![]() |
موسوعة طرائف الأدباء ونوادرهم
|
ابراهيم ناجي كل الشعب المصري والعربي عرف ناجي بالأطلال، البعض بحث بعدها عن ديوانه والبعض اكتفى بالقصيدة ... لكن الغالبية العظمى حتى من محبيه لا يعرفون أن ناجي كان أحد ظرفاء عصرنا وهذا قليل من كثير من نبع ناجي. تقليد أعمى: رأى ابراهيم ناجي فقيها ضريراً يمسك بيده مسبحة كهرمان ويغني طقاطيق منيرة المهدية: فقال ناجي: الراجل ده بيقلد (منيرة المهدية) تقليد (أعمى) إنت مش ناوي تروّح ؟: كان ناجي مدعواً في حفلة وكان معه صديق أسود فلما طالت الحفلة أراد الذهاب لكن صاحب الحفلة طلب منه أن يبقى إلى طلوع النهار فالتفت ناجي إلى صديقه الأسود وقال: إنت يا أخي مش ناوي تروّّح علشان النهار يطلع! هاتوه قبل ما يفوق: دُعِيَ ناجي إلى حفل عقد قران أحد أصدقائه وبينما كان المدعوون جالسين مع المأذون بانتظار العريس دخل أحدهم وقال: - العريس واقف بره سكران. - فرد ناجي على الفور: الحقوا هاتوه قبل ما يفوق. الكلب الجاهل: كان ناجي يحمل تصريحاً بالتجول في القاهرة ليلاً بعد حريقها المشهور وذات ليلة وهو يتجول سار وراءه كلب ضال وحاول ناجي إبعاده دون فائدة فظن ناجي أنه كلب بوليسي وأخرج له التصريح من جيبه لكن الكلب هجم عليه وعضه. فقال ناجي: إخصي عليك.. أتاريك كلب جاهل ما بتعرفش تقرا. تكتيك: إتصل أحد الشعراء بالدكتور ناجي وكان لم يره منذ مدة وأنشده موال: - يا حلو مالك كدا هاجر وروحي فيك فرد عليه ناجي على الفور يكمل المقطع قائلاً: - التقل شرعه كدا والحشمة والتكتيك. أديب الدكاتره: ذات مرة نقد الدكتور طه حسين الشاعر إبراهيم ناجي فقال: - إنه طبيب الأدباء وأديب الأطباء. فعلّق ناجي على هذا النقد القاسي بروحه المرحة قائلاً: - أنا من هنا ورايح هكون طول النهار مع (الدكتور طه حسين) و(الدكتور طه بدوي) علشان أحس إنني أديب هو مش قال إنني أديب بين الدكاترة. دفاع عن النفس: كان ناجي يجلس ومجموعة من أصدقائه منهم محمود تيمور وإبراهيم المصري ومحمد أمين حسونه وغيرهم في جروبي عدلي ودخل عليهم عبد الحميد الديب وتناول ناجي بكلام ولم يرد ناجي في حينه عليه ليس عجزاً وإنما ترفُّعاً ولم يتمالك شيطان شعره أن يمر الموضوع ويمضي صاحب الإساءة بإساءته فأطلق عليه صواريخه القاتلة: رجلاً أرى بالله أم حشرة *** سبحان من بعيده حشره يا فخر "داروين" ومذهبه *** وخلاصة النظرية القذرة أرأيت قردا في الحديقة قد *** قلته أنثاه على شجرة عبد الحميد إعلم فأنت كذا *** ما قال داورين وما ذكره يا عبقرياً في شناعته *** ولدتك أمك وهي معتذرة خيبة الله على أمها: شاءت الأقدار أن يجلس ناجي إلى جوار فتاة حسناء وبدت عليه السعادة لذلك وأراد أن يكلمها لكنها أفهمته أن أمها تجلس إلى جوارها فقال وهو يولي وجهه عنها: وغادة تجلس في جانبي *** كأنها الزهرة في كمها أبدع ما تنظر عين امرئ *** وخيبة الله على أمها طبيب الأسنان! كان له صديق طبيب أسنان أرسل له يوماً هذه المداعبة الطريفة: يا قُرّةَ العين يا (تمليِّ) *** يا واسع التدبير والحيل يا خالع الضرسين في سنةٍ *** ومعقم الآلات في الحللِ |
شكرا أخي الفاضل قوس المطر علي الموضوع الخفيف الشيق علي النفس .
ورحم الله ابراهيم ناجي وغفر لنا وله اللهم آمين . تحياتي لكم وكامل تقديري ومودتي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
دُعِيَ ناجي إلى حفل عقد قران أحد أصدقائه وبينما كان المدعوون جالسين مع المأذون بانتظار العريس دخل أحدهم وقال:
- العريس واقف بره سكران. - فرد ناجي على الفور: الحقوا هاتوه قبل ما يفوق. أخي قوس المطر أضحك الله سنك وأسعدك تحاياي |
إقتباس:
أحببت أن يعرف كثيرون منا الوجه المرح لأدبائنا الرائعين .. محبتى وكن بالجوار .. |
إقتباس:
أدام الله بسمتك أخى هيثم وجعل ايامك كلها فرحا وسرورا .. ما زال هناك الكثير فكن بالجوار كذلك .. محبتى |
حافظ ابراهيم لم يكن حافظ براهيم شاعر النيل شاعراً فذاً فقط بل كان صورة ناطقة لكل المصريين يخيل إلي أنه خرج من كل العصور مزيجاً تاريخياً يحمل وجهه معاناة الشعب المصري منذ فجر التاريخ حتى يومنا هذا فهو يضحك ويُضحك كل من حوله بقفشات تجعل السامعين من الإنس والجان يتطوحون وينبطحون أرضاً وهم يمسكون بطونهم من شدة الضحك رغم أن داخله مليء بالأسى والعذاب المتراكم على مر السنين. حافظ ابراهيم متعة لا تُمَلْ وديوانه يزخر بأضعاف النماذج التالية لقد كان أظرف البؤساء و(أبأس) الظرفاء. تاجر كتب قال حافظ ابراهيم في تاجر كتب صفيق كان كلما ذهب إليه لشراء كتاب أحس بحاجته إليه، غالى في الثمن، ورفض أن يخفض من قيمته. وكان فيه تبلّد وبرود واضحين. أَديمُ وجهكَ يا زنديقُ لو جُعِلتْ *** مِنهُ الوقايةُ والتجليدُ للكتبِ لم يعلُها عنكبوتٌ أينما تُركتْ *** ولا تخافُ عليها سطوةَ اللهبِ ثوب جديد: كان حافظ ابراهيم رغم اسمه الكبير فقيراً كأغلب الشعراء، وذات يوم اشترى ثوباً جديداًً فلاحظ أن الناس – كثيراً منهم- يتعامل معه باحترام أكبر فقال مخاطباً ثوبه الجديد: يا ردائي جعلتني عند قومي *** فوق ما أشتهي وفوق الرجاءِ إن قومي تروقهم جِدّةُ الثو *** بِ ولا يُعشَقُونَ غير الرِداءِ قيمة المرءِ عندهم بين ثوبٍ *** باهر لونهُ وبين الحذاءِ كنت ( حاقولك): التقى أحد السائلين وكان سمجاً لحوحاً في السؤال بشاعر النيل حافظ ابراهيم فسأله أن يعطيه قرشاً فرد حافظ إبراهيم: - والله عمرك أطول من عمري كنت حاقولك أنا كدا برضه. الشارع ده بيروح فين؟ كان حافظ يسير مسرعاً إلى عمله في دار الكتب بالقاهرة حيث كان مديراً لها ويبدو أنه كان في عجلة من أمره فحاول أحد المارة أن يستوقفه بقوله: - والنبي يا عم الشارع ده بيروح على فين؟ - فأجاب حافظ ابراهيم مواصلاً سيره ما بيروحش أبداً طول عمره هنا. خروجه من بيت خاله: كان حافظ ابراهيم بعد وفاة والده يعيش مع خاله ويبدو أنه لاحظ ضيق خاله به من سوء معاملته إياه فضاق به حافظ أيضاً وغادر البيت بعد أن ترك له ورقة كتب فيها هذين البيتين: ثَقُلَتْ عليك مؤونتي *** إني أراها واهِيَهْ فافرح فإني ذاهبٌ *** متَوَجَة في داهيهْ بنو الكرام: ولم يكن الفقر حالة خاصة بل إن عصر حافظ ابراهيم الذي عاش فيه ذلك الملك وبطانته والانجليز كان فقرا عاما على معظم المصريين فيخاطبهم حافظ بسخرية: وبنو مصرَ في حِمى النيل صَرعى *** يرقبونَ القضاءَ عاماً فعَامَا أيها النيل كيف نُمسي عطاشا *** في بلاد رُويت فيها الأناما يَرُدُ الواغلُ الغريب فتُروى *** وبنوك الكرام تَشكوا الأواما قد شقِينا ونحن كَرّمَنَا اللــ *** ــهُ بِعَصْرٍ يُكرمُ الأنعاما ضعف نظر: كان حافظ ابراهيم جالساً في حديقة داره بحلوان ودخل عليه عبد العزيز البشري وبادره قائلاً: لقد رأيتك من بعيد فتصورتك واحدة ست، فرد حافظ على الفور: والله يظهر نظرنا ضعف... أنا كمان شفتك من بعيد افتكرتك راجل. تعزية في ديوك المراغي: كان الشيخ المراغي قد اشترى خمسة ديوك رومي، ولم يكد الصباح يطلع عليها حتى ماتت. فأرسل حافظ ابراهيم إلى الشيخ المراغي كتاب تعزية قال فيه: رحمَ الله خمسةً من ديوك للمراغي قد عولجت بالفناءِ فلو أن الأستاذ خُيِّرَ فيها بين موتٍ لها وبين فداءِ لافتداها بخمسةٍ من شيوخ من أساطين هيئة العلماء الدور عليك لما توفى الشيخ محمد عبده وقف على قبره يوم تأبينه ستة من الخطباء هم على الترتيب الشيخ أبو خطوة –عاصم باشا- حسن عبد الرزاق باشا- قاسم أمين- حفني ناصيف- حافظ إبراهيم. وقد مات الأربعة الأولون واحداً إثر سابقه وعلى نفس الترتيب وجاء الدور على حفني ناصيف وكان قد بعث إلى حافظ أبياتاً يُذكّره فيها بالموت ويدعوه إلى الإستعداد له إذا نزلت به المنيّة. وقد تذكر حافظ الحادثة السابقة فرأى أن ينبه إليها ذهن المحتفى به فراح يقول له: أخشى عليك المنايا *** حتى كأنك منّي إذا شكوت صداعاً *** أطلت تسهيد جفني وإن عَراكَ هُزال *** هيّأتُ لحدي وقطني وإن دعوت لِحَيِّ *** يوماً فإياك أعني عمري بعمرك رهنٌ *** فعِشْ أعِشْ ألف قَرنِ الشعر ثمن التذكرة: كان إحدى الحفلات تعرض في مسرح الأزبكية بالقاهرة وأراد حافظ ابراهيم والشيخ عبد العزيز البشري رؤيتها وهما علمان في ذاك الوقت فحافظ شاعر النيل والبشري صحافي مشهور يملكان كل شيء إلا المال وحاولا الإعتماد على شهرتيهما في الدخول إلى المسرح ولكن العامل المختص بأخذ التذاكر منعهما من الدخول ولم يشفع لهما بالطبع إسميهما ولا شهرتهما لأن العامل لا يعرف القراءة ولا يعنيه من هما وأثناء النقاش حضر متعهد الحفلة وكان يعرف حافظ ابراهيم لكنه تمسك هو الآخر بثمن التذكرة لكنه لم يطلبه مالاً بل شعراً، فسكت حافظ ابراهيم برهة ثم قال مضطرا حتى يشاهد الحفل: رياض الأزبكية قد تجلت *** بأنجابٍ كرامٍ أنت منهم فهبها جنه فتحت لخيرٍ *** وأدخلنا مع المعفو عنهم وربما طالب الشيخ البشري بثمن البيت الثاني بعد الخروج من الحفلة. غلب الشوق عليها: جلس حافظ ابراهيم وأحمد شوقي وأمين تقي وولي الدين يكن ومي زيادة في أحد مطاعم القاهرة صباحاً يتناولون طعام الإفطار وأمام كل منهم كاس شرابه وأثناء تناول الشراب خطفت مي زيادة كأس حافظ إبراهيم تداعبه فقال على الفور: خطفت كأس مدامي *** لن تبقي لي شيّا فرد عليه أمين تقي مُجيزاً غلب السكر عليها *** غلبَ الشوق عليّ إهنأ بما نلت من فضلٍ: وُليّ السيد محمد الببلاوي نقابة الأشراف سنة 1920 وذهب حافظ براهيم لزيارته بحكم صداقتهما وزمالتهما في دار الكتب، لكن المنصب الجديد كانت له أبهته ما فيه من حراس وأبواب موصدة وضرورة وجود موعد مسبق للقاء وبالتالي لم يستطع حافظ ابراهيم مقابلته فعاد من حيث أتى وترك له مع الحارس هذه الأبيات: قل للنقيب لقد زرنا فضيلته *** فذادنا عنه حراس وحُجّاب قد كان بابك مفتوحاً لقاصده *** واليوم أوصد دونك الباب فلا ذكرت "بدار الكتب" صحبتنا *** إذ نحن رغم صروف الدهر أحباب لو أنني جئت "للبابا" لأكرمني *** وكان يكرمني لو جئته "الباب" لا تخش جائزة قد جئت أطلبها *** إني شريف وللأشراف أحساب فاهنأ بما نلت من فضل وإن قُطعت *** بيني وبينك بعد اليوم أسبابُ تفسير رؤيا: كان الدكتور محجوب ثابت وحافظ ابراهيم في ضيافة سعد زغلول واتفق أن روى الدكتور محجوب حلماً رآه في النوم بقوله: رأيتني راكباً جملاً كبيراً.. ومن خلفي عدد كبير من الحمير ثم جاءني رجل ومعه رسالة من كبير فسلمني إياها فنظر سعد زغلول إلى حافظ ابراهيم وقال له: فسَِر يا حافظ. فقال حافظ: أما الجمل.. فهو كرسي النيابة، وأما الرسالة فهي تكليف من أولي الأمر لمحجوب لتولي وزارة الصحة، وأما الحمير.. فهم أولئك الذين انتخبوك نائباً. إصفح فأنت خليق: أقام أمير الشعراء أحمد شوقي حفل زفاف لابنته في كرمة بن هانئ وكان قد أرسل دعوة لحافظ إبراهيم لحضور حفل الزفاف لكن المرض حال بينه وبين الحضور فبعث له بهذه معتذراً: يا سيدي وإمامي *** ويا أديب الزمان قد عاقني سوء حظي *** عن حفلة المهرجان وكنت أول ساعٍ *** إلى رحاب "ابن هاني" لكن مرضت لنحسي *** في يوم ذاك القران وقد كفاني عقاباً *** ما كان من حرماني حُرِمْتُ رؤية "شوقي" *** ولثم تلك البنان فاصفح فأنت خليقٌ *** بالصفح عن كل جانِ وعش لعرش المعاني *** ودُم لتاج البيان إن فاتني أن أوفي *** بالأمس حق التهاني فالله يقبل منا *** الصلاة بعد الأذان |
موضوع جد جد جد جد جد رائع
:New1: هذا هو ظننا فيك يا قوس المطر |
ما شاء الله
باقة جميلة من الطرائف الراقية تدل على ارتفاع ذوق منتقيها احترامي وتقديري أخي قوس المطر |
إقتباس:
أمقران الرائع .. الروعة هى روحك الشفافة حين تنثر على صفحتى نسائما من عطرها النقى الطاهر .. محبتى |
إقتباس:
هم أدباؤنا الذين نالوا من خفة الدم والمرح قدر ما نالوا من رقىّ الحرف .. أعجبنى جدا الكتاب لأنى لم أعرف عنهم هذا الوجه الخفىّ فأحببت ان أشارك به رائعين مثلك .. كن متابعا .. محبتى |
الحطيئة (.. – 30 هـ ) ترى ماذا يكون رد فعل أحدكم إذا قابل رجلاً رث الثياب دميم الملامح قصيراً يكاد يكون قزماً بارز الفك، أسنانه غير منتظمة؟ لا شك أنك ستصاب بالاشمئزاز منه، وإذا أخبرك أحدهم أن هذا الرجل مجهول النسب فسوف يزداد سخطك عليه أما إذا زاد صاحبك في تعريفك به فقال أن اسمه الحطيئة وهي تصغير للحطأة فلا شك أنك ستتأكد من أن المساوىء قد اكتملت في هذا الرجل فلا الشكل ولا الإسم يبشران بخير، لكن احذر يا صديقي فهذا البدوي رث الهيئة مجهول النسب قذر الإسم شاعر من أعظم شعراء العربية وقد كان الهجاء عنده هواية واحترافا فلم يدع أحداً لم يهجه حيث هجا نفسه وأباه وأمه وهجا الزبرقان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهجا زوج أمه وأضيافه، وكان يعلم أن الهجاء المقدع هو الذي يجعل الناس يضحكون من المهجو فيزيد آلامه النفسية، وكان الناس يعطونه عملاً بمبدأ "أطعم الفم تستحي العين". الحطيئة يهجو نفسه ذات يوم خرج الحطيئة إلى قارعة الطريق يبحث هنا وهناك بحثا عمن يهجوه فلم يجد ولما ضاق عليه ذلك كتم غيظه في صدره وأنشأ يقول: أبت شفتاي اليوم إلا تكلما *** بشر فما أدري ما أنا قائله أرى لي وجهاً شوه الله خلقه *** فَقُبِّحَ من وجه وقُبّح حامله الحطيئة يهجو أمه ذات يوم وجدته أمه جالساً شارد الذهن فأرادت أن تخفف عنه فجلست إلى جواره تسأله عن سبب شروده فانطلق كالثور الهائج بعيداً عنها وهو يصرخ فيها: تنحى واجلسى عني بعيداًً *** أراح الله منك العالمينا ألم أظهر لك البغضاء مني *** وإني لا أخالك تعقلينا أغربالاً إذا استودعت سراً *** وكانوناً على المتحدثينا حياتك ما علمت حياة سوءٍ *** وموتك قد يسر الصالحينا هجاؤه لزوج أمه فلما رآه زوج أمه يهجوها بهذا الهجاء المقذع خرج إليه يسأله عن سبب نهره وسبه لها ويعنفه على ذلك فصرخ في وجهه هو الآخر: لحاك الله ثم لحاك حقاً * أبا ولحاك من عم وخال فنعم الشيخ أنت لدى المخازي*وبئس الشيخ أنت لدى المعالي جمعت اللؤم لا حياك ربي * وأبواب السفاهة والضلال هجاؤه لضيفه حتى ضيفه الذي له حق الإكرام أكرمه على طريقته والمرء بالذي يجود وليس عنده أغزر ولا أوفر من الهجاء فهو في سعة من السباب والسفالة وها هو نصيب الضيف منه: وسلم مرتين فقلت مهلاً *** كفتك المرّة الأولى السلاما ونقنق بطنه ودعا رؤاساً *** لما قد نال من شبعٍ وناما http://img353.imageshack.us/img353/8...3197fcbpy0.gif |
إمام العبد 1860 – 1911 م من ميزة الظرفاء أنهم لا يكفون عن التندر حتى على أنفسهم وقد كان إمام العبد أحد هؤلاء الظرفاء الذين يتندرون على غيرهم وعلى أنفسهم وقد كان عبداً أسوداً شديد السواد لكنه كان أبيض القلب نقي السريرة ظريفاً. إمام النقاش ولد إمام العبد ما بين عامي 1860 – 1861 م لأبوين جلبا من حلب للرق ثم بيعا لإحدى الأسر التركية الكبيرة التي كانت تعيش في القاهرة وقد حفظ جزء من القرآن ثم التحق بالمدارس الابتدائية بحي الناصرية في القاهرة وكان هذا هو آخر المطاف لشاعرنا في التعليم المنتظم لكنه دأب على دراسة الأدب (من منازلهم) وثقف نفسه حتى أصبح صاحب قلم وكانت موهبته الشعرية قد صقلت فنافس كبار الشعراء والزجالين على المنصات. لكن لون شاعرنا الأسود كان أكثر تأثيراً ولم يشفع له أدبه وثقافته للحصول على المكانة التي كان يريدها، ورغم ذلك كان يشعر بقدره رغم أن ذلك الشعور لم يدفع عنه قسوة الحياة فعاش حياة معذبة. وقد كان إمام العبد رياضياً كبيراً مارس رياضة كرة القدم حتى أصبح كابتن مصر في هذه اللعبة عام 1900م ولكن أحداً لم يعرفه لعدم وجود التلفزيون والقنوات الفضائية وبالتالي لم تتنافس الأندية على شرائه وقد بلغ الأمر ألا يجد قوت يومه أحياناً. ورغم كل ذلك لم يكن إمام العبد يتوقف عن الضحك والسخرية من كل شيء وبكل وسيلة حتى من نفسه ولأنه كان ضحك وسخرية البائسين الذين لا يملكون غيره فقد أنشأ مجلساً للضحك أسماه "نادي البؤساء" ولعدم وجود مكان فقد جعل مقره أسفل شجرة كبيرة في شارع خيرت بحي السيدة زينب بالقاهرة. ولكثرة قفشاته أطلق عليه صديقه الشيخ عبد العزيز البشري (إمام القفاش) ومن الغريب أن إمام العبد الضاحك فاقت شهرته إمام العبد الشاعر والزجال رغم أنه كان بارعاً في المجالين.. لكنه الضحك راحة النفوس، وقد توفي إمام العبد عام 1911 عن عمر يناهز الخمسين عاماً. يعرق حبراً: جلس إمام العبد يكتب خطابا في المقهى فسقطت نقطة حبر سوداء على الأرض فقال: يا خبر إسود.. الواحد بقى يعرق كتير اليومين دول. راكب ماشي: كان لإمام العبد صديق عنده سيارة قديمة كان دائم الركوب فيها وانقطع عن ركوبها فترة من الزمن فلما سألوه عن السبب قال: يا عم أنا ركبتها أسبوع نعل جزمتي داب. حد يشوفنا: طلب منه أحد المتشاعرين أن يستمع إلى قصيدة من قصائده التافهة فقال له العبد في همس: طب إستنى لما نروح خرابة أحسن حد يشوفنا. الله يلحمه: نعى إليه أحد أصدقائه وكان صاحب ورشة لحام فقال في لهجة آسفة: الله يلحمه (يرحمه) . أنا ليل: سُئل إمام العبد عن سبب عدم زواجه فقال في إحدى الإجتماعات بالمدرسة التحضيرية: يا خليلاً وأنت خيرَ خليلٍ *** لا يلمْ راهباً بغير دليل أنا ليلٌ وكلُ حسناءُ شمسٌ *** فاجتماعي بها من المستحيل ماسح الأحذية الثقيل: جلس إمام العبد يوماً على المقهى يكتب زجلاً فكان كلما استجمع فكرته أزعجه أحد ماسحي الأحذية يطلب إليه تنظيف حذائه وتكررت هذه المضايقات عدة مرات حتى ضجر إمام فلم يكن أمامه إلا أن خلع حذاءه ولفه في جريدة ووضعه أمامه حتى لا يزعجه أحد ثم وضع رجليه على كرسي معرضتين للأنظار. مش عايز سَمّيع : ذات يوم كان في طريقه إلى المنزل آخر الليل ولم يكن معه نقود فسمع حوذياً يتغنى وهو في مقعده من العربة وكانت تسير في إتجاه منزله فقال له: - مش عايز سَمّيع يا أسطى ؟ الشوق أحرقني: حتى حين يعشق إمام العبد لا يتغزل أو يشكو نيران الهوى أو بُعد الحبيب وعذره بل يسخر متندراً من نفسه وسواد لونه: كتمت فأقصاني وبُحتُ فلامني *** فهاج غرامي بين سري وإعلاني وما كان لوني قبل حبك أسوداً *** ولكن لهيب الشوق أحرق جسماني إذا أعتقني العبد: كانت مطالب إمام العبد من شاعر النيل (صديقه) لا تنتهي ولم يكن يبخل عليه سراً وعلانية ولكن روح الدعابة لا تترك الشاعرين حتى أن حافظ إبراهيم كان كلما سأله متسول في الطريق قال له: إذا أعتقني العبد أعطيك. |
محمد حسين الجزار 679 هـ محمد حسين الجزار شاعر عظيم ساخر ، كان جزاراً تجري وراءه الكلاب بحكم المهنة لكنه أحب الأدب وأحب أن يكون أديباً ، ولكن هذا الأدب جعله هو الذي يسير خلف الكلاب بعد أن كانت تسير خلفه وسواء سار هو أمامها أو خلفها فنحن في غاية الأنانية وقد استمتعنا بفنه الراقي وقفشاته الجميلة. أخشى أن أقيم الصلاة بداري: لعلنا إذا بدأنا من دار شاعرنا نكون أكثر إنصافاً فالفضول يدفع الكثيرين منا لمعرفة الحياة الخاصة للمشاهير عموماً ولن نحتاج في ذلك إلى سؤال المقربين منه أو العارفين له أو نحتال لزيارته في داره حتى نراها لأنه كفانا ذلك بوصفه الدقيق لها وبسخرية لا حد لها، فهو يخشى الصلاة بها حتى لا تسقط جدرانها بفعل حركات الصلاة الهادئة... ترى كيف كان يُطمئن نفسه حتى ينام فيها: ودار خراب نزلت بها ... ولكن نزلت إلى السابعة فلا فرق ما بين أني أكون ... بها أو أكون على القارعة تساورها هفوات النسيم ... فتصغي بلا أذن سامعة وأخشى بها أن أقيم الصلاة ... فتسجد حيطانها الراكعة إذا ما قرأت "إذا زلزلت" ... خشيت بأن تقرأ "الواقعة" النيل يحترق احترقت يد أحدهم ويبدو أنه كان غنياً فالتف حوله المنتفعون يواسونه قائلين بأن هذه اليد التي احترقت كانت تغدق عليهم الخيرات سيلاً منهمراً و .. و .. وضاق الجزار بالنفاق فانفجر قائلاً: قالوا قد احترقت بالنار راحته ... وهي الغمام ومنها الوابل الغدق وقال قوم وما ضلوا وما وهموا ... بأنها النيل، قلت: النيل يحترق مافي فمها سن: تزوج أبوه في شيخوخته من إمرأة مُسنّة ترك عليها الدهر أثره فابيض شعرها وسقطت أسنانها وتجعد جلدها لكن يبدو أن لسانها كان في كامل حيويته وشبابه ولم تزل صلاحيته سارية بخلاف باقي أعضائها وهذا ما جعل شاعرنا يتهكم منها قائلاً يداعب أباه: تزوج الشيخ أبي شيخة ... ليس لها عقل ولا ذهنُ لو برزت صورتها في الدجى ... ما جسرت تبصرها الجِنُّ كأنها في فراشها رِمّةٌ ... وشعرها من حولها قطن وقائلٌ قال فما سِنَّها؟ ... فقلت ما في فمها سِنُّ تعيش أنت وتبقى: اشترى الجزار حماراً كانت سعادته به كبيرة فأبى الحمار الشقي أن يسعد الجزار فمات ولاحظ المحيطون به حزنه الشديد على حماره وتأكد هذا الحزن أكثر بعد قراءتهم لهذا الرثاء فواساه أحدهم ساخراً لما رآه ماشياً دون حماره فقال الجزار ساخراً: كم من جهول رآني ... أمشي لأطلب رزقا وقال لي صرت تمشي ... وكل ماشٍ ملقى فقلت: مات حماري ... تعيش أنت وتبقى تلقى الجزار بعد موت حماره التعازي في فقيده الغالي وكان ممن عزاه (البوصيري ) الذي قال في ذلك ساخراً: فلا تأس يا أيهذا الأديب ... عليه فللموت ما يولد إذا أنت عشت لنا بعده ... كفانا وجودك ما نفقد وواساه شاعر آخر بقوله: مات حمار الأديب فقلت لهم ... مضى وقد فات فينا ما فاتا من مات في عزه استراح ومن ... خلف مثل الأديب ما ماتا والغريب والطريف أيضا أن هذا الحمار الذي أخذ كل هذه الشهرة بعد مماته، والتي لو يدري بها لعجل بهذا الموت كان الجزار يقول عنه وهو حي ساخراً: هذا حمار في الحمير حمار ... في كل خطو كبوة وعثار قنطار تبن في حشاه شعيره ... وشعيره في ظهره قنطار الخبز أكبر: قال الجزار يصف أحد البخلاء: لا يستطيع يرى رغـــيـ ... ــفــاً عنده في البيت يُكسر فلو أنه صلى وحا ... شاه ، لقال: الخبز أكبر جزار لا يعرف رائحة اللحم: على غير العادة في أن يبقى الجزار لنفسه ألذ مافي الذبيحة فإن شاعرنا قد اقتصرت علاقته باللحم على بيعه فقط: أصبحت لحاماً وفي البيت لا ... أعرف ما رائحة اللحم واعتضت من فقري ومن فاقتي ... عن إلتذاذ الطعام بالهم جهلته فقراً فكنت الذي ... أضله الله على علم بالشعر رجوت الكلاب: أما عن السبب الذي جعله هكذا في حال من الفقر والعوز فهو الشعر ، ولهذا قال رغم آلامه مفضلاً الجزارة على الشعر: كيف لا أشكر الجزارة ما عشــ ... ــت حفاظاً وأرفض الآدابا وبها صارت الكلاب ترجيني ... وبالشعر كنت أرجو الكلابا رجوت فضل الكلاب: لا تعِبْني بصنعة القصاب ... فهي أذكى من صنعة الآداب كان فضلي على الكلاب فمــ ... ــذ صرت أديباً رجوت فضل الكلاب الجزار والشتاء: يأتي الشتاء على شاعرنا الظريف وهو لا يملك ما يدفع عنه جيوش برده وأقصى ما يتمنى فيه هو ثوب – مجرد ثوب – يجميه من شدة البرد وغيره يلقاه بالفراء وغيره من الألبسة: ولذا يصرخ قائلاً: أتلقى الشتا بجلدي وغيري ... يتلقاه بالفرا السنجابي وأود المشاق والقطن والصوف ... وغيري لم يرض بالعتابي ونهار الشتاء أطول عندي ... من نهار الصيام في شهر آب لو يراني عند الغدو عدوي ... لرثى لي ورق مما يرى بي إذ يرى سائر المفاصل مني ... راقصات إذ صفقت أنيابي يا ليتني ما كنت جزاراً: يضيق الجزار من الشعر والجزارة ويتمنى لو لم يكن قد ابتلى بهما أصبحت في أمري ولا ... أشكو لغير الله جائر ولكم يدركني الشتا ... ء بأمره ولكم أكاسر واللحم يقبح أن أعو ... د لبيعه والشعر بائر يا ليتني لا كنت جزا ... راً ولا أصبحت شاعر الحظوظ تختلف: ويفاضل الجزار بين الشعر والجزارة ويجد أن الجزارة أفضل ويقتنع بترك الشعر لكنه يتعاطاه وهذا هو الدليل: حسن التأني مما يعين على ... رزق الفتى والحظوظ تختلف والعبد من كان في جزارته ... يعرف من أين تؤكل الكتف |
سيدي قوس المطر .........موضوع رائع وخفيف الظل
دمت وسلمت .......بانتظار المزيد .........كن بخير |
إقتباس:
أجمل الطرائف :New2::New2::New2::New2::New2::New2::New2::New2::N ew2::New2: |
إقتباس:
مرحبا بك ريا دوما فى واحة الفكر والإبتسامة .. أطلت الغياب وأرانا فى شوق لإطلالة حرفك .. تقديرى |
إقتباس:
دامت لك البسمة ودمت نقيا بروحك .. تقديرى |
اولا اشكركم علي نشر هذا الجزء اليسير ولكن من المهم ان نكتب اسم صاحب الكتاب الذي افني السنوات في القراءة والتجميع والدراسة لاصدار هذا الجزء من الموسوعة واسمه مكتوب بخط كبير علي الغلاف
صبحي صلاح اسماعيل انشاء الله سوف اهديكم الجزء الثالث والرايع قريبا مع تحياتي. -------------------------------------------- ملاحظة من المشرف : صاحب الموضوع أشار فعلا إلى إسم مؤلف الكتاب، وتجده في المشاركة الأولى مع صوة للغلاف. ثم.. مرحبا بك معنا يا صاحب المشاركة الأولى، حللت أهلا ونزلت سهلا، ونحن بانتظار مشاركاتك وكتاباتك الخاصة أيها الفاضل. :) |
الله الله !!!
ما أظرفَهم ...كيفك .. استاذي الغالي ... دمت بود يا ليتنى املك هذا الكتاب !!! |
كان الشاعر ابن الرومي من الشعراء المعروفين بهجائهم المقذع ، وقد كان يخافه الأمراء والولاة حتى إن واحدًا منهم قد أعد له وليمة ،ودس له في كعكة سمًا. فلما أكل ابن الرومي بدأ يتألم ،فسأله من أعد له الوليمة وقد رآه قائمًا : إلى أين أنت ذاهب ؟ فقال ابن الرومي : إلى حيث أرسلتني (أي أن ابن الرومي اكتشف محاولة تسميمه ومعنى إلى حيث أرسلتني أي إلى القبر .سأموت وأذهب إلى القبر) فقال له : إذًا سلم لي على والديّ . فأجاب ابن الرومي : ليس طريقي إلى جهنم!! |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.