حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   صالون الخيمة الثقافي (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=9)
-   -   في انْتِظارِ الصباحاتِ المؤجّلةِ (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=73185)

هشام مصطفى 06-08-2008 12:24 PM

في انْتِظارِ الصباحاتِ المؤجّلةِ
 
في انْتِظارِ الصّباحاتِ المؤجّلَةِ
لَيْلَةٌ أُخْرى !!!
تُغنّي... أَمْ تَبوحْ
أَمْ على أَبْوابِ حَرْفٍ
ـ لَمْ يَزَلْ ـ
يَنْسابُ مِنْ دَفْقِ الحَكايا
وَمِنَ السّطْرِ الّذي اعْوجّتْ
حناياهُ بِأَثْقالِ الخَطايا
أَمْ بِأيِّ الْجُرْحِ جاءتْ تَنْتَقي
سَوْطَ زمانِ الغُرْبَةِ الْعَطْشى
إلى جَلْدِ الْمعاني
كيْ تَبوحْ
لَيْلَةٌ أُخْرى !!!
أَتَتْ تُعْطي هداياها
إلى الصّمْتِ الْمُسجّى
في شرايينِ الْأماني
للصباحاتِ الّتي
شاخَتْ على أَسْوارِ دنيا
لا تلوحْ
خَبّأتْ
ـ خَلْفَ انْكِساراتِ السنا ـ
وَجْها عَنيدا لفتىً آتٍ
بِلونِ الصّبرِ في كفّيْهِ شالٌ
مِنْ نسيْجِ القَهْرِ والْحُزْنِ الْمُحَنّى
بِدَمِ الْحُلْمِ الّذي اغْتالَتْ
أياديهمْ صباهْ
ظَنَّ أنَّ الشّالَ كافٍ
كيْ يَرُدَّ الْبَرْدَ مِنْ دَرْبٍ مشاهْ
لَمْ يَكُنْ يَدْري
لماذا الّليلُ لَمْ يُلْهِمْ
قَصيدَ الْعِشْقِ حَرْفا في هواهْ ؟!!
لِمَ ماتَتْ ـ في بلادي ـ
بَسْمَةُ الْأيامِ والْأحلامِ
مِنْ سَمْتِ الْغَدِ الْآتي الّذي
ضلّتْ خُطاهْ ؟!!
لِمَ يَخْبو ـ عَنْ ليالي الْنيلِ ـ
دِفءُ الْناي والْموّالِ والْعِشْقِ
وأَضْحى الْماءُ مَعْجُونا
بِطْمي الْخَوْفِ لا يروي الشّفاهْ؟!!
لَمْ تَعُدْ تلْكَ السّواقي
ينْتَشي مِنْها أديمُ الْأَرْضِ
أوْ تَسْقي الرّوابي أُغْنياتٍ
ـ تاهَ حاديها ـ
وكانتْ ـ مِنْ قَديمٍ ـ كالصّلاةْ
لَمْ تَعُدْ ( أوزيس ُ )
تَشْدو في النّواحي
كيْ يَعودَ الْغائبُ الموءودُ
مَبْعوثَ الْإلهْ
لَمْ تَعُدْ تَجْمَعُ أشْلاءَ الحُبِّ
ـ مِنْ جُبِّ الشِّتاتِ الْمُرِّ ـ
في أحْضانِها
كيْ يَرْتوي مِنْ ثَدْيها
سِرَّ الْحياةْ
لَمْ تَعُدْ ( أوزيسُ ) يُضْنيها جَفاهْ
لَيْلَةٌ أُخْرى!!!
تهادَتْ مِثْلَ آلافِ الّليالي
ـ في بلادي ـ
سافَرَتْ ساعاتُها
عَبْرَ جِبالِ الْمِلْحِ والْجُرْحِ
إلى عُمْقِ مَداراتِ الْخَواءْ
في صَحاري عُمْرِنا الْمسْلوب ـ قهرا ـ
وانْكِفاءِ الْحُلمِ والْعَجْزِ
وَمَوْتِ الْكبْرياءْ
حيْثُ صارتْ أَعْيُنِ الْبَدْرِ سوادا
خاصَمَتْ حُضْنَ الضّياءْ
حيْثُ لا شيءَ يُغَنّي ...
غيْرُ مَوّالِ الشّقاءْ
غَيْرُ آمالٍ تشظّتْ في صدورِ الْأبرياءْ
في انْتِظارِ الفَجْرِ والصّبْحِ الْمُحلَّى
بانْكِسار الليلِ ـ دَحْرا ـ
تَحْتَ أقْدامِ الْفضاءْ
حيْثُ خُبْزُ الْموتِ
في كفِّ الْحيارى / في الدمِ الْمسْفوحِ
في عجْزِ يدِ الْمَقْهور
مِنْ أَجْلِ الْبقاءْ
في الْمُنى الْمَكْلومِ
ـ بحثا عَنْ حبيبٍ غائبٍ ـ
مازال يَرْنو مِنْ بَعيدٍ
لغَدٍ معْصوبةٍ عيناهُ منْزوعِ الرّداءْ
لَيْلَةٌ أخرى!!!
تَعبُّ الْكأسَ تُلْوَ الْكأسِ
مِنْ حُلْمي الْمُباحْ
أسْكَرتْها لَحْظَةُ التّنْويرِ حتّى عانَقَتْ
حَرْفَ الْقصيدِ الْمُسْتباحْ
أيْقَظَتْ مِنْ كَوْمَةِ التّاريخِ وجها
للْفتى مهرانَ / للجُنْديِّ في سيناءِ
للنيلِ إذا ما الْجِدُ لاحْ
كان يسْمو في فضاء الْعزِّ
كالْنوْرَسِ حُرّا
يكْرّهُ الْأصفادَ مفْرودَ الْجِناحْ
إنْ سرى ليلٌ توضّا
ثمَّ نادى للْفلاحْ
يطْلُبُ الْفَجْرَ حثيثا
موقِظا عيْنَ الصّباحْ
كيْفَ أضْحى في ثُباتٍ
مُسْتَلِذّا صَمْتَهُ ـ كالْقبْر ثاوٍ ـ
لا يَعي معْنى الْكِفاحْ
أيّها الساكنُ في صمْتِ الجِراحْ
أيّها المَصْلوبُ عِشقا
لبلاد النّيل / للأهرامِ / للإنسان
للوادي البَراحْ
قدْ غدا الليلُ طويلا
والسّنا الْغافي ينادي
مِنْ وراء الْحُجْبِ في ( ديكِ ) الْحَكايا
هل أتى من ( شهرزادَ ) القوْلُ
كيْ نرمي الْقِداحْ ؟
( سيّدي :
قد سكتَ السّطرُ عَنِ الْحَرْفِ الْمُتاحْ )

شعر / هشام مصطفى

بيلسان 06-08-2008 12:35 PM



نسج رائع....

ولكن للعلم فقط ان كل صباحاتنا مؤجلة..

دمت بخير

السيد عبد الرازق 09-08-2008 11:57 PM

وأَضْحى الْماءُ مَعْجُونا
بِطْمي الْخَوْفِ لا يروي الشّفاهْ؟!!
لَمْ تَعُدْ تلْكَ السّواقي
ينْتَشي مِنْها أديمُ الْأَرْضِ
أوْ تَسْقي الرّوابي أُغْنياتٍ
ـ تاهَ حاديها
مرحبا بعودتك أيها الشاعر الألق .
سطرت معاناة قلم أو قل معاناة شعب يكافح من أجل البقاء .
ينتظر الصباح الآتي من حضن المغيب .
تحياتي لكم أخي وحبيبي هشام مصطفي فأنا أستمتع وأتألم حينما أقرأ قصائدك
وأحس بحال القصيدة وشاعرها .
تحياتي لكم وكامل تقديري ومودتي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اوراق الثريا 10-08-2008 12:41 AM

لاأدري...


الصّباحاتِ المؤجّلَةِ



سلواءَ" روحٍ تخطت السور وضاعت
بين الألوان و الألوان ....
لشاعرالسيد هشام مصطفي حباً وتقديراً


كم هو مؤلم ان يصبح بيتاً توارثناه أباً عن جد مرتعاً لأشباح تطاردنا و تشردنا


لا تبخل بالعزاء فالجرح في شفة الليل
لا يزال شوقاً يدمع.... و يأمل

هشام مصطفى 19-08-2008 12:03 AM

الأخوة والأخوات / بيلسان والسيد عبد الرزاق و أوراق الثريا
أعتذر شديد الاعتذار عن تأخري في الرد على سمو مشاعركم النبيلة وأخلاقك العالية وذلك بسبب عدم تمكني في الفترة الماضية من الدخول إلى المنتدى نظرا لعطل في النت هنا حيث أقيم
فأرجو قبول اعتذري وشديد أسفي
مودتي

هشام مصطفى 19-08-2008 12:07 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة بيلسان


نسج رائع....

ولكن للعلم فقط ان كل صباحاتنا مؤجلة..

دمت بخير

سيّدتي الراقية / بيلسان
مرور ماطر بالعمق رغم الإيجاز
نعم سيّدتي كل الصباحات مؤجلة هنا إلا أن شهرزاد مازالت على عهدها تنتظر ديك الصباح المؤذن بانبلاج الصبح الآتي وإن تأخر فالتاريخ يؤكد ويقول ذلك
مودتي

هشام مصطفى 19-08-2008 12:10 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة السيد عبد الرازق
وأَضْحى الْماءُ مَعْجُونا
بِطْمي الْخَوْفِ لا يروي الشّفاهْ؟!!
لَمْ تَعُدْ تلْكَ السّواقي
ينْتَشي مِنْها أديمُ الْأَرْضِ
أوْ تَسْقي الرّوابي أُغْنياتٍ
ـ تاهَ حاديها
مرحبا بعودتك أيها الشاعر الألق .
سطرت معاناة قلم أو قل معاناة شعب يكافح من أجل البقاء .
ينتظر الصباح الآتي من حضن المغيب .
تحياتي لكم أخي وحبيبي هشام مصطفي فأنا أستمتع وأتألم حينما أقرأ قصائدك
وأحس بحال القصيدة وشاعرها .
تحياتي لكم وكامل تقديري ومودتي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الحبيب / العزيز الشاعر الرائع السيد عبد الرزاق
أشكرك لطهر نفسك ونقاء حرفك أيها الحبيب
مرورك يضفي الكثير على أحرف القصيدة وإبحارك يشي بفهم عميق لما بين الأسطر
مودتي

هشام مصطفى 19-08-2008 12:13 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة اوراق الثريا
لاأدري...


الصّباحاتِ المؤجّلَةِ



سلواءَ" روحٍ تخطت السور وضاعت
بين الألوان و الألوان ....
لشاعرالسيد هشام مصطفي حباً وتقديراً


كم هو مؤلم ان يصبح بيتاً توارثناه أباً عن جد مرتعاً لأشباح تطاردنا و تشردنا


لا تبخل بالعزاء فالجرح في شفة الليل
لا يزال شوقاً يدمع.... و يأمل

سيّدتي الراقية / أرواق الثريا
نعم سيّدتي هو مؤلم ذلك الشعور / الواقع
يبدو أن قدرنا أن يصنعنا الألم ويدفعنا حيث اللانهاية من التيه فلا نجد إلا الحرف عزاء لنا
مودتي

محمد الحبشي 19-08-2008 06:48 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة هشام مصطفى
لَمْ تَعُدْ تلْكَ السّواقي
ينْتَشي مِنْها أديمُ الْأَرْضِ
أوْ تَسْقي الرّوابي أُغْنياتٍ
ـ تاهَ حاديها ـ
وكانتْ ـ مِنْ قَديمٍ ـ كالصّلاةْ

غَيْرُ آمالٍ تشظّتْ في صدورِ الْأبرياءْ
في انْتِظارِ الفَجْرِ والصّبْحِ الْمُحلَّى
بانْكِسار الليلِ ـ دَحْرا ـ
تَحْتَ أقْدامِ الْفضاءْ
حيْثُ خُبْزُ الْموتِ
في كفِّ الْحيارى / في الدمِ الْمسْفوحِ
في عجْزِ يدِ الْمَقْهور
مِنْ أَجْلِ الْبقاءْ
في الْمُنى الْمَكْلومِ
ـ بحثا عَنْ حبيبٍ غائبٍ ـ
مازال يَرْنو مِنْ بَعيدٍ
لغَدٍ معْصوبةٍ عيناهُ منْزوعِ الرّداءْ

هذه المعزوفة الموسيقية الرائعة ..
جاءت من أهدأ البحور وأكثرها انسيابية فترقرقت كأنها قطرات الطل على أوراق زهرة ناضرة ..

لم أزل أتنقل من رحيق لرحيق حتى انتهت سطورها لكن لم يختفى عطرها من فضاءى ولم تذهب لذتها من فمى ..

أستاذ هشام ..
دمت مبدعا متميزا


هشام مصطفى 21-08-2008 01:15 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة قوس المطر
هذه المعزوفة الموسيقية الرائعة ..
جاءت من أهدأ البحور وأكثرها انسيابية فترقرقت كأنها قطرات الطل على أوراق زهرة ناضرة ..

لم أزل أتنقل من رحيق لرحيق حتى انتهت سطورها لكن لم يختفى عطرها من فضاءى ولم تذهب لذتها من فمى ..

أستاذ هشام ..
دمت مبدعا متميزا


سيّدي / قوس المطر
أشكر لك هذا الإبحار العميق بين الحروف ولهذا التقدير للحرف
مودتي

هيثم العمري 24-08-2008 12:21 AM

أخي هشام مصطفى دمت مبدعا تحاياي

هشام مصطفى 24-08-2008 05:07 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة هيثم العمري
أخي هشام مصطفى دمت مبدعا تحاياي

أخي الجميل شاعر الحب / هيثم
مرور رائع من شاعر أروع
شكرك لتعطيرك حروفي

السيد عبد الرازق 29-08-2008 12:45 AM

هنا مرّت نواظرنا . هنا بالعين ناجاه .
هنا ريح يخامرنا . هنا زهر عرفناه .

السيد عبد الرازق 09-09-2008 11:03 PM

مررت من هنا أسجل حضوري .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هشام مصطفى 30-09-2008 12:48 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة السيد عبد الرازق (المشاركة 597774)
مررت من هنا أسجل حضوري .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الشاعر الرائع / السيد عبد الرزاق
حضورك له ألقه الذي تشرق به الحروف وتزدان
مودتي

هـــند 30-09-2008 12:54 AM

مررت من هنا كي أضع بصمتي على سمفونيتك العذبة المبدعة بتألمها كي يعرف الكل اني حظيت بشرف قراءتها واستمتعت وتساءلت نحن أجلنا صباحتنا ام كتب عليها ذلك.
دمت مبدعا.

ابن حوران 01-10-2008 06:33 AM

الشاعر الأستاذ هشام مصطفى


كم هي جميلة تلك اللقطات لمشهد حاضر في معايشتنا لواقعنا الذي يرقبه الجميع ويراه كل من زاوية ..

تتراكم الليالي فوق بعضها وكأن كل ليلة نسيت أن تختتم امتدادها بصباح!

حتى ضجر منها الماء والرمز والإنسان، واستسلم لنتاجها!

في مواساة السهر يرتشف الساهر فنجال قهوة ليطيل صبره ومطاولته للصمود في إنجاز ما أراد من سهره وأرقه الذي ينتظر أن تلد منه بارقة أمل..

عندما تتراكم الأسماء في قوائم الشهداء، حتى يجبر طول القائمة من يقرأها لكي ينسى من كان في أولها أو في منتصفها، يصبح طعم الشهادة بلا انتصار.

وعندما تزيد تقلبات الجنبين التي تستصرخ القدر بنوم هانئ، يصبح الليل أثقل

وعندها لن يتعرف من يتقلب في نومه على ملامح شكل الصباح القادم، الذي يتداخل مع امتداد الليالي ..

كم أعجبني هذا النص الغزير بصوره ومعانيه!
إنه نص مليء بالفكر وبمذاق مرارته حلوة

تحياتي واحترامي شاعرنا المبدع

هشام مصطفى 07-12-2008 09:40 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة هنودة (المشاركة 600526)
مررت من هنا كي أضع بصمتي على سمفونيتك العذبة المبدعة بتألمها كي يعرف الكل اني حظيت بشرف قراءتها واستمتعت وتساءلت نحن أجلنا صباحتنا ام كتب عليها ذلك.
دمت مبدعا.

سيّدتي همودة
كم هو جميل أن يرى الحرف أخوته في المعاناة
صفحتي سيّدتي هي التي شرفت بهكذا هطول عطر من مداد روحك الندية
مودتي

هشام مصطفى 07-12-2008 09:42 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة ابن حوران (المشاركة 600627)
الشاعر الأستاذ هشام مصطفى


كم هي جميلة تلك اللقطات لمشهد حاضر في معايشتنا لواقعنا الذي يرقبه الجميع ويراه كل من زاوية ..

تتراكم الليالي فوق بعضها وكأن كل ليلة نسيت أن تختتم امتدادها بصباح!

حتى ضجر منها الماء والرمز والإنسان، واستسلم لنتاجها!

في مواساة السهر يرتشف الساهر فنجال قهوة ليطيل صبره ومطاولته للصمود في إنجاز ما أراد من سهره وأرقه الذي ينتظر أن تلد منه بارقة أمل..

عندما تتراكم الأسماء في قوائم الشهداء، حتى يجبر طول القائمة من يقرأها لكي ينسى من كان في أولها أو في منتصفها، يصبح طعم الشهادة بلا انتصار.

وعندما تزيد تقلبات الجنبين التي تستصرخ القدر بنوم هانئ، يصبح الليل أثقل

وعندها لن يتعرف من يتقلب في نومه على ملامح شكل الصباح القادم، الذي يتداخل مع امتداد الليالي ..

كم أعجبني هذا النص الغزير بصوره ومعانيه!
إنه نص مليء بالفكر وبمذاق مرارته حلوة

تحياتي واحترامي شاعرنا المبدع

ابن حوران أيها المثقف الأريب الجميل
لك من حرفي مداد الود وانبثاق شوق المعانقة لفكرك العميق
مودتي

هشام مصطفى 07-12-2008 09:44 PM

ابن حوران الرائع
هنودة الرائعة
أعتذر لكما لتأخري في ردي لكما وطمعي في بستان تسامحكما أن أقطف منه وردة الصفح
مودتي

محمود راجي 07-12-2008 10:09 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة هشام مصطفى (المشاركة 591456)
في انْتِظارِ الصّباحاتِ المؤجّلَةِ
[color="red
لَمْ تَعُدْ ( أوزيس ُ )
تَشْدو في النّواحي
كيْ يَعودَ الْغائبُ الموءودُ
مَبْعوثَ الْإلهْ
لَمْ تَعُدْ تَجْمَعُ أشْلاءَ الحُبِّ
ـ مِنْ جُبِّ الشِّتاتِ الْمُرِّ ـ
في أحْضانِها
كيْ يَرْتوي مِنْ ثَدْيها
سِرَّ الْحياةْ
لَمْ تَعُدْ ( أوزيسُ ) يُضْنيها جَفاهْ
لَيْلَةٌ أُخْرى!!!
تهادَتْ مِثْلَ آلافِ الّليالي
ـ


هل أتى من ( شهرزادَ ) القوْلُ
كيْ نرمي الْقِداحْ ؟
( سيّدي :
قد سكتَ السّطرُ عَنِ الْحَرْفِ الْمُتاحْ
)[/color]

شعر / هشام مصطفى

كم أحب تضمين الأساطير في الشعر
أخي سارع إلى المشاركة في برنامج أمير الشعراء الموسم القادم
وشكراً لك

ياسر الهلالي 08-12-2008 07:24 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة هشام مصطفى (المشاركة 591456)
في انْتِظارِ الصّباحاتِ المؤجّلَةِ
لَيْلَةٌ أُخْرى !!!
تُغنّي... أَمْ تَبوحْ
أَمْ على أَبْوابِ حَرْفٍ
ـ لَمْ يَزَلْ ـ
يَنْسابُ مِنْ دَفْقِ الحَكايا
وَمِنَ السّطْرِ الّذي اعْوجّتْ
حناياهُ بِأَثْقالِ الخَطايا
أَمْ بِأيِّ الْجُرْحِ جاءتْ تَنْتَقي
سَوْطَ زمانِ الغُرْبَةِ الْعَطْشى
إلى جَلْدِ الْمعاني
كيْ تَبوحْ
لَيْلَةٌ أُخْرى !!!
أَتَتْ تُعْطي هداياها
إلى الصّمْتِ الْمُسجّى
في شرايينِ الْأماني
للصباحاتِ الّتي
شاخَتْ على أَسْوارِ دنيا
لا تلوحْ
خَبّأتْ
ـ خَلْفَ انْكِساراتِ السنا ـ
وَجْها عَنيدا لفتىً آتٍ
بِلونِ الصّبرِ في كفّيْهِ شالٌ
مِنْ نسيْجِ القَهْرِ والْحُزْنِ الْمُحَنّى
بِدَمِ الْحُلْمِ الّذي اغْتالَتْ
أياديهمْ صباهْ
ظَنَّ أنَّ الشّالَ كافٍ
كيْ يَرُدَّ الْبَرْدَ مِنْ دَرْبٍ مشاهْ
لَمْ يَكُنْ يَدْري
لماذا الّليلُ لَمْ يُلْهِمْ
قَصيدَ الْعِشْقِ حَرْفا في هواهْ ؟!!
لِمَ ماتَتْ ـ في بلادي ـ
بَسْمَةُ الْأيامِ والْأحلامِ
مِنْ سَمْتِ الْغَدِ الْآتي الّذي
ضلّتْ خُطاهْ ؟!!
لِمَ يَخْبو ـ عَنْ ليالي الْنيلِ ـ
دِفءُ الْناي والْموّالِ والْعِشْقِ
وأَضْحى الْماءُ مَعْجُونا
بِطْمي الْخَوْفِ لا يروي الشّفاهْ؟!!
لَمْ تَعُدْ تلْكَ السّواقي
ينْتَشي مِنْها أديمُ الْأَرْضِ
أوْ تَسْقي الرّوابي أُغْنياتٍ
ـ تاهَ حاديها ـ
وكانتْ ـ مِنْ قَديمٍ ـ كالصّلاةْ
لَمْ تَعُدْ ( أوزيس ُ )
تَشْدو في النّواحي
كيْ يَعودَ الْغائبُ الموءودُ
مَبْعوثَ الْإلهْ
لَمْ تَعُدْ تَجْمَعُ أشْلاءَ الحُبِّ
ـ مِنْ جُبِّ الشِّتاتِ الْمُرِّ ـ
في أحْضانِها
كيْ يَرْتوي مِنْ ثَدْيها
سِرَّ الْحياةْ
لَمْ تَعُدْ ( أوزيسُ ) يُضْنيها جَفاهْ
لَيْلَةٌ أُخْرى!!!
تهادَتْ مِثْلَ آلافِ الّليالي
ـ في بلادي ـ
سافَرَتْ ساعاتُها
عَبْرَ جِبالِ الْمِلْحِ والْجُرْحِ
إلى عُمْقِ مَداراتِ الْخَواءْ
في صَحاري عُمْرِنا الْمسْلوب ـ قهرا ـ
وانْكِفاءِ الْحُلمِ والْعَجْزِ
وَمَوْتِ الْكبْرياءْ
حيْثُ صارتْ أَعْيُنِ الْبَدْرِ سوادا
خاصَمَتْ حُضْنَ الضّياءْ
حيْثُ لا شيءَ يُغَنّي ...
غيْرُ مَوّالِ الشّقاءْ
غَيْرُ آمالٍ تشظّتْ في صدورِ الْأبرياءْ
في انْتِظارِ الفَجْرِ والصّبْحِ الْمُحلَّى
بانْكِسار الليلِ ـ دَحْرا ـ
تَحْتَ أقْدامِ الْفضاءْ
حيْثُ خُبْزُ الْموتِ
في كفِّ الْحيارى / في الدمِ الْمسْفوحِ
في عجْزِ يدِ الْمَقْهور
مِنْ أَجْلِ الْبقاءْ
في الْمُنى الْمَكْلومِ
ـ بحثا عَنْ حبيبٍ غائبٍ ـ
مازال يَرْنو مِنْ بَعيدٍ
لغَدٍ معْصوبةٍ عيناهُ منْزوعِ الرّداءْ
لَيْلَةٌ أخرى!!!
تَعبُّ الْكأسَ تُلْوَ الْكأسِ
مِنْ حُلْمي الْمُباحْ
أسْكَرتْها لَحْظَةُ التّنْويرِ حتّى عانَقَتْ
حَرْفَ الْقصيدِ الْمُسْتباحْ
أيْقَظَتْ مِنْ كَوْمَةِ التّاريخِ وجها
للْفتى مهرانَ / للجُنْديِّ في سيناءِ
للنيلِ إذا ما الْجِدُ لاحْ
كان يسْمو في فضاء الْعزِّ
كالْنوْرَسِ حُرّا
يكْرّهُ الْأصفادَ مفْرودَ الْجِناحْ
إنْ سرى ليلٌ توضّا
ثمَّ نادى للْفلاحْ
يطْلُبُ الْفَجْرَ حثيثا
موقِظا عيْنَ الصّباحْ
كيْفَ أضْحى في ثُباتٍ
مُسْتَلِذّا صَمْتَهُ ـ كالْقبْر ثاوٍ ـ
لا يَعي معْنى الْكِفاحْ
أيّها الساكنُ في صمْتِ الجِراحْ
أيّها المَصْلوبُ عِشقا
لبلاد النّيل / للأهرامِ / للإنسان
للوادي البَراحْ
قدْ غدا الليلُ طويلا
والسّنا الْغافي ينادي
مِنْ وراء الْحُجْبِ في ( ديكِ ) الْحَكايا
هل أتى من ( شهرزادَ ) القوْلُ
كيْ نرمي الْقِداحْ ؟
( سيّدي :
قد سكتَ السّطرُ عَنِ الْحَرْفِ الْمُتاحْ )

شعر / هشام مصطفى

ماشاء الله تبارك الله
خيال واسع حلق بعيدا وقريب وصال وجال واتى من المحال بعروس في قمة الجمال

هشام مصطفى 10-12-2008 01:05 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة محمود راجي (المشاركة 611836)
كم أحب تضمين الأساطير في الشعر
أخي سارع إلى المشاركة في برنامج أمير الشعراء الموسم القادم
وشكراً لك

أخي العزيز / محمود راجي
مرور كهطول المطر كله نماء
أشكرك لتقديرك وثنائك أيها النقي
وشكر للنصيحة الغالية لكنني عاهدت نفسي ألا أجعل الشعر يقع في مهاوي التجارة والمسابقات
مودتي

هشام مصطفى 10-12-2008 01:07 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة عبدربه سكن مع النقاش (المشاركة 611924)
ماشاء الله تبارك الله
خيال واسع حلق بعيدا وقريب وصال وجال واتى من المحال بعروس في قمة الجمال

أخي العزيز / عبد ربه
لك من حرفي رحيقه ومن سطري زهوره ومن الأدب بستانه
أشكرك كل الشكر لإبحارك وتقديرك
مودتي

المشرقي الإسلامي 10-12-2008 03:04 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
أهلاً بك أخي الشاعر في هذه الخيمة وقد أضحت بك قصورًا ورمالها غدت خضرة زاهية . العمل أبعد من حدود قدراتي المحدودة ويبقى لمتخصصي الشعر الكلمة الأخيرة في الحكم عليه. وما أقول إلا ما أظنه صوابًا فلا تؤاخذ أخاك بما يزل فيه..
لَيْلَةٌ أُخْرى !!!
تُغنّي... أَمْ تَبوحْ
أَمْ على أَبْوابِ حَرْفٍ
ـ لَمْ يَزَلْ ـ
يَنْسابُ مِنْ دَفْقِ الحَكايا
وَمِنَ السّطْرِ الّذي اعْوجّتْ
حناياهُ بِأَثْقالِ الخَطايا
أَمْ بِأيِّ الْجُرْحِ جاءتْ تَنْتَقي
سَوْطَ زمانِ الغُرْبَةِ الْعَطْشى
إلى جَلْدِ الْمعاني
كيْ تَبوحْ.
كان التماسك واضحًا وحاضرًا في المقاطع وكان السبك فيها متصلاً بشكل جيد حتى إن القارئ لو حاول اقتطاع كلمة لتغير المعنى بشكل كبير.
الصور كانت موفقة حرف ينساب من دفق الحكايا ، وسطر اعوجت حناياة بأثقال الخطايا تبدو هنا الموازنة بين الحرف الطريد إن صح اللفظ والسطر المعوج الإنسان ذلك الحرف والوطن ذلك السطر ... توصيف محكم .
الليالي مقابلة للصبح المتظر واضحة الدلالة .. سوط زمان ا لغربة العطشى إلى جلد المعاني .. تلكم المعاني هي الأحلام التي يبحث عنها الحرف النائم علىسطر معوجّ .
ويبدو -امتدادًا للقصيدة السابقة- أو العكس أن الفعل المضارع خاصية تستحق الدراسة في القصيدة.
لَيْلَةٌ أُخْرى !!!
أَتَتْ تُعْطي هداياها
إلى الصّمْتِ الْمُسجّى
في شرايينِ الْأماني

ما زالت القضية قضية الوطن هي المسيطرة على الشاعر لكن كان التوصيف من خلال الرمز أعمق .. الوطن أو الإنسان هو الصمت وليته كان صمتًا بيّنًا بل إن هذا الصمت قد أغلق الحصار سار في الأماني . آه ما أفزع الأماني حينما تكون شرايينها مليئة بالصمت .ليست فقط حالة الصمت بل هذا الصمت المسجى هذا الوطن المفقود ليس حالة فردية وإنما حالة المجتمع ككل
للصباحاتِ الّتي
شاخَتْ على أَسْوارِ دنيا
لا تلوحْ
التراتبية كانت بينة كأني بك تقول صلاة جنازة بغير وضوء على ميت غائب ! لم تشخ فقط الصباحات لم تمت الأحلام بل كانت الأفئدة المتعلقة بها غير موجودة . فكرة فاقد الشيء لا يعطيه .
خَبّأتْ
ـ خَلْفَ انْكِساراتِ السنا ـ
وَجْها عَنيدا لفتىً آتٍ
بِلونِ الصّبرِ في كفّيْهِ شالٌ
مِنْ نسيْجِ القَهْرِ والْحُزْنِ الْمُحَنّى
بِدَمِ الْحُلْمِ الّذي اغْتالَتْ
أياديهمْ صباهْ
أحسست أن التراتبية كانت مفضية إلى التسلسل الذي يشتت القارئ . الأداة من بكسر الميم أدت دور كلمة الذي وبالتالي شعرت ُ أنا شخصيًا بتعدد أدوات الربط لكأن من يمسك الحبل يطيله لعجزه عن احتواء المتاع .
فتى آت بلون الصبر والصبر في كفيه شال والشال من نسيج القهر والحزن المخضّب بدم الحلم الذي اغتالت أياديهم صباه .. جميل أن يفلسف الشاعر كل شيء تقع عليه عيناه لكني أشعر بتكثيف يفضي إلى التعجيز كأني بدوامة داخل دوامة داخل دوامة ... ربما تعمدت هذا الانطباع الذي يخرج به المتلقي لكني أراه -من وجهة نظري المتواضعة- تكثيفًا زائدًا عن حده.
ظَنَّ أنَّ الشّالَ كافٍ
كيْ يَرُدَّ الْبَرْدَ مِنْ دَرْبٍ مشاهْ
لَمْ يَكُنْ يَدْري
لماذا الّليلُ لَمْ يُلْهِمْ
قَصيدَ الْعِشْقِ حَرْفا في هواهْ ؟!!

ذلك المغتال الصبى هو الإنسان ومعطيه الشال هو (النظام) يجود بأسوأ ما يفيض والحمد لله أنْ فاض شيء.
جميل للغاية هذا التعبير الشال ذلك الحلم الواهي تلكم الوعود الكاذبة تلك الامتيازات البسيطة كيف يرد البرد عن أكثر من فرد .. ليس كل فرد سيلبس الشال . هنا أستطيع استيعاب التراتبية التي كانت في المقطع السابق . هذا النسيج المهترئ انتهى إلى شال .الفكرة مفادها المثل القائل : قد تخدع بعض الناس كل الوقت أو كل الناس بعض الوقت لكنك لا تخدعهم كلهم طيلة الوقت . مدوّ هذا الشطر :
ظَنَّ أنَّ الشّالَ كافٍ
كيْ يَرُدَّ الْبَرْدَ مِنْ دَرْبٍ مشاهْ

كأن هذا الشال الفانوس السحري . كأنك تتحدث عن نظام يصدق نفسه وهو يعلم بكذبه. هذا الشال لايناسب كل الناس .ربما فكرة الخداع (ياكل عقله بحلاوة) هي المبثوثة في هذا الشطر.
لماذا الّليلُ لَمْ يُلْهِمْ
قَصيدَ الْعِشْقِ حَرْفا في هواهْ ؟!!
اللـــــــــــــه .. ما أجمل الرؤية ذلك الوطن الذي لم يلهم الإنسان ولو حرفًا في هواه .. الوطن الذي ضن على بنيه حتى بكلمات هنا أو هناك يتغنى بها .إنه الإنسان الذي تسير به الدروب ولا يعلم ما يُفعل به ، المواطن الذي صار آلة تتحرك وفق ما يرجو لها أصحاب الروبوت .

لِمَ ماتَتْ ـ في بلادي ـ
بَسْمَةُ الْأيامِ والْأحلامِ
مِنْ سَمْتِ الْغَدِ الْآتي الّذي
ضلّتْ خُطاهْ ؟!!
هنا ينفصل ضمير الشاعر ؛ فلا يكون الحاكي الواصف بل يتدخل هو ليقول بلسان المواطن الذي يسأل النظام عن سارق البسمة في الغد .. أراك كررت المعنى السابق بلفظ مختلف للصباحاتِ الّتي شاخت على أسورا دنيا لا تلوح)
لِمَ يَخْبو ـ عَنْ ليالي الْنيلِ ـ
دِفءُ الْناي والْموّالِ والْعِشْقِ
وأَضْحى الْماءُ مَعْجُونا
بِطْمي الْخَوْفِ لا يروي الشّفاهْ؟!!
أشعر هنا بتسارع الإيقاع (بحر الرمل؟) وفقًا للحالة التي تشعر بها ؛ فبعد كونك قاصًا محايدًا صرت غاضبًا والتساؤل جاء باللفظ لم َ وهذا اللفظ فيه جرأة ويفيد الاستنكار
لَمْ تَعُدْ تلْكَ السّواقي
ينْتَشي مِنْها أديمُ الْأَرْضِ
أوْ تَسْقي الرّوابي أُغْنياتٍ
ـ تاهَ حاديها ـ
وكانتْ ـ مِنْ قَديمٍ ـ كالصّلاةْ
أنا لا أحب استخدام الصلاة والأوامر الدينية والمقدسات استخدامًا في غير موضعها ، لكن موضوعيًا جاءت مناسبة للعمل وإن كانت مكررة. أعجبني هنا اللعب على وتر الصورة وهنا يبدو دور الشاعر ومعنى الشاعرية الشعر ما أشعرك حينما يمزج إحساسه الغضوب بما يراه دون إسقاط بل مباشرة السواقي التي تسقي الروبي أغنيات.. تعبير متقن للغاية وتاه حاديها .. معروفة الدلالة . نميل نحن المصريين للتعلق بالناي والمزمار والبيئة الريفية وفي هذه الأيبات أو الأشطر أرى صورة جميلة مرسومة بأحرفك التي لا تملك الأسطر إلا معانقتها بشوق . هنا معنى للناشئة المعجبين بك دون معرفة سبب الجمال في القصيدة هذا المعنى هو أخوّة وتجاور الفنون ؛ فلم يعد الشاعر مجرد مترجم لمشاعره وإنما يستخدم الصورة لإيصال المعنى فهذا المعنى واضح وصورته راسخة في الذهن تشعــِر المتلقي بأن شيئًا مفقودًا في حياتنا وهو أصلنا الريفي الذي جرفته عوادي وتيارات التمدين(وليتها أسعدته).
لَمْ تَعُدْ ( أوزيس ُ )
تَشْدو في النّواحي
كيْ يَعودَ الْغائبُ الموءودُ
مَبْعوثَ الْإلهْ
لَمْ تَعُدْ تَجْمَعُ أشْلاءَ الحُبِّ
ـ مِنْ جُبِّ الشِّتاتِ الْمُرِّ ـ
في أحْضانِها
كيْ يَرْتوي مِنْ ثَدْيها
سِرَّ الْحياةْ
الاستفادة من التاريخ والأسطورة.
عمومًا الدين ومعاني الألوهية أشياء مقدسة لاأحبذ للشعراء والأدباء الاقتراب منها تفاديًا للدخول في المحظور خاصة وأنه يتعلق بالحياة .
لكن ألاحظ هذا المقطع وسابقه كانا متماشيين مع بعضهما البعض وتناولا مستويات عديدة في التلقي .. المستوى العادي الفلاح ومستوى المثقف ، وكلاهما بيئة الأسطورة أو الصورة الريفية مردها إلى النيل وجميل أن تكون البيئة مكتملة بهذا الشكل.
وفكرة أن المحاسبة على الإجرام ليست في وطننا . .
وعمومًا كان روي ّ الهاء مشعرًا بحالة الآه لاسيما وقد سبقه ألف المد ّ وكأن الصدى دوّى من خلال الأحرف .
لَيْلَةٌ أُخْرى!!!
تهادَتْ مِثْلَ آلافِ الّليالي
ـ في بلادي ـ
عبقرية خاصة لتخصيص الوضع (مصر)
سافَرَتْ ساعاتُها
عَبْرَ جِبالِ الْمِلْحِ والْجُرْحِ
إلى عُمْقِ مَداراتِ الْخَواءْ
في صَحاري عُمْرِنا الْمسْلوب ـ قهرا ـ
وانْكِفاءِ الْحُلمِ والْعَجْزِ
وَمَوْتِ الْكبْرياءْ
حيْثُ صارتْ أَعْيُنِ الْبَدْرِ سوادا
خاصَمَتْ حُضْنَ الضّياءْ
الفانتازيا المنبعثة من معنى السفر عبر الجبال كانت موظفة بشكل متقن في حالة الحزن . سحر الكلمة ، فالسفر ارتبط في أذهاننا بالسندباد وما في رحلته من عالم مرح لكن الاستخدام لكلمة الرحلة جاء بمعنى آخر هو الحزن والظلم . وتعبيرك صارت أعين البدر سوادًا خاصمت حضن الضياء كان فيها شكل جمالي متميز وهنا يظل على امتداد الخط المخالفة للحالة الذهنية لكلمة الرحلة موازيًا للضياء المخاصَم . وكلمة قهرًا جاءت قوية للغاية لتقول لو أن ماضاع كان بإرادتنا لكان الأمر هينًا لكنه أمر نحن مقهورون عليه .صحارى عمرنا .. هنا اتكاء على الجغرافيا ورسالة ضمنية مفادها أين مواردنا ؟ هل نحن دولة صحراوية؟ لاحظ مجيئها بعد النيل والخضرة كأنه إشارة إلى تدرج إلى الأسوأ دائمًا . وكلمة الصحارى للعمر أتت بمعان ٍ كثيرة منها الجدب ومنها الاتساع (غير المفيد) ومنها الضياغ ومنها بعد كل ذلك : أن الصحراء القاحلة التي لا زرع فيها هي نفسها مستلبة .. فواحسرتا !!
حيْثُ لا شيءَ يُغَنّي ...
غيْرُ مَوّالِ الشّقاءْ
غَيْرُ آمالٍ تشظّتْ في صدورِ الْأبرياءْ
في انْتِظارِ الفَجْرِ والصّبْحِ الْمُحلَّى
بانْكِسار الليلِ ـ دَحْرا ـ
تَحْتَ أقْدامِ الْفضاءْ
استخدام الصور جاء ليؤكد المعنى .الآمال المتشظية تعبير متقن عن احتراق الأحلام بيئة الحرب ألهمتك تعبيرًا جديدًا .
انكسار الليل دحرًا تحت أقدام الفضاء .. تعبير قوي وعنصر التجسيد كان مميزًا فيه .
حيْثُ خُبْزُ الْموتِ
في كفِّ الْحيارى / في الدمِ الْمسْفوحِ
في عجْزِ يدِ الْمَقْهور
مِنْ أَجْلِ الْبقاءْ
خبز الموت (قرأت هذا التعبير لفاروق جويدة من قال إن النفط أغلى من دمي؟) لكنه تعبير يتماشى بشكل دقيق للغاية مع واقعنا الداخلي وهذا ما أكسبه رونقًا خاصًا ، غير أن التعبيرات -يفترض- حيادية على امتداد الزمن. ترى هل يعني انتهاء أزمة الرغيف فقدان هذا التعبير قدرته على التأثير في الإنسان ؟؟
مازال يَرْنو مِنْ بَعيدٍ
لغَدٍ معْصوبةٍ عيناهُ منْزوعِ الرّداءْ
تجسيد موفق للغاية أيضًا
ليلة أخرى
تَعبُّ الْكأسَ تُلْوَ الْكأسِ
مِنْ حُلْمي الْمُباحْ
أسْكَرتْها لَحْظَةُ التّنْويرِ حتّى عانَقَتْ
حَرْفَ الْقصيدِ الْمُسْتباحْ
تعبيرات كلها كان عنصر التجسيد فاعلاً فيها بشدة كأنه تعبير عن حالة استثنائية لم تكن موجودة كماأظهرالشطر :
لماذا الّليلُ لَمْ يُلْهِمْ
قَصيدَ الْعِشْقِ حَرْفا في هواهْ
الأشطر
أيْقَظَتْ مِنْ كَوْمَةِ التّاريخِ وجها
للْفتى مهرانَ / للجُنْديِّ في سيناءِ
للنيلِ إذا ما الْجِدُ لاحْ
كان يسْمو في فضاء الْعزِّ
كالْنوْرَسِ حُرّا
يكْرّهُ الْأصفادَ مفْرودَ الْجِناحْ
إنْ سرى ليلٌ توضّا
ثمَّ نادى للْفلاحْ
يطْلُبُ الْفَجْرَ حثيثا
موقِظا عيْنَ الصّباحْ
كيْفَ أضْحى في ثُباتٍ
مُسْتَلِذّا صَمْتَهُ ـ كالْقبْر ثاوٍ ـ
لا يَعي معْنى الْكِفاحْ
كان الاستخدام لعنصر التاريخ والموروث موفقًا . ويبدو أن للنورس حكاية في نفسك ينبغي تسليط الضوء عليها .

المشرقي الإسلامي 10-12-2008 03:05 AM

أيّها الساكنُ في صمْتِ الجِراحْ
أيّها المَصْلوبُ عِشقا
لبلاد النّيل / للأهرامِ / للإنسان
للوادي البَراحْ
قدْ غدا الليلُ طويلا
والسّنا الْغافي ينادي
مِنْ وراء الْحُجْبِ في ( ديكِ ) الْحَكايا
هل أتى من ( شهرزادَ ) القوْلُ
كيْ نرمي الْقِداحْ ؟
( سيّدي :
قد سكتَ السّطرُ عَنِ الْحَرْفِ الْمُتاحْ )



توظيف سليم لأسطورة شهريار وشهرزاد وكانت النهاية موفقة إذ أنها تظل غامضة أو في انتظار المجهول ..
في انتظار صباحات مؤجلة ، هل أتى من شهرزاد القول ؟ سكت السطر عن الحرف المتاح .. النهاية كما في القصيدة الماضية تظل متأرجحة لكنها من خلال القرائن النصية كانت أقرب إلى الضياع . العمل رائع وكان العنوان معبرًا جدًا رغم أنه مفهوم بشكل كبير إلا أن التناول كان مختلفًا تمامًا . الرؤية .. التماسك النصي .. الأسطورة والموروث .. الصورة الشعرية .. تكرارية كلمة الليل والتي بررت الانتظار .. تعدد البيئات في إطار حالة واحدة ..اتساع الدلالات كلها عناصر أسهمت في قوة العمل وإن كنت أرى -كالعمل السابق أنه كان من الممكن أن يختصر جزء لا بأس به من القصيدة .
كما أن التركيز على مصر كان له وقع قوي للغاية فكأنها هي فقط في الانتظار من شدة تخلفها عن الركب . القصيدة بذكاء شديد تعمدتَ فيها الانكفاء على مصر كأنك تقول هذه هي دولتنا ومن حق الشاعر أن يجعل قضية الوطن محل الميلاد هو القضية المركزية وهذا هو الاختلاف عن القصيدة الماضية(تراتيل في حضرة الغياب) إذ أنها تمحورت حول مصر فقط لتكون العبارة المبثوثة بعد القراءة(ممنوعة من مغادرة الوطن إلا بتصريح!!)هذا أشعرنا أكثر بعمق مأساة مصر .. فقط هي المنتظرة ،تحييد العالم العربي أو العالم الثالث لإضفاء حالة التحسر على المقارنة .
سكت السطر سطر النقد المهترئ عن الحرف المتاح وكأن هذه القصيدة هدية عيد الأضحى .. لك مني خالص الشكر ووافر التحية وفي انتظار صباحات غير مؤجلة .. دمت مبدعًا يرعاك الله والسلا م عليكم ورحمة الله وبركاته

هشام مصطفى 10-12-2008 11:48 PM

أخي المبدع الجميل / المشرقي الإسلامي
بت أنتظر إطلالتك على القصيدة كي أعيد قراءتها من جديد
أخي الجميل كل يوم أجزم أن هناك من الأدباء والنقاد من هم أولى بالأدب عمن نقرأ لهم
بالرغم من أنك تتبع الصور كمنطلق أساسي لفهم أو وعي القصيدة الحداثية ( وهذا السبيل أحد السبل لإدراك الغاية على صعوبتها ) ما يجعلك تبرز معان جديدة أراها لأول مرة
أعيد عليك أخي الرائع أني وبرغم أختلاف قراءاتي للقصيدة الحداثية ( وليست لقصائدي ) حيث أهتم باستطيقاتها ( فلسفتها ) كمنطلق أساسي لفهمها إلا أنني وبحق أحترم بل وأقف مشدودا منبهرا بهذه القراءة الواعية لماهية الصورة الحداثية حيث التحول من التجسيد إلى التفكير أو تحولها من مجسدة إلى مفكرة أو بمعنى أكثر دقة ووضوحا الصورة هي الفكرة
كلمل احترامي لثقافتك الرائع الواسعة وودي لسخصك السامي الكريم
مودتي

مازن عبد الجبار 12-12-2008 03:44 PM

لَيْلَةٌ أُخْرى !!!
أَتَتْ تُعْطي هداياها
إلى الصّمْتِ الْمُسجّى
في شرايينِ الْأماني
للصباحاتِ الّتي
شاخَتْ على أَسْوارِ دنيا
لا تلوحْ
اسلوب مبهر في صياغة الجمل وكتابة قصيدة جميلة

هشام مصطفى 13-12-2008 02:24 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة مازن عبد الجبار (المشاركة 613129)
لَيْلَةٌ أُخْرى !!!
أَتَتْ تُعْطي هداياها
إلى الصّمْتِ الْمُسجّى
في شرايينِ الْأماني
للصباحاتِ الّتي
شاخَتْ على أَسْوارِ دنيا
لا تلوحْ
اسلوب مبهر في صياغة الجمل وكتابة قصيدة جميلة

أخي الجميل والمبدع المتألق / مازن
مساؤك شعر أيها المبدع الرائع اختيارك للمقطع دال على شفافية روحك وعلو قامتك الأدبية
لك من القصيدة وردها ومن الحرف رحيقه ومن صاحبها كل التقدير لهذا الهطول الرائع
مودتي


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.