حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   دواوين الشعر (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=33)
-   -   اطلالة علي لغتنا العربية دروس مستفادة في النحو والإعراب . (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=75367)

السيد عبد الرازق 24-01-2009 09:18 PM

علٍُ



اسم يفيد الدلالة على العلوّ، ومعناه: [فوق]، ولا يأتي في الكلام إلاّ مسبوقاً بـ [مِنْ].

يُبنى على الضمّ إذا دلّ على علوٍّ معيّن، ومنه قول الفرزدق يهجو جريراً:

ولقد سدَدْتُ عليك كلَّ ثَنِيَّةٍ وأَتَيْتُ فوقَ بَنِي كُلَيْبٍ مِنْ عَلُ

(الثنيّة: الطريق في الجبل).

فالعلوّ في البيت علوٌّ معيَّن، لا علوّ مطلق. وإنما عيّنه قولُ الشاعر: [فوق بني كليب]، وعلى ذلك كان بناؤه على الضم.

ويُعرب إذا دلّ على علوّ غير معيّن. ومنه قول امرئ القيس يصف جواده:

مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ معاً كَجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السيْلُ مِنْ عَلِ

فالعلوّ في البيت علوٌّ غيرُ معيّن، إذ المعنى: أنّ السيل حطّ هذا الجلمود من مكان عالٍ، أي مكانٍ ما من الأمكنة، بغير تقييد ولا تحديد ولا تعيين. وعلى هذا جُرَّ بالكسرة. وكان الأصل أن ينوَّن فيقال: [مِن علٍ]، ولكن الشاعر حَذَفَ التنوين مراعاة للشعر فقال: [من علِ].



* * *

عودة | فهرس

السيد عبد الرازق 24-01-2009 09:19 PM

عَلَى



¨ [على]: من حروف الجرّ، ولها معان أشهرها:

الاستعلاء وهو أصل معناها، نحو: ]وعليها وعلى الفلك تُحمَلون[ (المؤمنون 23/22)

المصاحَبة بمعنى [مع]، نحو: ]وإنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرةٍ للناس على ظُلمهِم[ (الرعد 13/6) أي مع ظلمهم.

التعليل، نحو: ]وَلِتُكبِّرُوا اللهَ على ما هداكم[ (البقرة 2/185)

الظرفية بمعنى [في]، نحو: ]ودَخلَ المدينَةَ على حين غَفْلَةٍ مِنْ أَهلِها[ (القصص 28/15) أي في حين غفلة.

الاستدراك، ومنه قول ابن الدُمَينة:

بكلٍّ تداوَيْنا فلم يُشْفَ ما بنا على أنّ قُرْبَ الدار خيرٌ مِنَ البُعْدِ

¨ تكون اسماً بمعنى [فوق]، إذا دخل عليها حرف الجرّ [مِن]، وذلك نحو قولك: [نزلت مِن على المنبر]، و[سقط زيدٌ ‏‏مِن على السطح].



* * *

عودة | فهرس

السيد عبد الرازق 24-01-2009 09:20 PM

عَنْ



¨ حرف جرٍّ، لها معانٍ أشهرها:

المجاوزة، نحو: سِرتُ عن المدينة.

معنى [بَعد]، نحو: ]عَمَّا قليلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمين[ (المؤمنون23/40)

معنى [على]، نحو: ]وَمَنْ يَبخَلْ فإنما يَبْخَلُ عن نَفْسه[ (محمد 47/38)

معنى [مِن]، نحو: ]وهو الذي يَقبَلُ التَّوبةَ عن عِبَاده[ (الشورى42/25)

معنى البدلية، نحو: ]واخْشَوا يوماً لا يَجْزِي والدٌ عن وَلَدِه[ (لقمان31/33)

معنى التعليل، نحو: ]وما نحن بِتارِكِي آلِهَتِنا عن قَوْلِك[ (هود11/53)

¨ وتكون بمعنى [جانب]، إذا سبقتها [مِن]، نحو قول قَطَرِيّ ابن الفُجاءة:

فلقد أراني للرماح دَريئةً مِنْ عَنْ يميني مرةً وأَمامي



* * *

عودة | فهرس

السيد عبد الرازق 24-01-2009 09:22 PM

عِنْد



على وجهين:

عندَ: ظرفٌ للمكان وللزمان، تلازم الإضافة أبداً، نحو: [نِمتُ عندَ زهيرٍ وسافرت عندَ الصباحِ]. وقد تُجَرّ بـ [مِنْ] نحو: [أتاني كتابٌ مِنْ عندِ خالدٍ] (1).

عندَك: اسم فعل أمر، بمعنى: [اِلْزَمْ]، نحو: [عندَكَ الفُضَلاءَ](2).

* * *

نماذج فصيحة من استعمال [عند]

· مِن أمثالهم: عندَ الصباح يَحمَدُ القومُ السُّرَى (السرى: سَيْر الليل): ظرف للزمان.

· ]آتيناه رحمةً مِنْ عندِنا[ (الكهف 18/ 65): مجرورة بـ [مِن].

· ]فلمّا رآه مستقِرّاً عندَه قال هذا من فضل ربّي[ (النمل 27/40) ظرف للمكان.

· ]وما النصرُ إلاّ مِنْ عندِ الله[ (الأنفال 8/10) مجرورة بـ [مِنْ].

· [الصبرُ عندَ الصدمةِ الأولى]. (حديث شريف) ظرف للزمان.

· ]قال الذي عندَه عِلْمٌ من الكتاب أنا آتيك به[ (النمل 27/40) ظرف للمكان.

· ]ولو كان مِن عندِ غيرِ اللهِ لَوَجَدُوا فيه اختلافاً كثيراً[ (النساء 4/78) مجرورة بـ [مِنْ].

* * *



عودة | فهرس






--------------------------------------------------------------------------------

1- في نحو قولك [أُكرمه عندما يحضر]: [عند] ظرف للزمان، و[ما]: مصدرية، يتألّف منها ومن الفعل بعدها مصدر مؤوّل، مضاف إليه = أُكرمه عندَ حضوره.

2- مِن تطوّرها اللغوي التاريخي، استعمال الناس لها اليوم بمعنى: [قفْ]، وبمعنى الإغراء بالمجرم والعدوّ، فيقولون مثلاً: [عندَك اللّصّ].

السيد عبد الرازق 24-01-2009 09:23 PM

غَيْر



اسم متوغّلٌ في الإبهام. نكرةٌ أبداً، لا يتعرَّف بالإضافة، ولا يُحلّى بـ[ألـ](1).



حُكمان:

¨ يلازم الإضافة أبداً، ولا يُقطَع عنها إلاّ أنْ تتقدّم عليه كلمةُ [ليس]، فيضمّ آخره، نحو: [قبضتُ عشرةَ دراهم ليس غيرُ](2).

¨ يُعرَب في الكلام على حسب موقعه(3):

زارني غيرُك : فاعل

سألتُ غيرَك : مفعول به

نظرتُ إلى غيرِك : مجرور بحرف جرّ

اشترِ كتاباً غيرَ هذا : نعت

سافر زهيرٌ غيرَ راضٍ : حال

نجح الطلاّبُ غيرَ زيدٍ : منصوب على الاستثناء

ما نظرتُ إلى الطلاّبِ غيرَِ زيدٍ : إذا جاء بعد جملة منفية، جاز مع نصبه على الاستثناء، إتباعُه على البدلية مما قبله.


فائدة: مِن التراكيب الفصيحة قولهم مثلاً: [قرأت غيرَ كتابٍ]، ومعناه: قرأت أكثرَ من كتاب.

* * *

نماذج فصيحة من استعمال [غير]

· ]ربَّنا أخرجنا نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل[ (فاطر 35/37)

[غير] مضافة في الآية إلى اسمٍ معرفة هو: [الاسم الموصول: الذي]، ومع ذلك وَصَفَتْ كلمةً نكرة هي: [صالحاً]، فدلّ هذا على أنّ [غير] لا تكتسب التعريف مما تُضاف إليه، بل تظلّ نكرة. ولو أنها اكتسبت التعريف مما أُضيفت إليه لما جاز أن تصف نكرة. إذ النكرة لا توصَف بمعرفة.

· ]ومَن أضلُّ مِمّن اتّبع هواه بغير هدى[ (القصص 28/50)

[بغيرِ]: جارّ ومجرور، وذلك وجهٌ من وجوهها، إذ تُعرَب في الكلام على حسب موقعها فيه.

· ]وهو في الخصام غيرُ مبين[ (الزخرف 43/18)

[غيرُ]: خبرٌ للمبتدأ: [هو]، وورودها خبراً، هو وجهٌ من وجوهها.

· ]تقولون على الله غيرَ الحقّ[ (الأنعام 6/93)

[غيرَ]: مفعولٌ به.

· ]ويستبدل قوماً غيرَكم[ (التوبة 9/39)

[غيرَ]: صفة لكلمةٍ نكرة هي: [قوماً]، و إنما كان ذلك مع أنها أُضيفت إلى الضمير [كم]، والضمير معرفة، لأنها لا تكتسب التعريف مما تُضاف إليه.

· قال أبو قيس بن الأسلت يصف الناقة:

لم يَمنعِ الشُّربَ منها غيرَ أن نطقتْ حمامةٌ في غصونٍ ذاتِ أوقالِ

(الأوقال: نبات؛ يقول الشاعر: لم يمنع الناقةَ من الشُّرب إلا تصويت حمامةٍ غنَّتْ على هذه الغصون).

فِعلُ [يمنع] فاعله [غيرَ]، والأصل في الفاعل أن يُرفع. لكنّ [غير]، إذا تلاها مبني، كما هي الحال في البيت، جاز إعرابها وبناؤها. وقد اختار الشاعر البناء، فقال: [لم يمنع الشربَ غيرَ]، فـ [غير] مبنية على الفتح في محل رفع فاعل للفعل [يمنع]؛ ولو شاء الشاعر أن يُعرب فيقول: [لم يمنع الشربَ غيرُ...] لكان جائزاً.

* * *



عودة | فهرس




--------------------------------------------------------------------------------

1- يقال مثلاً: [زرتُ رجلاً غيرَك]. ولو أنّ [غير] اكتسبت التعريف بإضافتها إلى الضمير [الكاف] لما نعتت [رجلاً] وهو نكرة. وأما دخول [ألـ] على [غير]، فلم يُسمَع من العرب قطّ، لا في شعر ولا في نثر.

2- أي: ليس غيرُها مقبوضاً. فحُذِف المضافُ إليه وخبرُ [ليس] أيضاً.

3- إذا تلاه مبنيٌّ، جاز-مع إعرابه-بناؤه على الفتح نحو: [لم يَسُؤني غيرَُ أن غضبتَ]، فالضمّ إعراب، والفتح بناء.

السيد عبد الرازق 24-01-2009 09:24 PM

الفاء

تَرِد الفاء على ثلاثة وجوه:

¨ الوجه الأول: العاطفة. وتفيد [الترتيب مع التعقيب] نحو: [دخل خالدٌ فزهيرٌ]. فالترتيب: دخول خالدٍ أولاً؛ والتعقيب: دخول زهيرٍ عقب خالد بلا مهلة(1). وقد تفيد معهما [التسبيب]، وذلك أن يكون ما قبلها سبباً فيما بعدها نحو: ]فوكزه موسى فقضى عليه] (2) (القصص 28/15)

حُكْم: قد يكون قبل الفاء المفيدة للتسبيب نفيٌ أو طلب، فينتصب الفعل المضارع بعدها، نحو: [لا تُقَصِّرْ فتندَمَ]. وتُسمّى في هذه الحال: [فاء السببية](3).

¨ والوجه الثاني: الرابطة لجواب الشرط، نحو: ]إنْ تُعذّبْهم فإنّهم عبادُك] (4) (المائدة 5/118)

¨ والوجه الثالث: الزائدة، ويكون دخولها في العبارة كخروجها، نحو: [أنت فاكتمْ ما حدّثتك به = أنت اكتمْ ...]، ومن مواضع ذلك: دخولُها على خبر المبتدأ، إنْ كان المبتدأ مما يتضمن معنى الشرط، نحو: [الذي يأتي فله درهمٌ] و [كلّ صادقٍ فهو محترم].

تنبيه: قد تكون الفاء للاستئناف، وذلك إذا تمّ الكلام، وأُتِي بعد تمامه بكلام مستأنَف، قد يتّصل بالسابق من جهة الموضوع، ولكنْ لا صلةَ له به من الوجهة الإعرابية، نحو: [جعلوا لله شركاء، فتعالى الله].



* * *

عودة | فهرس




--------------------------------------------------------------------------------

1- تعمد كتب الصناعة إلى التفصيل في الترتيب والتعقيب، فتجعل الترتيب ترتيبين معنويّاً وذِكريّاً. فالمعنويّ نحو: [دخل خالدٌ فزهيرٌ]. والذِّكْريّ - وهو عطفُ مفصّلٍ على مجمَل - نحو: [سافر عليٌّ، فركب السيارة والطائرة]. وتجعل التعقيب تعقيبين، بلا مهلة نحو: [أكل فشبع]، وبمهلة نحو: [تزوَّج فوُلِد له]. وأما ابن هشام فيقول: [التعقيب، هو في كل شيء بحسبه] (المغني /174).

2- في الآية: ترتيب وتعقيب وتسبيب. فالترتيب من أنّ [الوكْز كان أولاً]، والتعقيب من أنّ [القضاء على العدوّ كان بعد الوكْز بلا مهلة]، والتسبيب من أنّ [الوَكْز كان سببَ الموت].

3- انظر أحكام ما قبل فاء السببية وما بعدها، في بحث [نصب الفعل المضارع (92)]. واعلَم أنّ بين فاء التسبيب (كما يسمّيها المالقيّ) وبين فاء السببية، اتّفاقاً وافتراقاً. فهما يتّفقان في أنّ ما قبلهما كليهما سببٌ فيما بعدهما، ويفترقان في أنّ التي بعدها مضارعٌ منصوبٌ هي فاء السببية، وأنّ ما عدا ذالك هو فاء التسبيب.

4- انظر أحكام ربط جواب الشرط بالفاء، في بحث [جزم الفعل المضارع (40)].

السيد عبد الرازق 24-01-2009 09:25 PM

فَقَطْ



كلمة مبنية على السكون، تدلّ على الاكتفاء، نحو: [قرأت صفحة فقطْ - زارني زهيرٌ فقط - اشتريت ثلاثة كتب فقط...].



* * *

عودة | فهرس

السيد عبد الرازق 24-01-2009 09:26 PM

في

حرف جرٍّ، ولها معانٍ أشهرها:

الظرفية المكانية أو الزمانية، وقد اجتمعتا في قوله تعالى ]غُلِبَت الروم في أدنى الأرض وهم مِن بعدِ غَلَبِهمْ سيغلِبون. في بضع سنين[ (الروم30/2-4)

السببية: ومن ذلك [دخلت النارَ امرأةٌ في هرَّةٍ حبستها]، (أي: بسبب هرّة).

الاستعلاء (بمعنى على)، نحو: ]ولأُصَلِّبَنَّكمْ في جذوع النخل[ (طه 20/71) (أي: على جذوع النخل).

المصاحبة، نحو: ]قال ادخلوا في أُمَمٍ قد خَلَتْ مِن قبلكم[ (الأعراف 7/38) (أي: ادخلوا مع أُممٍ).

* * *

عودة | فهرس

السيد عبد الرازق 24-01-2009 09:28 PM

قَدْ



قد: تدخل على الفعل ماضياً ومضارعاً. فتكون مع الماضي حرف تحقيق، نحو: [قد سافر زهيرٌ]. ومع المضارع حرف تقليل، نحو: [قد يسافر خالدٌ]. ولا يجوز فصلها عن الفعل إلاّ بقَسَم، نحو: [قد - واللهِ - سافر زيد](1).



تنبيه: قد تكون [قد] مع الفعل المضارع للتحقيق، إذا دلّ على ذلك سياق الكلام والقرائن، نحو: ]قد يعلم اللهُ الذين يتسلّلون[ (النور 24/63)

فائدة: في تاريخ اللغة، أنّ [قد] كانت استُعمِلت بمعنى [حَسْب] وبمعنى [يكفي]، نحو: [قَدْ زهيرٍ كتابٌ = حَسْبُ زهيرٍ كتابٌ] و [قَدْنِي درهمٌ = يكفيني درهمٌ].



* * *

نماذج فصيحة من استعمال [قد]

· ]قد نرى تقلُّبَ وجهكَ في السماء[ (البقرة 2/144)

[قد نرى]: الأصل أن تجيء [قد] مع الفعل المضارع للتقليل، نحو: [قد نسافر]. لكن لما كان فاعلُ الفعل المضارع في الآية هو اللّه تعالى - وكان تقليل الرؤية وكثرتها مما لا يجوز على الله!! - كان معنى [قد] في الآية، التحقيق. وتزداد المسألة وضوحاً بالتوقف عند قوله تعالى: ]قد يعلم اللهُ الذين يتسلّلون[ (النور 24/63)

فإنّ [قد] مع الفعل المضارع للتقليل أصلاً، ولكنّ تقليل العلم على الله تعالى محال، فامتنع اعتدادها للتقليل، وصحّ اعتدادها للتحقيق، استرشاداً بالقرائن.

· ومثل هذا طِبقاً، قولُه تعالى ]قد يعلم ما أنتم عليه[ (النور 24/64)

فالتقليل هاهنا ممتنع محال، واعتدادها للتحقيق، هو الموافق للعقل والمنطق، استرشاداً بالقرائن.

· قال الشاعر (ديوان امرئ القيس /225):

قد أشهدُ الغارةَ الشَّعواءَ تحملني جرداءُ معروقةُ اللَّحْيَيْنِ سُرحُوبُ

(الشعواء: المتفرّقة - الجرداء: الفرس القصيرة الشعر - المعروقة اللحيين: القليلة لحم الخدّين - سرحوب: طويلة مشْرِفة).

[قد أشهد]: الفعل مضارع، ومع المضارع تكون [قد] أصلاً للتقليل. لكنّ الشاعر هاهنا يفخر بأنه فارس مغوار، ومن كان هذا شأنه لم يفخر بقلّة غاراته، فبَطَلَ أن تكون [قد] للتقليل، وصحّ اعتدادها مع الفعل المضارع للتحقيق.

· ومثله قول عَبِيْد بن الأبرص (الديوان /49):

قد أترك القِرْنَ مُصْفَرّاً أناملُه كأنّ أثوابَهُ مُجَّتْ بفِرْصادِ

(القِرن: المثيل في الشجاعة - مُجّت: يريد أنها صُبغَت - الفِرصاد: التُّوت: شبّه الدم بعصارة التوت الحمراء)

فالشاعر يفتخر، ومع الفخر لا يكون التقليل. واسترشاداً بالقرائن والسياق تعتدّ [قد] في البيت مع الفعل المضارع للتحقيق.

· ]قد أفلح المؤمنون[ (المؤمنون 23/1)

[قد] في الآية للتحقيق، وذلك أنها متصلة بفعل ماض: [أفلح]. ومتى كان ذلك كذلك فهي للتحقيق، على المنهاج. ومنه طِبقاً قوله تعالى: ]قد سمع اللهُ قَولَ التي تجادلك[

(المجادلة 58/1)

· قال الشاعر يخاطب خالد بن عبد الله القسريّ (المغني /186):

أخالدُ قد - والله - أوطأتَ عشوةً .........................

(أراد: ركبتَ أمراً على غير تبيُّن).

وقد فصل بين [قد] والفعل بقَسَم: [واللهِ]. ومن المقرّر أنّ [قد] تلزم الفعل بغير فاصل. والنحاة يقولون في التعبير عن هذا: (قد مع الفعل كجزء منه فلا يُفصَل بينهما إلاّ بقَسَم). والذي أتى به الشاعر هنا، إنما هو استفادة من هذا الجواز. فقد فصل بينهما بالقسَم: [والله]، فيكون ما أتى به على المنهاج. ومنه قول الآخَر - طِبقاً - (المغني /186):

فقد - واللهِ - بَيَّنَ لي عَنائي بوشْكِ فراقهم، صُرَدٌ يَصيحُ

(الصرد: طائر، وقد أراد الشاعر أنّ صياح هذا الطائر كان شؤماً عليه ففارقه من يحبّهم).

ومثل ذلك أيضاً أنه سُمِع: [قد - لعَمْري - بِتُّ ساهراً] و [قد - واللهِ - أحسنتَ].



* * *

عودة | فهرس




--------------------------------------------------------------------------------

1- منع فريق من العلماء وقوع [لا] النافية بعد [قد]، أي: منعوا أن يقال مثلاً: [قد لا أفعل]. لكنّ هذا الفصل ورد في الشعر الجاهلي وأمثال العرب وكلام الفصحاء، مما يقطع بصحة هذا الاستعمال، ويُثبت أنّ منعه تحكُّمٌ على غير أساس.

السيد عبد الرازق 24-01-2009 09:29 PM

قَطُّ



قَطُّ: ظرفُ زمانٍ يختصّ بالماضي ويستغرقه، مبني على الضمّ. يسبقه في الاستعمال نفي أو استفهام نحو: [ما زارنا قطُّ] و [هل زارنا قطُّ؟](1) .



* * *



عودة | فهرس





--------------------------------------------------------------------------------

1- في تاريخ اللغة، أنّ [قطّ] كانت استعملت ساكنةَ الآخر بغير تشديد بمعنى [حسْب]، نحو: [قطْ زيدٍ درهمٌ = حسب زيدٍ درهم]، وبمعنى [يكفي]، نحو: [قطني درهمٌ = يكفيني درهمٌ].

أحمد السلامونى 25-01-2009 02:11 AM

أخى الحبيب الأستاذ السيد عبد الرازق :
اشتقت إليكم كثيرا وأرجو أن تلتمس لى عذر غيابى عنكم وأدعو الله ، أن ينفع بك وأن يمدك بمدده ويجزيك عن خدمة لغة القرآن كل الخير .

أحمد السلامونى 25-01-2009 07:41 PM

الأخ الحبيب الأستاذ : السيد عبد الرازق تحية طيبة لشخصكم الكريم لقد افتقتكم كثيرا ...
شكر الله لك جهدك المحمود فى هذه الدروس القيمة التى تنفع كل من يسعى لتعلم اللغة العربية لغة أهل الجنة ، فجزاك الله كل الخير ، وتقبل منى موفور الحب والود

السيد عبد الرازق 26-01-2009 11:22 PM

شكرا لك يا أبو حميد . أين أنت ؟ كنت أسأل عنك في نفسي ؟ حمدا لله علي سلامتك ؟
طال الغياب والعود أحمد . تحياتي لكم ومودتي وكامل تقديري .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السيد عبد الرازق 28-01-2009 10:31 PM

أسلوب الاستفهام وأغراضه الأدبية.
الجزء الثاني
إعراب أسماء الاستفهام









. إعراب أسماء الإستفهام: ( من ـ من ذا ـ ما ـ ماذا ).
1. ( ما ـ ماذا ) وتعربان: اسما استفهام مبنيان على السّكون يستفهم بهما عن غير العاقل، وعن حقيقة الشّيئ أو صفته مبنيّتان على السّكون في:

أ. في محلّ رفع مبتدأ وذلك:
ـ إذا جاء بعدها فعل لازم وكان الخبر جملة فعليّة مثل: " ما يسقط من السّماء ؟ ".
ـ إذا جاء بعدها فعل متعدٍّ استوفى مفعوله مثل: " ما أصاب الفريق الرّياضيَّ ؟ ".
ـ إذا جاء بعدها إسم نكرة هو المستفهم عنه مثل: " ما اسمك ؟ ".
ـ إذا جاءت بعدها جملة اسميّة مثل: " ما هو عددكم ؟ ".
ـ إذا جاءت بعدها شبه جملة (ظرف، جار ومجرور) مثل:" ما عندك ؟ ". " ما بداخل السّيارة ؟ ".
ـ إذا جاء بعدها فعل ناقص استوفى خبره كقوله تعالى: " ما كان ليقتل أخيه ؟ ".

ب. في محلّ نصب خبر مقدم :
ـ وذلك إذا جاء بعدها فعل ناقص لم يستوف خبره كقولك مثلا: " ماذا كانت نهايةُ المباراة ؟ ".
ماذا: اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب خبر مقدّم للفعل النّاقص .
أما إذا استوفى الفعل النّاقص خبره أعرب اسم الإستفهام مبتدأ.

ج. في محلّ نصب مفعول به:
ـ وذلك إذا جاء بعدها فعل متعدّ لم يستوف مفعوله كقول الشّاعر:
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ • زغب الحواصل لا ماء ولا شجر ؟.
د. في محلّ جر بالإضافة:
ـ وذلك إذا سبقها اسم نكرة يحتاج إلى تعريف مثل: " كتاب ماذا قرأت ؟ ".
ه. في محل جر اسم مجرور: وذلك إذا سبقت بحرف جر مثل : " بم اشتريت السّيارة ؟ ".
ملاحظة: يشترط حذف ألف (ما) مع حرف الجر، فإذا لم تحذف الألف كانت (ما) اسم موصول بمعنى الذي مثل: " حدّثني بما رأيت خلال الجولة ".

1.إعراب: (من ـ من ذا) : يستفهم بها عن العاقل تبنى على السّكون:
أ. في محلّ رفع مبتدأ:
ـ وذلك إذا جاء بعدها أسم نكرة كقول الشّاعر: إذا القوم قالوا: مَنْ فَتًى؟ خِلْتُ أنّني • عنيت فلم أَكْسَلْ وَلَمْ أَتَبَلّدِ.
ـ إذا جاء بعدها فعل لازم كقولك : " من حضر إلى المدرسة ؟ ".
ـ إذا جاء بعدها فعل متعدٍّ استوفى مفعوله كقوله تعالى: " من أنبأك هذا " ؟.
ـ إذا جاء بعدها اسم مستفهم عنه مثل: " من القادم ؟ ".
ـ إذا وليتها جملة اسميّة مثل: " من هو معلّمك ؟ ".
ـ إذا وليتها شبه جملة (ظرف أو جار ومجرور) مثل: " من عندك؟ ". و " من بداخل المنزل؟ ".
ب. في محلّ نصب مفعول به: إذا جاء بعدها فعل لم يستوف مفعوله مثل:" من أعددت لمقابلة الحسم؟.
ج. في محلّ جر اسم مجرور: إذا سبقت بحرف جر مثل: " بمن استعنت في أداء الواجب ؟ ".
د. في محلّ رفع خبر مقدّم: إذا استفهم بها عن اسم معرفة كقول الشّاعر:
قلت: من أنتم ؟ فصدّت وقالت: • أمبدٌّ سؤالك العالمينا.
ح. في محلّ نصب خبرا مقدّما:إذا جاء بعدها فعل ناقص لم يستوف خبره مثل: " من ذا كان يلعب ولا يؤدي واجباته ؟ ".
خ. في محلّ جر اسم مجرور: إذا سبقت بحرف جر كقلك: " بمن استعنت في تأديّة واجباتك ؟ ".
و. في محلّ جر بالإضافة: وذلك إذا سبقها اسم نكرة يحتاج إلى تعريف، أي حين يأتي قبلها اسم مضاف وتكون من مضاف إليه مثل: " كتاب من قرأت ؟ ".
كتاب: مبتدأ وهو مضاف. من: اسم موصول مبني على السّكون في محلّ جر مضاف إليه.
س. في محلّ رفع خبر مقدّم: وذلك إذا وقعت بعد اسم معرفة، وتلك المعرفة واقعة مبتدأ مثل: " من الطّارق على الباب ؟ ".

3 . إعراب (كيف). يستفهم بها عن حالة الشّيئ وتعرب اعتمادا على ما بعدها مبنيّة على الفتح في محلّ رفع، أونصب حسب موقعها في الجملة، أو جر كقول الشّاعر:
قال لي كيف أنت؟ قلت عليل • سهرٌ دائمٌ وحزنٌ طويلُ.
تعرب كيف:
1. في محلّ رفع خبر: وهذا في الحالات التّاليّة:
أ ـ إذا جاء بعدها مبتدأ أعربت كيف في محلّ رفع خبر مقدّم كقولك: " كيف حالك ؟ ". أو كقولك الشّاعر:
كيف السّلوُّ وكلُّ مَوْقِعِ لحْظَةٍ • أثرٌ لِفَضْلِكِ خالِدٌ بِإِزَائِي .
ـ خبر للفعل النّاقص وهذا إذا جاء بعدها فعل ناقص مثل: " كيف كنت ؟ ".
كيف: اسم استفهام مبني على الفتح في محلّ رفع خبر مقدّم.
ب ـ إذا جاء بعدها فعل ناقص لم يستوف خبره أعربت في محلّ نصب خبرا مقدّما للفعل النّاقص كقولك: " كيف كنت ؟ ".
كيف: استفهاميّة مبنيّة على الفتح في محلّ نصب خبركان مقدّم.
2. في محلّ نصب حال: إذا جاء بعدها فعل تام دال على حالة، ومعنى الجمله كامل وكان السّؤال عن هيئة الفاعل كقولك:" كيف كنت تصلي؟ ". لأنّ في جوابي أقول:" كنت أصلّي خاشعا ". وقولك: " كيف دخلت القسم ؟ ". تجيب:" دخلت الصف مسرعا ".
كيف: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال.
3. في محلّ نصب مفعول به ثانٍ أو ثالث : وذلك إذا جاء بعدها فعل متعدّ لمفعولين أصلهما مبتدأ وخبر، ولم يستوف مفعوله الثاني فتعرب مفعولا به ثانٍ مقدّم كقولك: " كيف وجدت الإمتحانَ ؟ ". أمّا إذا كان الفعل متعدٍّ إلى ثلاثة مفاعيل فيعرب مفعول به ثالث مثل: " كيفَ أعلمتَ زيداً الخبرَ ؟ ".
4. في محلّ نصب مفعولا مطلقا: إذا كان بعدها فعل تام، وكان السّؤال عن كيفيّة الفعل كقوله تعالى:" ألم تر كيف فعل ربّك بعادٍ..."؟. فالسّؤال ليس عن الفاعل بل عن كيفيّة فعله بالقوم المعتدين.

4. إعراب كم: تعرب اسم استفهام مبني على السّكون في محلّ :
• رفع مبتدأ : إذا جاء بعدها فعل لازم أو متعدّ استوفى مفعوله كقولك لزميلك:" كم بقيت على الشّاطئ ".
كم: استفهاميّة مبنيّة على السّكون في محلّ رفع مبتدأ. والجملة الفعليّة : " بقيت " من الفعل والفاعل في محلّ رفع خبر المبتدأ.
وقوله تعالى: " سل بني اسرائيل كم آتيناهم من آية بيّنة " ؟. كم: استفهاميّة مبنيّة على السّكون في محلّ رفع مبتدأ.
• في محلّ رفع أو نصب خبر مقدّم وذلك:
ـ إذا استفهم بها عن اسم معرفة كقولك: " كم عاما عمرُك َ؟ ".
كم: استفهاميّة في محلّ رفع خبر مقدّم، عاما: تمييزمنصوب، عمرك: مبتدأ مؤخر، مضاف ومضاف إليه.
ـ إذا جاء بعدها فعل ناقص لم يستوف خبره كقولك لزميلك: " كم كان عدد المتفرّجين ؟ ".
كم: استفهاميّة مبنيّة على السّكون في محلّ نصب خبر كان مقدّم. عدد: اسم كان مؤخر.
• في محلّ نصب مفعول به مقدّم :
ـ أذا جاء بعدها فعل متعدّ لم يستوف مفعوله كقولك: " كم شجرةً غرست ؟". شجرةً: تمييز.
• في محلّ نصب مفعول فيه:
ـ وذلك إذا استفهم بها عن ظرف كقولك: " كم يوما عملت، وكم ميلا جريت ؟ ".
• في محلّ نصب مفعول مطلق:
ـ إذا استفهم بها عن مصدر الفعل أو جاء بعدها لفظ مرّة مثل:" كم زيارةً زرت السّجين ؟ "،
وقولك: " كم مرّةً زرت السّجين ؟ ". كم: استفهاميّة مبنيّة على السّكون في محل نصب مفعول مطلق.

5. إعراب ( متى، أين، أنّى، أيّان ). تعرب دائما في محلّ نصب مفعول فيه.
• إعراب (متى): اسم استفهام مبني على السّكون في محلّ نصب مفعمل فيه متعلق بخبر محذوف.
ـ إذا جاء بعده اسم مثل قوله تعالى: " متى نصرُ الله " ؟.
ـ إذا تعلّق بخبر الفعل النّاقص أي إذا جاء بعدها فعل ناقص مثل: " متى كان عمرُ كسولاً ؟ ".
ـ إذا جاء بعده فعل تام مثل: " متى ذهبت إلى الحفلة ؟ ".
وكقول الشّاعر: متى يتأتّى في القلوب انتباهها • فينجابَ عنها رينها وجمودها ؟.
متى: استفهاميّة مبنيّة على السّكون في محلّ نصب مفعول فيه.

6. إعراب (أين): اسم استفهام يستفهم به عن المكان الذي حلّ فيه الشّي مثل: " أين حللت ؟ ".
إذا اتّصلت (من) بأين كان السّؤالا عن مكان بروز الشّيئ مثل: " من أين لك هذا ؟ ". وإذا سبقتهه (إلى) دلّ على مكان انتهاء الشّيئ مثل: " إلى أين أنت ذاهب ؟ "، وهو ظرف في الحالات كلّها ويعرب مفعولا فيه متعلّقا بخبر مقدّم إذا جاء بعده مبتدأ مثل: " أين معلّمك ؟ "، أو جاء بعده فعل تام مثل: " أين ذهبتم ؟ "، أو متعلّق بخبر الفعل النّاقص مثل:" أين كان معلّمكم ؟ ". قال قس بن ساعدة: " يا معشر إيّادٍ أين الآباء والأجداد ؟ ".
أين: استفهاميّة مبنيّة على الفتح في محلّ نصب مفعول فيه، متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخر الآباء.

7. إعراب(أنّى): اسم استفهام مبني على السّكون في محلّ نصب مفعول فيه مثل:" أنّى كان مولدك ؟".
أنّى: استفهاميّة مبنيّة على السّكون في محل نصب مفعول فيه، متعلّقة بخبر كان المحذوف.
تأتي أنّى بمعنى:
1 ـ كيف : كقوله تعالى: " أنّى يحيي هذه الله بعد موتها ؟ ".
2 ـ من أين : كقوله أيضا: " يا مريمُ أنّى لك هذه ؟ ".
3 ـ متى : كقولك: " زرني أنّى شئت ".

8. إعراب أيّان :اسم يستفهم به عن زمان المستقبل، تفيد التهويل كقوله تعالى:" أيّان يُبْعَثُون ؟
أيّان: اسم استفهام في محلّ نصب مفعول فيه (ظرف زمان). والتّقدير: يبعثون يوم القيامة.
ملاحظة: متى، أيّان، أين، أنّى، كيف: لا تقع أبدًا مبتدأ.

السيد عبد الرازق 28-01-2009 10:31 PM

9. إعراب (أيّ): اسم استفهام معرب، يستفهم به عن العاقل وغيره، يطلب به تعيين الشّيئ، لا يستعمل إلاّ مضافا، ويعرب بالحركات الظاهرة، يرفع بالضّمة، وينصب بالفتحة، ويجرّ بالكسرة ويأتي في عدّة أوجه منها :
•. في محلّ رفع مبتدأ:
ـ إذا جاء بعدها فعل لازم مثل: " أيُّ طالب ضحك في القسم ".
ـ إذا جاء ت بعدها شبه جملة (ظرف، جار ومجرور) مثل: " أيّ كتابٍ أمامك ؟ ". وقولك " أيّ تلميذٍ في القسم؟ ".
ـ إذا وليها فعل متعدٍّ استوفى مفعوله مثل: " أيُّ تلميذٍ كافأته ؟ ".
• في محلّ خبرمقدّم : إذا وليها اسم موقعه من الإعراب مبتدأ مثل: " أيٌّ المجتهد ؟ " أو " أيّ الطّلاب المجتهد ؟ ".
• في محلّ جر اسم مجرور: إذا اتصل بها حرف جر مثل: " بأيِّ حق تأكل مالَ اليتيم ؟ ".
• في محلّ نصب مفعول به: إذا وليها فعل متعدٍّ لم يستوف مفعوله مثل: " أيَّ طالبٍ كافأت ؟ ".
• في محلّ نصب مفعول مطلق: إذا أضيفت إلى مصدر من جنس الفعل بعدها أو معناه مثل: " أيَّ قعود تجلس ؟ ". وقولك: " أيَّ كلام تتكلّم ؟ ".
• في محلّ جر مضاف إليه: إذا تقدّمها اسم مثل: " على يد أيِّ معلّم تتعلّم ؟ ".
• مفعول فيه أو نائب ظرف زمان أو مكان: إذا أضيفت إلى ظرف زمان مثل: " أيَّ يوم سافرت ".
أيَّ: نائب ظرف زمان وهو مضاف؟. يوم: مضاف إليه.
وفي قولك: أيَّ بلد دخلت ؟.
أيَّ: نائب ظرف مكان وهو مضاف. بلد: مضاف إليه.
ملاحظة حول (أيُّ): قد تقطع (أيُّ) عن الإضافة فتنوّن، وتعرب كما لو كانت مضافة كقولك:" أيًّا من الأصدقاء تصاحب ؟ ".
أيًّا: اسم استفهام منصوب بالفتحة على آخره مفعول به. من الأصدقاء: جار ومجرور. تصاحب: فعل وفاعل.

ملاحظة عامة حول جرّ أسماء الإستفهام: تجرّ أسماء الإستفهام بحرف الجرّ في حالتين.
ـ إذا سبقت بحرف الجر كقول الشّاعر: بمن يثق الإنسان فيما ينوبه • ومن أين للحرّ الكريم صحاب ؟.
ـ إذا سبقها اسم مضاف في موضع المستفهم عنه مثل: " كتابُ من هذا ؟ ".
كتابُ: خبر مقدّم مرفوع بالضّمّة وهو مضاف. من: استفهاميّة مبنيّة على السّكون في محل جر مضاف إليه. هذا: ها: للتنبيه مبنية لا محلّ لها من الإعراب. ذا : اسم إشارة مبني على السّكون في محل رفع مبتدأ مؤخر.
وفي قولك: " كتابَ من استعرت ؟ ".
كتابَ : مفعول به مقدّم منصوب، وهو مضاف. من: اسم استفهام مبني على السّكون في محلّ جرّ مضاف إليه.
وقولك:" رئيسَ من كنت ؟ ". رئيسَ: خبر كان مقدّم منصوب بالفتحة وهو مضاف. من: استفهاميّة مبنيّة على السّكون في محلّ جرّ مضاف إليه.
تطبيق حول الدّرس: بيّن مما يلي طبيعة الإستفهام وغرضه:
1. قال أبو فراس: أراك عصيّ الدّمع شيمتك الصّبر • أما للهوى نهي عليك ولا أمر؟.
2. قال آخر: وهل داءٌ أمرُّ من التّنائي • وهل برؤٌ أتمّ من التّلاقي ؟.
3. قال البصيري: كيف ترقى رقيّك الأنبياء • يا سماءً ما طاولتها سماء.
4. قال تعالى: " هل أذلّكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ؟ ".
5. قال أبو تمّام: ما للخطوب طغت عليّ كأنّما • جهلت بأنّ نَدَاكَ بالمرصاد.
6. قال تعالى: " أفمن يمشي مكبّا على وجهه أهدى أم من يمشي سويّا على صراط مستقيم " ؟.
7. قال الشّاعر: أين من سادوا وشادوا وبنوا • هَلَكَ الكلَّ ولم تغْنِ القُلَلْ ؟.
8. قال آخر: من لي بتربيّة النّساء فإنّها • في الشّرق علّةُ ذلك الإخفاقِ ؟.
9. قال ابن الرومي: أيّ نومٍ من بعد ما حلّ بالبصرة • ما حلّ من هناتٍ عظام ؟.
أيّ نوم من بعد ما انتهك الزّنج • جهاراً محارم الإسلام ؟.
10. أمحمّد الفائز في المسابقة أم ابراهيم ؟.
11. أعصيرا شربت أم دواءا ؟.
12. من هو مكتشف العالم الجديد ؟.
13. قال تعالى : " متى نصر الله ؟ ". وقال أيضا : " كيف تكفرون بالله ؟ ".
14. قال شاعر: بم التّعلّل لا أهل ولا وطن • ولا نديم ولا كأس ولا سكنُ ؟.
15. وقال آخر: كيف الوصول إلى حماكِ • وليس لي في الأمر حيلة ؟.

السيد عبد الرازق 28-01-2009 10:33 PM

أسلوب الاستفهام وأغراضه الأدبية.
الجزء الأول










. أسلوب اللإستفهام:
• تعريف الإستفهام: الإستفهام أحد الأساليب الإنشائية الطّلبيّة يكون حقيقيا إذا طلب به معرفة شيئ كان مجهولا من قبل كقوله تعالى:" فلمّا نبّأها به قالت من أنبأك هذا، قال نبّأني العليم الخبير ؟ ". وقوله: " واتل عليهم نبأ إبراهيم إذْ قال لأبيه وقومه ما تعبدون ؟".
وقولك لآخر: مااسمك؟، أين تعمل ؟، متى أقبلت من السّفر ؟.

• أغراضه الأدبية: قد يخرج الإستفهام عن أصله إلى أغراض أدبيّة منها:
1. التّقرير كقول الشّاعر: ألم أكُ جاركم ويكون بيني • وبينكم المودّة والإخاء ؟.
2. التّمني كقول الشّاعر: ألا هل يجود الدّهر بعد فراقنا • فيجمعَنا، والدّهر يجري إلى الضّدّ.
3. النّفي كقوله تعالى: " ومن يغفر الدّنوب إلاّ الله ؟ ".
4. الشّكوى كقول الشّاعر: أتحسبني أنسى؟ وما زلت ذاكرا • خيانة دهري أو خيانة صاحبي.
5. العتاب كقول الشّاعر: يا أخي أين عهد ذاك الإخاء • أين ما كان بيننا من صفاء.
6. الحسرة كقول الشّاعر: فيا لهفي عليه ولهف نفسي • أيصبح في التّراب وفيه يمسي ؟.
7. التّحقير كقول الشّاعر: فدع الوعيد فما وعيدك ضائري • أطنين أجنحة الذّباب يضير ؟.
8. التوبيخ كقوله تعالى: " فأمّا الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم ".
9. الإنكار كقوله تعالى: " أغير الله تدعون ؟ ". وقوله أيضا " أقتلت نفسا زاكيّة بغير حق ؟.
10. التّعجّب كقوله تعالى: " وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ؟".
11. التّعظيم الشّاعر: أضاعوني وأيّ فتىً أضاعوا • ليوم كريهة وسِدادِ ثغرِ ؟
12. التّشويق كقله تعالى: " هل أتاك حديث الغاشيّة ؟". وقوله: " هل أذلّكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليمٍ ؟".
13. الفخر كقول المعرّي: وقد سار ذكري في البلاد فمن لهم • بإخفاء شمسٍ ضوؤها متكامل ؟.
14. التّهكم كقوله تعالى: " أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبدُ آباؤنا ؟".
15. الأستحالة كقول الشّاعر: أنشأ يمزّق أثوابي يؤدّبني • أبعد شيبي يبغي عندي الأدبا ؟.
16. الإستبطاء كقول المتنبّي: حتّى متى أنت في لهو وفي لعب • والموت نحوك يهوي فاتحا فاه.
17. الإيناس كقوله تعالى لموسى: " وما تلك بيمينك يا موسى ؟ ".
18. التّسوية كقوله تعالى: " سواء علينا أََوَعَضْتَ أم لم تكن من الواعظين ؟".
19. التّعجيز كقوله تعالى: " من ذا الذي يشفع عنده إلاّ بإذنه ؟ ".

. أسماء الإستفهام: 2 الإستفهام أحد الأساليب الأنشائيّة الطّلبيّة، ويعني طلب المعرفة بشيئ لم يكن معلوما من قبل كقولك لشخص غريب: " من أنت ؟، ومن أين أقبلت ؟، وأين حللت ؟، وكم سنةً غبت ؟ ".

. أدوات الإستفهام: للأستفهام حروف وأسماء.
• حروف الإستفهام: وهما الهمزة، وهل.
1. الهمزة: تستعمل للتّصور وهو إدراك المفرد تكون متبوعة بالمسؤول عنه ويذكر في الغالب معادل بعد أم مثل: " أأنت الفائز أم علي ؟ ". كما تستعمل للتّصديق وهو الإجابة بـ (نعم أو لا) عمّا يسأل عنه مثل: " أأعجبك الكتاب ؟ ".
2. هل: تستعمل للتّصديق ويمتنع معها ذكر المعادل مثل: " هل أعجبك الكتاب ؟ ".

• أسماء الإستفهام وهي: من، من ذا، ما، ماذا، متى، أيّان، أين، أنّى، كيف، كم، أيُّ.
1. من ـ من ذا: يطلب بهما تعيين العقلاء كقوله تعالى:" فمن ربّكما يا موسى؟". وقوله:" من ذا يشفع عنده إلاّ بإذنه ؟".
ومنه قول ناصيف اليازجي:
كلٌّ يعدُّ نفسَه نعم الفتى • فمن هو اللّئيمُ منّا يا ترى ؟.
ونحو قول محمّد العيد: حسبنا الله في الأمور و من ذا • هو كالله قاهرٌ غلاّبُ ؟.
2. (ما ـ ماذا) : يطلب بهما تعيين غير العقلاء: كقول مفدي زكرياء في تنديده بالأمم المتّحدة.
وما لهم نسوا للعدل، مجتمعا • أمْرُ الضِّعافِ به كفِّ مقتدِرِ ؟.
وقوله: إذا كان كفُّك غيرَ سَخِيٍّ • فماذا تفيد الدّموع السّخيّةُ ؟.
وقول الحطيئة:
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ • زغب الحواصل لا ماء ولا شجرُ ؟.
وقوله تعالى في سورة البقرة: " ماهيّ، ما لونها ؟.
3. متى: يطلب بها تعيين الزّمان ماضيا كان أو مستقبلا كقوله تعالى:" ويقولون متى هذا الوعد.."
وقول الشّاعر:
تهدّدنا وتوعدنا رويدا • متى كنّا لأمّك مُقْتَوينَا ؟.
4. أيّان: يستفهم به عن الزّمان في المستقبل كقوله تعالى: " يسأل أيّان يوم القيّامة ؟ ". وقوله:" يسألونك عن السّاعة أيّان مرساها ؟ ".
5. أين: يستفهم بها عن المكان كقول الشّاعر:
أين الأكاسرةُ الجبابرةُ الألى • كنزوا الكنوز فما بقيْنَ وما بقوا ؟.
6. أنّى: وتأتي في عدّة استعمالات:
1. تدلّ على الحال بمعنى (كيف): كقوله تعالى: " قال أنّى يُحي هذه الله بعد موتها ؟".
2. تأتي بمعنى (من أين) مثل: " أنّى لك هذا ؟ ".
3. تأتي بمعنى (متى) مثل: " أنّى جئت أصباحا أم مساءا ؟ ".
فهي إذاً يتغيّر إعرابها حسب معناها فتعامل معاملة (كيف، أين، متى).
7. كيف: يستفهم بها عن الحال كقول الشّاعر:
قال لي كيف أنت؟ قلت عليلُ • سهرٌ دائمٌ وحزنٌ طويلُ.
8. كم: يستفهم بها عن العدد كقوله تعالى: " قال قائل منهم كم لبثم ؟ ".
9. أيّ: اسم استفهام عام يستفهم به عن الإنسان والزّمان والمكان والحال والعدد ...وذلك على حسب ما تضاف إليه، هو معرب باالحركات كقوله تعالى: " أيّكم زادته هذه إيمانا "؟.
وقوله: " قل أيُّ شيئ أكبر شهادةً ؟ قل الله ". وقوله أيضا: " فأيَّ آيات الله تُنكرون ؟ ".
• ملاحظة:
1. أنّ أسماء الإستفهام لها حقّ الصّدارة في الكلام فتقع في أوّل الجملة.
2.أنّ أسماء الإستفهام كلّها مبنيّة إلاّ (أيّ) فهي معربة بالحرحات نصبا وجرّا وضمّا.

السيد عبد الرازق 29-01-2009 10:50 PM

الكاف

على وجوه ثلاثة:

الأول: اسم يفيد التشبيه، معناه معنى [مِثْل] ولذلك يُعرَب إعرابه، إذ هو بمنْزلته(1). وبعده مضاف إليه أبداً. ففي قولك: [خالدٌ كالأسد]:

[خالد]: مبتدأ. و[الكاف]: خبر المبتدأ في محل رفع. و[الأسد]: مضاف إليه.

الثاني: كاف الضمير، وتتّصل بالأسماء والأفعال، نحو: [رآك خالدٌ وكتابُكَ بيدكَ].

الثالث: كاف الخطاب، وهي حرف لا محل له من الإعراب، يلحق أسماء الإشارة نحو: [ذلكَ - ذلكِ - ذلكما...]، وضميرَ النصب المنفصل نحو: [إيّاكَ - إيّاكُما - إيّاكُم...].

* * *

نماذج فصيحة من استعمال الكاف

· قال المتنبي:

وما قَتَلَ الأحرارَ كالعفوِ عنهمُ ومَنْ لكَ بالحُرِّ الذي يَحْفَظُ اليَدا

[كالعفو]: الكاف اسم بمنْزلة [مثل]، فاعل لـ [قتل] في محل رفع. و [العفوِ]: مضاف إليه.

· قال تعالى: ]أَخْلُق لكم مِن الطّين كَهَيْئَةِ الطّير فأَنفُخ فيه فيكونُ طيراً[ (آل عمران 3/49)

[كهيئة]: الكاف اسم بمنْزلة [مثل]، مفعول به في محل نصب، و[هيئةِ]: مضاف إليه.

· قال العجاج (الخزانة 10/166):

يَضْحَكْنَ عَنْ كالبَرَدِ المُنْهَمِّ (الذائب)

[كالبردِ]: الكاف اسم بمنْزلة [مثل]، في محل جرّ بـ [عن]، و[البَرَدِ]: مضاف إليه.

· قال ذو الرّمة (الديوان 2/1210-1211):

أَبِيتُ على مَيٍّ حزيناً، وَبَعْلُها على كالنَّقا مِن عالجٍ يَتَبَطّحُ

(النقا: الكثيب من الرمل، عالج: موضع معروف).

[على كالنقا]: الكاف اسم بمنْزلة [مثل]، في محل جرّ بـ [على]، و[النقا]: مضاف إليه.

· قال النابغة الذبياني (الديوان /38):

فإنّكَ كالليلِ الذي هو مُدْركي وإنْ خِلْتُ أنَّ المُنْتَأى عنْكَ واسِعُ

[كالليل]: الكاف اسم بمنْزلة [مثل]، في محل رفع خبر [إنّ]، و[الليل]: مضاف إليه.



* * *



عودة | فهرس



--------------------------------------------------------------------------------

1- تسير كتب الصناعة على اعتداد الكاف مرةً حرف جر، ومرة اسماً بمعنى [مِثل]. ولما كان اعتدادها حرفاً يصدق في حال دون حال، وكان اعتدادها اسماً يصح ويصدق في كل حال، اطّرحنا حرفيّتها وأخذنا باسميتها. فهي اسم بمعنى [مِثل]، في كل موضع ترد فيه.

السيد عبد الرازق 29-01-2009 10:50 PM

كَأَنَّ



من الأحرف المشبهة بالفعل، تنصب الاسم وترفع الخبر، وتفيد التشبيه نحو: [كأنّ النجاحَ قريبٌ]. (انظر الأحرف المشبهة بالفعل).

- إذا خُفِّفَت أو اتّصلت بها [ما] الزائدة أُهملت فلم تعمَل، ودخلت على الجمل الاسمية والفعلية نحو:

[كأنْ فَوْزُ سعيدٍ محتومٌ]: خففت فأهملت ودخلت على جملة اسمية.

[وكأنْ قد هنّأناه بفوزه]: خففت فأهملت ودخلت على جملة فعلية.

[كأَنما خالدٌ مسافرٌ]: اتصلت بها [ما] فأهملت ودخلت على جملة اسمية.

[وكأنما يريد العودة]: اتصلت بها [ما] فأهملت ودخلت على جملة فعلية.

تنبيه: إذا دخلت المخففة على فعلٍ، وجب أن يفصل بينهما [قد] أو [لم] نحو: [كأنْ قد رضي زهيرٌ، وكأنْ لم يغضب].

* * *

نماذج فصيحة من استعمال [كأَنّ]

· ]كأنْ لم تغنَ بالأمس[ (يونس 10/24)

[كأنْ]: أصلها [كأنّ] مشددة، ثم خففت. والقاعدة أنها متى خفِّفت أهمِلت فلم تعمل، ودخلت على الجمل الاسمية والفعلية. ويشترط عند دخولها على فعلٍ أن يفصل بينها وبينه [قد] أو [لم]. وهو ما تراه متحققاً في الآية، فقد خففت فأهملت ودخلت على جملة فعلية، وفُصِل بينها وبين الفعل [تغن] بـ [لم].

· قال الشاعر (شرح ابن عقيل 1/391):

وصدر مشرق اللونِ كأنْ ثدياهُ حُقّانِ

[كأَنْ]: مخففة من [كأنَّ]، وقد دخلت على جملة اسمية مؤلفة من مبتدأ وخبر، فلم تعمل في أيّ منهما، فظلاّ مبتدأً وخبراً. وذلك أنها حين تخفف تهمل.

· ]كأنّما يساقون إلى الموت وهم ينظرون[ (الأنفال 8/6)

[كأنّما]: اتّصلت [ما] بـ [كأنّ]، فكفّتها عن العمل، فلم تنصب اسماً ولم ترفع خبراً، وذلك جرياً مع قاعدة أنها إذا اتصلت بها [ما]، أُهملت فلم تعمل، ودخلت على الجمل الاسمية والفعلية. وقولُه تعالى: [كأنما يساقون] من دخولها على الجمل الفعلية.

· قال النابغة الذبياني (الديوان / 89):

أفِدَ الترحُّلُ، غيرَ أَنّ رِكابَنا لمّا تَزُلْ برحالنا، وكأَنْ قَدِ

(أفد الترحّل: دنا الرحيل - الركاب: الإبل).

في البيت مسألتان:

الأولى: أنّ الأصل أنْ يقول الشاعر [لما تزُل برحالنا وكأنْ قد زالت]. غير أنه حَذَف كلمةَ: [زالت]. والقاعدة: أنّ ما يُعلَم جائزٌ حذفُه.

والثانية: أنّ الشاعر خفّف [كأنّ] فقال: [كأنْ]. والقاعدة: أنها متى خُفِّفت زال اختصاصها بالأسماء، فدخلت على الجمل الاسمية والفعلية. وقول النابغة [كأن قد...] من دخولها على الجمل الفعلية، ولا بد عند دخولها على فعلٍ، من أن يفصل بينهما [قد] كما في البيت، أو [لم].

· قال عمرو بن الحارث بن مُضاض (لسان العرب 13/109):

كأَنْ لم يكن بينَ الحَجونِ إلى الصَّفا أنيسٌ، ولم يَسمُرْ بمكّةَ سامِرُ

(الحجون والصفا: موضعان في مكّة).

خفّف الشاعر كلمة [كأنّ] فقال: [كأنْ لم يكن]، وقد ذكرنا آنفاً أنّها متى خُفِّفت زال اختصاصها بالأسماء فدخلت على الجمل الاسمية، وعلى الفعلية أيضاً. ولا بد عند دخولها على فعلٍ من أن يفصل بينهما [قد] أو [لم]. وهوشرط حقّقه الشاعر إذ أتى بـ [لم] فاصلةً بين [كأنْ] والفعل: [يكن].

· قال امرؤ القيس:

ولكنّما أسعى لمجدٍ مؤثّلٍ وقد يدرِك المجدَ المؤثَّلَ أمثالي

[لكنّما]: اتّصلت [ما] بـ [لكنّ] فكفّتها عن العمل، فدخلت على فعل [أسعى].

* * *



عودة | فهرس

السيد عبد الرازق 29-01-2009 10:51 PM

كأيِّنْ(1)

كأيّنْ: تفيد الكثرة، وتختص بالماضي. وفيها لغات، أشهرها: [كائِنْ].



أحكام:

¨ مبنية على السكون أبداً.

¨ لها الصدارة وبعدها اسم مفرد مجرور بـ [مِنْ]، يتعلق بها.

¨ يجوز الفصل بينها وبين شبه الجملة بعدها، نحو: [كائن ترى من ظالم يَحيق به ظلمه].

¨ إعرابها: يختلف إعرابها على حسب موقعها من العبارة(2). فتكون ظرفاً أو مفعولاً به أو مفعولاً مطلقاً أو مبتدأ إلخ... ودونك الأمثلة:

[كَأَيِّنْ مِن كتابٍ قرأت]: مفعول به. [كأيّن مِن ليلةٍ سهرت]: ظرف زمان.

[كأيّن مِن مِيلٍ مشيت]: ظرف مكان. [كأيّن مِن زيارةٍ زرناك]: مفعول مطلق.

فإن وقعت مبتدأً، فخبرُه حتماً جملة أو شبه جملة، فالجملة نحو: [كأيّن من كتاب صاحبني] وشبهها نحو: [كأيّن مِن كتابٍ عندي].

* * *


نماذج فصيحة من استعمال [كأين]

· ]وكأَيِّنْ مِنْ دابّةٍ لا تَحملُ رِزقَها اللّهُ يرزقُها وإيّاكم[ (العنكبوت29/60)

مِن أحكام استعمال [كأيّنْ] أن يتعلّق بها اسمٌ مفردٌ مجرور بحرف الجر [مِن]. وقد تحقق ذلك في الآية. والجار والمجرور متعلّقان بـ [كأيّن].

وفي الآية مسألة أخرى هي أنّ [كأيّن] مبتدأ، وجملة [لا تحمل رزقها] صفة لـ [دابّة] . وأما خبر المبتدأ فهو: جملة [اللهُ يرزقها].

والقاعدة أنّ [كأيّن] إذا وقعت في الكلام مبتدأً، كان خبرها حتماً جملةً - كما ترى في الآية - أو شبه جملة. والمعنى: [كثير من الدوابّ لا تحمل رزقها يرزقها الله]. وقولنا: [كثير من الدوابّ] إنما هو مِن معنى [كأيّن]، فإنها تفيد الكثرة.

· ]وكأيِّنْ مِن نبيٍّ قاتَل معه رِبِّيّون كثير[ (آل عمران 3/146)

[كأيّنْ]: مبتدأ، خبره جملة [قاتل]، وقد ذكرنا آنفاً أنّها حين تكون مبتدأً يكون خبرها حتماً جملة - كما ترى في الآية - أو شبه جملة.

· قال الشاعر:

وكائنْ-ترى- مِنْ صامتٍ لكَ مُعْجِبٍ زيادتهُ أوْ نَقْصُهُ في التكلُّمِ

يجوز الفصل بين [كائن] وشبه الجملة [من...]. ويُعدّ البيت شاهداً على ذلك. فقد فصل الشاعر، بين [كائن] وشِبه الجملة بعدها [مِن صامتٍ]، بكلمةِ: [ترى]. ومثلُه أيضاً في جواز هذا الفصل قول الآخر:

وكائن-رأينا- من فروعٍ طويلةٍ تموت إذا لم تُحْيِهِنَّ أصولُ

فقد فصل الشاعر بينهما بكلمةِ [رأينا]، وذلك جائز كما قدّمنا.

* * *

عودة | فهرس




--------------------------------------------------------------------------------

1- تُكتب: [كأيِّنْ]، وهو رسم المصحف، وتكتب: [كأيٍّ] أيضاً.

2- يسهل عليك إعرابها إذا تغافلت عنها وعن [مِن] بعدها، وجعلت إعرابَ الاسم الذي بعد [مِن] إعراباً لها، كما ترى: [كأين من كتاب قرأت: قرأت كتاباً (مفعول به)] و [كأين من ليلة سهرت: سهرت ليلةً (ظرف زمان)] و [كأيّن من مِيل مشيت: مشيت مِيلاً (ظرف مكان)]، و [كأيّن من زيارة زرتك: زرتك زيارةً (مفعول مطلق)]، و [كأيّن من كتاب صاحبني: كثيرٌ من الكتب صاحبني (مبتدأ)]، و [كأيّن من كتاب عندي: عندي كتابٌ (مبتدأ)].

السيد عبد الرازق 29-01-2009 10:52 PM

كَذَاْ

تأتي على وجهين:

الأول: أن تكون مؤلفةً من كلمتين هما: كاف التشبيه، واسم الإشارة: [كذا = ك + ذا] نحو قولك: [كذا أنا فارْضَ أو اغضبْ !!].

الثاني: أن تكون كلمةً واحدة، فيُكنى بها عن عدد، أو غير عدد، نحو: [اشتريت كذا وكذا كتاباً، من مكتبةٍ تقع بمكان كذا].

أحكام:

¨ إذا كُنِيَ بها عن عدد، افتقرتْ إلى تمييز منصوب، نحو: [اشتريت كذا كتاباً].

¨ تأتي في الكلام معطوفاً عليها، ومكررة، ومفردة، نحو: [اشتريت كذا وكذا كتاباً، ثمنها كذا كذا درهماً، وكذا فلساً].

¨ إذا كانت كلمة واحدة، أُعرِبَت على حسب موقعها من العبارة، فاعلاً أو مفعولاً أو مضافاً إليه إلخ(1) ...

* * *



عودة | فهرس



--------------------------------------------------------------------------------

1- إعرابها في نحو: [سافر كذا صديقاً]: فاعل، وفي نحو: [ودّعت كذا صديقاً]: مفعول به، وفي نحو: [مدرستنا بمكان كذا] مضاف إليه، وهكذا...

السيد عبد الرازق 29-01-2009 10:53 PM

كلّ



- تدخلها الألف واللام - خلافاً للأصمعيّ - فيقال مثلاً: [الكلّ حضروا]، كما يقال: [حضر كل القوم].

- الأصل أن يتلوها مضاف إليه، نحو: ]كلُّ نفسٍ ذائقةُ الموت] (1)، فإذا حُذِف نُوِّنَتْ، ومنه ]كلٌّ في فَلَكٍ يسبحون] (2).



¨ إعرابها:

لها في العبارة حُكْمُ ما تضاف إليه. فلو وُضِع المضاف إليه موضعها، لكان إعرابه هو إعرابَها(3).



¨ معناها:

معناها هو معنى المضاف إليه بعدها، إفراداً وتثنيةً وجمعاً وتذكيراً وتأنيثاً، سواء أكان مذكوراً أم محذوفاً(4) . ولذلك يعود الضمير إليها، على حسب ما يكون المضاف إليه في الحالات المذكورة(5).



تنبيه:

إذا كان المضاف إليه بعدها معرفةً، جازت المطابقةُ والإفرادُ فيقال مثلاً: [كلُّهم حضروا] و [كلُّهم حضر].

* * *

نماذج فصيحة من استعمال [كلّ]

· ]كُلُّ امرئٍ بما كسب رهينٌ[ (الطور 52/ 21)

[كل امرئ]: كل، معناها معنى ما تضاف إليه. وقد أضيفت في الآية إلى [امرئ] وهو مفرد مذكر، فكلّ إذاً مفرد مذكر. ومن هنا أن عاد الضمير إليها من الخبر مفرداً مذكراً: [رهين (هو) + كسب (هو)].

· ]كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ[ (آل عمران 3/185)

[كل نفس]: كل، معناها معنى ما تضاف إليه. وقد أضيفت في الآية إلى [نفس] وهي مفرد مؤنث، فكلّ إذاً مفرد مؤنث. ومن هنا أن عاد الضمير إليها من الخبر مفرداً مؤنثاً: [ذائقة].

· قال الشاعر:

وكلّ رفيقَي كلِّ رَحلٍ-وإنْ هما تعاطى القنا قوماهما-أَخَوانِ

[كل رفيقَيْ]: كل، معناها معنى ما تضاف إليه. وقد أضيفت إلى [رفيقَيْ] وهو مثنى مذكر، فكلّ إذاً مثنى مذكر. ومن هنا أن عاد الضمير إليها من الخبر مثنى مذكراً: [أخوان (هما)].

· قال الشاعر:

وكلُّ أناسٍ سوف تدخل بينَهمْ دُوَيْهِيةٌ تصفرُّ منها الأنامِلُ

[كل أناس]: أضيفت [كل] إلى [أناس] ومعناها جمع مذكر، ولما كان معنى [كل] هو معنى ما تضاف إليه، كان معناها جمعاً مذكراً. ولذلك عاد إليها الضمير من: [بينهم] ضميرَ جمعٍ مذكر.

· قال الشاعر:

وكلُّ مصيباتٍ تصيب فإنها سوى فرقةِ الأحبابِ هينةُ الخَطْبِ

[كل] أضيفت إلى [مصيبات]، وهي جمع مؤنث. ولما كان معنى [كل] هو معنى ما تضاف إليه، كان معناها جمعاً مؤنثاً. ولذلك عاد إليها الضمير من [تصيب] ضميرَ جمعٍ مؤنث. ونوجّه النظر إلى أن جمع ما لا يعقل وهو هنا [المصيبات] يجوز في ضميره الإفراد والجمع. أي: [هي = هنّ].

· [كلُّ أمتي يدخلون الجنة إلا من أَبَى] (حديث شريف) (فتح الباري 13/249)

[يدخلون]: فاعله الواو، ضمير لجمع المذكر، لأن معنى المضاف إليه: [أمتي] جمعٌ للمذكر. ولو أريد لفظُ كلمة: [أمّة] وهو مؤنث، لقيل: [كل أمتي تدخل (هي)]، فيعود الضميرالمؤنث: [هي] إلى [أمة] باعتبار تأنيث لفظها.

· V? V@ VA VB VC VD VE VF VG VH VI VJ VK VL VM VN VO VP VQ VR VS VT VU VV VW VX VY VZ V[ V\ V] V^ V_ V` Va Vb Vc Vd Ve Vf Vg Vh Vi Vj Vk Vl Vm Vn Vo Vp Vq Vr Vs Vt Vu Vv Vw Vx Vy Vz V{ V| V} V~ V V€ V V‚ Vƒ V„ V… V† V‡ Vˆ V‰ VŠ V‹ VŒ V VŽ V V V‘ V’ V“ V” V• V– V— V˜ V™ Vš V› Vœ V Vž VŸ V V¡ V¢ V£ V¤ V¥ V¦ V§ V¨ V© Vª V« V¬ V­ V® V¯ V° V± V² V³ V´ Vµ V¶ V· V¸ V¹ Vº V» V¼ V½ V¾ V¿ VÀ VÁ V Và VÄ VÅ VÆ VÇ VÈ VÉ VÊ VË VÌ VÍ VÎ VÏ VÐ VÑ VÒ VÓ VÔ VÕ VÖ V× VØ VÙ VÚ VÛ VÜ VÝ VÞ Vß Và Vá Vâ Vã Vä Vå Væ Vç Vè Vé Vê Vë Vì Ví Vî Vï Vð Vñ Vò Vó Vô Võ Vö V÷ Vø Vù Vú Vû Vü Vý Vþ Vÿ V!V!V!V!V!V!V!V!V!V !V !V !V !V !V!V!V!V!V!V!V!V!V!V!V!V!V!V!V!V!V !V!V !V!!V"!V#!V$!V%!V&!V'!V(!V)!V*!V+!V,!V-!V.!V/!V0!V1!V2!V3!V4!V5!V6!V7!V8!V9!V:!V;!V!V?!V@!VA!VB !VC!VD!VE!VF!VG!VH!VI!VJ!VK!VL!VM!VN!VO!VP!VQ!VR!V S!VT!VU!VV!VW!VX!VY!VZ!V[!V\!V]!V^!V_!V`!Va!Vb!Vc!Vd!Ve!Vf!Vg!Vh!Vi!Vj!Vk!Vl!Vm!V n!Vo!Vp!Vq!Vr!Vs!Vt!Vu!Vv!Vw!Vx!Vy!Vz!V{!V|!V}!V~! V!V€!V!V‚!Vƒ!V„!V…!V†!V‡!Vˆ!V‰!VŠ!V‹!VŒ!V!VŽ!V !V!V‘!V’!V“!V”!V•!V–!V—!V˜!V™!Vš!V›!Vœ!V!Vž!VŸ !V !V¡!V¢!V£!V¤!V¥!V¦!V§!V¨!V©!Vª!V«!V¬!V­!V®!V¯!V°!V ±!V²!V³!V´!Vµ!V¶!V·!V¸!V¹!Vº!V»!V¼!V½!V¾!V¿!VÀ!VÁ! VÂ!VÃ!VÄ!VÅ!VÆ!VÇ!VÈ!VÉ!VÊ!VË!VÌ!VÍ!VÎ!VÏ!VÐ!VÑ!VÒ !VÓ!VÔ!VÕ!VÖ!V×!VØ!VÙ!VÚ!VÛ!VÜ!VÝ!VÞ!Vß!Và!Vá!Vâ!V ã!Vä!Vå!Væ!Vç!Vè!Vé!Vê!Vë!Vì!Ví!Vî!Vï!Vð!Vñ!Vò!Vó! Vô!Võ!Vö!V÷!Vø!Vù!Vú!Vû!Vü!Vý!Vþ!Vÿ!V"V"V"V"V" V"V"V"V"V "V "V "V "V "V"V"V"V"V"V"V"V"V"V"V"V"V"V"V"V"V "V"V "V!"V""V#"V$"V%"V&"V'"V("V)"V*"V+"V,"V-"V."V/"V0"V1"V2"V3"V4"V5"V6"V7"V8"V9"V:"V;"V<"V="V>"V?"V @"VA"VB"VC"VD"VE"VF"VG"VH"VI"VJ"VK"VL"VM"VN"VO"VP" VQ"VR"VS"VT"VU"VV"VW"VX"VY"VZ"V["V\"V]"V^"V_"V`"Va"Vb"Vc"Vd"Ve"Vf"Vg"Vh"Vi"Vj"Vk"Vl"Vm"V n"Vo"Vp"Vq"Vr"Vs"Vt"Vu"Vv"Vw"Vx"Vy"Vz"V{"V|"V}"V~" V"V€"V"V‚"Vƒ"V„"V…"V†"V‡"Vˆ"V‰"VŠ"V‹"VŒ"V"VŽ"V "V"V‘"V’"V“"V”"V•"V–"V—"V˜"V™"Vš"V›"Vœ"V"Vž" VŸ"V "V¡"V¢"V£"V¤"V¥"V¦"V§"V¨"V©"Vª"V«"V¬"V­"V®"V¯"V°"V ±"V²"V³"V´"Vµ"V¶"V·"V¸"V¹"Vº"V»"V¼"V½"V¾"V¿"VÀ"VÁ" VÂ"VÃ"VÄ"VÅ"VÆ"VÇ"VÈ"VÉ"VÊ"VË"VÌ"VÍ"VÎ"VÏ"VÐ"VÑ"VÒ "VÓ"VÔ"VÕ"VÖ"V×"VØ"VÙ"VÚ"VÛ"VÜ"VÝ"VÞ"Vß"Và"Vá"Vâ"V ã"Vä"Vå"Væ"Vç"Vè"Vé"Vê"Vë"Vì"Ví"Vî"Vï"Vð"Vñ"Vò"Vó" Vô"Võ"Vö"V÷"Vø"Vù"Vú"Vû"Vü"Vý"Vþ"Vÿ"V#V#V#V#V# V#V#V#V#V #V #V #V #V #V#V#V#V#V#V#V#V#V#V#V#V#V#V#V#V#V #V#V #V!#V"#V##V$#V%#V&#V'#V(#V)#V*#V+#V,#V-#V.#V/#V0#V1#V2#V3#V4#V5#V6#V7#V8#V9#V:#V;#V<#V=#V>#V?#V @#VA#VB#VC#VD#VE#VF#VG#VH#VI#VJ#VK#VL#VM#VN#VO#VP# VQ#VR#VS#VT#VU#VV#VW#VX#VY#VZ#V[#V\#V]#V^#V_#V`#Va#Vb#Vc#Vd#Ve#Vf#Vg#Vh#Vi#Vj#Vk#Vl#Vm#V n#Vo#Vp#Vq#Vr#Vs#Vt#Vu#Vv#Vw#Vx#Vy#Vz#V{#V|#V}#V~# V#V€#V#V‚#Vƒ#V„#V…#V†#V‡#Vˆ#V‰#VŠ#V‹#VŒ#V#VŽ#V #V#V‘#V’#V“#V”#V•#V–#V—#V˜#V™#Vš#V›#Vœ#V#Vž#VŸ #V #V¡#V¢#V£#V¤#V¥#V¦#V§#V¨#V©#Vª#V«#V¬#V­#V®#V¯#V°#V ±#V²#V³#V´#Vµ#V¶#V·#V¸#V¹#Vº#V»#V¼#V½#V¾#V¿#VÀ#VÁ# VÂ#VÃ#VÄ#VÅ#VÆ#VÇ#VÈ#VÉ#VÊ#VË#VÌ#VÍ#VÎ#VÏ#VÐ#VÑ#VÒ #VÓ#VÔ#VÕ#VÖ#V×#VØ#VÙ#VÚ#VÛ#VÜ#VÝ#VÞ#Vß#Và#Vá#Vâ#V ã#Vä#Vå#Væ#Vç#Vè#Vé#Vê#V size="6">كلُّكم هداة للخير، وكلكم داعون إليه.

[هداة - داعون]: كلاهما جمع مذكر، لأن المضاف إليه: [كم] ضميرٌ لجمع المذكر(6).

· ]قل كُلٌّ يعمل على شاكلته[ (الإسراء 17/84)

حُذِف المضاف إليه بعد [كلّ] فنُوِّنَتْ، والأصل: [كلّ أحدٍ يعمل]. وفاعلُ [يعمل (هو)] ضمير للمفرد المذكر، لأن المضاف إليه المحذوف [أحد] مفرد مذكر.

· ]وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كُلٌّ في فلك يَسْبحون[

(الأنبياء21/ 33)

حُذف المضاف إليه بعد [كلّ] فنُوِّنتْ، والأصل: كلّ هؤلاء يسبحون. وفاعلُ [يسبحون] هو الواو، ضمير لجمع المذكر، لأن المضاف إليه المحذوف [هؤلاء] لجمع المذكر.

· ]وكُلاًّ ضربنا له الأمثال[ (الفرقان 25/ 39)

حُذِف المضاف إليه فنُوِّنت [كلّ]، والأصل: [وكلّ إنسان ضربنا له الأمثال].

· ]فسجد الملائكة كُلُّهُمْ أجمعون[ (ص 38/ 73)

[كل] في الآية توكيدٌ للملائكة، لأنّها تعرب على حسب موقعها من العبارة.

· قال الشاعر:

إذا المرءُ لم يَدْنَس من اللؤم عِرضهُ فكلُّ رداءٍ يرتديهِ جميلُ

[كل]: إعرابها على حسب موقعها من البيت: مبتدأ، خبره [جميل].

· ]قد علم كُلُّ أناس مشربهم[ (البقرة 2/60)

[كل]: فاعل لـ [عَلِمَ].

· ]وإنْ يَرَوْا كُلَّ آية لا يؤمنوا بها[ (الأنعام 6/25)

[كل]: مفعول به.

· ]فلا تميلوا كُلَّ الْمَيْل فتذروها كالمعلقة[ (النساء 4/129)

[كل]: مفعول مطلق. وضابطُ ذلك أن تكون [كلّ] مضافةً إلى المصدر كما ترى هاهنا. ونذكّر بأننا قلنا في تضاعيف البحث: [كل] لها حكم ما تضاف إليه، فلو وضع المضاف إليه موضعها لكان إعرابه هو إعرابَها. وتطبيقاً لذلك يكون إعرابها مفعولاً مطلقاً، لأن [الميل] مِن [لا تميلوا ميلاً] هو مفعول مطلق.

* * *



عودة | فهرس





--------------------------------------------------------------------------------

1- آل عمران 3/185

2- (الأنبياء 21/33). لولا الحذف لكان يقال:[كلُّ هؤلاء (أي: الشمس والقمر والنجوم) في فلكٍ يسبحون].

3- فهي: فاعل إن أضيفت إلى فاعل، نحو: [جاء كلُّ الناس = جاء الناسُ]، ومفعولٌ مطلق إن أضيفت إلى مفعول مطلق، نحو: [لا تُفْرِطْ كلَّ الإفراط = لا تفْرِطْ إفراطاً]، وظرفٌ إن أضيفت إلى ظرف، نحو: [سهرت كلَّ الليل = سهرت الليل] وهكذا ...

4- ذلك أن المضاف إليه بعد [كلّ] إذا كان محذوفاً فإنه يُقدَّر، فكأنه مذكور.

5- ففي التذكير والإفراد والتثنية والجمع: كلُّ طالبٍ يجتهد - كلُّ طالبين يجتهدان - كلُّ الطلاب يجتهدون

&nb

السيد عبد الرازق 29-01-2009 10:55 PM

كِلاَ وكِلْتَا(1)



اسمان لفظُهما مفرد، ومعناهما مثنّى(2). ولذلك يجوز مراعاة لفظهما أو معناهما، نحو: [كلا الطالبين مجتهدٌ، وكلا الطالبين مجتهدان].



الأحكام:

¨ يعربان على حسب موقعهما من العبارة: فاعلاً أو مفعولاً أو توكيداً(3) إلخ...

¨ يلزمان الإضافة أبداً إلى مثنّىً معرفةٍ، نحو: [نجح كلا الطالبَيْن، فهنّأت كليهما].

¨ إذا أُضيفتا إلى اسمٍ ظاهر، عوملتا معاملة الاسم المقصور، فقُدِّرت الحركات الثلاث على ألفهما، كما تقدَّر على ألف العصا والفتى، نحو: [سافر كلا الرجلين، فودّعت كلا الرجلين، ووثِقت بكلا الرجلين].

وإذا أُضيفتا إلى ضمير، عوملتا معاملة المثنى، فتُرفعان بالألف، وتُنصبان وتُجرّان بالياء، نحو: [عاد كلاهما، فاستقبلت كليهما، وسلّمت على كليهما].



فائدة: الأصل أنّ [كلا] للمذكّر و [كلتا] للمؤنث، ولكن قد تُستعمل [كلاهما] للمؤنث فيقال مثلاً: [نجحت الطالبتان كلاهما]. قال هشام بن معاوية:

يَمُتُّ بقُربى الزينبين كليهما إليكَ وقُربى خالدٍ وحبيبِ

وكان الأصل أن يؤنّث فيقول: [كلتيهما]. ولكنه أوقع المذكّر موقع المؤنث فقال: [كليهما]، وذلك جائز.

* * *

نموذج فصيح يقاس عليه

· ]كِلْتا الجَنَّتَينِ آتَتْ أُكُلَها[ (الكهف 18/33)

[كِلتا]: لفظها مفرد، ودليل ذلك أنها لا تثنى ولا تُجمع. فليس في اللغة [كليان أو كلوان]، ولا [كلتيان] ولا [كلتيات].

ثم هاهنا دليل آخر على أن لفظها مفرد، هو أن خبرها جاء بصيغة المفرد، فقيل: [آتَتْ]؛ ومن المقرر أن المفرد يُخبَر عنه بالمفرد، فلا يصحّ أن يقال مثلاً: [التلميذان قصيرٌ].

ثم لو رُوعِيَ معنى [كلتا] وهو مثنى، لقيل: [آتتا] وهو في العربية جائز غير معيب. لكنْ لمّا لم يُرَد معناها، بل أريد لفظها وهو مفرد، أُتِيَ بالخبر هنا مفرداً.

وتبقى في الآية مسألتان:

الأولى: أنّ [كلا و كلتا] يلزمان الإضافة أبداً إلى مثنى معرفة، وذلك متحقق في الآية، إذ أُضيفت [كِلتا] إلى كلمةِ [الجنّتين] وهي مثنى معرَّف بـ [ألـ].

والثانية: أنّ [كلتا] مبتدأ مرفوع بضمة مقدَّرة على الألف، وذلك أنّ [كلا وكلتا] إذا أُضيفتا إلى اسم عوملتا معاملة الاسم المقصور، فقُدِّرت العلامات الثلاث على ألفهما كما تقدّر على ألف [العصا والفتى] كما جاء في الآية. وأما إذا أُضيفتا إلى ضمير فإنهما تعاملان معاملة المثنى، فتُرفعان بالألف، وتُنصبان وتُجَرّان بالياء.



* * *



عودة | فهرس




--------------------------------------------------------------------------------

1- قد نجتزئ خلال البحث، بالكلام على إحداهما، إيجازاً. إذ هما متساويتان في كل حُكْم، ماعدا أنّ [كِلا] للمذكّر، و [كِلتا] للمؤنث.

2- اعتدّوا لفظهما مفرداً، لأنّه لا يثنى ولا يُجمَع. فليس في اللغة مثلاً: [كِليان] أو [كِلوان]، ولا [كِلتيان]، ولا [كِلتيات]. وأما أنّ معناهما مثنى فلقولهم مثلاً: [درس خالدٌ وزهيرٌ فنجح كلاهما].

3- [كِلا]: في [جاء كلاهما] فاعل، وفي [رأيت كليهما] مفعول به، وفي [سافر المعلّمان كلاهما] توكيد، وفي [سلّمت على كليهما] اسم مجرور بـ [على] وهكذا...

السيد عبد الرازق 29-01-2009 10:56 PM

كَلاّ

لها معانٍ، منها:

¨ الزَّجْر: ومنه قوله تعالى: ]واتَّخَذوا من دون اللهِ آلهةً ليكونوا لهم عزّاً كلاّ سيكفُرون بعبادتهم[ (مريم (19/81-82)

¨ والنفي، بمعنى: [لا]، ومنه قول الشاعر (اللسان 11/597):

قريشٌ جهازُ الناس حيّاً ومَيِّتاً فمَن قال: كلاّ، فالمكذِّبُ أكذَبُ

¨ والاستفتاح، بمعنى: [أَلاَ]، ومنه قوله تعالى: ]اِقرأْ وربُّك الأكرم. الذي علّم بالقلم. علّم الإنسان ما لم يعلم. كلاّ إنّ الإنسان ليطغى[ (العلق 96/3-6)

¨ وبمعنى: [حقّاً] ومنه قوله تعالى: ]كلاّ إنّ كتابَ الأبرار لَفِي عِلِّيِّين[

(المطففين 83/18)



حُكْم: إذا تَلَتْها [انّ] كانت همزتها مكسورة: [إنّ]، وقد تقدّم من أمثلة ذلك: [كلاّ إنّ الإنسان...] و[كلاّ إنّ كتابَ...].



* * *



عودة | فهرس

السيد عبد الرازق 29-01-2009 10:56 PM

كلَّما



أداة مؤلفة من [كلّ] و [ما]. وتُجمِع كتب الصناعة على أنّ [كلّ] منصوبة على الظرفية. وأمّا [ما] فمصدرية ظرفية. فالمعنى في قوله تعالى: ]كلَّما دخلَ عليها زكريّا المحراب وجد عندها رِزْقاً[ (آل عمران 3/37) هو: كلَّ وقتِ دخول:

[كلَّ]: ظرف زمان منصوب وهو مضاف، متعلق بالجواب المعنوي (1) الذي هو [وَجَدَ].

[ما]: مصدرية ظرفية. والمصدر المؤول منها ومن الفعل بعدها في محل جرّ مضاف إليه(2).



حكم:

تدخل [كلّما] على الفعل الماضي، وتفيد التكرار، ولا بدّ لها من جواب.

* * *


عودة | فهرس




--------------------------------------------------------------------------------

1- قلنا: [الجواب المعنوي]، كي لا يُظَنَّ أنّ المراد هو جواب شرط.

2- يقول بعض الناس في أيامنا هذه، مثلاً: [كلما درسَ فلانٌ كلما زادت فرصُ نجاحه]؛ وهو خطأ يسهل تصحيحه، بأنْ تُحذَف [كلما] الثانية.

السيد عبد الرازق 29-01-2009 10:57 PM

[كَمْ] الاستفهاميّة(1)



اسمٌ غامض مبهم، مبنيٌّ على السكون، يُستفهم به عن العدد، نحو: [كم طالباً نجح؟]. وتفتقر دوماً إلى موضِّح(2) يُزيل إبهامها وغموضها، ولها حكمٌ واحد، وأمّا الموضِّح، الذي يُزيل إبهامها وغموضها فله أربعة أحكام.



أوّلاً: حكمُها:

لها الصدارة، فلا يتقدّم عليها إلاّ حرفُ جرّ أو مضافٌ، نحو: [بكم درهماً اشتريت الخاتَم؟] و [رأيَ كم خبيراً أخذت؟](3) .

ثانياً: أحكامُ الاسم الذي يوضِّحها:

لا يكون إلاّ نكرةً مفرداً منصوباً، كما جاء في الأمثلة الثلاثة آنفاً: [طالباً - درهماً - خبيراً] ويُعرَب تمييزاً.

ويجوز جرّه بـ [مِن]، إذا جُرَّتْ هي بحرف جرّ، نحو: [بكم مِنْ درهمٍ اشتريتَ الكتاب؟].

ويجوز فصله عنها نحو: [كم عندك كتاباً؟] و[كم اشتريتَ كتاباً؟](4).

ويجوزحذفه للعلم به (وحذفُ ما يُعلَم جائز)، نحو: [كم ... لبثتُم؟ = كم يوماً لبثتم؟].

تنبيه:

يقترن البدل بعدها بالهمزة، نحو: [كم كتاباً اشتريت؟ أخمسةً أم عشرة؟].



ملاحظة:

تجد نماذج استعمال [كم] الاستفهامية مع نماذج [كم] الخبرية. وإنما فعلنا ذلك ليكون التقابل والتلاقي والتباين، أعون على الجلاء والوضوح.



* * *



عودة | فهرس



--------------------------------------------------------------------------------

1- إعراب [كم] الاستفهامية و [كم] الخبرية سواء. ويَسهُلُ إعرابهما، إذا تغافل المرء عنهما، وجعل إعرابهما هو إعراب الاسم الذي بعدهما؛

ففي نحو: [كم ساعةً انتظرتَ ؟] و [كم ساعةٍ انتظرتَ !!] يُتغافَل عن [كم] فيبقى [ساعةً انتظرت]، فتُعرب [كم] إعراب [ساعةً] أي: ظرف زمان.

وفي: [كم كتاباً قرأتَ ؟] و [كم كتابٍ قرأتَ !!] يُتغافَل عنهما فيبقى [كتاباً قرأت]، فتُعرب [كم] إعراب [كتاباً] أي: مفعولاً به. وهكذا...

2- تسمّيه كتبُ الصناعة: (المميِّز)، وهي نسبة تلتبس بكلمة (التمييز) فتُنشئ تشويشاً، وقد استعملنا مكانها كلمةَ: (الموضِّح) لصحّتها ولما تنفيه من اللبس والتشويش.

3- تقدُّمُ حرف الجرّ والمضاف عليها، لا ينافي تصديرَها، لأنّ كلاًّ من الجارّ والمجرور معاً، والمضاف والمضاف إليه معاً، كالكلمة الواحدة.

4- [كم]: في العبارة هي المفعول به. و [كتاباً]: تمييز .

السيد عبد الرازق 29-01-2009 10:58 PM

[كَمْ] الخبريّة(1)



اسمٌ غامض مبهم، مبنيٌّ على السكون، يُكنى به عن التكثير نحو: [كم مِنْ كتابٍ عندك !!]، و[كم كتابٍ عندك !!] وتفتقر دوماً إلى موضِّح(2) يُزيل إبهامها وغموضها، ولها حُكْمٌ واحد، وأما الموضِّح الذي يُزيل إبهامها وغموضها فله ثلاثةُ أحكام.



¨ أوّلاً: حُكمها:

لها الصدارة، فلا يتقدَّم عليها إلاّ حرفُ جرٍّ أو مضافٌ، نحو: [إلى كم بلدٍ سافرت !!] و[قراءةَ كم كتابٍ أَتممت !!].



¨ ثانياً: أحكامُ موضِّحها:

لا يكون إلاّ مجروراً بـ [مِن]، ظاهرةً أو مقدَّرة، سواء أَفَصَلَ فاصلٌ بينهما أم لم يفصل. فظهورُها نحو: [كم مِنْ كتابٍ قرأتُ !!]، وتقديرُها نحو: [كم كتابٍ قرأتُ !!]. (أي: كم من كتاب قرأتُ!!)

يجوز إفرادُه ويجوز جمعه، نحو: [كم كتابٍ عندك !!] و [كم كتبٍ عندك!!]. وهو واجبُ التنكير في كل حال.

يجوز حذفُه للعِلمِ به، نحو: [كم ذكرناك وأنت غائب !! = كم مرّةٍ ذكرناك وأنت غائب!!].

* * *

نماذج فصيحة من استعمال [كم] استفهاميةً وخبريّة(3)

· قال القطاميّ (الديوان - ليدن - عام 1902 - صفحة / 6):

كم نالني منهمُ فضلٌ على عدمٍ إذ لا أكاد من الإقتار أَحتملُ

[كم]: في البيت خبرية، تفيد التكثير. أي: كم مرةٍ نالني منهم المعروف!!. و[فضلٌ: فاعلُ نالني]، وأما الموضِّح: [مرةٍ] فمحذوف، وحذفه فاشٍ في التنْزيل العزيز وفي الشعر والنثر. وسيأتيك منه نماذج، عن قريب.

· قال الفرزدق، يهجو جريراً:

كم عَمَّةٍ لكَ يا جريرُ وخالةٍ فَدْعاءَ، قد حلَبَتْ عليَّ عِشاري

(فدعاء: في رسغها اعوجاج من كثرة الحَلْب. العِشار: جمع عُشَراء، وهي الناقة التي مضى على حملها عشرة أشهر. يريد أنّ عمات جرير وخالاته يحلبن نياقَ الشاعر لهوانهنّ).

[كم عمّةٍ لك]: كم، في البيت خبرية، تفيد التكثير. والشاعر يريد أنّ كثيراً منهنّ قد حلبن نياقه. و[عمّة] موضِّح [كم] مجرورٌ بـ [مِنْ] مقدّرة. فـ [كم عمةٍ = كم مِنْ عمةٍ]. وإذا كانت [كم] خبرية، جاز أن يكون موضِّحها مفرداً، أو جمعاً. وهو في البيت مفرد.

ومثله في الإفراد قول الشاعر (شرح الأشموني 2/384):

وكم ليلةٍ قد بِتُّها غيرَ آثِمٍ .........................

[كم ليلةٍ]: كم خبرية، موضِّحُها [ليلةٍ]، مجرور بـ [مِنْ] مقدَّرة: [كم ليلةٍ = كم مِن ليلةٍ]. وقد قلنا آنفاً: إذا كانت [كم] خبرية، جاز أن يكون موضِّحُها مفرداً، أو جمعاً. وهو في البيت مفرد.

· قال الشاعر (شرح الأشموني 2/384):

كم ملوكٍ بادَ مُلْكُهمُ ونعيم سُوْقةٍ بادُوا

(بادَ: هلك. سوقة: جمع سوقيّ، وهم دون الملك).

[كم ملوكٍ]: كم، خبريّة تفيد التكثير، أراد أن كثيراً منهم كذلك. و[ملوكٍ] موضِّح [كم] مجرورٌ بـ [مِنْ] مقدّرة. فـ [كم ملوكٍ = كم مِنْ ملوكٍ]. وإذا كانت [كم] خبرية، جاز أن يكون موضِّحها مفرداً، أو جمعاً. وهو في البيت جمع.

· ]وكم مِنْ مَلَكٍ في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئاً[ (النجم53/26)

[كم مِنْ ملكٍ]: كم، خبريّة تفيد التكثير، و[ملكٍ] موضِّح، [كم] مجرور بـ [مِنْ] ظاهرة. وإذا كانت [كم] خبرية، جاز أن يكون موضِّحها مفرداً، أو جمعاً. وهو في الآية مفرد. ومثل هذا طِبقاً قولُه تعالى: ]وكم مِن قريةٍ أهلكناها[ (الأعراف 7/4) فـ [كم] خبرية، و[قريةٍ] موضِّحها. وهو مفرد مجرور بـ [مِنْ] ظاهرة.

· قال الشاعر (معاهد التنصيص 1/148):

كم عالمٍ لم يَلِجْ بالقَرع بابَ مُنىً وجاهلٍ قبلَ قرع الباب قد وَلَجا

[كم عالمٍ]: كم، في البيت خبرية، تفيد التكثير، أراد أن كثيراً من العلماء كذلك. و[عالمٍ] موضِّح [كم] مجرور بـ [مِنْ] مقدّرة. فـ [كم عالمٍ = كم مِنْ عالمٍ]. ومثل ذلك مبنىً ومعنىً قول الآخَر:

كم عالمٍ عالمٍ أَعْيَتْ مذاهبُهُ وجاهلٍ جاهلٍ تلقاه مرزوقا

· ]كم تركوا مِنْ جَنّاتٍ وعُيون[ (الدخان 44/25)

[كم]: خبرية تفيد التكثير؛ موضِّحها [جنّات] مجرور بـ [مِن] ظاهرة. ويُلاحَظ الفصلُ بينها وبين موضِّحها بجملة هي: [تركوا]، وذلك جائز.

· قال المتنبي (الديوان 4/143):

إلى كم تَرُدّ الرسْلَ عمّا أتَوا بهِ كأنّهمُ فيما وَهَبْتَ مَلامُ

(يريد أن سيف الدولة يردّ رُسُلَ ملك الروم الذين يأتون في طَلَب الهدنة، كما يردّ مَن يلومونه على سخائه وكرمه).

[إلى كم]: الذي نريده من هذا البيت شيئان:

الأول: إيراد نموذج فصيحٍ، فيه إدخال حرف الجرّ على [كم]. وذلك أنّ [كم] لها الصدارة - سواء أكانت استفهاميةً أم خبرية - فلا يتقدّم عليها إلاّ حرف جرٍّ (فتكون في محلّ جرٍّ به)، أو مضافٌ (فتكون في محلّ جرٍّ مضاف إليه).

والثاني: إظهار القارئ على أنّ موضِّح [كم] محذوف، ويأتي ذلك كثيراً في الكلام: شعراً ونثراً. وقد نوّه بذلك مجمع اللغة العربية بالقاهرة، (في دورته /51 لعام 1985) وأوصى بإذاعته في الأمة، وذلك قوله: [لمّا كان جمهرة النحاة لا يُصرّحون بجواز الحذف في كلا الاستعمالين (أي: استعمال كم الاستفهامية والخبرية)، وكانت كتب القواعد التعليمية تُغفل ذلك؛ ترى اللجنة ضرورة النصّ على ذلك تعويلاً على المأثور في الفصيح، وعلى ما ذكره بعض النحاة ...](4).

· ]قال كم لبثتَ قال لبثتُ يوماً أو بعضَ يوم[ (البقرة 2/259)

[كم لبثتَ؟]: [كم] في الآية استفهامية. وفيها شاهد على حذف موضِّح [كم]. إذ لولا الحذف لقيل: [قال كم يوماً لبثتَ؟].

· قال معن بن أوس (مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق60/388):

وكم علّمتُهُ نظْمَ القوافي فلمّا قال قافيةً هجاني

[كم علّمتُه]: [كم] في البيت خبرية تفيد التكثير؛ وقد حُذِف موضِّحُها، ولو لم يُحذَف، وأعان الوزن على ذكره، لقال الشاعر: [كم مرّةٍ علّمته نظم القوافي!!].

· قال جعفر بن عُلْبة الحارثيّ (شرح ديوان الحماسة 1/47):

ولم نَدْرِ إنْ جِضْنا من الموت جَيْضَةً كم العمرُ باقٍ والمدى متطاوِلُ

(جاض عن عدوّه: عَدَلَ وانحرف)

[كم]: هي الاستفهامية، موضِّحها منصوب محذوف، ولو ذُكِر لقيل: [كم يوماً العمرُ باقٍ؟]. و[العمرُ]: مبتدأ، والخبر [باقٍ]: اسم منقوص مرفوع والأصل: [باقي] ثم حُذِفت الياء تخفيفاً.

· قال الجاحظ (البيان والتبيين 3/89):

[انظرْ - أبقاك اللهُ - في كم فنٍّ تصرَّف فيه ذكرُ العصا من أبواب المنافع والمرافق!! وفي كم وجهٍ صرّفته الشعراءُ وضُرِب به المثل!!].

[في كم فنٍّ] ومثله طِبقاً: [في كم وجهٍ]: هاهنا مسألتان:

الأولى: أنّ [كم] لها الصدارة، فلا يتقدّم عليها إلاّ حرف جرّ، أو مضاف. وفي العبارتين تقدّم عليها حرف الجرّ [في].

والثانية: مجيء الموضِّح بعدها مجروراً على المنهاج. وإنما يُجَرّ موضِّحها بـ [مِنْ] ظاهرةً أو مقدّرة. أي: [كم مِنْ فنٍّ وكم من وجهٍ]، وقد جُرّ بها مقدّرةً في الموضعين.

· قال عليّ-كرّم اللهُ وجهه-في ذمّ الدنيا (نهج البلاغة - د. الصالح /165):

[كم من واثقٍ بها قد فَجَعَتْه، وذي طمأنينة إليها قد صرعتْه].

[كم]: خبرية، موضِّحها مجرور بـ [مِن] ظاهرة. ولو حُذِفت [مِنْ] فقيل: [كم واثقٍ بها قد فجعته] لَجاز. وذلك أن موضِّحها يجوز أنْ يُجَرّ بـ [مِنْ] ظاهرة، أو مقدّرة. وقد جُرَّ بها مقدّرةً هاهنا في الموضعين.

· قال مُحَلِّم بن فراس يرثي (البيان والتبيين 2/272):

كم فيهمُ لو تملَّينا حياتَهمُ مِن فارسٍ يومَ رَوْعِ الحيِّ مِقدامِ

[كم من فارسٍ]: [كم]، خبرية يُقصد بها التكثير، وقد جُرَّ موضِّحُها وهو [فارس]، بـ [مِنْ] ظاهرة، على المنهاج.

* * *



عودة | فهرس



--------------------------------------------------------------------------------

1- ذكرنا في حاشية [كم] الاستفهامية، أن إعرابها وإعراب [كم] الخبرية سواء. فمن شاء رجع إلى إعراب [كم] الاستفهامية، في حاشيةِ بحثها.

2- موضِّحها (مميِّزها) في المثالين هو كلمة [كتابٍ] المجرورة.

3- خلطنا نماذج [كم] الاستفهامية والخبرية، ليكون التقابل والتلاقي والتباين، أعون على الجلاء والوضوح.

4- مجلّة مجمع اللغة العربية بدمشق 60/386، 387.

السيد عبد الرازق 29-01-2009 10:59 PM

كَمَا

أداة مؤلفة من كلمتين هما: كاف التشبيه(1)، و[ما] المصدرية. وتختصّ بالدخول على الجمل اسميةً وفعليةً، نحو: [اُدرسْ كما درس خالد] و[أنت مجتهد كما خالدٌ مجتهد].



* * *

نماذج فصيحة من استعمال [كما]

· قال زياد الأعجم:

فإن الحُمْر مِن شرِّ المطايا كما الحبِطاتُ شَرُّ بني تميمِ

(الحبطات: هم بنو الحارث بن عمرو بن تميم).

[الحبطاتُ] مبتدأ، و[شرُّ] خبره. وقد دخلت [كما] على جملة اسمية.

· وقال نهشل بن حرِّي، يرثي أخاه:

أخٌ ماجدٌ لم يَخْزُني يوم مشهدٍ كما سيفُ عمرولم تَخُنْهُ مَضارِبُهْ

(عمرو: هو عمرو بن معديكرب، واسم سيفه: الصمصامة).

[سيفُ] مبتدأ، وجملة [لم تخنه...] خبره. وقد دخلت [كما] على جملة اسمية.

· ]فاصبِرْ كما صَبَرَ أُولُو العَزْمِ مِن الرُّسُل[ (الأحقاف 46/35)

[صبر أولو...] جملة مؤلفة من فعل ماضٍ وفاعل، دخلت عليها [كما]، وذلك من دخولها على الجمل الفعلية.

· ]فإنَّهُم يألَمُونَ كما تألَمُون[ (النساء 4/104)

[تألمون] جملة مؤلفة من فعلٍ مضارع وفاعلٍ هو واو الضمير. دخلت عليها [كما]، وذلك من دخولها على الجمل الفعلية.

· ومن أمثالهم السائرة: [كما تَدين تُدان] (مجمع الأمثال 2/155)

وفيه دخول [كما] على جملة فعلية.



* * *



عودة | فهرس



--------------------------------------------------------------------------------

1- انظر: [الكاف] في قسم الأدوات.

السيد عبد الرازق 29-01-2009 11:00 PM

كي



كي: حرف مصدري ينصب الفعل المضارع ويخلّصه للمستقبل نحو: [سافرت كي أستجمّ]. وقد تقترن به اللام الجارّة فيقال: [سافرت لكي أستجمّ](1).

* * *


عودة | فهرس





--------------------------------------------------------------------------------

1- إذا اقترنت به اللام كان المصدر المؤوّل من [كي والفعل المنصوب بعدها] في محل جر باللام: [سافرت لكي أستجمّ = سافرت للاستجمام]. وإذا لم تقترن به كان المصدرُ المؤوّل في محل نصب على نزع الخافض.

السيد عبد الرازق 29-01-2009 11:01 PM

كَيْفَ

لها وجهان:

الأوّل: اسم استفهام مبني على الفتح. لها صدْر الجملة، ويُستَفهَم بها عن حالة الشيء، نحو: [كيفَ أنت؟ وكيف ذهبت؟] أي: على أيّ حالة أنت؟ وعلى أيّ حالة ذهبت؟

وتكون:

خبراً: إن كان ما بعدها محتاجاً إليها نحو: [كيف أنت، وكيف كنت؟].

وحالاً: إن كان مُستغنياً عنها نحو: [كيف سافر سعيدٌ؟].

ومفعولاً به ثانياً مقدَّماً لـ [ظَنَّ وأخواتها]: نحو: [كيف تظنّ زهيراً، وكيف تحسَبه؟].

الثاني: أداة شرْط غير جازمة سواء اتصلت بها [ما] أو لم تتصل نحو: [كيف تجلسُ أجلسُ، وكيفما تقومُ أقومُ](1)، ولا بدّ من أن يكون الفعلان بعدهما متفقَين لفظاً ومعنى.

فائدة: مِن التراكيب الفصيحة قولُهم مثلاً: [كيف بِكَ يومَ الرَّوع؟](2).



* * *

عودة | فهرس




--------------------------------------------------------------------------------

1- يختلف النحاة فيها سواء اتصلت بها [ما] أو لم تتصل، أهي شرطية جازمة ؟ أم مهملة لا تجزم ؟ وإذ لم يكن للقائلين بالجزم بهما شاهد، فقد آثرنا مذهب مهمليهما.

2- الباء في التركيب زائدة، والمعنى: كيف أنت يومَ الرَّوع؟

السيد عبد الرازق 29-01-2009 11:01 PM

اللام



حرفٌ كثير المعاني، ذكر لها بعض النحاة نحواً من أربعين معنى. ولها أقسام هي:

1- الجارّة: وأشهر معانيها:

الاختصاص، نحو: [الجنة للمؤمنين]. وقيل: هو أصل معانيها.

التقوية: وتزاد بعد المشتق تقويةً له، نحو: ]وَمَا رَبُّكَ بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيد] (1) والأصل: [وما ربّك بظلامٍ العبيدَ]. كما تزاد أيضاً على المفعول به، إذا تقدم على فعله، نحو: ]هُم لِرَبِّهِم يَرْهَبون] (2)، والأصل قبل التقديم: [هم يرهبون ربَّهم].

التعليل: نحو: [حزنت لفراق زهير].

انتهاء الغاية: نحو: ]كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمَّى] (3)

الاستغاثة: نحو: [يا لَلَّهِ].

التعجب: [لِلّهِ دَرُّك].

الصيرورة: نحو:

لِدُوا لِلموت وابْنوا لِلخرابِ فكُلُّكُمُ يصير إلى ذهابِ

الظرفية: نحو: [كان ذلك لسبعٍ خَلَوْنَ مِن شهر شعبان]. أي عند ...

التبليغ: نحو: [قلت له، أذنت له، فسّرت له، ذكرت له، إلخ...].

2- لام الجحود: تختصّ بالنفي، وينتصب الفعل المضارع بعدها. وتقع بعد [ما كان ولم يكن] نحو: ]وما كان الله ليعذّبهم وأنت فيهم[ (الأنفال 8/33) و]لم يكن الله ليغفرَ لهم[ (النساء 4/137)

3- لام التعليل: وينتصب الفعل المضارع بعدها نحو: [أدرسُ لأنجحَ] (انظر بحث نصب الفعل المضارع).

4- الجازمة(4): وتجزم الفعل المضارع نحو: [لِيَحمِلْ كلُّ عاملٍ تَبِعَةَ عملِه] (انظر جزم الفعل المضارع).

5- الزائدة(5): وتفيد التوكيد نحو: ]يَدعو لَمَنْ ضَرُّهُ أقربُ مِن نفعه[ (أي: يدعو مَن).

6- لام الابتداء: وتفيد التوكيد، وتدخل على المبتدأ وما حلّ محلّه، نحو: [لأنت أقوى من خالد، لأن تدرسَ خيرٌ لك]، وعلى الماضي الجامد: [لبئس ما فعلت]. وإذا دخلت [إنّ] على المبتدأ المقترن بلام الابتداء، زُحلِقت فأُخِّرَت. ويسمونها عند ذلك [اللام المزحلقة](6).

7- الفارقة(7): وتأتي وجوباً بعد [إِنْ] المخفَّفة مِن [إنّ] نحو: [إِنْ نظنُّ زيداً لَمِن المسافرين].

8- الرابطة لجواب [لو] و[لولا] و[القسَم]، نحو: [لو زارنا لأكرمناه - لولا وطْأة العمل لسافرت - والله لَتذهبَنَّ].

9- الموطّئة: وهي التي تقترن بـ [إنْ]، مؤذِنةً بمجيء جواب القسم بعدها نحو: ]لئن شكرتم لأَزيدَنَّكم] (8) (إبراهيم 14/7)

10- لام البعد: نحو: ]ذلك الكتاب[ (البقرة 2/2)



* * *

عودة | فهرس




--------------------------------------------------------------------------------

1- فُصّلت 41/46

2- الأعراف 7/154

3- الرعد 13/2

4- يسمّونها أيضاً: (لام الأمر).

5- بين النحاة اختلافٌ في زيادتها قياساً، حتى لقد اختلفوا في كونها زائدة في الآيةيدعو لَمَن ...

6- بيان حقيقة هذه الزحلقة: أنّ [إنّ] ولام الابتداء لا تلتقيان، فلا يقال مثلاً: [إنّ لَخالداً مسافر]، فإذا التقتا زُحلِقت اللام فأُخِّرَت فقيل: [إنّ خالداً لمسافر]. وعلى هذا يصحّ أن يقال: [اللام المزحلقة هي أصلاً لام الابتداء]. انظر [إنّ] في قسم الأدوات.

7- انظر: [إنّ] في قسم الأدوات.

8- اللام المقترنة بـ [إنْ الشرطية] هي الموطِّئة، واللام المقترنة بجواب القسم: [أزيدنَّكم] هي الرابطة للجواب.

السيد عبد الرازق 29-01-2009 11:02 PM

لا

تكون على وجوه:



الأول: النافية للجنس:

وتستغرق نفي جميع أفراد الجنس. وتعمل بشرطين: أن يكون اسمها وخبرها نكرتين، وألاّ يفصلها عن اسمها فاصل، نحو: [لا رجلَ في البيت](1).

ويُنصب اسمها بما تُنصب به الأسماء عادةً: بالفتحة إذا كان مفرداً، وبالكسرة إذاكان جمع مؤنث سالماً، وبالياء إذا كان مثنى أو جمع مذكر سالماً، غير أنه لا ينون إلاّ إذا كان مفرداً أوجمع مؤنث سالماً، مشتقّاً عاملاً فيما بعده في الحالتين، نحو: [لا قارئاً كتاباً نادمٌ] و [لا ضارباتٍ طفلاً مصيباتٌ]: ودونك مزيداً من الأمثلة وإلى جانبها التعليق:

[لا رجلَ في البيت]: اسمها منصوب بفتحة، غير منوّن.

[لا رجلَ علمٍ مَهين]: اسمها منصوب بفتحة، غير منوّن.

[لا معلِّماتِ عندنا]: اسمها غير منوّن، منصوب بالكسرة، لأنّه جمع مؤنث سالم.

[لا تلميذَين عندنا]: اسمها منصوب بالياء لأنه مثنى، والمثنى لا ينوّن.

[لا معلّمِين عندنا]: اسمها منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم، وجمع المذكر السالم لا ينوّن.

[لا قارئاً كتاباً نادمٌ]: اسمها منوّن لأنه مفردٌ مشتقّ عاملٌ فيما بعده: نَصَبَ [كتاباً] على أنه مفعول به لاسم الفاعل.

[لا ضارباتٍ طفلاً مصيباتٌ]: اسمها منوّن لأنه جمع مؤنث سالم مشتقّ عاملٌ فيما بعده: نَصَبَ [طفلاً] على أنه مفعول به لاسم الفاعل.

قد يُحذَف اسمها، نحو: [لا عليك = لا بأس عليك]. وقد يُحذَف خبرها، نحو: [لا بأس = لا بأسَ عليك].

اسم [لا] النافية للجنس، نعْتُه منصوب منوَّن في كل حال، نحو: [لا طالبَ كسولاً عندنا]. ولا يستثنى من هذه القاعدة الكلية، إلاّ أن يَفصِل بينهما فاصل، فيجوز عند ذلك التنوين وعدمه نحو: [لا طالبَ - عندنا - كسولاً أو كسولَ](2).

الثاني: العاطفة: وشرطها أنْ تُسبَق بأمرٍ أو إيجاب، نحو: [خذ الكتابَ لا القلمَ]، و[سافر زهيرٌ لا خالدٌ]. فإذا اقترن بها حرفُ عطفٍ آخرَ، كان الآخرَ هو العاطف نحو: [ما سافر زهيرٌ ولا خالدٌ](3).

الثالث: الناهية الجازمة للفعل المضارع: نحو: [لا تُقصِّرْ في عملك].

الرابع: حرفُ جوابٍ يُناقض [نَعَمْ]، نحو أنْ تُسْأَل: هل سافرتَ إلى بيروت؟ فتجيب: [لا].

الخامس: الزائدة: وتفيد التوكيد نحو: ]ما منعك ألاّ تسجد[ (أي: ما منعك أن تسجد).

السادس: المكرّرة: وتكرارُها إمّا واجبٌ، وإمّا غيرُ واجب:

فهو غير واجب إذا تلاها دعاءٌ نحو: [لا عَثَرَ حَظُّك]، أو قَسَمٌ نحو: [والله لا فعلت هذا أبداً]، أو فعلٌ مضارع، نحو: [زهيرٌ لا يُريح] أو [زهيرٌ لا يُريح ولا يستريح].

وهو واجب فيما عدا ذلك، ودونك مواضع ونماذج:

- دخولها على جملة اسمية نحو: ]لا الشمسُ ينبغي لها أن تُدرك القمر ولا الليلُ سابقُ النهار[.

- دخولها على فعل ماض: ]فلا صَدَّقَ ولا صلّى[.

- دخولها على خبر: [خالدٌ لا نائمٌ ولا مستيقظ].

- دخولها على نعت: [سلّمت على رجلٍ لا مغرورٍ ولا متعالم].

- دخولها على حال: [حضر زهيرٌ لا مبكّراً ولا متأخّراً].

السابع: النافية (ولا عمل لها): نحو: ]لا فيها غَوْلٌ... [ ؛ وقد تُحذَف بعد القسم، إن كان الفعل مضارعاً نحو: ]تاللهِ تفتأ تذكر يوسف[ (أي: تاللهِ لا تفتأ تذكر). وقد تعترض بين الجارّ والمجرور نحو: [سافر محمّدٌ بلا حقيبة](4).



* * *



عودة | فهرس



--------------------------------------------------------------------------------

1- إذا فَصَلَها عن اسمها فاصل، بطل عملها وكُرّرت، نحو: [لا في البيت رجلٌ ولا امرأةٌ].

2- من أمثلةِ نصبِ النعتِ منوّناً وغير منوّن، قولك: [لا طالبَ علمٍ كسولاً أو كسولَ عندنا] و [لا طالباً علماً كسولاً أو كسولَ عندنا] و [لا طالبَ محبّاً للكسل عندنا]. وأمّا قولُك: [لا طالبَ محبَّ كسلٍ عندنا]، فكان حقّ النعت فيه أن ينصب منوناً، إذ لا فاصل هاهنا بينه وبين الاسم. لكنْ لما كان النعت مضافاً: [محبَّ كسلٍ]، وكان المضاف في العربية لا ينوّن، لم يكن سبيل إلى ظهور التنوين.

3- العاطف في مثالنا: [ما سافر زهيرٌ ولا خالدٌ] هو الواو، والعاطف في قولنا. [نجح سعيد لا، بل عليٌّ]: هو: [بل]؛ وأما [لا]، فهي في المثالين لتوكيد النفي.

4- لا: في المثال نافية لا عمل لها، و [الحقيبة] اسم مجرور بالباء.

السيد عبد الرازق 29-01-2009 11:03 PM

لاتَ



حرف نفي، تعمل عمل [كان] فترفع الاسم وتنصب الخبر، ويُشترط فيهما أن يكونا من أسماء الزمان، كالحين والوقت والأَوان والساعة إلخ... وأن يكون الأول منهما (أي اسمها) محذوفاً(1)، نحو: [نَدِمنا ولاتَ ساعةَ نَدَمٍ = ولاتَ الساعةُ ساعةَ ندَمٍ].



* * *

نماذج فصيحة من استعمال [لات]

· قال تعالى: ]كم أهلكنا مِن قبلهم مِن قَرنٍ فنادَوا ولاتَ حينَ مناصٍ[

(سورة ص 38/3)

اسم [لاتَ] محذوف على المنهاج، والأصل قبل الحذف: ولاتَ الحينُ حينَ مناص. أي: ليس الحين حينَ مهرَب ولا مَنجَى.

· قال أبو زبيد الطائي (المغني 282و758):

طلبوا صُلْحَنا ولاتَ أوانٍ(2) فأجبنا: أنْ لاتَ حينَ بقاءِ

اسم [لاتَ] في عجز البيت محذوف، والأصل قبل الحذف: ولاتَ الحينُ حينَ بقاءٍ.

· قال الشاعر (شرح ابن عقيل 1/320):

ندِمَ البُغاةُ ولاتَ ساعةَ مَنْدَمٍ والبغيُ مَرتَعُ مبتغيه وَخِيمُ

أي: ولاتَ الساعةُ ساعةَ مَندم، ثمّ حذف اسمها فقال: [ولاتَ ساعةَ مَنْدَمٍ].



* * *



عودة | فهرس


--------------------------------------------------------------------------------

1- قال سيبويه: (لا تكون لاتَ إلاّ مع الحين، تُضمِر فيها مرفوعاً وتنصب الحين... ولم يستعملوها إلاّ مضمَراً فيها) الكتاب - بولاق 1/28. وقال المراديّ: (ولم يُسمع الجمع بين اسمها وخبرها) الجنى الداني /488

2-لم نلتفت إلى ما جاء في صدر البيت مِن مجيء كلمةِ [أوانٍ] بعد [ليت] مجرورةً، إذ جَرُّ ما بعدها شاذّ، لا يُلتفت إليه.

السيد عبد الرازق 29-01-2009 11:04 PM

لَدَىْ



لدى: ظرف للمكان مبنيّ على السكون، بمعنى [عند].



أحكام:

تلزم الإضافةَ إلى المفرد(1) مِن اسمٍ أو ضمير، إلاّ أنّها إذا أضيفت إلى الضمير قُلِبَت ألِفُها ياءً. نحو: [لدى زيدٍ ولدينا كتبٌ].

تُستعمل للحاضر فقط. فيقال مثلاً: [لديّ مالٌ]، إذا كان المال حاضراً. [ويقال: (عندي مالٌ) سواء كان المال حاضراً أو غائباً].

* * *

نماذج فصيحة من استعمال [لدى]

· ]لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد[ (ق 50/35)

[لدينا]: أُضيفَت لدى إلى الضمير، على المنهاج. ومتى كان ذلك قُلِبت ألفها ياءً، كما في الآية. ومثل ذلك طِبقاً، قوله تعالى: ]ولدينا كتابٌ ينطق بالحقّ[. (المؤمنون 23/62)

· ]إذ القلوبُ لدى الحناجر[ (غافر 40/18)

[لدى الحناجِر]: أُضيفتْ لدى إلى الاسم، على المنهاج، إذ لا تخلو من أن تكون مضافة إلى اسم أو ضمير. وهذا معنى قول النحاة: تلازم [لدى] الإضافة إلى المفرد، إذ المراد به أنها تُضاف إلى اسمٍ أو ضمير، ويمتنع أن تُضاف إلى جُملة أو شبه جملة.

· ]وألْفَيا سيّدَها لدى الباب[ (يوسف 12/25)

[لدى الباب]: أي عند الباب، وورودها بمعنى [عند] على المنهاج.

· ]ما يُبَدَّل القول لديَّ وما أنا بظلاّمٍ للعبيد[ (ق 50/29)

[لديّ]: الأصل هنا [لدى + ي (ياء الضمير)] وقد أُضيفت [لدى] إلى الضمير فقُلبت ألفها ياءً، على المنهاج. ثمّ أُدغِمت الياء في الياء فكان التشديد.

* * *



عودة | فهرس






--------------------------------------------------------------------------------

1- المراد بالمفرد هنا: ما ليس جملة ولا شبه جملة.

السيد عبد الرازق 29-01-2009 11:05 PM

لَدُنْ

ظرفٌ للزمان أو المكان - على حسب الحال - بمعنى [عند]، يدلّ على بداية كلٍّ منهما، مبنيٌّ على السكون. نحو: [سافرنا لدُنْ طلوعِ الشمس: للزمان] و[جئت من لدنْ صديقي: للمكان].



أحكام:

¨ هو في الكلام فضلة (أي: لا يفتقر إليه انعقاد الكلام، إذ ليس مسنداً ولا مسنداً إليه).

¨ يلازم الإضافة أبداً، فيضاف إلى الضمير(1) والاسم والجملة، نحو: [أرسلتُ إليك كتاباً من لدُنّي (ضمير)، فجاءك لدنْ غروبِ الشمس (اسم)، وكنت تنتظره من لدنْ طلعَتْ (جملة)]، فإذا كانت إضافته إلى الجملة تمحّض للزمان.

¨ إذا تلته كلمةُ [غُدْوَة]، نحو: [سافرنا لدنْ غُدوة]، جاز جرّها، ونصبها، ورفعها(2).

¨ قد يُجَرّ بـ [مِنْ] دون سواها من حروف الجرّ، نحو: [أعطيته مِن لَدُنِّي كتاباً].

* * *


نماذج فصيحة من استعمال [لَدُنْ]

· قال القُطاميّ (الخزانة 7/111):

صريعُ غوانٍ راقَهُنَّ ورُقْنَهُ لَدُنْ شَبَّ حتى شابَ سُودُ الذَّوائِبِ

(الذوائب: ج ذؤابة وهي الضفيرة من الشعر).

[لدنْ]: ظرف يكون للزمان والمكان على حسب الحال. يلازم الإضافة أبداً، إلى ضمير أو اسم أو جملة، غير أنه إذا أُضيف إلى الجملة تمحّض للزمان - كما هو الشأن في البيت - إذ أُضيف إلى جملةِ [شبَّ]، فاعتُدّ ظرف زمان. ولا فرق في ذلك بين أن تكون الجملة فعلية، كما هو الشأن هنا، أو اسمية كما في قول الشاعر (الدرر اللوامع 1/184):

وتَذْكُرُ نُعماهُ لدنْ أنتَ يافعٌ إلى أنتَ ذو فَوْدَيْنِ أبيض كالنسرِ

(الفَوْدان: مثنى، مفرده فَوْد: الضفيرة من الشعر).

فقد أُضيف الظرف [لدنْ] إلى الجملة الاسمية: [أنت يافع]، ودلّ على بداية الزمان في كلا البيتين. ففي الأول: بداية شيب الشعر، وفي الثاني: بداية اليُفُوع، أي: مراهقة العشرين.

· قال أبو سفيان بن حرْب (والد معاوية) يومَ أُحُد (همع الهوامع 3/217):

ومازال مُهري مَزْجَرَ الكَلْبِ منهمُ لدُنْ غُدْوةً حتى دنتْ لغروبِ

(زجره: طرده مع صوت، ومزجر الكلب: ظرف مكان سماعيّ، للكناية عن المسافة [أي: البُعد] بينه وبين أصحاب رسول الله يوم أُحد).

[لدنْ غدوةً]: يَستشهد النحاة بهذا البيت على أنّ كلمة [غُدْوة] تنفرد من دون غيرها من الكلمات في العربية بانتصابها بعد [لدنْ] ؛ ويُعربونها تمييزاً.

ونذْكر هنا أنه يجوز مع نصبها، جرُّها على أنها مضاف إليه، ورفعُها على أنها فاعل لفعلِ [كان] التامة المحذوفة؛ إلى غير هذا من تخريجات. وبكلمة: يجوز نصبها - بعدَ لدنْ - وجرّها ورفعها.

· ]وعلّمناه من لدنّا علماً[ (الكهف 18/65)

[مِن لدنّا]: مِنْ حرف جرّ؛ وهذا الحرف دون سواه من حروف الجرّ، يجوز أن يَجُرّ [لدنْ]. ولعلّ من المفيد أن نذْكر - للاستئناس - أنّ تشديد نونِ [لدنّا] هو من إدغام نونها في نون الضميرِ [نا]، إذ الأصل: [لدنْ + نا = لدنّا]، وأما التشديد في [لدنّي] فهو من إدغام نونِ [لدنْ] في نون الوقاية، إذ الأصل: [لدنْ + نون الوقاية + ياء المتكلّم = لدنّي].

· ]فَهَبْ لي من لدنكَ ولِيّاً[ (مريم 19/5)

[مِنْ لدنْكَ]: مِنْ حرف جرّ، [لدنْ] ظرف للمكان مبني على السكون في محل جرّ بـ [مِن]، ولا يُجَرّ الظرف [لدنْ] بغير هذا الحرف من حروف الجرّ الأخرى.

* * *





عودة | فهرس



--------------------------------------------------------------------------------

1- إذا كانت إضافته إلى ياء المتكلم اتّصلت به نون الوقاية و أُدغِمت في نونه: [لدنّي = لدن+نون الوقاية+ي].

2- يقول المعربون: بعدَ [لدنْ]، تُجَرُّ [غُدوة] على أنها مضاف إليه، وتُنصب على أنها تمييز، وتُرفع على أنها فاعل لفعلٍ محذوف هو: [كان] التامّة، أو [وُجِد]، والتقدير: [سافرنا لدن كانت غدوةٌ] أو: [لدنْ وُجِدَت غدوةٌ]. ولهم تخريجات أخرى غير هذه !!

السيد عبد الرازق 29-01-2009 11:05 PM

لَعَلَّ

من الأحرف المشبهة بالفعل، تنصب الاسم وترفع الخبر. (انظر الأحرف المشبهة بالفعل) وقد تُحذَفُ لامها الأولى، فيقال: [علَّ] وهي لغةٌ فيها.

ولها معانٍ أشهرها التوقّع، وهو تَرَجِّي ما يُحَبّ، نحو: [لعلّ المغتربَ راجعٌ]، والإشفاقُ مما يُكرَه، نحو: [لعلّ الصَديقَ قليلٌ].

ويكثر اقتران خبرها بـ [أنْ]، نحو: [لعلّ المسافر أنْ يعود].

* * *

نماذج فصيحة من استعمال [لعلّ]

· قال صخر بن جعد (المغني /165):

فقلتُ عساها نارُ كأسٍ وعَلَّها تَشَكَّى فآتي نحوَها فأعودُها

(كأس: اسم امرأة، وتَشَكّى = تَتَشكّى).

[عَلَّ]: هي [لَعَلَّ]، حُذِفت لامُها الأولى، وهي لغة فيها. ويَكثر على ألسنة الناس قولهم: [علّ وعسى].

· وقال امرؤ القيس (الديوان /107):

وبُدِّلْتُ قَرحاً دامياً بعدَ صِحَّةٍ لعلَّ منايانا تَحَوَّلْنَ أَبؤُسا

[لعلّ]: خبرها في البيت هو جملة الفعل الماضي: [تحوّلن]، وقد كان بين الأئمة نزاع حول مجيء خبر [لعلّ] ماضياً. والبيت شاهد على صحة ذلك. وأمّا مجيء خبرها فعلاً مضارعاً، فمنه قوله تعالى: ]وما يُدريك لعلّه يزّكّى[ (عبس 80/3) وقوله: ]لعلّه يتذكّر أو يخشى[ (طه 20/44)

· قال جميل بثينة(1):

أتَوني فقالوا: يا جميلُ تبدَّلَتْ بُثينةُ أبدالاً، فقلتُ لعلّها

الأصل: [لعلّها فعلت ذلك]، لكن الشاعر حذف الخبر لدلالة السياق عليه. وحذْفُ ما يُعلَم جائز.

· قال العُجَيْر السَّلُولِيّ (الإنصاف /122):

لكَ الخَيْرُ علِّلْنا بها، علَّ ساعةً تمرُّ وسِهْواءً من الليلِ يذهبُ

(السِّهواء: ساعةٌ من الليل، أو صدرٌ منه).

[علّ ساعةً تمرّ]: حذَف الشاعر اللام الأولى من [لعلّ]، وحذْفها لغة فيها. ويلاحظ أنّ الخبر - وهو جملة [تمرّ] - فِعْلُه مضارع على المنهاج. على حين يجوز أن يكون ماضياً، وإن كان قليلاً.

· وقال نافع بن سعد الطائيّ (الإنصاف / 122):

ولستُ بلوّامٍ على الأمر بعدما يفوت، ولكنْ علَّ أن أتقدّما

في البيت مسألتان، الأولى أنّ الشاعر حذف اللام الأولى من [لعلّ]، وذلك لغةٌ فيها. والثانية أنّ خبرها اقترن بـ [أنْ]، وذلك في الاستعمال كثير، ومنه قول كثيّر عزّة (الديوان / 77):

أقول إذا ما الطيرُ مَرَّتْ سحيقةً لعلّكَ يوماً - فانتظرْ - أن تنالها

* * *

عودة | فهرس




--------------------------------------------------------------------------------

1- رواية الديوان /191: وقالوا نراها يا جميلُ تبدّلت وغيّرها الواشي. فقلتُ: لعلّها

السيد عبد الرازق 29-01-2009 11:06 PM

لكنْ



لكنْ: حرفٌ يقع بين نقيضين أبداً، ويفيد الاستدراك أبداً.

وهو حرفُ عطف، بشروط ثلاثة: أن يكون المعطوف بعده مفرداً لا جملةً، وأن يسبقه نفي أو نهي، وألاّ يقترن بالواو. مثال ذلك: [ما شربتُ اللبنَ لكن الماءَ] (1).

فإذا تخلّف أحدُ هذه الشروط الثلاثة (أي: تلته جملة، أو اقترنت به الواو، أو لم يسبقه نفي أو نهي) كان حرفَ ابتداء واستدراك، يدخل على جملة، نحو: [نعملُ صباحاً ولكنْ نَقِيلُ ظُهراً](2)، وتكون الواو في هذه الحال هي العاطفة.

* * *

نماذج فصيحة من استعمال [لكنْ]

· قال زهير بن أبي سُلمى:

إنّ ابنَ وَرْقاءَ لا تُخشَى بَوادِرُهُ لكنْ وَقائِعُهُ في الحرب تُنْتَظَرُ

[لكنْ وقائعُه تُنتظَر]: لكنْ في البيت حرف ابتداء، إذ تلتها جملة هي: [وقائعه تنتظر]. ومجيء جملةٍ بعدها، يوجب اعتدادَها حرفَ ابتداء، ويمنع من اعتدادها حرفَ عطف. (شروط العطف: ألاّ تتلوها جملة، وألاّ تقترن بالواو، وأن يسبقها نفي أو نهي).

· قال الشاعر (الأمالي للقالي 1/82):

وليس أخي مَنْ وَدَّنِي رأيَ عيْنِهِ ولكنْ أخي مَنْ وَدَّنِي وهو غائبُ

[ولكنْ أخي مَنْ....]: لكنْ في البيت حرف ابتداء، إذ اقترنت بها الواو، واقترانها بها أوجب اعتدادَها حرفَ ابتداء، ومَنَع مِن اعتدادها حرفَ عطف. (شروط العطف: ألاّ تتلوها جملة، وألاّ تقترن بالواو، وأن يسبقها نفي أو نهي). ومن ثمّ تكون الواو في هذه الحال حرف عطف، يعطف جملة على جملة. [عطفت هنا جملةَ: (لكن أخي مَن...) على جملةِ: (ليس أخي مَن...)].

هذا، وحتى لو أسقطنا الواو - جدلاً - وأغفلناها، لظلّ في البيت مانعٌ آخر يمنع مِن أن تكون [لكنْ] حرف عطف، وهذا المانع هو مجيء جملة بعد [لكن]، فيَحْتِم اعتدادها حرف ابتداء.

· ومثل ما تقدّم طِبقاً، قول الشاعر:

إذا ما قَضَيت الدَّينَ بالدَّينِ لم يكن قضاءً، ولكنْ كان غُرْماً على غُرمِ

فقد اقترنت [لكن] هاهنا بالواو أيضاً، فالواو إذاً هي حرف العطف، وأما [لكن] فحرف ابتداء. وذلك أنّ اقترانها بالواو يمنع مِن اعتدادها حرفَ عطف. (شروط العطف: ألاّ تتلوها جملة، وألاّ تقترن بالواو، وأن يسبقها نفي أو نهي).

ودعْ عنك أنّ في البيت مانعاً آخر يمنع مِن أن تكون [لكنْ] حرف عطف، وهو مجيءُ جملةٍ بعدها، فيَحْتِم اعتدادها حرف ابتداء.

· قال تعالى: ]ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكنْ رسولَ الله[

(الأحزاب 33/40)

[ولكنْ رسولَ الله]: اقترنت [لكنْ] بالواو، فالواو إذاً عاطفة، و[لكن] حرف ابتداء واستدراك، وبعده جملة، على المنهاج، أي: ولكن كان رسولَ الله.

* * *



عودة | فهرس



--------------------------------------------------------------------------------

1- [لكنْ] في المثال حرف عطْف، عطَفَ [الماء] على [اللبن]، إذ تحققت له الشروط الثلاثة: لم يقترن بالواو، وسبقه نفي، وتلاه مفرد لا جملة.

2- في قولنا: [نعمل صباحاً ولكنْ نَقِيلُ ظهراً]، تخلّفت جميع شروط العطف (إذ اقترنت بالواو، ولم يسبقها نفي أو نهي، وتلتها جملة). وكان يكفي أن يتخلّف شرط واحد منها فقط، حتى يمتنع أن تكون عاطفة. وعلى ذلك فهي حرف ابتداء واستدراك، والواو هي العاطفة.

السيد عبد الرازق 29-01-2009 11:07 PM

لكنّ

حرف مشبّه بالفعل - من أخوات إنّ - ينصب المبتدأ ويرفع الخبر، ويفيد الاستدراك. نحو: [حضر خالدٌ لكنّ سعيداً غائب]. (انظر الأحرف المشبهة بالفعل)

إذا خُفِّفت أو اتصلت بها [ما] الزائدة بطل عملها نحو: [سافر زهيرٌ لكنْ خالدٌ مقيمٌ]

و [حضر الطلاب لكنّما سعيدٌ غائبٌ].

* * *

نماذج فصيحة من استعمال [لكنّ]

· قال امرؤ القيس:

ولكنّما أَسْعَى لِمجدٍ مُؤَثَّلٍ وقد يُدْرِكُ المجدَ المُؤَثَّلَ أَمْثالِي

[لكنّما]: اتّصلت [ما] الزائدة بـ [لكنّ] فبطل عملها وزال اختصاصُها بالدخول على الأسماء. ومن هنا أنها دخلت على فعل: [أسعى]. ولهذا تقول كتب النحو: [لكنّما: كافّة ومكفوفة]، يريدون بذلك أنّ [ما] كَفَّتْ، و [لكنّ] كُفَّت، فالأولى كافّة، والثانية مكفوفة.

· قال الشاعر:

إنّ ابنَ ورقاءَ لا تُخشى بوادرُه لكنْ وقائعُه في الحرب تُنتَظَرُ

[لكنْ] مخففة من [لكنّ]، ومتى خُفِّفت بطل عملُها. فـ[وقائعه] مبتدأ، وجملة [تُنتظر] خبر.

· قال عبد الله بن جعفر بن أبي طالب (الأغاني 12/233):

وعَيْنُ الرِّضا عن كلِّ عيبٍ كليلةٌ ولكنّ عينَ السخطِ تُبدِي المَساوِيا

[لكنّ]: جاءت في البيت - على المنهاج - عاملةً عمل الأحرف المشبهة بالفعل، فقد نصبت كلمةَ [عين] اسماً لها، وخبرها جملة [تبدي] في محلّ رفع.

* * *



عودة | فهرس

السيد عبد الرازق 29-01-2009 11:07 PM

لَمْ



لَمْ: حرفٌ يجزم الفعل المضارع، وينفيه، ويقلب زمنه إلى الزمن الماضي. نحو: ]لَمْ يَلِدْ ولم يولَد](1)، [ألَمْ نشرح لك صدرك](2).



* * *



عودة | فهرس








--------------------------------------------------------------------------------

1- الإخلاص 112/3

2- الشرح 94/1

السيد عبد الرازق 29-01-2009 11:09 PM

لَمّا

لَمّا: على وجهين:

الأول: حرفٌ يجزم الفعل المضارع، ويقلب زمنه إلى الزمن الماضي، وينفيه نفياً يمتدّ إلى زمن التكلّم، نحو: [حضر المدعوّون ولمّا يحضر خالدٌ].

الثاني: ظرف زمان معناه [حين](1)، تدخل على فعلٍ ماض، وتقتضي جواباً يكون فعلاً ماضياً، أو جملة اسمية مقترنة بـ [إذاْ] الفجائية. فالأول نحو: ]فلمّا جاء أمرنا نجّينا صالحاً] (2) والثاني نحو: ]فلمّا جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون] (3).

وقد يتقدم عليها جوابها نحو: [أكرمته لمّا زارني = لمّا زارني أكرمته].

* * *

نماذج فصيحة من استعمال [لمّا]

· ]بل لمّا يذوقوا عذاب[ (ص 38/8)

[لمّا يذوقوا]: لمّا، حرفٌ يجزم الفعل المضارع، ويقلب زمنه إلى الزمن الماضي، وينفيه نفياً يمتدّ إلى زمن التكلّم، فيكون المعنى: لم يذوقوا عذابي حتى وقت نزول الآية. وكان المضارع قبل الجزم: [يذوقون].

· قال الممزّق العبديّ (طبقات فحول الشعراء /232):

فإنْ كنتُ مأكولاً فكنْ خيرَ آكلٍ وإلاّ فأَدْركْني ولمّا أُمَزَّقِ

[لمّا أُمَزَّق]: لمّا، حرف جازم ينفي ما يجزمه نفياً يمتدّ إلى زمن التكلّم، فيكون المعنى في البيت: لم أُمزَّق حتى وقت النطق بهذا الكلام.

· ]فلمّا نجّاكمْ إلى البرّ أعرضتم[ (الإسراء 17/67)

[لمّا نجّاكم... أعرضتم]: لمّا، في الآية ظرفية (حينية)، ومتى كانت ظرفية دخلت على فعلٍ ماض، واقتضت جواباً يكون: إما فعلاً ماضياً كما في الآية، وإما جملة اسمية مقترنة بـ [إذاْ] الفجائية. ومثل ذلك طِبقاً قوله تعالى:

· ]فلمّا جاء أمرنا نجّينا صالحاً والذين آمنوا معه[ (هود 11/66)

فهي هنا أيضاً ظرفية، والفعل بعدها ماض، وجوابها ماضٍ كذلك.

· ]فلمّا نجّاهم إلى البرّ إذا هم يُشرِكون[ (العنكبوت 29/65)

[لمّا نجّاهم... إذا]: لمّا، ظرفية (حينية)، ومتى كانت ظرفية دخلت على فعلٍ ماض، واقتضت جواباً يكون: إما جملة اسمية مقترنة بـ [إذاْ] الفجائية، كما في الآية، وإما فعلاً ماضياً. ومثل ذلك طِبقاً قولُه تعالى:

· ]فلمّا جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون[ (الزخرف 43/47)



* * *

عودة | فهرس




--------------------------------------------------------------------------------

1- من هنا أنهم يسمّونها أيضاً: [حينيّة].

2- هود 11/66

3- الزخرف 43/47

عبادة 17-02-2009 11:35 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة السيد عبد الرازق (المشاركة 613556)
الإبدال
الإبدال: إحلالُ حرفٍ في الكلام محلَّ حرف، كنحو: سُمبُلة قمح، وهَراقَ الدمَ، وامْبَرى له، فإنها في الأَصل: سنبلة، وأراق، وانبرى.

فالإبدال إذاً مسألة لغوية تتعلق بنطق الحروف، لا بتركيب الكلام. وإنما عرضنا له هاهنا، لتوجيه النظر إلى ظاهرة لغوية، قد يمرّ المرء بها ولا يلتفت إليها.



* * *



جزاك الله خير الجزاء أستاذ عبد الرازق
معلومات يحتاجها كل من يروم الكتابة
أستاذي الجليل
مكة من الأسماء التي يمكن إضافتها الى الكلمات السابقة التي ذكرتها...أليس كذلك ؟
عندما يأتي قبلها حرف الجر " بـِ " فنقول ( ببكة)...

هل من أسماء أخرى ؟


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.