![]() |
تربية بلا أهداف
[FRAME="13 70"]عملية التربية ليست عملية اعتباطية بل هي عملية منظمة مخططة موجهة تقوم الجهة المنوطة بها سواء كانت جهة رسمية أم غير رسمية . وتقوم هذه الجهة بوضع النقاط الأساسية التي تضمن لها تحقيق الهدف المطلوب ..
وإذا كانت عملية التربية عملية تستهدف تشكيل الفرد في إطار الفلسفة التي تتبناها الدولة بما يحقق لها ما ترجوه من أهداف ، فإن هذه الأهداف لابد أن تكون نابعة من طبيعة حاجات المجتمع ولابد أن تكون واضحة بالشكل الذي يمكن معه تقييم نجاحها من عدمه . المؤسسات التربوية قد تكون رسمية كالدولة وأجهزتها والإعلام ودور العبادة . وقد تكون غير رسمية كالأسرة والأصدقاء والعلاقات التي تنشأ في إطار غير معلن أو غير مقنن بشكل كاف . وقديمًا كانت الأهداف التربوية وما تزال تعبر عن الواقع الذي تعيشه الدولة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا ، وتعبر عن طبيعة توجهات الجهة المنوطة باتخاذ القرارات . ففي مصر الفرعونية مثلاً كانت التربية تهدف إلى صنع المواطن الإداري ، لذا أولت لعلوم الكتابة اهتمامًا خاصًا لشغل الأعمال (المكتبية) وهذا يعد من الأسباب الأساسية وراء اتسام النظام الإداري المصري بالبيروقراطية بل وكان الهدف في بعض الأحيان صنع المواطن المتدين بحيث يمكن له تقبل الأفكار المختلفة التي تكرس سيطرة الكهنوت على الحكم على أنها جزء من العبادات . وفي اليونان كانت مدينة" أسبرطة" تهدف إلى تكوين المواطن العسكري الذي يقوم بمهام التوسع في المملكة اليونانية وكان ذلك له أثره على طريقة اختيار المواطنين الذين يتصدون لهذه المهمة..وعمومًا كانت التنشئة تعتمد على أسلوب قريب من أساليب الدول الشيوعية الاشتراكية في اعتمادها على المعسكرات بشكل كبير وصب المجتمع في قوالب جامدة لا تقبل التغير إلا وفق ما تراه الجهة القائمة باتخاذ القرار . وفي الجارة لأسبرطة كانت أثينا عاصمة الفلسفة والأدب دولة ديمقراطية أخرجت أفلاطون وسقراط وأرسطو تهدف إلى صناعة المواطن الصالح المتسم بسلوك المعرفة والمدافع عن قيم الحق والخير والعدل والجمال ... وهذا كله انعكس على حالة الفوضى نتيجة الانفلات في الحريات . وفي الصين والهند كانت التربية دينية صرفة تهدف إلى صنع المواطن الزاهد والذي صبغ بصبغة صوفية تتفق مع طبيعة الرؤية التربوية الخاصة بالدولة .. *** لم يكن الهدف من هذا كله الاستعراض التاريخي ، وإنما يتبين لنا من هذا أن الأهداف التربوية سواء كانت مقبولة أم غير مقبولة كانت مُعلنة ، ووجود الأهداف على هذه الشاكلة من الوضوح يمكّن من معالجتها ومعرفة مدى صحتها أم خطئها . وعندما نصل إلى مجتمعاتنا العربية والإسلامية نجد أن التربية – من حيث الأهداف- تفتقد إلى العديد من النقاط والتي تضعفها وتجعلها غير قادرة على تحقيق أهدافها ، ومن أبرز أخطاء التربية في الوطن العربي كما ذكر الدكتور محمود قمبر الأستاذ بجامعة الدوحة : - تغليب الأيديولوجيا . - عدم وضوح الأهداف . - تناقض الأهداف . - الأهداف الشكلية . - الأهداف المكررة. - أهداف لا تضطلع بها المؤسسة التربوية. وسوف أقوم بإذن الله بعرض عينة من هذه الأخطاء من خلال ما تم رصده مما ورد في مواثيق وزراء التربية والتعليم العرب وقد ذكرها هذا الباحث القطري الفذ . يضاف إلى ذلك مجموعة أخرى من الأخطاء والتي تعبر عن الرؤية المشوشة تجاه عملية التعليم مثل : - افتقاد الخطاب السياسي لرؤية واضحة عن العملية التعليمية ومخرجاتها والاكتفاء بأفكار مرسلة . - عدم وضوح مكانة التربية والتعليم على الخريطة السياسية. - الفصل شبه التام بين العملية التعليمية من ناحية وانعكاساتها التربوية من ناحية أخرى بسبب عدم وضوح الغرض الأساسي من التعليم . - ما زالت النظرة إلى الفرد على أنه محور العملية التعليمية مفتقدة . - عدم اشتراك فئات المجتمع المختلفة في صياغة أهداف التربية والتعليم (مركزية السلطة و اتخاذ القرارات). - عدم اضطلاع مؤسسات المجتمع المدني بتبني مشروعات بديلة أو تكميلية للعملية التعليمية. لكن وإذا كنا بصدد الحديث عن هذه السلبيات المتعلقة بالأهداف فإن من الضروري الإشارة إلى أكثر من مشكلة نجدها لدينا في المناهج المصرية : • في الوقت الذي نجد فيه تعريفًا بالأهداف الوجدانية والمهارية والمعرفية التي على المعلم أن يراعيها على هوامش الصفحات وحواشيها في كتب المدرسة ، فإننا لا نجد هدفًا حقيقيًا يمكن للطالب أن يستفيد منه أي أن الطالب والذي ألف الكتاب من أجله هو نفسه يعاني من انقطاع الصلة بينه وبين المؤلفين. • عدم وجود هدف فضلاً عن وضوحه في فلسفة التدريس . بمعنى أن الطالب لا يعرف لماذا أدرس هذه المواد ؟وما فائدتها . فمثلاً إذا كان الهدف من تدريس النحو – كما هو معلن- تغذية الطفل أو الطالب بالحد الأدنى من مقومات الثقافة والهوية فإن القائم بعملية وضع المنهج لا يحقق هذا الربط . بل إننا لا نجد سؤالاً بريئًا :" لماذا نتعلم هذه المادة" على صفحات الكتاب. • تعدد قنوات الاتصال بين الجهة المتخذة للقرار والجهة التنفيذية وعدم الاتصال المباشر مما يؤدي إلى تعدد الوسائط وهذا ا يجعل نقل المعلومة المتعلقة بالهدف التربوي مشوشة ويجعل استقبالها وتنفيذها ومن ثم معالجتها وتقييمها أمرًا صعبًا . • التعبير عن الأهداف التفصيلية يتخذ في كثير من الأحيان أشكالاً من عدم الوضوح وهذه شأنها عمل ازدواجية مما ينتج عنه فهم المعلومة بشكل خاطئ . بمعنى : أن القائم بوضع الاختبار قد يهدف إلى قياس قدرة الطالب على التفكير ، وذلك من خلال سؤال يبدأ بالصيغة "اذكر " ولكن نتيجة عدم وضوح دلالات العبارات المستخدمة في الأسئلة يستخدم الصيغة "ناقش " وبين الصيغتين فارق كبير فالأول يهدف إلى مجرد السرد والثاني يهدف إلى الاستنتاج والتحليل والتفسير.. .إلخ والعديد من القدرات الذهنية المختلفة . هذا مجرد نموذج يجعلنا نسأل وإذا كانت هذه هي الحالة عند القائمين بالتخطيط للمنهج ومستقبل الدولة ممن يتمتعون بالشهادات العليا والكفاءات الرفيعة .. فكيف يا ترى يكون الواقع التربوي عند القطاع العريض من المجتمع والذي تبلغ نسبة الأمية فيه 27% على الأقل ؟ وللحديث بقية بإذن الله.[/FRAME] |
جزاك الله خيراً أخي المشرقي الإسلامي
أكمل الحديث .. فنحن متابعون .. وشكراً :) |
[FRAME="13 70"]أشكرك عزيزي السمو على هذه المشاركة اللطيفة وها هو أنذا لا أرفض لك طلبًا وأشكرك لتشجيعي وأرجو أن يكون هذا الكلام فاعلاً على المدى البعيد بإذن الله
[ ولنأت إذًا للمشكلة من جانب قطاع كبير من المجتمع ، فعملية التربية لا تبدأ منذ مولد الطفل الأول ، بل كما يرى "هيدجر" تبدأ من قبل الولاده ، فالمرأة بما تتناوله من أغذية وما تنتهجه من سلوك يؤثر على الطفل بعد الميلاد وقد يكون له دور في التنشئة . لنسأل أنفسنا : في مجتمعاتنا العربية ما هو غرض الرجل من الزواج ؟ يُفترض أن هذا الأمر معروف جيدًا ومحدد ٌ قبل الزواج . فالرجل بداهة يعرف أن بالتقاء الجنسين ينتج مولود يسمى الطفل / الطفلة وأن هذا المولود سوف يكبر يومًا ما وتكون له الاحتياجات التي مر بها في صغره . مشاكل التربية إذًا مردها إلى عدم وجود تصور لمقتضيات عملية النمو وكيفية تحقيق مطالب النمو في المراحل المختلفة. لنعد للسؤال مرة أخرى : غرض الجنسين من الزواج ما هو ؟ هل هو مجرد الالتقاء الفسيولوجي ؟ أم إشباع الحاجات الوجدانية ؟ أم التناسل مجرد التناسل ؟ أم الأهداف الثلاثة بشكل متكامل ؟ مشكلة الهدف وعلاقته بالتربية أن الأسرة لا تبث في الطفل الصغير أهدافًا حقيقية يسعى إليها ويبني عليها رؤيته للمستقبل . بمعنى أن الطفل إذا سئل ماذا تريد أن تكون لما تكبر ؟ تكون الإجابة الجاهزة "دكتور" والعقل والمنطق يقتضيان أن الطفل لو كان هذا هو هدفه فعلاً فإنه – من خلال تشجيع الوالدين- يبدأ في الاطلاع على الكتب المناسبة للمرحلة السنية التي هو فيها ويقوم الوالدان إذا كانا ميسورين بتزويده بالمعلومات الطبية الأولية لا سيما فيما يتعلق بالمنهج الدراسي ونحو ذلك . المشكلة الحقيقية هي أننا لا نفكر في مستقبل الطفل إلا بعد أن يكون على أعتاب المرحلة الثانوية. إنها مشكلة فعلاً أن يكون مستقبل الطفل مهملاً منذ الميلاد حتى هذه المرحلة لأن الميول والاتجاهات تشكل دورًا كبيرًا وعنصرًا فاعلاً في تكوين المستقبل المهني . المستقبل المهني لابد أن يتحدد وفقًا لقدرات الطفل ومهاراته والذي يجب أن تضطلع به عملي التنشئة هو الآتي : *غرس القيم والأخلاقيات المناسبة للطفل والتي هي جزء من قيم المجتمع في إطار عملية التطبيع الاجتماعي. * مراعاة ميول الطفل وقدراته وتشجيعه عليها قدر الإمكان . * إذا كان الطفل يميل للأعمال اليدوية والحرفية فلابد من تشجيعه عليها وحمايته من النظرة الاجتماعية السيئة وتزويده بالرصيد الثقافي الذي يجعله في منطقة القبول الاجتماعي. * غرس قيمة العمل في حد ذاتها حتى تكون داعمًا له في رحلة كفاحه المستقبلية . * إيجاد بدائل مناسبة تتعلق بالمستقبل المهني ومساعدته على تخطي عقبة مشكلة المجموع ونسب القبول بالكليات . مشكلة أخرى تتعلق بفلسفة الزواج والحياة بوجه عام وهي أن الأسرة وكأنها قد فوجئت بأن الابن قد كبر وبلغ من العمر عقده الثاني وهنا يبدأ الأبوان بالشكوى من تكاليف الحياة والدروس الخصوصية وتكدر سبل العيش ..... وكأنهما لم يكونا يعلمان قبل الزواج أن الفرد سيمر بهذه المرحلة .. ثقافة الإنجاب والتربية ... موضوعنا في الجزء القادم بإذن الله .تحياتي[/FRAME] |
بورك هذا القلم وبوركت أخى الكريم المشرقى حفظك الله
ومشكور على تلبية الدعوة بكرم من أخلاقك العالية حفظكم ربى ... متابعون |
.. وعذرًا للتأخير
...وكأن الطرفين لا يعلمان أن بالتقائهما يتكون كيان إنساني جديد اسمه الطفل أو الابن وأن هذا الابن سيكبر ويصير فيما بعد شخصًا له متطلباته وحاجاته الاقتصادية والاجتماعية المختلفة . بعد مرور مدة وجيزة على الزواج تبدأ ماكينة العد لكل ذرة ينفقها الرجل وكل مثقال يدخره ، وتبدأ المعاناة من ضيق ذات اليد والصعوبة في تحصيل المال الكافي للإنفاق على الطفل لا سيما في ظل غلاء الأسعار وارتفاع تكاليف الحياة من كل النواحي . والأمر يمتد بالأب لدرجة أن يكون همه الأهم هو توفير أكبر قدر ممكن من الرعاية الاقتصادية والمادية للطفل حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولاً. في ظل هذا المناخ : تتآكل الروابط الأسرية ، وقد يكون تحسنها أو تدنيها مرهونًا بالقدرة على التمويل مما يفقد الأب صفته الوجدانية ليستحيل" ممولاً" . وليس بالضرورة أن يكون ممولاً ناجحًا ،بل إن من الوارد جدًا أن تتحطم الأحلام على صخرة الإنفاق المدرسي فيما يسمى بالدروس الخصوصية. هذه الدروس التي يتعاطاها الفرد بشكل تلقائي آلي قد تثمر فيلتحق الفرد بالكلية التي يريد الالتحاق بها ، وقد يصاب بالفشل وحتى في حالة النجاح والالتحاق بالكلية كالطب أو الهندسة .. قد يفاجأ الفرد بانتكاسة كبرى وهي عدم قدرته على التفاعل الصحيح ورغبته في أن يترك الكلية أو يتحول عنها إلى غيرها . فشل الطلاب في الالتحاق بالكلية التي كان يحلم بها يعد لدى الأسرة نكسة لا تضاهيها نكسة الخامس من يونيو عام 67 ، وتتردد عبارات أقل ما يقال عنها بأنها سخيفة لا تأتي من إنسان يدرك معنى وجوده في الأرض ، هذه الكلمات مثل :"هذه هي نهاية إنجابنا .. الأبناء أنفقنا عليهم فخذلونا وضيعوا جهدنا " أو : "وياليت إنفاقنا جاء بنتيجة طيبة ..". تتزايد الشكاوى – لا سيما إذا كان عدد الأفراد كبيرًا- وكأن نهاية حياة الطالب هي هذه المرحلة الثانوية ويذهب التفكير لإعادة صياغة هدف جديد له بعد أن تجاوز السادسة عشر من عمره . وقفة مع هذا النموذج المتكرر بشدة في وطننا العزيز وقد يكون كذلك في دول عربية أو دول العالم الثالث الأخرى : • إذا كان الوالدان يعرفان أن الالتقاء الجسدي بينهما سيترتب عليه وجود كائن يسمى الابن /الابنة : فلماذا لم يأخذا الترتيبات اللازمة لمواجهة هذا الوضع الجديد من خلال تنظيم الإنجاب كل أربع أو خمس سنوات مثلاً ؟ • * وطالما أن الطفل قد صار وجودًا حقيقيًا على أرض الواقع .. فهل لم يعرف الأبوان أنه سيكبر يومًا ما ؟ • هل لم يأخذ الأفراد العبرة مما يرونه حولهم من مشكلات تتعلق بالإنجاب والتكلفة وعدم تحديد هدف للابن بحيث يكون السعي من أجله ؟ • وبما أن الأبوين يبذلان كل هذا الجهد المادي الضخم من أجل شيء قد يتحقق أو لا يتحقق ، فلماذا لا يدخران أموالهما من أجل الإنفاق على ما من شأنه تنمية ميول الابن ؟ لاسيما وأن هذه الميول قد ينشأ عنها ربح اقتصادي كبير . • المشكلة أن عملية الزواج والإنجاب والتعليم ومن ثم العمل لا تكون معضدة برؤية متكاملة لدور الفرد في الحياة ، بل تكون محدودة في جوانب معينة أكثرها يتجه إلى الراحة والسهولة والرفاهية .. وإن كان هذا هدف مشروع لكن الراحة لا تدرك بالراحة . يمكن القول بأن الانشغال في هموم الحياة ومشاكلها ينتج عنه عدم انتباه الفرد لطبيعة دوره في الحياة ، والأهداف المنوطة به تحقيقها . إذا حاولنا الكشف عن أغراض التربية في عالمنا العربي فسنجد أنها تقريبًا تنحصر في نقطتين هما الرفاهية المادية والوجاهة الاجتماعية . هذا وإن كان من حق أي إنسان أن يحلم به إلا أن الوصول إليه لابد أن يراعي جوانب هامة : • الربح السهل السريع هو أسرع وأسهل طريق للخسارة ، لأن العمل الذي لا يتطلب ميولاً ولا مهارات لا يمكن أن يتميز الفرد فيه بالنضج والخبرة الكافية . • المهارات والميول والاتجاهات الخاصة بالفرد تلعب دورًا كبيرًا في صقل خبرته بالشيء الذي يميل إليه وحتى وإن كان العمل سهلاً منه تحقيق الرفاهية الاقتصادية والتمايز الاجتماعي فإن الذي لا بد من معرفته هو أن عدم وجود الفرد المؤهل سيؤدي إلى عدم استمراره بشكل كبير في هذا المجال . الإنسان كائن ميزه الله بالعقل عن سائر الكائنات وإذا فهم الإنسان الحياة على أنها سنون تمضي فحسب فإن رؤيته الكلية للحياة تكون خاطئة وبالتالي يترتب عليها أخطاء جزئية في كل جزئية تتعلق بالتربية مثل : التوجيه المهني والإرشاد التربوي . الصحة النفسية . الخبرة الحياتية . إن عدم إدراك الإنسان لأهداف حياته ينسحب على الغرض من الإنجاب لاسيما وأن الكثير من المشكلات الاجتماعية ظهرت بسبب هذا العامل ومن هذه المشاكل : السلطوية الوالدية الانحراف تفكك الروابط الأسرية أين نحن من قول الشاعرالجاهلي حطان بن المعلي : وإنما أبناؤنا بيننا أكبادنا تمشي على الأرض ِ إذا هبت الريح على بعضهم لامتنعت جفوني عن الغمض ِ كما ترى كل الفلسفيات الحديثة في التربية أن الطفل هو محور العملية التربوية وليس الأشياء المحيطة بالطفل ، وهنا ينسحب الحديث إلى نظرية القيم ودورها في صياغة أهداف الإنسان ودورها في التنشئة .. موضوع طويل أرجو أن ألم بأكبر قدر ممكن به .. يرعاكم الله . |
أخي المشرف الأسلامي أنا شخصيا أنتظر منك البديل المناسب بدون تعقيد تحاياي
|
السلام عليكم ... أخي نحن المعلمون نعتبر أن التعليم رسالة مقدسة وأمانة يجب ان تؤدى بالشكل السليم والصحيح ولكن أين حقوقنا التي من دونها لا نستطيع القيام بواجبنا؟؟؟؟؟؟؟؟
ولا أقصد الجانب المادي فقط ( ربما نحن في فلسطين لا يتوفر لنا ما هو متاح لكم ) مع احترامي لكم |
.... لقد أفرطنا الكلام عن التربية تائهين في دروبها الغربية التي لا تجد لها طريقا للخروج الى الفضاء الواسع الفسيح . لماذا نحرص على اقحام النظريات الغربية ؟نفسح لها الأبواب على مصراعيها لتوجهنا الى الأهداف والغايات والوسائل والطرائق والأساليب كاليتامى على موائد اللئام .
تربيتنا ليست تربيتهم . لدينا أصول نستند عليها وقواعد , أصول التربية عندنا ثوابت نعض عليها بالنواجد , ليست نظريات بشرية , ولا هي من فلسفات القوم , ولكنها ربانية المصدر الهية التخطيط . فالله الخالق لهذا الكائن الحي شرع له قبل الوجود منهجا ورسم له شرعة للحياة على هذا الكون . فمن تنقصه منا المعرفة في هذا المجال فليتحر الايات في القرآن الكريم , وليسائل أحاديث الرسول العظيم , كيف أنشأت المدرسة الالهية أصحاب الرسالات والعزائم , من الرسل والأنبياء والصلحاء في قومهم , رعتهم ملائكة الرحمن , وجنود الرحمن على الأرض , فماذا نقول عن الاشراف التربوي لرب العباد على نبيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى اكتمل خلقا وخلقا ؟ وماذا نقول عن الاشراف التربوي للنبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه وتكوينهم في مدرسة النبوة فصاروا نجوم الأمة يهتدى بهم ويقتدى . أتحتاج التربية الربانية الى تدخل مباشر من الكائن البشري العاجز ؟ كيف يتمكن العاجز من تحديد الأهداف وتعيينها ؟ لا يعلم الانسان دقائق حاجته بقدر ما يعلم فاطر السماوات والأرض . ولأجل أهداف رسمها الخالق عز وجل وخطط لها تم خلق الانسان . فالمقاصد الشرعية هي أهداف التربية الاسلامية بل هي عينها لا انفصام بين مفهومها ومقاصدها , ولا بين مسطورها وتطبيقاتها . ولو أننا التزمنا بالمنهاج الرباني في التربية , ولو أننا تأسينا بمنهج المدرسة النبوية , لآحتفظنا بالصرح التربوي العلمي والتقني الذي شيده العلماء المسلمون منذ انشاء الدولة الاسلامية الأولى . أتى علينا حين من الدهر ونحن نجاري نظريات الغرب في التربية , ونخضع لها أبناءنا لتجربتها عليهم , ومع ذلك لسنا شيئا مذكورا . نلهث للحاق بركبهم في علوم الدنيا فلا نكاد نخطوا خطوة الا ويبتعدون عنا خطوات. لم يشفع تبنينا ودفاعنا عن نظرياتهم التربوية , والاشهار باعلامها ومدارسها أن تحقق لنا اكتفاء ذاتيا أوكفاية من الكفايات. ولا أحتاج في هذا الرد الموسوم بالسريع في توضيح الواضح , وفضح المكشوف الفاضح . وحتى أقفل الباب أمام كل من قد يظن أنى أحمل على التربية الغربية أريد التنبيه أن ما ذكر يصب في مجال الأهداف في التربية والتي أجعل منها مقاصد شرعية في التربية الاسلامية. أما حين يتعلق الأمر بالأساليب والطرائق التي نتوسل بها الى تحقيق هذه المقاصد أي الأهداف فالأمر فيه قول آخر. الاسلام لا يمنع من تحر ما لدى غير المسلمين من أساليب ووسائل وطرائق تتحقق بها وتختزل الجهد وتختصر الزمان . فاذا كانت الصناعة قد انتقلت من يد المسلمين بالتفريط والانشغال بالحكم الى وقتنا, فلنا أن نأخذ عنهم التطور الحاصل في مجال العلوم التقنية لتغطية حاجتنا اليها مالم نقدر على تحصيلها بقدراتنا وسواعدنا. ولا ننس أننا مطالبين بتحقيق الكفايات منها والاستغناء عن توريدها من الغرب الذي يستنزف طاقتنا ومواردنا الخامة لاذلالنا واذابتنا. والخلاصة : لا تجديد في الأصول والثوابت . نعم للتجديد في الأساليب والطرائق والوسائل التي تحقق المقاصد الشرعية بأبعادها وكل عناصرها المعرفية والوجدانية والمهارية في وقت قصير وجهد قليل .:New14: |
السلام عليكم
|
السلام عليكم
|
بورك هذا القلم وبوركت
|
السلام عليكم أعتبر تربية الطفل مهمه وخاصه في مراحل حياته الاولى كما يقول المثل عندنا في العراق ( التعلم في الصغر كالنقش على الحجر )
|
كلام علمي لا شك فيه وأشكر كل من ساهم فيه فما أحوجنا إلى أن نفهم روح تعاليم ديننا وليس ديننا فقط لأنه هنيئا لمن ابصره الرحمن بمعاني ما وراء العبارة وليس العبارة فقط
|
مشكورررررررررررررررررررررر
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.... أخي الكريم... الفاضل.. المشرقي... جعلك الله دائما مشرقاً.. وأسعد أيامك وجزاك الله كل الخير لقد قرأت رسائلك والتعليقات الخاصة بالتربية جملة واحدة... فأتمني أولاً أن تخبرونا أولا بأول عن رؤؤس المواضيع مقدما فور نزولها الموقع حتي نتابع.. وشكرا ثانياً وهو الاهم.... قلمك وإن كان جميلاً إلا أنه أوجعني... وأوجعني كثيرا يا أخي... لقد وضعت إصبعك علي موضع من مواضيع آلام الأمة....الا وهو التربية... والهدف .... حقا كنت أريد أسألك حضرتك هل حضرتك تخاطب الآباء أم الأبناء أم الدولة... أم الأمة الآسلامية والعربية...؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فإذا تحدثنا عن الهدف...أقول لك.. إن السلاح الصهيوني النصراني حدد هدف ألا وهو الحرب... وليس حرب السلاح .. بل حرب العقيدة... فالهدف الاطفال والشباب مستقبل الغد فقاموابتحديد هدف وهو تفريغ المناهج الدراسية مما هو يبغض المسلم من الصيهون النصراني من كل الامة الاسلامية... وفي نفس الوقت تشبييع الطفل الصهيوني والنصراني بكره الاسلام وانه هو الارهاب... وقد شاهدنا المواقع الكثيرة التي تؤيد كلامي هذا..ثم تقليلامن المناهج الدراسية من االنصوص القرآنية سواء في النصوص أو مادة الدين ذاتها... فأصبح الطفل فارغ العقيدة...أصبح الوعاء غير ممتلئ... ثم يأتي دورهم يأخذوا هذا الوعاء وإما أن يملؤه بما هو خليع ومحرم من افلام إباحية او كليبات خليعة... أو علي هذه الشاكلة....وإما بملئة بالتنصير أو بالتهويد....وللإسف القاسي أن الأمة الإسلامية جمعاء خضعت الي تحقيق أهدافهم الملعونه...وليس لدي أي تعليق... غير أن أمسح الدماء التي تسيل من فؤادي... مثلما ينزف مما أراه من إخواننا الفلسطينين وما يلاقوه من هوان ومذلة.. وليس لدينا للإسف غير الدعاء لهم مثل الولاية فقط... فأنا أحيي كل فلسطيني فإن مكانه إن لم يكن في قلبي فهو فوق رأسي وأنا متابعة مع حضرتك يا أخي الفاضل المشرقي.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أختكم هناء زين |
تربية بلا أهداف
[quote=
والخلاصة : لا تجديد في الأصول والثوابت . نعم للتجديد في الأساليب والطرائق والوسائل التي تحقق المقاصد الشرعية بأبعادها وكل عناصرها المعرفية والوجدانية والمهارية في وقت قصير وجهد قليل .:New14:[/QUOTE] بسم الله الرحمن الرحيم أتفق معك بلا أي أدنى شك في هذا الأمر .. بالنسبة لأخينا السائل عن البدائل فأقول ما أكثرها ونحن من منهج الإسلا م نستقي كل الأفكار والذي يهمني أن أضيفه هو : أن جميع الأفكار المستقاة من الأديان السماوية أو الأفكار الوضعية أو الأديان المدعاة الأرضية كلها تمحورت حول الإنسان وكيفية جعله قادرًا على النهوض بأعباء هذه المبادئ التي تسعى لنشرها . الإسلام وضح هذا " لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات" وبالتالي فإن أي نظام تربوي مهما ادعى أنه صالح للتطبيق أو عصري ولم يراعِ ِ هذه الجوانب فالحكم بالفشل عليه قبل البدء هو الحقيقة التي لا جدال فيها .. مطلقًا ومن كذب فعليه بالرجوع إلى مبادئ الماركسية وفلسفتها التربوية والنظم القائمة على عسكرة المجتمعات . أن تكريس الأسلوب التقليدي في التعامل مع القضايا التربوية باعتبار أننا مصيرون لا مخيرون إنما هو أشد أنواع التدمير النفسي والاجتماعي ، فالواقع الذي نحن فيه لابد أن نطوعه لما نريد نحن لا لما يفرضه هو علينا . ومن هنا تنشأ إشكالية الإصلاح بين أحلام الرومانسيين واستسلام اليائسين من ناحية والفكر الموضوعي المتزن متعدد الرؤى من ناحية أخرى. لقد قال تعالى "أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً" فهذه هي الأغلبية وإن كان مقصد الآية الكفار إلا أن المعنى ينسحب على حالات كثيرة يكون هم المرء المطعم والمشرب و..إمضاء الحياة.وكما يقولون في المثل العامي المصري "الدنيا ماشية نخبط فيها وتخبط فينا ". ووصف الله بعضًا من الناس بأنهم مقتصدون "منهم أمة مقتصدة" هذه الأمة المقتصدة هي التي لابد أن تكون أمتنا وأهليتها لهذا الوصف (الخيرية) خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر تأتي من جعل الإسلام مرجعية لا نزاع فيها من ناحية ثم الأخذ بالأسباب المادية والمعنوية المعينة على ذلك وفي القرآن الكريم ذكر ما يربو عن الأربعين مرة لفظ "يعقلون ، يتذكرون ، يتدبرون، يذّكرون" وهذه الألفاظ كلها تأتي لتجعل الإنسان الذي استخلفه الله على الأرض وجعله ممكنًا فيها ساعيًا إلى الأحسن والأصح . قال تعالى " هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور" السيرة النبوية من ناحية ثم تاريخ كفاح الشعوب من ناحية أخرى يرينا الدور الذي تلعبه التربية في التغيير الاجتماعي . فكيف تغير المجتمع الإسلامي في عقدين فقط أو ثلاثة من جاهليته إلى قوة هي القطب الأوحد المسيطر على مقاليد الأمور في الأرض بالعدل والإحسان .. إننا نعاني من فساد ورشوة وتهتك وانحلال وبطالة...إلخ لكن كل ذلك يهون مقارنة بما كان في مجتمع ما قبل الإسلام من وثنية وغيرها من عبودية الإنسان . هذه السيرة واقعية هي رسالة إلينا معشر المسلمين أن لا استحالة إذا ما تواجدت العقيدة الراسخة . أبسط مثال هو ما صار لدولة الأندلس على أيدي الصليبيين إذ أنهم لم ييأسوا من رسوخ الإسلام بها ثمانية قرون وإن أردت المزيد فانظر إلى دولة ماليزيا كيف كانت منذ ربع قرن.. رغم تسمية البعض القرن العشرين والحادي والعشرين بالجاهلية الجديدة لكنها لا تكون مثلها أبدًا فهي أقل منها لأسباب كثيرة يطول النقاش فيها . إذا هذه السيرة المحمدية هل مستلهمنا في البحث عن بدائل وسوف أقوم بتوضيح تفصيلي لأنماط التربية الصحيحة التي لا تنتهي على اعتبار أن الإنسان هو المنتج النهائي لها وليس المال.. أقول انظروا كيف قامت الثورة الفرنسية وغيرت أوروبا من عبودية الكهنوت ورجال الدين وأتت بما هي عليه الآن .. لم يكن هذا من فراغ بل إن أوضاعهم كانت أسوأ من أن توصف كانت كحال الإمبراطورية الفارسية في آخر أنفاسها .. لكن نراعي أن نجاح التجربة الفرنسية رجع إلى أن الدين الذي ادعوا أنه إرث المسيح عليه السلام محرف واستطاعت العقيدة الوضعية المنشورة في العقد الاجتماعي لجان جاك روسو أن تدهسها .. القضية لم تكن قضية عقائد بقدر ما كانت الإيمان بهذه العقائد .. انظروا للمجتمع التركي وما فعلت به التربية الآن مقارنة بالدولة العثمانية ....لا تنتهي الأمثلة. نحن قوم أعزنا الله بالإسلام وإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله كما قال عمر رضي الله عنه. هذا الدين الإسلام الخاتم لا نأخذ منه جانبًا ونعطل جانبًا فنعود لعصور حرم الناس فيها الاجتهاد وهي تالية على البعثة بسبعة أو ثمانية قرون أو يزيد . الرهان على التربية واضح ونظرة في المنهج الصهيوني تعرفنا كيف استطاعت التربية نقلهم من حال لحال .. نقاط المناقشة بإذن الله هي : *أنماط تربوية سليمة إسلامية متعددة * رؤية في المناهج (مقارنة بين الأنموذج العربي والأنموذج الصهيوني *رؤية تفصيلية في أهداف التربية العربية من كتاب (أهداف التربية العربية) للدكتور محمود قمبر أستاذ التربية بجامعة الدوحة يرعاكم الله |
العلم الذي تدعمه التجربة من مقومات التربية الصحيحة
موضوع قيم ومهم امتنا بحاجة الى ما فيه من معلومات جيدة |
وعدنا .. عذرًا للتأخير
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت قد تحدثت عن أن هناك أنماطًا تربوية إسلامية متعددة سليمة وسوية وأعود الآن لأكمل القول بأنها لا حصر لها والذي أشير إليه قبل البدء في الحديث هو الآتي : * هذه النماذج حقيقية وليست من وحي الخيال وتحققت في كثير من المجتمعات النامية فضلاً عن المتقدمة . *تعدد هذه النماذج لا يعني بالضرورة أن الفرد المربي مطالب بالسير على نهجها وإنما الاستفادة منها وأخْذ ما يراه مناسبًا لواقعه التربوي . *الهدف من ذكر أنماط كتلك ليس مجرد الاستعراض وإنما الاستفادة منها لمن يقوم الآن بالتربية أو لمن سوف يكون مربيًا في المستقبل بإذن الله يجعلها نصب عينيه حتى لا يعاني معاناة من قبله. *أخيرًا هذه الأنماط لابد لك من التركيز على الناتج النهائي لها وهو الإنسان والذي يكون قد حقق كامل وكافة حاجاته التي يرى أنها ضرورية وبالتالي يشعر بالسعادة والأمن النفسي والاجتماعي. *** أولاً : النمط الافتراضي التقليديهذا النمط يفترض أن الطفل سوف يتم تربيته على أسس من الأخلاق السوية والتي تتضمن القيم الأخلاقية السامية والالتزام بتعاليم الدين . هذا الطفل يسير في الطريق المرسوم له بدقة . شخص له مواهب وقام أهله بصقلها ، وكانت المدرسة عاملاً إيجابيًا في نجاحه على الصعيد النفسي والمعرفي . استطاع أن يلتحق بالكلية التي يريدها لأنه معلوم عنه حب المذاكرة وتشجيع الأهل له . وبعد تخرجه من الكلية عمل في مجال تخصصه . من الممكن أن يقوم المربي -بعيدًا - عن مبادئ التربية المثالية بتعليم الابن في المجال الذي يراه مناسبًا ولا يضطر لتعليمه مهنة أو حرفة يتكسب منها نظرًا لأن مستواه الاقتصادي مرتفع من ناحية ومن ناحية أخرى لأن القابلية للتعلم لدى الطفل مرتفعة . هذا النموذج معطياته هي : *الأسرة المثقفة. *عدم وجود عوائق مادية . وجود الحافز لدى الطفل ممثلاً في تاريخ الأسرة أو الوالدين . *قدرة الطفل على التكيف مع المجتمع . هذا النموذج مرحب به للغاية في حالة ما إذا كان المربي ضامنًا بأن ابنه سوف يعمل في مجال تخصصه بالأجر الذي يمكنه من الاستقلال الاقتصادي عنه والاعتماد على نفسه تدريجيًا حتى الوصول لشكل كلي في الاستقلال الشخصي. _________________________________________________ ثانيًا النموذج المرن : هذا النمط يمتاز بأنه رغم عدم وجود فكرة مسبقة له عن العملية التربوية حتى الكِبر إلا أنه يكيف نفسه لأوضاع السوق ويجعل من الواقع أداة للتحرك في سياقها ورغم عدم وجود فكرة عن الهدف من العمل ومقتضياته إلا أنه يشعر بالقدرة على التخلص من الكثير من العوائق المادية والنفسية . على سبيل المثال فرد تربى تربية تقليدية لا تُنمّي فيه الأسرة هواية معينة ولا لديه رؤية للمستقبل ولم يتمكن من خلال الثانوية الالتحاق بالكلية التي يريدها لكنه بعد التخرج بحث عن الخيارات الممكنة أمامه وقام بأخذ دورات في المجالات المتاحة أمامه وظل بعد العمل لمدة ثلاث أو خمس سنوات حتى استقر اقتصاديًا وانفصل عن والديه . هذا النموذج الأكثر شيوعًا في عالمنا العربي الإسلامي فعلى سبيل المثال الطفل لم يكن له أهداف حقيقية ومثله مثل سائر الطلاب تمنى أن يصبح مهندسًا ولكن لم يتحقق ذلك فالتحق بكلية التجارة .. بعد أن أنهى الدراسة قام بالبحث عن الأساليب التي من شأنها أن تجعله يتحصل على عمل مناسب يحقق له الربح الاقتصادي المناسب (الذي اكتشف أخيرًا أنه هو منتهاه من التربية) ونلاحظ معطيات هذا النموذج كالآتي : *أسرة عادية متوسطة الثقافة والميول *نمط التربية ليس سلبيًا لكنه (أجوف) *عدم وجود أهداف حقيقية *اكتشاف الغرض من التربية (الإعداد للحياة) بعد التخرج ! * تحقق الاستقلال لكن بعد وقت متأخر وكان من الممكن أن تُختصر هذه الخطوة لو كان أحد العناصر السابقة قد تم إصلاحه مبكرًا . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ ثالثًا : النموذج المكافح: في هذا النموذج نرى الفرد اضطر - بحكم أن ظروف الأسرة صعبة- اضطر لتكييف نفسه مبكرًا وصار هو العائل لنفسه أو أهله أيضًا .. لم تتسم حياته الدراسية بالاستقرار ولأن المدارس - إذا كان الو ضع كذلك في كل الدول كمصر- لا تحقق النفع المرجو وتعطل مسيرته ؛فقد اهتم فقط بمجرد النجاح وكان هدفه أن يحصل على التقدير المعنوي والنفسي جنبًا إلى جنب مع تحسن حال الأسرة مستقبلاً . في هذا الوضع ينصب الاهتمام على الحصول على المال وتحسين آداء الفرد لقدراته في العمل إذا كان عملاً يدويًا . (غالبًا ) وبعد تحسن مستواه المادي (ربما عندما يتجاوز الفرد العشرين) يبدأ في الالتحاق بالكلية ذا ت التعليم المفتوح وذلك إما للاستفادة من الفرص الممكنة للعمل مستقبلاً أو للتقدير المعنوي والنفسي . على سبيل المثال أسرة مكونة من خمس أفراد .. والطفل الأكبر يعمل مع والده وليس لديه الوقت ليفكر في المستقبل لأنه لا يملك من المال ما يمكنه لتعاطي الدروس الخصوصية ، كما أن المدرسة تعطله عن الكسب ولا تضيف إليه شيئًا ذا بال فيكون إكماله الدراسة بأسلوب شكلي أمرًا مقبولاً لأن الطفل غير مقصر وحتى إن انقطع عن الدراسة في سبيل الإعالة فهذا أمر لا يحرمه الإسلام ويكون الكفاح الذي يقوم به الفرد وقدرته على تحمل الظروف الصعبة هو رأس المال الذي به حقق النجاح بفضل الله بديلاً عن التفوق الدراسي . معطيات هذا الوضع : * وجود هدف يعوق تحقيقه عدم الكفاية الاقتصادية . *فهم لطبيعة العملية التعليمية وارتباطها الركيك بالتربية ( على الأقل في مجتمعنا المصري). *الأولويات مرتبة بشكل منطقي . *عدم المغامرة اقتصاديًا . * وجود دعامة حقيقية للتعامل مع الحياة وهي العمل في سن مبكرة(لأن الدولة بنت ال.....حرمت أبناءها وأطفالها من أبسط حقوقهم وأثقلت الكواهل المادية على آبائهم ) . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ هذه النماذج الثلاثة تمثل حالة من المؤكد أننا عايشنا شيئًا منها في مشوار حياتنا الطويل ... وبين هذه النماذج الثلاثة تتنوع النماذج ارتفاعًا وانخفاضًا وتتغير المعطيا ت إيجابًا وسلبًا وفقًا لخصوصية كل مجتمع . الذي أقوله إذا كانت التربية عملية إعداد للحياة فالحياة ليست هي المدرسة لأن المدرسة مرحلة والحياة ليست الجامعة لأنها مجرد مرحلة وليست التربية هي إعداد الفرد للحياة الزوجية لأنها أيضًا مجرد مرحلة والفرد يتخرج من الحياة ليصير مربيًا بعد أن كان متربيًا ...إذاً هي عملية دائرية. هذه النماذج أضربها أمثلة لمن يسأل ماذا نفعل بدون تعقيد في واقعن االتربوي ؟ هل يصح أن يكون الطالب معلوفًا أكلاً وشربًا ثم إذا أخفق في الجامعة بسبب تعقد النظام التعليمي تكون نهاية الحياة ؟ هل يصح أن يكون الفرد الأب هو السلطة المركزية( الاقتصادية) ثم يعاني من أنه أنجب بسبب المطالب المادية ؟ أنماطنا التربوية في العالم العربي و الذ ي هو جز من العالم الإسلامي تحتاج إلى تغيير تام وهذا لن يتم إلا إذا كان الهدف من الحيا ة واضحيًا أولاً ثم إذا كانت الأهداف الجزئية المحققة لهذا الهدف لها بدائل في حالة عدم تحققها ... أرجو أن تبدوا لي آراءكم فيما كُتِب َ وألاّ تؤاخذوني لما يقع مني من أخطاء في توصيل المعلومة ولكم مني خالص الشكر والتحية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.