![]() |
ردا على ظاهرة التكفير والمصابر والخوارج الاخرين
ردا على ظاهرة التكفير والمصابر والخوارج الاخرين
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان الا على الظالمين درج البعض على هذا المنبر بتكفير سافر واعتداء جاسر خاصة على خيرة المسلمين وحكامهم الخيرين ومنه اشارته لتكفير حكام السعودية الطيبين الذي تعلم منهم التوحيد وكانوا احق به واهله. وهذا سلف الخوارج الذين كفروا معلمهم علي رضي الله عنه، وحملة بعضهم المطامع السايسية لتكفير الحكام حتى يتوصل بذلك الى خداع العوام ليحملوه الى السلطة ولهذا الشر المستطير اود ان ارفق للقراء فقرات من كتاب لي تحت الطبع يرد على ظاهرة التطرف والخوارج، وهو يعنى بذات الظاهرة واليكم بعضا منه. (( ظاهرة التطرف والخوارج بين الفحص والعلاج: بعد المقدمة الفقرة الاول:_ الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ، واشهد ان محمد عبده ورسولهr ورضي الله عن اصحابه اجمعين. وبعد نقف بين مشكاتين مضيئتين تمثلان المحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها الا هالك ، كتاب الله وسنة رسوله r لنستضيء بها في ظلمات حوالك، كثرت فيها المهالك ، ونمعن في البحث عن اشد المخاطر على المجتمع وهي ظاهرة التطرف والخوارج ، تلك الظاهرة الخطيرة ، التي درج البعض على تسميتها بغير اسمها والباسها غير ثوبها ، فسموها بالصحوة الإسلامية ، وبالوعي والحضارية ، وبالعدالة والإيجابية ، في حين إنها ظاهرة سلبية ، محدثة بدعية ، مأثومة مخزية ، متوعدة مدعية ، يدعون إنها من قول خير البرية وما هي من قول خير البرية، بل يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية ، كما صحت بذلك الأخبار عن خير البرية عليه الصلاة والسلام ورضي الله عن أصحابه ومن تبعهم بإحسان من الرعية . القارئ الكريم قال الله تعالى : ] وما أنزلنا عليك الكتاب الا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون [ 24 النحل. اللهم رب جبريل وميكائيل فاطر السموات والارض انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم. ان ظاهرة التطرف والخوارج التي نعايشها في هذا العصر، فقد جاء التحذير عنها قبل اربعة عشر قرنا من الزمان، لانها من الخطورة بمكان ، وخاصة في هذا الزمان ، ولقد ورد التحذير عنها في ما سبق من الاديان ، والذي يخصنا منها ما جاء في ديننا الإسلام، لان الظاهرة هي نتاج لمفاهيم خاطئة لاصول الدين ، وجهل للقواعد التي جاءت بها الشريعة، حيث ابتدع البعض أصولا للدين من استنتاجهم ، وقاسوا الأمور برأيهم في مسائل محكمة ، وفيها النصوص متواترة ، ولكنهم عدلوا عنها واستعاضوا عنها بأقوال المفكرين المدعين والمجددين الجاهلين بأصول الدين . وبما ان هذه الظاهرة دينية ، واستغلالا سيئا للدين، وتحريفا لمعانيه ، وخداعا لمحبيه ، كان لزاما علينا استخدام ذات السلاح والخطاب الديني لابطال أسلحة الخصم المنحرف ، اذ ان من الأسباب التي تمكن للتطرف وتجلب له المؤيدين ، ان يهاجمه شخص بخطاب علماني ومن غير ان يشعر يصيب قواعدا دينية ويهدم أركانا متفق عليها، فيستغلها المتطرفون ويروجون خطأه عند المتدينين ، ويكفرونه ويجعلون منه برامج لهم، ويصورون أنفسهم بالمدافعين عن الدين ، ويصبح المتطرفون في نظر العوام هم الصواب والناقد البصير مع انهم على خطاء كبير ، لكن ما وجد من يخرجه ويشير الى مواضعه. لهذا سنستخدم الأدلة الشرعية في الرد عليهم، لانه يتعين علينا ان نناقش شبهاتهم بطريقة علمية وأساليب شرعية مستدلين بالكتاب والسنة على فهم الصحابة ض ومن تبعهم باحسان من اهل العلم ، لان هؤلاء الخوارج خرجوا بتأويل النصوص ولبّسوا على الناس فصار الامر دين ويعتقدون انهم مأمورين بذلك ، حتى ان احدهم يقتل الآخرين ليتقرب بذلك الى الله ، ويرى انه ان لم يفعل ذلك فانه آثم ، فلا بد من معالجة الظاهرة بمناقشة علمية لإبطال القواعد التي بها خرجوا ، وبيان ما خفي عليهم من دقيق العلم والمنهج النبوي المعتدل، وهكذا كانت معالجتها عندما ظهرت في عهدها الاول، ووردت الوصية بهذا الاسلوب متى ما ظهروا ، جاء في الاثر : ( فجادلوهم بالسنن ) . وسياتي بكامله. |
ولو اننا استخدمنا الخطاب السياسي والقانوني فقط لن يجد ذلك صدا او قبولا عند المتدينين ، لانهم يريدون امرا دينيا يشفي صدورهم ويفند الشبهات التي أربكت عقولهم ، واما غير ذلك من الحديث ، يكون في صالح المتطرفين حيث يصبحون هم وحدهم الذين يحتجون بالنصوص الدينية وغيرهم لا حجة له شرعية ، فيصبحون عند العوام احق بالدين والصواب ، وهذا ما يمكن لهم ، وذلك ما يفرض علينا استخدام الخطاب الديني خاصة وان المسالة في اساسها انحرافا دينيا منهجيا ، لا يعالجه الا البحث الديني الذي يكشف زيفهم وتلبيسهم على الناس ، وتمسحهم بالدين ، وان النصوص التي استدلوا بها لو راجعوها جيدا لوجدها ضدهم وحجة عليهم ، ولكنهم يحرفون الكلم عن مواضعه.
ولاجل الحكم الموثوق على هذه الظاهرة ، والذي يحقق القناعة فيرجع بعضهم ، ويتضح الامر لمن تعاطف معهم فيجتنبهم ، ولإعطاء الجرأة لحكام المسلمين في ملاحقتهم حتى استئصال المصرين منهم كما هو موضوع الكتاب، لذا سأمطركم بوابل صيب من النصوص والاثار حول هذه الظاهرة ، وعن هذه الفئة الباغية التي تثير الصراع بلا مسوغات وتشعل نيران الحروب والفتن بلا مبررات ، والنبيr يقول: الفتنة نار ملعونة لعن الله من ايقظها. واما الخطوة الاولى في فحص هذه الظاهرة هي بيان مصدر الفتنة ومنبعها : فهي من جهّال المتدينين المنتسبين للعلم ، الذين يدعون انهم يقيمون الدين ، وهم في الحقيقة جهلاء متهورون ويؤصلون بأهوائهم ويخوضون في المعاني القرآنية بآرائهم ، ويتركون السنن ويتبعون المتشابه من المعاني طلبا للفتن. قال تعالى في الاية - 7 - آل عمران: ] هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه من ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يتذكر الا اولي الالباب [ . وعن عائشة ض قالت : قرأ رسول الله r هذه الاية ( هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات الى - أولو الألباب) قالت : فقال رسول الله r فاذا رأيتم الذين يتبعون المتشابه منه فأولئك الذين سمى الله فحذروهم . رواه ابي داود، واخرجه البخاري في التفسير ومسلم في العلم 2665 . و روي عن عبد الله بن الاشح ان عمر بن الخطاب t قال : سيأتي اناس يجادلونكم بشبهات القرآن فجادلوهم بالسنن فان اصحاب السنن اعلم بكتاب الله. رواه ابي داود والدارمي في السنن. وروي عنه بلفظ : جاهدوا اهل الاهواء بالسنن فان القرآن حمّال ذا وجوه. وقال تعالى : ] يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فاما الذين اسودة وجوههم اكفرتم بعد ايمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ) 106 ال عمران. قال ابن عباس : تبيض وجوه اهل السنة والجماعة وتسود وجوه اهل البدعة والفرقة. أي تسود وجوههم من الحسرة لان الفرقة ومفارقة اهل الحق بعد الايمان هي التي فرقت بينهم يوم القيامة. وذكر الشاطبي في الاعتصام : قال ابن وهب سمعت مالكا يقول : ما اية في كتاب الله اشد على اهل الاختلاف من اهل الاهواء من هذه الاية : يوم تبيض وجوه الى قوله : بما كنتم تكفرون . قال مالك انما هذه الاية لاهل القبلة، ما ذكر في الاية قد نقل عن غير واحد كالذي تقدم عن الحسن. انتهى كلام الشاطبي. وقال تعالى : ] ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة اليس في جهنم مثوى للمتكبرين) الزمر. وقال تعالى : ] فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ) والزيغ الذي يحدث للخوارج هو بسبب انحرافهم في المنهج ، وتخلفهم عن ركب الدعوة السلمية بالحكمة والموعظة الحسنة وتعريضهم انفسهم للفتن والحروب من جانبهم، فكان المصير كما في قوله تعالى : ] يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين امنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب * ينادونهم الم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم انفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الاماني حتى جاء امر الله وغركم بالله الغرور * فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير*15) سورة النور . وقال تعالى في صنف من العباد يدخلون النار مع كثرة عبادتهم لانحرافهم في الدين : ] وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نار حامية ) الغاشية. فتلك الوجوه تقوم يوم القيامة وعليها الخشوع من شد العبادة والقيام لله تعالى ولكنها تصلى نار حامية بسبب بدعتها وانحرافها في المنهج. وقد بينت السنة ان سبب الضلال والانحراف هو اتخاذ الجهلاء قدوة في الدين ورؤوسا لقيادة الناس، كما في الحديث الذي رواه البخاري : ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى اذا لم يبقي عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا. من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رقم 100 /البخاري. وذلك ان لم يكن في عدم وجود العلماء بالكلية في الارض ، فيكون في مجتمع دون غيره في غياب اهل العلم عندهم ، او في من هجروا اهل العلم المعتدلين. وكما في الحديث عن الأئمة المضلين : اعيتهم الاحاديث ان يحفظوها فقالوا بالراي فضلوا واضلوا. اخرجه البيهقي من طريق الشعبي عن عمرو بن حريث عن عمر وبدايته قال: اياكم واصحاب الراي فانهم أعداء السنن. وجاء في الحديث عن امير المؤمنين علي رضي الله عنه ، في مصدر الفتن ، والذي رواه البيهقي قال : ياتي على الناس زمان لا يبقى من الإسلام الا اسمه ولا من القرءان الا رسمه مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى علماءهم شر من تحت اديم السماء منهم تخرج الفتنة واليهم تعود. فالفتنة مصدرها ومنبعها ، هم علماء السوء المتهورون الذين يرسمون للناس المناهج المنحرفة، ثم يرتد عليهم نتاجها. كما ان اشد خوف النبي r على هذه الامة ، كان من صنف في الناس يلبس ثوب الدين ويدعي العمل بالقرآن ، لكن لا يتقيد بتعاليمه ، بل ينسلخ من الالتزام بها. كما روى الحافظ وابو يعلي عن حزيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله r : انما اتخوف عليكم رجل قرءا القرءان حتى رؤية بهجته عليه وكان رداءه الإسلام اعتراه الى ما شاء الله انسلخ منه ونبذه وراء ظهره وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك ، قلت يا نبي الله ايهما اولى بالشرك المرمي ام الرامي ، قال : بل الرامي. وهذا الصنف من الدعاة المنحرفين حذر منه النبي r في حديث حزيفة من رواية ابي داود : دعاة على ابواب جهنم من اجابهم قذفوه فيها، فقلت يارسول الله صفهم لنا قال : نعم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ، فقلت يارسول الله فما ترى وفي رواية فما تأمرني ان ادركت ذلك ؟ قال : تلزم جماعة المسلمين وامامهم .. . الخ) . وهذا يفيد ايضا ضرورة التقيد بمواقف حكام المسلمين فيما هو من شئون السلطان ، وفي الناحية المنهجية والعلمية على المسلم ما عليه جمهور العلماء من اهل السنة والجماعة ، وفي هذا فحص لاهل العلم وليس كل من ادعى انه من اهل السنة يقتدى به، وعلى العبد الاجتهاد في طلب الحق. واما الرموز والعناصر التي تسير على هذا النوع من الفتن تتشكل في مجموعات او حكومات متطرفة او افراد شذوا في منهجهم عن اهل السنة والجماعة ، وهم متوافقون على نهج العنف والارهاب في اقامة برامجهم المنحرفة بادعاء المطالبة بتطبيق الاحكام الحدية او غيرها من امور الحكم ، ولكن بطريقتهم المتعجلة والعنيفة ، فذلك من نهج الخوارج ، وهم لا يريدون من الحاكم فعلها بنفسه ، وانما يريدون ان يكونوا هم من يفعلها ، فيجعلونها ورقة سياسية للمزايدة بها ، فيخرجون على المسلمين بذلك ، وقد بين شيخ الإسلام اشتراكهم في الحكم مع الخوارج كما جاء عن شيخ الإسلام قوله : وهذه النصوص المتواترة عن النبي ص في الخوارج قد ادخل فيها العلماء لفظا اومعنا من كان في معناهم من اهل الاهواء الخارجين عن شريعة رسول الله r وجماعة المسلمين . انتهى ، مجموع الفتاوى ج 28 ص 476. والى ان نفصل ذلك لاحقا ، نقف اولا على تعريف مصطلحات هذه الظاهرة. |
مصطلح التطرف
هو تعريف حديث وليس من مصطلحات علماء الدين لكنه يعبر عن واقع الظاهرة من ناحية موقعها وبعدها عن الصواب. ويأتي لفظ التطرف تعبيرا للابتعاد عن الوسط ، الذي يراد به الاعتدال ، والابتعاد عن الوسط يمينا او يسارا يعني مجانبة الصواب وتجاوز الطريق المستقيم، والسير على الأطراف ، متطرفا بعيدا عن الحق ، كما وصف الله تعالى الحق بالخط المستقيم وحذر من السبل الاخرى التي من حوله في قوله تعالى : ( وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله …) الانعام. وكما في الحديث المشهور : خط لنا رسول الله r خطا مستقيما وقال هذا صراط الله مستقيما ، ثم خط من حوله خطوط متعرجة وقال : وهذه السبل على رأس كل سبيل شيطان يدعو الناس اليه. واذا كانت الوسطية تعني نهج الاعتدال ، اي ليس بالمتساهل المتأخر المائل لليسار ، ولا بالمتشدد المتسرع في اقصى اليمين ، فكان المتطرف هو التارك للاعتدال السائر على الأطراف عن اليمين او اليسار . فهو التعمق في الخطاء ومباينة الصواب بما يستحق ان يوصف بالبعد والتطرف ، كقوله تعالى ( أولئك في ضلال بعيد ) فهناك ضلال ، وضلال اشد ، وهو البعيد كالتطرف. وقال تعالى : ( وان الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد) 172 البقرة لذلك وصفت مخالفة طريق الرسول r بالمشاققة وسلوك طريق غير طريقه ، قال تعالى : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)115النساء فالمتطرفون مبتعدون عن الطريق الصواب مشاققون لطريقه سائرون على الأطراف بعيدا عن الصواب. ويوصف المتطرفون عند اهل العلم وفي الاثار : بالتنطع كما في الحديث : هلك المتنطعون المتشددون الذين يحملون انفسهم ما لا يطيقون . وروي عن الحسن ، ان ابي بن كعب قال : هلك العقدة ورب الكعبة ، هلكوا واهلكوا كثيرا ، والله ما عليهم آسى ولكن على ما يهلكون من امة محمد ص ، يعني بالعقدة : الذين يعملوا بالآراء والاهواء والمفارقين للجماعة. وفي مثلهم من الأدعياء ، قول ابن مسعود ض، وقد ذكره الشاطبي في الاعتصام : ( وستجدون اقواما يزعمون انهم يدعون الى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم ، عليكم بالعلم، واياكم والبدع والتعمق ، وعليكم بالعتيق ). معنى الخوارج هو الاسم الذي وصفهم به الصحابة ض واستنبطوه من الاحاديث التي بينت بانهم : مارقين عن الدين ، وشر الخلق والخليقة ، وذلك لانهم يرون الخروج على حكام المسلمين من غير وجه شرعي ، وذلك ما يكون سببا للحروب والقتل دون وجه حق ، وبدءوا ذلك بالخروج على امير المؤمنين علي رضي الله عنه. وقال عنهم ابن حجر في الفتح : اما الخوارج فهم جمع خارجة أي طائفة ، وهم قوم مبتدعون ، سموا بذلك لخروجهم عن الدين وخروجهم على خيار المسلمين. وهذا في تعريف المصطلح فقط ومصدر الاسم ، اما تعريف الخوارج سياتي وتفصيل اخر مع الحكم عليهم وغيره. وتلك الاوصاف التي وردت في الخوارج فانها تشمل العديد من الجماعات الاسلامية المعاصرة وبه تدخل في احكام الخوارج ، لانتهاجها ذات المنهج وليس من الضروري ان يكون كامل المعتقد ولكن بعضه يجعلهم من الخوارج اذ ان الخوارج الاوائل لم يكونوا متفقون في كل شئ بل لهم عدة عقائد ويكفر بعضهم بعضا ، وكما ذكر ابن كثير : الخوارج اكثر من اربعين فرقة كل ما نبت لهم عرق قسمه الله. اما اوصافهم والعناصر والحركات التي هي منهم ستاتي لاحقا. انحرافهم في العقيدة ان ذلك العنف والانحراف في المنهج كان اصلا بسبب انحرافهم في المعتقد، اذ انه لا يستقيم الظل والعود اعوج ، فالفهم الخاطئ لاصول الدين ، والجهل الفاضح لما جاءت به شريعة المسلمين ، جعلهم ينزلون النصوص في غير موضعها، كما في الاثر عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : انطلقوا الى آيات الكفار فجعلوها في المؤمنين. وسياتي بكامله. ويفهمون النصوص على ما يناسب هواهم ومواقفهم لا على ما يوافق السنن ، ولهذا جاء في الحديث : يقرؤن القرءان يحسبونه لهم وهو عليهم. من رواية ابي داود ان من اخطاءهم الشائعة في العقيدة اعتقادهم كفر الحاكم في بلاد المسلمين الذي لم يطبق الحدود ، بالكفر الاكبر المخرج من الملة لمجرد تركه الحدود دون ان يجحدها ، لكنه يدين بعقيدة المسلمين ، فالصواب هو من اهل القبلة وتجري عليه احكام الإسلام في تقصيره او عذره حسب ما سيرد من احكام التعطيل للشرع. واما عن تفصيل حكم ترك الحدود او تعطيلها ، فهو عدة احكام واحوال مختلفة ، فليس بالكفر في كل حال ، وحتى اذا قيل الكفر ليس كله مخرج من الملة، الا حالة قلما تثبت على حاكم مسلم . فالحالة الاولى في التعطيل : مؤمن بالحدود لكنه لمعصيته ، او ظلما او تساهلا معطل للحدود فهو ، ثلاثة احكام : فسق دون فسق : أي ليس اكبر يخرج من الملة ، والثاني ظلم دون ظلم : أي ليس مخرج من الملة كالشرك الاكبر. كفر دون كفر، أي اصغر لا يخرج من الملة. هذه الثلاثة للحالة الاولى. والحالة الثانية في التعطيل : كفر اكبر مخرج من الملة. والحالة الثالثة في التعطيل : معذور لعدم الاستطاعة او الجهل . ونقف على الادلة واقوال الصحابة ض واهل العلم المعتبرين في هذه الاحوال التي غابت على المتعجلين الجاهلين بالعقيدة. فالحالة الاولى في التعطيل : المعطل للحدود وهي ثلاثة احكام ، الفاسقون ، او الظالمون ، او الكفرون كله اصغر أي لا يخرج من الملة. وذلك ما ورد في الايات 44 وما بعدها من سورة المائدة، والشاهد منها قوله تعالى في نهاية الثلاث آيات : ( ومن لم يحكم بما انزل الله فألئك هو الكافرون ) (ومن لم يحكم بما انزل الله فألئك هم الظالمون ) ( ومن لم يحكم بما انزل الله فألئك هم الفاسقون ). فالاول الكافرون ، ولكن يجب ان يعرف أي نوع من الكفر؟ ويجب هنا ان نحدده من جهة الشارع وممن سمع من الرسول r وهم الصحابة ض ، وليس من المتشنجين والمدعين. ومنها ما جاء في صحيح البخاري ، حدتنا محمد بن بشار قال حثنا عبد الرحمن قال حدثنا سفيان عن ابي جريج عن عطاء قوله ( ومن لم يحكم بما انزل الله فألئك هم الكافرون ومن لم يحكم بما انزل الله فألئك هم الظالمون ومن لم يحكم بما انزل الله فألئك هم الفاسقون ) قال : كفر دون كفر وفسق دون فسق وظلم دون ظلم. وآخر حدثنا هناد قال حثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع قال حدثنا ابي عن سفيان عن سعيد المكي عن طاوس ( ومن لم يحكم بما انزل الله فألئك هم الكافرون ) قال ليس بكفر ينقل عن الملة. وآخر حدثنا الحسـن بن يحيى قال اخبرنا عبد الرزاق قال اخبرنا الثوري عن رجل عن طاوس (فألئك هم الكافرون ) قال : كفر لا ينقل عن الملة، قال : وقال عطاء كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق. واخر عن ابن طاوس عن ابيه قال : قال رجل لابن عباس في هذه الايات ( ومن لم يحكم بما انزل الله ) فمتى فعل هذا فقد كفر؟ ، قال ابن عباس : اذا فعل ذلك فهو به كفر ، وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله . وهنا القول واضح بانه ليس الكفر الاكبر كمن لم يسلم اصلا او ترك الإسلام بالجحود. وقد يلتبس الامر على البعض في تشابه القول في التكفير ، اذ ان الحالة المعنية بالكفر هي اذا كانت من جنس ترك الكفار وليس ترك المسلم المقر بالحكم . وذكر في ذلك ابن حجر بعض الاثار مع شرحه للبخاري. قال ابن هبيرة : ان الله تعالى عم بالخبر بذلك عن قوم كانوا بحكم الله الذي حكم به في كتابه جاحدين ، خبر عنهم انهم بتركهم الحكم على سبيل ما تركوه كافرون. أي اذا كان تركهم من جنس ذلك الترك ، أي ترك الجحود ، فهذا الذي يحمل على الكفر الاكبر لانه انكار كحال الكفار. وهذا التكفير من النوع المعلل بعلتين ، تارك للحكم ، وجاحد له ، بمعنى مريد ومحب لهذا الترك وراغب فيه كقوله تعالى ( يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت) ، وهذا المعنى واضح من سياق الايات التي يستدلون بها دائما وهي حجة عليهم ، قال تعالى في سورة النساء : ( الم ترى الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا * واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا) . فهؤلاء تركوا حكم الله وهو قائم ويبحثون عن غيره، رغبة وارادة ، فالحالة مختلفة ، لا ينطبق الحكم حتى ينطبق الحال بالترك والارادة . قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ج20 ص 167 : في تعليل الحكم الواحد بعلتين وما يشبه ذلك من وجود مقدر واحد بقادرين ، ووجود الفعل الواحد من فاعلين .. الخ). الى ص 174 : وقد تبين بذلك ان علتين لا يكونان مستقلتين بحكم واحد حال الاجتماع . وهذا معلوم بالضرورة البديهية بعد التصور فان الاستقلال ينافي الاشتراك اذ المستقل لا شريك له والمجتمعان على امر واحد لا يكون احدهما مستقلا به ..الخ ، كما ذكر شيخ الإسلام في بيان ان التكفير فقط للمستحل قال في ج 19 ص86 : على احد القولين ( ومن لم يحكم بما انزل الله فألئك هم الكافرون ) أي هو المستحل للحكم بغير ما انزل الله . والمستحل هو جاحد لحكم التحريم وغير مقتنع به فهو يكفر لهذا الاعتقاد بالحجود وليس الترك مع الايمان به. واستدل شيخ الإسلام على ذلك بما ذكر عن ابن عباس والذي جاء في ج7 ص 254 : في قوله ( ومن لم يحكم بما انزل الله فألئك هم الكافرون ) قال : فقلت له : ما هذا الكفر؟ قال : كفر لا ينقل عن الملة مثل الايمان بعضه دون بعض فكذلك الكفر حتى يجئ من ذلك امر لا يختلف فيه. انتهى كلام ابن عباس. ويؤخذ منه ايضا ، بعد تعريفهم لعدم كفر غير الجاحد، ان في ذلك ايضا ردا على تكفير المتطرفين لعامة الشعب الذي يتحاكم الى قاضي لا يرونه مسلم او في بلاد النصارى ، فعند السرقة او تعدي شخص على مال مسلم يذهب الى القاضي او الشرطة ليرد حقه ، فان المتطرفين يكفرونه بانه تحاكم الى الطاغوت ، وقد ذكر شيخ الإسلام ان حالة الكفر المعنية ، هي التي تجمع الارادة الداخلية أي الرضى مع الفعل ، للذي مريد للترك او التحاكم لغير الله مع وجود من يحكم بشرع الله، لكن من اضطر للاستعانة بقوة غير المسلمين دون الايمان بمشروعية دينه فهذا يختلف ، لانه عاجز عن التحاكم للشرع اما لعدم وجوده ، او عجزه هو عن تحكيمه اذا كان حاكم ، ولم يكن تارك له برغبته او يحجده ، بل يحبه ولم يجده او عاجز عن فعله ، وهذا يشترك فيه الحاكم العاجز والمتحاكم العاجز ، ولذا سياتي ذكره عند حكم الحاكم العاجز عن اقامة الحدود او الشرع بالكلية. |
كلام زى الفل وياريت تكون قادر على مناظرته وقبل كل حاجه ياريت تشجينى بكل صفات الخوارج مادمت قذفت فى وجهى تلك التهمه المعلبه يا ترى أنت لسه هنا ..؟ |
وردا على اختطافهم كلمة كفر واخذها على حالة واحدة، فيجب ان يعرف انه ليس في كل حال كلمة كفر تعني الكفر الاكبر المخرج من الملة بل ذكر في الاحاديث كثيرا ويراد به احيانا نوع من الكفر حتى دون الكفر الاصغر ، ويراد به ما تحتمله معانيه اللغوية ، كقوله r لعائشة : تصدقن فاني رايتكن اكثر اهل النار : قالت لم قال : لأنهن يكفرن . (هنا ذكر ان من عادات النساء يكفرن ، ولكن عائشة ض استوضحته) : ايكفرن بالله ؟ قال يكثرن اللعن ويكفرن العشير. ( فبين ان كلمة الكفر التي ذكرها هنا يعني بها الكفر بعشرة الزوج ، وهو ان المرأة تجحد ما قدم لها زوجها من احسان ، في لحظة غضب فتقول: لم ارى منك خيرا قط او لم تفعل لي كذا ، فهذا كفر لكنه بعشرة الزوج وليس كفر بالله).
وقال r فيما يرويه البخاري : سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. فهل نقول كفر يخرجه من الإسلام ؟ فان ذلك يخالف ما صحت به النصوص واتفق عليه اهل العلم ، فانه كفر اصغر ومن الكبائر . فكذلك كثيرا من العبارات ظاهرها البراءة من فاعلها لكنه ليس بالكامل ، مثل الحديث : ليس منا من لم يحترم صغيرنا ويوقر كبيرنا . فهذا ليس براء من اسلامه ، وانما ليس مثلنا او على سنتنا وطريقتنا ، أي طريق الصفوة والنخبة الاولى ، ومثله قوله r : ليس منا من بات شبعان وجاره جائع، فهذا توبيخ له وانه ليس من قمة المؤمنين لكنه لا يعني انه كافر وليس من المسلمين. وكل ذلك نصل منه الى انه اذا ذكرت كلمة كفر او مثلها يجب ان ننظر في موقعها وما يؤيد ذلك المعنى من اصول الدين واصول الفقه ، أي نوع من الكفر او أي معنى له من اللغة فيما اذا كان حقيقة او مجاز او حكم فيه درجات. وحتى في الفاظ المدح يجب النظر فيما يحتمل اللفظ ، فمثلا في الحديث : من توضا صحة صلاته . فهل يكفي لصحة الصلاة الوضوء فقط ، ام بما يتضمن احكام الصلاة وشروطها ، فكذلك كل الاحكام يجب التريث فيها ومقابلتها مع ما جاءت به السنن. الحالة الثانية في التعطيل كفر اكبر مخرج من الملة ، وهو للتارك لحكم الله جاحدا ، أي غير مقتنع به او يرى انه لا يصلح لعصر او زمن معين ولو في مسالة واحدة فهذا الفعل كفر اكبر، وهذا ليس خاص بالحاكم وانما كل من حجد امر من الإسلام يكفر ولو طبق الحدود كورقة سياسية يكسب به شعبا ماء ، وهو في داخله جاحدا لمسالة واحدة من الشرع بعد بلوغ الامر عنده فهو كافر ، ولا ينفعه ما فعل من الدين. والحالة الثالثة في التعطيل معطل معذور لا يستطيع تحكيمه في الناس لعدم القدرة او المفسدة الراجحة ، او الجاهل بحكم ذلك، قال شيخ الإسلام في المجلد 19 من الفتاوى : فدلت هذه النصوص على انه لا يكلف نفسا ما تعجز عنه. ومنه قوله ص 216 : وهذا فصل الخطاب في هذا الباب فالمجتهد المستدل من امام وحاكم وناظر وغير ذلك : فاتقى الله ما استطاع كان هذا هو الذي كلفه الله اياه وهو مطيع لله مستحق للثواب اذا اتقاه ما استطاع ولا يعاقبه الله البتة خلافا للجهمية المجبرة وهو مصيب بمعنى انه مطيع لله ) الى قوله : وكذلك الكافر : من بلغته دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في دار الكفر وعلم انه رسول فأمن به وامن بما انزل عليه واتقى الله ما استطاع كما فعل النجاشي وغيره ، ولم تمكنه الهجرة الى دار الإسلام ولا التزم شرائع الإسلام لكونه ممنوعا من الهجرة وممنوعا من اظهار دينه ، وليس عنده من يعلمه جميع شرائع الإسلام فهذا مؤمن من اهل الجنة كما كان مؤمن آل فرعون مع قوم فرعون وكما كانت امرأة فرعون ، بل وكما كان يوسف الصديق عليه السلام مع اهل مصر فانهم كانوا كفار ولم يمكنه ان يفعل معهم كل ما يعرفه من دين الإسلام فانه دعاهم الى التوحيد والايمان فلم يجيبوه، قال تعالى عن مؤمن آل فرعون : ( ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى اذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا ) وكذلك النجاشي هو وان كان ملك النصارى فلم يطعه قومه في دخول الإسلام بل انما دخل معه نفر منهم ولهذا لما مات لم يكن هناك من يصلي عليه فصلى عليه النبي ص بالمدينة خرج بالمسلمين الى المصلى فصفهم صفوفا وصلى عليه واخبر بموته يوم مات وقال : ان اخا لكم صالحا من اهل الحبشة مات وكثير من شرائع الإسلام او اكثرها لم يكن دخل فيها لعجزه عن ذلك فلم يهاجر ولم يجاهد ولا حج البيت بل قد روي انه لم يصلي الصلوات الخمس ولا يصوم شهر رمضان ولا يؤدي الزكاة الشرعية لان ذلك كان يظهر عند قومه فينكرون عليه وهو لا يمكنه مخالفتهم ونحن نعلم قطعا انه لم يكن يمكنه ان يحكم بينهم بحكم القرآن والله قد فرض على نبيه انه اذا جاءه اهل الكتاب لم يحكم بينهم الا بما انزل الله اليه وحذره ان يفتنوه عن بعض ما انزل الله اليه وهذا مثل الحكم في الزنا للمحصن بحد الرجم وفي الديات بالعدل والتسوية في الدماء بين الشريف والوضيع والنفس بالنفس والعين بالعين وغير ذلك . والنجاشي ما كان يمكنه ان يحكم بحكم القرآن فان قومه لا يقرونه على ذلك . وكثيرا ما يولى الرجل بين المسلمين والتتار قاضيا بل واماما . وفي نفسه امور من العدل يريد ان يعمل بها فلا يمكنه ذلك . بل هناك من يمنعه ذلك . ولا يكلف الله نفسا الا وسعها . وعمر بن عبد العزيز عودي وأوذي على بعض ما اقام من العدل بانه سم على ذلك . فالنجاشي وامثاله سعداء في الجنة وان كانوا لم يلتزموا من شرائع الإسلام ما لا يقدرون على التزامه بل كانوا يحكمون بالاحكام التي يمكنهم الحكم بها - الى قوله عن الذين تخلفوا في مكة عن الهجرة قال : فأولئك كانوا عاجزين عن اقامة دينهم فقد سقط عنهم ما عجزوا عنه. انتهى كما قال شيخ الإسلام ص 227 : وهذا يطابق الاصل الذي عليه السلف والجمهور : ان الله لا يكلف نفسا الا وسعها : فالوجوب مشروط بالقدرة والعقوبة لا تكون الا على ترك مأمور او فعل محظور بعد قيام الحجة. انتهى. فالحاكم العاجز عن تحكيم الشرع او بعضه فانه لم يكن اصلا مكلف بما لا يطيق ، اذ ان التكليف معلوم انه يكون بعد الاستطاعة بل والسعة في ذلك ، لقوله تعالى : ( لا يكلف الله نفسا الا وسعها ) فمن لم يكن مستطيع لفعل امر ما لم يقم الوجوب في حقه الا عند الاستطاعة ، بل لا يقال عنه مغفور ذنبه لانه لم يكن ذنب ، وانما يقال سقط عنه الوجوب والتكليف ، اذ ان الوجوب مقرون بالاستطاعة، ومن عجز عن شئ لم يجب عليه الفعل . |
اما عدم القدرة شئ نسبي يختلف من شخص لاخر فلا يمكن الجزم بان ذلك حاكم قادر على الفعل ولم يفعل ، ربما هناك امور لا يدريها العامة خاصة المسائل السياسية والامنية والعسكرية ، فيها أسرار لا يمكن شرحها فربما فيها عجز يجعل الحاكم يترك امرا شرعيا وهو كاره لذلك ، كما ترك على ض المطالبة بدم عثمان ض لامور يهدف منها استقرار الوضع العام وهو محل ثقة ولا يتهم في دينه وهو من المبشرين بالجنة.
وقد عطل عمر ض حد السرقة في عام الرمادة ، للظروف التي طرأت على المجتمع حيث يجد الناس القطع اقل من شر الموت للاطفال. ومن ذلك ان عثمان ض اتم الصلاة في الحج وهو يعلم القصر لكن الوقت كان بعد حروب الردة والناس الجدد والبعيدين من العوام في شكوك فخشي ان يقال عثمان غير في الصلاة فلم يقصر. اما ما يعجز عنه حكام المسلمين اليوم فهو كثير ومعلوم بانه لا يمكنهم فعل الكثير ونحن في اخر الزمان، كما جاء في ذلك احاديث تفيد النجاة لكثير ممن عجزوا عن اقامة دينهم ففي الحديث مخاطبا اصحابه ص قال : انكم في زمان من ترك فيه عشر ما امر به هلك ، ثم ياتي على الناس زمان من عمل فيه بعشر ما امر به نجا . رواه الترمذي رقم 2218 . وايضا حديث وا شوقاه لاخواني قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ، قال : بل انتم اصحابي ولكن اخواني الذين لم يأتوا بعد ، للعامل منهم اجر خمسين، قالوا منا ام منهم ، قال بل منكم قالوا لم او بم يا رسول الله ، قال : فانكم تجدون على الخير اعوانا ولا يجدون على الخير اعوانا. ذكرها الشاطبي في الاعتصام ، وفي جامع الاصول بعدة روايات. و كلام شيخ الإسلام السابق يبين خلاصة فهم مشايخ اهل السنة في عذرهم للحاكم العاجز عن اقامة احكام الشريعة سواء بعضها او غالبها ، والله حسيبه في ذلك، كما ان الموضع الهام بيانه بانهم يحكمون بما يمكنهم من الاحكام في حالة العجز عن امور شرعية. وايضا في بيانه لحكم العامل مع التتار من القضاة وغيرهم فيه رد على من يحرمون العمل مع حكام المسلمين الذين لم يقيموا الحدود ، وان غالب حكام المسلمين اليوم فيهم من الخير ما يفضلهم على التتار بل وبعضهم من اهل الاحسان ومفاتيح للخير ، ومن اهل التوحيد والسنة ومع هذا ادعياء الدين يدعون الى الخروج عليهم سرا او علنا مما يفيد بانهم جهلاء بانزال الاحكام على الافعال. وقال شيخ الإسلام في موضع اخر ص 55 ج 20 : (اذا كان المتولي للسلطان العام او بعض فروعه كالامارة والولاية والقضاء ونحو ذلك ، اذا كان لا يمكنه اداء واجباته وترك محرماته ، ولكن يتعمد ذلك ما لا يفعله غيره قصدا وقدرة : جازت له الولاية ، وربما وجبت - الى قوله : بل لو كانت الولاية غير واجبة وهي مشتملة على ظلم ، ومن تولاها اقام الظلم حتى تولاها شخص قصده بذلك تخفيف الظلم فيها ودفع اكثره باحتمال ايسره كان ذلك حسنا مع هذه النية ، وكان فعله مما يفعله من السيئة بنية دفع ما هو اشد منها جيدا. ومن هذا الباب تولى يوسف الصديق على خزائن الارض لملك مصر . بل ومسالته ان يجعله على خزائن الارض وكان هو وقومه كفارا كما قال تعالى : ( ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فمازلتم في شك مما جاءكم به ، الاية ، وقال تعالى عنه : ( يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار ؟ ما تعبدون من دونه الا اسماء سميتموها انتم وآباؤكم ) الاية ومعلوم انه مع كفرهم لا بد ان يكون لهم عادة وسنة في قبض الاموال وصرفها على حاشية الملك واهل بيته وجنده ورعيته، ولا تكون تلك جارية على سنة الانبياء وعدلهم ، ولم يكن يوسف يمكنه ان يفعل كل ما يريد وهو ما يراه من دين الله فان القوم لم يستجيبوا له ، لكن فعل الممكن من العدل والاحسان ، ونال بالسلطان من اكرام المؤمنين من اهل بيته ما لم يكن ان يناله بدون ذلك . وهذا كله داخل في قوله (واتقوا الله ما استطعتم) - الى قوله في بيان قواعد التعارض حيث قال : وكذلك اذا اجتمع محرمان لا يمكن ترك أعظمهما الا بفعل ادناهما ، لم يكن فعله الادنى في هذه الحالة محرما في الحقيقة وان سمي ذلك ترك واجب وسمي هذا فعل محرم باعتبار الاطلاق لم يضر، ويقال في هذا ترك الواجب لعذر وفعل المحرم للمصلحة الراجحة ، او دفع الضرر او لدفع ما هو احرم . . الى قوله : وهذا باب التعارض باب واسع جدا لا سيما في الازمنة والامكنة التي نقصت فيها آثار النبوة وخلافة النبوة . فان هذه المسائل تكثر فيها ، وكلما ازداد النقص ازدادت هذه المسائل ، ووجود ذلك من اسباب الفتنة بين الامة فانه اذا اختلطت الحسنات والسيئات وقع الاشتباه والتلازم . فأقوام قد ينظرون الى الحسنات فيرجحون هذا الجانب وان تضمن سيئات عظيمة ، واقوام قد نظروا الى السيئات فيرجحون الجانب الاخر وان ترك حسنات عظيمة ، والمتوسطون الذين ينظرون الى الامرين ، قد لا يتبين لهم او لاكثرهم مقدار المنفعة والمضرة او يتبين لهم فلا يجدون من يعنيهم العمل بالحسنات وترك السيئات لكون الاهواء قارنت الآراء ، ولهذا جاء في الحديث : ان الله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات ، ويحب العقل الكامل عند حلول الشهوات. فينبغي للعالم ان يتدبر انواع هذه المسائل، وقد يكون الواجب في بعضها ـ كما بينته فيما تقدم العفو عند الامر والنهي في بعض الاشياء . لا التحليل والاسقاط. مثل ان يكون في امره بطاعة فعلا لمعصية اكبر منها ، فيترك الامر بها دفعا لوقوع تلك المعصية.) انتهى. ومن معتقدات الخوارج : التكفير بالكبيرة ولكن ليست الاساس الذي يحاربون لأجله الآخرين ، وبعضه لا يقول لا يكفر بالكبيرة ومن لم يفعل ذلك منهم لا يعني سلامته من الانتساب للخوارج ، لان مشاركتهم لهم في الضلال الاخر من التكفير والقتال والخروج على الحكام وغيره تكفي لدخولهم في الحكم . وبعضهم يرى ان ما يكفر به حكمه فقط الكفر ولا يره كبيرة في حين يكون حكمها من الكبائر لا يرقى الى الكفر. |
ياعم خلاص من غير تعب حيلنا ع الرابط وأحنا علينا الباقى بس أرجع لمشاركتى الأولى ورد عليها .. |
منهج المتطرفون والخوارج
واما منهجهم المنحرف فهو التهور والعنف في توصيل فهمهم الى الناس ، ويتعجلون في الحكم على كل مسائل الدين، ولا يحسنون النقاش حتى يصل احدهم الى الحق ، بل وصل بهم الغرور على انهم يثقون في عقولهم ورأيهم حتى يردون على سنة رسول الله r اذا لم توافق هواهم ، كما ذكر شيخ الإسلام في الفتاوى : ( فان الخوارج ينتحلون اتباع القرآن بآرائهم ويدعون السنن التي يزعمون انها تخالف القرآن) ج 28ص491. بل ويختارون من المعاني ما يناسب الموقف الذي يريدونه ، لذا يفهمون القرآن على هواهم فسماهم سلف الامة ، باهل الاهواء ، لاشتهارهم باتباع الهوى والرأي، كما يرون انهم هم المؤهلين لتقويم حكام المسلمين بالقوة ويدّعون الجراءة في مواجهتهم ، وهم من النوع المغرور الذي يحب الظهور والشهرة، ونفوسهم شريرة ترغب في البغي والاعتداء ، ولا تجد عندهم الرحمة حتى على كبار السن ، وعلامتهم القسوة حتى في النصيحة لا يقدمونها بطريقة لينة وانما يهمهم التشهير وان يراهم الناس ينصحون الاخرين ، ودائما يقولون لخصمهم عليك بالتوبة والرجوع ، وكانهم هم المستقيمون الذين يجب ان يقتدى بهم ويكون الناس مثلهم ، ويندفعون في كل امر حتى يتجاوزون الحد المقصود ويتركون الدين وراءهم، بل يخرجون من الدين في حقيقة الامر، وان كانوا يظنون انهم عليه كما سياتي بيانه ، وقد جعلوا لانفسهم منهجا جديدا قائما على العنف. وقد فاضت السنة والاثار بالحديث عن هؤلاء الادعياء في عقيدتهم ومنهجهم وصفاتهم ، بما يشملهم سواء الخوارج الاوائل او من كان في معناهم من بعدهم من المتطرفين. جاء في صحيح البخاري. عن ابي سعيد قال : بينما النبي r يقسم جاء عبد الله بن ذي الخويصرة التميمي فقال ، اعدل يا رسول الله فقال : ويحك ومن يعدل اذا لم اعدل ؟ قال عمر بن الخطاب : دعني اضرب عنقه قال : دعه فان له اصحابا يحقر احدكم صلاتكم مع صلاتهم وصومكم مع صومه ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر في قدذه فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر الى رصافه فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر الى نقيه فلا يوجد فيه شئ قد سبق الفرث والدم ، آيتهم رجل احدى يديه او قال ثديه مثل ثدي المرأة او قال مثل البصمة تدردر يخرجون على حين فرقة من الناس . قال ابو سعيد اشهد سمعت النبي r ، واشهد ان علي قتلهم وانا معه جئ بالرجل على النعت الذي نعته النبي r . .الخ الحديث) . وهذا يتضمن امور عديدة منها الخروج من الدين لاصحاب هذه الصفات ، وفيه تنبيه حتى لا ننخدع بمظهرهم الديني وشعاراتهم ، فانهم يحسنون ذلك وقراءة القرآن لكن لا ينفعهم مع فعلهم السيئ ، كما في الحديث الذي يليه. في البخاري ايضا عن يسير بن عمرو قال : قلت لسهل بن حنيف : هل سمعت النبي r يقول في الخوارج شيئا ، قال سمعته يقول : وأهوى بيده قبل العراق : يخرج من منه قوم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية. وهذا لظهور اولهم في حروراء في العراق وشبه خروجهم من الدين كمروق السهم من الرمية بعد ان اصابها السهم وخرج من الناحية الاخرى ولسرعة عبوره وقوة اندفاعه لم يبقى عليه اثر دم او فرث ، وهكذا الخوارج وامثالهم من المتطرفين ، يخرجون من الدين دون ان تظهر عليهم سماحة الدين او آثاره ، من شدة اندفاعهم وتهورهم. وروي الامام احمد عن عامر بن عبد الله بن لحي قال : حججنا مع معاوية ابن ابي سفيان فلما قدمنا عليه قام حين صلى الظهر فقال : ان رسول الله r قال : ان اهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة وان هذه الامة ستفترق على ثلاثة وسبعين ملة ، يعني الاهواء كلها في النار الا واحدة وهي الجماعة وانه سيخرج في امتي اقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل الا دخله والله يا معشر العرب لان لم تقوموا بما جاء به نبيكم ص لغيركم من الناس أحرى ان لا يقوم به. وقوله ( يتجارى الكلب بصاحبه ) ، أي داء الكلب وهو السعر والبحث عن من يعضه. وفي رواية النسائي في آخرها : ثم قال : يخرج في آخر الزمان قوم كأن هذا منهم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية سيماهم التحليق لا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم مع الدجال فاذا لقيتموهم هم شر الخلق والخليقة. وفيه بعض صفاتهم انهم يحلقون رؤوسهم دلالة منهم على التكلف في الزهد والادعاء بذلك ، وفيه تأكيده لخروجهم في كل زمان حتى عهد الدجال الذي لم يأتي بعد ، مما يفيد إمكانية ظهورهم الان ، وفيه ايضا الدعوة لقتلهم ، وهذا يكون من قبل حكام المسلمين كما سيأتي. وروى أبي داود عن ابي سعيد الخدري وانس بن مالك رضي الله عنهما ان رسول الله r قال : سيكون في امتي اختلاف وفرقة ، قوم يحسنون القيل، ويسيئون الفعل ، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يرجعون حتى يرتد على فوقه هم شر الخلق طوبى لمن قتلهم وقتلوه ، يدعون الى كتاب الله وليسوا منه في شئ ، من قاتلهم كان اولى بالله منهم ،قالوا يا رسول الله ما سيماهم ؟ قال التحليق . وفي رواية عن انس : سيماهم التحليق والتسبيد فاذا رأيتموهم فانيموهم . أي اقتلوهم واطرحوهم أرضا ولا تتركوهم وقوفا بينكم. وفيه ان الحاكم المسلم الذي يقاتلهم ومن معه هم اقرب الى الله من هؤلاء الأدعياء ، ويريد بذلك تأكيد ان لا ننخدع بادعاءاتهم في الدين ، فالمنافق وغيره يمكن ان يحفظ القرآن ولكن الصدق في العمل واخلاص النية. جاء في الحديث الذي يرويه ابي داود عن زيد بن عميرة " وكان من اصحاب معاذ بن جبل رضي الله عنه انه قال : كان لا يجلس مجلسا للذكر الا قال حين يجلس : الله حكم قسط هلك المرتابون ، فقال معاذ بن جبل يوما : ان وراءكم فتنا يكثر فيها المال ويفتح فيها القرآن حتى يأخذه المؤمن والمنافق ، والرجل والمرأة والعبد والحر والصغير والكبير ، فيوشك قائل ان يقول مال الناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن ؟ وما هم بمتبعي حتى ابتدع لهم غيره فاياكم وما ابتدع فانما ابتدع ضلالة واحذركم زيغة الحكيم فان الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم وقد يقول المنافق كلمة الحق ، قال : قلت لمعاذ ، وما تدري رحمه الله ان الحكيم قد يقول كلمة الضلالة وان المنافق يقول كلمة الحق ؟ قال :بلى اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات التي يقال ما هذه ؟ ولا يثنيك ذلك عنه، فانه لعله يراجع وتلق الحق اذا سمعته فان على الحق نورا. ان اول الخوارج والمتطرفين ظهورا كجماعة كانوا يعرفون بكثرة التدين والورع وقراءة القرآن حتى انه كان : يقال لهم القراء لاشتهارهم بقراءة القرآن وتجويده، كما ذكر ابن حجر في الفتح . وكما اخرج النسائي : لهم دوي كدويي النحل من قراءة القرآن. وكان كبيرهم عبد الله بن الكواء . وهم ما بين أربعة الى ستة وقيل ثمانية آلاف . خرجوا على امير المؤمنين علي رضي الله عنه في حروراء ، وبعد المناظرة ورجعوا مع علي الى الكوفة أشاعوا انه تاب من الحكومة . (وهذا أسلوبهم حتى اليوم بالدعاية والشائعات بالكذب ضد من خالفهم ، ويعنون تاب من الحكومة أي قبوله لتحكيم رجلين في الخلاف مع معاوية رضي الله عنهم اجمعين) ، فلما بلغ ذلك عليا فخطب وانكر ذلك ، فتنادون من جوانب المسجد : لا حكم الا لله ، ( وهذا ايضا من صفات الخوارج نجدها اليوم في المتطرفين ، الهتاف في المسجد والتكبير ضد من خالفهم او تأييدا لمن وافقهم وهو من التكلف والادعاء ) ، فقال كلمة حق اريد بها باطل ، فقال لهم علي كما يذكر ذلك ابن حجر في الفتح ص 284 ، : فقال لهم ( أي علي ض) : لكم علينا ان لا نمنعكم من المساجد ولا من رزقكم من الفيء ولا نبدؤكم بقتال ما لم تحدثوا فسادا . ( وهذا في بادئ الامر ثم رجعوا معه) فخرجوا شيئا بعد شئ ( أي كما يتسلل المتطرفون اليوم ويهربون الى الادغال والجبال واوكار الارهاب ) الى ان اجتمعوا بالمدائن ، فراسلهم في الرجوع فاصروا على الامتناع حتى يشهد على نفسه بالكفر لرضاه بالتحكيم ويتوب ( أي حتى يكفر علي نفسه ليوافقهم على فكرهم في التكفير) ثم راسلهم ايضا فارادوا قتل رسوله ثم اجتمعوا على ان من لا يعتقد معتقدهم يكفر ويباح دمه وماله واهله ( اليس هذا فعل المتطرفين اليوم ) وانتقلوا الى الفعل فاستعرضوا الناس فقتلوا من اجتازهم ، ومر بهم عبد الله بن خباب بن الارت ، وكان واليا لعلي على بعض تلك البلاد ومعه سرية ( أي خادمة مملوكة) وكانت حامل فقتلوه وبقروا بطن سريته عن ولد ،( لان فهم الخاظئ حتى الطفل في بطن امه عندهم هو كافر مع ابيه ) فبلغ عليا فخرج اليهم الجيش الذي كان مهيأ للخروج الى الشام فأوقع بهم النهروان ( موقعة النهروان التي قتلهم فيها قبل عبور النهر ) ولم ينج منهم دون العشرة ولا قتل ممن معه الا نحو العشرة. انتهى ( جاء في اثر اخر انه نجا منهم تسعة وهم كانوا اربعة آلاف، وقتل من اصحاب علي تسعة ) . وفي ذلك تواترت الروايات وفي كل منها زيادة توضح جانب آخر من الموضوع. |
منها
اخرج النسائي والطبراني في الاوسط من طريق ابي السائفة عن جندب ابي عبد الله البجلي قال : لما فارقت الخوارج عليا خرج في طلبهم فانتهينا الى عسكرهم فاذا لهم دوي كدوي النحل من قراءة القرآن واذا فيهم اصحاب البرانس أي الدين كانوا معروفين بالزهد والعبادة قال فدخلني في ذلك شدة ، ( يجب ان نقارن ذلك مع ادعياء اليوم لنتاكد ان مظهر الدين لا يفيد اذا كانوا على ضلال في المنهج ، كما يبين ان البعض الطيب يكاد لا يصدق ان هؤلاء المتدينين على باطل حتى يشك في موقف من يخالفهم لعله مخطئ ، ونتابع كلام الصحابة وتابعيهم) ، فنزلت من فرسي وقمت اصلي فقلت : اللهم ان كان في قتال هؤلاء القوم لك طاعة فاذن لي فيه ( أي ان كان هؤلاء الذين يتلون القرآن على ضلال وقتلهم فيه خير اذهب عني التردد والشك في جواز قتالهم) فمر بي علي فقال لما حازاني تعوذ بالله من الشك يا جندب ( أي احس علي بتردد صاحبه لما رأى مظهر الخوارج الذين كان يعرفهم من سابق بالدين والعبادة والزهد ، هذا كالذين انخدعوا في بن لادن يقولون ترك اموال والده في حين هو يخوض في دماء الابرياء واموالهم ايضا) ، فلما جئته اقبل رجل على برذون يقول ان كان لك بالقوم حاجة فانهم قد قطعوا النهر ، قال ( أي علي ) ما قطعوا ثم جاء آخر كذلك ( أي رجل يقول مثل صاحبه ان الخوارج قطعوا النهر فالحق بهم ) ثم جاء آخر كذلك ، قال ( أي علي) : ما قطعوه ولا يقطعونه وليقتلن من دونه عهد من الله ورسوله قلت الله اكبر ( أي ادرك جندب ان عليا عنده حديث من النبي ص يبين انهم سيقتلون قبل عبور النهر ، لذلك لم يصدّق علي كل الاخبار التي تقول انهم قد عبروا النهر لثـقته في حديث النبي ص ولان اولئك الرجال ينظرون من بعيد للخوارج وهم يحاولون عبور النهر فاشبه حالهم بانهم شرعوا في العبور ولكن اكتشفوا ان عليا عنده احاديث تبين ان اصحاب هذه الصفات هم اول الخوارج المعنيين وسيقتلون ) ثم ركبنا فسايرته ( أي قربت فرسي من فرسه وسرت بجانبه) فقال لي : سابعث اليهم رجلا يقرأ المصحف يدعوهم الى كتاب الله وسنة نبيهم ( ليثبت لهم ادعاءهم تحكيم الكتاب والسنة فانهم لا يقبلون ذلك اذا كانت النصوص ضدهم وذلك لهواهم وتعصبهم ) ، فلا يقبل علينا بوجهه حتى يرشقوه بالنبل ولا يقتل منا عشرة ولا ينجو منهم عشرة ، ( وهذا ليؤكد علي لصاحبه ان الحديث النبوي بين له هذه المسائل وسترى منها ما سيكون بعد قليل اخبرك به قبل وقوعه وحتى عدد القتلى ، لتزداد يقينا وان ذلك من خبر رسول ص وليس من عندي ) قال فانتهينا الى القوم فارسل اليهم رجلا فرماه انسان فاقبل علينا بوجهه فقعد ( أي حدث كما قال علي) وقال علي : دونكم القوم فما قتل منا عشرة ولا نجا منهم عشرة . انتهى وفي اخره يخبر عن ان الحال كان كما قال علي رضي الله عنه . وقد كان علي بيّن لاصحابه مبررات الخروج لقتال الخوارج، كما في الاثر. اخرج ابي داود ، عن سلمة بن كهيل قال : اخبرني زيد بن وهب الجهني انه كان في الجيش الذين كانوا مع علي عليه السلام الذين ساروا الى الخوارج فقال علي عليه السلام : اين الناس : اني سمعت رسول الله r يقول : يخرج قوم من امتي يقرؤون القرآن ليس قراءتكم الى قراءتهم شيئا ولا صلاتكم الى صلاتهم شيئا ولا صيامكم الى صيامهم شيئا يقرؤون القرآن يحسبونه لهم وهو عليهم لا تجاوز صلاتهم تراقيهم ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، لو يعلم الجيش يصيبونهم ما خفي لهم على لسان نبيهم r لنكلوا عن العمل ( أي لتركوا ان يزدادوا من العبادة ، كأن ذلك يكفي لدخولهم الجنة ) وآية ذلك ان فيهم رجلا له عضد وليس له ذراع ( وهذه من علامات النبوة وتاكيد لقتل هؤلاء الخوارج الذين منهم هذا الشخص ) على عضده مثل حلمة الثدي عيه شعرات بيض ، افتذهبوا الى معاوية واهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم واموالكم ؟ ( وهذا فيه تفضيل لقتل الخوارج والمتطرفين على غيرهم وان قتالهم اولى خاصة انهم سيضلون ذراريكم) والله اني لا ارجو ان يكونوا هؤلاء القوم فانهم قد سفكوا الدم الحرام ( وهذا اشبه بالمتطرفين الذين يقتلون من خالفهم بالتفجيرات وغيرها في الاماكن العامة والمواصلات والاسواق وغيرها ) وأغاروا في سرح الناس فسيروا على اسم الله قال سلمة فنزلني زيد منزلا منزلا حتى مرينا على قنطرة فلما التقينا وعلى الخوارج عبد الله بن وهب الراسي (أي قائدهم في هذه الواقعة) فقال سلوا السيوف من جفونها فاني اخاف ان يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء ( وهذا من تعصبهم واصرارهم على القتال فهم لا يريدون فرصة للمناقشة) قال فوحشوا برماحهم ( أي ابعدوها والقوها ) واستلوا السيوف وشجرهم الناس برماحهم قال وقتلوا بعضهم على بعض ، .. الخ) الحديث طويل. وقد جاء في الاثار ما يوضح خطأ منهجهم وتكلفهم في امور يتظاهرون بها ويراءون ويدعون الورع ، في حين يتساهلون فيما هو اكبر من المعاصي ، يقتل احدهم النفس التي حرم الله ويدعي انه يخاف الله في تمرة ساقطة على الارض . كما جاء فيما اخرجه ابن ابي شيبة في المصنف عن زيد بن هرون الواسطي قال حدثنا سليمان التميمي عن ابي مجلز قال : نهى علي اصحابه ان يسطوا على الخوارج حتى يحدثوا حدثا ، فمروا بعبد الله بن خباب فأخذوه فمر بعضهم على تمرة ساقطة من نخلة فاخذها فالقاها في فيه ، فقال بعضهم : تمرة معاهد ، فبم استحللتها ؟ فالقاها من فيه ، ثم مروا على خنزير فنفخه بعضهم بسيفه ، فقال بعضهم خنزير معاهد فبم استحللته؟ فقال : عبد الله الا أدلكم على ما هو اعظم حرمة من هذا ؟ قالوا نعم قال : انا ، فقدموه فضربوا عنقه ، فارسل اليهم علي ان افيدونا بقاتل بعبد الله بن خباب ، فارسلوا اليه ، كيف نفيدك وكلنا قتله ، قال : اوكلكم قتله؟ قالوا نعم فقال : الله اكبر ، ثم امر اصحابه ان يسطوا عليهم قال : والله لا يقتل منكم عشرة ولا يفلت منهم عشرة قال : فقتلوهم فقال : اطلبوا فيهم ذا الثدي فطلبوه فاتي به فقال : من يعرفه فلم يجدوا احدا يعرفه الا رجلا قال : انا رأيته بالنجف فقلت له اين تريد قال هذه ، واشار الى الكوفة، وما لي بها معرفة ، قال: فقال علي : صدق هو من الجان ، انتهى حديث 37882/7. أي هو ليس من اهل المنطقة حقيقة ولكنه شيطان خرج في صورة ادمي ليحرضهم على القتل كما فعل الشيطان حينما خرج مع اهل مكة في صورة دحي الكلبي كما هو مشهور في السيرة ، وعلي ض قال ذلك من اخبار النبي ص له . ويأخذ من الاثر عدة فوائد منها شاهدنا الادعاء منهم والتكلف في امر عادي ويفعلون الكبائر وهم فرحون ، وذلك كما روي ان رجلا سال ابن عباس في الحج ، هل علي شئ ان قتلت البعوض ، فاحس ابن عباس انه من المتكلفين فقال : من اين انت قال : من العراق : فقال : يا اهل العراق ما اتقيتم الله في دم الحسين وتسالون عن دم البعوض. وذكر ابن حجر عن تظاهرهم وتنطعهم ما جاء في 283/12 : وكان يقال لهم القراء لشدة اجتهادهم في التلاوة والعبادة ، الا انهم كانوا يتأولون القرآن على غير المراد منه ويستبدون برأيهم ويتنطعون في الزهد والخشوع وغير ذلك . انتهى. وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتابع مثل هذه الظواهر في التكلف ، فمرة سمع رجلا ينبه لتمرة ساقطة على الارض ، يقول تمرة تمرة (أي من سقطت منه تمرة ) فقال عمر : كلها ايها الورع الكاذب. لان الشي القليل وليس ثمين وما يعرف ( باللقطة) لا ينبه له ، لانه لا يضر بصاحبه ولا يظن انه يبحث عنه. ومرة راى في الصلاة رجلا يرخي رقبته كثيرا وكانه شديد الخشوع ، فقال عمر ض : يا صاحب الرقبة ارفع رقبتك فان الخشوع في القلب. وايضا يأخذ من ذلك الاثر ، انهم تستروا على القاتل وحموه ودافعوا عنه كما يفعل بعض من يساندون التطرف في هذا الزمان ويؤوونه حتى اضطر الناس لقتالهم جميعا فكانوا بذلك الإيواء وبالا على قومهم لانهم آووا محدثا ، وجعلوا بلادهم وكرا للخوارج والبغاة الظالمين ، ويجب على حكام المسلمين ان يلاحقوا كل من يأوي الارهاب والمتطرفين سواء كانوا جماعة او حكومة لان ذلك يضر بالجميع وسياتي لذلك ذكر اخر. |
وايضا من منهج المتطرفين المنحرف : انهم يعلنون الجهاد من جانبهم من غير حاكم مسلم ولا اجماع او غالبية من العلماء ، واحيانا مع حاكم متطرف منهم يعلن الجهاد بغير وجه شرعي بل لامور تساند فكره المتطرف على غيره من الناس.
فيجب على اهل العلم والحل والعقد تقيم امره ، وعلى حكام المسلمين من حوله عمل ما هو مناسب لمواجهته لحماية المسلمين من ظلمه . اما عن ما يفعله المتطرفون من اعلان الجهاد، فان الجهاد واقامة الحدود واخذ الزكاة بالقوة لا يكون الا من الحاكم ، واما عامة المسلمين عليهم الانكار فقط او بيده داخل بيته دون الحدود. فالجهاد له احكام كالصلاة والصيام وليس لكل شخص ان يعلنه على رايه او على خصمه بهواه ، واي قتال يخرج به الناس على غيرهم وان كان الاخرين على خطاء فلا يكون شرعي حتى يكون تحت راية سلطان قال تعالى : ( واذا استنفرتم فانفروا ) أي اذا طلب منكم والمراد به طلب السلطان، ويجب ان يعرف ان للجهاد فقه واسع ولابد ان يعلم: من يقاتل ، ولماذا يقاتل ، وعلى أي شئ يقاتل ، ومتى يقاتل، وكيف يقاتل. ويجب ان يكون كل ذلك وفق تعاليم الدين ، علما بان ما يفعل ادعياء الجهاد في عصرنا هذا هو من التهور وتصفية حسابات خاصة وليس له مشروعية وان كان العدو كافر ، وذلك ليس للدفاع عن كافر ولكن لان الجهاد ومن يجاهدون لم يستوفوا الشروط الشرعية . اذ انه حتى ضد الكفار له موازانات وضوابط واذا كان ياتي بضرر على عامة المسلمين وتشريدهم بدلا من الاستقرار وترويعهم بدلا من الامان ، فلم يكن شرعيا اذ ان حماية المسلمين الموجودين اولى من طلب اسلام الجدد ، بل ان الله تعالى منع رسوله ص من حرب اهل مكة ايام الحديبة لعلمه ان هناك تسعة مسلمين (سبعة رجال وامرتان ) حتى لا يصابون والناس لا يعرفونهم قال تعالى في سورة الفتح بعد ان اكد كفر الخصوم وظلمهم للمسلمين وردهم لهم ومنعهم من الاداء العمرة حتى منعوا الهدي ان يذبح في مكة فبين تعالى ان ذلك كله لم يكن مبرر لاصابة ألئك المجهولين ، فقال تعالى : ( هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا ان يبلغ محله ولو لا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم ان تطؤهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا اليما) 25 الفتح. علما بان حرية الدعوة اليوم مكفولة ولم تكن هناك حاجة للقتال لاجل الإسلام ، خاصة ألأقليات المسلمة في البلاد الغير اسلامية ولكن لها حرية في دينها وعقيدتها فليس من الصواب اثارة الاخرين بدعوى الانفصال لاقامة دولة اسلامية ، في حين من يقوم بذلك هو من اجهلهم بقواعد الدين ، فقط يتظاهر باللحية الطويلة ويريد ان يحكم الاخرين. ان اثارة الحروب غير المتكافئة لا مصلحة للمسلمين فيها، وعليهم تعليم الناس عقيدتهم ، وبالأكثر ان وجدوا المناخ صالح يطالبون بحرية في تنفيذ قوانينهم الاسلامية داخل الدولة القائمة والمهيأة لذلك ، لان محاولة الاستقلال تدفع بالاخرين لمحاربتهم لاجل منع الانفصال وليس لمنع الإسلام ، فصارت محاولة الانفصال هي سبب التنكيل بالمسلمين وليس مجرد الإسلام ، في حين انهم لا يحظرون الإسلام كدين ، فهؤلاء المتهورون صنعوا للاسلام والمسلمين عداوات وحروب كانوا في غنى عنها ، فيجب دعوة الناس لتوصيل الدين اليهم ، وان يعكسون الصورة الطيبة ، لكن كثير ممن يعلون الجهاد هم جعلوا ذلك شركات استثمارية ، باسم الجهاد تجمع الاموال ويقتل المساكين فيقولون : انظروا الى جهادنا اين انتم ايها المسلمون ونحن نقتل؟ فينظر الناس للنتاج الاخير الذي أثاروه هم ، فتجمع الاموال، وتهدر الدماء ، وتحمى المصالح الشخصية، وتهمل الرعية ، ويذهب الشعب المسكين الى المحارق والمهالك باسم الدين ، واحسنهم هائمون مشردين ، واما القادة المجاهدون تعرف في وجوههم نضرة النعيم . ان اي حرب باسم الإسلام عامة ، او لحماية الإسلام كدين ، لا تكون الا بعد ان تقرها المؤسسات الرسمية التي تمثل حكام المسلين عموما وعلماء الامة ، لان امر الإسلام امر للجميع وما يخص العامة لا يحق للخاصة ان ينفردوا به وما هو من شان الحكام لا يحق للعوام فعله. واما المؤسسات الرسمية في عصرنا اما ان تكون منظمة المؤتمر الاسلامي حسب النظم الحالية ، او رابطة العالم الاسلامي فهم من يمثل الامر العام لمسلمين، ولكل بلد فيما يخصه هو صلاحياته الخاصة اما امر العامة ليس لمتهور ان يعلن حرب ضد جهة بتهوره ولمصالح افراده ثم ياتي ويصرخ في المسلمين ادركوني وساعدوني . ان أي حرب صنعتها جهة ابتداء منفردة يجب ان لا تعاون عليها لان عامة المسلمين لم يكونوا قد اقروا ذلك ولم يعدوا له عدة وانما هو تهور من البعض فهم الذين يدفعون الثمن وليس الشعوب البريئة ، وبهذا نتحاشى كثير من الحروب السياسية التي يكسوها البعض ثوب الدين ليجد عون المسلمين ، ويبدد اموالهم التي كانت تساهم في الاعمار وعلى الاقل تأليف الاخرين. ومن منهجهم المنحرف ان ذلك التكفير للحاكم والمتحاكمين اليه ، يرتبون عليه احكام المشركين المحاربين ، بحيث يستحلون مال المخالفين ونساءهم، مع ان علي ض عندما قاتل الخوارج وهم على باضل لم يستحل نساءهم ، اما هم من تشددهم حتى الجنين في بطن امه يكفروه . هذا الى جانب تكفيرهم للحاكم المعتدل المحكم للشريعة كلها الا مسالة خلافية ، خالفهم فيها وهو محق وحتى لو كانت محل خلاف واجتهاد فهم يكفرونه، مثال تكفيرهم لامير المؤمنين علي ض في مسالة الحكمين وما كان ض علمانيا ، فمن فعلوا ذلك من باب اولى في منهجهم المنحرف ان يكفر اسلافهم من هو دون الصحابة من الحكام المسلمين ، وكذلك يكفرون جميع المسلمين الذين تحت هذا الحاكم الذي كفروه في مسالة غير متفق عليها ولا اقامة حجة فالشعب عندهم كافر الا من اعتقد مثلهم. لذلك نجد في كتبهم عبارات دار حرب او مجتمع جاهلية ، وهذا يعنون به كفر المجتمع ، وهذا اكثر ما يشيع عندهم اليوم، كما تتردد هذه العبارات كثيرا في تفسير سيد قطب (ظلال القرآن ) لذلك من هجروا المجتمع خرجوا بهذه القواعد المنحرفة التي تكفر مجتمع المصلين. وحتى بعضهم يكفر بعض عندما يخالفهم في فرع من عقيدتهم بل احدهم احيانا كما يقول عند نقاشه بعد رجوعه يقول كان يكفر نفسه احيانا حتى يقول : اذا انا لماذا اصلي وانا كافر ، ثم يقول لنفسه من غير اقتناع ، اصلي لكني كافر حتى اجد لها حلا ، فهم مع تشددهم فانهم في شك شديد من منهجهم. وهذا يجعلهم يتصرفون باشياء يلزمهم بها المعتقد المنحرف مثال تكفير امه وابيه ومنهم من قال لامه ابي حرام عليك ويجب ان تطلقيه لانه كافر. وبعضهم لا يأكلون اللحم الذي ذبحه عامة المسلمين لانهم يرونه ذبيحة كافر ، بل منهم من يامر اولاده ويضربهم ان لا يصلون في المسجد لان الائمة عنده كفار حتى يحتار الاطفال المساكين ما هذا نريد الصلاة في المسجد فيمنعونا والناس يضربون اولادهم للصلاة في المسجد ، وللايجاز ما ذكر يكفي لبيان ضلالهم ، وانحرافهم في العقيدة. اما عن ما يفعلون من الاغتيالات والتفجيرات ويزعمون انها جهاد ، فانها جهل بالجهاد قبل غيره وانها اعمال اجرامية ولم يحدث من اهل الاعتدال مثلها الا ما يحدث من غلاة الفرقة الخارجة على المسلمين ، وهي في حكم الذين يسعون في الارض فسادا ، سواء كانت على المسلمين او غير المسلمين، ومصدرها من الحاقدين الذين ملأ الحسد قلوبهم فلم يجدوا ما يشفي غيظهم الا التنكيل بالاخرين ، فهم من الصنف المعقدين او عصابات المجرمين المأجورين من جهات تريد تصفية حسابات خاصة بها او دولة معادية لاخرى فتدعم الارهاب ضدها ثم يصبغ بالدين ليسوق برامجه الاجرامية ، واما الإسلام فقد امر بالين والاحسان حتى لغير المسلمين لاجل ترغيبهم ، بل امر بالبر والقسط اليهم قال تعالى : ( ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين ) ، ولم يكن معنى الجهاد او العقاب نيابة عن الشارع بل قال تعالى : ( انما عليك البلاغ وعلينا الحساب ) ، وان الهدف الاساسي هو دعوتهم الى ربهم ، وقد خص الله اهل الكتاب بان نتلطف بهم عند المناقشة قال تعالى : ( ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن ) واما من دخل منهم بلاد المسلمين واخذ اذنا بذلك فهو في زمتهم والاعتداء عليهم هو مخالفة للاسلام وللحاكم المسلم فضلا ان يكون الاعتداء بالتفجيرات التي تصيب المسلمين وتروع الآمنين ، وعلى حكام المسلمين ملاحقتهم بحق الإسلام قبل غيره ثم دية مسلمة الى اهل القتيل. |
جهلهم بمعنى الحاكمية
وبالنسبة لخطأهم في فهم الحاكمية فان ذلك من تعجلهم في الحكم على الناس والافعال حيث يجعلهم لا يدركون حتى المعاني اللغوية للفعل ليحاكموه بما يناسبه. اذ ان من تعجلهم وضحالة علمهم يرون ان كلمة الحكم اين ما جاءت تعني الحدود والسلطة التي شغلت قلوبهم ، في حين ان جانب الحدود هو اقل الجوانب في كلمة الحكم، حيث ان الحاكمية او لفظة الحكم عامة في كل امور الدين ، بل القرءان بكامله هو احكام في مسائل متعددة ، كما قال تعالى : (وكذلك انزلناه حكما عربيا ) 37 الرعد ، وقال تعالى : ( وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه الى الله ) 10 الشورى. فكل امر سواء في العقائد او العبادات او الحقوق ، لله فيها حكم ، لان حياة المسلم كلها لله عز وجل كقوله تعالى : ( قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين) الانعام. والحكم كما بينه ابن كثير في الايه 44 من سورة المائدة وبينه ايضا شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى : الحكم لغة : صفة الفعل ، أي الوصف الذي يعبر به عن حركة او تصرف ما صادر ، فمن كان فعله انه يطحن بأضراسه الخبز ويبتلعة ، فما صفة هذا الفعل، فالحكم على فعله : ياكل، وذلك صفة الفعل. وكذلك كل فعل فان ذكر صفته هو حكم عليه من الناحية اللغوية. والحكم شرعا : ايضا كما ذكر ابن كثير وشيخ الإسلام رحمها الله : هو ما اخبر به الشارع وما اثبته ، بناء على انه صفة الفعل، أي ان ذلك الوصف الذي ذكرناه ، هو صادر من مصدر التشريع ، أي حكم الشارع ، سواء الكتاب او السنة. فالذي خبرنا به الشارع على فعل ما سواء من احكام الدنيا او الاخرة او على العبادات والسلوك ، فهو حكم من الشارع في ذلك. فعبارة الحكم عامة في كل امور الدين ، كما يقال ما حكم من اكل ناسيا في رمضان ، فالشارع يجيب بانه لا شئ عليه ، فليتم صومه انما اطعمه الله وسقاه ، فهذا حكم لكنه ليس اقامة حدود او سلطة رئيس ، ويقال احكام المياه ، احكام الحيض ، والحكم في عقائد الناس وهو الاساس في الدين ، اذ يحكم على هذا الفعل بانه شرك وهذا مباح وهذا كفر، كما قال تعالى في سورة الزمر : ( الا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من ادونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفا ان الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون ان الله لا يهدي من هو كاذب كفار) ، فهذا حكم من الله لكنه لا يعني به اقامة حد ، وانما وصف من الشارع يبين خبره وحكمه بما يستحق ذلك الفعل ، فهو حكم الله بينهم في المسالة المختلف فيها بينهم ، فحكم على ذلك الفعل بالكفر . وكذلك قول يوسف عليه السلام لاصحابه في السجن ردا على ما كانوا يعتقدون مع قومهم وبين حكم الله في ذلك ، لانه وحده الذي يحكم في هذه الامور العقائدية، قال تعالى حاكيا عنه : ( ما تعبدون من دون الله الا أسماء سميتموها انتم وآباؤكم ما انزل الله بها من سلطان ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون ) 40 يوسف . فكلمة الحكم هنا لا تعني امور السلطة والحكام ، وانما الفصل في هذه المسالة الخلافية في العقيدة والذين تعبدونهم من دون الله بالتقديس والدعاء وهم كانوا يعرفون ربهم ويعبدوه لكنهم جعلوا له شركاء واعتبروا ذك جائز ولا يخالف الدين ، فخبرهم بان الذي يحكم بالجواز او المنع في هذه المسائل هو الله : (ان الحكم الا لله) . فمسالة الحاكمية هي عامة وليس خاصة بالحدود. ولما فهمها اسلافهم الخوارج الاوائل بانها تحرم النوع الذي يرونه من حكم الوسطاء المحكّمين في الصلح ، واستخدموا الاستدلال بها في غير موضعه قال لهم علي ض بعد ان ذكروا الاية قال : كلمة حق اريد بها باطل ، فايضا هؤلاء الخوارج اليوم يضعونها كثيرا في غير موضعها ان لم يكن في ذات الاستدلال فهم حوله يدندنون. فالحاكمية عامة في كل امور الدين يطلب منهم الله تعالى ان يحكموا كتابه وسنة رسوله في ذلك ، وقد جمع الله عز وجل كل ذلك في اية واحدة لكن المتطرفون تركوا ذلك وامسكوا بجانب السلطة ليتسلطوا على رقاب الناس باسم الدين ، قال تعالى في الاية 60 من سورة النساء : ( يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شئ فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تاويلا ) فانظر الامر طاعة عامة في كل الامور ، ولما كان هناك منافقون لم يعجبهم ذلك ، وكانوا في داخلهم يريدون عن قصد تركه والتحاكم الى غيره ، قال الله عنهم في الاية التي بعدها : ( الم ترى الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيد * واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا * فكيف اذا اصابتهم مصيبة بما قدمت ايديهم ثم جاءوك يحلفون بالله ان أردنا الا احسانا وتوفيقا * ألئك الذين يعلم الله ما في قلوبه فاعرض عنهم وعظهم وقل لهم في انفسهم قولا بليغا). ثم يستدرك عليهم تعالى ويؤكد ان الرسول اصلا ارسل لهذه الطاعة العامة في كل شئ قال تعالى بعدها : وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما*) وليؤكد ذلك اقسم تعالى بان الايمان لا يتم الا اذا حكموا رسوله في كل ما اختلفوا فيه وليس في الحدود فقط ، بل ويكون ذلك عن رضا في داخلهم ومن غير حرج او ملل ، بل ويستسلموا استسلاما حقيقيا لله تعالى بان يقودهم امره الى أي شئ اراده منهم ، فقال تعالى عن ذلك بعد تلك الايات : (فلا وربك لا يؤمون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) . وليؤكد ان المسالة فيما يخص المؤمن في داخله واستجابته لربه قال تعالى بعدها : ( ولو أنا كتبنا عليهم ان اقتلوا أنفسكم او اخرجوا من دياركم ما فعلوه الا قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا * واذا لأتيناهم من لدنا أجرا عظيما * ولهديناهم صراط مستقيما *) . ثم يرجع ويؤكد ان الامر كله المطلوب هو طاعة الله والرسول الذي ارسله لتلك الطاعة وحتى لا يستهان بمسالة الطاعة عامة ، اخبر ان من يطع الله والرسول أي في التعاليم التي تصدر لكل مسلم ، فهو في اعلى درجات الاخرة قال تعالى : ( ومن يطع الله والرسول فألئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن ألئك رفيقا * ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما 70) النساء فبين ان امر ألحاكمية أمرا عاما في كل طاعة وهو العليم بهذه المسالة وليس تأويل أصحاب المناهج المنحرفة. اما المنحرفون فجعلوا الحاكمية هي فقط سلطة الحاكم لان أعينهم تنظر الى كرس الحكم ، فساروا وأعينهم فيه حتى تقع أقدامهم على المهالك وهم لا يشعرون. وللحديث بقية في مرحلة اشد على الخوارج بعد الصدمة الاولى |
عيش حياتك ماكينة عمله .. |
بشر الخوارج بان الحديث حولهم طويل ومن خبير ناظرهم كثيرا ولا تسحبه ردا حديث كما اني سابين حتى اسماء الموجدين منهم اليوم وهناك الكثير وصبرا ان كنت الصابر حقيقة
وعليك ان تقراء فانا اوردت في دقيقتين والصابر يطلب الرد بما يفيد انه لم يقرا وبعد تاملك والقارئ سيكون حديث اخر |
أحسنت
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا |
الحكم على المتطرفين الخوارج
اننا لا نورد حكمنا عليهم من عندنا ، وانما نورد ما قاله سلف الامة من الصحابة وتابعيهم ومشاهير اهل العلم ، وقد استدلوا باحاديث رسول الله r ومع ايراد بعض العلماء التحفظ في المسألة الا ان اغلبهم يرجح ظاهر ما تضمنته الاحاديث من خروجهم من الدين لتكفيرهم المسلمين وغيره من العقائد التي تفسد الدين، جاء في مسند علي من تهذيب الاثار ووصله الطبري، من طريق بكير بن عبد الله بن الاشجع انه سال نافعا كيف كان راي ابن عمر في الحرورية ؟ ( أي الخوارج) قال : كان يراهم شرار خلق الله ، انطلقوا الى آيات الكفار فجعلوها في المؤمنين ، قلت وسنده صحيح. انتهى ( أي ابن حجر) في الفتح. وقال النووي في تعليقه على حديث ابي سعيد في الخوارج في صحيح مسلم قال : وفيه دلالة على فقه الصحابة وتحريهم الالفاظ وفيه اشارة من ابي سعيد الى تكفير الخوارج وانهم من غير هذه الامة. وقد نقل عن الامام احمد روايتين ، أي واحدة في تكفيرهم ، وهذا يفيد انه بعد ما جمع فيهم اقوال اكثر ذكر تكفيرهم ، وذكر ذلك شيخ الإسلام في موقف مماثل ثم يشير الى ما يستحقون به الكفر فقال شيخ الإسلام ص 500 ج 28: واما تكفيرهم وتخليدهم : ففيه ايضا خلاف للعلماء قولان مشهوران وهما روايتان عن احمد والقولان في الخوارج والمارقين من الحرورية والرافضة ونحوهم والصحيح ان هذه الاقوال التي يقولونها التي يعلم انها مخالفة لما جاء به الرسول كفر ، وكذلك افعالهم التي هي من جنس افعال الكفار بالمسلمين هي كفر ايضا.( وهذا كالحكم على فعل من قال بالكفر ، يكفر فعله ولا يستهين به ، ويبقى للمعين منهم ان يناقش لاقامة الحجة عليه ، ولا يعني انهم على حق ان لم يناقشوا ، وهذا فيما يخص احكام الاخر والخلود كفتوى في نوع دينهم اما ما يخص احكام الدنيا ومواجهة الحاكم لهم يكفي لذلك انهم خرجوا ورفعوا السلاح فلهم عليهم الحجة) الى قوله : وقد ذكرت دلائل ذلك في غير هذا الموضع ولكن تكفير الواحد منهم والحكم عليه بتخليده في النار موقوف على ثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه . ( وهذا يفيد ان افعالهم كفر ويبقى فقط اقامة الحجة عليهم للجزم بتخليدهم في النار وليس لتاكيد كفر الفعل) الى قوله : فانا نطلق القول بنصوص الوعد الوعيد والتكفير والتفسيق ولا نحكم لمعين دخوله في ذلك العام حتى يقوم فيه المقتضى الذي لا معارض له. انتهى وتبقى افعالهم كفر لم يتغير في حكمها شئ ، وكونهم فعلوا الكفر هذا هو الحكم المطلوب بيانه ، واما تحقيقه عن كل فرد منهم يحتاج الى بحث للمعين، ولكن الحكم العام تكفير منهجهم. ولشيخ الإسلام قول اخر ج 28 ص 518 قال : فان الامة متفقون على زم الخوارج وتضليلهم وانما تنازعوا في تكفيرهم . الى قوله : أحدهما : انهم بغاة . والثاني انهم كفار كالمرتدين : يجوز قتلهم ابتداء وقتل اسيرهم واتباع مدبرهم ومن قدر عليه منهم استتيب كالمرتد فان تاب والا قتل. انتهى. وكونه يستتاب كالمرتد ، يدل على تكفير فعله ، وان لم يرجع قتل ، فذلك حكم التارك لدينه المفارق للجماعة. كما ان كفرهم يختلف عن عامة الكفار ، والكفر هو الكفر ، لكن كفر الضال في دينه ويظن انه الحق فيكون مثل بعض فرق اهل القبلة التي فعلت البدع المكفرة ، فيحكم على فعلها بالكفر من غير استحلال نساءهم ، ولا يمنع اهله من الميراث، فهو نوع كفر ثالث ، يجري عليه اسم الإسلام مع اهل القبلة حتى يستتيبه الحاكم المسلم ويجحد الحق ، ويحكم بالكفر على فعله حتى يرجع عن ذلك. وقد يحتج البعض بكلام علي ض عن الخوارج في بادئ الامر بعدم تكفيرهم ، لكن ذلك في بداية ظهورهم ، وانه لم يرى منهم في اول ظهورهم الا فقط عبارات المخالفة في مسالة الصلح ، بل حتى قتالهم المشهور عنه بانه قتلهم ، ايضا ثبت في البداية انه نهى عن قتلهم ، لانهم ما فعلوا الامور التي حدثت منهم اخيرا ، ولكن كان علي ض يصف ان قوما سيخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية ويظن انهم هؤلاء ، فلما فعلوا ذلك ، من تكفير الصحابة وقتل بعضهم كعبد الله بن خباب ، خاطبهم علي ض وطعن في ايمانهم ودعى لقتلهم بعد التوقف السابق الذي جاء فيه : سئل عنهم علي فقيل : أكفار هم ؟ قال من الكفر فروا ، فقيل فمنافقون هم ؟ قال : ان المنافقين لا يذكرون الله الا قليلا وهؤلاء يذكرون الله بكرة واصيلا ، قيل فماهم ؟ قال : قوم اصابتهم فتنة فعموا وصموا . فقد كان هذا القول في مرحلة من مراحلهم الاولى والتي ثبت انه قال لهم فيها لكم علينا ان لا نمنعكم المساجد الى اخره . والمعلوم انه بعد مناظرة ابن عباس رجعوا معه الى الكوفة، فالذي ثبت من القول في الدفاع عنهم اولا هو قبل ظهور كامل عقيدتهم ، ولكنه كان اشد الناس عليهم بعدها بدليل هو الذي قتلهم ودعى الناس الى قتلهم، وروى خروجهم من الدين كما يخرج السهم من الرمية لانه في بادئ الامر مع علمه بالحديث الا انه لا يدري من هم الذين يفعلون ذلك ، حتى حدث منهم بالفعل فانزل الحكم فيهم وقاتلهم استنادا عليه، فخبرهم بما قيل في شأنهم ومروقهم من الدين وقتلهم. والروايات التي يقول فيها يخرجون من الدين تفيد رده على ذلك المظهر الذي اشار له سابقا ويحتج به من يحملون فكرهم اليوم من المتسترين ، بانهم يذكرون الله بكرة واصيلا ، فاراد ان يبين ان ذلك الذكر لا ينفع من هذه صفاتهم وذلك بنص حديث رسول الله ص . وقد اشار ابن حجر الى عدم اطلاع علي ض انذاك على معتقدهم . حيث قال ص 301 : وقد سئل علي عن اهل النهروان هل كفروا؟ فقال من الكفر فروا . فقلت : وهذا ان ثبت عن علي حمل على انه لم يكن اطلع على معتقدهم الذي اوجب تكفيرهم عند من كفرهم. الى قوله : قال القرطبي في المفهم : والقول بتكفيرهم اظهر في الحديث ، قال : وعلى القول بتكفيرهم يقاتلون وتسبى اموالهم وهو قول طائفة من اهل الحديث في اموال الخوارج. وعلى القول بعدم كفرهم يسلك بهم مسلك اهل البغي اذا شقوا العصا ونصبوا الحرب. جاء في صحيح البخاري حديث رقم 6930 : قال علي ض : اذا حدثتكم عن رسول الله r حديثا فوالله لان اخر من السماء احب الي من ان اكذب عليه واذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فان الحرب خدعة ، واني سمعت رسول الله ص يقول : سيخرج قوم آخر الزمان حدثا الاسنان سفهاء الاحلام يقولون من خير قول البرية لا يجاوز ايمانهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فان في قتلهم اجر لمن قتلهم يوم القيامة. |
ومنها ما فهمه الامام البخاري وجعله عنوان وبابا خاصا قال فيه : ( يخرج في هذه الامة ولم يقل منها) أي فهم منه انهم ليسو من فرق الامة المحمدية لانهم خرجوا عليها.
ويستدل على تكفيرهم بما رواه عن عبد الله بن عمر وقد ذكر الحروية فقال : قال النبي r : يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية. ويفيد ذلك ما ذكر الشارح ابن حجر في الفتح قال : والى ذلك اشار البخاري في الترجمة بالاية المذكورة فيها استدل به لمن قال بتفكير الخوارج . وهو مقتضى صنيع البخاري حيث قرنهم بالملحدين واخرج عنهم المتأولين بترجمة وبذلك صرح القاضي ابو بكر بن العربي في شرح الترمزي فقال الصحيح انهم كفار لقوله صلى الله عليه وسلم " يمرقون من الإسلام " ولقوله " لاقتلنهم قتل عاد " وفي لفظ "ثمود" وكل منهما انما هلك بالكفر ، وبقوله " هم شر الخلق " ولا يوصف بذلك الا الكفار وقوله " انهم ابغض الخلق الى الله تعالى " ولحكمهم على كل من خالف معتقدهم بالكفر والتخليد في النار فكانوا هم احق بالاسم منهم، وممن جنح الى ذلك من أئمة المتأخرين الشيخ تقي الدين السبكي فقال في فتاويه : احتج من كفر الخوارج وغلاة الرافضة بتكفيرهم اعلام الصحابة لتضمنه تكذيب النبي ص في شهادته لهم بالجنة ، قال : وهو عندي احتجاج صحيح. الى قوله : وذلك كاف في اعتقادنا تكفير من كفرهم . ويؤيده حديث " من قال لاخيه كافر فقد باء به احدهما " وفي لفظ مسلم " من رمى مسلما بالكفر او قال عدو الله الا حار عليه " قال : وهؤلاء قد تحقق منهم انهم يرمون جماعة بالكفر ممن حصل عندنا القطع بايمانهم فيجب ان يحكم بكفرهم بمقتضى خبر الشارع. الى قوله : وهذه الاخبار الواردة في حق هؤلاء تقتضي كفرهم ولو لم يعتقدوا تزكية في كفره علما قطعيا . ولا ينجيهم اعتقاد الإسلام اجمالا والعمل بالواجبات في الحكم بكفرهم كما لا ينجي الساجد للصنم ذلك ، قلت ومن جنح الى بعض هذا البحث الطبري ( الامام المفسر ) في تهذيبه فقال : بعد ان سرد احاديث الباب : فيه الرد على قول من قال لا يخرج احد من الإسلام من اهل القبلة بعد استحقاقه حكمه الا بقصد الخروج منه علما فانه مبطل لقوله في الحديث " يقولون الحق ويقرؤون القرآن ويمرقون من الإسلام ولا يتعلقون منه بشئ ومن المعلوم انهم لم يرتكبوا استحلال دماء المسلمين واموالهم الا بخطاء منهم فيما تاولوه من أي القرآن على غير المراد منه . ثم اخرج بسند صحيح عن ابن عباس وذكر عنده الخوارج وما يلقون عند القرآن فقال يؤمنون بمحكمه ويهلكون عند متشابهه. ويؤيد القول المذكور الامر بقتلهم مع ما تقدم من حديث ابن مسعود " لا يحل قتل امرئ مسلم الا باحدى ثلاث - وفيه التارك لدينه المفارق للجماعة . قال القرطبي في المفهم : ويؤيد القول بتكفيرهم التمثيل المذكور في حديث ابي سعيد ، يعني الاتي في الباب الذي يليه فان ظاهر مقصوده ان خرجوا من الإسلام ولم يتعلقوا منه بشئ كما خرج السهم من الرمية بسرعته وقوة راميه بحيث لم يتعلق من الرمية بشئ وقد اشار الى ذلك بقوله سبق الفرث والدم وقال صاحب الشفاء فيه : وكذا نقطع بكفر كل من قال قولا يتوصل به الى تضليل الامة او تكفير الصحابة، وحكاه صاحب "الروضة" في كتاب الردة منه واقره. وذهب اكثر اهل الاصول من اهل السنة الى ان الخوارج فساق وان حكم الإسلام يجري عليهم لتلفظهم بالشهادتين ومواظبتهم على اركان الإسلام، وانما فسقوا بتكفيرهم المسلمين مستندين الى تأويلا فاسد وجرهم ذلك الى استباحة دماء مخالفيهم واموالهم والشهادة عليهم بالكفر والشرك.انتهى ما ساقه ابن حجر . ويبقى امرهم مثل عامة المبتدعة من اهل القبلة الذين يفعلون الكفر وما زالوا يواصلون العمل بالدين، فلا يمنع عملهم تكفيرهم ، مع احتسابهم من جملة اهل الملة ، ويشار الى كفر من اعتقد مثلهم حتى ينفر من ذلك ويحذره . والشاهد من القول هو التحذير من فعلهم ومنهجهم، ومع ان هناك من قال بعدم كفرهم فهذا لا يطمئن المسلم على فعل شئ وردت فيه تلك الاقوال بتكفيره كما ان الجرح يقد على التعديل. كما انه ليس مرادنا الجزم بتكفيرهم وانما فقط التحذير من الوقوع في ما كان حكمه كذلك ، وان من لم يكفرهم لم يقل مهتدون بل اقله يقول بانهم ضالين، ولم يختلفوا على قتالهم ، ومنع ظاهرتهم من الانتشار. وذكر ايضا كلام ابن هبيرة : الخوارج شر الفرق المبتدعة من الامة المحمدية ومن اليهود والنصارى. وذكر ابن حجر خمسة وعشرين صحابي يقولون بالحديث العمدة في تكفير الخوارج ، ويشير به الى تكفيرهم بما يتضمنه ما روه من خروجهم من الدين وخروجهم من الإسلام بقول جلي لم يبقى معه من الإسلام حتى مثل اثر الدم على السهم ، وهذا يعني ان افعالهم مكفرة تخرج من الملة ، ولهذا يستدلون عليهم كثيرا بالاية ( اكفرتم بعد ايمانكم ) كما ذكر ذلك عن الامام مالك في شدة الايات عليهم.. ويبين مراده بالتكفير ما قاله ايضا بعد عدة احاديث ذكرها آخرها قال : وعند ابن ابي شيبة من طريق عمير بن اسحاق عن ابي هريرة " هم شر الخلق " وهذا ما يؤيد قول من قال بكفرهم. انتهى كلام ابن حجر وايضا لابن ابي شيبة في المصنف عن ابي غالب قال : كنت في مسجد دمشق فجاءوا بسبعين رأسا من رؤوس الحرورية ( يعني الخوارج ) فنصبت على درج المسجد فجاء ابو امامة فنظر اليهم فقال : كلاب جهنم شر قتلى تحت ظل السماء وبكى فنظر الي وقال : يا ابا غالب انك من بلد هؤلاء ؟ قلت نعم، قال أي ذاك الله قال : اظنه قال : الله منهم ، قال تقراء آل عمران ؟ قلت نعم قال : ( منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم ) قال : يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فاما الذين اسودت وجوههم اكفرتم بعد ايمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ) قلت يا ابا امامة اني رأيتك تهريق عينك ؟ قال نعم رحمة لهم انهم كانوا من اهل الإسلام .. . الى ان قال : قال رجل : يا ابا امامة امن رأيك تقول ام شئ سمعته من رسول الله ص ؟ قال اني اذا لجرئ قال بل سمعته من رسول الله ص غيرة مرة ولا مرتين حتى ذكر سبعا. وفي صحيح مسلم عن ابي ذر وصف الخوارج ( هم شر الخلق والخليقة ) ، والخلق هم بني ادم والخليقة هي البهائم، فانظر درجتهم . وذكر ابن حجر ايضا : وفي رواية عن شميخ فيه : يتركون الإسلام وراء ظهورهم وجعل يديه وراء ظهره. وفي رواية ابي اسحاق مولى بني هاشم عن ابي سعيد في آخر الحديث : لا يتعلقون من الدين بشئ كما لا يتعلق بذلك السهم. اخرجه الطبري. انتهى فالعاقل لا يتساهل في ان يكون من قوم هذا حكمهم لان المسألة فيها خلاف ، لعله الراي الاخر ، علما بانه لا يرد بمسالة الخلاف الا من هو اصلا يرى رايهم فيبحث لهم المبررات ، فالحذر من فتنة تذهب بالدين بكامله . اما في قتالهم فليس فيه خلاف ، وليس ذلك بخاص بالاوائل وانما هو لكل من حمل صفاتهم ، كما سياتي في الفقرة التالية. |
طمأنة الحكام على قتل الخوارج دعاة الظلام
ان الذين كان دينهم القتل والارهاب وعقيدتهم التكفير كان من الضروري لحياة الاخرين قتلهم شرعا وعرفا ، والنبي r ما شدد ورغب في قتل فئة كهذه ، وقد حفلت كتب السنة بما يطمئن حكام المسلمين ويكسبهم الجرأة في قتال الذين خرجوا بمثل هذه العقيدة الفاسدة ، ونقف على المراجع في ذلك منها قول البخاري في عنوان : ( باب قتل الخوارج والملحدين بعد اقامة الحجة عليهم ) . 283 الفتح. وفي صحيح مسلم عنوان : ( باب التحريض على قتل الخوارج ) ، عند الحديث رقم 1066 ، ولم يقل جواز القتل بل التحريض والدعوة والترغيب في قتل الخوارج ، لان المصلحة الشرعية تقتضي ذلك. وذكر شيخ الإسلام في حديثه عن علي ض ، فقال ص 473 ج28 : فاستحل علي قتالهم وفرح بقتلهم فرحا عظيما ولم يفعل في خلافته امرا عاما كان اعظم عنده من قتال الخوارج . . الخ . وذكر ابن حجر : قال ابن بهيرة : وفي الحديث ان قتال الخوارج اولى من قتال المشركين والحكمة فيه ان في قتالهم حفظ رأس مال الإسلام وفي قتال اهل الشرك طلب الربح وحفظ راس المال اولى. ذلك لان المتطرفين ضرهم على المسلمين اشد لانه من داخلهم ودرء المفاسد قدم على جلب المصالح فقتالهم اولى بل هو واجب لاجل حماية عامة المجتمع. وذلك ايضا يبين فقه الصحابة حينما قال علي لجيشه : افتذهبون الى معاوية واهل الشام وتتركون هؤلاء في ذراريكم واموالكم" أي فضل قتال الخوارج على غيرهم. وروى ابن ابي شيبة ج7 عن عاصم بن شميخ قال : سمعت ابا سعيد الخدري ، ويداه هكذا يعني ترتعشان من الكبر : لقتالهم الخوارج احب الي من قتال عدتهم من اهل الشرك. وذكر الهروي في زم الكلام 228 قول الحميدي شيخ البخاري : ( لان اغزوا هؤلاء الذين يردون حديث رسول الله . الخ ، يعني الخوارج ، لانهم لا يقبلون الاحاديث التي لا توافقهم فيردونها ويقولون بانها تخالف القرآن الا انها تخالفهم هم. وفي رواية احمد عن علي زاد فيه : قتالهم حق على كل مسلم . أي يقاتلهم مع حكام المسلمين. وقال النووي في شرح الحديث 1065: لئن ادركتهم لاقتلنهم قتل عاد) قال : أي قتلا مستأصلا كما قال تعالى : (فهل ترى لهم من باقية ) . فمن الحديث وشرحه تبدوا الدعوة واضحة لاقتلاع جذور التطرف وتجفيف منابعه ، وحرق بذوره ، حتى يسلم الناس من شره. وقال ايضا في شرحه للفقرة من الحديث 1066 قوله ص : ( فاذا لقيتموهم فاقتلوهم فان في قتلهم اجر ) قال الامام النووي : هذا صريح بوجوب قتال الخوارج والبغاة وهو اجماع العلماء. قال القاضي : اجمع العلماء على ان الخوارج واشباههم من اهل البدع والبغي متى خرجوا على الامام وخالفوا راي الجماعة وشقوا العصا وجب قتالهم بعد الانذار . انتهى وانظر قوله (بوجوب) والاخر ( وجب قتالهم) وليس فقط مستحب ، بل هو فريضة واجبة على حكام المسلمين لاستئصال المتطرفين الخوارج. ويجب ان نتذكر بان الخوارج يدخل فيها كل من حمل صفاتهم من المتطرفين الذين تتعدد اسماء فرقهم اليوم وسنذكر لهم امثلة. واما الذين قاتلهم علي فهم اولهم وليس كلهم ولم يكن وصف الخوارج خاص بألئك ، وذكر ذلك شيخ الإسلام ج 28 ص494 : فهذه المعاني موجودة في ألئك القوم الذين قاتلهم علي ض وفي غيرهم ، وانما قولنا : ان عليا قاتل الخوارج بامر رسول الله r مثل ما يقال ان النبي ص قاتل الكفار أي قتال جنس الكفار - الى قوله : : وكذلك الخروج والمروق يتناول كل من كان في معنى ألئك ويجب قتالهم بامر النبي r كما وجب قتال ألئك ). انتهى ويعني قتال الخوارج المتأخرين ايضا بأمر رسول الله r. وورد في موضع سابق قوله : قد ادخل فيها العلماء لفظا اومعنا من كان في معناهم من اهل الاهواء الخارجين عن شريعة رسول الله r وجماعة المسلمين. وقال ايضا بعد ذكر العلامة التي في المخدج، قال : وهذه العلامة التي ذكرها النبي r هي علامة اول من يخرج منهم ، ليسوا مخصوصين بألئك القوم ، فانه قد اخبر في غير هذا الحديث انهم لا يزالون يخرجون الى زمن الدجال وقد اتفق المسلمون على ان الخوارج ليسوا مختصين بذلك العسكر .- وايضا قال : فالصفات التي وصفها في غير ذلك العسكر ، ولهذا كان الصحابة يرون الحديث مطلقا.- الى قوله : والنبي ص انما ذكر الخوارج الحرورية لانهم اول صنف من اهل البدع خرجوا بعده بل اولهم خرج في حياته فذكرهم لقربهم من زمانه. انتهى يتبين ان كل فرق التطرف اليوم التي تخرج على حكام المسلمين بشبهة الحاكمية من غير ان يجحد الحاكم ذلك فهم خوارج يجب قتالهم وكان عمر ض يرصدهم لو خرجوا ، فلما اشتبه في تصرفات رجل يقال له صبيع بن عسل ، كشف راسه فوجد له شعر فقال له عمر ض : لو وجدتك محلوقا لضربت الذي فيه عيناك. أي لقتلك لان من علامات الخوارج حلق كامل الشعر لادعاء الزهد. وشاهدنا انه يتابع أي مظهر يبدوا للخوارج لمحاربته في اول ظهوره ، وعلى حكامنا في البلاد الاسلامية ان يتابعوا ذلك وينفذوا امر رسول الله r في استئصالهم ، عملا بوصية رسول الله r. وقال شيخ الإسلام في ص 546 ج28 : وقد اتفق السلف والائمة على قتل الخوارج واول من قاتلهم امير المؤمنين علي بن ابي طالب ض ، ومازال المسلمون يقاتلون في صدر خلافة بني امية وبني العباس مع الامراء وان كانوا ظلمة وكان الحجاج ونوابه ممن يقاتلونهم فكل ائمة المسلمين يامرون بقتال الخوارج. انتهى وربما هناك من يحمل صفات الخوارج لكنه يسمع هذا الاسم عند قياداته ، او يقولون نحن لا نكفر بالكبيرة ، فنقول ان التكفير بالكبيرة واحدة من بعض صفات بعض الخوارج وهناك الكثير من الصفات الاساسية فيهم وما سمو بالخوارج الا لخروجهم على الحكام وجماعة المسلمين فمن اعتقد ذلك من المتطرفين هو من الخوارج. وللمزيد من الادلة في قتال من يخرج على حكام المسلمين ، ما رواه مسلم وابي داود والنسائي واللفظ لمسلم عن عرفجة ض سمعت رسول الله r يقول : ستكون هنات وهنات ، فمن اراد ان يفرق امر هذه الامة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان ، وفي رواية فاقتلوه . وفيه بيان ان الهنات التي تحدث من حكام المسلمين ليست مبرر للخروج عليهم بل تعالج بالحكمة مع الحفاظ على وحدة الامة. فمتى ما سفكوا دما كان قتالهم واجب وقبل يجوز قتلهم ابتداء ومتروك تقيمه للحاكم في مراعاته لظروفه ، ولكن الاولى ملاحقتهم قبل ان يعتدوا مجهزين ، كما فعل على ض لاحقهم حتى حصرهم على النهر فقتلهم . وذكر ابن حجر في الفتح عن عمر بن عبد العزيز انه كتب في الخوارج بالكف عنهم ما لم يسفكوا دما حراما او يأخذوا مالا فان فعلوا فقاتلوهم ولو كان ولدي. وعن جريخ : قلت لعطاء ما يحل في قتال الخوارج؟ قال : اذا قطعوا السبيل واخافوا الامن. فكم من المتطرفين اخافوا الامنين وفجروا السيارات بل والطائرات حتى يصبح المسافر الى ان يرجع في رعب ، واما الذين تعسكروا في الاوكار فان ملاحقتهم لا تحتاج الى بحث الا في مسألة القدرة عليهم وكما ذكر بجواز قتل ما قدر عليه منهم من قبل ان يكون قد تعسكر واحتمى. وذكر ابن حجر عن الاسماعيلي وكان الحديث عن قتال الخوارج فقال ص 291/12 : واما بعده ص فلا يجوز ترك قتالهم اذا هم اظهروا رأيهم وتركوا الجماعة وخالفوا الائمة مع القدرة على قتالهم. وفي رواية : رايت النبي r على المنبر يخطب الناس فقال : انها ستكون بعدي هنات وهنات ، فمن رأيتموه فارق الجماعة او يريد ان يفرق امة محمد فأيا من كان فأقتلوه ، فان يد الله على الجماعة والشيطان مع من فارق الجماعة يركض. وروى النسائي عن عبد الله بن الزبير قال : قال رسول الله ص : من رفع السلاح ثم وضعه فدمه هدر. فكم من المتطرفين حملوا السلاح واقاموا المعسكرات وفجروا السيارات ففي ذلك مبررات لحكام المسلمين في ملاحقتهم ، والحاكم الرشيد لا يبالي بالنقد ان كان يفعل امرا فيه بقاء شعبه ووطنه ويحمي دينه ، وما سمي الشخص القوي قائدا الا لانه يتقدمهم وليس يسير خلفهم حتى يامروه. |
عادت ماكينة العملة .. |
هل هذا رد التطرف على حجج الكتاب والسنة؟ لا تنتفع بها ولا ترد عليها بحجة، انها المكابرة
|
إقتباس:
بس بس قبل ما تسخن دى مشاركتى هنا من ثلاث أيام وانت ودن من طين وودن من عجين مش شايف غير اللى عمال تنقله وياريت ترد عليها علشان نشوف فهمك للقران والسنه .. إقتباس:
|
ايها المصابر المكابر
انني اوردت العشرات من الآيات والاحاديث وفهم اهل السنة لها واقوال الصحابة رضي الله عنهم والمتفق على حجتهم من علماء السلف، ثم تقول لي نريد فهمك للكتاب والسنة. كما ان صفات الخوارج هي ضمن فقرات هذا الكتاب الذي كتبته في الرد عليهم فمن الطبيعي ان يتضمن ذلك ولكنكم قوم تستعجلون. وقد وردت في اخر ملحق كثير من صفات الخوارج. لكن المتطرفين كالجمل لا يرى عوج رقبته، ولا يدركون اشارات اهل العلم الا ان يقال لهم فلان من الخوارج، ولما علمنا ذلك عنهم كانت احد فقرات الكتاب ان نسميهم بأسمائهم واليك فقرة تكشف زيف شيوخك ومن تدافع عنهم. الفرق التي تنتهج نهج الخوارج فهناك العديد من الفرق الاسلامية في هذا العصر تنتهج نهج الخوارج ، وهي متفاوتة في تبني اهدافهم وبرامجهم ، ولا نحتاج في انزال الحكم عليها الى ان تعترف لنا هي بهذا الاسم، حيث ان الخوارج الاوائل لم يتسموا به ، بل سماهم به الصحابة واهل العلم من اهل السنة والجماعة ، لذا كل من حمل الصفات المعلومة يسمى بذلك ، وقد ذكر الشاطبي في الاعتصام تعليقا على قوله تعالى : ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا ، قال : تأوله العلماء من السلف على قضايا دخل فيها اصحابها تحت اللفظ كالخوارج في ظاهرة العموم. ولو اننا تركنا الامر من غير ذكر الفئات التي على ذلك في عصرنا هذا ، لعل البعض يرى ان الخوارج في عهد سابق وانتهت فتنتهم، ولم يدرك ما نريده من التحذير من الخوارج المعاصرين ، لذا كان لابد من ذكرها بوضوح حتى تعرف العناصر التي وصفها النبي ص : يلبثون ثياب الضأن من اللين وقلوبهم قلوب الذئاب. فهم مخادعون يصعب على العامة التعرف عليهم ، بسبب حلاوة الحديث المعسول الذي يقدموه ويخفون سمومهم كما في الحديث : حديثهم احلى من العسل وقلوبهم قلوب الذآب. لذا فنشير الى ان صفات الخوارج بل وابشع منها موجودة بين المسلمين ، ونورد في الفقرة التالية من يتصفون بالخوارج في هذا العصر ، لأبرزهم وليس للحصر. ان من تلك الفرقة الحديثة التي تنتهج منهج الانقلابات والمظاهرات والعنف واعلان الجهاد في أي خلاف مع الاخرين وبه شابهت الخوارج : جماعة الاخوان المسلمين ، وذلك في النواحي العملية والمنهجية اكثر من النواحي العقائدية ، وان تكتموا على ذلك في بلد ما ، الا انهم جميعا متفقون على جواز الخروج على الحكام المصلين الذين يرون فيهم تقصير ، ويؤلبون الناس ضدهم للخروج عليهم او التشهير بهم. بل قامت جماعتهم اصلا لصناعة حكومات تحمل افكارهم ، وان خالفوا الخوارج في بعض الصفات او اخفوا بعضها لكنهم يشاركوهم في أسوأها وقعا على المسلمين. واحيانا يستخدمون التقية ويخفون بعض منهجهم بل يحاولون تغيره في وسائل الاعلام حتى لا توضع امامهم العقبات ، في حين ان احدهم يعترف بذلك في وسائل الاعلام ويقول عن نفسه بانه هو الذي حرك المسيرة المليونية في الجزائر ، وهي مظاهرة في بلد مسلم كان يمكن معالجة قضاياه بغير ذلك العنف ، وذلك من علامات منهجهم. كما ان تجاربهم السابقة في مصر وسوريا والسودان تفيد بحقيقة منهجهم الارهابي وحملهم السلاح على المسلمين ، بل حتى في المساجد ، كما لا ننسى ان نهيب ونشيد بالمواقف الجريئة التي تتخذها الحكومات المصرية الرشيدة التي كانت مبكرة في مواجهة هذه الفئات الباغية ، وبطريقة غير متحفظة، الى درجة حظر جماعتهم ونشاطهم رسميا، وهذا ما يجب ان يكون ، وتحجيمهم هو الحل الامثل في مواجهتهم والسلامة من شرورهم. وبما ان منهج الاخوان المسلمين سياسي باسم الدين كان من الضروري ان يختلفوا في الدين فافترقوا في عام 77 الى ثلاثة فرقة بعد خلاف التنظيم الدولي مع الترابي ، وهو في الاصل زرع فيهم حيث ان تطرفه من نوع اخر ، اذ انه يجمع بين التساهل في التدين والتطرف في المنهج ، فكان يحل ويحرم بهواه حتى بلغ مراحل الرد على القرءان والسنة والصحابة ، ولكنهم يتسترون عليه لان غرضهم الاساسي تجميع سياسي ، فلما اراد ان يشارك في السلطة مع نميري دونهم ، خالفوه فانسلخ منهم واظهر منهجه التجديدي كجناح اسلامي ووافقه اخرون في كل مكان. واخيرا خرجت بينهم اخرى ثالثة تدعي الميول الى السلفية ، لكن ذلك خداع منها فانها ادركت ان سيرت الاخوان المسلمين اصبحت سيئة ومرفوضة عند العوام والحكام ، كما انهم يريدون احتواء الشريحة السلفية التي كانت تمثل اكبر قطاعات الشاب في الخليج العربي والبلاد الثرية، وكانت جماعة الاخوان مرفوضة في تلك المنطقة. فابتدع لهم البريطاني الاخواني محمد سرور ، الذي كان يدرس في المملكة العربية السعودية ، ابتدع هذا المنهج الجديد لاحتواء الشباب السلفي بانتحال المنهج السلفي من غيران يعلن تنظيم اخر بل باسم السلفية علنا ، والتنظيم السروري سرا، ومن داخل السلفيين يعملون ثم يجندون الشباب في مجموعات حركية حتى تكشفوا ايام الغزو العراقي الغاشم للكويت ، وكان ابرز تلاميذ محمد سرور ، هو الشيخ سفر الحوالي ، الذي ناقش عليه الدكتوراه كما ان كتابه ظاهرة الارجاء كان شاهد على منهجه المتطرف الاخواني. وهذه الفئة اكثر تطرفا وتشددا من الجناح الاساسي الذي يعرف بالاصلاح وهو التنظيم الدولي ، فالجناح الذي يدعي السلفية فهم مع منهجهم بجواز الخروج على الحكام فهم فيهم تكفير للحاكم الذي لا يقيم الحدود من غير ان يجد ذلك ، بل وفيهم تكفير لبعض عامة المسلمين كما ذكروا عن شعب الصومال ، ومسالة التكفير فيهم كان مصدرها شيخهم محمد قطب الذي تاثر بفكر اخيه سيد قطب ووصفه لمجمعات المسلمين بالجاهلية كما هو في الظلال ، ومحمد قطب هو احد شيوخ سفر الحوالي . وقد سئل عن هؤلاء السروريين الشيخ الالباني رحمه الله فقال : واقول في هؤلاء هم الحرورية العصرية ، أي الخوارج العصرية. هذا الى جانب ان سفر الحوالي اباح لاتباعه في الصومال قتال شعب الصومال وقال دمهم ليس بمعصوم وذلك في شريط كان يوزع في الصومال بين عناصر الاتحاد الاسلامي ، كما انه كان يثني على حسن الترابي اثنا دروس سفر الحوالي في المسجد بحي الجامعة في مدينة جدة قبل تحرير الكويت، ولهذه الفئة عناصر لا تعلن عن تنظيمها بل تقول نحن سلفيون ووهابية حتى تحتمي بالسلفية التي تعرف في المملكة ودول الخليج بانها لا تخرج على الحكام بل موالية لهم ونهجها سلمي ويمثل النهج الرسمي للمملكة، لهذا كثير من اعمالهم تمول من المحسنين على اساس انها سلفية في حين هي الحرورية العصرية. اما خلاصة ما وافقوا فيه الخوارج ، فوافقوهم في تكفير الحكام والتشهير بهم وتكفير بعض مجتمعات المسلمين واستحلال دماءهم وغيرها، الا انهم يستخدمون التقية في بيان ذلك ، وايضا في الخروج على الحكام ، لكنهم لم يوافقونهم على الورع في اموال المسلمين خاصة تحت مظلة الاعمال الخيرية كما انهم يدعمون الترابي والجماعة الاسلامية في مصر وغيرهم من المتطرفين وحتى لا نكرر ما قيل فيهم مخافة السأم فنحيل البعض على ما كتب فيهم الشيخ ربيع بن هادي المدخلي تقبل الله منه وكذلك الشيخ الالباني رحمه الله والشيخ عبد الملك الجزائري ومتواجدة بالمكتبات ، مع العلم بان معظم الفرق المتطرفة تكونت من شظايا بناء حسن البنا المنهار ، ونقف على احد فرق التطرف الاخوانية . |
الجبهة الاسلامية القومية في السودان
وهي الاسم السابق لجماعة الترابي والذي تركه اخير بعد وصولهم الى السلطة لتوسيع المظلة لتجمع العوام والنفعيين والمخدوعين ، كما ان تجربة الترابي في السلطة قد أشهدت على نفسها العالم اجمع، بل صدرت في ادانتها بالارهاب قرارات دولية ، وشهد العالم على الحروب التي يثيرها الترابي باسم الدين وهي سياسية بالامكان حلها بطرق اخرى ، الا انه يريد هذا المسار ليصفي المجتمع حتى يبقى عملاءه من النفعيين ، فقد افقد المجتمع شبابه وسعادته حيث لا يسلم بيت الا وفيه عدة قتلى سماهم شهداء واقام لهم حفلات العرس في الدنيا وهم يحضرونها مع الحور العين على زعمه وكانما اوحي اليه بمقعدهم عند الله مع ان الشهيد حتى لو كان في امر مشروع فنظن به الخير ولكن لا نجزم له بقبول العمل فلا ندري ما بداخله ولا نعقد له الافراح ، وقد شهد النبي r لرجل مات في القتال مع النبي ص فقال هو في النار وذلك لانه انتحر لجزعه ، وهذه الامور نتركها لله دون تزكية لانسان. واما المصلحة للترابي في ذلك هي تثبيت اقدام قوم فوق اخرين. ومن المآخذ التي تعكس تطرف تجربة الترابي انه بعد كل ما فعله من تجاوز في حق شعب السودان وخروجه على اجماعهم، فقد شرع يتدخل في دول الجوار لتصدير التجربة والمشاركة في قلب الحكم فيها ، وقد شهدت بنفسي تلك الاجراءات عندما كنت في كمبالا عاصمة يوغندا ، وكانت للترابي عدة فرق تعمل بالتآمر هناك يقودها ضابط استخبارات سابق كان مدير مكتب عمر محمد الطيب في امن الدولة السابق ، وقد اخرجه الترابي من السجن لهذه المهمة، وبعد ان اكتملت اعمالهم الارهابية بعثوا الى يوغندا المجرم الدولي كارلس للتعاون مع عناصرهم المذكورة هناك وقد حضر كارلس مؤتمرين صحفيين مع الرئيس موسفني كصحافي وهو يرتب للمؤامرة ، كل ذلك عرف اخيرا. وقد كنت افشلت اعماله ومؤامراته بطريقة غير مباشرة دون ان اعرف من هو ، حيث كنت انزل ذات الفندق الذي كان فيه ( اسبيك هتيل ) وكنت ارى شخص اوربي يركز متابعته الي بطريقة غير عادية حتى ادخل غرفتي والتي تبعد عنه اكثر من سبعين متر تقريبا ، وكانت في ذات الاسبوع وردتني مكالمة هاتفية بالتهديد في شكل فاعل خير يقول : ان لم تغادر البلد في خلال اربعة وعشرين ساعة سوف تغتال ، فلم يمنعني ذلك من مسيرتي لكن كنت قد اعددت اللازم مع مكتب الحماية في الامم المتحدة ، ثم جئت لاتعرف على هذا الاوربي الغريب، وما كنت اعلم انه في شخصية عربي وجواز عربي وانه الذي يزوره السوداني المذكور ، فكنت احدثه على شكله أي اوروبي واكلمه بالإنجليزية ، وكان في ما ذكرت ان النظام السوداني يتدخل في دول الجوار ونحن نعلم انه الان يعد مآمرة كبيرة ضد حكومة يوغندا ومن يديرها فلان ومكتبه خلف هذا الفندق ، فقرأت في عينيه الدهشة والرعب ، ولم ادري انه الذي يزوره السوداني ، فاسرع للخروج منزعجا. ثم لم اره بعد ذلك ، وكانت في نفسي استفهامات حوله. اما هو فقد ظن ان المعارضة السودانية قد كشفته وسيقبض عليه فهرب الى السودان ، واما الترابي فخشي ان المعارضة تنشر ذلك وتكون ضربة قوية عليه ، فاسرع الى فرنسا وقال ان كارلس عندي فباعه في صفقة كان منها طائرات استطلاع من غير طيار كما ذكرت ذلك الصحافة الفرنسية اخيرا من احزاب تعارض الحكومة في ذلك. وقد علمت التفاصيل اخيرا وانا في راوندا جاءني صديق من كمبالا واخبرني ان كارلس كان في يوغندا في ذات الفندق الذي انت فيه ووصفه بذات تلك الصفاة ، له لحية خفيفة بيضاء ويلبس ساعته باليمن للتمويه بانه عربي مسلم. وهذا قليل من اهوال الترابي وتجربته المتطرفة الارهابية، وما خفي اعظم. وهذه الفئة الباغية في غنى عن التعريف بالتطرف فلا داعي للتوسع عنها الان ولنا حولها إيضاحات واسعة في كتب اخرى، واما موافقتهم للخوارج في جواز الخروج على الحكام ، ثم ممارسة الخروج بالفعل ، ويوافقونهم في تكفير الحكام ، واما اموال الاخرين فهي محللة لهم في شرع الترابي ، ويزيد عليهم الترابي بانه يحارب الدين من داخله ولتشويه سمعته عمدا ، كما هو واضح من خلال كتبه وسيرته، وقد سبق عن احد شركاءه في الاخوان ان قال عنه : ان الترابي ينكر القيامة ويرى ان من مات قامت قيامته وغير ذلك. وقد سبق لي ان ذكرت بعض ضلالات الترابي في كتاب طبع في القاهرة عام 92 باسم : جبهة الترابي تحت المجهر. |
الاتحـاد الإسـلامي في الصـومال
تعريفه :- الاتحاد الإسلامي في الصومال هو أحد الأجنحة الثلاثة التي افترقت عليها جماعة الاخوان المسلمين، وكغيره من التنظيمات المنحرفة المتطرفة المتخبطة، مر بعدّة مراحل وأطوار واجتمعت فيه عدة مناهج وأفكار ، لكنه بدا اخواني ترابي ثم تحول سروري ثم انضمت اليه القاعدة ثم خرج جناحها منه لكن من غير خلاف بينهم بل تكتيك منهم ، وسنبين تفاصيل ذلك بداء بنشأته وأطواره قبل أهواله وقبيح أفعاله . ان الاسم المذكور هو أحد أسماءه ومراحله المتعددة وليست الأخيرة ، تلك المراحل التي سارت على طريقة الدجال السوداني حسن الترابي خاصة وهو الذي دعا لتكوين هذا الاتحاد كما سيأتي بيانه . نشأت الاتحاد كما هي عادة الحركات المتطرفة التي ليس لها نهج ثابت وانما تتحول في أطوار مثل البعوض ، بيض ثم يرقة ثم شرنقة ثم حشرة كاملة ، وكانت نبتت الاتحاد الأولى من شخص صومالي تلقحت أفكاره بالفكر ألاخواني في مصر حينما كان يدرس هناك ، ثم رجع الى الصومال وأسس جماعة اسمها (جماعة الاهل ) فانشقت الى جناحين، واحد أطرافها اتحد مع جناح أخواني فانجبا مسخ الاتحاد المشوه الذي يجمع بين عدة جماعات في داخله ، ولا يدري يقينا ما هو لتعدد الافكار والمناهج ، ولنتوقف بعض الشيء لبيان ماهية تلك الفرق التي كونت الاتحاد الحروري. تكون الاتحاد من جماعتين اتحدتا في 1982 وهما ( الجماعة الاسلامية ) في مقديشو و ( شباب الوحدة ) في الشمال ، ولنبين اولا اصول هاتين الجماعتين . 1) الجماعة الاسلامية :- هي فرقة منشقة من جماعة اخوانية اسسها الشيخ محمد معلم ، وهو صومالي درس في مصر لكنه حمل من هناك افكار ومنهج الاخوان المسلمين وعند رجوعه الى الصومال التفّ حوله الناس نسبة لعدم وجود العلماء في الصومال انذاك ، فجلس يدرس تفسير القرآن وكان الشيخ الوحيد ، فاستغل ذلك مع سخط الناس على حكم الرئيس سياد بري ومنعه لفتح خلاوى القرآن ، ودائما هذا هو المناخ الذي يساعد الحركات المتطرفة على الظهور والتوسع ، فكون جماعة اسلامية اخوانية ذات طابع سياسي تعمل ضد سياد بري وذلك في عام 73 وسمى الجماعة ( جماعة الأهل ) وجعل عليها رئيسا شخص يدعى عبد القادر شيخ محمود ، واما الشيخ محمد معلم اصبح مرشدها أي الزعيم الروحي ، وبعد فترة قصيرة سجنت الحكومة المرشد محمد معلم وسافر عبد القادر الى السعودية وصادف هناك رواج افكار محمد قطب والتكفيريين والجهاد فحمل افكارا متضاربة ورجع الى الصومال وهو يرى كفرهم الا من وافقه ، ودعى لهذه الافكار وتاثر به الكثيرين. وعندما خرج المرشد محمد معلم من السجن وقع بينهم خلاف اسفر عن انشقاق عبد القادر وكون جماعة التكفير والهجرة ، وبقيت جماعة الاهل ومرشدها على حالها ، لكن خرجت من بينهما فرقة ثالثة كونت الجماعة الاسلامية في عام 79 وهي التي نعنيها باساس الاتحاد ، وكانت تحمل افكار وتوجهات مختلفة تعبر عن من خالف الفرقتين . خلال تلك الفترة تخرجت مجموعات من الشباب درسوا في الجامعات السعودية منهم من حمل الفكر السلفي المعتدل ، ومنهم من حمل منهج الاخوان المتطرف ، لكن لا توجد لهم تنظيمات فذابوا في الجماعة الاسلامية الا انهم في صراع من الداخل ، اما الاخوانيون لهم عناصر درست في السودان ولهم علاقة مع حسن الترابي من بينهم عبد العزيز فارح وهو شيخهم في الداخل وقد قتل في حربهم مع الاهالي في بوساسو عام 91 وسياتي ذكرها ، وكان الترابي يرسم لهم كيفت السيطرة على الجماعة ، حتى اصبحت القيادة في ايديهم ثم دعاهم للاتحاد مع جماعة اخرى في الشمال ذات صلة به والتي جاء ذكرها . شباب الوحدة :- هي جماعة اسلامية اخوانية في شمال الصومال ويغلب عليها عقيدة الاشاعرة ، وكذلك بها عناصر درست في السودان ولهم علاقة مع حسن الترابي ، فقام الترابي بالوساطة بينهم لتوحيدهم في جماعة واحدة للعمل ضد الحكومة انذاك، فاستجاب الطرفان عدا المتشددين من الاشاعرة قالوا : في الجماعة الاسلامية وهابية ولا يمكن العمل معهم ، اشارة لذلك الوجود السلفيين بينهم ، وانشقت جماعة شباب الوحدة فبقي منهم جناح على اسمهم حتى اخيرا طلبوا الانضمام للتنظيم الدولي للاخوان المسلمين ، والاخرين وافقوا على الاتحاد مع الجماعة الاسلامية بشرط ان يسمح لهم بتدريس كتب الاخوان المسلمين في المساجد ضمن الكتب الاخرى وذكروا في وثيقة الاتحاد بالاسم كتب حسن البنا وسيد قطب كما اشترطوا حماية لعقيدتهم الاشعرية فكتب في الوثيقة ( وان يغض الطرف عن الاشعري الذي لا يدعو الى اشعريته ) . فتكون الاتحاد الاسلامي في الصومال عام 82 ورئيسه الاول من الشمال ثم بعده محمود عيسى محمود ، ثم عزل وعين رئيسه الاول . وفي تلك الفترة ما ان سمعت به فرقة الاخوان المعروفة بالسروريين التي قاعدتها في السعودية وشيوخها سفر الحوالي وسلمان بن فهد العودة ، فاسرعت عناصر السروريين في المملكة الى احتواء الاتحاد ودعمه ولانت قيادات الاتحاد الى الايدي التي تقدم الدعم الخاص والعام حتى اصبح مرجع الاتحاد ومرشده سفر الحوالي . ومع ان الجماعة صومالية الا ان حديث مجالسهم ودعوتهم هي الهجوم على حكام السعودية والخليج وذلك تبعا لموقف شيوخهم المعارضون لدول الخليج الذين يسعون لاقامة حكومات طوق خلف دول الخليج للضغط عليها ، كما يريدون الصومال كملازات للهاربين منهم ومعسكرات لتريب عناصرهم وللانطلاق منها عند اللزوم ضمن مخططاتهم الاخونية الاجرامية . |
بعد سقوط حكومة سياد بري وعمت الفوضى اقام الاتحاديون معسكر صغير للتدريب في مقديشو يقولون للدفاع عن انفسهم ، ولكن راغت الفكرة لعشاق الحرب وغلبت عليهم الطبائع الحرورية ، وفكروا في توسيع المشروع ، ولما تفككت البلاد طمع فيها كل عشاق السلطة من الخارج والداخل ، لاجراء تجاربهم على البشر في اقامة الدولة الاسلامية بالقوة ، في ذلك الوقت اصبح القتال قبلي ولا يطمئن احدهم على نفسه في تنظيم يضم كل القبائل ولا يحكمه شرع ولا قانون، فاعلن الاتحاد لأعضائه ان كل شخص يحتمي بقبيلته ، وعندما رجع شبابهم من قبيلة الرئيس السابق ( قبيلة مريحان) واستقروا معه في مدينة كيسمايو بل قاتلوا معه ضد الجنرال محمد فارح عيديد وارسل اليهم عيديد انه لا يريدهم وعليهم الابتعاد عن سياد بري واختلف الاتحاديون في منعهم او مساعدتهم وغلبت عليهم حجة السلفيون الموجودون بينهم في السابق ، فاصدروا بيان بمنع القتال، لكن اصر أولـئك على القتال وقاتلهم عيديد مع رئيسهم السابق حتى اجلاهم عن المنطقة وفروا الى غرب البلاد ، في هذه الاثناء سعى الاخوانيون داخل الاتحاد لجمع التأييد في داخلهم لقرار القتال ومن غير مشورة عامة طالما انهم مسيطرون على التنظيم فلحقوا بالشباب ودعموهم بالمال والسلاح حتى رئيس الاتحاد محمود عيسى وتحولوا الى الشمال الشرقي عن طريق اثيوبيا واستقروا في مدينة بوساسوا ونقلوا رؤوس اموالهم الى هناك وسيطروا على السوق واقاموا معسكر للتدريب خارج المدينة وارسلوا مندوبيهم الى اسامة بن لادن في الخرطوم وفرح بهم المجرم كثيرا اذ انه يبحث عن مكان بديل لافغانستان وفي الحال كما تقول المصادر الصومالية وعدهم بالدعم بكل انواعه منه باخرة من الاسلحة لدعم الجهاد المزعوم في البلد الوحيد في افريقيا نسبة المسلمون فية 100% كما ارسل معهم نائبه العقيد المصري المعروف ب محمد المصري ومعه فرقة من جماعة القاعدة التي يراسها بن لادن وقاموا بالتدريب واعدوا للغدر بالاهالي ووصلهم الدعم المادي والمعنوي حيث وصلت اشرطة فتاوى من السعودية من طرف الشيخ سفر الحوالي وسلمان العودة تقول بان دم الصوماليين ليس بمعصوم يعني انهم كفار يجوز قتلهم وتدعوا للجهاد ، فقاموا بانقلاب على المدينة بمشاركة عناصر القاعدة ، في يوم اجتمع فيه كل شيوخ القبائل وسيطروا على المدينة واعتقلوا شيوخ القبائل ثم اعلنوا ان مدينة بوساسو هي : ( المدينة الاسلامية الاولى ) ، وهذا يعني تكفيرهم لبقية الصومال ، اذ ان هؤلاء اول المسلمين بزعمهم.
وبعد ان وجدوا القبائل تجمعت لحربهم اطلقوا سراح الشيوخ المعتقلين ، الا ان القبائل واصلت الحرب عليهم بقيادة العقيد عبد الله يوسف حتى اجلاهم الى اشيوبيا وقد قتل بينهم عبد العزيز فارح الذي كانت له علاقة مع الترابي . وبعدما اقاموا داخل اثيوبيا واستقروا في منطقة اوغـاديـن في شرق اثيوبيا وهي من قبائل الصومال ( الداروت ) و قبلتهم الحكومة الاثيوبية واعتمدتهم حزب سياسي لاجئ آنذاك، واحسنت اليهم كغيرهم من الصوماليين حتى ان السلطات اعتمدت بطاقاتهم الخاصة بالاتحاد ، الا ان ذئاب الخوارج لا يرضيها ذلك ، وبعد ان وجدوا التأييد المحلي فكروا في استقلال المنطقة عن اثيوبيا واعلانها دولة اسلامية ( والشاهد من السرد منهج الخوارج وسيرتهم السيئة التي لا يعلمها من يثني عليهم او بعض من يدعمهم ). ووجدت فكرة الاستقلال دعما من كل الافغان العرب ( ومنهم من هاجر اليهم ) فقد ذكر الصوماليون ان السعودي الذي كان ضمن من حاولوا اغتيال الرئيس مبارك كان معهم في بوساسو ثم انتقل معهم الى اوغادين ثم دخل اديس ابابا وسكن في شقة على طريق المطار لم ينزل منها عدة اشهر الا لحظة وصول الموكب ). وفي تلك الفترة بدءوا يدخلون الاسلحة الثقيلة وشاهدت السلطات المدافع ذات العجلات تجرها سيارات داخل اثيوبيا، عند ذلك طلب منهم الجيش الاثيوبي تسليم الاسلحة الثقيلة ورفضوا واظهروا التمرد فقاتلهم الجيش حتى فروا ولجئوا الى حرب العصابات والتفجيرات منها محاولة اغتيال الوزير الاثيوبي المسلم عبد المجيد ، فلاحقهم الجيش حتى خرجوا الى غرب الصومال وهي من قبائلهم وقبيلة الرئيس السابق التي شارك بعض عناصرها معهم ، وسيطروا على المنطقة ودخل معهم اكثر من ثلاثمائة ضابط من الجيش السابق ، وعسكروا في منطقة لوق غرب اقليم مدق مع الحدود الكينية وواصلوا جمع الاسلحة والتدريب ( وقيل ان الفارين من محاولة اغتيال الرئيس مبارك لجاءوا من السودان الى الصومال في حماية الاتحاد ) ووصلت اليهم مساعدات من بعض المؤسسات الخيرية الخليجية حيث كان معظم ادارتها من انصارهم السروريين، وقد اجتمعت في دعم الاتحاد العديد من الحركات المتطرفة خاصة جماعة اسامة بن لادن التي سبق ان كونت سبع فرق في مقديشو كل واحدة لا تعرف الاخرى لتعمل ضد قوات الامم المتحدة . واخيرا اجتمعت كل الفصائل في محاولة للسيطرة على كل الصومال لاقامة دولة ارهابية مثل نظام مؤسسهم الترابي في السودان ، واخيرا زحفت عليهم القوات الاثيوبية ولاحقتهم الى داخل الصومال حتى معسكر الاتحاد واجبرتهم على التفرق في كل انحاء البلد . ( ومن اهوالهم في ذلك المعسكر كان القائد يزوج البنات للمجاهدين بغير اذن ولي امرها حتى المراة المتزوجة التي ذهبت بغير زوجها يزوجها باعتبار ان زوجها كافر، وقتلوا بعض المسلمين الصوماليين زعما منهم انهم يشكون في انهم جواسيس وكان احدهم قتل رجلا فقال : مارايت كافر احسن منه صوتا في تلاوة القران ، فسالوه كيف عرفت صوته؟ قال : حينما قتلته كان يصلي المغرب ويقرأ بسورة التكاثر، فانظروا الى أي درجة من التطرف وصل الاتحاد في قتل المصلين. وبعد تفرقهم شرعوا في خدعة جديدة وهي التسرب الى العاصمة والتجمع فيها وحولها وادعوا بيع الاسلحة لشركة بركات التي هي ملكهم وجمعت الاسلحة كلها داخل مقديشو لاستخدامها عند ساعة الهجوم على اهلها ، خاصة ان جماعة بن لادن انحازت الى الجنوب الشرقي على بعد مائة كيلوا متر من المحيط الهندي تجاه ممبسا وسموا جناحهم : (جماعة الجهاد والدعوة) . واما الاتحاديون فادعوا انهم تركوا القتال وتفرقوا وذلك تكتيك منهم للعمل السري مؤقتا حتى تتغير الاحوال الدولية ، وربما يعلنون تنظيما جديدا يذوبون فيه كثوب جديد كما هو معلوم عن الاخوان عندما يتسخ ثوبهم بالجرائم ، الا انها الان الاوسع للسروريين في المنطقة الإفريقية . وقد جعلوا لانفسهم واجهات خيرية عديدة للتستر بها وليجد من يدعمهم من الخارج ستارا في دعمه حيث يقول نحن ندعم جمعيات خيرية وليس الاتحاد، اين الاتحاد؟ انه انتهى منذ زمن ، وهم يحمونه ويمولونه بل ويوجهونه ، ومن تلك الواجهات جمعية المنهل في الصومال ، وجمعية التوحيد في كمبالا عاصمة يوغندا ، حيث يقولون نحن السلفيون بزعمهم، وهناك مندسون في السلفيين يدافعون عنهم ويزكونهم لمن يدعمهم خاصة في الجمعيات الخيرية الكويتية ، التي ترعاهم وتفرغ دعاتهم في عدة دول تحت غطاء السلفية المسروق. وما توسعنا في ذلك الا لما رايناه من انخادع بعض الفضلاء قبل الجهلاء ، والاغنياء الممولين قبل الفقراء المحتاجين . اما عن ملخص ما وافقوا فيه الخوارج ، فوافقوهم في تكفير حكام المسلمين الذين لم يطبقون الحدود او بعضها بغير ما يجحدون ذلك ، ولا اقامة حجة ، ويوافقونهم في تكفير مجتمعات المسلمين تحت مظلة مثل هؤلاء الحكام ، وايضا في قتال المسلمين الذين خالفوا رأيهم ، وفي اعلان الجهاد على بلاد المسلمين المصلين ، واعتقاد ديارهم ديار حرب الا ما احلوا فصارت مسلمة على زعمهم ، وايضا في الخروج على حكام المسلمين فيما ليس كفر بواح عند اهل العلم، وفي علامات الخوارج من الادعاء والتحليق لكامل الشعر ، لكنهم لم يشاركوهم في واحدة وهي الورع ، سواء الصادق او الكاذب ، لم يتورعون في اموال الاخرين ومن كان مؤسسه الترابي فحري به ذلك. |
جماعة القاعدة ، والتكفير والهجرة
والجهاد ، والجماعة الاسلامية وهذه الفرق هي اشد الخوارج اليوم في التكفير للمسلمين حكاما ومحكومين ، واشدهم في التطرف والقتل ، وهناك اخرى تتفق معها ، ومن بلد لاخر تختلف عبارات الاسم ، ففي السودان كان صنف هؤلاء يعرفون باسم : الجماعة المسلمة ، وكما هو واضح من الاسم كأن غيرهم ليس بمسلم، ومنهجهم واحد وربما يكون هناك فوارق بسيطة لا تمنعهم من العمل المشترك ، وفي مسالة التكفير فهم أغنونا عن الاستدلال على ذلك حيث اعلن اسامة بن لادن رئيس جماعة القاعدة ، في التلفزيون تكفيره لكل المسلمين الذين شاركوا في عضوية الامم المتحدة ، بل من نوع الكفر الاكبر حيث قال : ( فقد كفروا بما انزل على محمد ) . مع ان الامم المتحدة هي معاهدة بين حكومات لتبادل المصالح وحماية الحقوق والملكية الفردية والسفراء كما هو معلوم في اتفاقية جنيف ، والاسلام لم يمنع ذلك ، بل النبي r عقد معاهدة مع اليهود وتصالح مع مشركي مكة بما هو مجحف من المشركين على المسلمين ، ولكنه رسول لا يفعل الا ما وجه به وكان مباحا. كما ان خروج بن لادن على خيرة حكام المسلمين، في المملكة السعودية الرشيدة التي قامت على الإسلام ، وناصرت اهله في كل مكان ، فان ذلك منه يدل على ان جماعته المتطرفة يرون الخروج على جميع حكام المسلمين في العالم، مما يبين ضرورة انتباه حكام المسلمين الى هذه الفرقة، ومن يسمعون لهم من العوام الذين يؤيدونهم لمواقف سياسية تخصهم هم ، ويرون فيهم راس رمح لموجهة من يخالفونهم ، دون النظر فيما يعود على المجتمع من الضرر. اما خلاصة ما وافقوا فيه الخوارج ، فهم على معظم صفات الخوارج ويزيدون عليهم بالحقد وامتلاك اسلحة الدمار الشامل والجرثومية والتي تجعلهم اشد خطرا واولى بالملاحقة من شيوخهم الاوائل. |
الزميل الفاضل ،،، عثمان ،،، حياك الله . بصراحة الموضع طويل ،،، يا حبذا لو اختصرته حتى يستطيع الجميع قراءته بشكل جيد . وانا لدي بعض الملاحظات : الأولى : ان هؤلاء الحكام ليسوا كفارا" ،،، ولا يجوز تكفيرهم هكذا جزافا،،، ولا يجوز أن تكون وسيلة التكفير هي أسهل الوسائل للتخلص من الآخر المختلف معه . ولكن يُمكننا القول أن هؤلاء الحكام غير شرعيين ،،، بمعنى انهم وصلوا للحكم بطرق ووسائل غير شرعية ، وأي تبرير يقدم لهم من قبل الفقهاء أو المشايخ هو تبرير غير صحيح وغير شرعي ، كأن يُقال لهم مشروعية إنتقال الحكم بالوراثة أو مشروعية الحكم بالغلبة ،،، فهذان الأمران لا يقبلهما عقل ولا دين . حتى وإن وجدت مثل هذه الحالات في التاريخ الإسلامي ،،، إلا انها ليس بالضرورة أن تكون مبررة وصحيحة ،،، فنحن لا نأخذ مشروعيتنا من التاريخ . ثانيا" : هؤلاء الحكام " ظلمه " والأدلة واضحة للعيان ،،، ظلمة لأنفسهم وظلمة لرعيتهم ،،، ولنتذكر أن دائرة الظلم دائرة أوسع من دائرة الشرك ،،، فقال تعالى في سورة لقمان على لسان لقمان وهو يوصي ابنه : (( واذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم )) لاحظ معي ان القرآن على لسان لقمان يقول أن الشرك ظلم عظيم ولم يقل أن الظلم شرك عظيم ،،، فدائرة الظلم اوسع بكثير من دائرة الشرك . ثالثا" : لو إفترضنا جدلا" أن الوصول والإستمرار بالحكم بالوراثة كان صالحا" للفترات زمنية سابقة إلا أنه الآن وفي ظل تطور الشعوب ورقيها ورقي وسائلها في آليات الحكم وتطور وسائل الإتصال أصبح هذا الآمر غير صالح وآلية متخلفة في ممارسة الحكم . رابعا" : بإفتراض خطأ كل ما قلته سابقا" وقبولنا بهم كحكام إلا أن واقع الأمة يقول لنا بشكل واضح وجلي أنهم أي هؤلاء الحكام ليسوا اهلا" لهذا الأمر . فالأمة مهزومة فكريا" ودينيا" وحضاريا" ،،، أمة مهدورة الأموال والكرامات ،،، أمة محتله مسلوبة الإرداة ،،، امة تعيش في الماضي ،،، وليس لديها أي شيء تقدمه للحضارة الإنسانية وتسهم في تطورها ورقيها وهذ هو جوهر الرسالة السماوية . ************** وشكرا" لك اخي الفاضل . |
:New5: :New5: الان ترد التكفير بتكفير .. :New7: |
اخي الكريم كريم تحية لك اولا الموضوع هو للرد على الخوارج الذين يكفرون حكام المسلمين وعلماء الامة ومن ثم عامة المسلمين الذين معهم كما فعل اسامة بن لادن حينما كفر كل الذي شاركوا في عضوية الامم المتحدة. وهنا ليس الدفاع عن الحكام عموما. ولكن ليس كل الحكام ثلة واحدة ففيهم الخيّر الطيب وفيهم غيره وفيهم تكفيري مثل المتطرفين. لذا علينا ان نقبل الحرب على التطرف ومن له جهة ظالمة فيرد عليها او يعمل على اصلاحها بدلا من ان ندافع عن التطرف ردا على الحكام من قبل بعض المتطرفين. واما عن من خرج عليهم اسامة بن لادن أي حكام المملكة العربية السعودية فهم من خيرة حكام المسلمين، ونوعهم من الحكام لا يجوز الخروج عليهم حتى من غير تكفير. لان الظلم لو فرض جدلا انه وقع من البعض في أي بلد مسلم لا يبح الخروج على الحكام. والحكام الذي يورثون الملك اليوم هم خيرة الحكام في العالم وبلادهم اكثر امنا من غيرهم والنظام الملكي لا يمنعه الشرع الا عند المتطرفين. بل بعض الرسل سال الله ان يجعله ملكا فاجابه. بل من على بني إسرائيل بان جعلهم ملوكا. والنظم الملكية اليوم هي اكثر استقرارا ومن يزعمون الديمقراطية فتحوا على انفسهم صراعا اصبح فوضى. ولكن الديمقراطية خيار للدول ذات التعدد الكثير والتمايز الديني والعرقي. لكن الدول ذات الدين الواحد والعرق الواحد او اكثرهم. فهي كلما قل فيها التنافس السياسي كان احسن . اما عن من قال حاربت التكفير بتكفير اقول انا لم اصدر حكما من عندي كما بينت وانما بينت حكم الصحابة وسلف الامة وخيار علماءها من اهل السنة فالسواد الاعظم على تكفير الخوارج ومنهجهم. ومن فعل فعلهم على حكام المسلمين استتابته والحكم على المعين منهم يقدره العلماء الذين يقيمون الحجة عليهم. ولا يدافع عن الخوارج او المتطرفين الا من في قلبه مرض من مرضهم او احب فعلهم او خاصم خصومهم ففجر ووافقهم نكاية في من خالفهم. اما ما اوردته بحث علمي شرعي يمثل نهج سلف الامة وتابعيهم من الأئمة. والله يحفظ خادم الحرمين وحكومته وينصرهم على الخوارج والسروريين المتطرفين، وينصر ايضا حكام الامارات الطيبين على المتطرفين المفسدين. |
إقتباس:
هذه وجهة نظرك إنك بنيت الحكم على الصحابة رضي الله عنهم جميعا ً طيب يا أخي الكريم هو ذا حالهم ايضاً بنوا ذلك على ما ظنوا أنه صحيح ولكن تقاذف التكفير هو امر عظيم الأن هل من فيه خصلة من النفاق أصبح منافق ؟ أم نقول أنه فيه خصلة من النفاق؟ وهو فرق عظيم بين منافق وخصلة من النفاق كذلك هو الحال هنا يجب أن نقول أن فيهم صفة أو صفتين من الخوارج إلا إذا تطابق صفاتهم صفات الخوارج وهذا لم يحصل " أن تتطابق كل الصفات" وفي النهاية شكرا لك |
حكام العرب عصاة الى حد الكفر الا من رحم ربي لانهم ظالمون قتلة ولايحكمون بما انزل الله وانما بما اوحت عليهم امريكا والخوارج كفار لانهم يقتلون المسلمين
|
عرفت الماء بالماء أشهد لك أنك ناقل ماهر فقط ليس ألا أذكر لنا يا أخ ماهى صفاااااااااااااااااااااااااات الخوارج وليس من تعتقد انت او من تنقل عنهم أنهم من الخوااااارج ثم نبدء معك النقاش ان كان ولنرى مقدار فهمك لما تكتب فقد رسبت فى السؤال الأول ولك أن تستعين بصديق أو تسأل العم جوجل علامه العصر والأوان .... |
ردك هذا يفيد بانك جاهل ولا تملك رد حيث ان صفات الخوارج ذكرناه ضمن البحث بل على عبارات الصحابة رضي الله عنهم
ولم يمكنك الرد على أي مسالة وكان عليك ان تححد فقرة وترد عليها |
إقتباس:
دى تانى مره تفشل فى الرد أريد فهمك أنت لصفات الخوارج بعيدا عن القص واللصق ان كنت فهمت ما كتبت أو تفهمه ويمكن لك فى هذه المره الأستعانه بالجمهووووووور .............. فى انتظار المزيد من الهرووووووووووووووووب .......... |
اولا سؤال يفيد بانك تحمل صفات الخوارج لانك لم تدرك شيئا مما ذكر سابقا حيث نقول اذكر لي صفة الخوارج. مع ان الذي اوردناه هو كتاب هدفه تعريف الخوارج وصفاتهم وهو من اوله في هذا الصدد. وكانك لم تسمع شيئا لانك مبرمج على شئ لن يخرج من ذهنك. وهذه صفات الخوارج.
وقبل البيان بطريقة ملخصة اشير لك الى ما ورد وانت تنفي وروده. فهذا مقتطفات مما ذكرته اعلى البوست في صدر المقال. وكان منه:- (( كما روى الحافظ وابو يعلي عن حزيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله r : انما اتخوف عليكم رجل قرءا القرءان حتى رؤية بهجته عليه وكان رداءه الإسلام اعتراه الى ما شاء الله انسلخ منه ونبذه وراء ظهره وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك ، قلت يا نبي الله ايهما اولى بالشرك المرمي ام الرامي ، قال : بل الرامي)). وهذا الصنف من الدعاة المنحرفين حذر منه النبي r في حديث حزيفة من رواية ابي داود : دعاة على ابواب جهنم من اجابهم قذفوه فيها، فقلت يارسول الله صفهم لنا قال : نعم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ، فقلت يارسول الله فما ترى وفي رواية فما تأمرني ان ادركت ذلك ؟ قال : تلزم جماعة المسلمين وامامهم .. . الخ وقد بين شيخ الإسلام اشتراكهم في الحكم مع الخوارج كما جاء عن شيخ الإسلام قوله : وهذه النصوص المتواترة عن النبي ص في الخوارج قد ادخل فيها العلماء لفظا اومعنا من كان في معناهم من اهل الاهواء الخارجين عن شريعة رسول الله r وجماعة المسلمين . انتهى ، مجموع الفتاوى ج 28 ص 476. وجاء فيه هو الاسم الذي وصفهم به الصحابة رضي الله عنهم واستنبطوه من الاحاديث التي بينت بانهم : مارقين عن الدين ، وشر الخلق والخليقة ، وذلك لانهم يرون الخروج على حكام المسلمين من غير وجه شرعي ، وذلك ما يكون سببا للحروب والقتل دون وجه حق ، وبدءوا ذلك بالخروج على امير المؤمنين علي رضي الله عنه. وقال عنهم ابن حجر في الفتح : اما الخوارج فهم جمع خارجة أي طائفة ، وهم قوم مبتدعون ، سموا بذلك لخروجهم عن الدين وخروجهم على خيار المسلمين. وفي رواية النسائي في آخرها : ثم قال : يخرج في آخر الزمان قوم كأن هذا منهم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية سيماهم التحليق لا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم مع الدجال فاذا لقيتموهم هم شر الخلق والخليقة. وفيه بعض صفاتهم انهم يحلقون رؤوسهم دلالة منهم على التكلف في الزهد والادعاء بذلك ، وفيه تأكيده لخروجهم في كل زمان حتى عهد الدجال الذي لم يأتي بعد ، مما يفيد إمكانية ظهورهم الان ، وفيه ايضا الدعوة لقتلهم ، وهذا يكون من قبل حكام المسلمين كما سيأتي. وروى أبي داود عن ابي سعيد الخدري وانس بن مالك رضي الله عنهما ان رسول الله r قال : سيكون في امتي اختلاف وفرقة ، قوم يحسنون القيل، ويسيئون الفعل ، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يرجعون حتى يرتد على فوقه هم شر الخلق طوبى لمن قتلهم وقتلوه ، يدعون الى كتاب الله وليسوا منه في شئ ، من قاتلهم كان اولى بالله منهم ،قالوا يا رسول الله ما سيماهم ؟ قال التحليق . وفي رواية عن انس : سيماهم التحليق والتسبيد فاذا رأيتموهم فانيموهم . أي اقتلوهم واطرحوهم أرضا ولا تتركوهم وقوفا بينكم. وفيه ان الحاكم المسلم الذي يقاتلهم ومن معه هم اقرب الى الله من هؤلاء الأدعياء ، ويريد بذلك تأكيد ان لا ننخدع بادعاءاتهم في الدين ، فالمنافق وغيره يمكن ان يحفظ القرآن ولكن الصدق في العمل واخلاص النية. ان اول الخوارج والمتطرفين ظهورا كجماعة كانوا يعرفون بكثرة التدين والورع وقراءة القرآن حتى انه كان : يقال لهم القراء لاشتهارهم بقراءة القرآن وتجويده، كما ذكر ابن حجر في الفتح . وكما اخرج النسائي : لهم دوي كدويي النحل من قراءة القرآن. وكان كبيرهم عبد الله بن الكواء . وهم ما بين أربعة الى ستة وقيل ثمانية آلاف . خرجوا على امير المؤمنين علي رضي الله عنه في حروراء ، وبعد المناظرة ورجعوا مع علي الى الكوفة أشاعوا انه تاب من الحكومة . (وهذا أسلوبهم حتى اليوم بالدعاية والشائعات بالكذب ضد من خالفهم ، ويعنون تاب من الحكومة أي قبوله لتحكيم رجلين في الخلاف مع معاوية رضي الله عنهم اجمعين) ، فلما بلغ ذلك عليا فخطب وانكر ذلك ، فتنادون من جوانب المسجد : لا حكم الا لله ، ( وهذا ايضا من صفات الخوارج نجدها اليوم في المتطرفين ، الهتاف في المسجد والتكبير ضد من خالفهم او تأييدا لمن وافقهم وهو من التكلف والادعاء ) ، فقال كلمة حق اريد بها باطل ، فقال لهم علي كما يذكر ذلك ابن حجر في الفتح ص 284 ، : فقال لهم ( أي علي رضي الله عنه) : لكم علينا ان لا نمنعكم من المساجد ولا من رزقكم من الفيء ولا نبدؤكم بقتال ما لم تحدثوا فسادا . ( وهذا في بادئ الامر ثم رجعوا معه) فخرجوا شيئا بعد شئ ( أي كما يتسلل المتطرفون اليوم ويهربون الى الادغال والجبال واوكار الارهاب ) الى ان اجتمعوا بالمدائن ، فراسلهم في الرجوع فاصروا على الامتناع حتى يشهد على نفسه بالكفر لرضاه بالتحكيم ويتوب ( أي حتى يكفر علي نفسه ليوافقهم على فكرهم في التكفير) ثم راسلهم ايضا فارادوا قتل رسوله ثم اجتمعوا على ان من لا يعتقد معتقدهم يكفر ويباح دمه وماله واهله ( اليس هذا فعل المتطرفين اليوم ) وانتقلوا الى الفعل فاستعرضوا الناس فقتلوا من اجتازهم ، ومر بهم عبد الله بن خباب بن الارت ، وكان واليا لعلي على بعض تلك البلاد ومعه سرية ( أي خادمة مملوكة) وكانت حامل فقتلوه وبقروا بطن سريته عن ولد ،( لان فهم الخاظئ حتى الطفل في بطن امه عندهم هو كافر مع ابيه ) فبلغ عليا فخرج اليهم الجيش الذي كان مهيأ للخروج الى الشام فأوقع بهم النهروان ( موقعة النهروان التي قتلهم فيها قبل عبور النهر ) ولم ينج منهم دون العشرة ولا قتل ممن معه الا نحو العشرة. انتهى ( جاء في اثر اخر انه نجا منهم تسعة وهم كانوا اربعة آلاف، وقتل من اصحاب علي تسعة ) . |
وفي ذلك تواترت الروايات وفي كل منها زيادة توضح جانب آخر من الموضوع. منها
اخرج النسائي والطبراني في الاوسط من طريق ابي السائفة عن جندب ابي عبد الله البجلي قال : لما فارقت الخوارج عليا خرج في طلبهم فانتهينا الى عسكرهم فاذا لهم دوي كدوي النحل من قراءة القرآن واذا فيهم اصحاب البرانس أي الدين كانوا معروفين بالزهد والعبادة قال فدخلني في ذلك شدة ، ( يجب ان نقارن ذلك مع ادعياء اليوم لنتاكد ان مظهر الدين لا يفيد اذا كانوا على ضلال في المنهج ، كما يبين ان البعض الطيب يكاد لا يصدق ان هؤلاء المتدينين على باطل حتى يشك في موقف من يخالفهم لعله مخطئ ، ونتابع كلام الصحابة وتابعيهم) ، فنزلت من فرسي وقمت اصلي فقلت : اللهم ان كان في قتال هؤلاء القوم لك طاعة فاذن لي فيه ( أي ان كان هؤلاء الذين يتلون القرآن على ضلال وقتلهم فيه خير اذهب عني التردد والشك في جواز قتالهم) فمر بي علي فقال لما حازاني تعوذ بالله من الشك يا جندب ( أي احس علي بتردد صاحبه لما رأى مظهر الخوارج الذين كان يعرفهم من سابق بالدين والعبادة والزهد ، هذا كالذين انخدعوا في بن لادن يقولون ترك اموال والده في حين هو يخوض في دماء الابرياء واموالهم ايضا) ، فلما جئته اقبل رجل على برذون يقول ان كان لك بالقوم حاجة فانهم قد قطعوا النهر ، قال ( أي علي ) ما قطعوا ثم جاء آخر كذلك ( أي رجل يقول مثل صاحبه ان الخوارج قطعوا النهر فالحق بهم ) ثم جاء آخر كذلك ، قال ( أي علي) : ما قطعوه ولا يقطعونه وليقتلن من دونه عهد من الله ورسوله قلت الله اكبر ( أي ادرك جندب ان عليا عنده حديث من النبي ص يبين انهم سيقتلون قبل عبور النهر ، لذلك لم يصدّق علي كل الاخبار التي تقول انهم قد عبروا النهر لثـقته في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ولان اولئك الرجال ينظرون من بعيد للخوارج وهم يحاولون عبور النهر فاشبه حالهم بانهم شرعوا في العبور ولكن اكتشفوا ان عليا عنده احاديث تبين ان اصحاب هذه الصفات هم اول الخوارج المعنيين وسيقتلون ) ثم ركبنا فسايرته ( أي قربت فرسي من فرسه وسرت بجانبه) فقال لي : سابعث اليهم رجلا يقرأ المصحف يدعوهم الى كتاب الله وسنة نبيهم ( ليثبت لهم ادعاءهم تحكيم الكتاب والسنة فانهم لا يقبلون ذلك اذا كانت النصوص ضدهم وذلك لهواهم وتعصبهم ) ، فلا يقبل علينا بوجهه حتى يرشقوه بالنبل ولا يقتل منا عشرة ولا ينجو منهم عشرة ، ( وهذا ليؤكد علي لصاحبه ان الحديث النبوي بين له هذه المسائل وسترى منها ما سيكون بعد قليل اخبرك به قبل وقوعه وحتى عدد القتلى ، لتزداد يقينا وان ذلك من خبر رسول ص وليس من عندي ) قال فانتهينا الى القوم فارسل اليهم رجلا فرماه انسان فاقبل علينا بوجهه فقعد ( أي حدث كما قال علي) وقال علي : دونكم القوم فما قتل منا عشرة ولا نجا منهم عشرة . انتهى وفي اخره يخبر عن ان الحال كان كما قال علي رضي الله عنه . وقد كان علي بيّن لاصحابه مبررات الخروج لقتال الخوارج، كما في الاثر. اخرج ابي داود ، عن سلمة بن كهيل قال : اخبرني زيد بن وهب الجهني انه كان في الجيش الذين كانوا مع علي عليه السلام الذين ساروا الى الخوارج فقال علي عليه السلام : اين الناس : اني سمعت رسول الله r يقول : يخرج قوم من امتي يقرؤون القرآن ليس قراءتكم الى قراءتهم شيئا ولا صلاتكم الى صلاتهم شيئا ولا صيامكم الى صيامهم شيئا يقرؤون القرآن يحسبونه لهم وهو عليهم لا تجاوز صلاتهم تراقيهم ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، لو يعلم الجيش يصيبونهم ما خفي لهم على لسان نبيهم r لنكلوا عن العمل ( أي لتركوا ان يزدادوا من العبادة ، كأن ذلك يكفي لدخولهم الجنة ) وآية ذلك ان فيهم رجلا له عضد وليس له ذراع ( وهذه من علامات النبوة وتاكيد لقتل هؤلاء الخوارج الذين منهم هذا الشخص ) على عضده مثل حلمة الثدي عيه شعرات بيض ، افتذهبوا الى معاوية واهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم واموالكم ؟ ( وهذا فيه تفضيل لقتل الخوارج والمتطرفين على غيرهم وان قتالهم اولى خاصة انهم سيضلون ذراريكم) والله اني لا ارجو ان يكونوا هؤلاء القوم فانهم قد سفكوا الدم الحرام ( وهذا اشبه بالمتطرفين الذين يقتلون من خالفهم بالتفجيرات وغيرها في الاماكن العامة والمواصلات والاسواق وغيرها ) وأغاروا في سرح الناس فسيروا على اسم الله قال سلمة فنزلني زيد منزلا منزلا حتى مرينا على قنطرة فلما التقينا وعلى الخوارج عبد الله بن وهب الراسي (أي قائدهم في هذه الواقعة) فقال سلوا السيوف من جفونها فاني اخاف ان يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء ( وهذا من تعصبهم واصرارهم على القتال فهم لا يريدون فرصة للمناقشة) قال فوحشوا برماحهم ( أي ابعدوها والقوها ) واستلوا السيوف وشجرهم الناس برماحهم قال وقتلوا بعضهم على بعض ، .. الخ) الحديث طويل. وقد جاء في الاثار ما يوضح خطأ منهجهم وتكلفهم في امور يتظاهرون بها ويراءون ويدعون الورع ، في حين يتساهلون فيما هو اكبر من المعاصي ، يقتل احدهم النفس التي حرم الله ويدعي انه يخاف الله في تمرة ساقطة على الارض . كما جاء فيما اخرجه ابن ابي شيبة في المصنف عن زيد بن هرون الواسطي قال حدثنا سليمان التميمي عن ابي مجلز قال : نهى علي اصحابه ان يسطوا على الخوارج حتى يحدثوا حدثا ، فمروا بعبد الله بن خباب فأخذوه فمر بعضهم على تمرة ساقطة من نخلة فاخذها فالقاها في فيه ، فقال بعضهم : تمرة معاهد ، فبم استحللتها ؟ فالقاها من فيه ، ثم مروا على خنزير فنفخه بعضهم بسيفه ، فقال بعضهم خنزير معاهد فبم استحللته؟ فقال : عبد الله الا أدلكم على ما هو اعظم حرمة من هذا ؟ قالوا نعم قال : انا ، فقدموه فضربوا عنقه ، فارسل اليهم علي ان افيدونا بقاتل بعبد الله بن خباب ، فارسلوا اليه ، كيف نفيدك وكلنا قتله ، قال : اوكلكم قتله؟ قالوا نعم فقال : الله اكبر ، ثم امر اصحابه ان يسطوا عليهم قال : والله لا يقتل منكم عشرة ولا يفلت منهم عشرة قال : فقتلوهم فقال : اطلبوا فيهم ذا الثدي فطلبوه فاتي به فقال : من يعرفه فلم يجدوا احدا يعرفه الا رجلا قال : انا رأيته بالنجف فقلت له اين تريد قال هذه ، واشار الى الكوفة، وما لي بها معرفة ، قال: فقال علي : صدق هو من الجان ، انتهى حديث 37882/7. أي هو ليس من اهل المنطقة حقيقة ولكنه شيطان خرج في صورة ادمي ليحرضهم على القتل كما فعل الشيطان حينما خرج مع اهل مكة في صورة دحي الكلبي كما هو مشهور في السيرة ، وعلي ض قال ذلك من اخبار النبي ص له . ويأخذ من الاثر عدة فوائد منها شاهدنا الادعاء منهم والتكلف في امر عادي ويفعلون الكبائر وهم فرحون ، وذلك كما روي ان رجلا سال ابن عباس في الحج ، هل علي شئ ان قتلت البعوض ، فاحس ابن عباس انه من المتكلفين فقال : من اين انت قال : من العراق : فقال : يا اهل العراق ما اتقيتم الله في دم الحسين وتسالون عن دم البعوض. وذكر ابن حجر عن تظاهرهم وتنطعهم ما جاء في 283/12 : وكان يقال لهم القراء لشدة اجتهادهم في التلاوة والعبادة ، الا انهم كانوا يتأولون القرآن على غير المراد منه ويستبدون برأيهم ويتنطعون في الزهد والخشوع وغير ذلك . انتهى. وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتابع مثل هذه الظواهر في التكلف ، فمرة سمع رجلا ينبه لتمرة ساقطة على الارض ، يقول تمرة تمرة (أي من سقطت منه تمرة ) فقال عمر : كلها ايها الورع الكاذب. لان الشي القليل وليس ثمين وما يعرف ( باللقطة) لا ينبه له ، لانه لا يضر بصاحبه ولا يظن انه يبحث عنه. ومرة راى في الصلاة رجلا يرخي رقبته كثيرا وكانه شديد الخشوع ، فقال عمر رضي الله عنه : يا صاحب الرقبة ارفع رقبتك فان الخشوع في القلب. وايضا يأخذ من ذلك الاثر ، انهم تستروا على القاتل وحموه ودافعوا عنه كما يفعل بعض من يساندون التطرف في هذا الزمان ويؤوونه حتى اضطر الناس لقتالهم جميعا فكانوا بذلك الإيواء وبالا على قومهم لانهم آووا محدثا ، وجعلوا بلادهم وكرا للخوارج والبغاة الظالمين ، ويجب على حكام المسلمين ان يلاحقوا كل من يأوي الارهاب والمتطرفين سواء كانوا جماعة او حكومة لان ذلك يضر بالجميع وسياتي لذلك ذكر اخر. |
ويجب ان نتذكر بان الخوارج يدخل فيها كل من حمل صفاتهم من المتطرفين الذين تتعدد اسماء فرقهم اليوم وسنذكر لهم امثلة.
واما الذين قاتلهم علي فهم اولهم وليس كلهم ولم يكن وصف الخوارج خاص بألئك ، وذكر ذلك شيخ الإسلام ج 28 ص494 : فهذه المعاني موجودة في ألئك القوم الذين قاتلهم علي ض وفي غيرهم ، وانما قولنا : ان عليا قاتل الخوارج بامر رسول الله r مثل ما يقال ان النبي صلى الله عليه وسلم قاتل الكفار أي قتال جنس الكفار - الى قوله : : وكذلك الخروج والمروق يتناول كل من كان في معنى ألئك ويجب قتالهم بامر النبي r كما وجب قتال ألئك ). انتهى ويعني قتال الخوارج المتأخرين ايضا بأمر رسول الله r. وورد في موضع سابق قوله : قد ادخل فيها العلماء لفظا اومعنا من كان في معناهم من اهل الاهواء الخارجين عن شريعة رسول الله r وجماعة المسلمين. وقال ايضا بعد ذكر العلامة التي في المخدج، قال : وهذه العلامة التي ذكرها النبي r هي علامة اول من يخرج منهم ، ليسوا مخصوصين بألئك القوم ، فانه قد اخبر في غير هذا الحديث انهم لا يزالون يخرجون الى زمن الدجال وقد اتفق المسلمون على ان الخوارج ليسوا مختصين بذلك العسكر .- وايضا قال : فالصفات التي وصفها في غير ذلك العسكر ، ولهذا كان الصحابة يرون الحديث مطلقا.- الى قوله : والنبي ص انما ذكر الخوارج الحرورية لانهم اول صنف من اهل البدع خرجوا بعده بل اولهم خرج في حياته فذكرهم لقربهم من زمانه. انتهى يتبين ان كل فرق التطرف اليوم التي تخرج على حكام المسلمين بشبهة الحاكمية من غير ان يجحد الحاكم ذلك فهم خوارج يجب قتالهم وكان عمر ض يرصدهم لو خرجوا ، فلما اشتبه في تصرفات رجل يقال له صبيع بن عسل ، كشف راسه فوجد له شعر فقال له عمر ض : لو وجدتك محلوقا لضربت الذي فيه عيناك. أي لقتلك لان من علامات الخوارج حلق كامل الشعر لادعاء الزهد. وشاهدنا انه يتابع أي مظهر يبدوا للخوارج لمحاربته في اول ظهوره ، وعلى حكامنا في البلاد الاسلامية ان يتابعوا ذلك وينفذوا امر رسول الله r في استئصالهم ، عملا بوصية رسول الله r. وقال شيخ الإسلام في ص 546 ج28 : وقد اتفق السلف والائمة على قتل الخوارج واول من قاتلهم امير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه ، ومازال المسلمون يقاتلون في صدر خلافة بني امية وبني العباس مع الامراء وان كانوا ظلمة وكان الحجاج ونوابه ممن يقاتلونهم فكل ائمة المسلمين يامرون بقتال الخوارج. انتهى وربما هناك من يحمل صفات الخوارج لكنه يسمع هذا الاسم عند قياداته ، او يقولون نحن لا نكفر بالكبيرة ، فنقول ان التكفير بالكبيرة واحدة من بعض صفات بعض الخوارج وهناك الكثير من الصفات الاساسية فيهم وما سمو بالخوارج الا لخروجهم على الحكام وجماعة المسلمين فمن اعتقد ذلك من المتطرفين هو من الخوارج. فكل هذا لم تفهم منه شئ. ولانك فيك صفات الخوارج لم تدرك المراد الخص لك بعض النقاط وايضا ليدرك القارئ ان هذه الصفات وردت سابقا. ولتعلم اولا الخوارج بضعا وسبعين فرقة مختلفون في عقائدهم لذلك ليس كل الصفات في جميعهم بل لكل فئئة عقيدة وعليها تكفر غيرها، لذا اذا وجدت صفة عند بعضهم ولم توجد عند الاخر لا يعني انهم ليسو من الخوارج ولكن بعض صفاتهم تكفي للدخول في الخوارج لانها ابواب مثل من سب الدين يكفر لكنه لا يجحد حكم الزنى فكل واحدة تقوم بحكها ولا يلزم ان توجد جميعها في شخص واحد. لذلك كان امير المؤمنين عمر كشف راي صبيغ بن عسل ليرى ان كان راسه محلوقا كصفات الخوراج، بعد ما سنع منه كلة اشبهم بحديثهم: ثم قال : لو وجدتك محلوقا لقطعت راسك، أي لو كانت هناك صفة اخرى لما رايت من الخوارج. والملخص: 1- ومن صفاتهم : الجهل بالكتاب والسنة ، وسوء الفهم لمعانيهما ؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: (يقرؤن القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم) (رواه مسلم1066 ).. 2- ومن صفات الخوارج الخروج على الحكام بناء على زعمهم انهم كفار . 3- وصفة فئة منهم تكفر أصحاب الكبائر. وهذه عند بعضهم واخرين يقولون لا نكفر بالكبيرة للهرب منها في حين يكفرون بكبيرة يرون انها ليست كبيرة بل يرونها كفر اكبر في حين هي كفر اصغر وكفر دون كفر، وهي عدم تحكيم الحدود من غير جحود، فانها ليس مخرجة من الملة كما ورد عن الصحابة والسلف رضي الله عنهم وراجع ذلك اعلى المقال. 4- .انهم يضللون الخليفتين الراشدين عثمان وعلي رضي الله عنهما. ويتبرءون منهما 5- تجويز الإمامة العظمى في غير القرشي وهي اذا كان لكل العالم الاسلامي سلطة اسلامية واحدة فهي تكون من قريش، وهم يوسعونها لتشمل رموزهم الغير قرشية وحرصهم على السلطة. 6- يقولون بوجوب قضاء الصلاة على الحائض، حيث خالفوا النص والإجماع. 7- إسقاط حد الرجم عن الزاني، وإسقاط حد القذف عمن قذف المحصنين من الرجال دون من قذف المحصنات من النساء . لانهم يردون الاحاديث التي بينتها. 8- ومن صفات فرقة العجاردة من فئات الخوارج: إنكار بعضهم سورة يوسف، ومن هواهم قالوا لا يجوز أن تكون قصة العشق من القرآن. وهل ما يرد في القران كله مما يؤيده بل هناك الزنا والكفر واللواط والخمر. كما ان ما يرد في القران لا يخضع للراي. وانه يحكي ما يقعثم يحكم عليه. 9- التكلف في العبادة وادعاء الزهد والعبادة ، وقد ورد سابقا. 10- ومن علاماتهم صغار الأسنان سفهاء الأحلام: فعن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في وصف الخوارج :( حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام ) متفق عليه. وهم شباب لم يتمكن من تحصيل العلم ويسارع للفتوى والتكفير. 11- ومن أوصافهم التحليق، كما ثبت في صحيح البخاري مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في وصفهم :( سيماهم التحليق ) والمراد به : حلق رؤسهم على صفة خاصة، أو حلقها بالكلية، بقصد العبادة والزهد. 12- ومن صفاتهم: التظاهر بالدين مع فساد العقيدة حيث يخرجهم ذلك من الدين بسبب تكفيرهم للمسلمين كما في الحديث: (تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وقراءتكم مع قراءتهم وصيامكم مع صيامهم) لكنهم والعياذ بالله (يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية). 13- ومن صفاتهم: إظهار شيء من الحق ويريدون به الباطل، فيعلنون الإصلاح والمطالبة بتحكيم الشريعة في حين أنها محكّمة ليتوصلوا بها إلى حمل السلاح وإسقاط الدولة . كما جاء في الحديث:) من حديث عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن الحرورية - يعني الخوارج - لما خرجت وهو مع علي ابن أبي طالب ، قالوا : لا حكم إلا لله . قال على رضي الله عنه : كلمة حق أريد بها باطل. صحيح مسلم (1066). 14- من صفاتهم استباحة دماء المسلمين والمعاهدين واستحلال أعراضهم وأموالهم بل وأولادهم، كما جاء في الحديث: (أن علياً حرض المسلمين على قتال الخوارج لما نزعوا البيعة وأفسدوا في الأرض ، فقال بعد أن ذكر حديث الخوارج ومروقهم من الإسلام: (أيها الناس ، تتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم ، والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم ، فإنهم قد سفكوا الدم الحرام ، وأغاروا في سرح المسلمين فسيروا على اسم الله) . صحيح مسلم (1066). وكما جاء في مسند الإمام أحمد(1/86) : (أن عائشة رضي الله عنها ، قالت لعبد الله بن شداد: وهل قتلهم علي رضي الله عنه تعني الخوارج ، قال : والله ما بعث إليهم حتى قطعوا السبيل وسفكوا الدم ، واستحلوا أهل الذمة " وهذا ما يقع من الخوارج سواء القاعدة او غيرها من المتطرفين الذين يفجرون الناس سواء مسلمين او كفار اهل ذمة. ان صفات الخوارج متواجدة في هذه الحركات التي ذكرناها ولكنكم عجزتم عن الرد فعمدتم الى النفي والمراوغة وعليكم الرد العلمي وليس فقط نفي وقوع ما قد وقع. |
مازال الخ=وارج يمرحون وعلى الجميع واجب تحجيمهم
|
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.