6).



أحكام:

¨ العدد المركَّب: لا يكون إلاّ مفتوح الجزأين، نحو: [أربعَ عشرةَ، وأربعةَ عشرَ، والسابعَ عشرَ، والسابعةَ عشرةَ]. إلاّ ما كان جزؤه الأوّل مثنى، فيُعامل معاملة المثنى، نحو: [سافر اثنا عشر رجلاً، واثنتا عشرة امرأة، ورأيت اثني عشر مودِّعاً، مع اثنتي عشرة مودِّعةً]. أو كان جزؤه الأول منتهياً بياء، فتبقى على ما هي، نحو: [الحادي عشر، والثاني عشر].


¨ عشر: في العدد المركَّب، تُوافِق المعدود قولاً واحداً، فيقال: [تسعة عشَر رجلاً، وتسع عشْرة امرأةً].

وأمّا شِينها فتُفتح مع المذكر، وتُسكَّن مع المؤنث، سواء كان ذلك في عدد مفرد أو مركَّب.

¨ بضع: كلمة تدل على عدد غير محدد، غير أنه لا يقلّ عن ثلاثة ولا يزيد على تسعة، ولذلك تُعامل معاملة هذه الأعداد، فتذكَّر مع المؤنث، وتؤنث مع المذكر، [أي: تخالف معدودها]، فيقال مثلاً: [بضعة رجال، وبضع نساء]. وتُركَّب تركيب هذه الأعداد، فيقال: [بضعةَ عشَرَ رجلاً، وبضع عشْرةَ امرأةً].

¨ إذا اشتمل المعدود على ذكور وإناث، روعي الأول نحو: [سافر خمسة رجالٍ ونساءٍ، وزارنا خمس نساءٍ ورجال].

¨ تُقرأ الأعداد من اليمين إلى اليسار، ومن اليسار إلى اليمين، فيقال مثلاً: [هذا عامُ ستةٍ وتسعين وتسع مئةٍ وألف]، كما يقال: [هذا عام ألفٍ وتسعِ مئةٍ وستةٍ وتسعين]. فكلاهما فصيح، والمتكلِّم بالخيار.

¨ في تذكير العدد وتأنيثه، يُراعى مفرد المعدود. يقال مثلاً: [خمسة رجال]، لأن المفرد: [رجل]، و [خمس رقاب]، لأن المفرد: [رقبة].

¨ إذا قيل مثلاً: [خالدٌ سابعُ سبعةٍ سافروا]، فالمعنى: أنّ الذين سافروا سبعة، منهم خالد. فإذا أُريد الترتيب والتسلسل، قيل: [خالدٌ سابع ستةٍ سافروا]، أي: هو السابع في تسلسل سفرهم وتتابعه.



* * *



نماذج فصيحة من استعمال العدد

· تُقرأ الأعداد من اليمين إلى اليسار، ومن اليسار إلى اليمين:

· قال ابن عباس (جمهرة خطب العرب 1/417): [يا أهل البصرة... أمرتكم بالمسير مع الأحنف بن قيس، فلم يشخص إليه منكم إلاّ ألفٌ وخمس مئة، وأنتم في الديوان ستون ألفاً]. وهاهنا مسألتان:

1- تُقرأ الأعداد من اليمين إلى اليسار، ومن اليسار إلى اليمين، وكلا الاستعمالين فصيح، والمرء بالخيار، وقد اختار ابن عباس - كما ترى - البدء من اليسار، فقال: [ألف وخمس مئة].

2- الأعداد من 11... إلى 99 معدودها مفرد منصوب، فـ [ستون] أحد هذه الأعداد، و[ألفاً] معدودُه، وقد جاء في كلام ابن عباس - كما رأيت - مفرداً منصوباً، على المنهاج.

· والطبريّ أيضاً على التأريخ من اليسار إلى اليمين:

فقد بدأ التأريخَ في الصفحة /10/ من كتابه، فقال وهو يورد ما قيل في عمر الدنيا: [فقد مضى (أي مضى من عمر الدنيا) ستة آلاف سنة ومئتا سنة].

وقال في الصفحة /17/: [كان قدر ستة آلاف سنة وخمس مئة سنة].

و قال في الصفحة / 18/: [خمسة آلاف سنة وتسع مئة سنة واثنتان وتسعون سنة]. وفي الصفحة نفسها يقول: [ثلاثة آلاف سنة ومئة سنة وتسع وثلاثون سنة].

وقال عن الطوفان في الصفحة /211/: [وذلك بعد خلق آدم بثلاثة آلاف وثلاث مئة سنة وسبع وثلاثين سنة].

· ]يا أبت إني رأيت أحدَ عشَرَ كوكباً[ (يوسف 12/4)

[أحدَ عشَرَ] عددٌ مركّب، وهو مفتوح الجزءين، شأن كل عدد مركب؛ ومعدوده: [كوكباً] مفرد منصوب، على المنهاج.

· ]الذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة[ (المائدة 5/73)

الترتيب والتسلسل والتتابع غير مرادة في الآية، وإنما المراد أنهم قالوا: إنّ الله تعالى واحد من ثلاثة. ولو كان الترتيب مراداً لقالوا: إنه ثالث اثنين. وانظر إلى ما جاء في صحيح البخاري (6/556) تجد المسألة على أوضح الوضوح. فدونك النصّ الحرفي، كما ورد فيه: [عن... خرجت رابع أربعة من بني تميم أنا أحدهم، وسفيان بن مجاشع، ويزيد بن عمرو بن ربيعة، وأسامة بن مالك بن حبيب بن العنبر، نريد ابن جفنة الغسّانيّ بالشام فنَزلنا على غدير...]. ولو أراد الترتيب لقال: [خرجت رابع ثلاثة] أي: تَقَدَّمَه الثلاثةُ، ثم خرج هو بعدهم، فكان رابعاً.

· ]إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه... [ (التوبة 9/40)

الآية شاهد ثانٍ على أنّ هذا التركيب، لا يدلّ على ترتيب وتسلسل وتتابع. وذلك أن الذين كفروا لم يُخرجوا الرسول من مكة بعد أن أخرجوا صاحبه منها، فيكون هو الثاني، ويكون صاحبُه الأوّلَ !! بل أخرجوه وصاحبَه معاً، لا سابق ولا مسبوق. فحاقُّ المعنى إذاً أنهما اثنان هو أحدهما.

· ]ما يكون من نجوى ثلاثة إلاّ هو رابعُهُم ولا خمسةٍ إلاّ هو سادسُهُم[ (المجادلة 58/7)

الترتيب في الآية هاهنا مرادٌ مقصود، والمعنى: أنه جاعل الثلاثة أربعة، وجاعل الخمسة ستة. ونعتقد أنّ الفرق بين التركيب ومعناه في هذه الآية، وفي الآيتين السابقتين، أصبح فرقاً واضحاً جليّاً.

· ]فاجلدوا كلَّ واحدٍ منهما مئةَ جَلدةٍ[ (النور 24/2)

معدود المئة والألف ومثناهما وجمعهما، مفردٌ مجرور. فاستعمال كلمة: [جلدةٍ] في الآية - وهي المعدود - مفردةً مجرورةً بعد المئة - جاء إذاً على المنهاج.

· ]يودُّ أحدُهُم لو يُعَمَّرُ ألفَ سنةٍ[ (البقرة 2/96)

يصحّ أن يقال في الآية هنا، ما قيل في الآية السابقة، فمعدود المئة والألف ومثناهما وجمعهما، مفردٌ مجرور. ومن ثم يكون استعمال كلمة: [سنةٍ] - مفردةً مجرورةً بعد الألف - جاء إذاً على المنهاج.

· تعريف العدد المضاف بـ [ألـ]، كل صوره جائزة بلا قيد:

ففي الحديث (مسلم 9/10): [أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم رَمَلَ الثلاثة أطوافٍ من الحجر إلى الحجر]. وقد أورد النوويّ هنا، روايتين أخريين للحديث هما: [الثلاثة الأطواف وثلاثة أطواف] ثم استأنف فقال: [وقد سبق مثلُه في رواية سهل ابن سعد في صفة منبر النبي صلى الله عليه وسلّم قال: فعمل هذه الثلاث درجات...].

وقد جَمعتْ هذه الأسطر القليلة ثلاثة استعمالات من العدد المضاف هي: [ثلاثة أطواف، والثلاثة أطواف، والثلاثة الأطواف]، يضاف إليها استعمالٌ رابع، هو تعريف المضاف إليه بالألف واللام، أي: [ثلاثة الأطواف]. وهو الأفشى.

وفي الحديث أيضاً (البخاري 3/71 باب استعانة اليد في الصلاة): قال ابن عباس: [فجلس فمسح النومَ عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآياتِ خواتيمَ سورة آل عمران].

وفي الحديث كذلك، عن أبي هريرة (البخاري 4/469 باب الكفالة في القرض والديون): [كنت تسلّفتُ فلاناً ألف دينار... فأتى بالألف دينار... فانصرِفْ بالألف الدينار راشداً].

· قال أبو عبيد (تفسير القرطبي 1/416): [لم يُسمع في فَعَل وفِعْل غير هذه الأربعة الأحرف].

· وفي (تاريخ الطبري 1/50): [خَلَقَ في أوّل الثلاث ساعات...].

وعن ابن عباس أنه قال (تاريخ الطبري 1/59): [الستة الأيام التي خلق الله فيها السماوات والأرض].

وعن مجاهد أنه قال (تاريخ الطبري 1/60): [يومٌ من الستة الأيام، كألف سنة مما تعدّون].

ويخلص المرء من هذه الأمثلة إلى أن تعريف العدد المضاف بالألف واللام لا يقيِّده قيد، وأنه من السهولة بحيث يستعمله المرء بغير تفكير فلا يخطئ.

· ]إنّ عِدَّة الشهور عند الله اثنا عشَرَ شهراً[ (التوبة 9/36)

[اثنا]: الواحد والاثنان يوافقان المعدود في كل حال، والمعدود في الآية مذكر: [شهر]، وقدجاء العدد [اثنا] مذكّراً - على المنهاج - موافَقَةً للمعدود.

[عشَرَ]: حكمها في العدد المركب، أن توافق المعدود، وقد وافقته في الآية، فجاءت مذكرةً مثلَه، وفُتحت شينها، والقاعدة أن تُفتح مع المذكّر.

· ]إنّ هذا أخي له تسعٌ وتسعون نعجة[ (ص 38/23)

[تسع]: عددٌ مذكر، ومعدودُه [نعجة] مؤنث. وذلك أن الأعداد من الثلاثة إلى العشرة - وتسعٌ منها - تخالف المعدود في كل حال، سواء كان ذلك في الإفراد أو التركيب، أو العطف. والذي في الآية من الصنف الثالث، أي: [العطف]، فتذكير العدد [تسع] جاء - إذاً - على المنهاج.

السيد عبد الرازق 10-01-2009 04:28 AM

العطف بالحرف(1)

هو أن يتوسّط بين المعطوف عليه والمعطوف، حرفٌ من حروف العطف، فيتبع الثاني الأولَ رفعاً ونصباً وجرّاً وجزماً. نحو: [مررت بخالدٍ وزهيرٍ]. وحروف العطف تسعة هي: (الواو) و(الفاء) و(ثمّ) و(حتى) و(أَمْ) و(أو) و(بل) و(لكنْ) و(لا).

الأحكام:

¨ يُعطَف الاسم على الاسم، والضمير على الضمير، أو أحدُهما على الآخر، بغير شروط، ودونك النماذج:

[سافر سعيدٌ وخالدٌ] : عَطْفُ اسمٍ على اسم.

[أنا وأنت طالبان] : عَطْفُ ضميرٍ على ضمير.

[أكرمتُ عليّاً وإيّاكَ] : عَطْفُ ضميرٍ على اسم.

[ما زرتُ إلاّ إيّاكَ وزهيراً] : عَطْفُ اسم على ضمير. (في محلّ نصب)

[ما مررتُ إلاّ بكَ وخالدٍ] : عَطْفُ اسم على ضمير. (في محلّ جرّ)

ملاحظة: في نحو قولك: [سافرتُ أنا وخالدٌ]، التاء فاعل. وأما الضمير [أنا] - وكتب الصناعة تستحسن ذكره هنا - فيُعرَب توكيداً للتاء.


¨ يُعطَف الفعل على الفعل إذا لم يختلف زمانُهما، نحو: [ذهبتم ورجعتم] أو [تذهبون وترجعون]. ويجوز عطف أحدهما على الآخر - وإن اختلفت صيغتاهما - إذا كان زمانهما واحداً. وذلك كنحو قولك لطلاّبك: [إذا كان يومُ العطلة، ذهبتم إلى الغوطة ماشين وترجعون راكبين = تذهبون ماشين وترجعون راكبين].



* * *

نماذج فصيحة من العطف بالحرف

· ]فاذهبْ أنت وربُّكَ فقاتلا[ (المائدة 5/24)

الواو: حرف عطف، و[ربُّك] معطوف على فاعل [اِذهبْ] وهو ضمير رفع مستتر. وعطف الظاهر على المضمر جائز في العربية. وأما الضمير البارز: [أنت] فإنه توكيد لضمير الرفع المستتر، الذي هو فاعلُ [اذهب]. وكتب الصناعة تستحسن هذا التوكيد.

· ومِن عطف الظاهر على المضمر أيضاً، قوله تعالى ]ما أشركنا ولا آباؤنا[ (الأنعام 6/148).

فـ [آباؤنا] اسم مرفوع، لأنه معطوف على [نا]، الضمير المتصل بـ [أشرك]. وهذا الضمير في محل رفع فاعل لـ [أشرك].

· ]وكفرٌ به والمسجدِ الحرام[ (البقرة 2/ 217)

[المسجدِ]: اسم مجرور، لأنه معطوف على الهاء (الضمير المجرور بالباء). ومثل ذلك الآية ]واتّقوا اللهَ الذي تساءلون به والأرحامِ[ (النساء 4/1)، بكسرالميم: [الأرحامِ]، وهي إحدى القراءات السبع، وفيها عطف [الأرحام] على الضمير المجرور بالباء.

هذا، على أنّ كتب الصناعة، تستحسن عند عطف الاسم على الضمير المجرور، أن يعاد حرف الجرّ. ومنه الآية ]فقلنا لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً[ (فصّلت 41/11)

· ]هذا يومُ الفصل جمعناكم والأوّلين[ (المرسلات 77/38)

[الأوّلين] اسم منصوب، لأنه معطوف على الضمير [كم] الذي هو في محل نصب، مفعول به للفعل [جَمَع].

· ]وإنْ تؤمنوا وتتّقوا يؤتِكم أجورَكم[ (محمد 47/36)

[تتقوا] فعل مضارع مجزوم لأنه معطوف على فعل الشرط المجزوم: [تؤمنوا]. والفعل يعطف على الفعل، إذا كان زمانهما واحداً،كما ترى في الآية، إذ الفعلان مضارعان.

هذا، على أنّ من الجائز عطف الفعل على الفعل-وإن اختلفت صيغتاهما-إذا كان زمانهما واحداً. ومنه قوله تعالى عن فرعون ]يَقْدُمُ قومَه يومَ القيامة فأوردهم النار[ (هود 11/98). ففي الآية عطْف الماضي [أوردهم] على المضارع [يقدم]، لمَّا كان زمانهما واحداً هو المستقبل في الآخرة.



* * *

السيد عبد الرازق 10-01-2009 04:28 AM

عطف البيان

ليس في الكلام [عطف بيان]، وما تُطلِق عليه كتب الصناعة اصطلاحاً [عطف بيان] إنما هو عند التحقيق، بدل كلّ من كلّ.

فسيبويه أهمل البحث فيه، وكذلك فَعَلَ كثير من الأئمة الرؤوس !! فصفحة [عطف البيان] إذاً مطويَّة، وياليتها من قبلُ لم تُنشَر(1).



* * *

السيد عبد الرازق 10-01-2009 04:29 AM

العَلَم



العَلَم: اسم أو كنية أو لقب.

مثال الاسم: أحمد - عبد الرحمن - بعلبكّ - سيبويه...

ومثال الكنية: أبو خالد - أمّ خالد... وهي مُصَدَّرةٌ أبداً بـ [أب] أو [أمّ].

ومثال اللقب: هاشميّ - حلبيّ - مصريّ... مما يدل على نسبة إلى عشيرة أو بلد، أو نحو ذلك مما يُنْتَسَبُ إليه؛ ويدل في كثير من الأحيان على مدح أو ذمّ، كالأمين والمأمون والسفّاح والجاحظ...(1)

قاعدة: إذا اجتمع اسم وكنية ولقب، أو اثنان منهما، نحو: [أبو عثمان، عمرو بن بحر، الجاحظ] أو [عليّ، أبو الحسن] أو [المسيح عيسى ابن مريم]، جاز لك - بغير قيد - أن تقدم وتؤخر أيّاً منها شئت. ويتبع الثاني والثالثُ الأوّل، على البدلية فيقال مثلاً:

رحم الله الجاحظَ أبا عثمان عمروَ بنَ بحر!!

فلقد كان أبو عثمان عمرُو بنُ بحر الجاحظُ واحدَ الدنيا!!

ومَن مِثلُ عمرِو بنِ بحر الجاحظِ أبي عثمان؟!



* * *

السيد عبد الرازق 10-01-2009 04:30 AM

عمل المصدر

يعمل المصدر عَمَلَ فِعله، فينصب مفعولاً به، ويتعلق به شبه الجملة... نحو: [ساءني ضربُكَ الطفلَ]: فالضرب مصدر، والطفلَ مفعول به. و[أعجبتني كتابتك على السبورة]: فالكتابة مصدر، وشبه الجملة (الجار والمجرور) متعلق بهذا المصدر.

تنبيه: يجوز أن يتقدم على المصدر شبهُ الجملة دون غيره، نحو: [أُحبّ معه السفر]، و [لا تأخذْك بالخائن رأفة].



* * *



نماذج فصيحة من عمل المصدر

· قال الشاعر (كتاب سيبويه - هارون 1/189):

فلولا رجاء النصر منك ورهبةٌ عقابَك قد صاروا لنا كالموارِدِ

(يقول: لولا رجاء أن تنصرنا عليهم، ورهبتنا لعقابك إن نحن انتقمنا منهم بأيدينا، لوطئناهم كما توطأ الطرق المؤدية إلى الموارد، فإنها أكثر الطرق استعمالاً ووطئاً).

وقد نصب [عقابَ] على أنه مفعول به للمصدر: [رهبةٌ].

· ]فلما بلغَ معه السّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إنِّي أَرَى في المنامِ أنِّي أَذبحكَ[

(الصافات 37/102)

[مع]: شبه جملة (ظرف)، متعلق بالمصدر: [السعي]. والآية شاهد على تقدُّم شبه الجملة على المصدر.

ومنه قول الفِند الزِّمّانيّ (الخزانة 3/432):

وبعضُ الحِلم عند الجهل للذلّةِ إذْعانُ

فقد تقدّم شبهُ الجملة: [للذلّة] في البيت، على المصدر [إذعان].

وقوله تعالى: ]لا يَبْغُونَ عنها حِوَلاً[ (الكهف 18/108)

فقد تقدّم شبهُ الجملة (الجار والمجرور) وهو: [عنها] على المصدر: [حِوَلا].

· قال المرّار بن منقذ (شرح ابن عقيل 2/94):

بضربٍ بالسيوف رؤوسَ قومٍ أَزَلْنا هامَهُنَّ عن المَقيلِ

(أراد بالمقيل: الأعناق). [ضربٍ] في البيت مصدر، وقد عمِل عَمَل فِعله فنصب كلمة [رؤوس] على أنها مفعول به.

· وقال الشاعر (كتاب سيبويه - هارون 1/116):

على حين أَلْهَى الناسَ جُلُّ أُمورهمْ فنَدْلاً زُرَيْقُ المالَ نَدْلَ الثَّعالِبِ

(زريق: اسم قبيلة، منادى، وقوله: ندلاً ندل الثعالب، أراد به: اختلسوا اختلاس الثعالب).

[ندلاً]: مصدر، عمِل عَمَل فعله [اُندل] فنصب كلمة [المال] على أنها مفعول به.

· وقال تعالى: ]ولولا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ[ (البقرة 2/251)

[الناسَ] مفعول به، وناصبُه المصدر [دفْع].

· وقال الشاعر (شرح ابن عقيل 2/95):

ضعيفُ النِّكايةِ أعداءَهُ يَخال الفرارَ يُراخِي الأَجَلْ

وفيه أنّ [أعداءَه] مفعول به للمصدر [النكاية].



* * *

السيد عبد الرازق 10-01-2009 04:31 AM

الفاعل

الفاعل: اسم مرفوعٌ، يُسنَد إليه فعلٌ، أوشبهُه(1) نحو قولك: [سافر خالدٌ]؛ وقد يكون مصدراً مؤوّلاً، نحو قولك: [سرّني أن تنجح = سرني نجاحُك]. والأصل أن يتقدم الفاعل على المفعول به، ولكن يجوز العكس. وسياق الكلام يزيل اللبس.

¨ مطابقة الفعل للفاعل تذكيراً وتأنيثاً:

- يُذكّر الفعل وجوباً إذا كان فاعلُه مذكّراً. مفرداً كان، أو مثنى، أو جمع مذكر سالماً(2) مثال ذلك: [قصَفَ الرعدُ - سقط الجداران - سافر المعلمون].

- يؤنّث الفعل وجوباً في حالتين فقط:

الحالة الأولى: أن يكون فاعله حقيقي التأنيث(3)، غير مفصول عنه، مفرداً كان، أو مثنى، أو جمعاً سالماً(2) نحو: [سافرت الطالبة - سافرت الطالبتان - سافرت الطالبات].

الحالة الثانية: أن يتقدّم عليه فاعلُه المؤنث، مفرداً كان، أو مثنى، أو جمعاً(4): مثال ذلك: [الشمس طلعت - زينب سافرت - الطالبتان سافرتا وتسافران - الطالبات سافرت وسافرن وتسافر ويسافرن - والجِمال سارت وسرن وتسير ويسرن](5).

· أما في غير هذه الحالات الثلاث: (أي: حالة وجوب التذكير إذا كان الفاعل مذكراً، وحالَتَيْ وجوب التأنيث إذا كان الفاعل حقيقي التأنيث غير مفصول عن فعله. أو مؤنثاً مطلقاً متقدماً على فعله)، فيجوز التذكير والتأنيث، والمرء بالخيار.



مسألة عظيمة الخطر: تقول مدرسة الكوفة: يجوز أن يتقدّم الفاعل على فعله، ففي نحو: [خالدٌ سافر]، يجيزون أن يُعرب [خالدٌ] فاعلاً مقدّماً. وأما مدرسة البصرة فتقول: بل [خالدٌ] في المثال إعرابه: [مبتدأ] ولا يجوز إعرابه فاعلاً. (انظر التفصيل في بحث: جزم الفعل المضارع).

* * *



نماذج فصيحة من استعمال الفاعل

· ]حتى توارتْ بالحجاب[ (ص 38/32)

أي توارت الشمس، فـ [الشمس] هي الفاعل، وإنما حُذِفت-وإنْ لم يسبق لها ذكر-لأن السياق دلّ عليها. وليس مثلُ هذا الحذف مقصوراً على الفاعل، بل هو عامّ، حين يُعرف المحذوف ويَدلّ عليه دليل. وقد أبَّد ذلك ابن مالك في بيتٍ خالد، إذ قال:

وحذفُ ما يُعلَمُ جائزٌ كما تقول: [زيدٌ]، بعدَ [مَن عندكما]

ومِن هذا أيضاً، قول بشّار (الديوان 4/184):

إذا ما غضبْنا غضْبةً مضريَّةً هتكنا حجاب الشمس أو تقطرَ الدما

أي: تقطر السيوف دماً، وقد حذف [السيوف] وهي فاعل، إذ دلّ عليها السياق.

· ]ومن الناس والدوابّ والأنعام مختلفٌ ألوانُه كذلك[ (فاطر 35/28)

من المقرر أن ما يشبه الفعل: كالصفة المشبهة واسم الفعل واسم الفاعل... يَرفعُ فاعلاً، كما يَرفَع الفعلُ فاعلاً. فأما ما يشبه الفعل هنا، فهو [مختلفٌ] فإنه اسم فاعل مِن [اختلف]، وأما فاعله فهو: [ألوانُه].

· ]وإنْ أحدٌ من المشركين استجارك فأَجِرْهُ حتى يسمع كلام الله[ (التوبة 9/6)

[أحدٌ]: فاعل مقدّم لفعل: [استجار] - في مذهب الكوفة، إذ تجيز إعراب الفاعل فاعلاً، سواء أتقدم على فعله أم تأخر عنه - وأما في مذهب البصرة، التي تمنع دخول أدوات الشرط على الأسماء وتمنع تقدم الفاعل على فعله، فإنّ [أحدٌ] فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور، أي: [وإن استجارك أحدٌ استجارك فأجره].

· ومِن نحو هذا قولُ السموءل:

إذا سيّدٌ منّا خلا قام سيّدٌ قؤولٌ لما قال الكرامُ فعولُ

وفيه أنّ [سيّدٌ] في مذهب الكوفة، يجوز أن يُعرَب فاعلاً مقدّماً على فعله [خلا]، وفي مذهب البصرة أنه فاعل لفعل محذوف يفسّره فعل [خلا] المذكور، أي: إذا خلا سيد منا خلا.

· ومثل ذلك طِبقاً، قولُ تأبط شراً (الديوان /86):

إذا المرءُ لم يَحْتَلْ وقد جَدَّ جِدُّهُ أضاع وقاسى أمرَهُ وهو مُدْبِرُ

فقد تقدّم الفاعل: [المرءُ]، على فعله: [لم يَحْتَلْ]، فيجوز أن يُعرَب فاعلاً، عند الكوفيين. على حين هو - عند البصريين - فاعل لفعل محذوف يفسّره فعل [لم يَحْتَلْ] المذكور، أي: إذا لم يحتل المرء لم يحتل.

· ]فمن جاءه موعظةٌ من ربه[ (البقرة 2/275)

لا مطابقة هنا في الآية، بين الفعل وفاعلِه. فالفعل: [جاء] مذكر، وفاعله: [موعظةٌ] مؤنث. وذلك جائز، لأن المطابقة - إذا كان الفاعل مؤنثاً - إنما تكون واجبةً في حالتين:

الأولى أن يتقدّم الفاعل المؤنث على فعله. وهذا غير متحقّق في الآية. فـ [موعظة] فاعل مؤنث، ولكنه لم يتقدّم على فعله.

والثانية أن يكون الفاعل حقيقي التأنيث، غير مفصول عن فعله. وهذا أيضاً لم يتحقق في الآية. فـ [موعظة] مؤنث غير حقيقي. فضلاً عن أنه مفصول عن فعله بالهاء. ولو لم يكن الكلام قرآناً لجاز أيضاً أن يقال: [فمن جاءته موعظةٌ من ربه].

· ]وأخذ الذين ظلموا الصيحةُ[ (هود 11/67)

الشأن في الآية هنا، كالشأن في الآية السابقة، فالفعل: [أخذ] مذكر، وفاعله: [الصيحةُ] مؤنث. فلا مطابقة إذاً بينهما، وذلك جائز، لأنّ المطابقة إنما تكون واجبةً في حالتين هما: أن يتقدّم الفاعل المؤنث على فعله، أو أن يكون حقيقي التأنيث، غير مفصول عن فعله. والآيةلم يتحقق فيها أيّ منهما، فجاز التذكير والتأنيث. ودليل ذلك وبرهانه، قولُه تعالى من السورة نفسها: ]وأخذت الذين ظلموا الصيحةُ[ (هود11/94) فقد وَرَدَ الفعل هنا مؤنثاً، إذ لم يتحقق أيّ من شرطَي الوجوب المذكورين آنفاً.

· ]إذا جاءك المؤمنات يبايعنك[ (الممتحنة 60/12)

[جاء]: فعل مذكر، و [المؤمنات]: فاعلٌ مؤنث، حقيقي التأنيث، ولم يتطابقا. لأنّ المطابقة لا تكون واجبة، إلا في الحالتين اللتين ذكرناهما آنفاً، وهما: أن يتقدّم الفاعل المؤنث على فعله، أو يكون حقيقي التأنيث، غير مفصول عن فعله. والآية لم يتحقق فيها أيّ منهما، فالفاعل لم يتقدّم على فعله، ثمّ إنه - وإن تأخّر عن الفعل وكان حقيقي التأنيث - قد فصل بينهما فاصل هو كاف الضمير في [جاءك]. وعلى ذلك جاز التذكير والتأنيث. ولولم يكن الكلام قرآناً، لجاز أن يقال أيضاً: [إذا جاءتك المؤمنات].

· قال الشاعر:

إنّ امرأً غرَّهُ منكنَّ واحدةٌ بَعْدي وبعدكِ في الدنيا لَمَغْرورُ

[واحدة] (أي امرأة واحدة)، فاعلٌ حقيقي التأنيث، لكنْ فُصِل بينه وبين فعله بهاء الضمير، فضلاً على الجارّ والمجرور: [منكنّ]، فكانت المطابقة غير واجبة، وجاز التأنيث والتذكير. ولولا أن ينكسر الوزن لجاز أن يقول الشاعر أيضاً: [غرته منكن واحدة].

· ]آمنتْ به بنو إسرائيل[ (يونس 10/90)

من المقرّر أنّ الفعل يُذكَّر وجوباً في حالة واحدة فقط. هي أن يكون الفاعل مذكراً، مفرداً كان أو مثنى، أو جمع مذكر سالماً - تحديداً دون غيره من الجموع - ولما كان الفاعل في الآية وهو: [بنو] ملحقاً بالمذكر السالم، وليس مذكراً سالماً، انتفى وجوب التذكير، وجاز الوجهان: التذكير والتأنيث. ولو لم يكن الكلام قرآناً، لجاز أن يقال أيضاً: [آمن به بنو إسرائيل].

· قال النابغة الذبياني (الديوان /82):

قالت بنو عامرٍ: خالُوا بني أسدٍ يا بؤسَ لِلجَهلِ ضرّاراً لأقوامِ

(خالوا بني أسدٍ: أي اقطعوا حلفهم).

تقدّم في الآية آنفاً: أنّ الفعل يُذكَّر وجوباً في حالة واحدة فقط. هي أن يكون الفاعل مذكراً، مفرداً كان أو مثنى، أو جمع مذكر سالماً - تحديداً دون غيره من الجموع - ولما كان الفاعل في البيت، وهو: [بنو]، ملحقاً بالمذكر السالم، وليس مذكراً سالماً، انتفى وجوب التذكير، وجاز الوجهان: التذكير والتأنيث. وعلى ذلك جاز في البيت، [قالت بنو عامر]، ويجوز للشاعر - لو أراد - أن يقول: [قال بنو عامر].

· قال عَبْدَة بن الطبيب:

فبكى بناتي شجوهنّ وزوجتي والظاعنون إليَّ ثمّ تصدّعوا

لا مطابقة في البيت، بين الفعل وفاعله، فالفعل: [بكى] مذكر، وفاعله: [بناتي] مؤنث.

ولقد جاز ذلك، لأن المطابقة إنما تجب في حالتين إحداهما: أن يكون الفاعل حقيقي التأنيث، غير مفصول عن فعله، مفرداً كان أو مثنى أو جمع مؤنث سالماً.

ولما كان الفاعل: [بناتي] ليس جمع مؤنث سالماً انتفى وجوب التأنيث وجاز الوجهان: التأنيث والتذكير. ولو قال الشاعر: [بكت بناتي] لجاز ذلك.

· ]كذّبتْ قومُ نوحٍ المرسلين[ (الشعراء 26/105)

لا مطابقة في الآية، فالفعل مؤنث: [كذبت]، والفاعل مذكر: [قوم]. وقد جاز ذلك لأن وجوب التذكير لم يتحقق شرطه، وهو: أن يكون الفاعل مذكراً، مفرداً كان أو مثنى أو جمع مذكر سالماً - تحديداً دون غيره من الجموع - ولما كان الفاعل: [قوم] ليس جمع مذكر سالماً - وإنْ دلّ على كثير - انتفى وجوب التذكير، وجاز الوجهان: التأنيث والتذكير. ومنه أنْ جاء التذكير في قوله تعالى: ]وكَذّب به قومُك وهو الحقّ[ (الأنعام 6/66)

· ]إذ قالت امرأة عمران[ (آل عمران 3/35)

الفعل في الآية مؤنث: [قالت]، وفاعله أيضاً مؤنثٌ: [امرأة]، فالمطابقة إذاً متحققة، وهي مطابقة واجبة قولاً واحداً. وذلك أنّ الفاعل متى كان اسماً حقيقي التأنيث غير مفصول عن فعله، كان تأنيث فعله واجباً. ولقد تحقق ذلك في الآية: فـ [امرأة] فاعل حقيقي التأنيث، لا يفصله فاصل عن فعله: [قالت]، ومن هنا كانت المطابقة واجبة.



* * *

السيد عبد الرازق 10-01-2009 04:32 AM

الفعل الأجوف



الفعل الأجوف: ما كان حرفه الثاني حرف علّة (واواً أو ياءً). وهو صنفان:

الأول: ما ينقلب بالإعلال ألفاً، وهو كثير، كنحو [قال - صام - باع - ذاع]، فهذه في الأصل: [قوم - صوم - بيع - ذيع]...

والثاني: ما لا ينقلب، فيبقى على حاله كنحو: [عَوِر - غَيِد]، وهو قليل، محدودةٌ أفعاله.

هذا، على أنّ ما يعتري الفعل الأجوف من إعلال وتصحيح في حالاته الثلاث (ماضياً ومضارعاً وأمراً)، متّصلاً بالضمائر، أو غيرَ متصل بها، تجده - سيراً مع منهج البحث العلمي - في موضعه من بحث [الإعلال].



* * *

السيد عبد الرازق 10-01-2009 04:32 AM

فعل الأمر



الأمر: ما يُطلب به إلى المخاطَب، فِعلُ ما يؤمر به. وله خمس صيغ، إليكها مطبقةً على أفعال الفتح والنصر والجلوس:

1- اِفتَحْ اُنصُرْ اِجلِسْ (للمفرد المذكر)

2- اِفتَحي اُنصُري اِجلِسي (للمفرد المؤنث)

3- اِفتَحا اُنصُرا اِجلِسا (للمثنى المذكر والمثنى المؤنث)

4- اِفتَحوا اُنصُروا اِجلِسوا (لجمع المذكر)

5- اِفتَحْن اُنصُرْن اِجلِسْن (لجمع المؤنث)

أحكام:

¨ يلازم آخرُ الأمر السكونَ، إذا لم يتصل به شيء، نحو: [اِشربْ]. فإن اتصل به ما يدلّ على المخاطَب، جانست حركةُ آخره، ما يتصل به:

ففي [اِشربِي] حركةُ آخره الكسر، لأن الكسر يجانس الياء.

وفي [اِشربَا] حركةُ آخره الفتح، لأن الفتح يجانس الألف.

وفي [اِشربُوا] حركةُ آخره الضمّ، لأن الضمّ يجانس الواو.

وفي [اِشربْن] لزم الأمرُ السكون، لمجانسته سكونَ النون عند الوقف(1).


¨ يحُذَف آخر الأمر، إن كان معتلَّ الآخر، غيرَ متصل به شيء. فيقال مثلاً: [اِسعَ وادنُ وامشِ]، والأصل: [اِسعَىْ وادنُوْ وامشِيْ](2).

¨ إن كان الأمر مثالاً، نحو: [وَعَد - وَصَل - وَقَف] حُذِفَت فاؤه، فيقال: [عِدْ - صِلْ - قِفْ].

¨ يجتمع على أمر اللفيف المفروق(3) حذفُ الحرف الأول والثالث، فيبقى منه حرف واحد. ففي نحو: [وعى - وفى - وقى - ونى] يبقى بعد الحذف: [عِ - فِ - قِ - نِ]. فتزاد هاء السكت وجوباً، في الآخر عند الوقف، فيقال: [عِهْ - فِهْ - قِهْ - نِهْ].

¨ تزاد همزة وصلٍ مضمومة، في أمر الثلاثي المضموم العين فيقال: [اُكتُب - اُخرُج]، وأما في غير ذلك فتكون مكسورة: [اِشرَب - اِجلِس - اِنطلقْ - اِستخرجْ](4).



* * *

السيد عبد الرازق 10-01-2009 04:33 AM

الفعل الماضي

الفعل الماضي: ما دلّ على حدَثٍ مضى زمنه. نحو: [سافر خالد]. وعلامته أن يقبل التاء في آخره نحو: [سافرت]. ويتعاوره الفتح والضمّ والسكون:

- فالفتح، نحو: [سافرَ خالد، وسافرَتْ زينب، وخالد وزينب سافرَا].

- والضمّ، نحو: [سافرُوا].

- والسكون، نحو: [سافرْتُ وسافرْتَ وسافرْنا](1)...



* * *

السيد عبد الرازق 10-01-2009 04:34 AM

الفعل المثال

الفعل المثال هو: ما كان حرفه الأول حرف علّة(1) نحو: [وعد - ورم - يبس - يئس...].

الحُكم: إذا كان الفعل المثال متعدّياً، حذفت الواو من مضارعه وأمره. وذلك نحو: [وَعَدَ - يَعِدُ - عِدْ] و[وَضَعَ - يَضَعُ - ضَعْ].

وما جاء مخالفاً لهذا، فسماعيٌّ لا يقاس عليه.



* * *

السيد عبد الرازق 10-01-2009 04:34 AM

الفعل المضارع

الفعل المضارع: ما دلَّ على حدَثٍ يجري مستمرّاً(1)، نحو: [ينجح خالد، وتفرح سعاد، ونسافر مبكِّرين، وأقرأ كثيراً...] ولا بدّ من أن يكون أوَّلُه حرفاً مزيداً من أربعة هي: النون والهمزة والياء والتاء، تجمعها كلمة: (نأيت).

ومن علاماته أن يقبل دخول [سوف]، نحو: [سوف نسافر].

أحكام:

¨ تُحذَف الواو من مضارع الفعل المثال(2) الواويّ، إذا كان متعدياً. نحو [وَعَدَ ووَضَعَ] فيقال: [يَعِدُ ويَضَعُ].

¨ يُرْفَع المضارع بالضمة، ويُنصَب بالفتحة، ويُجزَم بالسكون، نحو: [يسافرُ خالدٌ، ولن يرجِعَ، ولم يُودّعْ أصحابَه]. فإذا اتصل به ضمير الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبَة، رُفِع بالنون، وجُزم ونُصب بحذفها. وذلك في خمسة أفعال، يسمّونها (الأفعال الخمسة). تقول في الرفع: [يسافران وتسافرون وتسافرين]، وفي الجزم والنصب: [إن يسافروا فلن يندموا ولن تندمي].

¨ يبنى المضارع مرتين:

مرةً على السكون إذا اتصلت به نون النسوة نحو: [هنّ يشربْنَ].

ومرةً على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد - خفيفةً أو ثقيلةً - مباشرة بغير فاصل، نحو: [لَتَكْتُبَنْ ولَتَكْتُبَنَّ](3).



* * *

السيد عبد الرازق 10-01-2009 04:35 AM

الفعل المضعّف

الفعل المضعّف: ما كان ثاني حروفه وثالثها من جنس واحد. نحو: [مدّ - شدّ - قلّ - عفّ]...

يقتصر البحث في الفعل المضعّف، على الإدغام وفكِّه، ومواضع وجوب ذلك وجوازه. وسيراً مع منهج البحث العلمي، وتجنباً للتكرار، لم نعرض لهذه المسائل هنا، إذ كان موضعها بحث الإدغام، فمن شاء رجع إليها في موضعها.



* * *

السيد عبد الرازق 10-01-2009 04:36 AM

الفعل المهموز أوّلُه(1)

¨ جرت العرب على أن تَحذف همزة فِعْلَيْن، من أفعال الأمر المهموزِ أوّلُها. وذلك لكثرة استعمالهما في كلامهم، وهما: [خُذْ وكُلْ].

· وأما إدغام وفكّ همزات الأفعال المهموزة، فإن منهج البحث العلمي، يقضي أن يكون الحديث عنهما، ومعالجتهما في بحث الهمزة من قسم الأدوات. فانظر ذلك هناك.

* * *

السيد عبد الرازق 10-01-2009 04:37 AM

الفعل الناقص

تصريفه واتّصاله بالضمير(1)

بين يدَيِ البحث: تذكير بقواعد كليّة، موضعُها - أصلاً - بحث الإعلال:

1- إذا التقى ساكنان أولهما حرف علّة حُذف(2) نحو:

دَعَاْتْ = دَعَ... تْ

ترضاْيْن = ترضَ... يْنَ

يخشاْوْن = يخشَ... وْنَ

2-كل ألف في آخر الفعل الناقص لا بدّ من أن تكون منقلبة عن واو أو ياء.

ففي نحو [دعا]: الألف منقلبة عن واو، والدليل: دعوْت.

وفي نحو [مشى]: الألف منقلبة عن ياء، والدليل: مشيْت.

3- إذا زاد الفعل الناقص على ثلاثة أحرف، قلبت ألفه ياءً، مهما يكن أصلها.

ففي نحو [تسامى] يقال: [تسامَيْنا]، فتقلب الألف ياءً، والأصل واو، والدليل: يسمو.

وفي نحو[تماشى] يقال: [تماشَيْنا]، فتقلب الألف ياءً، والأصل ياء، والدليل: يمشي.

4- إذا حُذفت الألف، ظلّ الحرف قبلها مفتوحاً، فيَستدلّ المرء بهذه الفتحة على أن الحرف الذي حُذف هو الألف.

تنبيه لا بدّ منه: كل فعل معتلّ - مهما يكن حرف العلّة فيه - ومهما يكن موضعه، تعتريه أنماط من الحذف أو الإثبات أو القلب، ومن التحريك أو التسكين... تحكمها قواعد كلّيّة، ناقصاً كان الفعل أو أجوف أو مثالاً... وموضع كل ذلك هو بحث [الإعلال]. وسيراً مع ما يوجبه منهج البحث العلمي، لم نعرض لهذه المسائل هنا، فخالفنا بذلك سُنّةً من سنن النحاة، يلزمونها كلما عرضت حالة من حالات الإعلال !! في موضع من المواضع!! في بحث من البحوث!!

وإنما أعرضنا عن ذلك، تجنّباً للتكرار، وحرصاً على اتصال أجزاء المواضيع، وصوناً لها من التقطيع وانفصام العرى، عند كل خطوة يخطوها البحث. فمن شاء رجع إلى هذه المسائل، في مواضعها من بحث [الإعلال].

* * *

البحث

الفعل الناقص: ما كان آخره حرفَ علّة، نحو: [عدَا - مشَى- رضِي...].

أحكام:

· إذا اتصل الفعل الناقص بواو الجماعة، أو ياء المؤنثة المخاطبة، حُذف حرف العلة، قولاً واحداً.

· فإنْ كان هذا المحذوف ألفاً، بقي ما قبله مفتوحاً أبداً قولاً واحداً(3)، بغير التفاتٍ إلى صيغة الفعل من ماضٍ أو مضارع أو أمر، ولا التفاتٍ إلى ما يتّصل به من واو جماعة أو ياء مؤنثة مخاطبة، نحو:

سعَـ..وا، يسعَـ..ون، اِسعَـ..وا، اِسعَـ..ينَ

يرضَـ..ون، ترضَـ..ين، اِرضَـ..وا - اِرضَـ..يْ...

(لفظ الأمر يُحمَل على لفظ المضارع)

· أو كان غيرَ الألف (أي: الواو أو الياء):

فقبْله الضمُّ أبداً، إذا اتّصل بواو الجماعة (لأنّ الضمة هي التي تناسب الواو) نحو:

نسِي - نَسُـ..وا (في الماضي)،

يمشِي - يمشُـ..ون (في المضارع)،

امشُـ..وا (في الأمر، ولفظ الأمر يُحمَل على لفظ المضارع).

وقبْله الكسرُ أبداً، إذا اتّصل بياء المخاطبة (لأنّ الكسرة هي التي تناسب الياء) نحو: تعدُو - تعدِ..ين- اعدِ..ي(4).

تقول في المضارع(5) : يا زينب تعدِ...ين، ترمِـ...ين، تستهدِ...ين.

وتقول في الأمر: يا زينب اعدِ...ي، اِرمِـ...ي، اِستهدي.

* * *


نماذج فصيحة من استعمال الفعل الناقص
· ]ولا تكونوا كالذين نَسُوا الله[ (الحشر 59/19)

[نَسُوْا]: الأصل: نسِيَ + (واو الجماعة)

هاهنا فعلٌ ماضٍ متصل بواو الجماعة. حذف من آخره حرف العلة وهو الياء: [نسِـ...وْ](6) والحذفُ حكمُ كل فعل ناقص إذا اتصل بواو الجماعة.

ثم لأنه متصل بالواو يُضَمّ الحرف الذي يسبقه - وهو هنا السين - لمناسبة واو الجماعة، وعلى ذلك قيل: [نَسُوا].

والذي ذكرناه في هذا المثال، ينطبق كل الانطباق على: [عَمُوا - شَقُوا - رَضُوا] في الآيات: ]ثمّ عَمُوا وصَمُّوا[ (المائدة 5/71)، ]فأمّا الذين شَقُوا ففي النَّار[ (هود 11/106)، ]رَضِيَ الله عنهم ورضُوا عنه[ (البيّنة 98/8)

فحاولْ تحليلها في هَدْي ما بيّنّا لك.

· ]دَعَوْا الله مخلِصين له الدِّين[ (يونس 10/22)

[دَعَوْا]: الأصل: دَعَا + (واو الجماعة). هاهنا فعلٌ ماضٍ متصل بواو الجماعة، حذف من آخره حرف العلة، وهو الألف: [دعَـ... وْ]، والحذفُ حُكمُ كل فعل ناقص إذا اتصل بواو الجماعة. ثم لأن المحذوف ألف، يبقى الحرف الذي قبله، وهو هنا العين، مفتوحاً، فيدل على المحذوف. وعلى ذلك قيل: [دعَوْا].

والذي ذكرناه هنا، ينطبق كل الانطباق على قوله تعالى: ]ونادَوْا يا مَالِكُ لِيَقْضِ علينا ربّك[ (الزخرف43/77)، وقوله: ]واسْتَغْشَوْا ثيابَهم[ (نوح 71/7)، وعلى قول كثيّر عزّة (الديوان /81):

بلَوْهُ فأَعطَوْه المقادةَ بعدما أَدَبَّ البلادَ سهلَها وجبالَها

فحاولْ تحليل ذلك في هَدْي ما بيّنّا لك.

· قال حسان بن ثابت (الديوان /309):

يُغشَون حتى ما تهرّ كلابُهمْ لا يَسألون عن السَّواد المُقْبِلِ

[يُغْشَوْنَ]: الأصل: يُغْشَا + وْنَ (واو الجماعة)

هاهنا فعل مضارع مبني للمجهول، حذف من آخره حرف العلة، وهو الألف: [يُغْشَـ...وْن] والحذف حُكمُ كل فعل ناقص إذا اتصل بواو الجماعة.

ثم لأن المحذوف ألف، يبقى الحرف الذي قبله - وهو الشين - مفتوحاً، فيدل على المحذوف، وعلى ذلك قيل: [يُغْشَوْن].

ومن المفيد أن نوجّه النظر هنا، إلى أن بناء هذا الفعل للمعلوم أي: [يَغْشَوْنَ]، لا يغير من الأمر شيئاً(7).

هذا، وما ذكرناه هنا، ينطبق كل الانطباق على: [تنهَون وتتعاشَوا] في قول حسان بن ثابت (جمهرة ابن الكلبي 1/261):

يا آل تَيمٍ ألا تنهَوْنَ جاهلَكمْ قبل القِذاف بأمثال الجَلاميدِ

وقول الحارث بن حِلِّزة (السبع الطوال /477):

فاتركوا البغيَ والتعدِّيْ وإما تتعاشَوا ففي التعاشي الداءُ

وما كان مثلَهما، فحاولْ تحليلهما في هَدْي ما بيّنّا لك.

واعلم أن هذا ينطبق أيضا على المضارع المتصل بياء المؤنثة المخاطبة، نحو: [ترضَين وتخشَين...] فالألف تُحذف، والحرف الذي يسبقها يفتح قولاً واحداً، جرياً مع القاعدة.

· قال كثيّر عزّة (الديوان /80):

يُحَيُّون بُهلولاً به رَدَّ ربُّه إلى عبد شمسٍ عِزَّها وجَمالَها

[يُحَيُّونَ] الأصل: يُحَيِّيْ(8) + وْنَ (واو الجماعة)

هاهنا فعل مضارع، حذف من آخره حرف العلة، وهو الياء الثالثة: [يحيّـ...ون] والحذف حكم كل فعل ناقص إذا اتصل بواو الجماعة. ثم لأنه متصل بالواو، يضمّ الحرف الذي يسبقه-وهو هنا الياء-لمناسبة واو الجماعة(9). وعلى ذلك قيل: [يحيُّون].

· في الحديث: [تهادَوْا تَحابُّوا...]. (الموطّأ 2/908)

[تَهَادَوْا]: الأصل: تَهادَىْ + وْ (واو الجماعة)

هاهنا فعلُ أمر، حُذف من آخره حرف العلة، وهو الألف: [تهادَ...وْ]، والحذف حُكْمُ كل فعل ناقص إذا اتصل بواو الجماعة. ثم لأن المحذوف ألف، يبقى الحرف الذي قبله - وهو الدال - مفتوحاً، فيدل على المحذوف. وعلى ذلك قيل: [تهادَوْا].

والذي ذكرناه هنا، ينطبق كل الانطباق على قول عليّ عليه السلام (نهج البلاغة - د. الصالح/491): [تَوَقَّوُا البردَ في أوّله، وتَلَقَّوْهُ في آخره...].

فحاولْ تحليل ذلك، في هدي ما بيّنا لك.

ونوجّه نظرك إلى أن هذا ينطبق أيضا على المضارع المتصل بياء المؤنثة المخاطبة، نحو: [تلقَّي وتوقَّي...] فالألف تحذف والحرف الذي قبلها يفتح. وهكذا...



* * *


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.