![]() |
قراءة في سجلات التاريخ : شعوب أبية آثرت الموت ليكتب لها البقاء
:heartpump:heartpump لقد ارتأيت الوقوف على أحداث تاريخية مجيدة لشعوب ثم قمعها بشتى وسائل العنف والقهر ورغم مرارة المعاناة و جبروت الجلادين، فقد أبت هذه الشعوب أن ترضخ للذل وتستسلم للطغيان رغم قلة حيلتها وعدم امتلاكها لأسلحة الدمار والعتاد غير أن قوة إيمانها بالحرية و تطلعها لمعانقة الاستقلال حثها على استجماع قوتها فوحدت صفها وخططت ودبرت وقدمت ملايين من شبابها وأطفالها ونسائها وشيوخها فداء للوطن :thumb:فاقتلعت بذلك حريتها من أنياب جلاديها وطردتهم شر طردة ليلقننا التاريخ درسا لا يجب أن ننساه أبدا أبدا إن الحرية لا تقدم على مائدة المفاوضات أوتقدم في طبق من ذهب بل الحرية درس من دروس الوطنية الصادقة لا نحصل عليها إلا بالدم ولا شيء سوى الدم. تابعوا معي مقتطفات من سجلات التاريخ لشعوب صنعت تاريخ أمجادها بحروف من ذهب وحصلت على حريتها بإراقة دمائها الطاهرة واستشهدت على تراب أوطانها ليكتب لها البقاء.:thumb: الجزائر الحبيبة قصة شعب أبي لا يهاب الموت :heartpump:heartpump استقلال الجزائر بعد 132 عاماً من الاستعمار 5 تموز/يوليو 1962م: استقلال الجزائر بعد 132 عاماً من الاستعمار تعرف الثورة الجزائرية باسم"ثورة المليون شهيد"،:thumb: وهي حرب تحرير وطنية ثورية ضد الاستعمار الاستيطاني الفرنسي قام بها الشعب الجزائري بقيادة جبهة التحرير الوطني الجزائرية وكانت نتيجتها انتـزاع الجزائر لاستقلالها بعد استعمار شرس وطويل استمرّ أكثر من 130 عاماً. انطلقت الرصاصة الأولى للثورة الجزائرية في منتصف ليل 30 نوفمبر - تشرين الثاني 1954 الذي يصادف عند الأوروبيين يوم "عيد جميع القديسين" معلنةً قيام الثورة بعد حوالي 130 سنة من الاستعمار الفرنسي للبلاد. وقد بدأت هذه الثورة بقيام مجموعات صغيرة من الثوار المزوّدين بأسلحة قديمة وبنادق صيد وبعض الألغام بعمليات عسكرية استهدفت مراكز الجيش الفرنسي ومواقعه في أنحاء مختلفة من البلاد وفي وقت واحد. ومع انطلاق الرصاصة الأولى للثورة، تمّ توزيع بيان على الشعب الجزائري يحمل توقيع "الأمانة الوطنية لجبهة التحرير الوطني" وجاء فيه: "أن الهدف من الثورة هو تحقيق الاستقلال الوطني في إطار الشمال الأفريقي وإقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة ضمن إطار المبادىء الإسلامية". ودعا البيان جميع المواطنين الجزائريين من جميع الطبقات الاجتماعية وجميع الأحزاب والحركات الجزائرية إلى الانضمام إلى الكفاح التحريري ودون أدنى اعتبار آخر. وتمّ تشكيل الأمانة الوطنية لجبهة التحرير الوطني من تسعة أعضاء.. انتصرت وجهة نظر جبهة التحرير الوطني.:thumb:. وأُجبرت فرنسا على التفاوض بعد أن تأكدت فرنسا نفسها أن الوسائل العسكرية لم تنفع، خاصة بعد الفشل الذريع الذي مُنيت به حملاتها الضخمة وعدم فعالية القمع البوليسي في المدن، ورفض الشعب الجزائري المشاركة في الانتخابات المزوّرة واستحالة إيجاد "قوة ثالثة" تكون تابعة للمستعمر بأي حال. وقام الفرنسيون بمناورات عدة وتهديدات كثيرة لتحاشي التفاوض، وعملوا كل ما بوسعهم لتصفية جيش التحرير الوطني كقوة عسكرية وكقوة سياسية.. فتهربت فرنسا من كل محاولات التفاوض النـزيه عاملة على إفراغ حق تقرير المصير من محتواه الحقيقي، متوهمة بذلك أنها ستنتصر عسكرياً على الثورة. وكان يقابل سياسة المفاوضات هذه.. حرب متصاعدة في الجزائر بهدف تحقيق النصر؛ فقد كان الفرنسيون يعتقدون أن رغبة جبهة التحرير في السلم وقبولها للاستفتاء يعتبر دليلاً على الانهيار العسكري لجيش التحرير الوطني.. إلا أن الجبهة عادت وأكدت من جديد أن الاستقلال ينتـزع من سالبه ولا يوهب منه، فاتخذت جميع التدابير لتعزيز الكفاح المسلح.. وعادت فرنسا بعد ذلك لتقدم لمندوبي جبهة التحرير صورة كاريكاتورية للاستقلال: جزائر مقطوعة عن أربعة أخماسها (الصحراء) وقانون امتيازي للفرنسيين... فرفضت الجبهة المقترحات جملة وتفصيلاً.. ولما عجزت فرنسا عن حلّ القضية بانتصار عسكري.. أجرت اتصالات ومفاوضات جديدة لبحث القضايا الجوهرية، وقد دخلت هذه المرة مرحلة أكثر إيجابية، وتحددت الخطوط العريضة للاتفاق، أثناء مقابلة تمت بين الوفد الجزائري والوفد الفرنسي في قرية فرنسية بالقرب من الحدود السويسرية. وبعد ذلك.. عقدت ندوة حول إيقاف القتال في إيفيان من 7 إلى 18 آذار - مارس 1962 تدارست الوفود خلالها تفاصيل الاتفاق.. وكان الانتصار حليف وجهة نظر جبهة التحرير، وتوقف القتال في 19 آذار - مارس بين الطرفين وتحدد يوم الأول من تموز لإجراء استفتاء شعبي.. فصوّت الجزائريون جماعياً لصالح الاستقلال.. وبذلك تحقق الهدف السياسي والأساسي الأول لحرب التحرير، بعد أن دفع الشعب الجزائري ضريبة الدم غالية في سبيل الحرية والاستقلال.. وبعد أن استمرت الحرب قرابة ثماني سنوات سقط خلالها ما يقرب من مليون ونصف مليون شهيد.:thumb: وقد صادف بدء انسحاب القوات الفرنسية في 5 تموز - يوليو 1962 في يوم دخولها 5 تموز - يوليو 1830 أي بعد 132 عاماً من الاستعمار، كما انسحبت هذه القوات من نفس المكان الذي دخلت منه إلى الجزائر في منطقة "سيدي فرج" القريبة من الجزائر العاصمة وتمّ في هذا اليوم تعيين السيد أحمد بن بيللا كأول رئيس لجمهورية الجزائر المستقلة بعد خروجه من السجون الفرنسية مع عدد من قادة الثورة وكوادرها. يرجع الفضل في انتصار الثورة الجزائرية إلى وضوح أهداف القائمين بها والتضحيات الشعبية الهائلة التي قدمها الشعب الجزائري الذي عبأ كل طاقاته لتحقيق الانتصار، يضاف إلى ذلك الأساليب المبتكرة التي لجأ إليها المجاهدون والمجاهدات لتوجيه الضربات الأليمة لجيش متفوق في العدد والعدة. وأخيراً التأييد العربي (قواعد الثوار في تونس والمغرب والدعم الشعبي والمادي الواسع من مصر عبد الناصر وسورية والعراق)، والعالمي (دول العالم الثالث والدول الاشتراكية). :heartpump:heartpump |
قال تعالى : ﴿ وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ ( آل عمران : 170 ) شهادات وعبر :heartpump:heartpump إنني مبتهج بأن أكون أوّل من يصعد الى المقصلة، فبنا أو بدوننا ستحيا الجزائر... ليس من عادتنا أن نطلب، بل من عادتنا أن ننتزع، و سننتزع منكم حريتنا ان عاجلا أو آجلا الشهيد أحمد زبانة و هو أمام المقصلة:heartpump :heartpump:heartpump انني لا أخاف على الجزائر من العدوّ بقدر ما أخاف عليها من الذي يبثه العدوّ،...اننا نحارب بكل سلاح، بالمؤامرات و الدسائس و الأكاذيب و المدافع و القنابل و مع ذلك سنصمد و نمضي و ننتصر بحول الله الشهيد سي الحواس:heartpump :heartpump:heartpump اننا سننتصر لأنّنا نمثّل قوة المستقبل الزّاهر، و أنتم ستهزمون لأنّكم تريدون وقف عجلة التاريخ الذي سيسحقكم... لأنكم تريدون التشبث بماض استعماري متعفّن حكم عليه العصر بالزّوال، و لئن متّ فانّ هناك آلاف الجزائريين سيأتون بعدي لمواصلة الكفاح من أجل عقيدتنا و وطننا الشهيد العربي بن مهيدي:heartpump |
صفحات ناصعه من تاريخ النضال
يذهب المستعمر ويبقى الخلود للشهداء في الامس كانت هناك حكومات داعمه للثوار فكما ذكرت اختاه كانت هناك حكومات سوريا العراق واشهر الداعمين مصر عبد الناصر التي اعتدت عليها فرنسا عام 1956 بسبب دعمها المتواصل لثوار الجزائر ولشعب بور سعيد حكايه نضال مشرفه في تلك الحرب اختي يا سمين موضوع مميز ننتظر منك المزيد من صفحات من هذا التاريخ المشرف |
تزهو صفحتك يا ياسمينة بالعطور الفواحة من مجرد ذكر اهل الشرف فكيف بذكرهم وذكر اقوالهم المشرفة
|
إقتباس:
إنها بحق لصفحات ناصعة من تاريخ النضال أخي الكريم لكنني استغربت شح المصادر العربية في باب التوثيق الدقيق إذ أن الشرائط الوثائقية تكاد تكون مغيبة من لدن الشعوب الإسلامية وهذا أمر يجب لفت الانتباه إليه ، وأذكر أنني حين بلغت الأقسام الثانوية وبدأنا ندرس تاريخ الأمم أصابنا الذهول إلى حد الرعب أنا- وبقية التلاميذ - فكان الصمت مطبقا داخل قاعة الدرس ونحن نشهد جرائم البريطانيين وهم بصدد زرع الكيان الصهيوني داخل جسم أمتنا ...إنه التاريخ يسجل ماضينا لنفهم من خلاله ما يحدث حولنا. ونحن في أمس الحاجة إلى نفض الغبار عنه لنقرأ ونستلهم العبر. فما رأيت شعبا من شعوب هذه الأمة أو غيرها حصل على حريته دون إراقة الدماء، فالمقاومة هي المسلك الوحيد الأوحد لنيل الحرية. تحياتي إليك |
عندما تكون إرادة الشعوب قوية فالنصر نتيجة حتمية لي عودة |
إقتباس:
أشعر بأننا في أمس الحاجة إلى استعادة سيرة أمجادهم وسماع أقوالهم ونحن نجتاز مرحلة عنيفة لكن لنتذكر قليلا بأن هؤلاء الأبطال الشرفاء لا تفصلنا عنهم مسافات زمنية بل عاشوا في ظروف أصعب من هاته التي نمر بها فما استكانوا وما ضعفوا بل صنعوا تاريخهم بدمائهم تماما مثلما تفعل المقاومة على أرض فلسطين الحرة وبدلا من إبداء الخوف والقلق حول ما يحدث يجب على العكس من ذلك أن نفرح ونطرب للمقاومة المباركة ونقذف العدو ولو بالطوب والحجر اقتداء بنهج أسلافنا الأحرار. تحياتي إليك |
إقتباس:
صدقت والله يا ممتازة ويا مميزة ومتميزة نعم والله انهم يوقظون الناس ويجزرون فيهم حب المقاومة ووالله اننا لنرى ان النصر للاحرار وان الهمجية الصهيونية بالاتها الاجرامية تستطيع ان تكسر وتدمر وتضرب لكن لا تستطيع ان تحني رؤوس الشرفاء ما ترينه احيانا منا من الم في حديثنا هو على ما الت اليه نفوس ابناء جلدتنا من تخاذل شديد سلمت يداك ياسمينة |
إقتباس:
إن قولك صائب فلابد للشعوب أن تلتحم وتقف صفا واحدا والتاريخ يخبرنا عن مسيرة الشعوب وانتفاضتها ضد العدو رغم شراسته، فجميع المجاهدين في غزة هم بأمس الحاجة إلينا لندعمهم ونشحذ هممهم لانتزاع حريتهم . تحياتي إليك |
السلام عليكم
حقيقةا... ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة، ومنذ متى نحيي بيد من سلم العدو الذي يلوح بيد من حرب ها هو التاريخ يتكلم وها هي العبر والعظات كالصبح الأبلج، لكن.. لقد أسمعت لو كنت تنادي حيا، لكن لا حياة لمن تنادي مشكورة ومتميزة بهذا الموضوع وعندي بعض الملاحظات على بعض أخطاء التي سببها حتما أن لوح المفاتيح لم يكن أمينا في نقلها وهي: إقتباس:
1. ليلة أول نوفمبر 2. السيد أحمد بن بلة مزيدا من المواضيع الناجحة.. |
أخي أمقران كيف حالك؟ أتمنى أن تكون بخير وعافية أما عن الضمائر الميتة فلا يمنعنا ذلك من التوضيح والكتابة والحمد لله فما زالت ضمائر الشعوب حية تبكي وتشتعل غضبا لما يحدث ولهؤلا ء فقط لمن يجب أن نكتب لهؤلاء الناس الذين لم يتجردوا من إنسانيتهم .. إنني في هم لا يعلم به إلا الله تعالى ويتملكني حزن عميق وأخاف أن يعذبنا الله بما يقترفه أراذلنا من صمت مطبق حول ما يحدث لإخواننا في فلسطين. لك موفور الشكر على تنبيهك لي والحقيقة أنني لم أتنبه مطلقا والغريب أن صاحبة المقال مواطنة جزائرية ويفترض أن تكون المعلومات صحيحة لكنني أحضرت كتبا موثقة لأنتقي منها الحقائق التاريخية بشكل سليم . أتمنى أن لا تبخل علي بتصويب أو إضافة ليخلو هذا العمل المتواضع من الأخطاء. تحياتي الخالصة إليك |
إن الفوز الساحق الذي حققته الجزائر على فرنسا لم يكن نتاج عمل آني كما قد يظن البعض بل إن هذا الانتصار الباهر كان نتيجة عمل متواصل دام سنوات طويلة دون كلل، وقد حمل مشعل المقاومة رجال شرفاء أشداء قدموا تاريخا بطوليا مجيدا لانتزاع حريتهم المسلوبة. لقد كانت الجزائر أول قطر إسلامي اقتحمته الإمبريالية الأوربية. حيث احتلته فرنسا سنة 1830 . لكن الشعب الجزائري قاوم الاستعمار الفرنسي عشرات السنين فلم تثبت أقدامه بالبلاد إلا في آخر القرن. ظروف الاحتلال :heartpump:heartpump تدهورت حالة الجزائر الداخلية في مطلع القرن التاسع عشر، وطغت المشاكل على الدايات. كانت الجزائر أكبر الولايات العثمانية بالمغرب العربي وأعظمها شأنا، بفضل إمكانياتها الاقتصادية، والبشرية والعسكرية. وبحكم موقعها وطول سواحلها، فقد كانت تتوفر على أضخم أسطول إسلامي في عرض البحر المتوسط خلال القرنين 16 ـ 17 . وقدكان أسلوب الحكم العثماني بالجزائر مغايرا لما كان يحدث في تونس وطرابلس الغرب، إذ لم تظهر فيها أسر حاكمة، وإنما مرت البلاد من حالة الحكم العثماني المباشر ( 1518 ـ 1659 )، إلى مرحلة من الاستقلال الذاتي، غدا فيها الوالي بالجزائر يختار ويعين محليا بموافقة ضباط الانكشارية ورياس البحرية. وكان هذا الوالي يحمل لقب أغا، ثم صار يحمل لقب الداي ابتداء من سنة 1671 . وكان والي الجزائر يتمتع بنوع من السيادة والاستقلال في علاقاته بالباب العالي، بحيث كان يعقد المعاهدات مع الدول الأروبية مباشرة. ويقبل أو يرفض القناصل. ولذا لم تكن تبعيته للسلطان العثماني إلا تبعية معنوية : كالاعتراف بسلطته الروحية، والمساهمة في جهاد الدولة العثمانية وبعض حروبها مع الدول المسيحية، تحقيقا للتضامن الإسلامي. وابتداء من القرن 18 أخذت قوة الجزائر البحرية في الانهيار والتضاؤل، نتيجة لحالة الضعف العام الذي أصاب العالم الإسلامي في تلك الفترة، وبالخصوص الخلافة العثمانية. وقد تعاقب على حكم الجزائر خلال الثلاثين سنة السابقة على الاحتلال الفرنسي لها ثمانية دايات، باعتبار الداي مصطفى باشا ( 1797 ـ 1805 ) أول الثمانية وحسين باشا آخرهم ( 1818 ـ 1830 ) وقد اجتازت البلاد في هذه الفترة مرحلة دقيقة طغت فيها المشاكل الداخلية من جهة، واشتد الضغط الأوربي على الجزائر من جهة ثانية. فمن ضمن المشاكل الداخلية الكبرى نجد: ـ الركود الاقتصادي والذي جاء نتيجة لتناقص موارد الدولة من الجهاد البحري، ولتدهور تجارة القوافل مع الصحراء. هذا بالإضافة إلى نوبة الجفاف والمجاعة التي حلت بالبلاد سنة 1818 . ـ سوء التنظيم الإداري: أضعف جانب السلطة المركزية، وخول لبكوات الأقاليم الثلاثة سلطات واسعة، فكانوا يتصرفون غالبا كما لو كانوا مستقلين. زد على ذلك أن بعض القبائل في الصحراء كانت لا تخضع إلا لأعرافها المحلية، أو لنفوذ شيوخ الزاويتين التيجانية والدرقاوية الذين يعارضون الحكم التركي ويعملون لحساب المغرب أحيانا. ولذا استغرق الداي حسين معظم سنوات حكمه في توطيد الأمن وإلزام القبائل بدفع الجبايات. كما حارب في الأقاليم الثلاثة المشاغبين الثائرين في وجهه، ومنهم الشيخ التيجاني محمد الكبير الذي احتل مدينة معسكر1827 ، وقد هزمه القائد يحيى أغا وأجلاه عن تلك المدينة. ولكن الوشاة سرعان ما أفسدوا العلاقة بين الداي حسين وبين قائده المحنك، فاعتقل يحيى أغا وأعدم سنة 1828 ، في ظرف كان على الداي أن يواجه فيه جيشا أجنبيا غازيا. :heartpump:heartpump انتهزت فرنسا حالة الرأي العام الأوربي تجاه الجزائر، فتقدمت لاحتلالها سنة 1830 مدعية الانتقام لكرامتها الوطنية. انبعثت النزعة الإمبريالية في فرنسا بعد سنة 1815 ، لحاجة الحكومة القائمة آنذاك إلى نصر خارجي، وإلى أمجاد استعمارية لتدعيم مركزها المتضعضع في الداخل، ولمحاولة بعث الإمبراطورية الفرنسية المنهارة بفقدان حكومة باريس لمستعمرتي كندا ولويزيانا. ومما ساعد فرنسا في هذا الاتجاه اتفاق الدول الأوربية بخصوص رذع الجزائر، وغيرها من أقطار المغرب العربي المنسوبة إليها أعمال القرصنة والاتجار في الرقيق الأبيض ً غير أن هناك سببا مباشرا تذرعت به فرنسا حين احتلالها للجزائر وهو ما أسمته بالانتقام ً لكرامتها الوطنية ً من الداي حسين الذي كان قد طرد القنصل الفرنسي بيير ديفال من مجلسه يوم 30 أبريل 1827 طردا سمي في التاريخ ً بضربة المروحة ً لأن الباشا الجزائري أشار بالخروج للقنصل بمروحة كانت في يده. والحقيقة أن غضب الداي منبعه قلة أدب القنصل، ومن امتناع فرنسا ومماطلتها في أداء ديونها للجزائر، والتي ترتبت عن شراء فرنسا لكميات من القمح الجزائري إبان عهد الثورة الفرنسية. يتبع :heartpump:heartpump |
الاحتلال الفرنسي والمقاومة :heartpump:heartpump استولت فرنسا على عاصمة الجزائر واستسلم لها الداي حسين بعد مقاومة. بعد أن حاصرت فرنسا زهاء ثلاث سنين ميناء الجزائر العاصمة، أنزلت قواتها إلى البر يوم 14 يونيه 1830 . وتسلل الجيش الغازي من شبه جزيرة فرج غرب العاصمة . وذلك وفق الخطة العسكرية التي وضعها مبعوث نابليون الأول سنة 1808 . ورغم تحمس الداي حسين لمقاومة المحتلين الفرنسيين، ومبادرة الجزائريين إلى التطوع دفاعا عن البلاد، فإن الباشا الجزائري ارتكب عدة أخطاء أدت إلى اندحار جيشه بسرعة: منها إبقاء المتطوعين من القبائل بعيدا عن المدينة، وعدم ملاقاة المهاجمين فور نزولهم بالساحل انتظارا لوصولهم إلى حصون الجزائر العاصمة، وهناك دارت معركة ً سطاولي ً التي انهزم فيها الداي حسين فوقع وثيقة الاستسلام يوم خامس يوليوز 1830 ، والتي تعهدت فيها فرنسا للداي بحمايته في شخصه، وأهله، وأمواله، وباحترام أملاك الجزائريين، وعقائدهم ومؤسساتهم. وإن كان الفرنسيون لم يراعوا أي شرط من هذا الاتفاق. اللهم إلا ما كان من السماح لحسين باشا بنقل متاعه وأهله خارج الجزائر حيث انتهى به المطاف إلى الإقامة في مصر. الأمير عبد القادر يحمل مشعل المقاومة الجزائرية ضد فرنسا :heartpump:heartpump ترأس الأمير عبد القادر:heartpump المقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي ونظم دولة وطنية، ثم استمرت المقاومة الشعبية بعده إلى أواخر القرن 19 . http://hassanelbadawy.jeeran.com/files/125371.JPG صورة الأمير المجاهد عبد القادر رحمه الله :heartpump:heartpump لقد ظن الفرنسيون حينما اقتحموا عاصمة الجزائر أن بإمكانهم إخضاع بقية البلاد بسهولة وبأقل التكاليف، فإذا بالشعب الجزائري يكذب ظنونهم، ويرفع لواء الجهاد والمقاومة الوطنية زهاء أربعين سنة :thumb:: وقد ظهرت تنظيمات المقاومين بزعامة أحمد باي ، وفي غربها بزعامة الأمير عبد القادر حوالي سنة 1832 ، وإذا كان الأول مجرد مقاوم صمد أمام الفرنسيين وحال بينهم وبين إخضاع قسطنطينة مدة خمس سنين، فإن عبد القادر قد جمع بين صفة المقاوم وبين مزايا زعيم سياسي وطني، فكان يجسم بحق رمز الوطنية الجزائرية كما تجسدها اليوم حماس حفظها الله في قطاع غزة بفلسطين المحتلة. ينتمي عبد القادر :heartpumpإلى أسرة شريفة النسب، مشهورة بالعلم والدين في قبيلة هاشم المحيطة بمدينة معسكر. وقد كان غائبا عن البلاد حينما اقتحمها الفرنسيون، إذ صحب والده الشيخ محيي الدين في رحلة إلى الشرق وقتئذ، وفور عودتهما اتجهت إليهما أنظار الشعب الجزائري ليتزعما الكفاح الوطني ضد الاستعمار الفرنسي في ناحية وهران، وهناك بويع عبد القادر بن محيي الدين بالإمارة سنة 1832 ، مع ما تقتضيه من رئاسة الجهاد ضد الغزاة وتنظيم أمور المسلمين وأحكامهم على هدى من الكتاب والسنة، وبعث الكيان الجزائري الذي تصدع باستسلام المسؤول الشرعي عن البلاد وهو الداي حسين. يتبع :heartpump:heartpump |
بوركت يا ياسمين
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و إمام المتقين المجاهدين سيدنا ومولانا محمد و على آله و صحبه و من تبعهم باحسان من الشهداء و الصديقين و الصالحين . ---*--- أختي الفاضلة ياسمين : جزاك الله تعالى بكل حرف سطرته يداك الكريمتان هنا ألف ألف حسنة ، يضاعفها الله تعالى بمحض فضله أضعافا مضاعفة ، إنه واسع عليم . و فعلا ، إن إرادة الشعوب من إرادة الله و إرادة الله لا تقهــــــر :thumb: و رحم الله سيدي الأمير عبدالقادر الجزائري و كل الشهداء و الشرفاء http://www.monsterup.com/upload/1231436688.jpg :thumb: |
رائعة ومبدعة أختي ياسمين .. منذ طرحت الموضوع وأنا متابعة .. وأخشى عليك الوصول الى هذا الزمن .. لتبحثي عن زعماء قادوا شعوب أبية ولكن لن تجدي أحد
|
إقتباس:
بارك الله فيك أخي وجازاك الله بالفردوس الأعلى رفقة الحبيب وصحبه إن شاء الله. إن إرادة الشعوب من إرادة الله، وهذا ما رميت إليه؛ فالله تعالى يبارك لنا في أعمالنا عندما نهب وننفض عنا رداء الجهل والخنوع والاستسلام لغير وجهه الكريم. إذ ذاك يمكننا الله من الأعداء ويحقق مرادنا وينصرنا عليهم نصرا عزيزا. تحياتي وتقديري إليك :thumb: |
إقتباس:
أشكرك جزيل الشكر لمتابعتك للموضوع ، وما عهدت فيك دوما سوى رجاحة عقل وأخلاق رفيعة وعلم مكين، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الجميع لكل متتبع لتاريخ أمتنا التليد. هذه الأمة التي تأسست بدماء أرواح الشهداء الأخيار رحمهم الله جميعا، فبفضل جهادهم نعيش هنا مرفوعي الرأس ونحن من سنحمل مشعل المسيرة والنضال، لأننا كلنا مسؤولون عن حاضر هذه الأمة ومستقبلها. تحية نضالية إليك :thumb: |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.