حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   صالون الخيمة الثقافي (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=9)
-   -   مشروع صناعة مبدع من الخيمة (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=76421)

المشرقي الإسلامي 08-05-2009 04:32 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :لعبة الاحتمالات
اسم العضو ة: دينا يسري
( خارج منتدى الخيمة)
(8)

هو يؤمن بأن كل شيء وله نهاية
وهي تؤمن بأن كل شيء خاضع للاحتمالات
..

سيدي
في تلك العلاقة الخاصة جدا التي احتوتنا دون أدنى مقدمات..
دون حتى تفسير واحد, يفسر لنا سر وجودنا معا
أتسائل لم أنا معك أعيش بنصفين
نصف لك..
يعشقك حد الجنون, بكل ما أوتي من قوة,
يشتاقك بشده حتى وأنت قريب جدا, يحتاجك لتمحو عنه
حدود الوجع والأنين
نصف يحكمه فقط القلب.. حدود اللاوعي بكل شيء عداك أنت
نصف لي..
يقف على حدود تلك العلاقة الغريبة
يحاصره عقل تسكنه تجاعيد مرة بفعل الزمان
وعي بكل تفصيلة في تلك الحياة
نصف يقف يشاهدنا أنا وأنت من خارج الاطار
وكأننا داخل حدود "برواز"
يبتسم في تهكم, في مراوغة امرأة
تنتظر نهايتنا ويخنقها شجن
فعند العقل "لا مجال لأي أحلام"
وبينهما أقف أنا حائرة على عتبات الاحتمالات
فأعرف جيدا أن لقاءنا..
ليس محض صدفة بل هو خطة محكمة متقنة جدا من القدر
حتى تأخذ أنت شيئًا مني وآخذ أنا شيئًا منك
فقد تأخذ مني عمري أو إهداء في كتاب
وقد أأخذ أنا منك غربتك أو لا شيء,
من يدري..؟؟
فكل شيء خاضع للاحتمالات
لكن في تلك الحكاية الغريبة وصراعي مع نفسي
مازال يقتلني السؤال..
هل سيدوم مذاق الحب الذي تنساب منه لذة خفية داخلنا
أم سيتخفي بفعل الفراق..؟؟
أي نصف سيجتاح بجدارة حدود الخوف,
يعيش أجمل لحظات معك حتى أشعر بالحنان
بالأمان
أجبني.. أدوام الحال محال؟؟
وجودنا معا محض حقيقة أم خيال..؟؟
أياترى سأظل وحدي بدونك
أرتشف ملامح قهوتي بطعم الغياب وترتشفها أنت بطعم الحنين
أم سنجتمع في فنجان واحد بطعم العشق..؟؟
أياترى سأتحسس تجاعيد وجهك بأناملي
وتحتضن أنت تجاعيد عمري ذات مساء..؟؟
وتعانق يدك الدافئة يداي عندما يسرقني الموت منك..؟؟
وقبلتنا تلك بدايتنا أم نهاينتا..؟؟
حبيبي.. ألا من جواب؟؟
أم أنها حكاية نسجت خيوطها مجرد احتمالات
***

المشرقي الإسلامي 08-05-2009 04:42 PM

عزيزتي دينا : لو لم يكن هذا العمل منك ، فمن من يا ترى يكون ؟ العمل أراه يقف ويداه في وسطه ويقول لي بتحد :"أما زلت مصرًا على تعبيرات التقليدية القديمة ؟ اما زلت تؤمن بأن ثمة شيئًا كان من الممكن أن أفعله لم يتم ؟ لو كان كذلك حقًا أرني أين الضعف فيّ !"
يتسم هذا العمل بجمال متفرد من نوعه ، فمن حيث الرصد أو الحالة يتخذ طريقًا أحادي الجانب . هذا الجانب والتي تناجي فيه المرأة محبوبها بشكل فلسفي لا يصل إلى حد الغموض وإنما بأسلوب متعدد الدلالات وكأنه ثلاثي الأبعاد ، هذا العمل ينم ّعن وعي منهجي بأساليب التعبير وزوايا الرصد .
الاستفهامات ، والتعبيرات التي تبدو عادية نمّت عن إدراك كنت أنتظره منذ زمن بالوعي الموقفي ، هذا الموقف فيه استناد على الخطاب وكأنه خطاب تيليفيزيوني أولقطة من فيلم وثائقي ولغة الخطاب التي تشركين فيها الآخر كحكم ، كل ذلك جعل من العمل قيمة فريدة ، تكمن في أن نصه قابل للدخول في أكثر من شكل من أشكال التصوير .
البداية والتي كانت كأنها بداية فيلم ظهرت فيها هذه اللمحة العبقرية :
هو يؤمن بأن كل شيء وله نهاية
وهي تؤمن بأن كل شيء خاضع للاحتمالات

إذًا هي النهاية تبدأ منذ البداية ، والبدء بـ(هو) يفيد حالة من تفضيل الآخر ، وربما البدء به من أجل تحميله الذنب .لكن كان الــ(هو) أو الآخر هو محور العمل ابتداءً من هذه الأداة .
وتتأكد هذه النزعة من خلال النداء :
سيدي
في تلك العلاقة الخاصة جدا التي احتوتنا دون أدنى مقدمات..
دون حتى تفسير واحد, يفسر لنا سر وجودنا معا
أتساءل لم أنا معك أعيش

كانت الصياغة ذكية للغاية ، والتي توحي بأنها لغة أرستقراطية ، وألمح فيها ظلالاً من الأدب الغربي ولكن لا أعرف من أين تحديدًا ،لكني أذكر أني قرأت صياغات مترجمة قريبة من هذه ، وهذا يدل على عالمية الفكرة ووضعها في الإطار الإنساني الذي يجعلها متداولة في كل عصر .ولغة الخطاب تنبئ بوجود مقدمات مختزنة بين الجانبين لم تذكريها تفاديًا للإطالة ولعدم أهميتها ، لكني أرى أن هذا الجانب المختزن هو خلاف زوجي ذو طابع أرستقراطي تتبين ملامحه من خلال اللغة .وهذه اللغة أدت دورًا كبيرًا في لفت الانتباه واتخاذ السرد المسار غير التقليدي(على صعيد أعمالك أو على صعيد الفكرة نفسها وطريقة التعامل معها).
وجود الكلمات وعي ، العلاقة ،تجاعيد مرة هو انعكاس لمعرفتك بالموقف والأدوات المستخدمة فيه ، واللافت هذا التعبير والذي أقف منه موقف الحياد ولا أقول هو جيد أم لا لأني ليس في يدي ما أستطيع من خلاله القيام بذلك "القلب يحاصره عقل ، والعقل تسكنه تجاعيد مرة ".لكن العقل تسكنه تجاعيد مرة أعجبني في هذا التعبير أنه جعل هناك مواءمة بين الأشياء المحسوسة والملوسة ، وجعل للصورة جانبًا تشكيليًا بارزًا . وأقصد بالجانب التشكيلي الصور التي يتخذها الفنانون التشكيليون للتعبير عما بدخائلهم
ولا يمنع هذا من القول بأن الجملة لم أنا معك أعيش غير متناسقة وركيكة .

وكأننا داخل حدود "برواز"
يبتسم في تهكم, في مراوغة امرأة
تنتظر نهايتنا ويخنقها شجن
فعند العقل "لا مجال لأي أحلام"
وبينهما أقف أنا حائرة على عتبات الاحتمالات
فأعرف جيدا أن لقاءنا..
ليس محض صدفة بل هو خطة محكمة متقنة جدا من القدر

كان التخيل للعلاقة بين العقل والعاطفة قويًًا وطغيان الجانب المادي الممثل في شكل البرواز كان مفضيًا إلى حالة الحصار ،لتعميق الشعور بالألم، كذلك العبارة لا مجال لأي أحلام رغم كونها كلمة عادية إلا أنها في سياق الموقف اكتسبت قوة آتية من سيطرة هذا البرواز ووجود كلمة مراوغة امرأة فيها تأكيد على حياديتك كأنثى في النظر إلى المرأة (على الأقل داخل العمل الأدبي إن لم تكن في الحياة كلها)، كلمة عتبات الاحتمالات كانت مفضية إلى حالة تخيلية لعمق هذا العالم وأغواره عالم النفس فالعتبة يستتبعها وجود بوابة ،ويظل ما بداخل البوابة مغلقًا يكتنفه الغموض والذي كانت عتبة الاحتمالات أول خطوة له .
فقد تأخذ مني عمري أو إهداء في كتاب
وقد آخذ أنا منك غربتك أو لا شيء,
من يدري..؟؟


الأشياء تكتسب قيمتها من قيمة أصحابها هذه هي رؤيتك المبثوثة في العمل من خلال العمر\ الإهداء في كتاب ، والطرفان في النهاية طرفان غير متعادلين ، وهنا يكتسب النص مذاقًافريدًا مردّه إلى أن النصف المملوء-المرأة- هو الذي يتوسل بالنصف الفارغ (تأخذ مني عمري ،آخذ منك غربتك أو لا شيء)وهنا يكون للدراما شكل أكثر عمقًا وتأثيرًا.

فكل شيء خاضع للاحتمالات
لكن في تلك الحكاية الغريبة وصراعي مع نفسي
مازال يقتلني السؤال..
هل سيدوم مذاق الحب الذي تنساب منه لذة خفية داخلنا
أم سيتخفي بفعل الفراق..؟؟
أي نصف سيجتاح بجدارة حدود الخوف,
يعيش أجمل لحظات معك حتى أشعر بالحنان
بالأمان
أجبني.. أدوام الحال محال؟؟
وجودنا معا محض حقيقة أم خيال..؟؟


تعبيرك أي نصف سيجتاح بجدارةحدود الخوف أضفى طابعًا من المأساة أعمق ، لأن الجانبين –على اختلافهما- القلب والعقل يواجهان الخوف ، ويكون السؤال مثاراً: هل هذا العقل الذي حصر القلب محى الخوف ؟ لا يُدرى ، إذًا لماذا يتعامل الفرد بالعقل وهو غير مؤكد النجاح ؟ إنها المأساة لا العقل انتصر ولا القلب استمتع ،وتبقى المأساة الخوف كأنه هو هذا الإطار يحيط بالجانبين.
لاحظي هنا المواءمة والموازاة بين الخوف والإطار، ولذلك تكون حالة السجن، الشجن هي المسيطرة رغم عدم إشارتك لها

المشرقي الإسلامي 08-05-2009 04:42 PM

أرتشف ملامح قهوتي بطعم الغياب وترتشفها أنت بطعم الحنين
أم سنجتمع في فنجان واحد بطعم العشق..؟؟


رغم أن الحنين والغياب مكمّلان لبعضهما ،إلا أنك جعلت فلسفتهما اختلافًا ،لأن العشق ما لم يو ؤحد الطرفين فيكون الفراق هو الطعم الواحد فإما العشق وإما الخصام.
ما زالت اللغة الأرستقراطية من خلال القهوة والفنجان مثار إعجاب لأنها معبرة عن واقع قليل التناول .وإن كنت ارى أن التركيبة أرتشف ملامح قهوتي غريبة نوعًا ما .أرتشف قهوتي تكون أكثر واقعية .رأيي الشخصي .
أياترى سأتحسس تجاعيد وجهك بأناملي
وتحتضن أنت تجاعيد عمري ذات مساء..؟؟

هذه القطعة رائعة للغاية وتبرز مرة أخرى عنصر الاختلاف واجتماع الثنائيات (المادة- الروح ،الرجل والأنثى،القلب والعقل )ولفظة تجاعيد فيها إشارةإلى الإرهاق الذي يطال الجانبين ،كما أن الرومانسية فيها كانت حاضرة بشكل يتناسب مع نهاية الخطاب والذي يؤكد مرة أخرى على طبيعة الأنثى (من وجهة نظرك) والتي تلتزم بالحب وتفرِِد للآخر جناحيها لتضمه قبل أن تفرده لتطير بهما.

وتعانق يدك الدافئة يديّ عندما يسرقني الموت منك..؟؟
وقبلتنا تلك بدايتنا أم نهاينتا..؟؟
حبيبي.. ألا من جواب؟؟
أم أنها حكاية نسجت خيوطها مجرد احتمالات

كانت النهاية المليئة بالخوف والتي لم تجد معها الأنثى تحذيرًا غير هذا موفقة للغاية في توصيل المعنى وهو الوفاء والحب،لكن تظل اللغة غير المباشرة هي المسيطرة حتى يفيض الكيل فتقول صراحة يسرقني الموت منك، والأرستقراطية الإنسانية تتجلى في عدم استخدام لفظة استنكار مباشر أو تأنيب ، ويظل الصوت رغم حزن المحتوى وألمه هادئًا خافتًا .
ورغم ما أستشعره من تبلد إحساس الطرف الآخر أو شعورها بذلك إلا أن النهاية أو ما بعد النهاية لفظة حبيبي لتأكيد نفس الحالة ولكن بأشكال مختلفة . السطر الأخير أراه محتاجًا إلى إعادة الصياغة .
النص أراه متقنًا للغاية وأكد على ذلك الآتي :
*السرد : كان السرد متقنًا أي أن الانتقال من جزئية لأخرى جعل من غير المتصور حذف سطر واحد مما يعني التماسك النصي بشكل كبير .
*الاستفهام : وإن جاء بشكل يوحي بأنه يحمل غرض المعرفة إلا أنه في مضمونه استنكاري ليعبر عن الأرستقراطية والتي أصرّ عليها كمدخل لتقييم العمل .
*المواءمة بين الملموس والمحسوس : عبر طول العمل كان الحضور للمتناقضات تجاعيد الوجه وتجاعيد العمر ،وغيرها من العبارات ،الخوف والإطار .
*ثنائية التضاد والتناقض : من خلال المعنى وليس النص الصريح ، النصف المملوء والنصف الفارغ (تأخذ مني عمري أو كتابًا ،آخذ منك الغربة أو لا شيء).
*الاستقبالية : سيستمر ، سيأتي . هناك السين التي تدخل على المضارع لتدل على حدوث شيء في المستقبل وهذا ما يجعل للاحتمالات حضورًا قويًا في العمل والعنوان .
*اللغة : كانت لها فاعلية ، من حيث الاستخدام المجازي والاستخدام التقليدي والذي أفاد حالة غير تقليدية ، إضافة إلى صياغة المعنى الفلسفي بأسلوب بسيط .
الرؤية : كان الاتكاء على عنصر العشق وهو الكوب الذي يجمع الطرفين .
أخيرًا : النص أكثر من رائع ، وفيه صور كبيرة من الإدراك والوعي بفنيات العمل الأدبي خاصة في المقدمة التي سبقت الخطاب .وحقيقة أرى أنني لن أتمكن فيما بعد من نقد أعمالك الأدبية لأنها ستكون قد تجاوزت المستوى الذي يمكن فيه استخدام هذه الأدوات في النقد .
أستطيع أن أغمض عيني ّ وأقول الآن انطلقي إلى عالم الإبداع وحلقي فيه كما تشاءين ، لك تنحني الحروف وتتهادى أوراق الشجر .وفقك الله .
***

المشرقي الإسلامي 09-05-2009 11:01 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : في شرف وداعك
اسم العضوة: آمال البرعي
(9)

في شرف وداعك
صخب ٌهائل
فرحٌ غامر
مهنئون من هنا وهناك

تراجع فى مؤشرات الأحزان
إرتفاع فى معدلات الأحلام
إنقسامات بين
مؤيدة ومؤيدة
تواجد مكثف لكل أنظمة الدهشة
الممتزجة بفرحة
إستقرار فى الأجواء
شمس دافئة على الأنحاء
طقس مميز
فى مثل هذا الوقت من آيام الشتاء
كل الظروف مهيأة
لأجمل البدايات
بعد عناء
كل هذا كان فى شرف وداعك
وخروجك المبهج من حياتى
لأدائك المشرف
فى مسلسل الخدع والمؤثرات

المشرقي الإسلامي 09-05-2009 11:07 AM

كأن العمل يتشبه بالبيتين الشعريين للجاحظ لكن بتصرفي أنا :
وجمال قال صفني
قلت ما فيك أصف
كل ما فيك جميل
كل قلبي يعترف
***
لا أستطيع أن أقول ما في العمل من جمال .. البيئةالتشبيهية كانت حاضرة ...مزج اللغة اليومية
من لغة البورصة والطقس ، والحياة العادية كان حاضرًا وبقوة .الخاطرة هذه ربما أجدها أجمل
ما كتبتيه حتى الآن ، لاسيماوأن التكثيف فيها كان عنصرًا فاعلاً للغاية.
الحشد للكلمات استتبعه شعور متمازج به في هذه الجزئيات تحديدًا :
تراجع فى مؤشرات الأحزان
إرتفاع فى معدلات الأحلام
إنقسامات بين
مؤيدة ومؤيدة
تواجد مكثف لكل أنظمة الدهشة

كل هذا أشعر بحالة من الصخب الجميل إن صح اللفظ وكان تعبيرًا عن استقرار بلغة تسودها الحركة الشديدة .ربما لو حذفت كلمة مؤثرات لاكتمل القمر بدرًا لأنها كلمة جافة بعض الشيء .
أسلوب السخرية اكتسب وأكسب العمل روحًا احترافية متميزة .. العمل على أقل تقدير وبلامجاملة يستحق 9.5 من 10....تحياتي

المشرقي الإسلامي 11-05-2009 10:47 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :أجهلك ..بعيون الحنين
اسم العضوة : الحنين

(10)
بين بحورٍ من آهات الشوق .. و عذوبة المشاعر التي تنساب بين حنايا الروح ..
صمت المساء يغدق العطايا الكلاسيكية على ضوء الشموع ..
لتتهادى أنوار النجوم المتراقصة حول فضيات القمر المتناثرة على سطح الزجاج البارد ..
آهة تزلزل النسمات التي تعبق بها أجواء الهدوء ..

أجهلك ولي سنين أتخيلك ..
أتمثلك في كل طيف ..
وألقاك في قسمات ضيف ..
كل المشاعر له تقول .. حنا هلك ..
ترنو قمم الخيال تداعب عنان السماء ..
وتحلق كما سرب الطيور المهاجرة .. هناك ..
قبل غروب الشمس ترفرف أجنحتها ..
لتترك العنان لروحها مع الهواء يرميها على شواطئ السكون ..
تنحني خطوط الزمن على شفاهه ليخاطب وجهها الباسم ..
" يتراءى وجهك الندي حبيبتي .. كما زهرة زينها القطر ..
لم أجده أمامي يوماً وما أجمله حين يرتسم في عقل قلبي النابض .. "
فتتلون بحمرة الغروب خديها .. وتتهاوى أهدابها على وجناتها خجلاً
كل ذلك خيالاً يرتسم على لوحة بيضاء من صفحات المياه ..
ألقاك في بعض الوجيه ..
ويمرني طيفك و أجيه ..
يا باكر اللي أجهله أرقتني الأسئله ..
وأبطى العمر يستعجلك ..
يحفظ خطواته التي يشق بها طريقه في شوارع المدينة ..
ليرى بسمتها العذبة على قطرة ماء خلفها غيث البارحة ..
وترتسم عيناها الناعستان في بسمة طفل سرّته حلوى يلوح بها في يده ..
ويتراقص حرير شعرها مع أغصان أشجار الزينة التي تتمايل مع النسيم ..
أجهلك .. ولي سنين أتخيلك ..
وجهك اللي قد حبسته داخلي في غمضة عيوني ..
واللي يا ما قد رسمته من عبث طيشي وجنوني ..
وجهك اللي دوم يظهر لما القى نشوة الفكرة الجديدة داهمتني ..
لما القى انكساراتي قصيدة واكتبتني
وجهك اللي دوم يظهر في أعاصيري وسكوني ..
في الجبال الشاهقة في أجمل خيالي
في السفوح الخافقة ما بين نبضي وانفعالي ..

وتحملني قوافل الحروف على ترانيم القصائد المغنّاة بأعذب الأحلام ..
على سفح جبلٍ زينه شلال من حرير السكون ..
لأجد حلمي الغالي وقد استلقى على نسيجٍ من خيالي ..
فأخط بفرشاة ألواني محياك الذي حفظته بين محانيّ ولن أنساه
أجهلك ولي سنين أتخيلك ..
وجهك اللي قد نحتّه في عظامي والجوارح
وجهك اللي قد حفظته و بتفاصيل الملامح
بالنهار في بسمته .. بالشذى اللي في وروده
بالهلاك في غضبته .. بالأماني اللي في حدوده
من جنوحه في البهاء لين أقصى نقطة في كاسر جماله .. للعذوبة ..
من شروق النور في ضيه للشعر في غروبه ..
من شطوط الكحل في عيونك لنحرك ..
من بياض الثلج في خدك .. لجمر قاد في ثغرك


على مسافاتٍ من الشوق إليك ..
خطّت أقلام الجنون في خيالي ملامح وجهك ..
على بساطٍ من أفكاري المترامية على شواطئ الهذيان ..
وجدت السواد الذي اكتحلت به عيناك .. وقد زين ليلي ..
وابتسمت لضحكات التهيؤ في عقلي نجوم الكون ..
تزورني كل ليلة أطيافك .. تحاكي ما تبقى من سكوني ..
تداعب ما ترامي على أطراف قلبي من نبض شعوري
ياللي كلي بك مااعرفه واجهلك ..
ما أصعبك كيف ألاقيك ..؟
ما أسهلك لو ألاقيك ..
ياللي دوم أتخيلك ..
مملكة لحسن الزمن ..
وأنا ملك .............

وأصحو ..
من حلمٍ راود آخر نقاط الصحوة مني ..
على ابتسامة متربعة على عرش السكينة مني ..
وأتنهد ..
أطلق بقايا المشاعر المكبوتة في نفسي ..
وأبتسم ..
لخيالٍ قاد حرفي لجنون وجودك أمامي ..
فما أجملك ..!!!!!

المشرقي الإسلامي 11-05-2009 10:48 PM

أختي العزيزة الحنين :
هذه الخاطرة بقلبك ملونة ومن أريج نفسك مكونة. في الواقع أرى الخاطرة جميلة للغاية ولابد من الإشادة بجوانبها الجميل والأقل جمالاً .
من حيث رصد الحالة ، فقد كانت الحالة رائعة وهي حالة الحديث إلى المحبوب وفي أثناء الكلام تقص عليه ما كانت تقوم به في حالة غيابه والبعد عنها حتى كأن الكلام كله في الماضي فإذا به تلقي بهذا الكلام إليه وهو كأنه -طوال الخاطرة- صامت .كأني بلغة عيون متروكة للقارئ حت يستنبطها بنفسه .
على صعيد التناول كان التناول أو المعالجة مزيحًا من الرمزية والمباشرة وإن كانت الرمزية غالبة بدرجة تتجاوز الثمانين في المئة على الأقل . يُحسب لك -في رأيي المتواضع- أن الرمزية لم تصل بك مبلغ الإغراق والغموض ولا المباشرة بلغت بك حد الخطابية والتقريرية. وأخيرًا وجود المنولوج الداخلي كان عنصرًا فاعلاً في إضافة حالات نفسية متباينة وإن كنت أعيب وجود الصور التي تحدّ خيال القارئ وتجعله كأنه مسيّرٌ وفق رؤية صاحبة العمل. إذًا .. نحن في فن الخاطرة ولسنا في فن الفوتوغرافيا ، فتحت أي ظرف لا يكون استخدام الصور جائزًا حتى لا يحسب أحد أنه عجز عن إيصال المعنى بالكلمة.
والآن .. إلى النص

بحورٍ من آهات الشوق .. و عذوبة المشاعر التي تنساب بين حنايا الروح ..
صمت المساء يغدق العطايا الكلاسيكية على ضوء الشموع ..
لتتهادى أنوار النجوم المتراقصة حول فضيات القمر المتناثرة على سطح الزجاج البارد ..
آهة تزلزل النسمات التي تعبق بها أجواء الهدوء .." هذا رسم للخلفية الكلمات كانت في بيئتها وحقولها الدلالية السليمة فالانسياب للبحور ، والحنايا للمشاعر النجوم والقمر .. كان رسم البيئة لا غبار عليه وكان وجود النقاط (..) يعبر عن حالة بطء أو هدوء تتماشى مع الحالة المزاجية.(الاحظ أنك تفهمين فلسفة علامات الترقيم داخل العمل الأدبي وهذا أمر طيب ومطلوب للغاية ؛فالمحترفون أمثالك محسوبة لهم أو عليهم كل نقطة )كلمة كلاسيكية كانت في مكان قوّى من قيمة العمل فكأنك تحملين رؤية ضمنية مفادها أن الليل وهدوءه وهداياه من صفاء النفس أمر اعتيادي هذا يتماشى مع حالتك بينما في حالة أخرى قد تجدين الأمر اختلف. إذًا العبارات التقريرية وفقًا لإثبات وجهةنظر معينة يكون مسموحًا بها لأنها جاءت لنفي الضد.
على سطح الزجاج البارد : إذًا نحن أمام شرفة منزل(الذي فيه شرفة الذكريات) أو زجاج سيارة قرب البحر لاسيما إن كان في مدينة جدة بعد حي الشاطئ.
سرعة الدخول إلى النص العامي يوحي بحالة تسارع في الإيقاع إذ أن استدعاء المحبوب تم فورًا بعد رصد الحالة أي كأن هناك تراتبية زمنية مفادها أن الحب لا ينتظر سكوتًا أو كأن الصمت لم يقو على نفسه فاستدعى الذكرى تؤانسه.
الأسطر "ترنو.....السكون" كانت موفّقة وإن كنت أراها بحاجة إلى الاختصار والتركيز لكنها أختي الحنين أعادت إليّ ذكريات ميدان النورس بكورنيش جدة
تنحني خطوط الزمن على شفاهه ليخاطب وجهها الباسم" .. صورة مجازية جميلة فالزمن والذي قد لا يبدو للكثيرين صديقًا خاصة في موقف العشق هو بذات نفسه انحنى له كأنك تقولين ليس كل محبوب ينحني له الزمن. كما أنك دللت على هذا الانحناء بنهاية القصة والتي ظل المحبوب فيها ماثلاً ولم يبعده الزمن عنك .
" يتراءى وجهك الندي حبيبتي .. كما زهرة زينها القطر ..
لم أجده أمامي يوماً وما أجمله حين يرتسم في عقل قلبي النابض .. "
ولجت مباشرة وهذا أمر جميل إلى الحوار ولغة العيون دون أن تسردي وتقولي نظر إليها فنظرت إليه فقال فقالت .....
أداء احترافي .
يحفظ خطواته التي يشق بها طريقه في شوارع المدينة ..
ليرى بسمتها العذبة على قطرة ماء خلفها غيث البارحة ..
وترتسم عيناها الناعستان في بسمة طفل سرّته حلوى يلوح بها في يده ..
ويتراقص حرير شعرها مع أغصان أشجار الزينة التي تتمايل مع النسيم " هذا كله كأنه استرجاع للماضي flashbackأرجو أن يكون استنتاجي سليمًا .
التعبيران أغصان الشجر \الزينة والبسمة والحلوى كانا تعبيران موفقان وفيهما اتكاء على الحالة أكثر من الاتكاء على الصورة.
المقطوعة الشعرية الثانية
ألقاك في بعض الوجيه ..
ويمرني طيفك و أجيه ..
يا باكر اللي أجهله أرقتني الأسئله ..
وأبطى العمر يستعجلك ..
كأنه هو الذي يقول لها هذا الكلام أو كأنها تتمنى لو قاله لها(هكذا فهمت).
"وتحملني قوافل الحروف على ترانيم القصائد المغنّاة بأعذب الأحلام ..
على سفح جبلٍ زينه شلال من حرير السكون ..
لأجد حلمي الغالي وقد استلقى على نسيجٍ من خيالي ..
فأخط بفرشاة ألواني محياك الذي حفظته بين محانيّ ولن أنساه .."
هكذا انتهى الاسترجاع وبدأت ِ لتوّك تكملين الحديث من جديد
ما زال الشلال الرومانسي متدفقًا أرى فيه الحركة والعدسة تتنقل من بين مكان لآخر بانسيابية دون تكلف.
"وتحملني قوافل الحروف على ترانيم القصائد المغنّاة بأعذب الأحلام ..
على سفح جبلٍ زينه شلال من حرير السكون .." تعبير فيه صورة كثيرة محشودة بشكل يؤدي إلى التشتت أو هو تعبير محشوّ بتعبيرات فنية كثيرة أعلى مما تحتمله الحالة"
"من شروق النور في ضيه للشعر في غروبه ..
فالمحبوب رغم الشمس والقمر والجدب والمطر هو المحبوب وحالة الحب والتفاؤل والأنس به لم تتغير.
وكلها تعبيرات مناسبة للحالة والشاطئ
من شطوط الكحل في عيونك لنحرك

من شطوط الكحل في عيونك لنحرك ..
من بياض الثلج في خدك .. لجمر قاد في ثغرك
على مسافاتٍ من الشوق إليك ..
خطّت أقلام الجنون في خيالي ملامح وجهك ..
يباض الثلج ، الجمر الوقاد
هنا الرسالة مفادها أن الحبيب لا يتغير باختلاف ظروف الحياة و المكان فهو رغم الثلح ورغم حرارة الشمس ما يزال تأثيره في النفس لا يفتر.
مســـــــــــــافات الشوق .
الله الله الله الله تعبير محترفين .. لكأن الشوق صار رقعة لا يبلغ الفرد آخرها فصار فيه مسافات وليس مسافة واحدة .يا الله ما أشد الشوق !! إنها روعة التعبير وهكذا يكون المبدعون كل شيء لهم له مسافات تختلف عنا نحن العاديين.
خطّت أقلام الجنون في خيالي ملامح وجهك ..
على بساطٍ من أفكاري المترامية على شواطئ الهذيان ..
وجدت السواد الذي اكتحلت به عيناك .. وقد زين ليلي ..
وابتسمت لضحكات التهيؤ في عقلي نجوم الكون ..
تزورني كل ليلة أطيافك .. تحاكي ما تبقى من سكوني ..
تداعب ما ترامي على أطراف قلبي من نبض شعوري
هنا ألمح موازاة بين البساط والرمال والشواطئ والأفكار حتى كأن الأفكار صارت من شدتها وتوهجها وكثرتها واتساعها كالرمال فكيف بالبحار ؟وهذا ما يسمى بمراعاة النظير ، وهنا بيئة التشبيه كانت حاضرة ومكتملة بشكل مذهل .شواطئ الهذيان .. هنا أرى أسلوبًا جميلاً فيه فهم دقيق وعميق لما يسمى بسحر الكلمة ، فكلمة الهذيان مرتبطة في الوجدن بحالة جنونية مقيتة هيستيريا لكنك في هذا السياق جعلتيها مرادفة لحالة الاشتعال والذي لايقوى الفرد على السيطرة عليه ، فهو لم يأت ِ بمعنى تقريري بل بمعنى شاعري أفاد حالة من التوهّج وكأنها بديل عن كلمة يرقص قلبي .لكني لا أستسيغ تعبير ضحكات التهيؤ..بعد إعادة النظر فيها وجدتها يمكن الاستغناءعنها.
السواد الذي اكتحلت به عيناك .. أعجبني فيه أنه ذكرني بما قالته الشاعرة الكويتية سعاد الصباح في قصيدتها قصيدة حب إلى سيف عراقي :
فمنذ الطفولة كنت أحنّي يديّ بطين العراق وكنت أكحل عيني بليل العراق .. وأترك شعري طويلاً ليشبه نخل العراق.."
شطوط الكحل كناية عن شدة السواد وسواد العينين من تمام خصائص الجمال في الرجل والمرأة لكن الذي ألمحه هو شيئًا آخر : المحب إذا أحب وجد في محبوبه ما لايراه الآخرون . هكذا فلسفتك في العمل وهي أنك فقط أنت التي ترين هذا الكحل حتى ولو لم يكن كذلك في عيوننا نحن(أنا نفسي لم أره!!)
ما تبقى من سكوني ، أطراف قلبي .. كأن السكون حالة خاصة لديك ، حالة من الحساسية والشعور بالمحيط والمكان تغبطين عليها كأني أراك تقولين إن أجمل الصخب هو ذك الصخب الهادئ والذي هو الهمس . شعور جيد أن يكون الفارق بين السكون والحركة فارقًا بسيطًا لكن تقييمه في العين الشاعرة يختلف تمامًا.لاحظي كيف استدجتينا جميعًا من حالة الهدوء إلى حالة الصخب دون أن نشعر !هنا تنساب المشاعر لتدل على شاعرية صاحبها حتى أن الواحد فينا قد لا يكون أحسّ بالنقلة من حالة الهدوء التي كانت في الأسطر الأولى وبين الصخب الذي برهنتِ عليه بقولك "تبقى من سكوني"
أطراف قلبي :كناية عن شدة الاتساع . كأنه يتوازى مع الرمال والبحار قلب مثلهما يستحق كل هذا الإبداع .
لكأني بالمحبوب ينظر إليها ويسمع في شوق ولا يتكلم إذ هو مستغرق في الاستمتاع بقصصها الطفولي البراءة وهذا يشعرني أكثر بالشوق من ناحيتها . جميل أن يترك الشاعر أو الأديب للقارئ العمل يستنتج فيه كما يريد شرط وجود القرائن النصية المشيرة لذلك .
وأصحو ..
من حلمٍ راود آخر نقاط الصحوة مني ..
على ابتسامة متربعة على عرش السكينة مني ..
وأتنهد ..>>>>>>أشعر أن بها إقحامًا كبيرًا للصور المجازية.
أطلق بقايا المشاعر المكبوتة في نفسي ..
وأبتسم ..
لخيالٍ قاد حرفي لجنون وجودك أمامي ..
فما أجملك
وأصحو ، إذا كما استنتجت أنها كانت تقص على محبوبها ما كانت تحلم به (آخر نقاط الصحوة) تعبير أشعرني بشدة الاستغراق في الحلم
جنون وجودك أمامي ربما لاأستستيغ هذا التعبير فهي تتحدث عما بها هي وليس عما به والأصح -كما أظن- لجنون وجوي أمامك .

لكأني كالذبابة لا تترك العمل الأدبي حتى لو جئت لها بمضرب أو مبيد ..عمومًا العيب ليس مني ، من قال لك اكتبي خاطرة بهذه الروعة ؟!!
العمل أروع من رائع وفي تصوري الشخصي أنك حققت ِ فيه قفزة أكبر من (على شرفة الذكريات) الذي كان كالذهب وهذا جاء كالألماس فقط كان المأخذ في العنوان والحشد المسبب لتشتيت القارئ .
ميّز هذا العمل :
الإحساس بالوقت والمكان ، العبارات الفلسفية(فلسلفة الغروب) ، بيئة التشبيهات ، الصور المجازية ، الأيبات الشعرية .
عمل أحييك عليه دائمًا وكل عام وأنت بخير ودائمًا لأعمالك يتّقد الحنين

المشرقي الإسلامي 14-05-2009 08:27 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :الحب الأعمى والجنون
اسم العضو : eid-123
(11)
فى قديم الزمان، حيث لم يكن على الأرض بشرٌ بعد ....كانت الفضائل والرذائل.. تطوف العالم معا..و تشعر بالملل الشديد.... ذات يوم... وكحلٍ لمشكلة الملل المستعصية...اقترح الإبداع.. لعبةَ.. وأسماها الإستغماية.



أحب الجميع الفكرة، و صرخ الجنون: أريد أن أبدأ.. أريد أن أبدأ...

أنا من سيغمض عينيه.. ويبدأ العدّ... و أنتم عليكم مباشرة الاختفاء....

ثم أنه اتكأ بمرفقيه..على شجرة.. وبدأ... واحد... اثنين.... ثلاثة....

و بدأت الفضائل والرذائل بالاختباء..

وجدت الرِقة مكاناَ لنفسها فوق القمر..

و أخفت الخيانة نفسها في كومة زبالة...

دلف الولع... بين الغيوم..

و مضى الشوق إلى باطن الأرض...

الكذب قال بصوتٍ عالٍ: سأخفي نفسي تحت الحجارة.. ثم توجه لقعر البحيرة ..

و استمر الجنون: تسعة وسبعون... ثمانون.... واحد وثمانون..

خلال ذلك، أتمت كل الفضائل والرذائل تخفيها... ماعدا الحب...

كعادته.. لم يكن صاحب قرار... وبالتالي لم يقرر أين يختفي..

و هذا غير مفاجئ لأحد... فنحن نعلم كم هو صعب إخفاء الحب..

تابع الجنون: خمسة وتسعون....... سبعة وتسعون....

و عندما وصل الجنون في تعداده إلى المئة

قفز الحب وسط أجمةٍ من الورد.. واختفى بداخلها..

فتح الجنون عينيه.. وبدأ البحث صائحاً: أنا آتٍ إليكم.... أنا آتٍ إليكم....

كان الكسل أول من أنكشف...لأنه لم يبذل أي جهدٍ في إخفاء نفسه..

ثم ظهرت الرقّة المختفية في القمر...

و بعدها، خرج الكذب من قاع البحيرة مقطوع النفس...

و أشار على الشوق أن يرجع من باطن الأرض...

وجدهم الجنون جميعاً.. واحداً بعد الآخر....

ماعدا الحب...

كاد يصاب بالإحباط واليأس.. في بحثه عن الحب... حين اقترب منه الحسد

وهمس في أذنه: الحب مختفٍ في شجيرة الورد!!

التقط الجنون شوكةً خشبيةً أشبه بالرمح.. وبدأ في طعن شجيرة الورد

بشكلٍ طائش و لم يتوقف إلاّ عندما سمع صوت بكاءٍ يمزق القلوب...

ظهر الحب.. وهو يحجب عينيه بيديه.. والدم يقطر من بين أصابعه...

صاح الجنون نادماً: يا إلهي.. ماذا فعلت؟..

ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك البصر ؟...

أجابه الحب: لن تستطيع إعادة النظر لي... لكن لازال هناك ماتستطيع فعله لأجلي...

كـُن دليلي..

و هذا ماحصل من يومها

يمضي الحب الأعمى... يقوده الجنون

المشرقي الإسلامي 14-05-2009 08:30 PM

أخي العزيز :
هذا العمل أظن -والعلم عند ر بي- من الأعمال التي لو حاولت نسيانها لفشلت ،كما فشل الحب في إخفاء نفسه ..
العمل على بساطته ذو معنى فلسفي جميل وهو ما صغته أنت في العبارة الأخيرة



يمضي الحب الأعمى... يقوده الجنون

عبارة جميلة جدًا جمالها يكمن في أنها جاءت كمحلة لمجموعة من التفاعلات داخل القصة .
والقصة وإن كانت مباشرة نوعًا ما إلا أن هذا الأسلوب يتناسب مع الغرض ، فهو ليس غرضًا فلسفيًا بحتًا ولا غرضًا رومانسيًا وإنما هو رسالة عميقة في محتوى بسيط ، وما أعجبني في العمل أكثر هو أني لا أستطيع فصل أي مكون منه عن الآخر فالسبك كان دقيقًا ومتينًا في هذه القصة .
وجدت الرِقة مكاناَ لنفسها فوق القمر..

و أخفت الخيانة نفسها في كومة زبالةكان لبيئة العمل توافق مع المعنى المنطقي للأشياء فالرقة للقمر والخيانة للزبالة ..

وجدهم الجنون جميعاً.. واحداً بعد الآخر....

ماعدا الحب...

كاد يصاب بالإحباط واليأس.. في بحثه عن الحب... حين اقترب منه الحسد

وهمس في أذنه: الحب مختفٍ في شجيرة الورد!!

جميل أن رؤيتك هي أن الجنون وحده غير قادر على الحب وإنما جعلت هناك علاقة تراتبية كأنها 1-2-3 الخطوة الأولى اختفاء الحب الثانية وشاية الحسد الخطوة الثالثة هجوم الجنون الخطوة الرابعة ندم الجنون .

ظهر الحب.. وهو يحجب عينيه بيديه.. والدم يقطر من بين أصابعه...

صاح الجنون نادماً: يا إلهي.. ماذا فعلت؟..

ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك البصر ؟...

أجابه الحب: لن تستطيع إعادة النظر لي... لكن لازال هناك ماتستطيع فعله لأجلي...

كـُن دليلي..

و هذا ماحصل من يومها

يمضي الحب الأعمى... يقوده الجنون

الجملة الأخيرة في شكلها المجرد تكون عادية لكنها -داخل الإطار الكلي- تتخذ شكلاً في غاية الإبداع .

هذا العمل أراه لو مُــــثـــَّل مسرحيًا أو سينيمائيًا يكون نقطة تحول في الفكر الإبداعي .. بلا مبالغة.
العمل أكثر من رائع وبساطته مع عمق المعنى كان عنصرًا فاعلاً فيه .وهي إلى ذلك مجردة إنسانية من أي زمان أو مكان أو عرق أو جنس أو دين ، وتصلح لجميع الحالات كلها وهذا يكسبها بعدًا استراتيجيًا في قمة الحيوية .
وفقك الله ودائمًا إلى الأمام

المشرقي الإسلامي 16-05-2009 06:54 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :وريقات من فصل الغياب
اسم العضوة: خاتون
(12)
وريقة أولى
وكأني أرسمك كل يوم في تفاصيلي
أراود أنفاسك وأمشط ظفائر رسائلك
أشتاق إليك وأنفث ذكراك من شراييني


أف لك أيتها النفس الأمارة بالغرام
أف لكل عرق يمد إليك عبق الذكرى
وألف أف لعين تتوق لأشباح اللحظات الآفلة


أيها المرسوم على وجنتي الشفق
أيها الذكرى القادمة من العدم
أتوسل إلى عينيك التي لم ترق أشرعتي العسلية
أناشد طهر أنفاسك التي كسرت أمواجي البلورية
ارحل عن مسائي و تمثل نجمة في غيومي
ولا تحمل حقيبتك، وارحل إلى أحلامي

المشرقي الإسلامي 16-05-2009 06:59 AM

أختنا العزيزة خاتون : اعذريني للإطالة في التعليق لكنك جعلتيني مضطرًا لذلك فتحملي نتيجة فعلك!!


أيها المرسوم على وجنتي الشفق
أيها الذكرى القادمة من العدم
أتوسل إلى عينيك التي لم ترق أشرعتي العسلية
أناشد طهر أنفاسك التي كسرت أمواجي البلورية
ارحل عن مسائي و تمثل نجمة في غيومي
ولا تحمل حقيبتك، وارحل إلى أحلامي




هذه الخاطرة الجميلة بدأت من تقنية الاسترجاع flashback وتبدأ الخاطرة حقيقة -كما أحسب- من هذه
اللقطة والتي تبدأ فيها الخلفية بالظهور وكأن أمامها العاشقة تناجي قصاصات أحلامها المتطايرة
فوق بساط الموج الهادئ والكلمة القادمة من العدم لها سحرها المتمثل في التعجيز والمفارقة
المنطقية ،فلا شيء مخلوق من العدم وهنا يبدو هذا الشطر متماثلاً تمامًا مع قول الشاعر
محمود حسن إسماعيل في قصيدته موسيقى من الزمان :
يتحرك في اللاشيء بلا حركات
ويدور يدور ولا يدري من أي فضاء آت ..

الكلمة هذه أشعرت بالمفاجأة والأجمل حالة التراتب بين الذكرى والتي هي بطبيعتها غائبة واجتماع
الغائبين (الذكرى والعدم) يوحي بحالة من اللانهائية والمفاجأة.
البيئة كانت متماسكة ومتكاملة في الأشرعة والأمواج والعبسلية والبلورية ... تتضح الصورة الشاعرية
أكثر تألقًا والجزئية الأجمل هي الفانتازيا في رسم هذا الجو لاسيما في العبارة تمثل نجمة في غيومي بما يوحي حالة من الوهم . والكبرياء المنبث من هذه العبارة يُشعِر بالتباعد بين الطرفين .
لكني أرى الصورة قد أخذتك إلى أبعد من الجانب المنطقي في قولك ارحل عن مسائي ثم ارحل إلى أحلامي .ما دلالة كلمة أحلام في مواجهة كلمة مسائي ؟وهنا خطأ نحو في جملة

أتوسل إلى عينيك التي لم ترق أشرعتي العسلية
والأصح أتوسل إلى عينيك اللتين لم تروقا أشرعتي العسلية لأنها مثنى
مؤنث .
والتعبيرات المجازية التي ذكرتيها مثل طهر أنفاسك ، أتوسل إلى عينيك كانت مساعدة على استشعار الجو الرومانسي بشكل متميز.


وكأني أرسمك كل يوم في تفاصيلي
أراود أنفاسك وأمشط ظفائر رسائلك
أشتاق إليك وأنفث ذكراك من شراييني

من هنا كانت تسترجع ما كان في المقطع الثالث
الخاطرة بدأت من هذا الشطر لتفيد التشويق ولتكون المفاجأة أعمق عند التوصل إليها وهذه
المفاجأة هي المقطع الأخير .. هنا الحالة السابقة على حالة الكبرياء -والتي يستنتج القارئ سببها-
حالة في غاية الشوق وكانت كلمة تفاصيلي مفيدة للخصوصية وكلمة كأن كانت في مكانها لأنها
تفيد التشبيه مما يعني أن المحبوب المتخيل في العمل ليس مرسومًا فعلاً بل كأنه مرسوم..و الأجمل أنك قلت مرسوم وليس منحوتًا مما يجعل الإزالة والتنحية أمرًا سهلاً . وهذا
يجعل من الخطاب إليه بالرحيل أو البقاء مبررهما لأنه ليس موجودًا في التفاصيل بل شبه موجود.
في هذه الجزئية حينما أربط بين هذين الشطرين :

وكأني أرسمك كل يوم في تفاصيلي

ارحل عن مسائي و تمثل نجمة في غيومي
ولا تحمل حقيبتك، وارحل إلى أحلامي

أرى ظاهرة اللاوجودية هي المسيطرة والنداء كأنه إفضاءة لشخص هو متخيل في العمل
الأدبي وليس موجودًا فيه مما يستدعي التحكم فيه بطلب الرحيل وطلب الرحيل عن وإلى
مكان معين يعمق فكرة اللاكينونة أو اللاوجودية وهذا يتطابق تمامًا مع الرؤية المبثوثة من
خلال العنوان "وريقات من فصل الغياب".
نحن أمام عمل فذ وفيه تتحد التفاصيل الجزئية مع الصورة الكلية وتكون عنوانًا أو رؤية
تتمازج فيها الفلسفة والتصوير والموسيقى .. تلك الإيقاعات التي يستنتجها القارئ من
وراء الصورة ،والخلفية الشاعرية كما يستنجها كذلك من أصداء الصوت والتي تكرر فيها
فعل الأمر .كذلك لأن هذا المحبوب غائب حتى عن روح القصيدة فلم يكن الابتداء به
أمرًا ضروريًا. والكبرياء هنا يفرض حرية الكاتبة في البدء بالمحبوب أو عدم البدء به ، كذلك
الحرية في إصدار الأوامر وكأن حالة الاشتياق إليه حالة إرادية وليست تلقائية.

كلمة أراود أنفاسك جاءت قوية في التعبير عن الجانب الحركي ، فالأنفاس محسوسة وليست
ملموسة بينما المراودة حركة ملموسة .. هذا التمازج بين المتناقضين كان متوهجًا وعمل على
إثراء الدلالة . فيمكن أن تكون (القبلة) هي المقصودة لكن التعبير عنها جاء عبقريًا للغاية وغير
مباشر . لكن التعبير الغريب ضفائر رسائلك .. لا أفهم دلالته وعمومًا هذا المقطع افتقد إلى الوحدة
في البيئة وهو لا يعيب العمل لكني شعرت أن الصور المجازية كانت فيه غاية في ذاتها وهذا أمر
غير مطلوب . للصورة سحرها وللإيقاع إغراؤه ، لكن الحشد المبالغ فيه يؤدي إلى تشتيت الذهن .
وعمومًا هذه الهفوات بسيطة للغاية ولا تؤثر على العمل بشدة .و إن كان من الممكن لأحد غيري
القول أن الحشد الهائل له ما يبرره لإشعار المتلقي بالصخب النفسي للعاشقة .(لكني لا أميل لهذا التأويل).


أف لك أيتها النفس الأمارة بالغرام
أف لكل عرق يمد إليك عبق الذكرى
وألف أف لعين تتوق لأشباح اللحظات الآفلة


في هذه الأشطر -إذا سرنا وفق ترتيبك للأحداث- تكون حالة التغير قد بدأت تدق أجراسها وكأن
شيئًا ما تذكرته العاشقة (وهنا يبقى هذا الشيء متروكًا للمتلقي يتخيله كيفما يشاء )وتتوازي عبارة عرق يمد غليك عبق الذكرى مع عبارة وأنفث ذكراك من شراييني وكان تكرار لفظة أف مفيدًا لاضطراب ما حوّل سكون هذه الخلفية الجميلة إلى مجرد ذكرى هذه الذكرى نستدل عليها من التعبيرين : اللحظات الآفلة والأشباح .
هذا النص يمكن قراءته والبدء به من المقطع الثالث أو الأول وأنا فضلت هذه العبثية من جانبي حتى نستيطع تبيّن شيء جديد وهو أن العمل الأدبي الذي بين يدينا يمكن تفسيره بأكثر من تفسيروفق القرائن النصية أو
القرائن المصاحبة للحالة الشعورية. ولو لاحظنا هذا الترتيب لوجدنا به حالة مميزة :


أيها الذكرى القادمة من العدم
أتوسل إلى عينيك التي لم ترق أشرعتي العسلية
أناشد طهر أنفاسك التي كسرت أمواجي البلورية
ارحل عن مسائي و تمثل نجمة في غيومي
ولا تحمل حقيبتك، وارحل إلى أحلامي
وكأني أرسمك كل يوم في تفاصيلي
أراود أنفاسك وأمشط ظفائر رسائلك
أشتاق إليك وأنفث ذكراك من شراييني

حالة من التداعي والتوسل والتي تبدو فيها العاشة أكثر تمسكًا بالمحبوب .
أما الأسلوب الذي أوردتِ به الخاطرة أعطاني أنا -من وجهة نظري المتواضعة- الإيحاء بأن الحالة
هي حالة استرجاع وأنك بدأت من منتصف العمل وليس من بدايته، لهذا تأتي النهاية في العمل من وجهتك مليئة بالحنان والعاطفة المتوهجة المليئة بالتسامح والميل إلى الآخر.
أما في قرائتي لها فهي كما ذكرتها لك نهاية لسان حالها :إذا افترضت أنك موجود فأنا سوف أشتاق إليك وهي -في رأيي المتواضع- حالة أشد فرادة وتأثيرًا.
وأخيرًا حين نرجع للعنوان مرةأخرى نراه "وريقات" تصغير أوراق للتصغير دلالته التي تحتمل التقليل من القيمة وتحتمل كذلك اللعب على عنصر الحجم للشعور برقة الشيء المفقود . لذلك بدا العمل متهيئًا لأكثر
من وجه من وجوه التأويل . والذي أراه (رأيي الشخصي) هو أن حالة الكبرياء الأنثوي تتمادى في العمل لتقول أن الآخر هو مجرد وريقات من فصل وليس موسم أو زمن ثم الغياب كأننا بإزاء عنوان "عابرون في كلام عابر) . التركيب والتعقيد في العنوان كان في صالح النص فكأنك تقولين -كما فهمت- هذا الذي أتحدث عنه هو شيء وهمي للغاية مجرد وريقات وليس وريقة وحيدة تكون لها قيمتها بل مجموعة تتطاير في الخريف وهذه الوريقات مآلها الغياب وكأن الغياب حلقة من حلقات الحياة لأنه فصل فيُحتمل أن يكون بعد الغياب حضور جديد .(وهنا تبدأ الرؤية الجديدة التوافقية في محاججة الرؤية التي أتبناها).
عملك هذا يمكن تأويله بأكثر من طريقة وبأكثر من زاوية وبتعدد القراءات يمكن أن تتعدد وجوه الإبداع
الفني .إلى هنا أشكرك على هذا العمل الجميل وأرجو لك التوفيق دائمًا وسامحيني على هذه الثرثرة.

المشرقي الإسلامي 16-05-2009 01:36 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

اسم العمل :على عتبات الشوق
لم يقم بتسمية العمل فقمت بوضعها نيابة عنه حتى يعود بالسلامة بإذن الله .
اسم الكاتب: السيد عبد الرازق(مشرف خيمة الثقافة والأدب)

(13)

في خيوط الشفق الأحمر التقينا.
والشمس مسافرة في أفق المغيب
قلت لي أحبك .
ونظرت في أعماق نفس .
ماهو الحب . هل هي الرغبة . هل هو التملك . هو هو الوداع . هل هو المغيب .
أم هو الشوق واللقاء . أم هو الإشتياق وزيادة اللوعة .
سيدتي أنت في حضن المغيب شمس راحلة .
وأنا في عمق الزمان نجم سائر علي أعتاب الحنين .
عديني أن نعود.
قالت ليست بأيدينا العودة .
ربما يعود النجم وأن لا نعود .
ربما تعود الشمس ويكتب لنا السفر والغياب .
قلت بمشيئة الله تعالي نعود مع عودة النوز البازغ من أعماق الفجر .
النور المشرق في قلوب أهل العرفان .
نور أهل الليل .
قالت أتعرف الليل .
أتعرف قسمات الحب .
أتعرف نور القلب السابل برده علي أوتار العشاق .
أتعرفه .
قلت أحاول معرفته .
أو أحاول أن أحبه . أو أحاول أن أقترب من ذاته .
قالت هو أقرب إليك من حبل الوريد .
قالت أتذكر قول الشيخ قديما .
متي غبت عنهم في الأرض حتى راحوا يطلبونك في السماء .
قلت لها صدق الشيخ وصدقت .
إنما جعلت الصلاة حتي نحسن التعرف واللقاء والمشافهة وحسن اللقاء .
قالت سيدي نحن لا نصلي نحن نتعلم الوقوف بين يدي الحبيب .
قلت لها صدقت .
وانصرفنا .

المشرقي الإسلامي 16-05-2009 01:41 PM

في خيوط الشفق الأحمر التقينا.
والشمس مسافرة في أفق المغيب
قلت لي أحبك .
ونظرت في أعماق نفس .


أخي العزيز أهلاً بك واعذرني للتأخر ..
أعجبني الرسم الذي كأنه مرسوم على بطاقة .. الصورة ساكنة لكن قدرتك
على التوصيف والرسم جعلت الصورة حاضرة بشكل أقسم لو أنك رسمت الصورة
لما جاءت بهذا الوضوح الذي في الذهن . وهذا مايشير مرة أخرى إلى أن المبدع
لاسيما الشاعر إنما هو كل الفنون مجتمعة لاسيما فن التصوير.
رائع للغاية اللقاء في خيوط الشفق كلمة في توحي بحالة من الاستغراق والوصول إلى
عالم فانتازي وهذا الرسم بدأ يأخذ عنصر الحركة فيه عندما بدأت بسفر الشمس .
هنا تبدو الرؤية والتي يكون الأديب فيها ذا موقف من الغروب هل هو غروب الأمل لديه؟ أم
هو الحالة التي تستريح فيها الشمس وتنيب عنها من يسعد الناس بشكله الوضاء ؟
إن التناوب بين الشمس والقمر هي رسالة إنسانية مفادها أن لكل واحد منهما فلسفته
في إسعاد الإنسان ..
قلت ِ لي أم قالت لي ؟
عمومًا كان الجو مناسبًا للحب ، وهنا نجد لغة عيون هادئة تستطيع أن تتبينها من خلال الموقف
الذي يجمعهما ؛ ويكتمل بذلك المشهد في شكل سينيمائي بديع .
نظرت في أعماق النفس .. نطبق معاييرنا المبدئية شبهت النفس بأنها مكان يُنظر فيه بل كأنها بحر
جميل هذا التعبير .

ماهو الحب . هل هي الرغبة . هل هو التملك . هو هو الوداع . هل هو المغيب .
أم هو الشوق واللقاء . أم هو الإشتياق وزيادة اللوعة .
سيدتي أنت في حضن المغيب شمس راحلة .
وأنا في عمق الزمان نجم سائر علي أعتاب الحنين .

عمق الزمان - نجم سائر ... أرجوك احتفظ بهذين التشبيهين في هذه المشاركة واجعل
المشاركة والتعليق عليها موضوعًا مستقلاً.

هنا بدأ النص يأخذ منحى فلسفيًا يتساءل عن ماهية الأشياء وتبدأ التداعيات الذهنية في
الولوج إلى خبايا النفس الحب .... ذلك المعنى الذي أعيا الفلاسفة . كان النزول من الرغبة
والتملك إلى الوداع والمغيب إيذانًا بتوازي مع حركة الشمس التي ترغب فيها في تملك الكون
ثم تتملكه فعلاً في الضحى بعد ذلك تبدأ الوداع فالمغيب .. وكأن ها هو المعنى المطلوب

عديني أن نعود.
لغة العيون واضحة فيها بشدة ة وهنا ربما كان يحسُن أن تضع للنص علامة تفيد بالحوارية مثل:
- دعينا أن نعود....
ق
الت ليست بأيدينا العودة .
ربما يعود النجم وأن لا نعود
.
جميل هذا القاء الآخذ شكلاً من تقنية الحلم ؛ فاللقاء مع الحبيبة لا يتكرر كذلك اليوم لا يتكرر كذلك أشياءكثيرة .. النص عميق للغاية في دلالته ويحتاج إلى من هو أعمق مني خبرة وأشد مني اتساعاً في التفسير ...
ربما تعود الشمس ويكتب لنا السفر والغياب .
هذه التي تقول لا أعود هي النفس في حالة الصفاء هي الذكريات هي الأيام والدقائق هي اللحظات التي تنجلي فيها الضبابات فيرى الإنسان بعين قلبه ما لا يرى بعيني رأسه ....
قلت بمشيئة الله تعالي نعود مع عودة النوز البازغ من أعماق الفجر .
النور المشرق في قلوب أهل العرفان .
الاتجاه التصوفي بدأ ولتبدأ معه تجليات تتخذ من الفجر طريقًا لها .
نور أهل الليل .
قالت أتعرف الليل .
أتعرف قسمات الحب .
أتعرف نور القلب السابل برده علي أوتار العشاق .

أتعرفه .
هنا في كل مرة يتغير المعنى وتتسع ا لدلالة للنور والليل والمعرفة بوجه عام وكل ذلك يصب في دلالة أعمق وهي الإنسان هل تعرفه ؟ هل تعرف كنه عبقريته أن به ألف ليل وألف نهار وألف وتر ....وكله داخل في بعضه ..
قلت أحاول معرفته .
أو أحاول أن أحبه . أو أحاول أن أقترب من ذاته
.
هنا لو أنك لو تركت النص بدون إجابة لرفعت من الاتجاه الذهني ذلك الاتجاه الذي يزيد من تصورات الإنسان ويعمِل فكره في كل ما حوله ويجعل التساؤلات الجميلة متقدة بداخله
قالت هو أقرب إليك من حبل الوريد .

الله ... إنه المعنى المطلوب الحب حب الله حب الجنة ... اتسع معنى الحب وفي السياق الموقفي لك تكون تلك التي التقتك ليست محبوبة وإنما هي النفس في حالة من حالات التجلي والتي تتوحد فيها النفس والأنا الأعلى . لقد تدرج الحب في شكله الرومانسي الأول آخذَا أنماطًا من التفكير والتصور حتى انتهى إلى المعنى الأسمى والأعظم ...حب الله .(وإن كنت أنا شخصيًا لا أميل لهذا الاتجاه لأنه من الممكن أن يجعل معنى حب الله معنى مميعًاتذوب فيه الفوارق بين الأديان بما يبعد عن قوله تعالى "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )
قالت أتذكر قول الشيخ قديما .
متي غبت عنهم في الأرض حتى راحوا يطلبونك في السماء .
قلت لها صدق الشيخ وصدق.

لكأنها في الإنجيل ...أليس كذلك ؟ هنا لا أحب الاقتراب من هذه المنطقة الخطيرة وأرجو ألا تكون
محورًانسير في اتجاهه .. فقط لدواعٍ عقدية .
إنما جعلت الصلاة حتي نحسن التعرف واللقاء والمشافهة وحسن اللقاء .
قالت سيدي نحن لا نصلي نحن نتعلم الوقوف بين يدي الحبيب .

ربما كان من الأجمل أن تقول نحن لا نصلي بأجسامنا حتى لا يضيع معنى الصلاة في التفسير الفلسفي لها .
ربما كان من الممكن أن تكون النهاية أقوى من ذلك يا أخي العزيز . كان من جميل ما فسر به أحد الناس الصلاة أنه قال أرفع يديّ لألقي الدنيا فيها خلف ظهري .... هناك قصيدة للشاعر الجميل الأنيق نزار شهاب الدين عضو جماعة مغامير عن الصلاة أوردها لك تتحد كثيرًا مع ما تريدقوله باختصار .
قلت لها صدقت .
وانصرفنا .

الانصراف لم يكن شيئًا اعتباطيًا وإنما هو تطبيق واقعي لمعنى الحب ؛أي أنك ذهبت إلى الصلاة انصرفت بجسمك إلى المسجد وانصرفت نفسك إلى التهيؤ للقاء الحبيب . وهنا تكمن عبقرية التناول في استخدام الضمير نا والذي يوحي بحالة من التعانق والتي لا يمكن فيها الفصل بين الكلمتين كما لا يمكن الفصل من الحبيبين في حالة التوحد وهي توحد النفس في الأنا العليا لها ...
للعمل جوانب أخرى ربما تكون مستبطنة لدينا لكن حسبي ما أعانني الله عليه . هذه الخاطرة جميلة للغاية وأسبابها مذكورة لديك (الصورة - الحركة-الاقتباس -الفلسفة - الحوار -النهاية )
عمومًا أرجو منك نقل هذه المشاركة لتكون مستقلة وأن تورِد التشبيهات المجازية فقط في هذه المشاركة حتى لا تكون هذه المشاركة تعجيزية لمن يقوم بقراءتها ونحن في أول خطى المشروع.
لك خالص الشكر والتحية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سجدة
يرتدي الحب معطفي أتدفأ
يعزف الغيم نبضه في وريدي
يبسط العشب وجهه للسجود ِ
بينما كنت بالشذا أتوضأ
قبلة العشب دفئهافي جبيني
"ربي الأعلى " في دمي تتلألأ.....(سبحان ربي الأعلى)
ينسج الطين غيمة مثل أمي
تغمر الوجه ظلمة ...يتضوأ
أنا من خالط اشتهائي نقائي
أدفن الطين في دم الطين أبرأ
كيف ضيعت في الوقوف حياتي
وحياتي من سجدة الروح تبدأ
أعرف الآن كيف أحيا وقوفًا
رافع الرأس بينما الكل طأطأ.
نزار شهاب الدين - ديوان لماذا أسافر عنك بعيدًا .

***
أرجوك عد إليها في محرك البحث لأن من الممكن أن أكون قد أخطأت
في بعض الكلمات ....تحياتي

السيد عبد الرازق 17-05-2009 01:03 AM

أخي الفاضل المشرقي الإسلامي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عذرًا لقد تغيبت الفترة الماضية؛ لظروف خاصة أمر بها، وسأقوم بمشيئة الله تعالى وعونه بمعاودة النشاط فور تماثلي للشفاء إن شاء الله تعالى.

وأنت خير خلف لمن سبقوك في العمل في هذه الخيمة المباركة.
وفقك الله وأعانك، وساقك إلى الخير وساق الخير إليك.

وأرجو أن تستوصي خيرًا الأخ الفاضل الشاعر خالد صبري سالم؛ لأنَّه خاطبني على الخاص بأنَّه لا يقصد التعري الجسدي بين الرجل والمرأة، ولكنه أراد تعرية الذات في الناحيتين من الثياب المذوقة ومن زخرف الدنيا، واللقاء في حالة التجرد الذاتي... إلى آخر هذه المعاني، مما يذهب إليه الفلاسفة.

شكرًا لك، وتقبل مروري. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المشرقي الإسلامي 21-05-2009 07:59 AM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي العزيز وحمدًا لله على سلامتك وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ونحن نفتقدك بشدة ، واطمئن فلن يكون إلا الخير بإذن الله وسلّمك الله في الدنيا والآخرة ..آمين .

المشرقي الإسلامي 21-05-2009 08:12 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : مطر
(خارج منتدى الخيمة)
(14)




ا
ستل الليل سيفه يهتك عذرية النهار
دونما موعد ..
أتى هذه المره يسبقه حمحمة ..
تمتم النهار ...
ومفاصله ترتعد ..
يخسف في قلبه..
علامة استفهام بحجم السماء

لماذا أعلنت التمرد أيها الليل ؟!

ظل يبحثُ عن اللا شيء ..
تجمد الزمن برهة ..
وأعلن زوال الضياء ..
استغرب الجميع ..

ابتسمت السماء بسخريه ..
فعلمَ النهارُ
أنه قد حان موعدُ المَطر ..

http://www.ye1.org/vb/showthread.php...90#post6657590

المشرقي الإسلامي 21-05-2009 06:30 PM

من المعروف أن العديد من الأشياء تكتسب قيمة رفيعة في العمل الأدبي من خلال تبادلها الأدوار والمواقع ، فأنْسنة الأشياء (إعطاؤها سمة الإنسان ) وإعطاء الإنسان أوصاف الأشياء والكائنات الحية الأخرى من شأنهما أن يبرزا زوايا متعددة للنظر إلى المواضيع المختلفة كما أن ذلك يصنع عالمًا آخر يتعامل معه المبدع والمتلقي كأنه حقيقة واقعة ويتوقف هذا التفاعل من جانب المتلقي على كيفية قدرة المبدع على إقناع المتلقي بما يطرحه بين ثنايا الأسطر . وهذا ما يُطبق على هذا العمل الجميل ..

استل الليل سيفه يهتك عذرية النهار
دونما موعد ..
ميّز هذه الجزئية التجسيد وهو إعطاء الليل صفة القرصان ممثلة في الهجوم والهتك (ويقصد بهما في العمل دخول الليل بسرعة ) بينما النهار يأخذ صفة المرأة العذراء ، ومثل هذه التعبيرات توضح فلسفة الشاعر في استمداد عناصر الخيال من الجنس البشري ، وتجعل المرأة بالنسبة له عنصرًا للطهر الدائم بينما الليل عنصرًا معبرًا عن الهجوم والعنف اعتمادًا على لونيهما ، وميّز هذه الجزئية تكامل البيئة التشبيهية أو مراعاة النظير فالهتك والعذرية من معاني الذكورة والأنوثة ، وقد جعلهم االمبدع الغالي للنهار والليل مما يجعل القارئ يظن المبدع يرى هذا المجاز كأنه حقيقة لا شك في صحتها .
[COLOR="rgb(46, 139, 87)"] أتى هذه المره يسبقه حمحمة .. [/color]
تمتم النهار ...
ومفاصله ترتعد ..
يخسف في قلبه..
علامة استفهام بحجم السما
ء
[/color]
ميّز هذا الجزء تعبير حمحمة والذي يعبر عن كيفية استيحاء المبدع عناصر الشبه واستخدامها في العمل الأدبي ، فالحمحمة تعبير عن الرعد ووجه الشبه بينهما في هذا الصوت القوي ، وهذا يُحسب للمبدع ، كذلك يُحسب له أنه استخدم الأفعال المضعفة حمحمة ، تمتمة والتي تعبر عن حالة من التكرار في الحركة فالأفعال على وزن فعلل كما يرى ابن جني العالم اللغوي العظيم تفيد التكرار والحركة الزائدة للشيء . وهذا الاستخدام للفعلين كان يتناسب بشكل كبير مع عنف وسرعة حركة مرور النهار ودخول الليل والتمهيد للمطر من خلال البرق والرعد .
غير أن لفظة مفاصل لا يقابلها شيء في الحياة العادية ، لذلك كانت غريبة في العمل وغلب على المبدع الرغبة في إضفاء أكبر قدر من السمات الإنسانية ذات الطابع الحركي دون وجود علاقة بين المشبه والمشبه به . ماذا يقصد بالمفاصل في النهار ؟ ليس في شكل النهار شيء يشبه المفاصل.
علامة استفهام بحجم السماء : كان هذا تعبيرًا ذا طابع فانتازي تشكيلي جميل ، يعبر عن عبقرية فلسفة النهار حينما يكون إنسانًا يشعر بالقلق ، وهذا القلق له مبرره وهو الرعود القوية .
إن النهار يغدو ها هنا إنسانًا ، غير أن القلق الذي يعتريه -من شدته- تظهر علامة الاستفهام التي في قلبه ويكون باطنه أوضح من ظاهره ، فلا تكون حركة العينين ولا شكل النحيب بالعنصر الأوضح في الصورة بل علامة الاستفهام .إن هذا التعبير كشف عن حالة من القلق تختفي فيها كل الملامح ليظهر ما في القلب مختزلاً كافة التعبيرات الوجهية والحركية ، وكشف عن هذه (العذرية ) والتي انتهِكَت حتى بدت علامة الاستفهام الموجودة في قلبه وكأنه كان يناضل من أجل إخفائها .ولفظة بحجم السماء للتدليل على الاتساع هي لفظة من الألفاظ أو التعبيرات غير المباشرة والتي تزيد من قوة العمل وتجعل التصور الذهني له أبعد عمقًا .


لماذا أعلنت التمرد أيها الليل ؟!
ميّز هذه الجزئية أن بها ازدواجية ، فالخطاب يأتي من النهار أي أن السؤال يأتي على لسان النهار كما أنه يأتي من المتحدث عن الغائب إلى كونه المتحدث إلى الحاضر ، كما يأتي على لسان الليل ويعبر عن القهر الذي يعاني منه النهار ، إنها تلك الحالة التي يكون الليل شديد الحضور بما يجعل المبدع لا يراه إلا متمردًا ولا يكون معه النهار أو المتحدث إلا ضئيلاً ضعيفًا لا يملك إلا السؤال الاستنكاري الذي هو أقرب إلى الحالة الهامسة الحيية العاجزة عن الصراخ .

ظل يبحثُ عن اللا شيء ..
تجمد الزمن برهة ..
وأعلن زوال الضياء ..
استغرب الجميع


التعبير ظل يبحث عن اللاشيء عبر عن يأس الصباح من البقاء واللاشيء هو تعبير عن هذا الشيء الذي لم يستطع نيله وكان ذكاء استخدام هذا التعبير للتدليل على الغياب ، فكلمة اللاشيء هي المعادِل لكلمة الأمل أو الوجود \البقاء ، تعبير تجمد الزمن برهة ميّزه القدرة على إعطاء المحسوس (الزمن) سمة الملموس (التجمد ) وهذا يدل على شدة وقوة التجمد بما يجعله يستغرق الزمن ويفرض عليه سيطرته وسطوته .
التعبير أعلن زوال الضياء والتعبير استغرب الجميع أتيا تعبيرين ذوَيْ طابع مسرحي ، فيهما إشراك للجمهور وكأنه حضور لهذا العرض ، كأن الصباح والمساء عرض مسرحي يشاهده الجمهور وأعطى هذا التعبيران الحالة تكثيفًا تصويريًا اعتمادًا على الصورة الذهنية وتداعياتها في النفس .

ابتسمت السماء بسخريه ..
فعلمَ النهارُ
أنه قد حان موعدُ المَطر ..

هذا التعبير ابتسمت السماء بسخرية تجسيد يزيد من رونق العمل وكذلك إعطاءالنهار سمة الإنسان رغم أنهما من الصور الأكثر تداولاً والأبسط من حيث استمداد عناصر الخيال لكن كانت النهاية فاترة نوعًا ما ومباشرة بشكل يوحي بالفطرية الزائدة ، فدخول موعد المطر أمر مفروغ منه لكن كان ذكره صراحة ليس له داعٍ لأنه دلت الأسطر السابقة عليه ، كما أن العمل كان ذا طابع رمزي ، فلم يكن من المناسب معه أن تأتي النهاية مباشرة فجة .
عمل جيد أرجو لك التوفيق ودمت مبدعًا لا تحرمنا من مزيد عطاياك .

المشرقي الإسلامي 21-05-2009 10:30 PM

بسم الله الرحمن الرحيم



اسم العمل : عناق الأصابع
اسم العضو : eid-123

(15)


اليوم يا قلمي... أحسست أن قلبي هو كُلِّي وأنني أريد حقاً أن أهبها الكون لأنها أصبحت كَوني.
اليوم يا وسادتي ـ أرجوك أن لا تحزني ـ عرفت العناق الحقيقي… ذاك الذي حين يقوم به الإنسان إنما يعانق ليذوب لا ليحلم…
اليوم يا وسادتي حين توسَّدَت يدُها يدي وتعانقت الأصابع عرفت ما معنى أن تكمل نشوة الحب حين يجد الإنسان سبباً آخر يعيش لأجله…
بماذا أحدثك يا دفتري وأيَّ كـلام مقدس تريدني أن أكتب؟.. أحقاً أريد أن أكتب فأضـع الدنيا في سـطور؟.. صدِّقني لن أسـتطيع أن أسـكب البحر في كأسك… لكن قطرة واحـدة أحياناً تكون أعمق لجَّةً من البحـر… لذا لا بأس من بِضْعِ قطراتٍ هي لحظاتٌ لن أضيِّعها أبداً ما دمتُ ودمتَ يا دفتري:
كنا نسير معاً… نضحك ونمرح… نسرد القصص… ويسترِقُ كل منا النظر إلى عيني الآخر… لم تكُ قد قالت لي كلمة حب واحدة بعد… رغم أني كنت قد قلت الكثير… وفجأةً وقفتُ وقلت لها بحزم:\" من أنا بالنسبة لك؟\"، واستغرق الجواب نصف دهر ولكنه خرج من ثغر يفيض ينابيع أنوثة ودلع… نعم لقد قالتها بشفاهها… حبيبي…
نعم… في الحقيقة نحن معشر الرجال أنانيون بطبعنا… كان الوقت مبكراً لتقولها… ولكن لإصراري ولئلا أحزن خرج ذلك الهمس المرتجف خجلاً ليعلن سرَّ حياتي القادمة:\" حبيبي\".
على الحافـة الصخريــة هناك في قمة الجبـل… وقفت وإياها وقدَّمتُ لها العالم بأسره… نعم… صدِّقني قد قلت لها ـ ولم أعرف إن ضحكـت علـيَّ في قرارة نفسها ـ حبيبتي أقـدم لك هذا القمر!..
وجلسَتْ على الحافة بعيدة عني أو هكذا أحسست لأنها لم تكن ملاصقة لي، ولكن على كلٍّ في هذه الأمور تكون المبادرة للرجال، ولم أخيِّب ظنَّك يا دفتري العزيز… فدون أن تلاحظ وكالبرق التصقت بها وقبل أن تعترض كان ذراعي يلفُّها كقيدٍ لا مفرَّ منه ولا أَحَبْ… هكذا هُنَّ النساء يتمنَّعنَ وهنَّ راغبات… وهذا أجمل ما فيهن…كانت تقول لي:\" أنزل يدك يا وقح فالوقت مبكر وأنت متعجل…\"، هذا ما قالته شفاهها ولكن لم أكن أستمع لشفاهها بل كنت أحس دقات قلبها… كانت تقول:\" نعم… شدني أكثر إلى قلبك يا حبيبي… فقد حان الوقت لنبدأ المشوار\"…
لم أر في أي ليلة في حياتي أضواء المدينة تتراقص بهذا الجمال مثل تلك الليلة، وكأنها كانت تعلن للعالم أنه على ما يبدو حين داعبت بيدي شعرها الحبيب وحين وضعت رأسها على كتفي… هناك بدأت حكاية حب أخرى.

المشرقي الإسلامي 21-05-2009 10:34 PM

العمل -أخي العزيز - ينتمي وبوضوح وإصرار إلى فن الخاطرة ، وقد برهنت على ذلك من خلال الحجم الصغير لعملك والمركــَّز للغاية .

إن كان الحدث عاديًا للغاية فأنت ألبسته تاج التفرّد والتميز من خلال مفاتيح صغيرة تدلل بها على شاعريتك الوهاجة ، وروحك الأخّاذة وقريحتك المتوقدة وذلك أمر لا يكثر في عالم الفن .

وإني لا أجامل لذات الكاتب ولا الموضوع لكن في ذلك العمل ما أقوله لك حتى تعرف مصدر قوة العمل فتستفيد به في سائر أعمالك القادمة بإذن الله .

اعتراضي على الكلام أو القول المقدس وكذلك قول أخي ودق نورانيات .. مهما بلغ سمو الحب والعاطفة فلايعني أبدًا ذلك أن نصبغ هذه الأشياء بغير صبغتها الحقيقية . المقدس هو كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وكلنا مؤاخذ بما نقول .. لكن على صعيد العمل فنيًا لا يعد إدخال اللفظة تلك عيبًا فيها وإنما المؤمن يترك الشيء الجميل ما دام فيه معصية لله .
قلبي هو كُلِّي وأنني أريد حقاً أن أهبها الكون لأنها أصبحت كَوني

أعجبني في هذا المقطع بشدة تمازج المعشوق ومعشوفته وكلمة كلي دلت دلالة خفية على أن جنسًا لطيفًا دخل في اللعبة!
وهنا يحسب للأيب بشدة قدرته على البوح بالإشارة دون التصريح المباشر .

اليوم يا وسادتي ـ أرجوك أن لا تحزني ـ عرفت العناق الحقيقي… ذاك الذي حين يقوم به الإنسان إنما يعانق ليذوب لا ليحلمأفهم من ذلك أنه يقول عن أحاسيس ما بعد الزواج وقد برهنت على ذلك بقولك في نهاية العمل :

هناك بدأت حكاية حب أخرى.
فكأنك تبدأ العمل من نهايته أو منتصفه أو ما يسمى بالflashback وهي تقنية ناجحة للغاية في هذا النوع من الفنون بالتحديد .
صدِّقني لن أسـتطيع أن أسـكب البحر في كأسك… لكن قطرة واحـدة أحياناً تكون أعمق لجَّةً من البحـر… لذا لا بأس من بِضْعِ قطراتٍ هي لحظاتٌ لن أضيِّعها أبداً ما دمتُ ودمتَ يا دفتري.
الألفاظ كانت متمكنة من ذات القارئ ولغة البحر واللجة والقطرات كانت مــُقاسة بالمسطرة وجاءت لتؤكد حالة معينة وهي مبرر هذه اللحظات القليلة والتي يبقى صداها في النفس قطرة واحدة أعمق تكون أحيانًا لجة من البحر هذا ما نسميه حسن التعليل أو باللغة الحداثية الرؤية وهيفي غاية الإقناع .
نصف دهر .. استغرقت الإجابة نصف دهر وهنا يحسب لك بشدة العنصر الزمني وإحساسك به . نصف الدهر هذا كان ربما ثانية بأكملها !! ما أجمل الساعات حينما يكون لوقع كل ثانية إيقاعها في القلب . هذا جُل ما في العمل الرؤية وهي أن الانتظار لمدة ثانية في العشق يكون أشد تعذيبًا للمنتظر مما سواه من الأشياء .
وجلسَتْ على الحافة بعيدة عني أو هكذا أحسست لأنها لم تكن ملاصقة لي، إحساسك بالمكان كان عبقريًا كذلك ما أبعد المسافة بين عاشقين حينما لا تكون الالتصاق إنها فلسفة الحب أنْ لا مفر من التمازج التام إنه عصر لا يستطيع التحمل إنه كعصر السرعة سرعة الرد سرعة التمازج .

ربما يؤخذ على العمل مأخذان بسيطان الأول كلمة وقح جاءت فجة للغاية ومــخــرِجة للقارئ من جوه الرومانسي إلى جو آخر مادي واقعي نوعًا ما وهذه الحدة -في تصوري- لا مبرر لها ، فلو قلت مثلاً كانت كمن تقول عيناها دعني أيها المتجنّي لكان أنسب .الثاني العنوان ؛ فقد كان عنوانًا تقريريًا مباشرًا وهذا الفن لا يحتاج مثل هذه الكلمات التقريرية لو قلت مثلاً " بوح من خجل الورود ، بحرة وقطرات الذهب لكان أفضل . عمومًا عملك يستحق كل التفدير ولا أملك إلا أن أقول أرجو أن يكون هذا العمل هو القطرة في بحار هذا المنتدى

لم أكن أستمع لشفاهها بل كنت أحس دقات قلبها
إحساسك بالحالة كان إحساسًا متميزًا هكذا الحب لا يعرف لغة مرئية وإنما لغة ما ورائية ما وراء اللسان ... القلب .
فقد حان الوقت لنبدأ المشوار.
هذا هو مربط الفرس والسبب الذي من أجله حدث الاتي :
اليوم يا وسادتي ـ أرجوك أن لا تحزني ـ عرفت العناق الحقيقي… ذاك الذي حين يقوم به الإنسان إنما يعانق ليذوب لا ليحلم .
حديثك على لسان المرأة في أنانية الرجل كان موفقًا والعمل لم يكن فيه ترهل ولا تبذل ولا استخدام لكلمة خارج الحقل الدلالي إنه عمل يستحق أن يـــــدَرّس في الجامعات بدلاً من النصوص العقيمة التي صموا بها آذاننا .
تحياتي لك .. ودامت وسادتك ملئى بالأحلام السعيدة ..

المشرقي الإسلامي 21-05-2009 10:40 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :زين أجواءك بغيابى ( خاطرة )
اسم العضوة: آمال البرعي

(16)




زين أجواءك بغيابى ( خاطرة )
نفضت عنك غبار مشاعرى
زينت أجواءك بغيابى
وأوقدت شموع أفراحك
بالرحيل
فاهنأ بالإستقرار
فى أرجاءك الجديدة
الآن صار كل شيئ لامعاً براقاً
مهيئاً لإستقبال حضور جديد
حكايا أخرى من حكايا المستحيل
علك
تقو على الآيام بدونى
تستنشق العطر البديل
لكل أطياف النساء
فكل ماعداى أجمل
وكل ماسواى أشمل
فاستشرف العمر الجميل
أما أنا بعد أن أعلنت موتى
فى حياتك سيدى
سأحيا لكن فى حلم آخر
فأنا لم ترحل الأحلام عنى
لم يقتلنى جهلك فى حبى
ولن أستسلم للمصير
رغم أن الجرح غائر
فكيانى دوماٍ سيظل قائم
لا ينحنى أو ينكسر
أو يميل
مازلت أملك بقايا نبض
غير قابل للإحتراق
أو الإمتلاك الغير جدير
لكنى استمحيك عذراً
بعد الفراق لى رجاء
لاتستعد ذكراى أبداً
وإن إستعدت ,,,,, لاتطيل

المشرقي الإسلامي 21-05-2009 10:43 PM

نفضت عنك غبار مشاعرى
زينت أجواءك بغيابى
وأوقدت شموع أفراحك
بالرحيل
فاهنأ بالإستقرار
فى أرجاءك الجديدة
كأنك تطبقين ما أقوله في هذا العمل الرائع ..
هنا جميل أنك شبهت تراكم المشاعر السيئة بالغبار ،
ممايوحي بحالة من الحزن والتشاؤم .
أعجبني للغاية أوقدت شموع أفراحك
بالرحيل ، هنا نحن أمام حالة من المشاكلة
أو المعاكسة فالرحيل رغم أنه يستخدم
للحزن إلا أنك جعلتيه للفرحة وأحدثت تناقضًا يعتمد
عنصر المفاجأة أساساًله .
أرجائك الجديدة تعبير عن نفسه شبهت النفس بأنها
أرجاء مما يوحي بحالة الاتساع اتساع المشاعر
اتساع الوهم اتساع مفتوح لا آخر له
.


الآن صار كل شيئ لامعاً براقاً
مهيئاً لإستقبال حضور جديد
كأن الحضور كلمة تقصدين بها امرأة أخرى أو
احتفالات أخرى
حكايا أخرى من حكايا المستحيل
علك
تقو على الآيام بدونى
تستنشق العطر البديل
لكل أطياف النساء
فكل ماعداى أجمل
وكل ماسواى أشمل
رائع للغاية هذا التكامل في التكوين والتركيب ،
فالعطر البديل هو رمز لمحبوبة أخرى أو شيء
يستنتجه الخيال ، والتكامل في الاحتفال، العطر ،شموع
جو فانتازي لكنه حزين

فاستشرف العمر الجميل
أما أنا بعد أن أعلنت موتى
فى حياتك سيدى
سأحيا لكن فى حلم آخر
الله الله ! تعبير رائع للغاية تشبيه الرجل بأنه حلم
أو تشبيه الحياة كلها بأنها حلم .ازدواج الدلالة
وقوة التعبير

فأنا لم ترحل الأحلام عنى
تعبير عن الكبرياء جاء مميزًا ، فالأحلام هي التي تاتي
إليها وليست هي التي تبحث عن حلم

لم يقتلنى جهلك فى حبى
ولن أستسلم للمصير
رغم أن الجرح غائر
عادية لم تكن منتظرة في هذا الجو الجميل
فكيانى دوماٍ سيظل قائمًا
لا ينحنى أو ينكسر
أو يميل
مازلت أملك بقايا نبض
غير قابل للإحتراق
احتراق النبض تعبير جميل عن حالة
التجدد والكبرياء والمقاومة

أو الإمتلاك الغير جدير
الغير جدير .. ركيكة نوعًا ما
لكنى استمحيك عذراً
بعد الفراق لى رجاء
لاتستعد ذكراى أبداً
وإن إستعدت ,,,,, لاتطيل
جميل للغاية النهاية ، فهي أنثى ما زالت تتسم بالكبرياء رغم كل ما
كان منها ، وهي تبحث الأحلام عنها (رغم رحيل حبيبها النذل) وهي تسخر
بالدموع وهي التي تصدر الأمر إليه في سخرية بتركها وبعد ذلك :
هي تستقرئ ردة فعله أو تقوم بالحرب النفسية ضده وإن استعدت .. لا تطل
كأنها تقول له إنك لن تقدر لكني فقط اذكرك بأنك لست رابحًا بالمرة .
عدم رسم ملامح الآخر أو التحدث على لسانه جعل العمل من طرف واحد
وهذا يتوازى مع حالة إقصائه من النفس
.
عمل مميز وهو من أحسن ما قرأته لك .. بالتوفيق

المشرقي الإسلامي 29-05-2009 06:06 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

اسم العمل : عاشقة حد السُكر
اسم الكاتبة: دينا يسري (خارج منتدى الخيمة)
(17)

إليكَ في غربة حلمك الجامح .. عمري الضائع اليك حيثُ أنت
أخبرُكَ من بين الحصارِ وسفكِ الدماءِ وموتِ العصافيرِ
أنَّ الحزنَ بطاقةُ هويةٍ.. والشوقَ جوازُ سَفَرٍ

***

قبلَكِ لم أملكْ شيئا إلا بعضاً من أحلامٍ مكسورةٍ , وبقايا فرحةٍ مهجورةٍ .. وبعدَكَ اختزلتُ الحياةَ في ملامحِ وجهِكَ , وصار خريفُ عمري على عتباتِ الموت .
قرأتُ رسالتَكَ حتى حفظتُها عن ظهرِ قلب .. تحسَّستُ كلَّ همسةٍ فيها, انهلتُ عليها بقبلاتٍ دامعةٍ.. وبين لحظةِ حنينٍ وأخرى غضب .. ضعتُ أنا.أتخذ قراري.. وألقي ذكرياتٍ جمعتْنا تحت قدميّ, وألعنُكَ حدَّ الملل.. أكرهُكَ حَدَّ الوجع وأثور حتى أُهَدِّئ من رَوْعي.
وبذهن شارد أعيدُ التفكيرَ..
أمسكُ بقلمي الباهتِ اللون , ألوِّثُ صفحاتٍ بيضاءَ متعبةً حَدَّ الخوفِ .. أحاولُ كتابةَ شئٍ ولكن عبثا .. أفشلُ ؛ فلأول مرة في تاريخ اللغة تغلقُ الحروفُ أبوابَها في وجهي.ألقي بكل شيء خلفي وأسدلُ شعري على ظهري وأرقصُ حول نفسي في دائرةٍ فارغة من كل فرحة عِشتُها معك , تأخذُني حالةُ هذيان واضحة أترك فيها لجام دمعي فينهمرُ ثقيلا كالحجر على وجنتيّ
أدور وأدور حتى أسقطَ على الأرض ..
يغلبني نعاسٌ لبضع ساعات قليلة جدا .. أفيق منه على بكاء رسالتك البائسة فأجدها ترقد بجانب عشوائيات ذاكرتي الحائرة ويحاصرها بحرٌ من تجاعيدَ باردةٍ .. تجاعيدَ شاحبةٍ تشتاقُك حَدَّ الألم
وتهمس شفتاي..
كنّا مساء أمس .. عاشقَيْن على جسر الهوى ، والحين صرنا غريبَيْن فرَّقهما ذاتُ الهوى
لماذا حبيبي.. لماذا طعنتني في وجودي..؟؟
ألا تدري أني أحتاج لوجودِكَ , ودائما ما يأخذني الشوقُ لدفء صوتِكَ
وبعد محاولات عديدة
وبكبرياء أنثى جرحتَهُ أنتَ ..
أكتب بقطرات دمي القاني ،, لا تحسبني واحدةً منهم فأنا غريبة بين جنودهم ,
لا مكان لي لا وطن إلا بين ذراعيك..

ليتك تعود لي.. فكل شيء بطعم الغياب وبنكهة الفراق
كل شيء يحوم حوله طيرٌ مُغترب مكسور الجناح
صدقني حبيبي..
بإمكان حبنا تخطِّي حدود الغربة.. حدود العروبة.. حدود الاحتلال
أرجوك من بين غيوم ذهولي وأنّات انكساري وعتمة نهاري..
لا تجعل عشقنا يموت بطريقة بدائية جدا ،
فيوم مجيئك يوم ولادتي,وبرحيلك تكتب آخر ورقة في نهايتي ..
وآخر بوحي إليك .. من بين شفتَيْ امرأة عاشقة حَدَّ السُّكْرِ
أحبك.. فاسكنّي
أحبك.. فلا تمضِ
أحبك ..

المشرقي الإسلامي 29-05-2009 06:12 AM

إليكَ في غربة حلمك الجامح .. عمري الضائع اليك حيثُ أنت
أخبرُكَ من بين الحصارِ وسفكِ الدماءِ وموتِ العصافيرِ
أنَّ الحزنَ بطاقةُ هويةٍ.. والشوقَ جوازُ سَفَرٍ



جميلة للغاية هذه التركيبة ؛ فالحلم يشبّه بالخيل وليس أي خيل بل الخيل الجامح . هنا لاحظي أننا انتقلنا من حالة الصورة المتحركة إلى الصورة الثابتة ،لكأننا في صورة مرسومة على بطاقة مناسبات معينة .. وهو ما يتناسب موقفيًا مع الإهداء . الغربة هي حالة من السكون والجموح هي حالة من الحركة ، وكان المزج بين عنصر الحركة والسكون والتقارب والتباعد متقنًا من تقنية التضاد . كلمة عمري الجامح كأنها نعت أو صفة لغربة الحلم . وهنا يكون التوازي بين كل من الغربة والعمر والحلم والضياع وكلها تظهر حالة من اليأس ، جاءت كلمة أنت مؤكّدة لكلمة إليك ، والتوكيد أفاد حالة من الخصوصية .
هذا العصير من الكلمات المتضادة والمترادفة أفرز كله حالة من التوحّد في الأنا الأخرى. هذا الآخر الذي كان محور خطاب المحبوبة رغم أنه مغترب ورغم أن هذه الغربة غربة جامحة غربة طويلة الأمد مستغرقة . كل هذه تعبيرات أفادت حالة الشوق والذي يتناسب مع العنوان حد السكر . حد السّكْر كان هو المدخل لقراءة النص وبرهنت عليه من خلال الإصرار عليه حتى في هذه الحالة من الضياع .إنها الأنثى تتشبث بمن تحب حتى ولو كان الضياع يرتديه وهذا التشبث هو عين السكْر .
بعد ذلك ننتقل إلى الفعل المضارع أخبرك :جاء تأخر الفعل المضارع لكي تبوح الكاتبة بما في سويداء قلبها بعد ذلك كله تقول له أخبرك ، أي كأن هذا الذي قلته كان شيئًا عاديًا لا يحتاج إلى إخبار لأن الحب في ذاته أمر مستبطن أما المفاجأة التي تستدعي الإخبار هي من بين الحصار وسفك الدماء وموت العصافير .كأننا هنا في إشارة إلى أن أحداث العصر كلها ليست بمعزل عن الحب .. هذا المفقود الذي إذا أوجِد لما صار كل ذلك الدمار .. هنا أراكِ قد قمت بضرب عصفورين بحجر: الأول برهنت على القضية العاطفية ومكانها في الحياة رغم كل هذه الأحداث.
الثاني : إثبات أن الكاتبة لا تنفصل في واقعها الداخلي عن الواقع الخارجي ومأساة الإنسان الأزلية.وتأتي جملة الحزن بطاقة هوية والشوق جواز سفر لتؤكد على الموازاة بين كل من الإنسان ومأساة الوجود والخير والشر والسلام والحرب .
إذًا لقد كنا بحضرة حالة من التكثيف والذي اتسم بحضور الفكرة والبرهنة المتلاحقة ، فكان الإنسان من حيث هو فرد كائن حي له مطلق الحرية فيما يحب أو يكره محورًا للعمل (وهو المحبوب) ثم مأساة الإنسان (الواقع) والذي فرض الحصار والدمار محورًا ثانيًا وأخيرًا الهوية وهي محصلة التفاعل بين كل من الإنسان والحرب (الحزن بطاقة هوية والشوق جواز سفر ) ومن السطور الثلاثة الأولى تبدأ الخواطر في الانسياب .


قبلَكِ لم أملكْ شيئا إلا بعضاً من أحلامٍ مكسورةٍ , وبقايا فرحةٍ مهجورةٍ .. وبعدَكَ اختزلتُ الحياةَ في ملامحِ وجهِكَ , وصار خريفُ عمري على عتباتِ الموت .أرى حالة الاختصار والتصغير قوية فالأحلام ليست مكسورة فحسب ، بقايا أحلام +مكسورة. والفرحة ليست مهجورة بل بقايا فرحة للتقليل+مهجورة. هنا نجد المزاوجة الرائعةبين الملموس والمحسوس بين الحلم والانكسار والفرحة والهجر وهي أشياء كلها لا تجتمع ولا يتحقق جزء منها .. حالة التفتيت وتشبيه الحلم بخزف يُكسر والفرحة بقصر يُهجرَ كانت كلها ذات دلالة قوية للتأكيد على حالة الحزن السابقة والتقفية في مكسورة ومهجورة كانت متميزة من الناحية الموسيقية . رائع أنك قلت اختزلت ُ لأن اختزلت فعل ٌ يدل على القيام بالشيء بمحض الإرادة .. وهنا أرى الحب ممزوجًا بكبرياء وحنوٍّ متماشيين مع بعضهما البعض كأنك تقولين أنك رغم كل هذه الأحداث وكل العواطف المسيطرة عليك إلا أن الكلمة الأخيرة للحب هي كلمة العقل.قلت اختزلت ٌُ ولم تقولي اختُزِلَت. والمفارقة الثالثة الجميلة هي الخريف الذي على عتبات الموت .. كلمة الموت صارت ذات دلالة بهيجة وليس دلالة حزينة لأنه موت الخريف موت الخوف موت الحزن وهنا يكون للموت طعم أجمل طالما أن المتوفّى هو الشيء المزعج .
قرأتُ رسالتَكَ حتى حفظتُها عن ظهرِ قلب .. تحسَّستُ كلَّ همسةٍ فيها, انهلتُ عليها بقبلاتٍ دامعةٍ.. وبين لحظةِ حنينٍ وأخرى غضب .. ضعتُ أنا.
تعبير تحسست كل همسة كان معبرًا بشدة عن الإنصات وكأنك تتحسسن دقات قلبه .كان تعبير تحسست كل همسة خاصة في ظل حضور حرف السين مشعرًا بهذه الحالة من الصوت المسمى في العامية (نغْبشة )أو حالة من التسلل الصوتي .هذا التعبير ذكرني بجملة جميلة في قصيدة النثر للشاعر محمد الماغوط في قصيدته حزن في ضوء القمر حين قال إنني ألمح آثار أقدام على قلبي وجاء ت المفارقة في جملة قبلات دامعة لتشعِر بالشجن ويكون للأنا حضورها مرة أخرى ضعت أنا وكأنك تقولين وتختزلين في كلمة (أنا) معاني عدة الكبرياء الحب التنازل بمحض الإرادة فالشعور بعظمة الشيء المفقود كان منبثقًا من الكلمة أنا .
أتخذ قراري.. وألقي ذكرياتٍ جمعتْنا تحت قدميّ, وألعنُكَ حدَّ الملل.. أكرهُكَ حَدَّ الوجع وأثور حتى أُهَدِّئ من رَوْعي.
وبذهن شارد أعيدُ التفكيرَ..

جملة حد الوجع فيها حرَفية كبيرة وتتماشى مع الكراهية . أما اللعن فأنا لاأتفق معها دينيًا فالمؤمن ليس بلعّان .

أمسكُ بقلمي الباهتِ اللون , ألوِّثُ صفحاتٍ بيضاءَ متعبةً حَدَّ الخوفِ .. أحاولُ كتابةَ شئٍ ولكن عبثا .. أفشلُ ؛ فلأول مرة في تاريخ اللغة تغلقُ الحروفُ أبوابَها في وجهي.

اللغة الشاعرية قد امتلكت ِ ناصيتها حتى ألقت بنفسها في أحضانك أو أحضان حروفك .من أول "أمسك...أفشل" شعرت بها عادية ليست لك ولا عليكِ وجميل تعبير تغلق الحرف أبوابها في وجهي..تجسيد اللغةبهذه الطريق مع كلمة القلم والورقة فيه اتحاد في بيئة الوصف. اربطي بين ذلك وبين كلمة أنا في نهاية السطر السابق لتشعري بالوجع والنزف.

ألقي بكل شيء خلفي وأسدلُ شعري على ظهري وأرقصُ حول نفسي في دائرةٍ فارغة من كل فرحة عِشتُها معك , تأخذُني حالةُ هذيان واضحة أترك فيها لجام دمعي فينهمرُ ثقيلا كالحجر على وجنتيّ
أدور وأدور حتى أسقطَ على الأرض ..

عنصر الحركة عاود بروزه مرة أخرى أرقص أدور أسقط وكلمة من كل فرحة عشتها معك أراها زائدة وإن من الممكن لقارئ غيري أن يقول إنك عبرت عن حالة تشبه رقصةالتانجو الأرجنتينية والتي تتكون من راقصين في دائرة كل يمسك بيد الآخر ويدوران حول بعضهما داخل الدائرة.لجام الدمع أفاد حالة الانحباس والتحمل لكن كلمة "كالحجر ثقيلاً" لا أراها قوية بنفس الدرجة .لكن لاحظي التوازي مع حد السكر ترك اللجام دليل على فقدان التوازن وهنا الرؤية الأساسية ما زلت متمسكة بها في النص بل جزئيات النص الصغيرة.

يغلبني نعاسٌ لبضع ساعات قليلة جدا .. أفيق منه على بكاء رسالتك البائسة فأجدها ترقد بجانب عشوائيات ذاكرتي الحائرة ويحاصرها بحرٌ من تجاعيدَ باردةٍ .. تجاعيدَ شاحبةٍ تشتاقُك حَدَّ الألم
وتهمس شفتاي..

هنا عنصر اللغة المجازية كان زائدًا ومشتتًا بكاء رسالتك البائسة- عشوائيات ذاكرتي الحاشرة- بحر من تجاعيد بارة - تشتاقك حد الألم .. السكّر إن زاد أصاب بالدوار حتى( أسقط أنا القارئ على الأرض)يلزمك فقط الاختصار .لكن لاحظي الاختلاف بين عبارات كانت تقريرية بحتة إلى لغة مجازية مفرطة .هذا يدل على التغير الشديد والوعي بفلسفة التعبير.

المشرقي الإسلامي 29-05-2009 06:20 AM

كنّا مساء أمس .. عاشقَيْن على جسر الهوى ، والحين صرنا غريبَيْن فرَّقهما ذاتُ الهوى
لماذا حبيبي.. لماذا طعنتني في وجودي..؟؟

طعنتني في وجودي عبارة لا أجمل منها ولا أروع استخدمت وجودي بدلاً من القلب كأنك تقولين الإنسان ليس إلا قلبًا .
ألا تدري أني أحتاج لوجودِكَ , ودائما ما يأخذني الشوقُ لدفء صوتِكَ
وبعد محاولات عديدة
وبكبرياء أنثى جرحتَهُ أنتَ ..
أكتب بقطرات دمي القاني , لا تحسبني واحدةً منهم فأنا غريبة بين جنودهم ,
لا مكان لي لا وطن إلا بين ذراعيك..


حينما يغدو الذراعان وطنًا .. يصبح الإنسان حقًا في وضعه الذي طالما
افتقد إليه تعبير جميل للغاية حالة الحجم كانت لديك مرصودة بشكل دقيق
والعبارات دمي القاني -غريبة بين جنودهم
بدأت أشعر فيها بأن الصوت الأنثوي الكبريائي الدلالة قد بدأ يرهق
حتى يصل إلى درجة الاستغاثة من خلال "ليتك"
ليتك تعود لي.. فكل شيء بطعم الغياب وبنكهة الفراق
كل شيء يحوم حوله طيرٌ مُغترب مكسور الجناح
صدقني حبيبي..

الله ! ما أجمل التعبيرات نكهة الفراق طعم الغياب .. حالة الاستغراق وكأن الشيء
أصبح عاديًا .تجسيد في غاية القوة لا سيما وأنه مسبوق بأداة تمني.واللفظ صدقني حبيبي
كان في غاية التأثير ليعبر عن أن الأنثى رغم ادعاءاتها المتتالية بأنها هي الطرف الأقوى
إلا أنها في النهاية لا تملك إلا أن تعترف بضعفها فتقول ليتك .. صدقني ..حبيبي
كلها عبارات استدعاء وشوق وتمني لم تكن بهذه الكثافة في الأسطر الأولى.
ذكرتني بأبيات كتبتها من قبل كمفتتح لقصيدة :
أقول له لست كل اشتياقي
وفي القلب قافلة من حنين
أنا نبرتي دائن كبرياءً
وفي طرف عيني ترجي المدين
كذا يفعل الحب بالعاشقين
جنون فرشد ولو بعد حين
بإمكان حبنا تخطِّي حدود الغربة.. حدود العروبة.. حدود الاحتلال
أرجوك من بين غيوم ذهولي وأنّات انكساري وعتمة نهاري..
لا تجعل عشقنا يموت بطريقة بدائية جدا ,

هنا ما زالت الذاكرة في غاية قوتها ، والتأكيد على مأزق الإنسان والحب والخير
والشر ما زال حاضرًا كأنك تقولين ما زلت لا أنسى كل ما حولي ولكن لي
أن أفكر في حبيبي كما أشاء. الاحتلال ..احتلال الحزن للفرحة احتلال
العقل للعاطفة.. (احتلال )لفظة جاءت مزدوجة المعاني قوية الدلالات.
غيوم ذهولي أفادت التكثيف والشدة والظلام المحدق وطالما هذه هي
الغيوم فلابد أن بعدها أمطارًا من الدمع بسبب الذهول وعدم تصديق
الواقع ..عتمة نهاري كان عنصر المخالفة فيه مقويًا للنص.لكن لفظ
أنات انكساري لم يكن لها داعٍ مطلقًا .كأن المقدمة التي كتبتيها
في غربتك الجامحة كنت تسخدمين فيها الاسترجاع flashback
وكل ما بعدها حتى هذه اللحظة هو تذكر للماضي أو استطراد.
فيوم مجيئك يوم ولادتي,وبرحيلك تكتب آخر ورقة في نهايتي ..
وآخر بوحي إليك .. من بين شفتَيْ امرأة عاشقة حَدَّ السُّكْرِ
أحبك.. فاسكنّي

أراكِ أحسنت التعبير عن المعنى الأنثوي فهي السكن
المأوى\ البيت وكما في القرآن (خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها)

أحبك.. فلا تمضِ
أحبك ..

في النهاية كأنك تقولين الأنثى هي الأنثى مهما ادعت في نفسها فهي أضعف
من أن تصمد بعقلها أمام العاطفة وأضعف من أن تصمد برقتها أمام احتلال
الحب وعاصفة المشاعر .. ولا يتحقق هذا إلا لأنها عاشقة حد السكر.
كأن الأنثى في تعبيرك حد السكر هي كل أنثى على الأرض. كأن العنوان
قد شرح طبيعة المرأة ولخصها في ثلاث كلمات . وحضور الأفعال المضارعة
أفاد حالة دائمة من الاستمرار والتداعي والترقب للنهاية.
***
وفي النهاية لو قمنا بهذه المزاوجة لاتضح لك أكثر ما أعنيه :
إليكَ في غربة حلمك الجامح .. عمري الضائع اليك حيثُ أنت
أخبرُكَ من بين الحصارِ وسفكِ الدماءِ وموتِ العصافيرِأنَّ الحزنَ بطاقةُ هويةٍ.. والشوقَ جوازُ سَفَرٍ

***
بإمكان حبنا تخطِّي حدود الغربة.. حدود العروبة.. حدود الاحتلال
أرجوك من بين غيوم ذهولي وأنّات انكساري وعتمة نهاري..
لا تجعل عشقنا يموت بطريقة بدائية جدا
,
في المقاطع الثلاثة الأٌول نفس المأزق وفي الثلاتة الأخر نفس
المأزق.
الغربة ذكرتيها بمعناها الصريح في السطر الأول من المقطع الأول
وفي السطر الأول من المقطع الثاني .
سفك الدماء وموت العصافير في السطر الثاني من المقطع
الأول يقابلها من حيث المعنى ما في السطر الثاني من
المقطع الثاني الانكسار وعتمة النهار والمعنى الذي يجمع
بينهما هو الحزن.
وفي النهاية يكون من جميل المعاني حد السكر أن
هذه الأنثى كأنها في حالة سكر قالت ألفاظـًا صريحة الكبرياء
لكنها في النهاية تخلت عنها بشكل ضمني من خلال الترجي
والاستغاثة والنداء .
وأخيرًا هذا العمل إنساني إلى أبعد حدوده فلا أكاد أرى فيه
وجودًا للزمان ولا المكان ولا العرق ولا الدين ولا الجنس،
لأنه يصلح لكل هذه المتغيرات
لا أملك إلا أن أقول : لك مني تحياتي بقدر ما ألهمتك
أريحية نفسك .

المشرقي الإسلامي 29-05-2009 10:54 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العضوة : آمال البرعي
اسم العمل :أروقة أيامي
(18)

يوم أن مُنحت تأشيرة المرور من بوابة عمرى لتسجل مرورك فى دفتر الزوار لم أكن أعبأ من تكون .. وكم ستبقى مدة زيارتك فى أروقة آيامى .. مجرد زائر عابر .. سيغادر بعد قليل ..
كنت أظن أنك ستوقع إمضاءاً مجاملاً تنهى به زيارتك .. لم أكن أعلم أن مرورك سيعيد صياغة صفحات العمر ثانية .. ويصيغ مفهوم الذات بمعنى آخر لم أدركه من قبل ... لم أكن أدرى أنك سَتُقلِب فى كل الصفحات وتلقى التافه منها فى سلة المهملات ... وتدون صفحات بإمضاءك لتحفرها فى ذاكرة العمر
نبضات .. همسات .. تخط شهادة ميلاد لكينونة إمرأة فشلت معها كل المحاولات لتحديد هويتها بالإثبات .. نعم الأن أُثبت بك هويتى ... إمرأة لايعنيها فى الحب إلاك ..
حبيبى .. لست أنت فى صفحات العمر زائر
فلاتخشى ماهو آت .. قَدر الله لنا اللقاء
وبيده فقط إعلان الموت

المشرقي الإسلامي 29-05-2009 10:57 AM

العمل الذي بين أيدينا به مزايا عدة كالتصويرات والتعبيرات المتكاملة ، والتكثيف والبساطة في التعبيرات دون تحذلق .

مُنحت تأشيرة المرور من بوابة عمرى
هذا عين ما أتمنى أن أجده تعبير متكامل بشكل كبير .تشبيه العمر بالبوابة ،والمحب بالمسافر إليه
كان رائعًاوفيه وحدة بيئة التشبيه .
أظن أنك ستوقع إمضاءاً مجاملاً تنهى به زيارتك .. لم أكن أعلم أن مرورك سيعيد صياغة صفحات العمر ثانية .. ويصيغ مفهوم الذات بمعنى آخر لم أدركه من قبل
هنا نجد أنفسنا بإزاء قلم رشيق يتنقل من معنى لمعنى دون أن يخاف السقوط أو الاصطدام بما حوله .. الإمضاء المجامل تعبير عن الشخصية العابرة ،ودخول كلمة مفهوم الذات ربما يراها البعض تقريرية خارج نطاق العمل الأدبي ولكني أراها عين ما في العمل من قوة لأنها بذلك تقول له إن المفاهيم من قبل مجيئك كالذات كانت تقريرية ولكنها بوجودك اكتسبت شاعرية كبيرة.


لتسجل مرورك فى دفتر الزوار
نفس الأمر والجميل أن الجملتين بينهما رابط وهو التنقل والذي استخدمت له كلمة الزوار ..
حينما يغدو العمر بوابة لا تدخل أي أحد ، والقلب دفتر زوار ، يكون الحبيب شخصية تحمل بطاقة vip
أروقة الأيام تعبير شاعري متميز والرواق هو شيء كالخيمة لاستقبال الزوار . وأرجو من المحبين لما تكتبينه أن
يحذوا حذوك في هذا الشكل الإبداعي الرائع الاحترافي بالفعل .
تخط شهادة ميلاد لكينونة إمرأة فشلت معها كل المحاولات لتحديد هويتها بالإثبات .. نعم الأن أُثبت بك هويتى
رائع للغاية هذا التعبير واستخدام الواقع لصياغة المعنى المطلوب ... نك الآن أثبت بك هويتي أراها زائدة لأن ما قبلها قد فسرها بشك واضح .كنت أتمنى أن تنتهي الخاطرة عند هذه الجملة ، لكن ما بعدها أراه في رأيي الشخصي زيادة كان ينبغي تركها .
العمل يقول بملء فمه : إن عين ما في الإبداع من جمال هو البساطة والصدق ... دمت مبدعة وأدام الله كل ما يلهمك إبداعًا تطلين به على سماء خيمتنا .

المشرقي الإسلامي 04-06-2009 05:19 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : في حضرة قلم
اسم العضوة:خاتون
(19)

دعوته الى مكاشفة نفسي الأمارة بالسهر، راقصني بكل كرم وهمس بكلمات ناعسة
ذكرني بليالي الوصال والتوحد، وغنى لي سنفونية الحب الخالدة
ثم ابتسم ساخرا وألقى في وجهي ورقة وغاب

قرأتُ:

قبور صمتِك لا تعنيني... وشواهدها لا توقفني
أحلامك سراب وحميمك رماد لا يحييني
سلام على روحك الراقدة


ربما كان يحيى على نزيف عشقي وينسج كل يوم حكايات الوجد المتدفقة من شراييني
ربما كان يرتشف دموع الشوق لينتعش في صباحات التجلي
واليوم وقد هبت مواسم القحط،
أراه يستنكف عن مؤانستي في مساءات موحشة إلا من أنفاس محمومة توقد لهيب الحنق في أوصالي
أراه واثقا بكبريائه الأرعن أن لا ملجأ غيره
وأن لا دفئ إلا تحت جناحيه حين تلفني الأشواق بعباءة بالية



أيها القلم الرجيم
أعدك أن تركض وراء أحاسيسي حتى تصاب بالتلعثم والحيرة
وأعدك أن تحاصرك أشواقي حتى يجف زادك ومدادك


فانتظرني
وعلى باب الخواطر، ترقبني


المشرقي الإسلامي 04-06-2009 05:24 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
أختي العزيزة خاتون :
من جماليات العمل الأدبي أيًا ما كان صنفه هو أن يتسم بقدر كبير من الديناميكية وأن يتبادل المبدع فيه الموقع مع الأشياء ويتحدث بلسانها ، ويستبطن أحاسيسها ومشاعرها. وبعد ذلك ، فإن الحديث عن بعض جوانب الحياة الخاصة بالشاعر كدخول صفحات المنتديات أوتناول قهوة الصباح أو غير ذلك من الجوانب الشخصية يعد ذا قيمة كبرى إذا كانت كيفية التناول تبعد به عن كونه شأنًا شخصيًا خالصًا لتحوله إلى شأن يتشارك الجميع فيه ، ويتحول إلى ظاهرة إنسانية رائعة ، وهذا ما لمحته في آخر الأسطر . والآن إلى الخاطرة الماتعة :
دعوته الى مكاشفة نفسي الأمارة بالسهر، راقصني بكل كرم وهمس بكلمات ناعسة

ذكرني بليالي الوصال والتوحد، وغنى لي سنفونية الحب الخالدة
ثم ابتسم ساخرا وألقى في وجهي ورقة وغاب
جميل للغاية أن تكون البداية بهذه الكيفية التي دخل فيها كل من الموروث الصوفي المتمثل في عبارة المكاشفة والتي تعبر عن شفافية نفسية وإنسانية ، والتناص مع الآية القرآنية في عبارة الأمارة بالسهر ،وكان الاستخدام لهذه الأفعال الرقص والغناء يميز الخاطرة ويجعل للحالة الحركية حركة القلم دلالة أكثر بعدًا وعمقًا وتغدو فلسفة الأشياء بهذه الكيفية لأنها تجعل للأشياء قيمة أكبر من القيم الاعتيادية التقليدية لها.

قرأتُ:
قبور صمتِك لا تعنيني... وشواهدها لا توقفني
أحلامك سراب وحميمك رماد لا يحييني
سلام على روحك الراقدة

هنا يكون للفعل قرأت دلالة غير تقليدية فهي قراءة بالقلب وليس بالعين ،وهذا دليل المكاشفة ، والمقصود أن الإنسان الذي ارتبط بهذه القيمة يستطيع استبطان هذه المشاعر من خلال تصويره حالة الجفاء بينه وبين القلم أو خواء الذهن من الكتابة ليأتي بهذه القطعة الجميلة ، خاصة في السطر الأخير سلام على روحك الراقدة والذي يأتي موزونًا على بحر المتقارب ، ويسير معنا الاستخدام لهذا الموروث الصوفي في هذا السطر الأخير ليكون القلم هو ذلك الرفيق المجادِل للمرء في صمته وحديثه ، والسطران الأولان يعبران عن حالة الحيرة التي تعتري المبدع عندما لا يجد ما يكتبه أو يجده مجرد تصورات لا تطاوع المرء للخروج من ذاته إلى رحاب ا لورقة .والصوت المنبعث من القلم يجعلني أشعر أننا إزاء هذه الحالة الحالمة التي يكون القلم فيها كالذي يظهر في الحلم يقول كلمته ثم يختفي بعدها تدريجيًا . وهنا يكون جميلاً أن تكون العبارة مؤدية إلى تصورات ذهنية تتعلق باليقظةوالمنام ، وهي بذلك تؤكد بشدة على معنى المكاشفة التي ربما يمكن القول بأنها مفتاح العمل الأدبي.
ربما كان يحيى على نزيف عشقي وينسج كل يوم حكايات الوجد المتدفقة من شراييني
ربما كان يرتشف دموع الشوق لينتعش في صباحات التجلي
واليوم وقد هبت مواسم القحط،
أراه يستنكف عن مؤانستي في مساءات موحشة إلا من أنفاس محمومة توقد لهيب الحنق في أوصالي
أراه واثقا بكبريائه الأرعن أن لا ملجأ غيره
وأن لا دفئ إلا تحت جناحيه حين تلفني الأشواق بعباءة بالية

في هذه الجزئية يكون من الجميل للغاية أن يتحول الحديث من القلم إلى الحديث للمبدعة ذاتها وهذا التنوع في الأصوات يُكسب الخاطرة حالة من الحيوية حتى كأنهما خصمان على المتلقي أن يحكم لصالح أحدهما!
كان السطر الأول جميلاً للغاية خاصة في هذه التشبيهات الرائعة الممثلة في التعبير الأول يحيا على نزيف عشقي ، إذ يغدو العشق ذلك الجرح الذي يلهم القلم الوجود ، من هنا تبرز علاقة بين الأشياء المختلفة كالجرح والإنسان ،والجرح والقلم.المبدعة ترينا نظرتها إلى ذاتها العزيزة التي يكون الجرح فيها أداة حياة للآخرين وهذا دليل التضحية تضحية بالوقت بالمجهود من أجل ذلك القلم ذلك القط الذي يظفر بالأفكار التي تتحرك بداخل الذهن كالفأر المتلصص الذي لا يكف عن المشاغبة.وكذلك الحكايات المتدفقة من شراييني ، كان هذا التعبير على درجة كبيرة من الإيحاء بالألم والصدق الممتزج به إذ أنها حكايات صادقة آتية من منبع الدماء ولا تكون تضحية الدماء كذبًا أبدًا.وأتى استخدام لفظة التجلي ليعبر مرة أخرى عن هذه الحالة التي تتولد من فعل المكاشفة وكأنه تنبيه إلى أهمية وجود هذه الدلالات المشوبة بالإنسانية المتوهجة والصفاء اللامتناهي.
كان جيدًا للغاية استخدام لفظة الألفاظ المحمومة لتعبر عن حالة تشبه الشغبطة ممثلة في تحريك القلم بشكل حائر وهذا دليل على حسن الاستمداد لأوجه التشابه والاختلاف.
والسطر الأخير لا دفء إلا تحت جناحيه كان مميزًا من حيث تعبيره عن هذه النشوة التي تتلبس الإنسان بخروج هذه الأفكار إلى الأسطر معلنة ميلاد فجر جديد يأذن بتجليات ما في الخبايا.غير أن تعبير تحت جناحيه لا أرى له مبررًا ، فالقلم ليس فيه ما يشبه الجناحين لهذا تنبتّ الصلة بين المشبه والمشبه به.
كان تشبيه العباءة البالية للأشواق رائعًا من حيث هو تعبير عن هذه الحالة من الجدب والتي لا تتمكن فيه الأشواق من تحقيق الدفء المطلوب المتمثل بخروج هذه الأفكار إلى الصفحة ،ذلك الموقد الذي يستعصي دفئه على أعتى الأعاصير المسماة أشواقًا.

أيها القلم الرجيم
أعدك أن تركض وراء أحاسيسي حتى تصاب بالتلعثم والحيرة
وأعدك أن تحاصرك أشواقي حتى يجف زادك ومدادك

هنا تأتي العبارة الرجيم معبرة عن حالة من التفاعل الذي يكون فيه أحد الطرفين معتادًا شغب الآخر ن بل ويتلذذ به ، كان فعل الركض وراء الأحاسيس متماشيًا مع حركة القلم كما أن تشبيه الأحاسيس وحركتها بهذه الطريقة يجعل النص أكثر ثراء لأنه يصنع تكاملاً في بيئة التشبيه عندما يشبه القلم بالراكض والأحاسيس بالهاربة ، وهذا ينطبق أيضًا على السطر الثاني وإن كان مختلفًا بعض الشيء عن السطر السابق عليه. ففي حالة هي تهرب منه وفي حالة منه هي تحاصره مما يجعل التجاذب بين الطرفين والإثارة الذهنية المتعلقة بهذا المولود المسمى بالخواطر دائمًا على طول الوقت ، ويكون القارئ هو ذلك المشاهد الأخير لهذا المسلسل وهو على أريكته يصفق لانتصار الإبداع .
فانتظرني
وعلى باب الخواطر، ترقبني
هنا الخواطر قد تكون خواطر بالمعنى التقليدي وقد تكون تورية بعنوان(بوح الخاطر)وهي إحدى التكنيكات الناجحة للإيحاء بدلالات ثرية للعمل.


خاتون: على عتبة الخواطر

كلنا ننتظر خطوات حروفك!

أختي العزيزة خاتون:
أنت بذلك تضطرينني إلى الكشف عن شيء كنت أود إخفاءه وهو كتاب أقوم بنقله إلى القارئ عن القصيدة الحديثة ، فيه جزئية هامة تتعلق بمعاناة المبدع في عملية تأليف العمل ونقله إلى الذهن وكيفية الجهد المبذول من أجل صيد فكرة أو عبارة ، والذي يعنيني من هذا الكتاب مقطوعة شعرية رائعة لخليل حاوي وأخرى لصلاح عبد الصبور تتعلقان بنفس المضمون الذي وضعتيه ، فما أجمل تعانق الشعر والخاطرة!
لك من الشكر بمثل ما للشوق لك على رؤية التعليقات ومن التحية بمثل ما لك من رياضة الحرف ورشاقة التعبير . دمت مبدعة وفقك الله .

المشرقي الإسلامي 08-06-2009 11:18 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : تنهيدة الغروب
(خارج منتدى الخيمة)
(20)
تلتحفُ أريكتي هذا المساء
ما تبقى من زوايا النور
التي اختلست أنوثتها المكان .. بتقهقر ..

حملقتُ باتجاه النافذة
المكسور زجاجها ..
نحو خيوط الشمس ..
وهي شارعة في طريقها
الى عالم آخر ...
الخيوطٌ تحمل الطهر والفجيعة ..
تحملُ تضاريس اللقاء الاخير ..
الذي جمعنا عند باب حارتها
يوم أن أوصدته خيوط الشمس .. ذاتها
في ذلك المساء المشؤم ..
المكتظُ ايضاً .. بالحنين لذلك الباب !

دخول الانثى هذه المرة ..
كان شاحبا ...
على عكس دخوله .. في الماضي البعيد القريب
كنتُ في الماضي انتظر دخولها ..
لأغامر مره اخرى ...
مغامرة يحتضنها باب !

بابٌ ومارة تحملق أعينهم وهلة ..

ثم يمضون نحو المدينة .. المهجورة
التي تمنيت أن تسكنها اشباحي ..

دَخَل المساء ..
وذهبت بضعُ روحي الباقيه معه

http://www.ye1.org/vb/showthread.php?t=456102

المشرقي الإسلامي 13-06-2009 12:04 AM

تعتمد العديد من الكتابات الإبداعية على عنصر اللقطة، ذلك العنصر الذي يرى المبدع أن الكثير من الرموز تصل من خلال عملية الوصف للموقف باستخدام الرمز مع إضافة بعض المفاتيح التي تهدي القارئ إلى الأبواب التي يدخل منها إلى النص ، وفي حالة تعذر وجود أو صدء هذه المفاتيح فلا تثريب على القارئ إذا تلثم وقفز من النافذة أو إن تسلل من البوابات الخلفية ولو حتى قام بكسرها !!
والعمل الذي بين يدينا هو عمل يتسم بطابع شديد من التركيز والاستخدام الدقيق للألفاظ والعبارات معتمدًا على عنصر الحركة التي تتعلق بالرمز . وكذلك كانت البداية من نقطة المنتصف أو النهاية flash back تلك البداية التي تُعمل ذهن القارئ للنظر من الزوايا المتعددة إلى العمل والذي أتى كأقرب ما يكون إليه مشهدًا تنقصه الموسيقى التصويرية اعتمادًا على إيحاءات الرموز وتأثيرات الصور ..
تلتحفُ أريكتي هذا المساء
ما تبقى من زوايا النور
التي اختلست أنوثتها المكان .. بتقهقر .

يبدو التركيب ذا طابع لغوي أصيل ، إذ يعتمد على التقديم والتأخير فتقدير القول تلتحف أريكتي هذا المساء بتقهقر ما تبقى من زوايا النور ، والملاحظ أن الذكاء في هذا التعبير ينبع من أن التقهقر عملية رجوع للخلف لذلك جعلها المبدع في نهاية الفقرة لتتواءم مع البداية من الرجوع إلى الخلف ،ولأن التقهقر أمر غير مرغوب فيه جعلها المبدع العزيز مطر في نهاية الفقرة ليكون التقهقر هو الباعث على الكتابة وهو محور الحالة الإنسانية .
والذي يبدو من النص أن المبدع أو من يتحدث المبدع على لسانه قد ظل على الأريكة يتذكر هذا الواقع الأليم في لحظة صفاء مسائية حزينة ، وجاء اللفظ تلتحف ليوهم القارئ بأن الأريكة قد امتلأت نورًا في واقع صاخب غير أن لفظة ما تبقى من زوايا النور جاءت لتشير إلى هذه الحالة من التلاشي فالملتحَف ليس زوايا بل بقايا+زوايا النور ولو أن المبدع الجميل قد استخدم كلمة نور نكرة دون تعريف لزاد ذلك من قيمة تأثير اللفظ . والحالة التي هي التحاف بقايا زوايا النور هي حالة تعرٍّ تتعرى فيها الظلمة كاشفة عن قبح مضمونها وتبدو المقارنة بين النور الباقي معبرًا عن الأمل محزنة حينما يكون الوجه الآخر منها هو هذه الظلمة وهي اليأس .وكان المزج بين النور والأنوثة مزجًا عبقريًا يؤكد هذه النظرة ذات الشفافية الوجدانية التي لا تغدو فيها المرأة إلا رمزًا للنور ذلك الحب الطهور .

حملقتُ باتجاه النافذة
المكسور زجاجها ..
نحو خيوط الشمس ..
وهي شارعة في طريقها
الى عالم آخر ...

من هنا غالبًا يبدأ الحدث أو يعود بنا المبدع العزيز إلى لحظة أخرى من لحظات التذكر قد تكون هي الحدث أو إحدى مفرزاته .
التعبير حملقت يؤكد وجود حالة من الخوف والترويع ولم يعطنا المبدع السبب للخوف بل بدأ بالصدمة والرعب والضربة الاستباقية وهي ذلك النافذة مكسورة الزجاج .
ورغم أن هذا الرمز مكرر ومعروف دلالته لكنه على صعيد التخيل ومع اقترانه بالمؤثرات الصوتية يبدو أكثر قوةو إيصالاً للشعور . هنا الزجاج المكسور يأتي رمزًا للقلب والشمس هي تلك الأنثى والعالم الآخر لا يستبعد أن يكون عالم ما بعد الحياة لكن الغالب أنه ذهاب إلى عالم بشري آخر ، وما أعظم أن يغدو الإنسان في ذاته عالمًا ولكن إنسان هذا العالم هو القارة المتجمدة.
الخيوطٌ تحمل الطهر والفجيعة ..
تحملُ تضاريس اللقاء الاخير ..
الذي جمعنا عند باب حارتها
يوم أن أوصدته خيوط الشمس .. ذاتها
في ذلك المساء المشؤم ..
المكتظُ ايضاً .. بالحنين لذلك الباب !


ميز هذا الجزء أن تتخذ الشمس دلالة مادية ملموسة وتجسيدها كإنسان يغلق الباب ،والتعبير
اعتمادًا على السياق يبدو رائعًا للغاية إذ تبدو الشمس في دلالتها الحقيقية مسئولة عن هذا الحزن مما يجعل الرؤية لدى الشاعر متعلقة بالشمس .إذًا الشمس كانت ذات سمة مجازية وأخرى حقيقية ولعل استخدام كلمة في ذلك المساء المشئوم جاء ليعبر عن اختراقها سحر الليل وجمال ضيائه وعذب حديثه ليأتي الباب في دلالة على إمكانية الدخول لهذا القفص الذهبي المنتظر أو ما شابهه وتعبير مساء مشئوم مكتظ .. هذان النعتان أضفيا على التعبير حالة من البؤس وكلمة الحنين زادتها اعتمادًا على السياق الذي وردت فيه وليس اعتمادًا على دلالة الكلمةمفردة .
دخول الانثى هذه المرة ..
كان شاحبا ...
على عكس دخوله .. في الماضي البعيد القريب
كنتُ في الماضي انتظر دخولها ..
لأغامر مره اخرى ...
مغامرة يحتضنها باب !

هذه المرة .. وكانت النقطتان .. مؤديتين دورًا كبيرًا في عنصر التنغيم أي تخيل طريقة الإلقاء كأن شخصًا يحرك شفتيه يمنة ويسرة إشارةإلى سوء منتظر .وهذا يعني أن ثمة خولاً كان خطبة أو عقد قِران أو حتى أيام أُنس طفولي ذوبتها حرارة الشمس .ويأتي هذا الباب مرة أخرى ليكون معبرًا عن انسداد الأمل بعد أن كان وجهة للحنين .كم أنت غدار أيها الباب ، ولماذا أوصدت أمام شجرة أحلام ذهبية ..
بابٌ ومارة تحملق أعينهم وهلة ..
ثم يمضون نحو المدينة .. المهجورة
التي تمنيت أن تسكنها اشباحي ..
دَخَل المساء ..
وذهبت بضعُ روحي الباقيه معه

كأن الحملة هي الحسد الذ قد أدى دوره في نقل هذه التضاريس لتصبح على هذه الشاكلة !
إنهم الغربان التي انتظرت سقوط الثمرة! تعبير المدينة المهجورة كان وجهًا ثالثًا من وجوه التعبير عن المحبوبة بعد الشمس وبعد النافذة الزجاجي وتأتي المراعاة للنظير بين المدينة والأشباح تلك المحبوبة التي تمنى المبدع أو من يتحدث المبدع على لسانه لتزيد الحالة بؤسًا إذ يغدو المحب متمنيًا -بعد فقدان كل الأمل -بعض الأشباح ليقنع بها في ذاكرة المدينة المهجورة.
ويأتي التعبير دخل المساء ...ليعود بنا إلى الحالة الأولى :
تلتحفُ أريكتي هذا المساء
ما تبقى من زوايا النور
التي اختلست أنوثتها المكان .. بتقهقر ..

وكان ما بينهما من الخواطر هو ما يتذكره المبدع أو من يتحدث المبدع على لسانه سببًا لهذه التنهيدة التي أتت لشمس ظاهره الشروق وباطنها الغروب . هذا المساء بدلالاته المتعددة يغدو الصورة النهائية للمشهد +رحيل بضع الروح وما أعظم هذا التعبير الذي يؤكد على طهر ووجدانية هذا الحب الإنساني السامي .
وأخيرًا كان عنصر الحركة في دخول المساء في مقابل ذهاب بضع الروح كان مؤثرًا على صعيد الصورة
والمعنى معًا. دمت مبدعًا وفقك الله

نورالدين بوصاع 13-06-2009 01:37 AM

إلى مشرفي الاسلامي
اسمح لي أن أتخذ دموع القلب حبرا
لأكتب على صفحات الروح سطرا
و أهمس في أذن الليل لحنا
لأبوح للنجوم سرا
فأقول هيا على بركة الله نبدع كلاما.

المشرقي الإسلامي 13-06-2009 11:29 AM

ما شاء الله أخي العزيز جميل ما سطرت يداك ،
إن صفحات الروح لا يكتب عليها سطر أجمل من اسمك
وإن أذن الليل ما يطربها شيء كألحان حروفك
وأما النجوم فأنت سرّه وكنهه ،و لست أنا سوى طفل يتأمل يبحث
بين الوميض عن حبه المجهول !

المشرقي الإسلامي 18-07-2009 02:26 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :تمتمات
اسم الكاتب: مصطفى الطيار
خارج منتدى الخيمة

تمتمات




(1)



(1)

مسَاحةٌ من عناء
ماذا يملئها ؟..
سوى ان قلبي كُتلةٌ من الحزن !..

(2)

ليل مُتناثـر ..
ماذا يجمعُه ؟
سوى انثـى بكفين بيضاوين !..

(3)
افتقدُ الفرح ..
لقد ضاع قديماً
دون ان يترُك اثراً للإقتفاءْ !..

(4)
كل الأشياء
قررت رحيلها ..
فكم يتَسعُ مطارٌ كهذا للراحلين ؟..

(5)
دون انثـى
يبقى هذا الليل ..
اكبر دار للأيتام منـي ؟..

(6)
الأغاني احلاها همس انثـى
القصائد ..
امرُّها وجعـي !..

(7)
الذكريات ..
لاَ تُجدي الإنتظار ..
فقد رحلوا في الحقيقة !..

(8)
سأتقمصُ بالأمل
كي عندما ينظروني ..
يقولون : رجل انيق :)

(9)
قلبُكِ بحر
وانا مجرد بحار لا اجيد السباحة اكثر
فرويداً بي !..

(10)
عيني خيال محلق
وصدرك مجرد زهرة
ستحط فوقه الأن

(11)
حزين انا
فهل تسمعي احلى موسيقى
يعزفها وتر القلب ؟..

(12)
صباحك أنتِ
مشواري الأهم
فاستقبليني بضوء عينيك

(13)
ابحث عنكِ
اين تختفين ؟..
فهل تمثلتي بهواء الكون ؟..

(14)
ابحث عنك بلى موعد , واسير
دون التأكد من جهتي , واسلكُ القفار اخالها جناني الندية !..
ارحلتي رحلتك الأبدية ؟..
فتكلمي إن كنتِ تسكنين في هذا الأفق البعيد بجانب الشمس
صدقيني وقد شهدت العصافير كل الطرقات
توهتني - وغدوت مجنوناً بإمتياز !..
(15)

ماذا اتذكر هنا غير مجلسك
الأشبه بمرسى ملكات سفن الأساطير ؟..
ونافذتك المطلة على الدور ,
تطلين منها كقمر المساء ,
واتذكر انك من هذه النافذة رحلتِ !..





المشرقي الإسلامي 18-07-2009 02:33 PM

في ضوء محدودية معرفتي بأساليب الحكم على الأعمال الإبداعية أرجو أن تسمح لي بإبداء رأيي في هذه المقطوعات الماثلة بين يدي ..

أول ما أستطيع الوصول إليه هو أن العمل وإن كان خطرات منفصلة إلا أنها مرتبطة بما بعدها أي كأن الخواطر -حسبما استنتجت - تتبع أسلوبًا يهدف إلى مفاجأة القارئ بأن كل ما كتِب يربطه خيط واحد وربما يتبلور في ذهنه على شكل قصة يستنتج القارئ مغزاها ..
ثاني ما أحب القول فيه هو أن عنصر ثمة وعيًا ألحظه من خلال طريقة التناول ، فالبدء بالعبارات القصيرة الهامسة أو شبه الهامسة ربما تكتسب طابعًا من البوح والمناجاة للذات ثم ما تتسع حتى تأخذ خطابًا شبه مباشر للمخاطب.

ثالث وآخر ما أستطيع قوله هو أن العمل كان بحاجة إلى قدر أكبر من الرمزية والتي بدأت تتفلت نوعًا ما وتتخذ طابعًا أكثر انكشافًا مما أفقدها بعضًا من قوتها ..
والآن إلى العمل ..
المقطع الأول قد يبدو عاديًا ، لكنه يمهد لما بعده :

مسَاحةٌ من عناء
ماذا يملئها ؟..
سوى ان قلبي كُتلةٌ من الحزن !..

والعبارة الأخيرة سوى أن قلبي كتلة من الحزن أفادت حالة من اللامبالاة والتي تظهِر مفارقة جيدة مفادها أن الحزن أصبح شيئًا عاديًا ، وليس بالمستغرب .

المقطع الثاني :
ليل مُتناثـر ..
ماذا يجمعُه ؟
سوى انثـى بكفين بيضاوين !..

هنا يبدأ الحزن في الانكشاف والتبلور على صورة الليل وهما وثيقا الصلة ببعضهما البعض ، لكنه يتخذ طابعًا أقرب إلى جماليات الفنون التشكيلية حينما يكون الليل متناثرًا وهنا نصبح إزاء حالة من التضاد في التعامل مع اللفظ ، فالليل حينما يختصر إلى قطع متناثرة تكون الدلالة أكثر نضجًا في إشارة إلى انقلاب المفاهيم وما يستتبعه من انقلاب في الحالة ذاتها .ترى ما هذا الذي يكون أكبر من الليل ليحتويه ؟ هنا تبرز المفاجأة أنثى بكفين بيضاوين. يمكن الوقوف على هذا الجزء كمدخل للنص والقول بأن الأنثى هي التي تمسك بهذا الليل ، إما أنها قادرة على تحريكه وإضاءته وإما أن تكون هي التي تحافظ على الحزن الدائم فيه ، وهنا لا يكون لليل دلالته اللونية وإنما دلالته النفسية ،فالعمر كله ليل لذلك كله فهو حزين على الدوام .

المقطع الثالث
افتقدُ الفرح ..
لقد ضاع قديماً
دون ان يترُك اثراً للإقتفاءْ !..
أفتقد الفرح (همزة قطع )..


ما زال الصوت خافتًا وكأنه همس وصغَر عدد الكلمات يعطي هذه الدلالة الحزينة والتي لا تشعِر القارئ بالاختناق الذي يعانيه الكاتب أو من يتحدث الكاتب على لسانه .
وكانت الاستعارة ضاع قديمًا ... عبقرية ، فلو أنه ضاع دون تحديد الزمن لكان هنالك الأمل والاحتمال في وجوده أما وأنه ضاع قديمًا .. فلا أمل .لكنك لا تكتفي بذلك بل تمحو إمكانية وجود أثر الاقتفاء ، وأنسنة الفرح أي استعارة صفة إنسان له جعلت المعنى يتسم بعمق أشد فالإنسان يتخذ الإنسان طريقًا لتفسير أحزانه .
لكن يظل الخطاب مزدوجًا يمكن تأويله على أنه للأنثى أفتقد الفرح كأنه يقول لها أفتقدك أنت لكن الرومانسية البالغة به درجة الحزن تجعله لا يريد القول صراحة أفتقدك أنت وفي هذا مواءمة جميلة بين الأنثى والفرح على اعتبارها المحور الذي يمكن أن يكون مؤدًا للفرح أوالحزن.

المقطع الرابع :

كل الأشياء
قررت رحيلها ..
فكم يتَسعُ مطارٌ كهذا للراحلين ؟..

جميل للغاية هذا الترتيب من الحزن ثم إلى الأنثى ثم رحيل الأنثى ، وكأن خيوط الحدث بدأت تتفتح .
وكأن الأنثى هنا هي كل الأشياء ، والرؤيا كانت جيدة إذ يكون العمر في النهاية مطارًا لكنه -للأسف - صالة مغادرة ، ويبدو السؤال الاستنكاري لإبراز هذا العجز عن البوح بالشجن ، فلا يجد الكاتب أو من أردت التحدث على لسانه إلا السؤال إذ أن الإرهاق منعه عن التحدث عن فلسفة الرحيل ...

المقطع الخامس
دون انثـى
يبقى هذا الليل ..
اكبر دار للأيتام منـي ؟..

تعود الأنثى للوجود مرة أخرى وتتضح الصورة أكثر وكأنها حول فراق محبوبة ويعود الليل مرة أخرى للظهور إذ أن معاودة ظهوره مرة أخرى جاءت لنفي ما يتوهم من احتمال طلوع الصباح عند إغفال الحديث عن الليل .والبدء بكلمة (دون) جاء ليعزز معنى الفقد ،كان في الإمكان البدء بغيره لكن فكرة الفراق هي المسيطرة والاستفهام الاستنكاري الآتي المستبطن في الناحية الصوتية زاد الحالة حزنًا لاسيما وأن فلسفتك فيه أنه دار للأيتام بل أكبر من يتم الكاتب نفسه أو من تحدثت على لسانه .

المقطع السادس :
الأغاني احلاها همس انثـى
القصائد ..
امرُّها وجعـي !..

لا أعتقد أن المقطع جاء بإضافة كبيرة ،فالتعبير عن المرارة كان مسبوقًا بما يوحي به وهو الحزن صراحة ولا حزن بلا مرارة ، لكن يكون من الضروري النظر إلى لفظة الأنثى والقرائن الآتية معها في كل مقطع وكانت الأنثى هنا معادلاً موضوعيًا للنغم ، فالقصائد دون نغم تكون بكماء .لكن كون الوجع أمر الأشياء أمر طبيعي أو طبَعي لا جديد فيه.


المقطع السابع :
الذكريات ..
لاَ تُجدي الإنتظار ..
فقد رحلوا في الحقيقة !..

الطابع الفلسفي أكسبها عمقًا أكثر ، وهنا قمة الواقعية والمفارقة الحزينة والتي تؤكد على أن الحزن شيء صار عاديًا . إن الذكريات لن تعيد الماضي لهذا اكتفيت بالنقطتين .. ولم تكمل الحدث لأن القارئ غالبًا يستوعبه لكن التركيب ربما يكون فيه خلل نحوي أو أسلوبي لايجدي الانتظار .

المقطع الثامن :
سأتقمصُ بالأمل
كي عندما ينظروني ..
يقولون : رجل انيق :)


للمرة الأولى يظهر فعل مضارع يفيد الاستقبال ، وهو مسبوق بالسين والتي تفيد نية القيام بالعمل ، ووجودها لأول مرة جاء متوازيًا مع الأمل ، وتأتي التعبيرات القوية أتقمص الأمل كأن الأمل ثوب يلبس بل وهو يدرك أنه زي وهمي ، ثم جاءت العبارة القوية الساخرة رجل أنيق . إن الجمال في هذا المقطع مرده إلى نظرة الكاتب إلى الأمل ، فهو شيء ترفي بعكس الحزن الذي هو شيء عادي .
المقطع التاسع
قلبُكِ بحر
وانا مجرد بحار لا اجيد السباحة اكثر
فرويداً بي !..
حقيقة كان هذا المقطع مباشرًا للغاية ودلالته واضحة ، ولكن يظل عتاب الأنثى لشيء تعرفه يستنبطه القارئ ببساطة ، إنه الفراق والوجد الذي أصاب الكاتب أو من يتحدث على لسانه ، وكون قلبها بحرًا فهذا يعني الملوحة -الألم.

المقطع العاشر :
عيني خيال محلق
وصدرك مجرد زهرة
ستحط فوقه الأن


لم أجد التركيبة مفهومة والعناصر فيها غير واضحة كما ينبغي ، فكيف تحط الزهرة فوق الخيال؟ أم المقصود ستحط عيناي الآن على صدرك ؟ لو كان المقصود هو ذلك لكان التعبير المباشر أبسط ، لكن نلاحظ عبر المقاطع السابقة أن الإيقاع ظل بطيئًا كما هو ، وهو بذلك يتناسب مع حالة الحزن والإحباط التي تتلبس من يتحدث الكاتب على لسانه .
المقطع الحادي عشر
حزين انا
فهل تسمعين احلى موسيقى
يعزفها وتر القلب

تظل اللوعة عالقة بالقلب لكن المقطع لم يضف جديدًا أيضًا وكان مباشرًا بشكل ما ،لكن رغم ذلك تتبلور لدينا رؤيا مفادها هو أن الحزن هو أجمل الأشياء أو أحلى موسيقى ربما لأنه أكثر ما يذكّره بالحبيبة أو يدفعه إلى مناجاتها .
المقطع الثاني عشر
صباحك أنتِ
مشواري الأهم
فاستقبليني بضوء عينيك

جميل في النص أن الليل في طيلة حديثك عنه أخفيته من النجوم والقمر فبدت الصورة قاتمة حزينة ، ومع بدء ظهور سين الاستقبالية أتى الصبح وكان التوكيد بالضمير المتصل أنت في صالح النص ليؤكد حضورها الكثيف من خلال الاقتران المباشر بالصباح وبالعبارة نزوع فلسفي جميل يجعل المحبوبة هي الصباح بما يجعله في غنى عن أن يقول لها صباحك سكر أو صباحك جميل ، وكان الغزل غير مباشر .
وكانت الصورة في السطر الأخير موحية ذات طابع فانتازي وظّف بشكل جيد في صالح النص .

المقطع الثالث عشر
ابحث عنكِ
اين تختفين ؟..
فهل تمثلتي بهواء الكون ؟..
كان جيدًا هذا التعبير في التشخيص لكن قد يدفع للتساؤل لماذا هذا التساؤل بينما المقطع السابق كان حالة مبهجة ؟ ربما تكون حالة استرجاع لما كان يقولها لها من قبل ،وربما تكون استحثاثًا لها لتسارع إليه.
المقطع الرابع عشر وقبل الأخير :
(14)
ابحث عنك بلى موعد , واسير
دون التأكد من جهتي , واسلكُ القفار اخالها جناني الندية !..
ارحلتي رحلتك الأبدية ؟..
فتكلمي إن كنتِ تسكنين في هذا الأفق البعيد بجانب الشمس
صدقيني وقد شهدت العصافير كل الطرقات
توهتني - وغدوت مجنوناً بإمتياز!

للمرة الثانية يتكرر اللفظ أبحث عنك لكنه -في رأيي- كان في حالة من الانفعال والصراخ خاصة في الأسطر الثلاثة الأخيرة . تصاعد الإيقاع وتأتي أبحث عنك للمرة الثانية معبرة عن نفاد الصبر الذي لم يكن واضحًا في المقطع السابق عليه.
هذا يعد جيدًا لأن الحالة بدأت تظهر وتنجلي وتكتمل معالمها غير أن السطر الأخير لم يكن متناسبًا مع الحالة الصارخة والتي يظهر فيها المتحث وكأنه يتمثل القرب منها ويناديها بأعلى صوته . هذه الحالة لم تكن تستدعي سخرية ..مطلقًا .
وكان هذا التوتر في الحالة ممهدًا للنهاية بشكل محكم .
المقطع الخامس عشر والأخير :
ماذا اتذكر هنا غير مجلسك
الأشبه بمرسى ملكات سفن الأساطير ؟..
ونافذتك المطلة على الدور ,
تطلين منها كقمر المساء ,
واتذكر انك من هذه النافذة رحلتِ !..

كان السطر الأول جيدًا في اتكائه على عنصر الصورة لتحقيق حالة من التأثير على المتلقي وشحذ المخيلة بالعالم الفانتازي الأسطوري والذي اكتمل بهاؤه بكل من الملكات والسفن والأساطير .. هذا الموكب الذي كان يستمد منه شعوره بالقوة .
لا أفهم ما تعني الدور .. البيوت ؟لو كان كذلك -ففي رأيي الشخصي- لم يكن لها داع لأن الانتقال من هذه الحالة من الأبهة والبهجة إلى دور كأنها الأطلال كان مفاجئًا وغير متناسب مع الجو العام للحالة .

وتأتي النهاية والتي كان ممهدًا لها بشكل صحيح .. إنه الفراق النافذة التي يطل منها على أحزانه الحالية وأفراحه الماضية .
إن كل هذه المناجاة تجعل من النافذة كونًا يختزل فيه كل هذه المعاني لتكتمل الخلفية كما في الصورة وتصنع مادة دسمة تمتع القراء .
العنوان كان غير معبر عن الحالة بشكل كبير وكان مطاطًا جدًا .
التمتمات هي لفظة أفادت شدة الحركة واضطرابها وكأننا بإزاء حالة لجلجة ، وهذا لا يبدو في العمل . إنه عنوان متسع للغاية كوشوشات خربشات دندنات وهذا تبسيط مخلّ للمضمون ولا يعبر عن شيء مما بداخله .
الخاطرة كانت جيدة واتسمت بالتسلسل الجيد والارتفاع والتصاعد في إيقاع الحالة كما اتسمت بالوعي بالجوانب الصوتية وارتباطها بالكلمة وأخيرًا كانت لغة المجاز فيه فاعلة بشكل كبير مؤثر إيجابيًا تنوعت فيها الصور بين الفانتازيا والصورة التشكيلية . دمت مبدعًا موفقًا .. باركك الله .وعذرًا للإطالة.

ريّا 18-07-2009 02:38 PM

الاخ الكريم المشرقي

لست كاتبة ولا أدعي ذلك ,,,لكني احيانا اكتب بعض من كلمات واتمنى ان تقيمني

شكرا لك

- ماكنت يومآ ضعيفة إلا حينما أدركت أنك لم تعد هنا

-أخترت السماء بيتآ لك ......وتركتني هنا قدماي في الارض وعيناي هناك بين النجوم ترقب أبتسامتك كل ليلة


- سأنام الليلة عند أبواب المدينة ,,أرقب الفجر علّه يأتيني بخبر منك

- واثقة من أنك تعلم بوجودي حولك لكني لست واثقة أنك هنا

- سأجعل راحة يدي سلّمتك مابعد الأخيرة خوفآ عليك من أن تتعثر

- سأنثر زهور الأقحوان هذا المساء وأوقد الشموع وبعض من بخور علك تهمس لي أنا هنا

- لا لن ألومك بعد اليوم لأختيارك الرحيل بل سأتخلى عن أنانيتي وأتركك ترقد بسلام

المشرقي الإسلامي 18-07-2009 04:27 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

.. وكما تعلمين أختنا العزيزة أن لا مجاملة في مشاركات الأعضاء ، وعلى بركة الله فلنبدأ ..
هي مجموعة من الخواطر يجمعها رباط واحد


- ماكنت يومآ ضعيفة إلا حينما أدركت أنك لم تعد هنا

مقطع يتسم بالتكثيف ويعتمد بدرجة كبيرة -رغم بساطته- على فكرة مؤداها أن الآخر هو مصدر قوتها ، وأن الفرد قد لا يشعر بضعفه عندما تستغرقه تجربة ما . حقيقة كان هذا التعبير قويًا مؤثرًا معبرًا عن هذه الحالة من الألم لاسيما وأنها تبدأ من الأنثى

-أخترت السماء بيتآ لك ......وتركتني هنا قدماي في الارض وعيناي هناك بين النجوم ترقب أبتسامتك كل ليلة

حقيقة هذا عنصر فيه اختزال لجوانب متعددة ، فمن حيث المكان نجد أن عملية حصر السماء في كونها بيتًا للمحبوب تجسد كم هي ضيقة هذه الدنيا وصغيرة ، ويلعب عنصر الصورة دورًا في إظهار جوانب البراعة في التعبير الماثل بين يدي .. فهذا التعبير على بساطته إلا أنه يوحي بحالة من الحالمية هذه الحالمية لا تكتمل لأن ما بعدها أو موقف كتابتها المحيط به مؤلم . والانتقال بشكل غير مباشر من أحلام اليقظة إلى الواقع أمر مؤلم تجسده هذه الكلمات بصدق وبساطة .. وإتقان لغوي . كذلك عنصر التناقض بين السماء والأرض والصورة الحقيقية والصورة الفانتازية (عيناي هناك بين النجوم ترقب ابتسامتك كل ليلة) جعلت للحدث حالة من الدفء والحضور الذهني المتماشي مع الصورة وتأثيرها في النفس.

- سأنام الليلة عند أبواب المدينة ,,أرقب الفجر علّه يأتيني بخبر منك
المدينة هذه هي النفس ، وتشخيص الفجر أي إعطاؤه سمة الإنسان يعد أمرًا مساعدًا على وصول الفكرة بشكل جيد ، والعبارة سأنام كانت مشعرة بكمّ التشرد أو القلق المكبوت والذي ابتدأ من المقطع الاول ما كنت ضعيفة .
إن من جماليات بعض الخواطر أنها قد توصل ببعضها فتكون بناء متكاملاً وإن لم تفعل ذلك فلا حرج عليها.

- واثقة من أنك تعلم بوجودي حولك لكني لست واثقة أنك هنا
هذه الحالة من التعميق للقلق كانت متميزة للغاية ، فالمحبون يكونون على استعداد لاصطناع أحاسيس معينة وأجواء معينة للآخرين ، وهنا لو أنها تخاطب فردًا راحلاً فالراحل يعلم كل ما حوله لكنه لا يستطيع الرد . حقيقة كان في المقطع قلق كبير يشعر المتلقي بصدقه .

- سأجعل راحة يدي سلّمتك مابعد الأخيرة خوفآ عليك من أن تتعثر
الله الله ! ما أرق هذه المشاعر ! أين هي منذ عهد قديم ؟
تعبير نادر للغاية وفيه توصيف للرقة والتضحية بأن تكون اليد -والتي هي شعار للعطاء- سلمًا إضافيًا .. إنه الحب حينما يكون الطريق لا يحتمل إلا المخلصين ..
إنه الحب حينما يتجاوز الحدود الأخيرة والعطاء لآخر لحظة ، وفي القطعة هذه جانبًا تشكيليًا جميلاً يعرفه العالمون بهذا الفن ولست ُ منهم .كان التأكيد على معنى العطاء قويًا للغاية فإن المحبة لا تعطي وردًا ولا نجمًا وإنما تكون يدها كلها متكئًا لموطئ قدم المحب . إن الذي تثيره هذه القطعة هو السؤال : ما هذه الحيثية التي تجعل المُحِبة تقول ذلك ؟ إن النص يكمن خلفه توترات شديدة تقوي من قيمته وتجعله ذا عمومية تتجاوز حدود العرق والدين والجنس والزمان .. والمكان.
وبقدر ما تكون الخاطرة عامة بقدر ما تكون إنسانية لأبعد الدرجات ولكل الثقافات المختلفة .




- سأنثر زهور الأقحوان هذا المساء وأوقد الشموع وبعض من بخور علك تهمس لي أنا هنا


عنصر الصورة ثانية أتى ثانية لنكون بصورة كأنها صورة من يضع الشموع أمام قبر محبّه . لكن الجميل أن كلمة موت لم تذكر في النص من شدة وقعها النفسي الأليم أو لنقل : إن المحِبة لا تريد أن تزعج المتلقي ولا المحبوب بهذا الاسم الصعب على النفس .

- لا لن ألومك بعد اليوم لأختيارك الرحيل بل سأتخلى عن أنانيتي وأتركك ترقد بسلام

نهاية عبقرية عن الموت أشارت إليها كلمة" ترقد " وكلمة لا جاءت وكأنها تستمع إلى أصداء قلبها تلوم المحبوب على الرحيل .
إن الرحيل لا يختاره أحد ولكن استخدامه في هذا السياق يأتي لإثبات المُحِبة حبها لمحبوبها وتجاوزها عن كل ما كان بينهما -ربما- من قبل وكأنها تقول إن لمتك كثيرًا من قبل فلا وقت الآن لهذا ، وتتجلى قمة التفاني في إنكار الذات حينما تفلسف المرأة حبها غيرها ورغبتها في الحياة معها لآخر قطرة على أنها أنانية رغم أنه مطلب كل البشر !
وتأتي النهاية الموت رغم مجيئها مؤلمة إلا أن طريقة تناولها أتت لتعبر عن رغبة في تقبل الموقف وإنهاء هادئ للحالة ، ليبقى التوتر مكتومًا في الداخل بناء على ما كان بينهما من حب ووصال . ويبدو المحبوب وكأنه في النهاية -من خلال كلمة ترقد بسلام- طفل يطل عليها بابتسامة وفي يده وردة تبحث عمن يلتفطها .
ربما كان ينقص العمل -ولا أمزح- نقطتين .. بعد كلمة ترقد في سلام لتشير إلى حالة تداعٍ نفسي ولفظي لا وقت لقوله كأن الزيارة للحبيب في الحلم أو حلم اليقظة انتهت .
إنه نص عبقري للغاية ، اختفى فيه توتر الحالة وكان الاتكاء على المعنى الرومانسي هو الذي أشعر بشدتها ، كذلك كانت العمومية والإنسانية سمة مميزة لها وتجردها من جميع عوامل الخصوصية الثقافية أو العرقية أو المكانية أو الجنس .
وأخيرًا كانت العبارات بسيطة لكنها أدت دورًا متكاملاً فيما بينها وهذه فنية رائعة الشاعرية بدون استخدام المجاز ، لعبًا على العنصر الفلسفي أو عنصر الاستبطان .
وفي النهاية كان التسلسل المفضي إلى الموت والحالة التي تحتمل أن تكون حالة حلم يقظة أو حلم منام عنصرًا باعثًا على إعطاء العمل قيمة وحيوية ودفئًا شديدًا للغاية .
بلا مجاملة إنه عمل من ضمن ثلاثة أعمال يتعذر عليّ نسيانها بإذن الله .
دمت موفقة وبارك الله إبداعك .

ريّا 18-07-2009 06:33 PM

شكرا يامشرقي
والله كانت بعض من هذيان لزوجي الشهيد عمر العزاوي
احاول اكتب بين الحين والاخر ,,,,لكن كنت اتصور مجرد خواطر ليس لها معنى

اثقلت عليك ,,,شكرا

ريّا 18-07-2009 09:00 PM

ليتك تعلم كم أتألم وانا اراك واقفآ هناك

ويعتصرني الحزن وأشد على يدي بقوة كي لا تسلم عليك

ليتك تعلم كم يحزنني فراقك ....وكم تعني لي....وكم أحبك

ليتك بذلت بعض جهد .......

المشرقي الإسلامي 19-07-2009 12:36 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

اسم العمل : جنون الذكرى
اسم العضوة: الحنين
(3)

للذكرى ..




صدرٌ حانٍ يضمّنا حين تتكالب علينا آلام الواقع ..


شريط مواقف يلفّنا كما وشاح من حرير ..


يبعث الدفء في محاني رعشة الخوف ..





غريبٌ ذلك الإحساس ..



حين تلتهب جدران القلوب من نار الشوق ..


وترتعد أطرافنا برداً من حنين ..


كيف يجتمع الصقيع و اللهيب سويّاً ..؟!





تستلقي أحلام الطفولة على بساطٍ من زهور ..


بهدوء جم ..


وسكون مميت ..


يبعث الارتجاف ..





خلف جدرانٍ من حروفٍ متراقصة ..


تتهادى بجنون ..


وتبتسم بعذوبة .. للوحة مرسومة على الحائط المقابل ..


صورة مزدانة ببريق البسمات ..


ألوانها ممزوجة مع صفاء المطر المتساقط ..





قد تمثّل الذكرى ..


قاعدة الارتكاز التي يجد الحلم عليها متكئاً يسند خطواته ..


ومرجعاً نعود لقراءة سطوره كلما اعتصرتنا صفحات الواقع ..


أو محطة نقف على أرصفتها حين نحقق آمالنا
..

المشرقي الإسلامي 19-07-2009 01:09 AM

للذكرى ..




صدرٌ حانٍ يضمّنا حين تتكالب علينا آلام الواقع ..

جيد أن يكون التصوير بهذه الدرجة من الإنسانية والتشبيه للذكرى بأنها أم كان
في صالح النص لأنه جعل الارتباط بينهما شبه عضوي
شريط مواقف يلفّنا كما وشاح من حرير ..
هنا يكون الربط بين الملموس والمحسوس عنصرًا جيدًا في صناعة الإبداع على هذه الشاكلة ،ويظل الاتكاء على حالة الأمومة والتي من خصائصها النعومة والإحاطة عنصرًا مميزًا .


يبعث الدفء في محاني رعشة الخوف ..





غريبٌ ذلك الإحساس ..



حين تلتهب جدران القلوب من نار الشوق ..
تشبيه القلوب بالبيت في هذا الشكل الاستعاري كان جيدًا لأنه يتوازى مع احتواء الأم للطفل .

وترتعد أطرافنا برداً من حنين ..


كيف يجتمع الصقيع و اللهيب سويّاً ..؟!

هنا اتسم النص بحالة من الجمالية المتمثلة في التضاد بين القلب والجسد ،لكن السؤال الاستنكاري لم يأت في صالح النص بشكل كبير ولعله أضعف منه بعض الشيء .إنها حالة
تستلقي أحلام الطفولة على بساطٍ من زهور ..

كان جيدًا هذا التجسيد وعنصر الصورة أعطى للحالة جانبًا فانتازيًا جميلاً يتمثل في الألوان والصور المتبادرة إلى المخيلة.
بهدوء جم ..


وسكون مميت ..

لفظ أراه خارج نطاق الحالة لا يناسب بيئة التشبيه
يبعث الارتجاف ..





خلف جدرانٍ من حروفٍ متراقصة ..

كان جيدًا أن تكون الجدران في المرتين اللتين وردتا فيهما متحركة مما يشعل حالة الحركة ويعطيها جانبًا
أكثر تأثيرًا في نفس المتلقي ويجعل الحالة كلها ذات طابع فاتنازي تتناغم معه موسيقى تنبعث من المشهد
تتهادى بجنون ..


وتبتسم بعذوبة .. للوحة مرسومة على الحائط المقابل ..


صورة مزدانة ببريق البسمات ..


ألوانها ممزوجة مع صفاء المطر المتساقط ..


ربما يمثل الإكثار من الوصف للمشاهد الطبيعية حالة من التشتيت ، لأن العمل يقصد به إيضاح رؤيا معينة ،
لكن مجرد الوصف والاستعراض الاستعاري يفقد القارئ التركيز والعمل بريقه


قد تمثّل الذكرى ..


قاعدة الارتكاز التي يجد الحلم عليها متكئاً يسند خطواته ..
جميل للغاية إدخال اللغة العلمية في هذا السياق الشاعري وكان عنصر التجسيد المتمثل في تشبيه الحلم بالشخص الذي يتكئ على الأريكة ناجحًا في تصوير هذه الحالة النفسية التي هي ممزوجة بالصفاء والأريحية وربط الحلم بالذكرى والارتكاز عليها جعل للذكرى قيمة تفوق قيمتها الاعتيادية المتمثلة في التسلّي .
ومرجعاً نعود لقراءة سطوره كلما اعتصرتنا صفحات الواقع ..
هنا تتخذ الذكرى بعدًا ثانيًا وهو أنها ذات طابع علاجي إن صح اللفظ ، والمقارنة بين صفحات الواقع
وسطور الذكرى كانت ذكية لأنها تقارن بين المحسوس والملموس وتجعل الفارق في الكيف أكبر من الفارق في الكمّ، فرغم
قلة السطور للذكرى إلا أنها تتغلب على صفحات الواقع القاسية، وهذا ينم عن وعي بكيفية استخدام أدوات اللغة.

أو محطة نقف على أرصفتها حين نحقق آمالنا ..
والبعد الثالث يمثل أنها أخيرًا ماضي وحاضر ومستقبل
من أجمل ما ميز النص ما يسمى بالتشكيل المكاني ، وهو أن العلاقة بين السطور تتخللها فراغات متعمدة لتعبر عن حالة الهدوء والتؤدة والتأني ورائقية المزاج كما كان استخدام النقاط عنصرًا فاعلاً في تحقيق معنى التداعي .

عمل جميل جديد بارك الله لك ووفقك ، وأرجو أن يقل الاتكاء على عنصر الصورة لأننا بإزاء فن الخاطرة وليس التصوير .


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.