![]() |
قاموس الصفات الفاقسة
قاموس الصفات الفاقسة
لن أستعين بلسان العرب أو تاج العروس أو القاموس المحيط لتفسير بعض الصفات (الفاقسة) أي غير الجيدة لدى البعض .. لكن سنتناولها من باب المشاهدة والاجتهاد من أين جاءت .. ولن نلتزم في تسلسلها الأبجدي، بل سندرج ما يخطر على البال من تلك الصفات .. جق حكي : هناك من يطلق عليها الثرثرة أو الهذر أو (الطَشِي) في بعض مناطق جنوب بلاد الشام ، أو (اللغوة) في العراق وهي (اللغو) في العربية الفصحى .. وإذا أردنا أن نقسم الكلام الى قسمين من هذا الباب فإننا نقسمه الى كلام مفيد وكلام (جق حكي) .. فالكلام المفيد هو ما يتنزل من الله .. وما قاله الرسول و الفقهاء وما قاله العلماء وصاغوه بشكل قوانين وقواعد (قاعدة إرخميدس) (قاعدة باسكال) (قانون أوم ) الخ .. وهذا الشكل من الكلام هو ما يغذي أنشطة الناس في كل المجالات العلمية والفكرية والتشريعية .. ليصبح ما يشرح تلك المواد اللغوية نشاطا مفيدا بالتواصل والاستمرار أما (جق الحكي) فهو الكلام الذي لا يمكن أن يتحول الى إجراء أو هو كلام يدخل من باب المجاملة، أو يتناول صفات الحكام التعيسة ويعيد ويزيد عليها، حتى يصبح هذا النشاط وحده هدفا وغاية ولا غاية له سواها .. كما أن الشات والتعليق على النشاطات الذهنية التي لا تسهم في تفسير مسألة ما أو ظاهرة اجتماعية أو اقتصادية يدخل تحت باب (جق حكي) .. فتجد ببعض المنتديات من يرفع نشاطاته الى الآلاف وكلها من صنف (جق حكي) .. فيذيل عمل أدبي أو مقالة بعبارات، قسم منها مبتذل والآخر محتشم ولكنه لا يبتعد كثيرا عن صفة (جق الحكي) .. مثل عبارات : مشكور .. ويضع مجموعة من حروف الواو بين الكاف و الراء .. وهناك من يجتهد في نحت عبارات منافقة لا طائل أمامها ولا ورائها مثل : إزدانت صفحتي بمروركم البهي .. ومروركم نيشان عز على صدري و سعدت كثيرا ما (بعرف شو) .. ويُحرج المسكين في تأليف المزيد من تلك العبارات (الفاقسة) .. وهناك صنف من الناشطين من يسخر قدرته اللغوية في كلام مسفوف رديء ولكن بصنعة جيدة .. فيبدو كالخياط المحترف الذي يستنفذ مهاراته في خياطة جلد خنزير (فاطس) ليصنع منه بدلة يعرضها أمام الزبائن! |
النفاق
النفاق بمعناه المتعارف عليه يعني، إبداء موقف علني يخالف حقيقة ما في نفس صاحبه، فإبداء الإعجاب بشيء رديء لغرض في نفس المنافق، ومدح أشخاص أو هيئات أو أصناف من أعمال سواء كانت مادية أو معنوية، كأن يتم امتداح صنف رديء من الطعام أو إطراء صاحب قصيدة أو مقالة أو أغنية، بعكس ما عليه الطعام أو القصيدة أو الكلام أو الصوت، وامتداح رجل حاكم بالعدل والحنكة وهو عكس ذلك كلها من علامات النفاق أو مظاهره .. لكن من أين جاءت الكلمة؟ (وعدنا ألا نستعين بقاموس) .. قد تكون الكلمة آتية من (النفَق) وهو الممر الضيق تحت الأرض، غرضه النفاذ الى الأمان! وهكذا فإن المنافق يعتقد أنه سينفذ الى الأمان باستحداث (نفق) يصنعه بالتحايل والتمثيل على من يريد الدخول الى بَرِه .. ولما كانت القوارض تكيف جسمها وتصغره لتتمكن من العبور من خلال النفق، فإن المنافق ممكن أن يستخدم كل الطرق لتصغير نفسه، فيقول لمن يخاطبه: سيدي ، أنا خادمك الصغير وعبدك المطيع وحذاءك الذي تلبسه، فالمهم عند المنافق أن يصغر جسمه ليتمكن من النفاذ من النفق .. فيصبح منافق .. وقد تكون الكلمة آتية من النفوق .. فيقولون بغل نافق أي ميت .. ولما كانت صفات الرجال الأحرار تعيش لأزمان بعد أزمانهم فيذكر الناس بطولات رجال قبل عشرات القرون .. فيبقون أحياء في ذاكرة التاريخ .. فعليه إن الحياة لا ترتبط بمن يعيش ويموت بل ترتبط بالقدر الذي يتركه من أفعال تمجده .. ولكن المنافق قد مات وهو على قيد الحياة فتنازل عن هويته، فقد أخبر الآخر بأنه تحت أمره وأنه عبد وحذاء وكل شيء، أي أعطى لنفسه وللآخرين شهادة وفاة نفسه أو نفوقها فاستحق لقب منافق .. وقد تكون الكلمة آتية من نفوق البضاعة من السوق، أي خلاصها ونفاذها، ولطالما اعترف من ينافق أن لم يعد لديه من علامات الشرف والحرية شيء، فقد نفقت تلك الصفات من عنده فأصبح منافق .. ويستعين المنافقون بقواعد وأمثال (فاقسة) مثل : سيدك كلب بوس يده.. وإذا جنوا ربعك عقلك ما ينفعك .. وحط راسك بين الروس وقول يا قطاع الروس .. اليد اللي ما تقدر تقطعها بوسها وادعي لها بالقطع ! |
بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين ، و صلى الله على سيدنا و مولانا محمد الصادق الوعد الأمين . ---*--- إقتباس:
أخي العزيز و المحترم ابن حوران : السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته . أما بعد ، لن أزيد على كلمة جزاك الله خيرا على مجهوداتك المتميزة عامة و على هذا الموضوع المفيد الممتع . لك أن تعتبر تدخلي هذا من نوع جق حكي :New2: ...! و لكن يشهد الله تعالى أني أقوله لك بدون أدنى مجاملات :New6: . كل الود و الإحترام . |
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إنك أخ عزيز أخي صلاح الدين .. وإن كان تواصلنا المباشر قليلا .. لكني أكن لك ودا عميقا ولكثير من الأخوات والأخوة الذين لا أعلق على ما يكتبون .. وهي صفة اعترفت أكثر من مرة أنني قد أخفقت في التكيف معها لإظهار مودتي للجميع .. وقد أكون غير موفقا في اختيار صفة (جق الحكي) لتكون باكورة عمل هذه الزاوية .. احترامي و تقديري أخي الفاضل |
الفَلَتَان :
بفتح الفاء واللام والتاء .. وهي على وزن دوران ويرقان .. وهي صفة يطلقها المجموع على الفرد أو الفئة القليلة التي تبتعد عن نهج المجموع، ولا تعتبر صفة رديئة إلا إذا كانت تعاكس المجموع بمنظوماته المختلفة العقائدية والسلوكية .. فكان الأنبياء بنظر الكفار فالتين كما يعتبر اليوم الكفار والمارقين فالتين في نظر جمهرة المؤمنين .. وفلت الخروف أو الجدي من حظيرته، أي شرد عنها ولم يعد تحت سيطرة صاحب القطيع، ما لم يتم الإمساك به، وفلت البرغي من الماكنة، إذا ارتخت أواصر ربطه بالآلة أو قاعدة ربطه .. وانفلت السجين من قبضة سجانيه إذا تم ترتيب هروبه من أسره .. وأمة فالتة، أي أمة أنها في حالة شرذمة، تجد كل فئة قليلة منها أن بقاءها ضمن المجموع لا طائل من وراءه .. فتتنسل أي (ينبرط ) و (ينفرط) التحام خيوط نسيجها أو أليافها التي كانت تتحد في شكل حبل (غليظ) لتتحول الى (فتائل) ضعيفة لا تقوى على حمل (دلو) ماء .. فتنقطع من رفع أي ثقل مهما كان وزنه ضئيلا .. والانفلات غير التحلل .. فالتحلل يتم بفعل خارج عن إرادة الوحدة المتحللة، كتحلل قطع اللحم بفعل البكتيريا والكائنات الداخلة في أنسجة الجسم دون أن يستطيع أن يتخلص منها .. في حين أن الانفلات يتم بإرادة الوحدة المنفلتة ورغبتها وتهيؤها لذلك، فالبرغي ينفلت لميله بحركته البطيئة والدءوبة في الابتعاد عن المحور أو القاعدة التي يرتبط بها .. والانفلات قريب من الانشقاق، لكن الانشقاق يتم بفعل التغير في عوامل الجو فبين حرارة عالية جدا و برودة واطئة جدا تتصدع الجبال و تتشقق الأرض، وتتحول الى ذرات من الغبار .. وهكذا يتم في حالات الأمم فبين انتصار باهر وهزيمة منكرة، تتشقق الجماعات طوليا وعرضيا، ويتحول الأفراد كذرات الغبار لا يربطهم رابط .. والانفلات قد يحدث في النفس الواحدة، فترى المرء يتكلم كلاما منفلتا عن سلوكه، ويسلك سلوكا منفلتا عن عقيدته .. وقد ترى الشخص في عينات مختلفة من الوقت وكأنه عدة أشخاص .. فبين عشيرته ستجده ملتزما بما تقول العشيرة ويمارس الثأر والحقد العشائري و ترشيح أحد أبناء العشيرة المغفلين للبرلمان ومنحه الثقة والصوت والمؤازرة ضد من هم أفضل منه من أبناء الوطن الآخرين .. وفي لقطة أخرى ستجده يتكلم بالتكنولوجيا و الديمقراطية و التعددية و الإسلام و حقوق الإنسان و الحريات العامة للمرأة .. وإن سمع صوت امرأته وهو يتحدث لضيوفه في تلك المسائل، فإن امرأته ستكون عرضة للطلاق بعد خروج الضيوف .. انه الفلتان من مجموعات معقدة من المنظومات الخلقية التي تكونت بمرور الوقت، لتتوارثها الأجيال و تعطيها لأفرادها ليجد الفرد منهم في زمننا أنه أمام امتحانات كثيرة، رسب فيها جميعا .. |
الشراهة
إن برتقالة واحدة قبل الأكل أفضل من ست برتقالات بعد الأكل أو قبله .. حقيقة علمية معروفة، كون الكمية التي يحتاجها الإنسان من فيتامين C معلومة وموجودة في برتقالة واحدة، ومع ذلك هناك من يتناول المزيد .. كما أن الرجل الذي يعمل ثمان ساعات بعضلاته يحتاج الى 3000 سعرة حرارية، هناك من لا يعمل ثمان دقائق ويتناول غذاء به 10آلاف سعرة حرارية .. هذه الشراهة بأبسط معانيها .. وقد تكون الشراهة آتية من تحريف كلمة (شراها) أي اشتراها ووضعت التاء المربوطة في نهايتها لتمييزها عن عملية الشراء بالمال ف (الشراهة) هي الشراء بغير مال .. أو هي الشراء بالمال المكتسب بغير تعب .. فعندما كان العامل يذهب للمحجر ليمضي كل نهاره في استخراج الحجارة من أجل بيعها بثمن قليل يؤمن له بعض احتياجاته اليومية، فإن شراءه لحاجاته سيكون مدروسا ومراقبا من قبل عضلاته التي تعبت في تحصيل المال القليل، وكذلك فإن شهيته للطعام ستكون مقننة ومراقبة من جهازه العصبي المركزي الذي تأذت أطرافه من آلام استخراج الحجارة .. فعليه سيكون محتشما في صرفه وأكله .. وسيكون لهذا الاحتشام وظيفة تاريخية وضرورة تاريخية أيضا في ملف سير حياة الإنسان .. وستكون الشراهة عند أناس تتم دعوتهم على (بوفيه مفتوح) فمن يراقب سلوك بعضهم، سيجد أنهم يقبلون على الطعام، كإقبال الأغنام التي نسي راعيها وحراس الحقول أن يمنعونها من الاقتراب من الحقل .. فما أن تحل بحقل من القمح أو العدس، حتى تكون قضمة إحداها تعادل عشرة أضعاف قضمتها عندما تعلم أن هذا الطعام قد تم تخصيصه لها على وجه التحديد .. هل هذا شر؟ تكون الإجابة : أها .. شر أو شر أها .. فتحولت مع الزمن الى شراهة .. إن الموظف المرتشي والذي يكون في منأى عن مراقبة ومحاسبة الآخرين له، سيكون سريعا في التهام ما عند المراجعين من مال وهدايا! ( يا عيني على الهدايا) .. كما أن التاجر الذي كان يربح عشرة بالمائة عندما كانت الأسواق منتظمة وتوارد البضائع بها يتم بسلاسة، سيتحول الى كبش يلتهم عشرة أضعاف ما كان يربحه في الأحوال العادية .. إنها الشر .. اهة .. نعم |
بالمناسبة في بلدنا بتتسمى هاي القصة " دش حكي " أو برم
|
أنا عم احكي عن موضوع " جق حكي "
|
إقتباس:
:New2: :New2: :New2: أسعدك الله يا ابن حوران وصح فطورك |
أشكر لكما المرور الكريم
وكل عام وأنتم بخير |
الإدعـــــــاء
لا أحد يعلم، لماذا ينظر الناس بعدم ارتياح لهذا المصطلح، رغم أنه في عينة من الوقت يبدو وكأنه يخفي وراءه أهدافا نبيلة .. فالادعاء العام هو ما يمثل نظام الحكم في فرض القانون، وممثل الإدعاء العام هو الذي يستجوب ويطالب بأقصى العقوبات بمن يقع بين يديه من مجرمين أو مشروع مجرمين .. وفي أبواب المحاكم والدوائر الرسمية، تجد أشخاصا يجلسون وأمامهم مناضد، تم رص الكثير من الأوراق غير المصقولة بعناية وغير المرتاحة من كثر تقليبها بين فترة وأخرى بواسطة أصابع (مُدَعِي) يزعم أنه يستطيع تكييف أي قضية، وعرضها أمام المسئولين بعدة سطور غير مهمة، لكنها تكتسب أهميتها من (حمى بال) من يطلبها، فإنه يصبح أسيرا لهذا الدعي الذي يستوجبه : اسمك .. أمك .. فصيلة دمك .. رقمك الوطني .. ما هي أكلتك المفضلة! الخ .. ويكتب بخط قبيح، يكتسب أهميته من ذعر صاحب (الاستدعاء) .. ثم يطلب من هذا المسكين أن يناوله أجره الذي يساوي ألف مرة قيمة الورقة التافهة وحبرها الجاف! وفي جلسات النقاش، تصطدم بأشخاص، أصواتهم عالية، لا يتركون المجال لمن يجلس معهم أن يتحدث، وإن تحدث فإن هذا المدعي سيقاطعه قبل أن يكمل جملته (أعرف هذا أعرفه!) .. ليأخذ نوبة أخرى من (الزعيق) والحديث الممل .. ولا ينسى أن يحسم أمر حديثه بعبارات يبتدئ بها الحديث مثل : (إن لم يعمل الناس كذا فاقرأ عليهم السلام) .. وأحيانا يحاول تقسيم حديثه للاسترسال فيقول: المسألة تقسم الى أربعة أقسام فيذكر اثنتين منها ولن يستطيع تكملة الأربعة حتى لو استعان بصديق أو بالجمهور .. فيضطر لحذف اثنتين! وأحيانا يحدد أن الموضوع يقسم الى ثلاثة أقسام .. وتحل البركة في تلك الأقسام فتصبح ستة، فيضطر لتقسيمها الى (أ ، ب) .. لماذا؟ لأنه دعي ومدعي وآفاق .. إن من يتفحص (بؤبؤي) عيني أي مدعي، سيجدهما لا حدود لدوائرها، ويتهيأ لمن يركز فيها، أنها أكثر من دائرة تم لصقها على بعض بعدم إتقان .. وأحيانا تبدو ملامح تعبير عيني المدعي غير متجانستين، فعين ودودة طيبة، وعين شريرة تشتم من تنظر إليه .. إنه الإدعاء والعياذ بالله .. إنه أخطر ألف مرة من الجهل .. |
سَلبَطَة :
لنستعرض هذه النتف من المشاهد التي تدلل على المصطلح : القاضي للمشتكي: ولماذا أخذ منك النقود؟ المشتكي : سَلبَطَة يا سيدنا القاضي .. ******** الأول يسأل الآخر : لماذا هذه العشيرة تصر على ترشيح فلان للبرلمان؟ الآخر: سَلبَطَة .. يعتقدون أنه لا يمكن أحد أن يقوم بمنافسته .. *** الأول يسأل الآخر: هل تعرف لماذا غزت أمريكا العراق؟ الآخر : سلبطة .. ليس لهم أي حق ولا أي مبرر .. لنرى من أين جاء هذا المصطلح والذي يعني البلطجة والعنتكة وأخذ القوي لمال الضعيف .. واحتلال العدو أرض الغير دون وجه حق .. لو قمنا (على طريقتنا) بتفكيك المصطلح .. سنجده مكون من قسمين: الأول هو (سل) والثاني (بطة) .. وهو مرض شبيه بانفلونزا الطيور .. يصيب البط بالذات .. وكون الناس يشتهون البط ويسمون الفتيات أحيانا باسم البطة .. ويسمون صنف من السيارات باسم (البطة) .. فإنهم ما أن يروا (بطة) سرعان ما يقتربون منها ليكونوا على تماس معها .. فالانبهار بالمحتالين، الذين يتقنون تزيين أنفسهم ليبدون كالبط في جذبهم لمن يشتهيهم .. يجعل الناس سرعان ما يقتربون منهم للتعامل والإصغاء وهذا يجعلهم يقومون بمصافحتهم وتقبيلهم في بعض الأحيان حتى ينتقل ميكروب (السلبطة) للمتعاملين ويصبحون فرائس سهلة للمحتالين .. أليس هذا ما يحدث لمن يرغب بالربح السريع، ويكشف عن قدرته المالية للمحتال الذي سرعان ما يستولي على كل ما تملكه ضحيته ..وما يحدث مع الدول النامية التي تركن للغرب، وتسلمه أسرارها و مفاتيح كنوزها عن رضا ليستولي في النهاية على ما تملك .. وبالتالي تصيح الضحية وتقول : إنها (سَلبَطَة) .. وأظن أنها بقدر ما هي صفة رذيلة وسيئة عند المحتال .. فحالتها أكثر (رذالة) عند من يُمَكِن المحتال من ممارسة (السَلبَطَة) عليه .. |
التلبيد (زم)
التلبيدزم Telbeedesim طبعا عندما كتبتها وضع (مصحح اللغة) خطين أحمرين تحت اللفظ العربي والإنجليزي على السواء .. فهو مصطلح منحوت، أو نظرية قائمة ولكنها لا تدرس في المدارس وليس لها مبشرين .. .. فالتلبيدزم آتية من جذر لبد ، وهي تعني الكمون والكمون هنا ليس صنف البهارات المعروف ، بل من كمن أي نصب كمين لمن يريد اصطياده .. وأحيانا يقال بالأخبار ( تعرض موكب فلان لكمين ) .. لنعد الى التلبيد (زم) .. فتلبدت السماء بالغيوم .. أي اختفت السماء عن عيون ناظريها بسبب الغيوم .. فهي ملبدة .. وأحيانا تذهب الى أحد البنائين ليبني لك بيتا ، وتحاول أن تستفسر عن الأسعار وغيرها .. فيبتسم البناء ويقول : ( ما راح نختلف ) و ( من العُب الى الجِيبة ) ونحن أخوان الخ .. وعند المحاسبة ، تتصاعد نقاط الاختلاف من السهلة الى الأصعب حتى تصبح مشكلة بل أزمة بل قضية كبرى .. هذا بسبب لجوء مقاول البناء الى نظرية التلبيدزم .. وهذا يحدث مع الخياط و الزوجة و المطعم الخ .. كله بسبب التلبيدزم .. وأحيانا تلجأ إليها دوريات المرور، فتنصب جهاز (رادار) لمراقبة من يتجاوز السرعة المقررة من السواق، فيكتشف السواق الذين يأتون من الجهة المعاكسة، فيعطون إشارات من مصابيح سياراتهم لمن يقابلهم من السواق، حتى ينتبه ويأخذ حذره كي لا يتعرض لعقوبة المخالفة.. فانتبهت الشرطة للسواق الذين ينبهون غيرهم ففرضت عليهم غرامات لسلوكهم هذا الذي يفسد عليهم كمائنهم أو ساحات (تلبيدهم) .. ومن الطريف في هذا المقام أن أحد الأصدقاء كان يعلق ذات يوم على موضوع مخالفات السواق، وكان وقتها أن (سنغافورة) قد ابتكرت طريقة للمخالفين بأن تجبرهم على تنظيف شوارع المدينة، حيث أنه لم تعد تنفع معهم الغرامات المالية ، فضحك وقال: هذا في سنغافورة .. أما عندنا فإن السائق الذي يوقف سيارته في وسط الشارع ويخفض زجاج نافذة سيارته ليقوم بمحاورة أحد الثقلاء أمثاله والذي يصطف الى جانبه، ويؤخرا السير عدة دقائق، بأنه لم يعد يهتم إذا كانت مخالفته خمسة أو عشرة دنانير، فاقترح أن تنتف شوارب المخالف بواسطة قباضيات توظفهم دائرة السير .. ومن يدري؟ فإنه لو تطبق الدولة اقتراحه، لتعرضت الى هجوم كاسح بالصواريخ، تحت ذريعة انتهاك حقوق الشوارب! .. وقد يكون الناس مطمئنين لعدم المس بتلك الحقوق، فلذلك يقطعون الشوارع ويقيمون على تقاطعاتها سرادق وخيام ليحيوا أفراح أعراس أبنائهم أو نجاح إحدى بناتهم في الثانوية العامة .. هذا إذا كان لهم سند يخلصهم من تبعية تلك المخالفات، أما إذا كانوا من المواطنين التعساء فإنهم سيكونون ضحية ل (متلبد) استصرخ لهم أجهزة الأمن، ولن ينفعهم عندها ذكرهم لفهارس مثيلاتها من المخالفات .. في المنتديات، يتلبد بعض المتفيقهين لغيرهم حتى يخطئ في معلومة ما أو خطأ نحوي حتى تنهال عليه الانتقادات والهجوم من كل جانب، المثنى يرفع بالألف و ينصب ويجر بالياء، وأنت قلت كذا وأخطأت بكذا، فيأخذ المسكين بتلمس أوضاعه ويتوارى عن الظهور، وقد لا يكرر فعلته في أي مكان، وكأن اللغة أصبحت شَرَكَاً لإيقاع المخطئين فيها .. ويبقى واحد من كل عشرة آلاف مواطن يتقن استعمال اللغة، ويكتسب جدارته من تلك الخاصية، ويأخذ بالحديث والتحليل والكلام نيابة عن كل الناس، ومن يدري؟ فقد يكون أقل الناس قدرة للتعبير عما يجول في خواطرهم! إنها التلبيدزم |
الاستصغار ..
(استكبرها ولو عجرة ) مثل أو كلام يقال، لحب الناس بكل حصة كبيرة، فيريد تفاحة أو بطيخة كبيرة ويريد مساحة كبيرة من تركة، ويريد وظيفة كبيرة، يريد أن يصبح كبيرا .. وهنا تصبح صفة الاستكبار ملتصقة بمن يسعى لتكبير مساحة حصته سواء كانت الحصة مالا أو نفوذا .. ومن هنا قيل عن القوى الاستعمارية والإمبريالية قوى الاستكبار .. ويقال للذنب الفاحش (كبيرة) وجمعه كبائر .. بالمقابل فإن الصغر و الصغيرة والصغائر هي عكس الكبر والكبيرة والكبائر، لكن الاستصغار في نظر المستكبرين هو ما يجعله حقيرا وضيعا تافها .. أما في نظر من يُطلَق عليهم تلك الصفة، فهو حكمة و عقلانية و واقعية .. فلذلك يتواصى المتواضعون بقولهم لمن قد يقع بخطأ ( صغرها تسقفها) أي اجعل غرفتك صغيرة أو سطح بيتك صغيرا تستطيع إتمامه والسكن فيه .. ويقولون لمن يرتكب خطأ من هذا النوع ( فحج فحجة كبيرة) أي قفز أو خطا خطوة كبيرة فسقط فانكسر .. لكن هناك استثناءات بارزة في هذا التقسيم .. فمن يريد الزواج يبحث عن فتاة صغيرة وأنفها صغير .. والساعة الصغيرة أغلى ثمنا من ساعة الحائط الكبيرة، والقطائف (العصافيري) أي الصغيرة أغلى من القطائف الكبيرة (رغم أنها من نفس العجين) .. قد تكون النظرة الأخيرة في البحث عن الصغير والصغيرة، هي من اختراع المستكبرين أنفسهم، فيريد فتاة صغيرة (ليربيها على يده!) أي ليضمن عدم اعتراضها على شيء، ويبحث عنها من بين عوائل الفقراء ليضمن غياب المناددة .. ويريد ساعة صغيرة ليستطيع حملها أولا، وحتى لا تغطي على أجزاء من جسمه العظيم، وهذا ما نراه في النياشين التي توضع على الصدر فهي من الصغر بمكان، رغم أن من يضعها هو من يشير بوضعها(في الغالب)، ولا أدري لماذا ينفخ من يتلقى النيشان صدره أثناء وضع النيشان. أما الأنف الصغير وحب الناس له فليس له عندي إلا تفسيرا واحدا وهو أن يضمن من يبحث عنه حصته من الأكسجين! ومن هذا الباب نجد أن أمريكا تتحرش بدول صغيرة لتضمن قدرتها على تحقيق الانتصار عليها، فتهاجم بنما و جرينادا والعراق، وتتجنب مهاجمة الصين وروسيا .. في حين لا يفتأ المستكبر أن يتباهى بقوته وذكر ضعف خصومه الصغار، ويلصق بهم أسوأ الصفات، فإنه يدعو الله ليلا نهارا أن يحفظ الصغار لأنهم الدلالة الوحيدة التي تثبت كبره! |
ابن حوران اجدت
موضوع متعوب عليه يستحق التثبيت تحياتي |
أشكركم أخي على امتداحكم تلك المادة
احترامي و تقديري |
الفَروَنَة
الفرونة (بفتح الفاء و تسكين الراء) هو مصطلح يستخدمه البعض للثمار التي باطنها هش و خفيف كالشوندر والفجل والبطيخ وأحيانا البطاطس .. ولكن لا يبدو عليها ذلك عند الشراء فخارجها يبدو كثمرة جميلة متكاملة .. وما أن يقضمها الآكل أو يعمل سكينه فيها حتى يكتشف أنها (مفرونة) أو (فطوطة) كما يطلق عليها (أهل العراق) .. وقد يكون (أهل مصر) يستخدمون ذلك المصطلح، فقد سبق ورأيت مسلسلا ساخرا اسمه (فطوطة) .. لكن كيف يتم للثمرة أن تكون بهذا الشكل؟ يعتقد المختصون أن تفاعلات كيميائية تحدث داخل الثمرة فتأكل نفسها! وهي ظاهرة معروفة، حيث في الخريف تسحب الأشجار متساقطة الأوراق محتويات الورقة الغذائية وتعيدها الى نفسها، فتبقي منها 17% (فقط) من موادها الغذائية لتسقط ورقة بنية خفيفة الوزن لا قيمة غذائية فيها .. وأعتقد أن هذا يتم في الرجال أيضا، حيث يقال أن الرجل تكتمل رجولته عند الخامسة والثلاثين من عمره، وكل سنة إضافية يفقد 1% من رجولته، وعند وفاته متأخرا سيبقى به كما بقي في ورقة الشجرة الساقطة! وهذه الظاهرة، تتم طوعا وبرضا الكائن الحي، فبعض العقارب تحمل أبناءها على ظهرها فتأكل الأبناء من جسم أمها حتى تنهيها، وأمها (فرحة) بذلك .. في حين أن الإنسان يرى ذويه يأكلونه وهم ليسوا على ظهره، ولكنه يستعيض بحمل همومهم على ظهره .. ومصطلح أكل الذات متداول بين الناس .. فأحيانا تستمع لمحدثك وهو يقول: أكلت حالي من الندم! وهو بالتأكيد لم يكن يجلس على مائدة يضع فوطته على صدره وقد افترش (حاله) على المائدة ويطلب من النادل قليلا من الخل أو المايونيز ليضعه على ذاته وهو يأكلها! كل ذلك لن يبعدنا عن صفة (الفرونة) (الفاقسة) التي نحن بصددها، فيوميا نصادف رجالا أو نساء لهم لمعة ومظهر الرجال والنساء الحقيقيون والحقيقيات، لكن سرعان ما نكتشف أن داخلهم (هش) و (مفرون) .. فقد يلبس أحدهم أفخر الملابس ويركب أفخر السيارات و يعطر نفسه بأزكى العطور .. ولكن عندما يتم حكه أو فحص عينة من تصرفاته فسرعان ما تنكشف طبيعته (المفرونة) .. ورغم أنه ليس هناك (مواصفات قياسية) للرجل الحقيقي والمرأة الحقيقية، لكن هناك شبه اتفاق غير مكتوب على تلك المواصفات .. ومع ذلك تجد الكثير من الناس من يفضلون الفجلة المفرونة ويمتدحونها، سيما إذا كان من يقدمها قد قلل الخيارات أمام من يمتدحها .. |
الاستعباد
عندما يقال :عبدت الدولة الطرق، فإنه يعني أنها جعلتها تحت خدمة من يمر فوقها فهي عبدته أو (أمته) أي تحت خدمته .. وقد يكون للون المواد المستخدمة في تعبيد الطرق في أيامنا هذه هو ما يجعل المرء يعتقد أن الاستعباد يقترن باللون الداكن، وهو خطأ كبير جدا، فلم يكن العبيد هم من ذوي البشرة السمراء القاتمة إلا في ذهنية بعض العنصريين، فالاستعباد كان في عهد حمورابي مثلا لأناس من نفس القوم عجزوا عن تسديد ديونهم أو ارتكبوا حماقات جعلت قوانين الدولة تدفعهم الى رتب أدنى هي مرتبة العبيد، وقد كان لهم في القوانين والشرائع حقوقا تختلف عن حقوق الأحرار، ففي شرائع حمورابي نصت إحدى المواد على أنه (من ضرب امرأة وأسقط ما في جوفها، عليه أن يدفع عشرة (شواقل) من الفضة إذا كانت حرة، وخمسة (شواقل) إذا كانت غير حرة. وفي اليونان ودول المدن القديمة كان الاستعباد لأناس من ذوي البشرة البيضاء، وعبيد الدولة الإسلامية في العصور الوسطى كانوا من ذوي البشرة الآسيوية، وكان الناس يتلطفون بتسميتهم فيطلقون عليهم اسم (مماليك) ولكن لخدماتهم الجليلة في الذود عن حياض الدولة، زالت عنهم الصفة المقترنة بالذاكرة كونهم عبيدا .. وقد يكون الاعتقاد الخاطئ في أن العبد هو (حصرا) لذوي البشرة السمراء آت من أن مَن يُستعبد يُدفع الى منطقة (الظل) فلا صورة واضحة له، ولا قرار ولا صوت له، وهذا ما كان يحدث في ديمقراطية اليونان وروما، وحتى في بعض الديمقراطيات العربية القديمة في اليمن كدولة (كمنهو) ودولة (قتبان) حيث أن العبيد لا صوت لهم ولا حق لهم في المشاركة بالانتخاب .. وفي عصرنا الحديث فقد كان قبل عدة عقود التصويت يقتصر على من يملك سند تسجيل لبيت أو عقار، أما من يستأجر بيتا فلا حق له بالتصويت! وإن كان العبد لا حق له في قول ما يعتقد، وليس له مكانا بين الأحرار، بعكس السيد الذي يقول ما يعتقد ويجبر العبيد على الإيمان بما يقول، فإننا سنجد أنفسنا أمام حالة غريبة جدا في عصرنا الحاضر، حيث لا نستطيع قول ما نعتقد إلا فيما يريده أسياد آخرون، فإن كان أحدنا ينضبط في قول ما يريده سيده المباشر، فإن السيد المباشر لن يستطيع القول أو التصرف إلا وفق إرادة سيد آخر قد نراه أو نخمن من هو، لكنه بالتالي لن يكون من قومنا لا (لسانا) ولا (لونا) ولا (دينا)، فهل يا ترى أصبحنا أمة عبيد؟ |
السقاعة
يتفق معك على سعر و على وقت تسديد الثمن، فتورد له بضاعة ويستلمها بالمواصفات المتفق عليها، ويأتي وقت المحاسبة، فيطلب منك منحه شهرا إضافيا في كتابة الشيك، وإن أحضر نقوده سيفاوضك من جديد على السعر رغم أن تلك المفاوضة انتهى وقتها مع التوريد، فتشرح له أن ذلك مخالفة أدبية في أعراف التجارة، لكنه يبتسم ابتسامة باهتة ويرجوك أن تخفض له السعر، هو يعلم أن ذلك مخالفة للأعراف، ولكنه يحسب قيمة التخفيض التي قد يحصل عليها، فقد يشتري بقيمتها جهاز تلفزيون أو بنطلونا أو 2 كغم من اللحم أو علبة سجائر أو علبة من المياه الغازية، ويتفحص تعابير وجهك، فيزيد من توسله وإلحاحه حتى يحصل على ما يريد، ولتقل عنه ما تشاء فهو يعرف أن ما يقوم به (سقاعة) .. تجد أحدهم يدافع عن الأمريكان ووجودهم في بلده، معددا مساوئ عدم وجودهم بأنه لم يكن يعيش في أمان و دِعة، وتقول له إن هذا لا يتفق مع المروءة والشهامة، فيقول لك : ماذا نريد من المروءة والشهامة، إذا كنا سنحرم من اللقمة الدسمة والحرية في السفر وتبديد الأموال بالطريقة التي تحلو لنا، إن ذلك سيقيد حرياتنا، فتقول له أي حرية يلقاها نمر يقدم له مختلف أنواع اللحوم ليقوم بنمرة على مسرح؟ فيقول لك : لكن هذا النمر سيضمن حياته وأمنه أكثر مما يتعرض فيه للطامحين بجلده من الصيادين .. إنها سقاعة .. يلحقها في شارع عام ويدحرج عليها عبارات بلهاء علها تنتبه إليه، هو يعرف أن ذلك لن يجعله يحرز أي نجاح في كسب ودها، وإن كسب ودها بهذه الطريقة فلا شك أنها ستكون أسقع منه .. يوقف سيارته بمنتصف الطريق لينزل ويشتري بعض الفلافل أو ليعانق صديقا غاب عنه بضعة أيام، وقد يصطف صديقه بجانبه بسيارته ويفتحا حديثا، والسيارات خلفهما تطلق أجهزة التنبيه، فقد يلتفتا إلى من وراءه ويشيرا بيديهما أن يصبر هؤلاء المستعجلون قليلا، أو لا يلتفتا من أصله .. إنها السقاعة .. إن للسقاعة فلسفة وطقوس استنبتتها الطبيعة من خلال ظواهر معروفة، فقد تجد دبا يمضي ستة أشهر يلتهم كل ما يجد بمتناول فكيه ليعد لنوم يصل الى ستة أشهر في جو (مسقع جدا) لينهض بعدها ليؤدي دورة حياته .. ولا بد أن (أكلة المسقعة ) البائسة قد استوحت تكوينها من تلك الفلسفة.. |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.