![]() |
أمسية أدبية
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
منذ قليل كنت متابعا على إحدى القنوات أمسية أدبية جميلة جمعت بين ثلاثة شيوخ دكاترة من الذين أحب :):) الشيوخ عائض و سلمان و عصام البشير المهم، الأمسية كانت زاخرة بما لذ و طاب من درر الأدب و النوادر العربية الإسلامية قلت يا ماهر ليش ما تعمل كيفهم و تنزل موضوع أمسية أدبية للأعضاء يكون موضوع شامل لكل ما هو جميل و ظريف و مبدع مما لذ و طاب من تراثنا و أدبنا العربي تضيف فيه و الأعضاء أجمل ما قد يمر عليكم أثناء تصفحكم و قرائتكم و و و أتمنى أن تجد الفكرة لديكم قبولا و تفاعلا سأستفتح على بركة الله بمقطع من قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي كلماتها ساحرة و أعجبتني جداااااا إذا زرت يا مولاي قبر محمد *** وقبلت مثوى الأعظم العطرات وفاضت مع الدمع العيون مهابة *** لأحمد بين الستر والحجرات وأشرق نور تحت كل ثنية *** وضاع أريج تحت كل حصاة لمظهر دين الله فوق تنوفة *** وباني صروح المجد فوق فلاة فقل لرسول الله يا خير مرسل *** أبثك ما تدري من الحسرات شعوبك في شرق البلاد وغربها *** كأصحاب كهف في عميق سبات بأيمانهم نوران ذكر وسنة *** فما بالهم في حالك الظلمات وذلك ماضي مجدهم وفخارهم *** فما ضرهم لو يعملون لآتي وهذا زمان أرضه وسماؤه *** مجال لمقدام كبير حياة مشى فيه قوم في السماء وأنشؤوا *** بوارج في الأبراج ممتنعات فقل رب وفق للعظائم أمتي *** وزين لها الأفعال والعزمات |
حديث أم زرع
روى البخاري ومسلم رحمهما الله في صحيحيهما عن عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: جلس إحدى عشرة امرأة، فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئًا. قالت الأولى: زوجي لحم جمل غث، على رأس جبل وعر لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقل. الشرح: 'غث' أي: الهزيل الرديء، 'على رأس جبل وعر' أي: صعب الوصول إليه، 'ولا سمين فينتقل' أي: تنقله الناس إلى بيوتهم ليأكلوه، بل يتركوه رغبة عنه لرداءته والمعنى: أن زوجها قليل الخير بخيل وسيء الخلق يترفع، ويتكبر، ويسمو بنفسه فوق موضعها. قالت الثانية: زوجي لا أبث خبره، إني أخاف أن لا أذره، إن أذكره أذكر عجره وبجره. الشرح: 'لا أبث خبره' أي لا أنشره وأشيعه، لأن خبره طويل وإن شرعت في تفصيله لا أقدر على إتمامه لكثرته، لا سيما أني إن ذكرته فلسوف أذكر عيوبه الباطنة وأسراره الكامنة، والعجرة نفخة في الظهر فإن كانت في السرة فهي بجرة والمقصود بها كما أسلفنا العيوب. قالت الثالثة: زوجي العشنق، إن أنطق أطلق وإن أسكت أعلق. الشرح: 'العشنق' هو الطويل، والمعنى: أن زوجها ليس فيه أكثر من طول بلا نفع، فإن ذكرت عيوبه طلقني، وإن سكت عنها علقني، فتركني لا عزباء ولا مزوجة. قالت الرابعة: زوجي كليل تهامة لا حر ولا قر، ولا مخافة ولا سآمة. الشرح: وصفها فيه مدح بليغ، ومعناه ليس فيه أذى، بل هو راحة ولذاذة عيش، كليل تهامة لذيذ معتدل، ليس فيه حر، ولا برد مفرط، ولا أخاف له غائلة لكرم أخلاقه، ولا يسأمني ويمل صحبتي. قالت الخامسة: زوجي إن دخل فهد، إن خرج أسد، ولا يسأل عما عهد. الشرح: هذا أيضًا مدح بليغ والـ'فهد' هو الحيوان المعروف وشبهته به لكثرة نومه يقال 'أنوم من فهد' تصفه إذا دخل البيت بكثرة النوم والغفلة في منزله عن تعهد ما ذهب من متاعه وما بقي وهو المقصود من قولها: 'ولا يسأل عما عهد' أما إذا خرج وصار بين الناس أو خالط الحرب كان كالأسد وهو وصف له بالشجاعة. قالت السادسة: زوجي إن أكل لف، وإن شرب اشتف، وإن اضطجع التف، ولا يولج الكف ليعلم البث. الشرح: زوجها كثير الأكل مع التخليط من صنوفه حتى لا يبقى منه شيء، والاشتفاف في الشرب أن يستوعب جميع ما في الإناء وإن اضطجع ورقد التف في ثيابه ولم يتفقد أموري ومصالحي وأحزاني. قالت السابعة: زوجي عياياء، طباقاء، كل داء له داء، شجك أو فلك أو جمع كلا لك. الشرح: وصفت زوجها بأنه أحمق منهمك في الشر أرعن كالمطبق عليه في حمقه ورعونته، وقد اجتمعت فيه المعائب فكل داء تفرق في الناس فهو فيه، لذا فلقد بلغ المنتهى في جمع النقائص والعيوب وسوء العشرة مع الأهل، وعجزه عن حاجتها مع ضربها وأذاه لها وإذا حدثته شتمها وإذا أغضبته شجها في رأسها أو يسكر عضوًا من أعضائها، أو جمع عليها كل هذه الأشياء الضرب والكسر والشج. قالت الثامنة: زوجي المس مس أرنب، والريح ريح زرنب. الشرح: 'الزرنب' نوع من الطيب، وأرادت طيب ثيابه ولين خلقه وحسن عشرته، والمس مس أرنب صريح في لين الجانب وكرم الخلق. قالت التاسعة: زوجي رفيع العماد، طويل النجاد، عظيم الرماد، قريب البيت من الناد. الشرح: 'رفيع العماد' وصفه بالشرف والسؤدد، و'طويل النجاد' تصفه بطول القامة فهو شريف طويل القامة جواد كثير الضيافة من اللحوم والخبز، فيكثر وقوده، فيكثر رماده و'الناد' مجلس القوم وصفته بالكرم والسؤدد، لأنه لا يقرب البيت من النادي إلا من هذه صفته، لأن الضيفان يقصدون النادي، ولأن أصحاب النادي يأخذون ما يحتاجون إليه في مجلسهم من بيت قريب من النادي، واللئام يتباعدون عنه. قالت العاشرة: زوجي مالك وما مالك، مالك خير من ذلك، له إبل كثيرات المبارك، قليلات المسارح، وإذا سمعن صوت المزهر، أيقن أنهن هوالك. الشرح: تعظم زوجها وتصفه بأن له إبلاً كثيرة فهي باركة بفنائه، لا يوجهها تسرح إلا قليلاً قدر الضرورة، فإذا نزل به الضيفان كانت الإبل حاضرة فيقريهم من ألبانها ولحومها، و'المزهر' عود يضرب به، أرادت أن زوجها عَوّد إبله إذا نزل به الضيفان ضرب المزهر، فإذا سمعت الإبل صوته علمن أنه قد جاءه الضيفان، وأنهن منحورات هوالك. قالت الحادية عشرة: زوجي أبو زرع، فما أبو زرع، أناس من حلي أذني، وملأ من شحم عضدي، وبجحني فبجحت إلي نفسي، وجدني في أهل غنيمة بشق، فجعلني في أهل صهيل وأطيط، ودائس ومنق، فعنده أقول فلا أقبح، وأرقد فأتصبح، وأشرب فأتقنح. أم أبي زرع فما أم أبي زرع، عكومها رداح، وبيتها فساح. ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع، مضجعه كمسل شطبة، ويشبعه ذراع الجفرة. بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع، طوع أبيها، وطوع أمها، وملء كسائها، وغيظ جارتها. جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع، لا تبث حديثها تبثيثا، ولا تنقث ميرتنا تنقيثا، ولا تملأ بيتنا تعشيشا. قالت: خرج أبو زرع والأوطاب تمخض، فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين، يلعبان من تحت خصرها برمانتين، فطلقني ونكحها، فنكحت بعده رجلاً سريًا، ركب شريا، وأخذ خطيا، وأراح علي نعمًا ثريا، وأعطاني من كل رائحة زوجًا، وقال: كلي أم زرع، وميري أهلك، قالت: لو جمعت كل شيء أعطانيه، ما بلغ أصغر آنية أبي زرع. الشرح: تقول أم زرع: إن زوجها 'أبو زرع' قد حلاها من الذهب والفضة في إذنها فهي تنوس أي تتحرك لكثرتها، وأسمنها وملأ بدنها شحمًا لكرمه وغناه، وفرحني ففرحت، وعظمني فعظمت عند نفسي، وقد كان أهلي أصحاب غنم وكنت أعيش معهم بشظف من العيش وجهد، فتزوجني أبو زرع وجعلني في أهل خيل وإبل وهو صاحب زرع يدوسه وينقيه، ويسمع قولي فيقبله ولا يقبحه فيرده، ومكفيّة بمن يخدمني فأنام حتى بعد طلوع الصباح، وأروى حتى أدع الشراب من شدة الري. وعن أم أبي زرع قالت: إن أوعيتها التي فيها الطعام والأمتعة عظام كبيرة، وبيتها واسع فسيح، والمعنى أنها كثيرة الخير والنعمة. وعن ابن أبي زرع قالت: مهفهف خفيف اللحم كالسعفة من جريد النخل وهو مما يمدح به الرجل، و'الجفرة' هي الأنثى من أولاد المعز والمراد أنه قليل الأكل والعرب تمدح به. وعن بنت أبي زرع قالت: أنها مطيعة لأبويها منقادة لأمرهما، وهي ممتلئة الجسم سمينة أسفل البدن وهو موضع الكساء، خفيفة أعلاه وهو موضع الرداء، ويغيظ ضرتها ما ترى من حسنها وجمالها وعفتها وأدبها. وعن جارية أبي زرع قالت: أنها لا تشيع حديث البيت ولا تظهره بل تكتمه، وهي أمينة لا تفسد الطعام المجلوب ولا تفرقه، ولا تترك الكناسة والقمامة في البيت مفرقة كعش الطائر بل هي مصلحة للبيت معتنية بتنظيفه. ثم ذكرت قصة طلاقها من أبي زرع بأن خرج في يوم من الأيام فرأى امرأة مستلقية قد تعبت من خض أسقية اللبن التي يمخض فيها وحولها ولداها يلعبان برمانتين فأعجبته وتزوجها وطلق زوجته أم زرع. بعد ذلك تزوجت أم زرع رجلاً سيدًا شريفًا سخيًا يركب فرسًا سريعة لا تكل ولا تفتر ويحمل معه رمحًا، وقد أتى بإبله وغنمه وبقره وهي كثيرة إلى مراحها ومرابضها وأعطاها من كل نوع زوجًا أي اثنين وقال لها: كلي وأعطي أهلك وصليهم، ومع ذلك كله قالت أم زرع: فلو جمعت كل شيء أعطاني ما بلغ أصغر آنية أبي زرع، من حبها لأبي زرع. قالت عائشة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'كنت لك كأبي زرع لأم زرع'. الشرح: قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: 'كنت لك كأبي زرع لأم زرع' قال العلماء: هو تطييب لنفسها، وإيضاح لحسن عشرته إياها، ومعناه: أنا لك كأبي زرع. |
المستطرف من كل سيت مستظرف
تعرف صديقي.. لست أدري لماذا لا أزال أعشق الورق الأبيض بياض تطوانيات بلادي، وأفضل القراءة على صفحة بيضاء ناعمة الملمس برغم يسر القراءة على mon laptop الرمادي الجميل. ربما لأن الكتب تجالسني في الصالون، ترافقني إلى المقهى، وتنام الرواية في فراشي بعد أن أقضي منها وطري كل مساء. لكني يا صديقي برغم هذه "البلية" فسأتابعك. لأنني أعرف أنك لن تختار إلا ما هو جميل. ولست بالغافل حتى أرى جمال دنياي ولا أجتلي* * سكير جميل. تحياتي |
إقتباس:
بصراحة أنا مثلك عندي نفس الشعور و الحمد لله أني كثير السفر في تونس و بما أن أخاك زوالي، فغالب سفرياته في النقل العام فرصة أقرء شوية :):) <<<<< الشيء الوحيد اللي ربحته من حالتي :New2: يعيشك، و إن شاء الله ما تلقى كان الباهي السمح شكرااااااا |
كلمة ومعنى
• إذا لم تزد على الحياة شيئاً تكن أنت زائداً عليها ... "مصطفى صادق الرافعي" • الأهم من أن تتقدم بسرعة هو أن تتقدم في الإتجاه الصحيح • كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في هذا العالم ... "غاندي" • إن لم تستطع أن تكون نجماً في السماء فحاول أن تكون مصباحاً في المنزل .... "ت.اليوت" • الفشل الفعلي هو أن تكف عن المحاولة ... "إلبرت هوبارد" • لماذا يجب أن أكون فرشاة وألوان وبيدي أن أكون أنا الفنان؟ ... "فريدريك فون شيلر" • قد يعرف أبناؤنا عن أبطال الماضي، ومهمتنا أن نكون نحن من يصنع المستقبل • شيخ قعيد أيقظ الأمة ونال الشهادة .. فمتى يتحرك صحيح البدن قعيد الهمة ؟!! • إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ... "حديث شريف" • لا يجب أن تكون مفيداً فحسب، وإنما يجب أن تكون مفيداً لخدمة غاية محددة ... "هنري ديفيد ثورو" • لا تطلى برأسك من جيبي وتتصوري أنني لن استطيع الحياة بدونك .... لن ادعك تقتليني بعد اليوم • الاستغلال العظيم للحياة هو أن نقضيها في عمل شيء ما يبقى إلى ما بعد الحياة. • عندما تطلب تحقيق ما هو مستحيل تحصل على أفضل ما هو ممكن. • قبل أن تتمكن من استغلال طاقاتك وإمكانياتك، يجب أن تحدد أولاً ما هي هذه الطاقات والإمكانيات...." مايكل جوردن". • إذا كان الأحسن ممكنا، فالحسن ليس كافيا. • أصحاب العقول العظيمة لديهم أهداف وغايات، أما الآخرون فيكتفون بالأحلام. • سوف نظل على ما نحن عليه وفي المكان الذي نقف فيه إذا كان هذا هو ما تخيلناه قبلاً. • العالم يقف جانباً ليسمح لكل من يعرف وجهته بالمرور. • لا يكفي أن ننشغل، السؤال هو: ما الذي يشغلنا؟ |
مقارنة بين العلم والمال
ـ العلم ميراث الأنبياء، والمال ميراث الملوك والأغنياء. ـ العلم يحرس صاحبه، وصاحب المال يحرس ماله. ـ العلم يزداد بالبذل والعطاء، والمال تذهبه النفقات ـ عدا الصدقة ـ. ـ العلم يرافق صاحبه حتى في قبره، والمال يفارقه بعد موته، إلا ما كان من صدقة جارية. ـ المال يحصل للبر والفاجر، والمسلم والكافر، أما العلم النافع فلا يحصل إلا للمؤمن. ـ العالِم يحتاج إليه الملوك ومن دونهم، وصاحب المال يحتاج إليه أهل العدم والفاقة والحاجة. ـ المال يعبِّد صاحبه للدنيا، والعلم يدعوه لعبادة ربه. ـ العالم قَدْرُه وقيمته في ذاته، أما الغني فقيمته في ماله. ـ الغني يدعو الناس بماله إلى الدنيا، والعالم يدعو الناس بعلمه إلى الآخرة. |
مقتطفات من كتاب الأدب الكبير و الأدب الصغير لابن المقفع
في ذم الغرام بالنساء و التحذير منه حاذر الغرام بالنساء اعلم أن من أوقعِ الأمورِ في الدينِ وأنهكها للجسدِ وأتلفها للمالِ وأقتلها للعقلِ وأزراها للمروءةِ وأسرعها في ذهابِ الجلالةِ والوقارِ الغرامِ بالنساء. ومن البلاء على المغرمِ بهن أنهُ لا ينفكّ يأجمُ ما عندهُ وتطمحُ عيناهُ إلى ما ليسَ عندهُ منهن. إنما النساء أشباهٌ. وما يتزينُ في العيونِ والقلوبِ من فضلِ مجهولاتهن على معروفاتهن باطلٌ وخدعةٌ. بل كثيرٌ مما يرغبِ عنهُ الراغبُ مما عندهُ أفضلُ مما تتوقُ إليهِ نفسهُ منهن. وإنما المرتغبُ عما في رحلهِ منهن إلى ما في رحالٍ الناسِ كالمرتغبِ عن طعامِ بيتهِ إلى ما في بيوتٍ الناسِ: بل النساءُ بالنساء أشبهُ من الطعامِ بالطعامِ، وما في رحالٍ الناسِ من الأطعمةِ أشد تفاضلاً وتفاوتاً مما في رحالهم من النساء. ومن العجبِ أن الرجلُ الذي لا بأس بليةٍ ورأيهِ يرى المرأةَ من بعيدٍ متلفقةً في ثيابها، فيصور لها في قلبهِ الحسن والجمالَ حتى تعلقَ بها نفسهُ من غير رؤيةٍ ولا خبرِ مخبر، ثم لعلهُ يهجمُ منها على أقبحِ القبحِ وأدم الدمامةِ، فلا يعظهُ ذلكَ ولا يقطعهُ عن أمثالها. ولا يزالُ مشغوفاً بما لم يذق، حتى لو لم يبقَ في الأرضِ غيرُ امرأةٍ واحدةٍ، لظن أن لها شأناً غير شأنِ ما ذاقَ. وهذا هو الحمقُ والشقاء والسفهُ. ومن لم يحمِ نفسهُ ويظلفها ويحلئها عن الطعامِ والشرابِ والنساء في بعض ساعاتِ شهوتهِ وقدرتهِ، كانَ أيسرَ ما يُصيبهُ من وبالِ ذلكَ انقطاعُ تلكَ اللذاتِ عنهُ بخمودٍ نارِ شهوتهِ وضعفِ حواملِ جسدهِ. قل من تجدهُ إلا مخادعاً لنفسهِ في أمرِ جسدهِ عند الطعامِ والشرابِ والحمية والدواء، وفي أمرِ مروءتهِ عندَ الأهواء والشهواتِ، وفي أمرٍ دينهِ عندَ الريبةِ والشبهةِ والطمعِ. |
ايه حكايتك يا ماهر
مرة متأثر بالاعلانات ومرة بامسيات ادبية يا خوفى لبعد ذلك تتقمص بعض الشخصيات بامزح معك اخى اوعى تكون زعلت فكرة الموضوع رائعة وان شاء الله هابقى اسجل حضورى هنا بامسية ادبية |
إقتباس:
أنا أخوكي بتاع كلو :New2: :New2: و إن شاء الله تنال هذه المقتطفات رضاك يا رب :):) |
إبْلِيسُ المَلْعُونُ
جَاءَ إبلِيسُ إلىَ عِيسَي -عَليهِ السَّلام- ، فَقَالَ لَهُ : أَلَستَ تَزْعمُ أنَّهُ لاَ يُصِيبُك إلاَّ مَا كَتَبَ الله لَكَ ؟ قَالَ عِيسَي -عَليهِ السَّلام- : بَلَى فَقَالَ إبْلِيس : فَارْمِ بِنَفسِكَ مِن هَذَا الجَبَل ، فَإنَّهُ إنْ قُدِّر لَكَ السَّلامُ تَسْلَم فَقَالَ عِيسَى -عَليهِ السَّلام- : يَا مَلعُون ، إنَّ الله - عَزَّ وَجَلَّ - يَخْتَبِرُ عِبَادَه ، وَلَيسَ لِلعَبدِ أنْ يَخْتَبِرَ الله - عَزَّ وجَلَّ - الأَغْنَامُ والزَّرْع كَانَ لِرَجُلٍ قَطِيعٌ مِنَ الأغْنَام ، وذَاتَ يَومٍ دَخَلَتْ هَذِه الأَغْنَامُ حَقْلَ رَجُلٍ آخَر ؛ فَأكَلَتْ مَا بِهِ مِن حَرْثٍ وَثِمَار، وأَفْسَدَت الزَّرْعَ . فَذَهَبَ صَاحِبُ الحَرْثِ إلَى نَبِيِّ الله دَاوُدِ -عَليهِ السَّلام -لِيَحْكُمَ فِي أمْرِه ؛ فَحَكَمَ دَاوُدُ -عَليهِ السَّلام- لِصَاحِبِ الحَقْلِ بِأنْ يَأخُذَ الأَغْنَامَ نَظِيرَ مَا أُفسِدَ مِنْ حَرْثِه فَلَمَّا عَلِمَ ابْنُهُ سُلَيْمَانُ -عَليهِ السَّلامُ- بِذَلِك قَالَ : " لَو وُلِّيتُ أمْرَكُمَا لَقَضَيتُ بِغَيرِ هَذَا " ، فَدَعَاهُ دَاوُدُ -عَليهِ السَّلامُ- وسَألَهُ : كَيْفَ تَقْضِى بَينَهُمَا ؟ فَحَكَمَ سَلَيْمَانُ -عَليهِ السَّلامُ- بِأنْ يَأخُذَ صَاحِبُ الحَرْثِ الأَغْنَامَ فَيَنتَفِعَ بِمَا تَلِدُ ومَا تُنْتِجُ مِنْ ألْبَانِهَا ، ويَأخُذَ صَاحِبُ الأَغْنَامِ الأَرْضَ فَيَزْرَعَهَا ويُصْلِحَهَا حَتَّى تَعُودَ كَمَا كَانَت عَليهِ أَوَّلَ مَرَّة ، فَإذَا مَا أَعْطَاهَا كَمَا كَانَت ، رُدَّتْ إلَيْهِ أَغْنَامَهُ ، وأَخَذَ صَاحِبُ الحَرْثِ أَرْضَه . ورَغْمَ أنَّ حُكْمَ دَاوُدَ -عَليهِ السَّلام- كَانَ صَحِيحًا ، إلاَّ أنَّه أُعجِبَ بِحُكمِ ابْنِهِ سُلَيمَان -عَليهِ السَّلام- ، وأَخَذَ بِه هَادِى الطَّريقِ لماَّ خَرَجَ رسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وسَلَّم مُهاجِرًا ومَعَهُ صاحِبُهُ أبِو بكرٍ - رَضِىَ اللهُ عَنْهُ - سَلَكَا طَريقًا غَيرَ الَّذِي اعْتَادَ النَّاسُ السَّفَرَ مِنْهُ ، إِلَى المدِينَة . فاتَّجَهَا نَحوَ السَّاحِلِ فِي الطَّريِقِ المُؤَدِّى إِلىَ الْيَمَنِ ، وأَخَذَ أًبُو بكرٍ - رَضِىَ اللهُ عَنْهُ - يَسِيرُ أَمَامَ النَّبَيِّ صَلَّى الله عَليهِ وسَلَّم ، فَإِذَا خَشِيَ أَنْ يَهْجِمَ عَلَيِه عَدَوٌّ مِن خَلْفِهِ سَارَ وَرَاءَهُ ، حتَّى وَصَلاَ إِلَى المدِينَةِ سَالميْنِ. وكَانَ أَبُو بَكْرٍ - رَضِىَ اللهُ عَنْهُ - تَاجِرًا مَعْرُوفًا ، يَطُوفُ الِبلادَ ، وَيتَعَامَلُ مَعَ النَّاسِ فكَانَ إِذَا لَقِيَهُ النَّاسُ عَرَفُوهُ ، وسَأَلُوهُ عَنِ الرَّجُلِ الَّذِي يَسيرُ مَعَهُ. وكانَ أَبُو بكرٍ - رَضِىَ اللهُ عنْهُ - لاَ يُريدُ أَنْ يُخْبِرَ أَحَدًا بحَقِيقَةِ صاحِبِهِ قَبْلَ الْوُصُولِ إلى المدينَةِ وكانَ لاَ يُحِبُّ أَنْ يَكْذِبَ ، فَكَانَ يَقُولُ : هَادٍ يَهْدِينِي . يَقْصِدُ الهُدَى فِي الدِّين ، بَيْنَما يَحسبُهُ السَّائلُ دَليلاً يَدُلُّهُ عَلَى الطَّرِيق بِئْرُ الجَنَّةِ كَانَ في الْمِدينِة بِئرُ مَاءٍ تُسمَّى ( رُومَة ) ، وكَانَ صاحِبُهَا يَبِيعُ مَاءهَا لِلْمُسلِميِن .وَذَاتَ يَومٍ ، قَالَ الرَّسُولُ صَلَّى الله عَليهِ وسَلَّم لأصحَابِهِ : " مَنْ يَشْتَرى رُومَةَ فَيَجْعَلهَا للْمُسْلِمِينَ ، وَلَهُ بِهَا مَشْرَبٌ فِي الجَنَّةِ ؟ " ولما سَمِعَ عُثْمَانُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - كَلامَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَلَبَ مِنْ صَاحِبِ البِئْرِ أنْ يَبِيعَهَا لَهُ . فقَالَ صَاحِبُ الِبئْرِ : أبيعُ نِصْفَ البِئْرِ. وخَيَّرَ عُثْمَانَ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ بَيْنَ أَنْ يَكُونَ لكُلِّ وَاحدٍ منْهُما حقُّ اسِتعْمَالِ الِبئرِ يومًا مُسْتَقِلاًّ ، أو أَنْ يَضَعَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا دَلْوًا خَاصًّا عَلَى الِبئْرِ فَكَّرَ عُثمانُ - رَضِىَ اللهُ عَنهُ - قَلِيلاً ثُمَّ رَأَى بِذَكائِهِ أَنَّهُ إِذَا اخْتَارَ يومًا مُسْتَقِلاًّ فإنَّ ذَلِكَ يَكُونُ أَنْفَعَ لِلْمُسْلِمِينَ فاخْتَارَ يَومًا . فَكَانَ المسْلِمونَ يأخُذُونَ مَا يَكْفِيهِم مِنَ الَماءِ في يومِ عُثمانَ بلاَ مُقَابِلٍ ويَسْتَغْنُونَ عَنِ الْيَومِ الآخَرِ فلمَّا رَأَى صاحِبُ البِئْرِ ذَلِكَ ذَهَبَ إِلى عُثْمَانَ وقالَ لَهُ : أفْسَدْتَ عَلَىَّ بِئْرِي ، فاشْترِ النِّصْفَ الآخَر فاشْتَرَاهُ عُثْمَانُ - رَضِىَ اللهُ عَنْهُ - وَوَهَبَهُ لِلْمُسْلِمِينَ <<<<<<<<<<<<<< و يقولون اليهود أشطر من المسلمين في التجارة سيدنا عثمان رضي الله عنه أعطانا درسا في التجارة لا يعوضه شيء تجارة الدنيا بالدنيا و الآخرة، سبحان الله سَيْفُ الله في غَزْوةِ مُؤْتَة ، اسْتُشْهِدَ القَادَةُ الثَّلاثَةُ الَّذِيِنَ عَيَّنهُم النَّبيُّ (صَلَّى الله عَليهِ وسَلَّم) ، فاتَّفَقَ المسْلِمونَ عَلَى أَنْ يَتَولَّى خَاِلدُ بنُ الوَلِيد - رَضِىَ اللهُ عَنْهُ - قِيَادَةَ الجَيْشِ فَلَمَّا تَوَلَّى خَالدٌ - رَضِىَ اللهُ عَنْهُ - القِيَادةَ فَكَّرَ فِى حِيلةٍ لِيَنْجُوَ بِالجَيْش؛ لأنَّهُ لاَ يُمْكِنُهُ التَّغَلُّبُ عَلَى قُوَّاتِ الرُّومِ الكَثِيرةِ بِهَذا العَدَدِ القَلِيلِ منَ الْمُسْلِمِين فغَيَّرَ أَمَاكِنَ الجُنُودِ ، وأَمَرَ بعضَ الكَتائِبِ أَنْ تَبْتَعِدَ عَنْ سَاحَةِ القِتَال ، ثُمَّ يَأتُوا مُنْدَفِعينَ أَثنَاءَ المعْرَكَةِ وَهُم يُكَبِّرُونَ ، وُيثِيرُونَ التُّرابَ بِخُيُولِهِم ?وَفِى الصَّباحِ فُوجِئَ جنودُ الرُّومِ بِوُجُوهٍ جَدِيدَةٍ مِنَ الجُنُودِ المسلِمِينَ لَمْ يَرَوْهَا مِنْ قَبلُ في الأيَّامِ الماضِيَةِ ثُمَّ جَاءَتِ الْكَتَائبُ الأُخْرَى فظَنَّهَا الرُّومُ مَدَدًا لِجَيشِ المُسْلِمِين، فَدَبَّ الرُّعْبُ في قُلُوبِهِم وِفِى اللَّيْلِ سَحَبَ خَالدٌ - رَضِى اللهُ عَنْهُ - جَيْشَهُ مِنَ المعْرَكةِ تَدرِيجيًّا حتَّى لاَ يُلاحِقَهُم الرُّومُ وهَكَذا اسْتَطَاعَ خالدُ بنُ الوَليِدِ بِذَكَائِهِ أنْ يُنْقِذَ جَيْشَ المسْلِمِينَ مِنْ قُوَّاتِ الرُّومِ وَلِذَلِكَ كَانَ جَدِيرًا بِأنْ يُطْلَقَ عَلَيْهِ سَيْفُ اللهِ وَرَقةُ التُّوت طَلبَ بعضُ النَّاسِ إلَى الإِمَامِ الشَّافِعِي أنْ يَذكُرَ لَهُم دَلِيلاً عَلَى وُجُودِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَفَكَّرَ لَحظَة ، ثُمَّ قَالَ لَهُم : الدَّلِيلُ هوَ وَرَقة التُّوت . فتَعَجَّبَ النَّاسُ مِنْ هَذهِ الإِجَابَة ، وتَسَاءلُوا : كيفَ تكونُ وَرَقةُ التُّوتِ دَلِيلاً عَلَى وُجُودِ الله ؟ فقَالَ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ : " وَرَقَةُ التُّوتِ طَعمُهَا وَاحِد ؛ لكِن إِذَا أَكَلَهَا دُودُ القَزِّ أَخرجَ حَرِيرًا، وإذَا أَكَلَهَا النَّحلُ أَخرجَ عَسَلاً ، وإذا أكَلَها الظَّبْيُ أخرجَ الِمسكَ ذَا الرَّائِحِة الطَّيِّبَةِ . فَمَن الذي وَحَّد الأَصلَ وعدَّد المخَارِجَ ؟ إنَّهُ اللهُ - سُبحَانهُ وتَعَالىَ - خَالقُ الكَونِ العَظِيم |
الرَّجُلُ الْمُجَادِلُ
في يومٍ مِنَ الأَيَّام ، ذهَبَ أَحدُ المُجَادِلين إلَى الإِمَامِ الشَافِعِي ، وقَالَ لَهُ : كيفَ يكُون إِبليس مَخلُوقًا مِنَ النَّار ، وَيُعذِّبُهُ اللهُ بالنَّار ؟ فَفَكَّرَ الإِمَامُ الشَّافِعِي قَليلاً ، ثمَّ أحضَرَ قِطعةً مِنَ الطِّينِ الجَاف ، وقَذَفَ بِهَا الرَّجُل فظَهَرَتْ عَلَى وجْهِهِ عَلامَاتُ الأَلَمِ والْغَضَبِ فقَالَ لَهُ : هَل أَوْجَعَتْك ؟ قال : نَعَم ، أَوجَعَتْنِي فقَالَ الشَّافِعِيُّ : كَيفَ تَكُونُ مَخلُوقًا مِنَ الَطّينِ وَيُوجعُكَ الطِّين؟ فَلَمْ يَرُد الرَّجُلُ وفَهِمَ مَا قَصَدَهُ الإِمَامُ الشَّافِعِي ، وأَدْركَ أَنَّ الشَّيْطَانَ كَذَلِك : خَلقَهُ اللهُ - تَعَالَى - مِنْ نَار ، وَسَوفَ يُعذِّبُهُ بالنَّار الشَّكَّاك جَاءَ أَحدُ الُمتَشَكِّكِين إلَى مَجْلِسِ الْفَقيِه ابنِ عَقيِل فلَمَّا جَلسَ ، قَالَ لِلْفَقِيه : إِنِّي أَنْغَمِسُ في الماءِ مَرَّاتٍ كَثِيرَة ، ومَعَ ذَلِك أَشُكُّ : هَلْ تَطَهَّرْتُ أَم لاَ ، فَمَا رَأيُك في ذَلِك ؟ فقَالَ ابنُ عَقيِل : اذْهَب ، فَقد سَقَطَتْ عَنْكَ الصَّلاَة . فَتَعجَّبَ الرَّجُلُ وقَالَ لَه : وَكَيفَ ذَلِك ؟ فَقَاَل ابنُ عَقِيل : لأِنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَال : رُفِعَ القَلَمُ عَنْ ثَلاَثَة المْجُنونُ حتىَّ يفِيق ، والنَّائِمُ حتَّى يَستِيقِظ ، والصَّبِيُّ حتَّى يَبلُغ وَمَنْ يَنغَمِسُ في المَاِء مِرَارًا - مِثلكَ - ويَشُكُّ هَل اغتَسَلَ أَمْ لاَ ، فَهُوَ بلاَ شَكٍّ مَجْنُون الخَلِيفةُ الحَكِيم كانَ عُمَرُ بنُ عَبدِ العَزِيزِ - رَضِىَ اللهُ عَنهُ - مَعْرُوفًا بالحِكْمَةِ والرِّفْقِ ، وَفِى يَومٍ مِنَ اْلأَيَّام ، دَخَلَ عَلِيِه أَحدُ أَبنَائِه . وقَالَ لَه : يَا أَبتِ ! لِمَاذَا تَتَسَاهَلُ في بَعضِ الأُمُور ؟فَواللهِ لَو أَنِّي مَكانَكَ مَا خَشِيتُ في الحَقِّ أَحَدًا . فقَالَ الخَلِيفةُ لابْنِهِ : لاَ تَعْجَلْ يَا بُنَىَّ ؛ فَإنَّ اللهَ ذَمَّ الخَمْرَ في القُرآنِ مَرَّتَين ، وَحَرَّمها في المرَّةِ الثَّالِثَة وَأَنا أَخَافُ أَنْ أَحْمِلَ النَّاسَ عَلىَ الحَقِّ جُملَةً فَيدْفَعُوه ( أَيْ أَخَافُ أَنْ أُجْبِرَهُم عَلِيهِ مَرَّةً واحِدَةً فَيَرْفُضُوه ) فَتَكُون فِتْنَةٌ فَانصَرفَ الابِنُ رَاضِيًا بَعْدَ أَن اطمَأَنَّ لِحُسنِ سِيَاسَةِ أَبِيه ، وعَلِم أَنَّ رِفقَ أَبِيهِ لَيسَ عَن ضَعفٍ ، ولَكنَّه نَتِيجَةُ حُسْن فَهْمِهِ لِدِينِه الشَّجَرَةُ الْبَعِيدَةُ ذَهَبَ رَجُلٌ إلَى بَيْتِ صَدِيقٍ لَهُ فَلَم يَجِدْهُ ، فَأخَذَ يَبْحَثُ عَنْهُ ، حَتَّى وَجَدَهُ جَالِسًا تَحتَ شَجَرةٍ خَارِجَ البَلدَة ، فَقَالَ لَهُ : لَقَدْ نَوَيْتُ السَّفَرَ ؛ فَخُذْ هَذَا المالَ أمَانَةً عِندَكَ حَتىَّ أرْجِعَ وَبَعدَ فَترةٍ عَادَ الرَّجُلُ مِن سَفَرِه ، فَذَهَبَ إلَى صَاحِبِهِ ، وَطَلَبَ مِنْهُ المَالَ، فَأنْكَرَهُ فَشَكَاهُ الرَّجُلُ إلَى القَاضِي . فَأحْضَرَ القَاضِي الصَّدِيقَ وَسَألَهُ ؛فأنْكَرَ وادَّعَى أنَّه لا يَعْرِفُ هَذه الشَّجَرَةَ . فَفَكَّرَ القَاضِي ، ثمَّ قَالَ لِلشَّاكِي اذْهَبِ الآنَ إلَى تِلكَ الشَّجَرَةِ ، لَعَلَّكَ قَدْ دَفَنْتَ المَالَ تَحتَهَا، وَسَوْفَ يَجْلِسُ صَدِيقُكَ بِجِوَارِي حَتىَّ تَرْجِعَ وَبَدَأ القَاضِي يَنْظُرُ فِي قَضَايَا أخْرَى ، وفَجْأَة نَظَرَ إلَى الخَصْمِ الجَالِسِ بِجَانِبِهِ وَسَألَهُ تُرَى هَل وَصَلَ صَاحِبُكَ إلَى الشَّجَرَةِ ؟ فَقَالَ الخَصْمُ : لا ؛ فَالمَكَانُ بَعِيدٌ . فَقَالَ القَاضِي : إذَنْ. فَأنْتَ تَعْرِفُ مَكَانَ الشَّجَرَةِ ، وَقَد أخَذْتَ المَالَ مِنهُ . فَاعتَرَفَ الرَّجُل ، فَأمَرَهُ القَاضِي أنْ يَرُدَّ المالَ لِصَاحِبِه ، وَعَاقَبَهُ عَلَى خِيَانَتِهِ الحِيلةُ الذَّكِيَّةُ تَرَكَ شَابٌّ مَالَهُ وَدِيعَةً وَأمَانَةً عِنْدَ رَجُلٍ ،فَلَمَّا احتَاجَ الشَّابُّ إلَى مَالِه، ذَهَبَ لِلرَّجُلِ وَطَلَبَهُ مِنهُ ، فَرَفَضَ الرَّجُل ، وَأنكَرَ أنَّهُ أخَذَ مِنْهُ شَيْئًا فَشَكَا الشَّابُّ إلَى القَاضِي إيَاس ،فَطَلَبَ مِنهُ القَاضِي أَلاَّ يُخبِرَ أحَدًا بِالأَمْرِ وَفِى اليَوْمِ التَالِي ، أرْسَلَ القَاضِي إلَى الرَّجُلِ ، فَلَمَّا حَضَرَ قَالَ لَهُ : لَقَد عَرفْتُ أنَّكَ رَجُلٌ أَمِينٌ . وَعِندِي مَالُ أيتَامٍ أُريدُ أَن أعْطِيَهُ لَكَ كَوَدِيعَةٍ وَأمَانَةٍ ،فَأَمِّنْ بَيتَكَ ، وأَحْضِرْ مَعَكَ مَنْ تَثِقُ فِيهِ ؛ لِيَحْمِلَ مَعَكَ هَذِه الأمْوَالَ . وَبَعدَ أنْ خَرَجَ الرَّجُلُ وَهُوَ سَعِيدٌ ، أَرْسَلَ القَاضِي إلَى الشَّابِّ ، فَلَمَّا حَضَرَ قَالَ لَهُ : اذهَبِ الآنَ إلَى الرَّجُلِ ، واطْلُبْ مِنهُ أَمْوالَكَ ، فَإنْ رَفَضَ قُلْ لَهُ : سَأشْكُوكَ إلَى القَاضِي إيَاس فَذَهَبَ الشَّابُّ مُسرِعًا إلَى الرَّجُلِ ، وَطَلَبَ المَالَ ، فَرَفَضَ ، فَقَالَ لَهُ الشَّابُّ : سَأشْكُوكَ إلَى القَاضِي إيَاس فَقَامَ الرَّجُل ، وَأحضَرَ الأمْوَالَ وَأعْطَاهَا لَهُ .وَهَكَذَا نَجَحَت حِيلةُ القَاضِي واستَردَّ الشَّابُّ أَموَالَهُ الحُكْمُ السَّرِيعُ كَانَ القَاضِي إيَاسُ بنُ مُعَاويَةَ مَشهُورًا بِالذَّكَاءِ وَالفِطنَةِ ، وَكَانَ بَعضُ النَّاسِ يَحسِدُونَهُ عَلَى مَكَانَتِهِ ، وَعُلُوِّ قَدْرِِهِ ، فَحَاولُوا أنْ يُشكِّكُوا فِي قُدرَاتِهِ فَقَالُوا : إنَّ فِيهِ عَيبًا كَبِيرًا لا يَنْبَغِي أنْ يَتَّصِفَ بِهِ القَاضِي ، وَهَذَا العَيْبُ هُوَ تَسَرُّعُهُ فِي الحُكْمِ بَيْنَ النَّاسِ فَلَمَّا عَلِمَ إيَاسُ بِمَا يَقُولُ هَؤلاَء النَّاس ،استَدعَاهُم ،وَأجلَسَهُم فِي مَجلِسِهِ ، وَرَحَّبَ بِهِم . وَفِي وَسَطِ المَجْلِس ، فَاجَأ إيَاسُ الجَمِيع ، وَمَدَّ إحدَى يَدَيه ، وَسَأَلَهُم : كَمْ عَددُ هَذهِ الأصَابِع ؟ فَقَالُوا عَلَى الفَورِ : خمَسَةٌ . فَقَالَ : لِمَ تَسرَّعتُم فِي الإِجَابَة ؟! وَلِمَ لَمْ تَقُولُوا وَاحِد . اثنَان. ثَلاَثَة … وبِذَلِك تَكُونُونَ قَد أبْطَأتُم فِي حُكمِكُم وَتَريَّثْتُم ؟ فَقَالُوا : ولِمَ نُبْطِئ فِي عَدِّ شَئٍٍ عَرَفنَاه فَقَال : وهَكَذَا أنَا ؛ لاَ أؤخِّرُ شَيئًا قَد تَبيَّنَ لِي فِيهِ الحُكم الكَاذِبُ الفَصِيحُ جَاءَ رَجُلٌ إلَى أحَدِ القُضَاةِ ، وقَالَ لَهُ : تَرَكْتُ مَالِي عِندَ أحَدِ أصْحَابِي ، فَلَمَّا طَلَبْتُهُ مِنْهُ قَالَ لِي : لَيسَ لَكَ عِندِي شَيءٌ فَأمَرَ القَاضِي بِإحضَارِ المُتَّهَم ، فَلَمَّا حَضَرَ ظَلَّ الشَّاكِي يَقُولُ لِلقَاضِي : أُقسِمُ بِاللهِ أنَّ مَالِي عِندَهُ وَدِيعَة فَتَعَجَّبَ القَاضِي مِنَ الرَّجُل ؛ لأنَّهُ أَقسَمَ بِاللهِ دُونَ أنْ يُطلَبَ مِنهُ، وَأحسَّ بِكَذِبِ هَذَا الرَّجُل فِي ادَّعَائِه فَفَكَّرَ القَاضِي قَلِيلاً ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : بَل قُلْ : أُقسِمُ بِاللهِ أنَّ نُقُوديَ عِندَ هَذَا الرَّجُلِ وَدِيعَة فَارتَبَكَ الرَّجُل ، وَتَردَّد ،وهَكَذَا فَهِمَ القَاضِي الذَّكِي حِيلةَ الرَّجُل ،لأَنَّهُ قَال : مَالِي عِندَهُ وَدِيعَة. وَهَذَا الكَلامُ يَحتَمِلُ مَعنَيَين المعْنَى الأولُ هُوَ : لَيسَ لِي عِندَهُ مَال والمعْنَى الثَّانِي هُوَ : مَالِي قَد أخَذَهُ هَذَا الرَّجُلُ وَدِيعَة . فَعَاقَبَهُ القَاضِي عَلَى كَذِبِهِ وَافْتِرَائِه |
الشَّاعرُ والِّلصُّ
أَرادَ أَحَدُ الشُّعراءِ أَنْ يُسافرَ لأداءِ أَمانَةٍ إِلَى صَديقٍ لَهُ ، وكانَ لِلشَّاعرِ ابنَتَانِ فقَالَ لَهُما : إِذَا قَدَّرَ اللهُ ، وقُتِلْتُ في الطَّريقِ ، فَخُذَا بثأْرِيَ مِمَّنْ يَأتِيكُمَا بِالشَّطْرِ الأَوَّلِ مِن هَذَا البَيْتِ أَلاَ أيُّها البنتَانِ إنَّ أَبَاكُمَا قَتِيلٌ خُذَا بالثَّأرِ مِمَّنْ أَتَاكُمَا وبينَمَا الشَّاعِرُ في الطَّريقِ قَابَلَهُ أَحدُ اللُّصُوص ، وهدَّدَهُ بِالقَتْل ، وَأخْذِ مَا مَعَه مِن أمْوالٍ ، فَقَالَ لَهُ الشَّاعِرُ : إنَّ هَذَا المَالَ أمَانَةٌ ، فَإذَا كُنتَ تُرِيدُ مَالاً فَاذهَبْ إلَى ابْنَتَيَّ ، وقُلْ لَهُمَا : ألاَ أيُّهَا البِنْتَان إنَّ أبَاكُمَا .. ، وسَوفَ يُعْطِيَانِكَ مَا تُرِيد . ولَكِنَّ اللِّصَّ قَتَلَهُ ، وأَخَذَ مَا مَعَه ، ثُمَّ ذَهَبَ إلَى بَلْدَةِ الرَّجُل ، وقَابَلَ البِنْتَين ، وقَالَ لَهُمَا : إنَّ أبَاكُمَا يَقُولُ لَكُمَا : ألاَ أيُّهَا البِنْتَانِ إنَّ أبَاكُمَا . فَقَالَتْ البِنْتَان : قَتِيلٌ خُذَا بِالثَّأرِ مِمَّن أتَاكُمَا وصَاحَتَا ، فَتَجَمَّعَ الِجيرَانُ وأمْسَكُوا بِاللِّصِّ القَاتِل ، وذَهَبُوا بِهِ إلَى الحَاكِم ، وهُنَاك اعْتَرَفَ بِجَرِيمَتِهِ ، فَقَتَلَهُ الحَاكِمُ جَزاءَ فِعْلِهِ الرسالة العائمة وقَفَ أَحدُ الشُّعراءِ أمامَ قصرِ الأَميِرِ مَعْن بنِ زَائِدة - أحدِ كُرمَاءِ العَربِ - ، يُريدُ الدُّخولَ إِليِه ، فمنعَهُ الخَادِمُ . فأحضَرَ الشَّاعرُ لَوحًا مِنَ الخْشبِ ، وكَتَبَ عَلِيهِ بَيتًا مِنَ الشَعرِ ، يَقولُ فِيه أَيا جودَ مَعْنٍ نَاجِ مَعْنًا بحَاجَتِي فمَا لِي إلَى مَعْنٍ سِوَاك شَفِيعُ ثُمَّ أَلْقَى الشاعرُ اللَّوُحَ في نَبْعِ الماءِ الدَّاخلِ إلَى بُستانِ قصرِ الأمِير فَرَآه معنٌ وهُوَ جَالِسٌ عَلَى نَبعِ الماِء ، فَأخذَهُ ، فَقَرأ بَيتَ الشِّعرِ ، فأُعجِبَ بِهِ ، وسأَلَ عَن صاحِبِهِ ، فلمَّا عَرَفَهُ طَلَبَهُ ، فلمَّا جَاءَ الشَّاعِرُ قالَ لَه مَعْنٌ : أَأَنْتَ الَّذِي قُلتَ هَذا البَيْتَ ؟ فقَالَ الشّاعرُ نَعَم ، وأنشَدَ البَيتَ أمامَ الأَمِير . فأَمَرَ لَه بِمُكَافأةٍ كَبِيرةٍ ؛ لأِنَّه أحْسَنَ التَّعبيرَ عَن حاجَتِهِ بِهَذا البَيتِ الجَميلِ بِذرُ الِمخَدَّةِ ذَهَبَ أحَدُ الشُّعراءِ لزِيَارَةِ صَدِيقٍ لَهُ ، فقدَّمَ لَهُ صَدِيقُهُ وِسَادةً (أي مِخَدَّة ) لِيَتَّكِئَ عَلَيْهَا . فأُعْجِبَ الشَّاعِرُ بِالمخَدَّةِ إعجابًا شَدِيدًا . فلمَّا رَأى الصَّديقُ إعجَابَ الشَّاعرِ بالمخدَّةِ وعدَهُ أنَّهُ سيُهْدِيه مخدَّةً مِثْلَهَا ومرَّتِ الأَيّامُ ، وَلَم يُرسلِ الصَّديقُ المخدَّةَ للشَّاعِر ، فَفكَّر الشاعرُ فِى حِيلةٍ يُذكِّرُ بِهَا صديقَهُ بالمخدَّةِ الَّتِي وَعَدَهُ بِهَا . فكَتَبَ رسالةً لصَديِقهِ ، فِيها هَذَانِ البِيتَانِ مِنَ الشِّعْرِ يا صَدِيقي وخَلِيلِي وأخي في كُلِّ شِدَّة لَيتَ شِعْري هَل زَرَعتُم بِذرَ كِتانِ المخَدَّة الْحَلْوَى المسْمُومَةُ اشتَكَى بَعضُ النَّاسِ إلَى الْخَلِيفةِ الْعَبَّاسِي عَضُد الدَّولَةِ مِنْ قُطَّاع الطَّرِيقِ الَّذِين يَسكُنوُن الجبَلَ، ويَسرِقُون أَموَالَ القَوَافِلِ وبَضَائِعَهَا فَأرسَلَ الخَلِيفَةُ إِلىَ أَحَد التُّجَّارِ وأَعْطَاهُ بَغْلاً ، وصُندُوقَيْن فِيهِمَا حَلوَى لَذِيذَةٌ ، طيبةُ الرَّائِحَة ، وَضَعَ فِيهَا سُماًّ قَاتِلاً وأَخبَرَ التَّاجِرُ بِذَلِك ، وقَالَ لَه : الْحَق بالقَافِلةِ المسَافِرةِ ، وتَظَاهَر أَنَّ مَا مَعَك هَديَّةٌ لأَحدِ الأُمَرَاء . ففَعَلَ التَّاجِرُ مَا أمَرَ بِهِ الخَلِيفَة . وَفِى الطَّرِيق ، هَجَمَ اللُّصُوصُ عَلىَ القَافِلَة ، وأَخَذُوا كُلَّ مَا مَعَهُم ، وسَاقَ أَحدُهُم البَغلَ الُمحَمَّلَ بصُندُوقَي الحْلوَى وذهَبَ مَسْرُورًا إلَى زُمَلائِه ، فَشمُّوا رَائِحةَ الحَلوَى الطَّيِّبَةِ ، فاجتَمَعُوا عَلَيهَا وقَسَّمُوها بَيْنَهُم . ومَا هِيَ إلاَّ لَحَظَاتٌ حتَّى هَلَكُوا جَمِيعًا ، وتَتَبَّعَ التُّجَّارُ آثَارَ اللُّصُوصِ حتَّى عَرَفُوا أَمَاكِنَهُم، فَوَجَدُوا أَنَّهُم قَد مَاتُوا جَمِيعًا ، فَاسْتَرَدُّوا أَمتِعَتَهُم جُذُوعُ الخِرْوَعِ ذَهَبَ رَجلٌ إلَى الخَلِيفَةِ عَضُد الدَّولَةِ ، وأخبَرَه أنَّهُ دفَنَ مَالَهُ فِى الصَّحَراءِ تَحتَ شَجَرةِ خِرْوَع ، فَلمَّا ذهَبَ لِيَأخُذَهُ لَم يَجدْهُ . فلمَّا سَمِعَ الخَلِيفَةُ ذَلِك أحضَرَ كُلَّ أَطِبَّاءِ المَدِينَة ، ثُمَّ قَالَ لَهُم : هَل دَاوَيْتُم أَحَدًا بِجُذُوعِ الخِروَعِ هَذَا الموْسِم ؟ فقَالَ أَحَدُهُم : أنَا دَاوَيتُ فُلاَنًا بِجُذُوعِ الخِروَع فأَرسَلَ الخَلِيفَةُ إلَى ذَلِك المَرِيض ، فَلمَّا جَاءَ سَألَه : مَنْ جَاءك بِجُذُوعِ الخِرْوَع التي تَدَاوَيْتَ بِهَا ؟ فقَالَ الرَّجُل : خَادِمٌ لِى . فَأَمَرَ الخَلِيفةُ بِإحضَارِ الخَادِم . فلمَّا جَاءَ سَألَه : مِنْ أَينَ جِئتَ بِجُذُوعِ الخِرْوَع ؟ فقَالَ الخَادِم : مِنْ شَجَرةٍ بِالصَّحَرَاء . فَأَمَرَهُ الخَلِيفةُ أَنْ يذهَبَ مَع الرَّجُل ليُرِيَهُ الشَّجَرَة . فلمَّا ذَهَبَا إِلِيهَا وَجدَ الرَّجُلُ أنَّها الشَّجَرةُ التِي دَفنَ مَالَه تَحتَهَا ، فَعادَ إلىَ الخَلِيفةِ وأخْبَرَه. فقَالَ الخَلِيفةُ لِلْخَادِم : أَنتَ الذِي وَجدتَ المَال ؟ فقَالَ : نَعَم. فأَمَرَه أَنْ يَردَّ المَالَ إلَى صَاحِبِه ، فَأخَذَ الرَّجُلُ مَالَهُ وعَادَ مَسرُورًا إلىَ بَيْتِه الموكِبُ العَظِيم كَانَ أمِيرُ المؤمِنِين عُمرُ بنُ الخَطَّابِ - رَضِىَ اللهُ عَنْهُ - زَاهِدًا فِى مَعِيشَتِه ، وكَانَ لاَ يُحبُّ أَنْ يَرى عَلاَمَاتِ التَّرَفِ تَظهَرُ على وُلاَتِه . وَفِى إحدَى المَرَّات ذهَبَ عُمرُ لِزِيَارَةِ وَالِى الشَّامِ مُعَاويةَ بنِ أبى سُفيَان . فاستَقْبَلَهُ مُعَاوِيَةُ في مَوكِبٍ عَظِيم ، فَغَضِبَ عُمر ، ولاَمَ مُعَاوِيَةَ عَلىَ هَذهِ المظَاهِر فَردَّ علِيهِ مُعَاويةُ ردًّا ذَكيًّا ، قَالَ فِيه : نَحنُ بأرضٍ ، جَوَاسِيسُ العَدُوِّ بِهَا كَثِير ، فَيَجِبُ أَن نُظْهِرَ مِنْ عِزِّ السُّلْطَانِ مَا يُرهِبُهُم ، فَإِنْ نَهَيتَنِي انتهَيَتُ . فقَالَ عُمر : لِئَن كَانَ مَا قُلتَ حَقًّا ، إنَّه لَرَأىٌ أَرِيبٌ ( أَيْ : رَأىٌ سَدَيدٌ مُقْنِع ) وَإِنْ كَانَ بَاطِلاً فَإنَّه لخُدعَةُ أَدِيب الْوَزِيرُ الخَائِن كَانَت أَسْرَارُ إِحدَى البِلاَدِ تَتَسربُ إلىَ اْلأَعدَاِء ، فقَالَ الحَاكِمُ فِى نَفْسِه : إنَّ أسرَارَ الدَّولَةِ لاَ يَعرِفُهَا إلاَّ أَنا وَالوُزَرَاء. فَلاَبدَ أَنَّ بَينَ الوُزَرَاءِ وَزِيرًا خَائِنًا ، وَينْبَغِي أَنْ أَعْرِفَهُ ، وأَخَافُ أنْ أُعَاقِبَهُم جَمِيعًا ، فأظلِمُ الأَبرِيَاءَ مِنهُم . فَكَّر الحَاكِمُ في حِيلةٍ ذَكيةٍ يَعرفُ عَنْ طَرِيقِها الوَزِيرَ الخَائِنَ الذِي يَنقلُ أسرَارَ الدّولَةِ إلَى الأَعْدَاء . فاستَدْعَىِ أَحدَ مُسَاعِدِيه الأُمَنَاءِ وَقَالَ لَه : اكتُبْ أَسرَارًا وَهمِيَّةً كَاذِبةً عَنِ الدَّولَة . وأَرسِلْ إلَى كُلِّ وَزِيرٍ مِنَ اْلوُزَرَاء ، وقُلْ لَه سِرًّا مُخَتلِفًا عَنِ السَرِّ الذِى قُلتَهُ للآخَرِين ، واطلُبْ مِنهُ كِتْمَانَهُ فإذَا انصَرفَ اكتُبْ اسمَهُ بجِوَارِ السِّرِّ الذِي قُلتَهُ لَه ، ثُمَّ انْتَظِرْ يَومًا أوْ أكثَرَ لِتَعرِفَ سِرَّ مَنِ الَّذِي انْتَشَرَ . نفَّذَ المسَاعِدُ مَا أَمَرَ بِهِ الحَاكِمُ ، فوجَدَ أَنَّ سِرًّا مِنْ هَذِه الأَسرَارِ قَد انتَشَرَ وَذَاعَ وعَرَفَهُ الأعدَاء . فعَرَفَ الحَاكِمُ الوَزِيرَ صَاحِبَ هَذا الخَبَر ، فأرسَلَ إِلِيه وعَاقَبَهُ عِقابًا ألِيمًا المَأْمُونُ وَالحَارِثُ دخَلَ الحَارِثُ بنُ مِسكِينٍ - رَحِمَهُ الله - عَلَى الخَلِيفةِ المأمُون. فَسَألَهُ المَأمُونُ عَنْ مَسْألَةٍ ، فَأَجَابَهُ الحَارِثُ إِجَابَةً لَمْ تُعجِبْهُ . فَقَالَ لَه الَمأمُون كَلِمةً شَدِيدَةً، فَردَّ علِيهِ الحَارِثُ بِمثْلِهَا ، فَتَغَيَّرَ وَجهُ الَمأمُون . فَلمَّا خَرجَ الحَارِثُ مِنْ عِندِ الْخَليفةِ نَدِمَ عَلىَ مَا قَالَه ، وخَافَ مِن عِقَابِ الخَلِيفَة فَلمَّا ذهبَ الَحارِثُ إلَى بَيْتِهِ أرسَلَ إِلِيه الخَلِيفَةُ يَطلُبُه ، فذَهبَ الحَارِثُ إلِيهِ خَائِفًا ، فقَالَ لَه الَمأمُون : يَا هَذا ، إنَّ اللهَ قَد أمرَ مَنْ هُوَ خَيرٌ مِنك بِإِلاَنةِ القَولِ لِمَنْ هُوَ شَرٌّ مِنِّي ، فقَالَ لِنَبِيِّهِ مُوسَى وأخِيه هارون عليهما السلام إذْ أرسَلَهُما إلَى فِرعَون ( فَقُولاَ لَه قَولاً ليِّنًا لَعلَّه يَتَذَكَّر أَو يَخْشَى ) . فاعْتَذَرَ الَحارِثُ عمَّا قَالَه ، وعَفَا عَنْهُ الَمأمُون |
أوائل الأشياء
النشوة أول السكر. النعاس أول النوم. الوخْط أول الشيب. الحافرة أول الأمر ، ومنها قوله تعالى ( أئنا لمردودون في الحافرة ) أي في أول أمرنا، ويقال في المثل العربي " النقْد عند الحافرة " أي عند أول كلمة. الفرع أول ما تنتجه الناقة ، و كانت العرب تذبحه لأصنامها تبركاً. الأسد الأسد له أسماء كثيرة ، حوالي 400 إسم منها : أسامة، تيمور، رستم، القسقس، الأشهب، هزبر الهصور، العجوز، بهنس، شخبر، الجرهام، الهجاس، الدواس، الدرباس، البيهس، قسورة، قنصوة, ضرغام. السيف السيف له نحو 300 اسم ، ولكل إسم له معنى : البارقة : السيف الذي له بريق. الذكر : السيف المصنوع من الصلب ، و سيف صغير يشتمل عليه الرجل بثوبه. صفيحة : السيف العريض. الحسام : السيف القاطع لأنه يحسم الدم أو يحسم العدو أي يقطعه عن منازله. المفقر : السيف الذي في متنه حزوز. المذرب : الذي ينقع في السم ثم يشحذ. الأسماء الثنائية " الثنائيات " الأثرمان : الدهر و الموت. الأحمدان : الأمن و السلامة. الأزهران : الشمس و القمر. الأصغران : القلب و اللسان. الأصفران : الذهب و الزعفران. الأيهمان : السيل و الحريق. الثاويان : البدو و الحضر. الجديدان : الليل و النهار. الرافدان : نهري دجلة و الفرات. الأصمعان : العقل و اللسان. في أوصاف الرجال الهمام : السيد البعيد الهمة. الجواد : الواسع الخلق ، كثير العطية. اللوزعي : صادق الظن ، جيد الحدس. العبقري : الحاذق في صنعته ، المتقن لعمله. الصنديد : السيد الشريف. الأريَحي : الذي يرتاح للكرم. الألمعي : الذكي متوقد الذهن ، صائب الرأي. البُهلول : حسن الوجه المستبشر. الداهية : الرجل ذو التجربة الواسعة و الرأي السديد. المحدِّث : من ألقى الله في روعه الصواب. أوصاف مختلفة هَمَل : إبل همل أي لا راعي لها. حاسر : رجل حاسر أي عاري الرأس. حسر : حسر الرجل أي عن رأسه. سفر : الرجل عن وجهه. كشر : الرجل عن أسنانه. إفتر : الرجل عن نابه. كشف : الرجل عن ساقه. أبدى : الرجل عن ذراعه. هتك : الرجل عن عورته. أصلع : للرأس. أمرط : للحاجب. أمرد : للخد. أمعط : للجفن. في أسماء الشفاه الشفة : للإنسان. المنقار : للطائر. المِقمَّة : للثور. المَشفَر : للبعير. الفنطيسة : للخنزير. المرمَّة : للشاة. الجحْفَلة : للفرس. البرْطيل : للكلب. المنْسر : للجوارح. الخطم : للسبع. |
في أسماء الأشياء اليابسة
الجليد : الماء. القسْب : التمر. الجَزَل : الحطب. الجبن : اللبن. القشْع : الجلد. الصلد : الحجر. الجَبيز : الخبز. القُفَّة : الشجرة. الصلصال : الطين. القديد : اللحم. الحشيش : العشب. الضريع أو " الشُبْرَق " : نوع من الشوك اليابس. في أسماء الأشياء اللينة الرطب : التمر. الرَّغام : الرمل اللين. العشب : الكلأ الرطب. الرَّغد : العيشة اللينة. الفصفصة : القت الرطب. الوثير : الفراش. السهل : المكان اللين من الأرض. الثَّعد : اللين من البُسر ( وهو التمر في أول نضجه). الرَّخاء : الريح اللينة الطيبة. في أوصاف النوق بألبانها صفي و مري : إذا كانت الناقة كثيرة اللبن. رفْود : إذا كانت تملأ القدح في حلبة واحدة. جَدَاء : إذا انقطع لبنها تماماً. شكرة : إذا كانت ممتلئة الضرع. دَهِين : إذا كانت قليلة اللبن. عَسُوس : إذا كانت لا تدر إلاَّ بعيداً عن الناس. بَسُوس : إذا كانت لا تدر إلاَّ بالإبساس ( أي يقال لها بِس بِس ). في أوصاف الغنم عضْباء : إذا كانت الشاة مكسورة القرن. عقْصاء : إذا إلتوى قرناها على أذنيها من خلفها. قبْلاء : إذا كانت ملتوية القرنين على وجهها. قصْواء : إذا كانت مقطوعة طرف الأذن. خَرْقاء : إذا انشقتا أذناها عرضاً. شرقاء : إذا انشقت أذناها طولاً. نصْباء : إذا كانت منتصبة القرنين. في أوصاف شرار النساء شرار النساء ستة و هن : الأنانة : التي تكثرمن الأنين و الشكوى في كل ساعة بسبب و بلا سبب. الحنانة : التي تحن إلى زوج آخر ، لا ترضى بوضعها مع زوجها و تقارن بينه و بين غيره من الرجال. المنانة : التي تمن على زوجها بأي شيء فعلته من أجله مهما كان بسيطاً. الحداقة : التي ترمي إلى كل شيء بحدقها أي بعينها فتشتهيه و تشتريه أو تكلف زوجها بشرائه. البراقة : التي تظل طوال النهار تصقل وجهها وتزينه و تبالغ في ذلك مبالغة شديدة ولكن ليس لزوجها. الشداقة : وهي المتشدقة الكثيرة الكلام بفائدة و بغير فائدة. كلمة تمثل قولاً البسملة : قول " بسم الله الرحمن الرحيم ". السبحلة : قول " سبحان الله ". الهيللة : قول " لا إله إلاَّ الله ". الحوقلة : قول " لا حول و لا قوة إلاَّ بالله ". الحمدلة : قول " الحمد لله ". الحيهلة : قول المؤذن " حي على الصلاة ، حي على الفلاح ". الطلبقة : قول " أطال الله بقاءك ". الدمعزة : قول " أدام الله عزك ". الجعفلة : قول " جعلت فداءك ". |
القراءة طرداً و عكساً ( palindrome ) بعض العبارات التي تقرأ طردا وعكسا : مودته تدوم لكل هولٍ و هل كل مودته تدوم قمر يفرط عمداً مشرق رش ماء دمع طرف يرمق و المثل " كمالك تحت كلامك " وفي كتب الأدب ورد أن العماد الأصفهاني قال للقاضي الفاضل حين ركب يريد السفر " سر ، فلا كبا بك الفرس " وأجابه القاضي " دام علاء العماد ". و أيضاً قول الشاعر ، والذي يمكن قراءته أفقياً أو عمودياً و يبقى نفسه : اليوم صديقي و هذا محال صديقي أحبه كلام يقال و هذا كلام بليغ الجمال محال يقال الجمال خيال رواية المتكلمة بالقرآن الكريم # قال عبد الله بن المبارك: خرجت حاجا إلى بيت الله الحرام وزيارة قبر نبيه عليه الصلاة والسلام. فبينما أنا في بعض الطريق إذ أنا بسواد فتميزت ذاك فإذا هي عجوز عليها درع من صوف وخمار من صوف. فقلت: السلام عليك ورحمة الله وبركاته. # فقالت: (^ سلام قولاً من رب رحيم ). # قال فقلت لها: يرحمك الله، ما تصنعين في هذا المكان؟ # قالت: (^ سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى). # فعلمت أنها قد قضت حجها وهي تريد بيت المقدس # فقلت لها أنت منذ كم في هذا الموضع؟ # قالت: (^ ثلاث ليالٍ سوياً). # فقلت: ما أرى معك طعاما تأكلين؟ # قالت: (^ هو يطعمني ويسقين). # فقلت: فبأي شيء تتوضئين؟ # قالت: (^ فإن لم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً). # فقلت لها: إن معي طعاما فهل لك في الأكل؟ # قالت: (^ ثم أتموا الصيام إلى الليل). # فقلت: ليس هذا شهر رمضان. # قالت: (^ ومن تطوع خيراً فإن الله شاكرٌ عليمٌ). # فقلت: قد أبيح لنا الإفطار في السفر. # قالت: (^ وأن تصوموا خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون) # فقلت: لم لا تكلمينني مثلما أكلمك؟ # قالت: (^ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيبٌ عتيدٌ) # فقلت: فمن أي الناس أنت؟ # قالت: (^ ولا تقف ما ليس لك به علمٌ إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا). # فقلت: قد أخطأت فاجعليني في حل. # قالت: (^ لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم) # فقلت: فهل لك أن أحملك على ناقتي هذه فتدركي القافلة. # قالت: (^ وما تفعلوا من خير يعلمه الله) قال: فأنخت ناقتي. # قالت: (^ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم). # فغضضت بصري عنها. # وقلت لها اركبي. فلما أرادت أن تركب نفرت الناقة فمزقت ثيابها، # فقالت: (^ وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم). # فقلت لها: اصبري حتى أعقلها. # قالت: (^ ففهمناها سليمان). # فعقلت الناقة وقلت لها اركبي فلما ركبت قالت: (^ سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون). # قال: فأخذت بزمام الناقة وجعلت أسرع وأصيح. # فقالت: (^ واقصد في مشيك واغضض من صوتك). # فجعلت أمشي رويدا رويدا وأترنم بالشعر. # فقالت: (^ فاقرءوا ما تيسر من القرآن) # فقلت لها: لقد أوتيت خيراً كثيراً. # قالت: (^ وما يذكر إلا أولو الألباب). # فلما مشيت بها قليلا قلت: ألك زوج..؟ # قالت: (^ يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) # فسكت ولم أكلمها حتى أدركت بها القافلة فقلت لها: هذه القافلة فمن لك فيها؟ # فقالت: (^ المال والبنون زينة الحياة الدنيا) # فعلمت أن لها أولادا فقلت: وما شأنهم في الحج. # قالت: (^ وعلامات وبالنجم هم يهتدون). # فعلمت أنهم أدلاء الركب فقصدت بها القباب والعمارات. # فقلت: هذه القباب فمن لك فيها؟ # قالت: (^ واتخذ الله إبراهيم خليلا) (^ وكلم الله موسى تكليما) (^ يا يحيى خذ الكتاب بقوة). # فناديت: يا إبراهيم، يا موسى، يا يحيى، فإذا أنا بشبان، كأنهم الأقمار، قد أقبلوا. فلما استقر بهم الجلوس قالت: (^ فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه). # فمضى أحدهم فاشترى طعاما فقدموه بين يدي وقالت: (^ كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية). # فقلت: الآن طعامكم علي حرام حتى تخبروني بأمرها فقالوا هذه أمنا فهي منذ أربعين سنة لم تتكلم إلا بالقرآن مخافة أن تزل فيسخط عليها الرحمن، فسبحان القادر على ما يشاء. # فقلت: (^ ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم). |
موضوع جميل بارك الله فيك
أقـــوال ** إذا أنعم الله عليك بموهبة لست تراها في إخوانك فلا تفسدها بالاستطالة عليهم بينك وبين نفسك وبالتحدث عنها كثيراً بينك وبينهم، فإن نصف الذكاء مع التواضع أحب إلى قلوب الناس وأنفع للمجتمع من ذكاء كامل مع الغرور. ** عامل ربك بالخضوع، وعامل أعداءه بالكبرياء، وعامل عباده بالتواضع. ** لا تقصر في حق إخوانك اعتماداً على محبتهم، فإن الحياة أخذ وعطاء، ولا تقصر في حق ربك اعتماداً على رحمته فإن انتظار الإحسان مع الإساءة شيمة الرقعاء، ولا تنتظر من إخوانك أن يبادلوك معروفاً بمعروف فإن التقصير من طبيعة الإنسان، وانتظر من ربك أن يكافئك على الخير خيراً منه، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان. **سبحان من خضد شوكة الإنسان بالجوع، وأذل كبرياءه بالمرض، وقهر طغيانه بالموت. ** كن معتدلاً في أكلك ومعيشتك، وفرحك وحزنك، وعملك وراحتك، ومنعك وعطائك، وحبك وبغضك، لا تعرف المرض أبداً قال تعالى: ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) البقرة:143. ** إذا كان الذين يخضعون لإبليس، يسرعون إلى ما يأمرهم به، دون مبالاة بالنتائج، أفلا يكون الذين يؤمنون بالله أشد إسراعاً لأمره، مع أن نتيجتهم الجنة , قال تعالى: ( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم ) 268 البقرة. من أقوال د.مصطفى السباعي |
شكرااااااااا أخي غيث على إضافتك الجميلة
قالوا وبينا ابن أبي ربيعة في الطّواف، إذ رأى جاريةً من أهل البصرة، فأعجبته، فدنا منها، فكلّمها، فلم تلتفت إليه. فلمّا كان في الليلة الثّانية عاودها، فقالت له: إليك عنّي أيّها الرّجل فإنّك في موضعٍ عظيم الحرمة! وألحّ عليها وشغلها عن الطّواف، فأتت زوجها، فقالت له: تعال معي فأرني المناسك. فأقبلت وهو معها وعمر جالسٌ على طريقها فلمّا رأى الرّجل معها عدل عنها فقالت: تعدو الذئاب على من لا كلاب له ** وتتّقي مربض المستأسد الحامي فحدّث المنصور هذا الحديث، فقال: وددت أنّه لم تبق فتاةٌ من قريش في خدرها إلاّ سمعت الحديث. إذا نام الحارس أفاقت العقرب وقال الفضيل بن الهاشمي: كنت مع ابنة عمّي نائماً على سريرٍ إذ ظهرت إليّ بعض جواري، فنزلت، فقضيت حاجتي، ثمّ انصرفت. فبينما أنا أراجع، إذ لدغتني عقربٌ فصبرت حتّى عدت إلى موضعي من السّرير، فغلبني الوجع، فصحت، فقالت لي ابنة عمّي: ما لك؟ قلت لها: لدغتني عقربٌ. قالت: وعلى السّرير عقربٌ؟ قلت: نزلت لأبوّل فأصابتني، ففطنت، فلمّا أصبحت جمعت خدمها واستحلفتهنّ أن لا يقتلن عقرباً في دارها إلى سنةٍ. ثمّ قالت: إذا عصي الله في دارنا ** فإنّ عقاربنا تغضب ودارٍ إذا نام حرّاسها ** أقام الحدود بها العقرب يتيمة ابن زريق البغدادي ناظم القصيدة هو الشاعر العباسي أبو الحسن علي بن زريقالبغدادي, وكان له ابنة عم أحبها حبًا عميقًا صادقًا, ولكن أصابته الفاقة وضيقالعيش, فأراد أن يغادر بغداد إلى الأندلس طلبًا للغنى, وذلك بمدح أمرائها وعظمائها،ولكن صاحبته تشبثتْ به, ودعته إلى البقاء حبًا له, وخوفًا عليه من الأخطار, فلمينصت لها, ونفَّذ ما عَزم عليه، وقصد الأمير أبا الخيبر عبد الرحمن الأندلسي فيالأندلس, ومدحه بقصيدةٍ بليغة جدًا, فأعطاه عطاءً قليلاً، فقال ابن زريق- والحزنيحرقه-: "إنا لله وإنا إليه راجعون, سلكت القفار والبحار إلى هذا الرجل, فأعطانيهذا العطاء القليل؟!". ثم تذكَّر ما اقترفه في حق بنت عمه من تركها, وما تحمَّله منمشاقٍ ومتاعب, مع لزوم الفقر, وضيقِ ذات اليد، فاعتلَّ غمًّا ومات. وقال بعض مَن كتب عنه إنَّ عبد الرحمن الأندلسي أراد أنيختبره بهذا العطاء القليل ليعرف هل هو من المتعففين أم الطامعين الجشعين, فلماتبيَّنت له الأولى سأل عنه ليجزل له العطاء, فتفقدوه في الخان الذي نزل به, فوجدوهميتًا, وعند رأسه رقعة مكتوب فيها هذه العينية. فبكاه عبدالرحمن الاندلسي بكاءً حاراً. لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ ** قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ جاوَزتِ فِي لَومهُ حَداً أَضَرَّبِهِ ** مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ اللَومَ يَنفَعُهُ فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً ** مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ ** فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ المَهرِ أَضلُعُهُ يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ ** مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ ** رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ ** مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ إِنَّ الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً ** وَلَو إِلى السَدّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه ** للرزق كداً وكم ممن يودعُهُ وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ ** رزقَاً وَلادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُو ** لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى ** مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ وَالحِرصُ في الرِزاقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت ** بَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ وَالمَهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُهُ ** إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ اِستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً ** بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي ** صَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً ** وَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٍ وَأَدمُعُهُ لا أَكُذبث اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ ** عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ بِالبينِ عِنهُ وَجُرمي لا يُوَسِّعُهُ رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ ** وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا ** شَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ ** كَأساً أَجَرَّعُ مِنها ما أَجَرَّعُهُ كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ ** الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ أَلا أَقمتَ فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُ ** لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ اتبَعُهُ إِنّي لَأَقطَعُ أيّامِي وَأنفِنُها ** بِحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَهُ ** بِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلى لَستُ أَهجَعُهُ لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعُ وَكَذا ** لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ المَهرَ يَفجَعُنِي ** بِهِ وَلا أَنّض بِي الأَيّامَ تَفجعُهُ حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا بِيَدٍ ** عَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ قَد كُنتُ مِن رَيبِ مَهرِي جازِعاً فَرِقاً ** فَلَم أَوقَّ الَّذي قَد كُنتُ أَجزَعُهُ بِاللَهِ يا مَنزِلَ العَيشِ الَّذي دَرَست ** آثارُهُ وَعَفَت مُذ بِنتُ أَربُعُهُ هَل الزَمانُ مَعِيدُ فِيكَ لَذَّتُنا ** أَم اللَيالِي الَّتي أَمضَتهُ تُرجِعُهُ فِي ذِمَّةِ اللَهِ مِن أَصبَحَت مَنزلَهُ ** وَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُهُ مَن عِندَهُ لِي عَهدُ لا يُضيّعُهُ ** كَما لَهُ عَهدُ صِداقٍ لا أُضَيِّعُهُ وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرَهُ وَإِذا ** جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ لَأَصبِرَنَّ لِمَهرٍ لا يُمَتِّعُنِي ** بِهِ وَلا بِيَ فِي حالٍ يُمَتِّعُهُ عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبُ فَرَجاً ** فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا ** جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ وَإِن تُغِلُّ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتَهُ ** فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُهُ وجدت بخط الرومي عن ابن المزربان، قال: كانت أم عقبة بنت عمرو بن الأبجر اليشكرية عند ابن عمها غسان بن جهضم، فخاف أن تزوج بعده، وأراد أن يعلم ما عندها في ذلك فقال: أخبريني الذي تريدين بعْدي *** والذي تصنعين يا أمَّ عقبه تحفظيني من بعْد موتي لما قد *** كان مني حسْن خُلق وصحبَه أم تريدين ذا جمالٍ ومُلكٍ *** وأنا في النيران في سُحق غربه فأجابته: قد سمعت الذي تقول وما قد *** خفْتَ منه غسان من أمر عقبه أنا من أحفظ النساء وأرعا *** هُ لما قد أوليت من حسْن صحبه سوف أبكيك ما حييت بشجوٍ *** ومراثٍ أقولها وبندبه في بيان الفصاحة ودخلت امرأة على هارون الرشيد وعنده جماعة من وجوه أصحابه، فقالت: يا أمير المؤمنين: أقر الله عينك، وفرحك بما آتاك، وأتم سعدك لقد حكمت فقسطت، فقال لها: من تكونين أيتها المرأة. فقالت: من آل برمك ممن قتلت رجالهم، وأخذت أموالهم، وسلبت نوالهم. فقال: أما الرجال فقد مضى فيهم أمر الله، ونفذ فيهم قدره، وأما المال فمردود إليك، ثم التفت إلى الحاضرين من أصحابه، فقال: أتدرون ما قالت هذه المرأة، فقالوا: ما نراها قالت إلا خيراً. قال: ما أظنكم فهمتم ذلك، أما قولها أقر الله عينك، أي أسكنها عن الحركة، وإذا سكنت العين عن الحركة عميت، وأما قولها: وفرحك بما آتاك، فأخذته من قوله تعالى: "حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة" وأما قولها: وأتم الله سعدك، فأخذته من قول الشاعر: إذا تم أمر بدا نقصه *** ترقب زوالا إذا قيل، تم وأما قولها لقد حكمت فقسطت، فأخذته من قوله تعالى: "وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً" الجن: 15،، فتعجبوا من ذلك. في بيان الفصاحة حكي أن رجلاً كان أسيراً في بني بكر بن وائل وعزموه على غزو قومه، فسألهم في رسول يرسله إلى قومه، فقالوا: لا ترسله إلا بحضرتنا لئلا تنذرهم وتحذرهم، فجاؤوا بعبد أسود، فقال له: أتعقل ما أقوله لك، قال: نعم إني لعاقل، فأشار بيده إلى الليل، فقال: ما هذا؟ قال: الليل. قال: ما أراك إلا عاقلاً، ثم ملأ كفيه من الرمل وقال: كم هذا؟ قال: لا أدري وإنه لكثير، فقال: أيما أكثر النجوم أم النيران؟ قال: كل كثير، فقال: أبلغ قومي التحية، وقل لهم يكرموا فلاناً يعني أسيراً كان في أيديهم من بكر بن وائل، فإن قومه لي مكرمون، وقل لهم إن العرفج قد دنا وشكت النساء، وأمرهم أن يعروا ناقتي الحمراء فقد أطالوا ركوبها، وأن يركبوا جملي الأصهب بأمارة ما أكلت معكم حيساً، واسألوا عن خبري أخي الحرث. فلما أدى العبد الرسالة إليهم قالوا: لقد جن الأعور، والله ما نعرف له ناقة حمراء ولا جملاً أصهب، ثم دعوا بأخيه الحرث فقصوا عليه القصة، فقال: قد أنذركم، أما قوله: قد دنا العرفج، يريد أن الرجال قد استلأموا ولبسوا السلاح وأما قوله: شكت النساء أي أخذت الشكاء للسفر، وأما قوله: أعروا ناقتي الحمراء أي ارتحلوا عن الدهناء، واركبوا الجمل الأصهب، أي الجبل. وأما قوله: أكلت معكم حيساً، أي أن أخلاطاً من الناس قد عزموا على غزوكم لأن الحيس يجمع التمر والسمن والأقط، فامتثلوا أمره وعرفوا لحن الكلام وعملوا به فنجوا. |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.