حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   الخيمة السيـاسية (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=11)
-   -   الأخوان ابن حوران وعلي4 (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=76031)

البدوي الشارد 18-01-2009 07:54 AM

الأخوان ابن حوران وعلي4
 
ولا يهونوا بقية الإخوان وكلهم على العين والراس.
يظهر لي من قراءة المواضيع أنكم على درجة عالية من الوعي السياسي.
ونحن الآن كما يتضح بحاجة لنفهم بالتفصيل ما هي الصهيونية؟ ما هو تاريخها؟ مع مين تتحالف؟ وما هو خطرها على كل العرب والمسلمين؟.
فيكون في سلم حسناتكم إن شاء الله أن تكتبوا بالتفصيل في هذا الموضوع الهام لأني أعرف ناس حولي حسبي الله عليهم يقولون: ما لنا وما لغزة وفلسطين هذي مشكلتهم وكل واحد يقلع شوكه بإيده.
مع الاحترام اسلموا لخيكم البدوي

doktor 18-01-2009 08:18 AM

الصهيونية هي ان 50-80 % من الاسرائيليون و اليهود من اصول هندو-اوروبية حسب دراسات الجينات البشرية .. و لا علاقة لها بالتوراة او بني اسرائيل المذكورين في الكتب السماوية .. و الغرب يدعمهم لرابط الدم الهندواوروبي ..

نستنتج، إذاً، أن أشخاصاً ينتمون إلى مجموعة متنوّعة من الشعوب والأعراق، الأشقر والأسود، الأسمر والأصفر، تهوّدوا بأعداد كبيرة. وبحسب زاند، فإن الحاجة الصهيونية إلى ابتكار هوية مشتركة واستمرارية تاريخية لهؤلاء الأشخاص ولّدت سلسلة طويلة من الاختراعات والتخيّلات، إلى جانب طرح فرضيات عرقية. وقد لُفِّق بعضها في أذهان مؤسسي الحركة الصهيونية، بينما قُدِّم بعضها الآخر في شكل استنتاجات توصّلت إليها دراسات جينية أجريت في إسرائيل.
http://www.al-ayyam.ps/znews/site/Er....aspx?code=404

البدوي الشارد 18-01-2009 11:19 AM

شكرا أخي doktor
سؤالي ما كان عن أصل البهود وفصلهم و من هم أجدادهم الحقيقيين
كنت أتمنى على الإخوان هنا أن يقدموا لنا عرضا لنشوء الحركة الصهيونية ووظيفتها الاستعمارية وخطرها على شعوبنا كلهايعني باختصار: لماذا نعد إسرائيل خطرا يهدد كل المحيط العربي؟

البدوي الشارد 18-01-2009 04:48 PM

الواضح أن علي أن أتكل على الله وأعتمد على نفسي وأجلب هذه المعلومات عن الصهيونية من مصادرها والله يعين

aboutaha 18-01-2009 04:55 PM

لا تتسرع وتعتمد على نفس :New2: اعجبني اختيارك لابن حوران وعلي

وانتظر اخي ... فنحن من اشد المعجبين بالاخوان الذين ذكرتهم

هـــند 18-01-2009 05:02 PM

كنت كتبت نفس الرد لكن سبقتني لهذا سأقتبسه:New2:

إقتباس:

لا تتسرع وتعتمد على نفس اعجبني اختيارك لابن حوران وعلي

وانتظر اخي ... فنحن من اشد المعجبين بالاخوان الذين ذكرتهم

علي 18-01-2009 06:03 PM

ان تجمعني مع اخي ابو حوران فهذا شرف لي
فاين انا من وعيه وثقافته الشامله
ولكن على العموم ساحاول جمع ما عندي من معلومات عن الصهيونيه ومؤسسيها
وافتح موضوعا قريبا

لك كل التحيه على حسن ظنك بي:rolleyes:

البدوي الشارد 18-01-2009 08:05 PM

ألف شكر لك وللإخوان الذين علقوا

المشرقي الإسلامي 19-01-2009 12:01 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

تقبل هذا أخي مني جهد المقلّ وعذرًا إن تأخرت عنك بشدة .

***

الحركة الصهيونية



تعريف : هي حركة سياسية عنصرية ، رجعية , لا إنسانية استهدفت تجميع اليهود من كل أنحاء العالم وتوحيدهم اعتمادا على :

1- تزوير التاريخ

2- استغلال الدين ( اتخاذه ذريعة )


ويصعب العثور في التاريخ الإنساني العام قديمه وحديثه على حركة مماثلة ، حيث لم تكن تتكون حين أنطقتها من مجموعة عوامل ايجابية متكاملة أو ناضجة – كما يفترض – وإنما تكونت من عوامل سلبية منها :

1- معاداة السامية

2- الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة

وقد دعمت الدول الاستعمارية هذه الحركة :

1- للتخلص من النفوذ الاقتصادي والسياسي لليهود في أوروبا

2- للتخلص من تجمعاتهم السكنية ( الغيتو ) التي أثارت نقمة في نفوس سكان هذه البلدان


وحين عقد مؤتمر ( بازل ) في سويسرا الذي سنأتي على ذكره فيما بعد ، كانت أبرز قضاياه

1- بعث اليهودية في يهود أوربا الغربية ، وتعليم اليهود اللغة العبرية التي كانت شبه ميتة ومحصورة فقط في إطار الصلاة والعبادة

2- توجيه أنظار اليهود نحو فلسطين أو أي مكان آخر قد يؤمن لهم المستقبل الأفضل


العوامل الجذرية لقيام الحركة الصهيونية ، وعلاقتها باختيار فلسطين لتقيم عليه كيانها , تستند العقيدة الصهيونية إلى ثلاثة جذور يعتبر كل منها ركنا لم يكن للصهيونية ان تستمر دونه وهي :

أولا : الجذر الديني واتخاذه ذريعة

يظهر الجذر الديني في كلمة ( الصهيونية ) كمصطلح للدلالة على أهمية الجسر الديني التاريخي بين ( صهيون ) الأمس والصهيونية اليوم ، أي بين أرض التوراه ومملكة داوود وسليمان في القرن العاشر ق.م وبين الحركة السياسية في نهاية القرن التاسع عشر وقد وردت كلمة ( صهيون ) في التوراة ( 152 ) مرة وفي العهد الجديد ( 7) مرات , وتأكيدا لأهمية الجذر الديني يقول هربرت بارس في شرحه لطبيعة الصهيونية : تعلم اليهود أنهم نفوا لأنهم ارتكبوا الخطيئة ، وعندما يكفرون عن خطاياهم يعودون الى أرض الميعاد .

وقد استغل زعماء الحركة الصهيونية هذه المقولة أبشع استغلال ليوجهوا بقوة أنظار اليهود نحو فلسطين ويصرفوا النظر عن التفكير في مكان آخر .

ثانيا : الجذر التعاطفي : الهوية

ورد هذا الجذر أحيانا باسم الجذر التاريخي ، أو الجذر العاطفي تجاه الأرض المقدسة ، الأمر الذي خلق رابطة وحدوية ( ملفقة ) بين اليهود في الشتات ، من ناحية أخرى ارتبطت العاطفة اليهودية بمعاداة السامية الحديثة ، فتوجهوا نفسيا وفكريا نحو حل مشترك ببناء وطن خاص بهم على أن يعتمدوا في ذلك على الدوافع التي تثير العواطف ن تاريخية أو معاصرة ، ايجابية أو سلبية ، ومع بروز القوميات وانتشارها في أوروبا طرح السؤال ، عما اذا كان بإمكان اليهود أن يساهموا في بناء حضارة قومية في أوروبا أو يكونوا مواطنين فيها ، فجاء جواب زعماء صهيون واضحا وهو نعم لحضارة قومية لليهود ولكن وقبل ذلك يجب أن يختار اليهود مكانا يكتسبون فيه شرعية تاريخية ، وهكذا تحولت الأنظار نحو فلسطين

ثالثا : الجذر الاستعماري الاستيطاني

شكل الاستعمار الأوروبي فكرا ونهجا وممارسة أصلا متينا للصهيونية وعاملا أساسيا في استمرارها ، فلا صهيونية دون استعمار أوروبي ، ولا نجاح للاستعمار الصهيوني إن لم يكن استعمارا استيطانيا .

من هنا ، فان التوجه الاستعماري في انطلاقة الحركة الصهيونية لم يكن مجرد حلف مرحلي ، وإنما كان حلفا استراتيجيا ، ومبدأ ثابتا من مبادئ الصهيونية .

وفي أوج العصر الاستعماري الأوروبي وبينما كانت أراضي قارة شاسعة كأفريقيا تتنازعها وتتبادلها القوى الاستعمارية ، لم يكن أمرا مخالفا لمنطق العصر أن تولد الصهيونية من رحم الاستعمار ، ولم يكن أمرا مستهجنا أنتعرض على الصهيونية أراض متعددة كي تستعمرها وتحولها وطنا لها مثل موزمبيق ، أوغندا ، الأرجنتين أو فلسطين ، فاختارت الصهيونية فلسطين لسهولة الوصول إلى تحقيق الفكرة بالاعتماد على المنطق التاريخي حتى لو كان مغلوطا ومزيفا .

التناقضات البارزة في الحركة الصهيونية وجذورها

1- جسدت الحركة الصهيونية في اختيارها لفلسطين أرضا لها " التناقض الرئيسي الأول في جوهرها " فهي حركة توحيد وانبعاث ( كما وصفت ) لليهود ، وفي نفس الوقت هي حركة استعمارية في التاريخ وصلت إلى ما وصلت إليه الحركة الصهيونية في فلسفتها وقوانينها وتعاملها مع الشعب صاحب الأرض والحق في السيادة

2- ولما كان على الصهيونية أن تقيم جسرا بين مشروع دولتها المستقبلية وبين الدولة الإسرائيلية القديمة منذ آلاف السنين ، اصطدمت بالتناقض الرئيسي الثاني ، وهو التناقض بين : المنهج الخلقي العلمي المتعارف عليه في قراءة التاريخ وبين المنهج العنصري الانتقائي " من أجل إقامة الجسر المزعوم بين ماضيها وحاضرها ، ومعمدة الإغفال الكلي للمراحل التاريخية وأصولها وبداياتها وجذورها الكنعانية وإسلاميتها وعروبتها ، فالكنعانيون بناة الحضارة الأولى والعرب أسياد البلاد وشعبها منذ فجر التاريخ وفلسطين ليست أرضا بلا شعب كما يزعمون

3- جسدت الصهيونية في تحالفها مع كبرى الدول الاستعمارية تحالفا لا حياة لها من دونه ، وهذا هو التناقض الثالث ، فهي تدعي أنها حركة وطنية تحررية لاستدرار عطف اليهود وتجميعهم حولها ، وهي حركة استعمارية استيطانية في حقيقتها .

4- يتجسد التناقض الرئيسي الرابع في الصهيونية بين الديمقراطية التي تدعيها وبين سياسة التمييز العنصري التي تمارسها والتمييز العنصري هو الأساس في البنية الصهيونية .

وهناك تناقضات أخرى كثيرة أهمها :

1- التناقض بين الإطار العلماني الذي تتبناه الحركة وبين الجذور والأدوات الدينية

2- التناقض بين الحياة الغربية الحديثة وبين الحضارة الإسرائيلية الشرقية القديمة ( الاشكنازيم والسفارديم )

3- التناقض بين أدعاء الصهيونية أنها تمثل كل اليهود في حين نجد لها أعداء كثيرين بين اليهود أنفسهم .

العوامل الدافعة إلى ظهور الصهيونية

1- معاداة السامية 3- مصالح بريطانيا الاستعمارية في الشرق

2- فشل اندماج اليهود في المجتمعات الأوروبية .

المؤتمر الصهيوني الأول ( بازل ) 1897 م

عقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل السويسرية في الفترة الواقعة ما بين 29 – 31 آب 1897 م ، حضره ( 204) زعماء يهود يمثلون (15) دولة ، ترأس المؤتمر مؤسس الصهيونية الأول وصاحب كتاب ( الدولة اليهودية ) ثيودور هرتسل ، وكان أبرز ما جاء في كلمة هرتسل الافتتاحية أنه :

1- يرفض رفضا قاطعا الوسائل الاستعمارية القديمة بالسيطرة على فلسطين قطعة قطعة .

2- ركز على أهمية الوعد الدولي في إنشاء ون قومي لليهود

3- ضرورة إنشاء مؤسسات صهيونية جديدة

4- اعتبار معاداة السامية شعارا لتحقيق الهدف

انتهى المؤتمر بانتخاب هرتسل رئيسا للمنظمة الصهيونية ، وأهم ما خرج به المؤتمرون ما عرف ببرنامج الحركة الصهيونية العالمية ( برنامج بازل ) ومن أهم بنوده أن الحركة الصهيونية تسعى لإقامة وطن لليهود في فلسطين معترف به وفقا للقانون العام / ولتحقيق أهم بنوده أن الحركة الصهيونية تسعى لإقامة وطن لليهود في فلسطين معترف به وفقا للقانون العام ، ولتحقيق هذا الهدف يتخذ المؤتمر الوسائل التالية :

أولا : تعزيز الاستيطان في فلسطين باليهود المزارعين والحرفيين والمهنيين بناء على قواعد صالحة .

ثانيا: تنظيم اليهود كافة ، وتوحيدهم بإنشاء المؤسسات المحلية والعامة الملائمة وفقا للقوانين السارية في كل بلد

ثالثا: تقوية الشعور اليهودي القومي والضمير القومي .

رابعا: اتخاذ الخطوات التحضيرية للحصول على موافقة الحكومات التي يجب الحصول عليها لتحقيق هدف الصهيونية

وقد كتب هرتسل في يومياته عقب انتهاء المؤتمر :" لو شئت اختصار المؤتمر في كلمة واحدة لقلت باختصار في بازل أنشأت الدولة اليهودية "

وعد بلفور 1917 م

أشرنا سابقا أنه ما كان لأطماع اليهود في فلسطين ان تتحقق لولا دعم الدول الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا العظمى التي كانت تفرض انتدابها على فلسطين آنذاك ، وقد صدر وعد بلفور عن وزارة الخارجية البريطانية في 2/11/1917م وهو عبارة عن رسالة موجهة من اللورد بلفور وزير خارجية بريطانيا إلى البارون روتشيلد أكبر الأثرياء اليهود ، وأهم ما جاء فيها :

" إن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين وستبذل جهدها لتحقيق ذلك "

لقد صدر الوعد في رسالة ، ولم يصدر في اتفاقية رسمية ، ومع ذلك اعتبر وثيقة سياسية رسمية أخضعت أرض فلسطين وشعبها لأسوأ احتلال عنصري عرفته البشرية في تاريخها القديم والحديث.

ومن الناحية القانونية اعتبر الوعد باطلا ومخالفا للشرعية الدولية على أساس أن :

1- بريطانيا كانت دولة مستعمرة ولم يكن لها سيادة على فلسطين ، وكل ما يصدر عنها من قرارات وقوانين يعتبر باطلا ولاغيا .

2- لا يحق لدولة – بناء على مشيئتها – ان تمد سطوتها على حساب دول وشعوب أخرى

3- القانون الدولي لا يعترف بأهلية الدولة البريطانية على أراض غير أراضيها الخاصة وعلى شعوب غير شعوبها ورعاياها .

4- انه أعطى شعبا هو ( اليهود ) حق التملك بلاد تخص شعبا اخر ( الفلسطينيين ) بدعم ومساندة من شعب ثالث هو ( الشعب البريطاني ) ، فهو وعد ممن لا يملك لمن لا يستحق .

· حقائق بارزة متعلقة بنشأة الصهيونية وتطورها

أولا : هي حركة سياسية نشأت وترعرت في أوروبا ، وان استبدلت ثقلها الأوروبي بالأميركي لأسباب سياسية واقتصادية

ثانيا: لم يكن لها أن تستمر لولا تحالفها الاستراتيجي مع القوى الاستعمارية

ثالثا : هي حركة استيطانية استعمارية في جهرها ومضمونها وتعتبر آخر الحركات الاستعمارية في العالم ، جاءت لتحتل وتبقى – حسب أطماع زعماء صهيون – للأبد.

· إن الادعاء الصهيوني بالحقوق الدينية في فلسطين ادعاء مردود على الحركة الصهيونية ، لان العقل البشري لا يأخذ بالنبوءات التوراتية ، لآن هذه النبوءات – في حال القبول بها – تنقلب عليهم ، فهي تشمل العرب قبل اليهود لكونهم أبناء الابن الأكبر لإبراهيم أي إسماعيل

· والادعاء الصهيوني بالحقوق التاريخية مردود أيضا بسبب البعد الزمني الهائل بين حكم بني إسرائيل القديم ودولة إسرائيل الحالية ، والتي لا يمكن له أن يؤسس لدولة حديثة ، ويلغي وجود الحق التاريخي

· والادعاء الصهيوني بفلسطين مردود تاريخيا لأنه تحقق عن طريق القوة والمذابح والسلب والاحتلال .

فأرض فلسطين لشعبها تاريخيا وقوميا وحضاريا وقانونيا وروحيا ووجدانيا .

المشرقي الإسلامي 19-01-2009 12:15 AM

(الفرق بين عبري واسرائلي ويهودي)
وسوف نحاول ان نتعرف على هذه الحركة الصهيونية اللعينه
اتمنى ان نقرا الموضوع حتى النهاية لنعرف عدونا وما يخطط لنا


الصهيونية
التعريف :

الصهيونية حركة سياسية عنصرية متطرفة،ترمي إلى إقامة دولة لليهود في فلسطين تحكم من خلالها العالم . واشتقت الصهيونية من اسم ( جبل صهيون ) في القدس حيث ابتنى داود قصره بعد انتقاله من حبرون (الخليل) إلى بيت المقدس في القرن الحادي عشر قبل الميلاد . وهذا الاسم يرمز إلى مملكة داود وإعادة تشييد هيكل سليمان من جديد بحيث تكون القدس عاصمة لها .

وقد ارتبطت الحركة الصهيونية الحديثة بشخصية اليهودي النمساوي هرتزل الذي يعد الداعية الأول للفكر الصهيوني الحديث والمعاصرة الذي تقوم على آرائه الحركة الصهيونية في العالم .

التأسيس وأبرز الشخصيات :

· للصهيونية العالمية جذور تاريخية فكرية وسياسية تجعل من الواجب الوقوف عند الأدوار التالية :

- وردت لفظة صهيون لأول مرة في العهد القديم عندما تعرض للملك داود الذي أسس مملكته 1000-960 ق.م.

- حركة المكابيين التي أعقبت العودة من السبي البابلي 586-538م قبل الميلاد ، وأول أهدافها العودة إلى صهيون وبناء هيكل سليمان .

- حركة باركوخيا 118-138م وقد أثار هذا اليهودي الحماسة في نفوس اليهود وحثهم على التجمع في فلسطين وتأسيس دولة يهودية فيها .

- حركة موزس الكريتي وكانت شبيهة بحركة باركوخيا .

- مرحلة الركود في النشاط اليهودي بسبب اضطهاد اليهود وتشتتهم . ومع ذلك فقد ظل الشعور القومي عند اليهود عنيفاً لم يضعف .

- حركة دافيد روبين وتلميذه سولومون مولوخ 1501-1532م وقد حث اليهود على ضرورة العودة لتأسيس ملك إسرائيل في فلسطين .

- حركة منشه بن إسرائيل 1604-1657م وهي النواة الأولى التي وجهت خطط الصهيونية وركزتها على أساس استخدام بريطانيا في تحقيق أهداف الصهيونية .

- حركة سبتاي زيفي 1626-1676م الذي ادعى أنه مسيح اليهود المخلص فأخذ اليهود في ظله يستعدون للعودة إلى فلسطين ولكن مخلصهم مات .

- حركة رجال المال التي تزعمها روتشيلد وموسى مونتفيوري وكانت تهدف إلى إنشاء مستعمرات يهودية في فلسطين كخطوة لامتلاك الأرض ثم إقامة دولة اليهود .

- الحركة الفكرية الاستعمارية التي دعت إلى إقامة دولة يهودية في فلسطين في بداية القرن التاسع عشر .

- الحركة الصهيونية العنيفة التي قامت إثر مذابح اليهود في روسيا سنة 1882م ، وفي هذه الفترة ألف هيكلر الجرماني كتاب بعنوان إرجاع اليهود إلى فلسطين حسب أقوال الأنبياء .

- ظهور مصطلح الصهيونية Zionism لأول مرة على يد الكاتب الألماني ناثان برنباوم سنة 1893م .

- في عام 1882م ظهرت في روسيا لأول مرة حركة عرفت باسم ( حب صهيون ) وكان أنصارها يتجمعون في حلقات اسمها ( أحباء صهيون ) وقد تم الاعتراف بهذه الجماعات في عام 1890م تحت اسم " جمعية مساعدة الصناع والمزارعين اليهود في سوريا وفلسطين وإحياء اللغة العبرية .

- الصهيونية الحديثة وهي الحركة المنسوبة إلى تيودور هرتزل الصحفي اليهودي المجري ولد في بودابست في 2/5/1860م حصل على شهادة الحقوق من جامعة فينا 1878م وهدفها الأساسي الواضح قيادة اليهود إلى حكم العالم بدءاً بإقامة دولة لهم في فلسطين . وقد فاوض السلطان عبد الحميد بهذا الخصوص في محاولتين ، لكنه أخفق ، عند ذلك عملت اليهودية العالمية على إزاحة السلطان وإلغاء الخلافة الإسلامية .

- وقد أقام هرتزل أول مؤتمر صهيوني عاملي سنة 1897م ، مستغلاً محاكمة الضابط اليهودي الفرنسي دريفوس الذي اتهم بالخيانة 1894م لنقله أسراراً عسكرية من فرنسا إلى ألمانيا ، لكن ثبتت براءته فيما بعد ونجح هرتزل من تصوير المأساة اليهودية في زعمه من خلال هذه الواقعة الفردية وأصدر كتابه الشهير الدولة اليهودية الذي أكسبه أنصاراً لا بأس بعددهم مما شجعه على إقامة أول مؤتمر صهيوني في بال بسويسرا 29-31/8/47 وقد علق عليه بقوله : " لو طلب إلى تلخيص أعمال المؤتمر فإني أقول بل أنادي على مسمع من الجميع إنني قد أسست الدولة اليهودية " ونجح في تجميع يهود العالم حوله كما نجح في جمع دعاة اليهود الذين صدرت عنهم أخطر مقررات في تاريخ العالم وهي بروتوكولات حكماء صهيون المستمدة من تعاليم كتب اليهود المحرفة التي يقدسونها ، ومن ذلك الوقت أحكم اليهود تنظيماتهم وأصبحوا يتحركون بدقة ودهاء وخفاء لتحقيق أهدافهم التدميرية التي أصبحت نتائجها واضحة للعيان في زماننا هذا


الأفكار والمعتقدات :


· تستمد الصهيونية فكرها ومعتقداتها من الكتب المقدسة التي حرفها اليهود، وقد صاغت الصهيونية فكرها في بروتوكولات حكماء صهيون .

· تعتبر الصهيونية جميع يهود العالم أعضاء في جنسية واحدة هي الجنسية الإسرائيلية .

· تهدف الصهيونية إلى السيطرة اليهودية على العالم كما وعدهم إلههم يهوه ، وتعتبر المنطلق لذلك هو إقامة حكومتهم على أرض الميعاد التي تمتد من نهر النيل إلى نهر الفرات .

· يعتقدون أن اليهود هم العنصر الممتاز الذي يجب أن يسود وكل الشعوب الأخرى خدم لهم .

· يرون أن أقوم السبل لحكم العالم هو إقامة الحكم على أساس التخويف والعنف .

· يدعون إلى تسخير الحرية السياسية من أجل السيطرة على الجماهير ويقولون : يجب أن نعرف كيف نقدم لهم الطعم الذي يوقعهم في شباكنا .

· يقولون : لقد انتهى العهد الذي كانت فيه السلطة للدين ، والسلطة اليوم للذهب وحده فلابد من تجميعه في قبضتنا بكل وسيلة لتسهل سيطرتنا على العالم .

· يرون أن السياسة نقيض للأخلاق ولا بد فيها من المكر والرياء أما الفضائل والصدق فهي رذائل في عرف السياسة .

· يقولون : لا بد من إغراق الأمميين في الرذائل بتدبيرنا عن طريق من نهيئهم لذلك من أساتذة وخدم وحاضنات ونساء الملاهي .

· يقولون : يجب أن نستخدم الرشوة والخديعة والخيانة دون تردد ما دامت تحقق مآربنا .

· يقولون : يجب أن نعمل على بث الفزع الذي يضمن لنا الطاعة العمياء ويكفي أن يشتهر عنا أننا أهل بأس شديد ليذوب كل تمرد وعصيان .

· يقولون : تنادي بشعارات الحرية والمساواة والإخاء لينخدع بها الناس ويهتفوا وينساقوا وراء ما نريد لهم .

· يقولون : لا بد من تشييد ارستقراطية تقوم على المال الذي هو في يدنا والعلم الذي اختص به علماؤنا .

· يقولون : سنعمل على دفع الزعماء إلى قبضتنا وسيكون تعيينهم في أيدينا واختيارهم يكون حسب وفرة أنصبتهم من الأخلاق الدينية وحب الزعامة وقلة الخبرة .

· يقولون : سنسيطر على الصحافة تلك القوة الفعالة التي توجه العالم نحو ما نريد .

· يقولون : لا بد من توسيع الشقة بين الحكام والشعوب وبالعكس ليصبح السلطان كالأعمى الذي فقد عصاه ويلجأ إلينا لتثبيت كرسيه .

· يقولون : لا بد من إشعال نار الخصومة الحاقدة بين كل القوى لتتصارع وجعل السلطة هدفاً مقدساً تتنافس كل القوى وتسقط الحكومات وتقوم حكومتنا العالمية على أنقاضها .

· يقولون : ستقدم إلى الشعوب الفقيرة المظلومة في زي محرريها ومنقذيها من الظلم وندعوها إلى الانضمام إلى صفوف جنودنا من الاشتراكيين والفوضويين والشيوعيين والماسونيين وبسبب الجوع سنتحكم في الجماهير ونستخدم سواعدهم لسحق كل من يعترض سيبلنا .

· يقولون : لا بد أن نفتعل الأزمات الاقتصادية لكي يخضع لنا الجميع بفضل الذهب الذي احتكرناه .

· يقولون : إننا الآن بفضل وسائلنا الخفية في وضع منيع بحيث إذا هاجمتنا دولة نهضت أخرى للدفاع عنا .

· يقولون : إن كلمة الحرية تدفع الجماهير إلى الصراع مع الله ومقاومة سنته ويتغير أعضاؤها على الدوام وهي الكفيلة بتوجيه حكام الأمميين كما نريد .

· يقولون : لا بد أن نهدم دولة الإيمان في قلوب الشعوب وننزع من عقولهم فكرة وجود الله ونحل محلها قوانين رياضية مادية لأن الشعب يحيا سعيداً هانئاً تحت رعاية دولة الإيمان . ولكي لا ندع للناس فرصة المراجعة يجب أن نشغلهم بشتى الوسائل وبذلك لا يفطنوا لعدوهم العام في الصراع العالمي .

· يقولون : لا بد أن نتبع كل الوسائل التي تتولى نقل أموال الأمميين من خزائنهم إلى صناديقنا .

· يقولون : سنعمل على إنشاء مجتمعات مجردة من الإنسانية والأخلاق ، متحجرة المشاعر ، ناقمة أشد النقمة على الدين والسياسة ،ليصبح رجاؤها الوحيد تحقيق الملاذ المادية ، وحينئذ يصبحون عاجزين عن أي مقاومة فيقعون تحت أيدينا صاغرين .

· يقولون : سنقبض بأيدينا على كل مقاليد القوى ونسيطر على جميع الوظائف وتكون السياسة بأيدي رعايانا وبذلك نستطيع في كل وقت بقوتنا محو كل معارضة مع أصحابها من الأمميين .

· يقولون : لقد بثثنا بذور الشقاق في كل مكان بحيث لا يمكن اجتثاثه ، وأوجدنا التنافر بين مصالح الأمميين المادية والقومية وأشعلنا نار النعرات الدينية والعنصرية في مجتمعاتهم ولم ننفك عن بذل جهودنا في إشعالها منذ 20 قرناً ولذلك من المستحيل على أي حكومة أن تجد عوناً من أخرى لضربنا وأن الدول لن تقدم على إبرام أي اتفاق مهما كان ضئيلاً دون موافقتنا لأن محرك الدول في قبضتنا .

· يقولون : لقد هيأنا الله لحكم العالم وزودنا بخصائص ومميزات لا توجد عند الأمميين ولو كان في صفوفهم عباقرة لا ستطاعوا مقاومتنا .

· يقولون : لا بد من الانتفاع بالعواطف المتأججة لخدمة أغراضنا عوض إخمادها ولا بد من الاستيلاء على أفكار الآخرين وترجمتها بما يتفق مع مصالحنا بدل قتلها .

· يقولون : سنولي عناية كبرى بالرأي العام إلى أن نفقده القدرة على التفكير السليم ونشغله حتى نجعله يعتقد أن شائعاتنا حقائق ثابتة ونجعله غير قادر على التمييز بين الوعود الممكن إنجازها والوعود الكاذبة فلا بد أن نكون هيئات يشتغل أعضاؤها بإلقاء الخطب الرنانة التي تغدق الوعود ولا بد أن نبث في الشعوب فكرة عدم فهمهم للسياسة وخير لهم أن يدعوها لأهلها .

· يقولون : سنكثر من إشاعة المتناقضات ونلهب الشهوات ونؤجج العواطف .

· يقولون : سننشئ " إدارة الحكومة العليا " ذات الأيدي الكثيرة الممتدة إلى كل أقطار الأرض والتي يخضع لها كل الحكام .

· يقولون : يجب أن نسيطر على الصناعة والتجارة ونعود الناس على البذخ والترف والانحلال ونعمل على رفع الأجور وتيسير القروض ومضاعفة فوائدها عند ذلك سيخر الأمميون ساجدين بين أيدينا .

· يقولون : في الرسميات يجب علينا أن نتظاهر بنقيض ما نضمر فنستنكر الظلم وننادي بالحريات ونندد بالطغيان .

· يقولون : إن الصحافة جميعها بأيدينا إلا صحفاً قليلة غير محتفل بها ، وسنستعملها لبث الشائعات حتى تصبح حقائق وسنشغل بها الأمميين عما ينفعهم ونجعلهم يجرون وراء الشهوة والمتعة .

· يقولون : الحكام أعجز من أن يعصوا أومرانا لأنهم يدركون أن السجن أو الاختفاء من الوجود مصير المتمرد منهم فيكونوا طاعة لنا وأشد حرصاً ورعاية لمصالحنا .

·

المشرقي الإسلامي 19-01-2009 12:16 AM

يقولون : سنعمل على ألا يكشف مخططنا قبل وقته ولا نهدم قوة الأمميين قبل الأوان .

· يقولون : نحن الذين وضعنا طريقة التصويت ونظام الأغلبية المطلقة ليصل إلى الحكم كل من نريد بعد أن نكون قد هيأنا الرأي العام للتصويت عليهم .

· يقولون : سنفكك الأسرة وننفخ روح الذاتية في كل فرد ليتمرد ونحول دون وصول ذوي الامتياز إلى الرتب العالية .

· يقولون : لا يصل إلى الحكم إلا أصحاب الصحائف السود غير المكشوفة وهؤلاء سيكونون أمناء على تنفيذ أوامرنا خشية الفضيحة والتشهير . كما نقوم بصنع الزعامات وإضفاء العظمة والبطولة عليها .

· يقولون : سنستعين بالانقلابات والثورات كلما رأينا فائدة لذلك .

· يقولون : لقد أنشأنا قوانا الخفية لتحقيق أهدافنا ولكن البهائم من الأمميين يجهلون أسرارها فوثقوا بها وانتسبوا إلى محافلها فسيطرنا عليهم وسخرناهم لخدمتنا .

· يقولون : إن تشتيت شعب الله المختار نعمة وليست ضعفاً وهو الذي أفضى بنا إلى السيادة العالمية .

· يقولون : ستكون كل دور النشر بأيدينا وستكون سجلات التعبير عن الفكر الإنساني بيد حكومتنا وكل دار تخالف فكرنا سنعمل على إغلاقها باسم القانون .

· يقولون : ستكون لنا مجلات وصحف كثيرة مختلفة النزعات والمبادئ وكلها تخدم أهدافنا .

· يقولون : لا بد أن نشغل غيرنا بألوان خلابة من الملاهي والألعاب والمنتديات العامة والفنون الجنس والمخدرات لنلهيهم عن مخالفتنا أو التعرض لمخططاتنا .

· يقولون : سنمحو كل ما هو جماعي وسنبدأ المرحلة بتغيير الجامعات وسنعيد تأسيسها حسب خططنا الخاصة .

· يقولون : سنتصرف مع كل من يقف في طريقنا بكل عنف وقسوة .

· يقولون : سنكثر من المحافل الماسونية وننشرها في كل وسط لتوسيع نطاق سيطرتنا.

· يقولون : عندما تصبح السلطة في أيدينا لن نسمح بوجود دين غير ديننا على الأرض .

الجذور الفكرية والعقائدية :

· الصهيونية قديمة قدم التوراة نفسها وهي التي أججت الروح القومية عند اليهود منذ أيامها الأولى . وحركة هرتزل إنما هي تجديد وتنظيم للصهيونية العديمة .

· تقوم الصهيونية على تعاليم التوراة المحرفة والتلمود . ولكن لا بد من الإشارة إلى أن عدداً من زعماء الصهيونية هم من الملاحدة ، واليهودية عندهم ليست سوى ستار لتحقيق المطامع السياسية والاقتصادية .

· تعتبر أكثرية من اليهود ما يعرف بالتلمود دستوراً دينياً وهو مؤلف من بحوث أحبار اليهود وفقهائهم وقد رسموا فيه الحدود لكل جوانب الحياة الخاصة والعامة وقد دون فيه من الأحكام والتعليمات ما يبرر وضعهم الاجتماعي والسياسي وما يغرس في نفوسهم ونفوس أجيالهم اللاحقة احتقار المجتمع البشري وحب الإنتقام منه وأكل أموال الناس بالباطل والسطو على أرواحهم وأعراضهم وأموالهم واستنـزاف دماء غير اليهود لا ستعمالها في بعض المناسبات الدينية حيث يستعمل الدم البشري بوضع نقط منه على فطير الفصح أو غيره .

الانتشار ومواقع النفوذ :

· الصهيونية هي الواجهة السياسية لليهودية العالمية وهي كما وصفها اليهود أنفسهم ( مثل الإله الهندي فشنو الذي له مائة يد ) فهي لها في جل الأجهزة الحكومية في العالم يد مسيطرة موجهة تعمل لمصلحتها .

· هي التي تقود إسرائيل وتخطط لها .

· الماسونية تتحرك بتعاليم الصهيونية وتوجيهاتها وتخضع لها زعماء العالم ومفكريه .

· للصهيونية مئات الجمعيات في أوروبا وأمريكا في مختلف المجالات التي تبدو متناقضة في الظاهر لكنها كلها في الواقع تعمل لمصلحة اليهودية العالمية .

· هناك من يبالغ في قوتها مبالغة كبيرة جداً ، وهناك من يهون من شأنها ، والرأيان فيهما خطأ على أن استقراء الواقع يدل على أن اليهود الآن يحيون فترة علو استثنائية .

يتضح مما سبق :

أن الصهيونية حركة سياسية عنصرية متطرفة ترمي لحكم العالم كله من خلال دولة اليهود في فلسطين ، واسمها مشتق من اسم جبل صهيون في فلسطين ، وقد قامت على تحريف تعاليم التوراة والتلمود التي تدعو إلى احتقار المجتمع البشري وتحض على الانتقام من غير اليهود . وقد قنن اليهود مبادئهم الهدامة فيما عرف ببروتوكولات حكماء صهيون التي تحوي بحق أخطر مقررات في تاريخ العالم

ابن حوران 19-01-2009 01:14 AM

الأخ الفاضل البدوي الشارد

عفوا لتأخري عن الرد

شرف كبير أن أكون محط ثقتكم .. وشرف كبير أن يقترن اسمي بالأخ علي.

كنت أعتقد أنني باستطاعتي إحالتكم لموضوعات كنت قد كتبتها في هذا المنتدى عام 2005 وعام 2006، ولكني لم أفلح في إيجادها، على أي حال استطعت أن أجد بعض الموضوعات التي تصب في نفس الموضوع أظن أنها ستساهم في إعطاء فكرة، تضاف للجهود التي قام بها الأخوة الأفاضل.

تقبل احترامي و تقديري

موضوع تم نشره في 15/5/2005

لم تكن الحركة الصهيونية، قبل المؤتمر الصهيوني الرسمي الأول الذي عُقد في مدينة "بال" السويسرية عام 1897م، وتولّى تيودور هرتزل زعامتها، قد تبلورت بعد كحركة سياسية تدّعي تمثيل الشعب اليهودي، الذي يسعى للظهور كشعب موحّد القومية، ولاعب فاعل على الساحة الدولية، وظلّت تلك الحركة مجرّد حركة يهودية أوروبية المنشأ، ظهرت في أوائل ثمانينات القرن الثامن عشر، غايتها العامة الهجرة إلى فلسطين بحجة "العودة" إليها بدوافع دينية أو دنيوية أو خليطة بينها، بهدف استيطانها، أملاً بيوم آتٍ يتم فيه إعادة تأسيس الدولة اليهودية المزعومة فيها.ولتحقيق هذا الهدف عملت الحركة الصهيونية على محورين:الأول: العمل على إقناع اليهود، من أنحاء العالم، بالسفر إلى فلسطين.

واستخدم الصهاينة أسلوبي الترهيب والترغيب لجعل الجاليات اليهودية الموزعة على دول العالم تأتي إلى فلسطين لتقيم المستوطنات وتقضم الأراضي العربية شيئاً فشيئاً.الثاني: التقرّب من الدول الفاعلة على الصعيد العالمي، والتأثير عليها، لعقد اتفاقيات، واستصدار وعود تعترف بوجود حق يهودي في فلسطين، وقد أصبحت الفرصة سانحة أمام الحركة الصهيونية في أوائل القرن العشرين، عندما بدأت علائم الموت تظهر على الامبراطورية العثمانية التي كانت تسيطر على المشرق العربي، فاستغلّ اليهود ذلك الوضع لاستصدار وعد من بريطانيا بإقامة وطني قومي لليهود في فلسطين، وهو ما عرف باسم "وعد بلفور".

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، ونتيجة لاتفاقية سايكس، وقعت فلسطين تحت الانتداب الانكليزي المباشر، ما أعطى فرصة كبيرة لليهود بتفعيل هجرتهم إلى الأراضي الفلسطينية، حيث عملوا على إقامة عدد كبير من المستوطنات، وبدأوا تدريبات عسكرية لتشكيل عصابات سرية، تتسلح بأسلحة بريطانية، وتهاجم المواطنين العرب وتطردهم من أراضيهم.

وشيئاً فشيئاً بدأ الميزان السكاني والعسكري يميل لصالح اليهود الذين كانوا يخططون للسيطرة على "أرض الميعاد" كما يزعمون.

في العام 1937م ظهرت فكرة تقسيم فلسطين إلى دولتين إحداهما يهودية والأخرى عربية، وقد اقترح التقسيم لجنة تحقيق أرسلتها الحكومة البريطانية إلى فلسطين عقب اندلاع ثورة فلسطينية ضد الحكم البريطاني عام 1936م بعد أن طفح الكيل من ارتفاع معدلات الهجرة اليهودية الجماعية بحماية بريطانية ارتفاعاً خطيراً..

ورداً على هذا الاقتراح علا لهيب الثورة وسقطت أجزاء مهمة من البلاد في يد المجاهدين، بما فيها القدس القديمة وبئر السبع واضطرت بريطانيا إلى التعبئة الجزئية لقواتها، وأرسلت خيرة قادتها للسيطرة على الوضع في فلسطين، فتمكّنت من قمع الثورة بوحشية بالغة أسفرت عن سقوط حوالي سبعة آلاف شهيد، وعشرين ألف جريح وحوالي خمسين ألف متعقل.

ولم تكتفِ بريطانيا بذلك، بل عمدت إلى حل جميع التنظيمات السياسية الفلسطينية، وطبقت عليها خطة محكمة لنـزع سلاحها، وفي المقابل تغاضت بريطانيا كلياً عن وجود القوات الصهيونية المنتمية إلى عصابات "الهاغاناه" بل على العكس، أخذت تدعمها وتدربها وتزيد عديدها.

بعد ذلك صدرت عدة دعوات لتقسيم فلسطين، وأشهرها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي صدر في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 1947م، ولم يمض أسبوع على هذا القرار الأخير حتى أعلنت بريطانيا في 8/12/1947م، أنها ستسحب إدارتها المدنية وجيوشها من فلسطين، لتنهي انتدابها عليها نهائياً في 15 أيار/ مايو 1948، وبذلك حددت "ساعة الصفر" للأطراف كلها خلال الأشهر الخمسة المتبقية من عهدها.

ردّت الدول العربية على ذلك بدعوة عرب فلسطين إلى الإضراب العام ثلاثة أيام احتجاجاً على قرار التقسيم، لكن النفوس معبأة، والمشاعر مشحونة عند الطرفين.. ما جعل نطاق المناوشات يتعاظم لتتحول إلى اقتتال واسع.. استدعى تدخلاً من الدول العربية.

عرفت المرحلة الأولى من الحرب باسم "الحرب غير النظامية" بين القوات الصهيونية، من جهة، والقوات الفلسطينية الشعبية المدعومة لاحقاً بمتطوعين من الدول العربية، انتظموا في ما سمّي "جيش الانقاذ" الذي أشرفت عليه الجامعة العربية، وهي فترة امتدت من 29/11/1947م، لغاية 15 أيار/ مايو 1948م، حين انتهى "رسمياً" الانتداب البريطاني على فلسطين وانسحاب القوات البريطانية من البلاد، الأمر الذي استغلته الحركة الصهيونية لتعلن قيام "دولة إسرائيل" في فلسطين.

استفزّ إعلان دويلة الكيان الصهيوني الدول العربية ودعاها إلى التدخل في مرحلة أخيرة من الحرب عرفت باسم "مرحلة الحرب النظامية" بين قوات "دولة إسرائيل" وجيوش عربية أرسلتها سورية ولبنان ومصر والعراق وشرق الأردن بإشراف الجامعة العربية، وامتدّت هذه الحرب من 15 أيار/ مايو 1948م إلى أن تمّ التوقيع على اتفاقية الهدنة في أواخر عام 1948م وأوائل عام 1949 بين "إسرائيل" من ناحية وكل من مصر وشرق الأردن ولبنان وسورية من الناحية الأخرى.

...وهكذا تحوّلت فلسطين إلى جرح عميق في قلب الأمة العربية، فأدماها وقسمها الاحتلال إلى شطرين، وأُضيفت نكبة فلسطين إلى النكبات الأليمة التي تصيب العرب منذ عدة قرون، ونتجت عنها مآس عديدة أصابت الدول العربية المجاورة التي طاولتها الاعتداءات الصهيونية.. ولكن الشعب الفلسطيني بقي شعباً حياً يناضل ويعمل على تحرير أرضه رغم ضعف إمكانياته ومقدراته عبر انتفاضاته المتواصلة.

ابن حوران 19-01-2009 01:16 AM

وهذاموضوع ساهمت به بتاريخ 21/3/2006

العرب واليهــود

يرد على لسان المؤرخين العرب والأجانب ، قديما و حديثا ، معلومات مفادها ان اليهود والعرب يلتقوا بجذور حضارة مشتركة ، وجذور لغة مشتركة ، وعرق مشترك .. وباعتقادي ان هؤلاء المؤرخون يستندوا في معلوماتهم هذه على أصول معرفية توراتية الأصل من ناحية وعلى ادعاءات اليهود الاعلامية الحديثة، والتي لم تتغير على مر التاريخ .. والتي مفادها انهم ابناء يعقوب عليه السلام الذي هو ابن اسحق ابن ابراهيم عليهما السلام ، ونحن العرب ابناء هاجر
جارية سارة عليهما السلام ، ونحن بذلك لا نرتقي لدرجتهم بالنسب وكان مؤرخوهم لما قبل الاسلام عندما يتكلموا عنا يذكروننا ب (Saracen) أي سارة
قين والقين هم العبيد .

ويعزف الذين يطالبوا بالتعايش مع الصهاينة في العصر الحاضر لحنا ، على نغم تلك الفرية الكبرى ، قائلين و ماذا يعني لو أننا تعايشنا معهم طالما نحن ابناء عمومة؟ والحقيقة او جملة الحقائق التي تدحض تلك الافتراءات هي :

1ـ ان ابراهيم عليه السلام ، هو ابن تلك القبائل التي هاجرت من جزيرة العرب، خلال الموجات الثانية وحطت بالعراق . وقد ظهرت بوادر النبوة عليه عندما كان يحكم العراق ( شمال العراق) رجل فارسي اسمه ( نيوراسمب) او كما يسميه العرب ( النمرود الجبار ) .

2ـ ونتيجة لاضطهاد هذا الجبار لسكان المنطقة ، والذي هو طارئ عليها ، ومن بينهم نبي الله ابراهيم عليه السلام ، والذي كان يمثل قمة الرفض لهذا المتغطرس المجوسي ، فقد طرده بعد تعريضه للنار من اجل حرقه ، وبعد ان حماه الله عز وجل ، خرج متجها صوب فلسطين .

3ـ في تلك الأثناء كانت فلسطين ومصر تتعرضان لغزو قبائل همجية آتية من جنوب أوروبا وهم الرعاع الذين احتلوا ارض كنعان من غزة جنوبا حتى الكرمل شمالا والهكسوس الذين احتلوا مصر .

4ـ لقد تزلفت تلك القبائل الغازية لإبراهيم عليه السلام كما تزلفوا لكل الأنبياء من بعده ، متماهين بذلك مع السكان الأصليين الذين انخرطوا بديانة ابراهيم عليه السلام ومن بعده الأنبياء . وكان تزلف الغزاة هو لإضفاء طابع الشرعية على حكمهم او مطالباتهم بالحكم كما يجري في العصر الحاضر لإضفاء كاريزمية ما على الحاكم او الفصيل السياسي .

في حين كانت حقيقة أمرهم أنهم كانوا أعداء لدودين لكل الأنبياء ، فقتلوا ما قتلوا منهم زكريا ويحيى وعيسى عليهم السلام وكانوا يعاندون موسى ، ولا يطيعوه بل يصنعوا عجلا ليجعلوا منه اله لهم .

أما السكان الأصليون فكانوا مسالمين مطيعين لأوامر أنبياء الله ، مصدقين بالرسالات ، فيكونوا أتباع كل نبي يلي من قبله ، حتى انخرط معظمهم بالإسلام ، أما الغزاة فهم الذين تعرضوا للسبي الأول والسبي الثاني وانتشروا في بقاع الأرض يعيدون كتابات دينهم كما يشتهون ، حتى وصلوا لما وصلوا إليه الآن .

5 ـ بقيت السيادة الكنعانية على فلسطين ما يقرب من 1500 عام أي من سنة 2500 – 1000 ق.م ، حتى تمكن اليهود من إعلان مملكتهم عام 1020 ق.م ونصبوا شاؤول ملكا عليهم مدة 16 عاما وبعدما قتل تولى بعده الحكم داوود ومن بعده ولده سليمان عليهما السلام . وقد اتخذوا في البداية الخليل عاصمة لهم ، ومن بعدها القدس بعد فتحها واتخذوا من جبل صهيون مقرا للحكم ، وبنوا عليه قلعة وقصرا من خشب الأرز اللبناني ، بمساعدة الفينيقيين بلبنان ، وفي عهد داوود عليه السلام بلغت المملكة اليهودية أقصى اتساعا لها فامتدت من جبل الكرمل وتل القاضي وجبل الشيخ شمالا الى حدود مصر ووادي الموجب جنوبا ، والى الصحراء شرقا ، ولكن الساحل من شمال يافا حتى جنوب غزة ، كان تابعا لمصر ، وبالتالي فان عموم فلسطين لم تقع تحت الحكم اليهودي في ذروة مجدهم .

6ـ انقسمت المملكة اليهودية بعد وفاة سليمان عليه السلام الى مملكة إسرائيل في الشمال ومملكة يهوذا في الجنوب ، وقد نشبت بينهما حروب ونزاعات كثيرة ولاسيما فيما يتعلق بالشؤون الدينية . وعاشت المملكة الإسرائيلية نحو قرنين ( 923-722) . وكان القسم الأكبر من أهالي المملكة وملوكها يعبدون الأوثان وكانت نهاية إسرائيل على يد الآشوريين الذين سبوا نخبهم الى العراق .

أما المملكة اليهودية فقد اشتملت على القسم الجنوبي من فلسطين وكانت أفقر
من أختها في الشمال ، ودامت نحو 136 سنة بعد خراب المملكة الشمالية وكانت المملكتان خاضعتين في معظم فترات حياتهما لنفوذ الدول القوية المجاورة في العراق ومصر وكانت نهايتها على يد بختنصر الكلداني الذي فتح القدس وأحرق الهيكل وبيت الملك عام 586ق.م وسبى زهاء 50 ألفا الى بابل .

7ـ مكث اليهود في بابل اكثر من 50 عاما وهي فترة تعرف بالسبي البابلي .. تغير خلالها لسانهم وتنوعت آدابهم .. فلما استولى كورش ملك الفرس على بابل عام 539ق.م ومن ثم على بلاد الشام ، أمر بإرجاع اليهود الذين ساعدوه حين فتح بابل ولكن قسما منهم آثر البقاء في بابل حيث كانوا يتعاطون التجارة .

8ـ بقيت سيطرة الفرس على فلسطين من 538-332ق.م وكانت نهاية الفرس في فلسطين على يد الاسكندر المقدوني ، وبعد موت الاسكندر تولى من بعده نشر الثقافة اليونانية بين اليهود وفرضوا عليهم آدابهم وحضارتهم فانقسم اليهود الى قابل ورافض .

9ـ أثناء وجود الفرس في فلسطين وضع اليهود مجموعة قوانين دينية عرفت بالديانة اليهودية ، وكانت معظم المعلومات الواردة في كتبهم مأخوذة مما نقلوه عن حضارة وادي الرافدين ، فمن يقارن ما ورد في التوراة ( سفر التكوين ) عن قصة الخلق والطوفان ويرجع الى ما كشفه علماء الانثروبولوجيا ، من ملحمة جلجامش عن قصة الطوفان يرى التطابق واضحا .

ومن قرأ هذا النص من شرائع حمورابي ، ( مادة 209) (( اذا ضرب رجل بنت رجل وسبب لها إسقاط ما في جوفها فسوف يدفع 10 شواقل من الفضة اذا كانت حرة و5 شواقل اذا كانت عبدة )) . و الشوقل هو الشيكل الذي يستخدمه الصهاينة الآن .

خلاصة :

من الخطأ النظر الى اليهود على انهم عرق او جنس ، حتى قبل سقوط القدس ، لقد هود سكان الجليل بالقوة ، كما طرد اليهود من روما سنة 139ق.م لتهويدهم بعض السكان ، وتابع اليهود عملية التهويد في العصور اللاحقة . وقد ساهمت عملية تهويد العبيد القسرية ، واعتناق الخزر وشعوب أخرى هذا الدين خلال التشتت الطويل في جعل اليهود خليطا عرقيا متنافرا ، ولم يكن ما اكتسبوه من خصائص مميزة ، كمجموعة إنسانية إلا بفعل الظروف الاجتماعية والوظيفة الاقتصادية لليهود عبر القرون .

ابن حوران 19-01-2009 01:19 AM

وهذا موضوع ساهمت به في 28/3/2006

السرد التوراتي للتاريخ

ان من يقرأ ( سفر التكوين ) في التوراة ، ويقرأ للطبري والمسعودي ، يلحظ بسهولة كم هي متفشية الرؤية الإسرائيلية بنفوس المؤرخين العرب وطرق كتابتهم ، والذين لم يظلمهم ابن خلدون عندما وصفهم بعدم الدقة وعدم المعقولية .

فهذه الرؤية تذكر أن الله عز وجل عندما أمر آدم وحواء بالهبوط من الجنة نتيجة خطيئتهما .. قد أهبط آدم على جبل في الهند ، وحواء في جدة أو قربها ، في جزيرة العرب .. وبعد لقائهما وتزاوجهما الذي حدث بعد هبوطهما بمائة عام ولد لآدم ولد اسمه ( قاين ) (قابيل ) ، وبعدها بخمسة أعوام رزق بولد آخر هو (شيت ) وقد استلم (شيت ) الرسالة بعد (آدم) ب 135 سنة من تاريخ الهبوط . وولد لشيت ولد اسماه (أنوش) وذلك بعد أن كان عمر ( شيت ) 105 سنين وولد لأنوش ولد بعد عمر 90 سنة اسماه (قينان ) ، وبعد 70 سنة ولد لقينان ولد اسماه (مهلائيل) وولد لهذا بعد65 سنة ولد اسمه (يرد) ، وعندما أصبح عمر يرد 162 عاما رزق ب ( إدريس او أخنوخ أو هرمس ) . و بعد 65 سنة رزق إدريس ب ( لمك) الذي ولد (نوح) بعد137 ستة . ومجموع السنين التي بين مهبط آدم وحدوث الطوفان هو 2256 عاما !!

ويقال أن (نوح) عليه السلام ، قد حمل معه بالسفينة (8) أشخاص ، وفي رواية أخرى (80) شخصا . وإذا كان الرقم الأخير هو الصحيح ، فان كل نسيج الرواية عما حدث بعد الطوفان سيكون مشكوكا فيه . إذ ان هؤلاء الثمانون سيزاحمون أولاد نوح الثلاثة ، على نسب الخليقة ، فدعنا نسلم بأن نوح حمل زوجته وأبناءه الثلاثة وزوجاتهم الثلاثة .. وبما أننا بصدد الحديث عن العرب فسنتتبع سلالة سام فقط ..


نوح :>> سام (بين مكة وحضرموت وعمان) + حام ( القبط والسودان)+ يافث (الترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج )

[][][] سام >> ارم + أرفخشد + لمك ( يقال أنه حي يحرس قبر آدم)

[][] ارم >> لاوذ + عوص + عابر

[] لاوذ>> طسم (اليمامة) + جديس (البحرين ) +عمليق (الفراعنة) +أميم (الفرس)
[] عوص >> عاد (نزلوا الأحقاف) >> الخلود>>رباح>>عبد الله>> هود
[] عابر>>ثمود نزلوا الحجر بين الشام والحجاز>> خادر>> عبيد>> ماسخ>>
أسف >> عبيد >> صالح عليه السلام

[][] أرفخشد >> شالخ >> عابر + فالغ

[] عابر >> قحطان + يقطن( يتبع له جرهم )

** قحطان >> يعرب>> يشجب>> سبأ
*سبأ >> حمير+ كهلان+عمرو(لخم+جذام) +الأشعر +انمار+مر+العاملة
[] فالغ >> رعو>> ساروغ>> ناحور>> تارح(آزر) [ إبراهيم +هاران ]

** إبراهيم >> إسماعيل + اسحق
** هاران >> لوط
*اسحق>> العيص + يعقوب (إسرائيل)

وفيما يذكره الطبري والمسعودي .. وبسلم به كثيرون من المؤرخين العرب ، أن عاد وثمود هم من سموا ب (العرب البائدة) . وان أبناء قحطان والذي ينسب عنهم أنهم أول من حيا بعضهم الآخر ب (أنعم صباحا) و (أبيت اللعن ) . وهم سكان اليمن القديمين ، وما هاجر منها من قبائل نحو الشمال , أو في غزوات المسلمين فيما بعد .. هؤلاء الأقوام كان يطلق عليهم العرب العاربة . و أن الأقوام التي نتجت عن تزاوج إسماعيل عليه السلام مع قبيلة ( جرهم ) القحطانية .. هو ما أطلق عليهم ( العرب المستعربة ) وهذا تلميح بل التصريح بعينه أن إبراهيم وإسماعيل لم يكونا عربيان .. وهذا يحتاج لوقفة أخرى ..

ابن حوران 19-01-2009 01:23 AM

أخي الفاضل البدوي الشارد

جاري الآن مساهمتي في موضوعين لم يكتملا بعد هما اليهود في نظر العالم
وموضوع: قضية فلسطين من جديد

عذرا مرة أخرى شاكرا لكم وللأخوة حسن ظنكم

احترامي وتقديري

البدوي الشارد 19-01-2009 01:35 AM

ألف شكر للإخوان المشرقي وابن حوران والبقية ما قصرتم الله يجزيكم الخير
وعسى الناس عندنا تفهم معنى الخطر الصهيوني ولماذا نقول إن أهل غزة كانوا يدافعون عنا جميعا وليس عن أنفسهم فقط

المشرقي الإسلامي 19-01-2009 06:12 PM


الصهيونية المسيحية


اعتاد الناس في عالمنا العربي الإسلامي أن يفسروا التحيز الأميركي لإسرائيل بأسباب سياسية وإستراتيجية، مثل المال اليهودي المؤثر في الحملات الانتخابية، والإعلام اليهودي المتلاعب بالرأي العام الأميركي، والصوت اليهودي الموحد في الانتخابات، ثم موقع إسرائيل رأس حربة في المنطقة العربية، ذات الأهمية الإستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة.

لكن كل هذه التفسيرات -عند التأمل- تبدو سطحية وبعيدة عن الدقة، أو هي -على أحسن تقدير- ليست سوى مظاهر تعبر عن ظواهر أعمق وأرسخ.


ولاية (مينوساتا) الأميركية يمثلها يهودي دائما في مجلس الشيوخ منذ عام 1978 رغم أن عدد اليهود بها لا يتجاوز 1%. وأن المرشحين لهذا المنصب في الولاية يهوديان هما (نورم كولمان) و(ويلستون) الذي قتل في تحطم طائرة أثناء حملته الانتخابية

فالمال اليهودي في الانتخابات لا يصلح تفسيرا للإجماع السياسي الذي يحظى به دعم إسرائيل في الأوساط السياسية الأميركية، حتى تنافس فيه المتنافسون من كل ألوان الطيف السياسي. إضافة إلى أن في أميركا من أهل الثراء غير اليهود ما يكفي وزيادة لمعادلة المال اليهودي.
والإعلام اليهودي لا يكفي تفسيرا لانحياز شعبي كامل يبلغ درجة الاعتقاد، بل هو اعتقاد ديني عميق -كما سنرى لاحقا- في بلد فيه من التعددية الإعلامية وحرية الكلمة ما يكفي لبلورة رأي مخالف لو كان له أنصار.
وموقع إسرائيل في المنطقة العربية لا يكفي لتفسير التحيز الأميركي. فقد كانت إسرائيل دائما مصدر حرج للنفوذ الأميركي في المنطقة العربية، أكثر من كونها مصدر دعم، إضافة إلى أن بعض حكام الدول العربية أغنوا أميركا عن إسرائيل في هذا المضمار.
أما الصوت اليهودي فليس موحدا بالطريقة التي يتخيلها البعض، بل فيه تعدد وتباين واختلاف. كما أن التحيز لإسرائيل أعمق وأرسخ في بعض الولايات الأميركية التي لا تكاد توجد بها جالية يهودية أصلا.

وقد افتخرت صحيفة (جيروسالم بوست) الإسرائيلية مؤخرا بأن ولاية (مينوساتا) الأميركية يمثلها يهودي دائما في مجلس الشيوخ منذ عام 1978 رغم أن عدد اليهود بها لا يتجاوز 1%. وبأن المرشحين لهذا المنصب في الولاية يهوديان هما (نورم كولمان) و(ويلستون) الذي قتل في تحطم طائرة أثناء حملته الانتخابية (جيروسالم بوست 27/10/2002).

ويكفي أن تعرف أن نسبة اليهود في أميركا أقل من 3%، وأن نسبتهم في مجلس الشيوخ 10% لتدرك أن الصوت اليهودي ليس أهم عامل هنا.

إن الرجوع إلى التاريخ والتعمق في الخلفية الدينية المؤطرة للعلاقات بين أميركا وإسرائيل، هو وحده الذي يقدم تفسيرا مقنعا لتلك العلاقات. ومن الكتب التي تقدم رؤية تاريخية موثقة للعلاقات الأميركية الإسرائيلية كتاب (المسيح اليهودي) للكاتب المصري رضا هلال وكتاب (فرض إرادة الرب) Force Gods Hand للكاتبة الأميركية غريس هالسل Grace Halsellوسنرجع إلى هذين الكتابين في بعض المعطيات الواردة في هذا التحليل.

من "التدنيس" إلى "التقديس"
ظل اليهود في نظر العالم المسيحي بأسره "أمة ملعونة" لمدة ألف وخمسمائة عام، لأنهم -في اعتقاد المسيحيين- هم قتلة السيد المسيح. وقد عانى اليهود صنوفا من الاضطهاد والازدارء بناء على هذا التصور الذي ترسخ في العقل المسيحي.
ورغم أن هذا التصور -من وجهة نظر إسلامية- تصور ظالم أنتج ممارسات ظالمة، إلا أنه صمد على مر القرون، مدعوما بنصوص كثيرة من الإنجيل، وظروف اجتماعية وسياسية خاصة.

لكن القرن الخامس عشر الميلادي أظهر تحولات عميقة في النفس المسيحية -الغربية على الأقل- مع بزوغ ما عرف بحركة الإصلاح، وما استتبعه ذلك من انشقاق سياسي وعقائدي داخل الديانة المسيحية بشكل عام، والكاثولوكية الغربية بشكل خاص.

كان من نتائج هذه التحولات أن أصبحت المسيحية الجديدة التي عرفت باسم البروتستانتية ربيبة لليهودية: فقد أصبحت للتوراة -أو العهد القديم- أهمية أكبر في نظر البروتستانت من الإنجيل أو العهد الجديد، وبدأت صورة الأمة اليهودية تتغير تبعا لذلك في أذهان المسيحيين الجدد.


ولم يكن الانشقاق داخل الكنيسة -رغم الطابع الأديولوجي الذي اصطبغ به- بعيدا عن صراعات السيادة بين الأمم الأوروبية يومها، خصوصا بين فرنسا وإنجلترا وألمانيا، فقد انحازت الكنيسة الكاثوليكية إلى جانب فرنسا، مما جعل الشعبين الإنجليزي والألماني يميلان إلى اعتناق المذهب البروتستانتي الذي يدعو للتحرر من سلطة الكنيسة.

وقد ظهر هذا التحول في النظرة المسيحية إلى اليهود في كتابات رائد الإصلاح البروتستانتي، القس الفيلسوف (مارتن لوثر). فقد كتب لوثر عام 1523 كتابا عنوانه: "المسيح ولد يهوديا" قدم فيه رؤية تأصيلية للعلاقات اليهودية المسيحية من منظور مغاير تماما لما اعتاده المسيحيون من قبل، فكان مما قال في كتابه: "إن الروح القدس شاءت أن تنزل كل أسفار الكتاب المقدس عن طريق اليهود وحدهم. إن اليهود هم أبناء الرب، ونحن الضيوف الغرباء، وعلينا أن نرضى بأن نكون كالكلاب التي تأكل من فتات مائدة أسيادها" (رضا هلال ص63).

ومع ذلك لم يكن مارتن لوثر حاسما في موقفه من اليهود، بل كان مترددا مثقلا بتراث الماضي السحيق، ولذلك عاد فألف كتابا آخر في ذم اليهود سماه "ما يتعلق باليهود وأكاذيبهم"، بعدما يئس من دفعهم لاعتناق المسيحية. لكن (لوثر) فتح ثغرة في تاريخ المسيحية لصالح اليهود ظلت تتسع إلى اليوم. وظلت كفة الصراع بين مدرسة "المسيح ولد يهوديا" ومدرسة "ما يتعلق باليهود وأكاذيبهم" تتأرجح في الضمير الغربي طيلة القرون الأربعة التالية لكتابة هذين الكتابين، حتى انحسم الأمر أخيرا للمدرسة الأولى.


إن علاقة أميركا بإسرائيل أكثر من مجرد علاقة خاصة. لقد كانت ولاتزال علاقة فريدة، وهي علاقة لا يمكن تقويضها، لأنها متأصلة في وجدان وأخلاق وديانة ومعتقدات الشعب الأميركي
جيمي كارتر


ومما يلاحظ أن هذا المسار التاريخي لم يعرف العدل ولا التوسط: فاليهود تحولوا من "أمة ملعونة" إلى "أبناء الرب"، من "الغيتو" إلى قمة المجتمع، من "أمة مدنسة" ظلمها المسيحيون كثيرا، إلى "أمة مقدسة" يظلم بها المسيحيون شعوبا أخرى لا صلة لها بتاريخ التدنيس والتقديس هذا.

كما يلاحظ أيضا أن المذاهب المسيحية تفاوتت في استيعابها لهذا التحول تفاوتا كبيرا، فالبروتستانت (الأميركيون والبريطانيون) تمثلوا هذا التحول كأعمق ما يكون، حتى أصبحت اليهودية جزءا من لحمهم ودمهم، والكاثوليك (فرنسا وإيطاليا وإسبانيا) ظلوا أكثر تحفظا إلى حد ما، ولذلك لم يبرئ الفاتيكان اليهود من دم المسيح إلا عام 1966، أما الأورثوذكس (الأوروبيون الشرقيون) فلايزالون يحتفظون بتلك النظرة المتوجسة تجاه اليهود واليهودية. وهذا ما يفسر التفاوت في المواقف السياسية: حيث التماهي مع الدولة اليهودية في أميركا وبريطانيا (وأخيرا في ألمانيا البروتستانتية)، والتحفظ في أوروبا الجنوبية على السياسات الإسرائيلية (خصوصا من طرف فرنسا أكبر الأمم الكاثوليكية الغربية) والريبة في أوروبا الشرقية، وخصوصا روسيا، لكن ما يهمنا هنا هو التماهي الأميركي مع الدولة اليهودية، ومحاولة فهمه.

الصهيونية المسيحية قبل أختها اليهودية

إن الذين يقرؤون التحيز الأميركي لإسرائيل بعيون سياسية وإستراتيجية، يغفلون حقيقة تاريخة على قدر كبير من الأهمية، وهي أن الصهيونية المسيحية سبقت الصهيونية اليهودية في الزمان.


الجماعات اليهودية بدأت في الأعوام الأخيرة تميل إلى الحزب الجمهوري، لأن ولاءه للمسألة اليهودية نابع من اعتقاد ديني ثابت، مجرد من الاعتبارات السياسية والإستراتيجية في الغالب، بخلاف الحزب الديمقراطي ذي الميول الليبرالية، الذي يتعامل مع إسرائيل باعتبارها "دولة دنيوية" إلى حد ما

ففي عام 1844 وفد إلى القدس أول قنصل أميركي، (واردر كريستون)، وكان من الأهداف التي رسمها القنصل لنفسه أن "يقوم بعمل الرب، ويساعد على إنشاء وطن قومي لليهود في أرض الميعاد" (رضا هلال: المسيح اليهودي ص 95). وبذل (كريستون) جهدا مضنيا في الاتصال بالقادة الأميركيين وحثهم على العمل من أجل "جعل فلسطين وطنا قوميا لليهود حتى يلتئم شمل الأمة اليهودية، وتمارس شعائرها وتزدهر" (رضا هلال ص 95) كما ألح على القادة العثمانيين للتعاون في هذا السبيل دون جدوى.
وعلى خطى كريستون جاء الرحالة الإنجيلي الأميركي (ويليام بلاكستون)، الذي نشر كتابا بعنوان "المسيح قادم" عام 1878 بيعت منه ملايين النسخ، وأثر تأثيرا عميقا على البروتستانتية الأميركية. والفكرة الرئيسية للكتاب أن "عودة المسيح" التي ظل المسيحيون ينتظرونها على مر القرون لن تتم إلا بعودة اليهود إلى أرض الميعاد. وفي العام 1891 تقدم بلاكستون بعريضة إلى الرئيس الأميركي يومها (بنيامين هاريسون) مطالبا بتدخل أميركا لإعادة اليهود إلى فلسطين. وجمع على العريضة توقيعات 413 من كبار رجال الدين المسيحي في أميركا، إضافة إلى كبير قضاة المحكمة العليا، ورئيس مجلس النواب، وعدد كبير من أعضاء مجلس الشيوخ، ورؤساء تحرير عدد من الصحف الكبرى (رضا هلال ص 97).
ففكرة إنشاء "وطن قومي لليهود في فلسطين" آمن بها المسيحيون البروتستانت قبل إيمان اليهود بها، وسعوا إلى تنفيذها قبل أن يسعى اليهود إلى ذلك، بل قبل أن يؤمن اليهود بإمكانية تحقيقها. ويمكن الجزم بأنه لولا الدعم الاعتقادي لهذه الفكرة من طرف البروتستانت الأميركيين والبريطانيين لما اهتم بها اليهود اهتماما عمليا.

إن (تيودور هرتزل) مؤسس الحركة الصهيونية حينما طرح فكرة "الدولة اليهودية" لم تكن دوافعه دينية بالأساس، فهو قومي علماني في الصميم، ولذلك كان مستعدا لقبول استيطان اليهود في أوغندا أو العراق أو كندا أو الأرجنتين. أما المسيحيون الصهاينة في أميركا وغيرها فقد آمنوا من أول يوم بفلسطين وطنا لليهود، واعتبروا ذلك شرطا في "عودة المسيح" ، وأخرجوا "المسألة اليهودية" من الإطار السياسي إلى الإطار الاعتقادي. ولذلك فقد "انتقدوا الموقف المتساهل لهرتزل، والمؤتمر الصهيوني الأول في بازل عام 1897، حتى إن بلاكستون أرسل إلى هرتزل نسخة من العهد القديم، وقد علَّم على صفحاتها، مشيرا إلى الفقرات التي عين فيها النبيون فلسطين تحديدا بأنها "الوطن المختار للشعب المختار" (رضا هلال ص 99).

وحينما بدأت فكرة الوطن اليهودي تتبلور سياسيا، وصدر وعد بلفور لصالحها، تلقف أغلب السياسيين الأميركيين الفكرة، وتعاملوا معها بمنطق الاعتقاد الديني الراسخ, ومن أمثلة ذلك خطاب ألقاه رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي (هنري كابوت لودج) في مدينة (بوسطن) عام 1922، حيث قال في الخطاب "إنني لم أحتمل أبدا فكرة وقوع القدس وفلسطين تحت سيطرة المحمديين.. إن بقاء القدس وفلسطين المقدسة بالنسبة لليهود، والأرض المقدسة بالنسبة لكل الأمم المسيحية الكبرى في الغرب، في أيدي الأتراك، كان يبدو لي لسنوات طويلة وكأنه لطخة في جبين الحضارة من الواجب إزالتها" (رضا هلال ص 102).

المشرقي الإسلامي 19-01-2009 06:14 PM

الصحوة المسيحية في ربع القرن الأخير
وزاد من تهود المسيحية الأميركية التحولات العميقة في الثقافة الدينية الأميركية منذ السبعينيات حتى اليوم، فقد خرجت الكنائس من الزوايا وهوامش المجتمع، إلى صدارة الحدث السياسي والاجتماعي، بفضل ثورة الإعلام والاتصال، وخصوصا عبر ما يدعى (الكنائس التلفزيونية)، وتوسعت الطوائف الأصولية كالمعمدانية Babtist والمنهجيةMethodist وغيرها على حساب المسيحية التقليدية. وأصبح تيار "المسيحيين المولودين من جديد" Born Again Christians في اتساع مطرد، وهو أكثر التيارات المسيحية تماهيا مع اليهودية، وبالتالي مع عصمة الدولة اليهودية وقدسيتها.


إن إسرائيل التي نعتبرها آخر جيوب الاستعمار والعنصرية، هي في أذهان أغلب الأميركيين مشروع إلهي لا يقبل الإدانة والنقد، فضلا عن المقاومة والنقض

ولأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة وصل إلى البيت الأبيض عام 1974 رئيس يعتز بانتمائه إلى هذا التيار، وهو الرئيس (جيمي كارتر)، الذي عبر عن حقيقة الرباط العقدي بين اليهود والمسيحية الأميركية في خطاب له أمام الكنيست الإسرائيلي عام 1979 قال فيه: "إن علاقة أميركا بإسرائيل أكثر من مجرد علاقة خاصة.. لقد كانت ولاتزال علاقة فريدة، وهي علاقة لا يمكن تقويضها، لأنها متأصلة في وجدان وأخلاق وديانة ومعتقدات الشعب الأميركي" (رضا هلال ص 166-167)، ومن بعد كارتر زادت قوة هذا التيار رسوخا برئاسة (بوش) الأول، ثم بوش الثاني.

وقد توصل أحد الباحثين الأميركيين مؤخرا -بعد دراسته لكل أحاديث الرئيس الحالي بوش وخطاباته- إلى أن بوش "أصولي مسيحي، يؤمن بأن الضفة الغربية وقطاع غزة منحة ربانية لليهود لا يجوز التنازل عنها". وهو نفس الاعتقاد الذي عبر عنه (التحالف المسيحي) بقيادة (بات روبرتسون) مؤخرا في مسيرة له بواشنطن العاصمة، طالب فيها القادة الإسرائيليين بعدم التنازل عن الضفة الغربية وقطاع غزة، لأن ذلك "مناقض لإرادة الرب".


ومما يدل على أصولية الرئيس بوش أنه أول رئيس أميركي يمول التعليم الديني من ميزانية الدولة الأميركية التي يفترض فيها أنها دولة علمانية تقف من الدين موقف الحياد. وحينما سأل الصحفي الشهير (جيم لهرر) جورج بوش أثناء مناظرة تلفزيونية مع (آل غور) عن برنامجه اليومي، رد بوش بأنه يبدأ يومه بقراءة في الكتاب المقدس، وإطعام كلبه، وإعداد القهوة لزوجته. كما صرح مرارا بأن المسيح هو مثاله السياسي. وهذه مظاهر جديدة على السياسة الداخلية الأميركية، كما لاحظ البروفسور (جون أسبوزيتو) مدير مركز التفاهم الإسلامي المسيحي بجامعة (جورج تاون)، في كتابه الجديد "الحرب غير المقدسة".

وقد شاهدت بنفسي الرئيس بوش خلال العام الماضي وهو يصرح بأن "اليهود هم شعب الله المختار الوحيد على وجه الأرض".

ورغم وجود يهود في الحزب الديمقراطي، نظرا لانقسام اليهود إلى ليبراليين ومتدينين -وأحيانا تفاديا لوضع البيْض في سلة واحدة- فإن الجماعات اليهودية بدأت في الأعوام الأخيرة تميل إلى الحزب الجمهوري، لأن ولاءه للمسألة اليهودية نابع من اعتقاد ديني ثابت، مجرد من الاعتبارات السياسية والإستراتيجية في الغالب، بخلاف الحزب الديمقراطي ذي الميول الليبرالية، الذي يتعامل مع إسرائيل باعتبارها "دولة دنيوية" إلى حد ما.

الوجه الجديد للمسيحية الأميركية


فكرة إنشاء "وطن قومي لليهود في فلسطين" آمن بها المسيحيون البروتستانت قبل إيمان اليهود بها، وسعوا إلى تنفيذها قبل أن يسعى اليهود إلى ذلك، بل قبل أن يؤمن اليهود بإمكانية تحقيقها

في عام 1983 وصلت إلى القدس الكاتبة الأميركية (غريس هالسل) ضمن مئات من المسيحيين الأميركين جاؤوا في رحلة إلى الأراضي المقدسة على نفقة القس (جيري فالويل)، ولاحظت الكاتبة الأميركية أن فالويل لم يشر في منشوراته التي وزعها على المسافرين على الإطلاق إلى "أن هؤلاء الحجاج المسيحيين قادمون إلى الأرض التي ولد بها السيد المسيح، ونشر دعوته.. بل كان كل تركيزه على إسرائيل" كما لاحظت أن "المسيحيين [الفلسطينيين] كانوا حولنا في كل مكان، لكن فالويل لم يرتب لنا لقاء مع أي من هؤلاء المسيحيين"(غريس هالسل ص 59).

ولو أن هالسل عاشت لترى حصار الجنود الإسرائيليين لكنيسة المهد أمام سمع وبصر العالم المسيحي، لأدركت أن المسيحية الجديدة لم تعد تمت بصلة للمسيحية التي آمنت بها.

واستغربت هالسل كيف أصبح اليهود في نظر العديد من المسيحيين الأميركيين أقرب وأهم من المسيحيين الآخرين، بمن فيهم المسيحيون الفلسطينيون، كما استغربت كيف أن بعض المسيحيين الأميركيين مستعدون لتجاوز الخطوط الحمراء في خدمة الأهداف اليهودية، أكثر من اليهود أنفسهم، كما دلت عليه حاثة اعتقال الشرطة الإسرائيلية مجموعة من الأميركيين كانوا يخططون لنسف المسجد الأقصى عام 1999(هالسل ص 89).

ويمكن أن نضيف نحن إلى ذلك أن الأصوليين المسيحيين أكثر جرأة في الطعن في الإسلام، وجرح مشاعر المسلمين، من حلفائهم اليهود. كما تدل عليه تصريحات (فرانك غراهام) و(بات روبرتسون) و(جيري فالويل) حول الإسلام خلال العام المنصرم.

ولاحظت الكاتبة الأميركية أن الأصوليين المسيحيين في أميركا "مستعدون لتقبل نقد موجه لفرنسا أو إنجلترا، أو ألمانيا، أو إيطاليا، أو الولايات المتحدة، أو أي بلد آخر في العالم، لأن ذلك شأن سياسي، أما نقد إسرائيل فهو يساوي عندهم نقد الرب ذاته" حسب تعبيرها (هالسل ص 80).


اليهود تحولوا من "أمة ملعونة" إلى "أبناء الرب"، من "الغيتو" إلى قمة المجتمع، من "أمة مدنسة" ظلمها المسيحيون كثيرا، إلى "أمة مقدسة" يظلم بها المسيحيون شعوبا أخرى

إن فهم المسار التاريخي الذي أدى إلى تهود المسيحية البروتستانتية هو المدخل الصحيح -في اعتقادي- لفهم السياسة الأميركية في فلسطين، وفي العالم الإسلامي بشكل عام، فالوقوف عند المظاهر السياسية والانتخابية لهذه السياسة لم يعد مجديا اليوم، وتفسيره بمجرد "شطارة" الأقلية اليهودية في أميركا تفسير سطحي لظاهرة تاريخية عميقة ضاربة الجذور "متأصلة في وجدان وأخلاق وديانة ومعتقدات الشعب الأميركي" حسب تعبير الرئيس (كارتر).

لقد آن الأوان لفهم الحقيقة المرة: إن إسرائيل التي نعتبرها آخر جيوب الاستعمار والعنصرية، هي في أذهان أغلب الأميركيين مشروع إلهي لا يقبل الإدانة والنقد، فضلا عن المقاومة والنقض، فهل ندرك مدلول ذلك في الوقت الذي يترسخ فيه أثر الدين في السياسة الأميركية يوما بعد يوما؟؟!!

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/6...2BBEC982F3.htm

المشرقي الإسلامي 24-01-2009 09:20 PM

بسم الله الرحمن الرحيم


إخواني الأعزاء:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . وبعد :
الموضوع الذي بين يدينا هو موضوع له أهمية خاصة فهو موضوع يتعلق بالصهيونية من جانب ، ومن جانب
آخر فهو يتعلق بالأسلوب التربوي الذي يعتمد عليه في تنشئة أبناء هذه العقيدة.
ولا أعرف هل من المناسب أن تكون هذه المقالة في هذا الركن أم في خيمة الأسرة والمجتمع؟
لكن على كل حال لي عودة بعد حين بإذن الله لذكر جوانب استراتيجية تتعلق بالتربية وعلاقتها بوجود
هذا الجيل من العسكريين المتعطشين للدماء . هل تفعل التربية كل ذلك ؟ هذا ماسوف يجيب
عليه المقال الذي بين يديكم وهو مكتوب من أسبوعين فقط بل أقل من ذلك . وكذلك يجيب على
هذا السؤال مشاركات أوردها فيما بعد ..
***
التربية العسكرية الصهيونية.. صورة واقعية!!

خلال العقود الثلاثة الماضية تركزت المجهودات الرسمية العربية على مواجهة القتل والإفراط في إراقة الدماء الذي حدث بناءً على التوظيف الخاطئ لشروط الجهاد ومعناه من اتجاهات مختلفة، واستخدمت المؤسسات الرسمية في ذلك وسائل عدة يخشى البعض أن يكون قد نتج عنها تفريط بيّن في الأثر الإيجابي لمعنى فريضة نص عليها كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بشروطها ووظيفتها الصحيحة الصائبة وبضوابطها العلمية المقبولة والمشروعة .

تلك الفريضة التي عمد الغرب إلى محاربتها ومحاولة طمس مفرداتها من الخطاب العربي، وإحداث هالة من الرعب يتوهمها البعض ويتوجس فيها الخيفة عند ذكر كلمة الجهاد، مع أنها فريضة إسلامية قد ينبني على تركها هلاك الفرد والأمة في الدنيا والآخرة.

وعلى العكس التام من ذلك وفي ذات الفترة نجد الكيان الصهيوني يغرس في مواطنيه منذ نعومة أظفارهم روح العسكرية والقتل انطلاقاً من وهم صهيوني باطل مفاده أن اليهودي يتقرب إلى الله بدماء المسلمين.

تأملات تربوية عسكرية بين الواقع الصهيوني والعربي تستوقف المتأمل للعدوان الجاري على أرض غزة وبسالة المقاومة الإسلامية التي تربت تربية عسكرية صحيحة، وعلى النقيض اختفاء روح المقاومة للمحتل عند قطاع عريض من المسلمين.

أما عن الجانب الصهيوني وعلى الرغم من حبهم للدنيا وكراهيتهم للموت وجبنهم الشديد أمام العقيدة الصلبة للمسلم المجاهد، إلا أن لديهم قدرا من التشكيل التربوي العسكري الذي يدعم قتلهم للمسلمين.

وعلى هذا النحو سنحاول في هذه المقالة إلقاء الضوء على التربية العسكرية عند الصهاينة وعقد مقارنة سريعة مع ما عند المسلمين في وقتنا الحاضر.

التربية العسكرية في الكيان الصهيوني:
إن المسلمة الرئيسية في التربية العسكرية الصهيونية أنها تربية عقدية، تنطلق من اليهودية المحرفة، وتستمد مرجعيتها من المطامع الصهيونية، إذن فهي مبنية على أساس ديني.

وعلى الرغم من أننا نعتقد في انحراف هذا الأساس، إلا أنه يعطي الناشئين قوة معنوية يستمدون بها تحركاتهم العسكرية في الميادين وفي الحياة العامة.

والتطبيقات العملية لهذه التربية العسكرية الصهيونية يمكن إيراد نماذج منها بالصور التالية:
- التجنيد إجباري داخل الكيان الصهيوني للرجل والمرأة حيث تبدأ الخدمة العسكرية عند المرأة والرجل من سن 18عام حتى 38 عام للنساء و40 عام للرجال، وتمتد خدمة المرأة في الجيش الصهيوني مدة عام ونصف العام، في حين يخدم الرجل لمدة ثلاث سنوات إجبارية، وشهر كل عام، إضافة إلى الخدمة الاحتياطية التي يدعى إليها في حالات الطوارئ. إذًا فنحن أمام مجتمع عسكري ذكوراً وإناثاً، والمناخ العام داخل المحيط الصهيوني هو مناخ عسكري، والتآلف مع الوضع العسكري سواء كان شكلياً في الزي والحركات أو مضموناً في التدريب والممارسات هو تآلف دائم اعتادت العين عليه وتربى الوجدان في ظلاله، وبالتالي فهو بمثابة تربية عسكرية بالقدوة للمجتمع ككل، كما أن هذه الفترة العسكرية من عمر اليهودي كافية للتكوين النفسي والعملي العسكري، ومن ثم يكون الجندي اليهودي مهيأً لتصدير ما تربى عليه عسكرياً لمن هو أصغر منه.

- الأم هي العماد التربوي داخل الأسرة والكيان الصهيوني له تعامل عسكري خاص ومتفرد مع المرأة الصهيونية حيث تخدم المرأة في الجيش الإسرائيلي خدمة إجبارية؛ فالجيش الصهيوني يعتبر أول جيش ألزم المرأة بالخدمة العسكرية، وتمثل المرأة في الجيش الصهيوني ثلث القوات العسكرية، وهذا يعطيها أهمية قصوى في الجيش وتواجدها يمثل عاملاً أساسياً في قوة الجيش الصهيوني؛ فقد تم دمجهن في أفرع الجيش العسكرية مثل سلاح الطيران والمدفعية والمشاة وكافة الأقسام الأمنية والإدارية التابعة له، واعتبر هذا القرار من قبل المنظمات النسائية الصهيونية قراراً تاريخياً واعترافاً رسمياً بدور المرأة والمجندة داخل الجيش. كما شهد عام 1978 تخريج أول دفعة من النساء الطيارات برتبة قائد طائرة وخاصة الطائرات من نوع "ستايلوك"، وكانت المجموعة تضم 12 فتاة وهو العام الذي شهد تخريج دورة ضابطات في سلاح المدفعية يتولين مسؤولية إطلاق المدفعية وإصدار الأوامر للجنود لإطلاق المدفعية، هذا فضلاً عن استخدام المرأة الصهيونية في تحقيق الأهداف العسكرية وفق القواعد الاستخباراتية الصهيونية المنحلة.

وبالتالي فنحن أمام إمرأة عسكرية، تكوينها النفسي ووعاؤها التربوي عسكري فكيف سينشأ أبناؤها؟

- ينشأ الطفل الصهيوني في أسرة خدمت أباً وأما في الجيش الصهيوني، ويدر كان عملياً معنى الجندية والعسكرية ودورهما في خدمة الأهداف الصهيونية، ومحاربتهم للمسلمين، ومن ثم تكون مرجعيتهم التربوية لطفلهم سائرة وفق نهج عسكري تزداد حدته كلما ازداد التدين اليهودي للأسرة، ليأتي دور التعليم ليكون مكملاً للدور التربوي العسكري الأسري.

- المناهج التعليمية جميعها تكرس كراهية اليهودي للمسلم وتصور المسلم بصور عكسية تسقط عليه كل الجرائم الصهيونية التي يرتكبها اليهودي، وفي ضوء ذلك يزيف واضعي المناهج الحقائق التاريخية والجغرافية من أجل إيجاد جيل من اليهود ليس لديه أدنى استعداد لمناقشة ما غرس فيه من أباطيل.

- تعمل المناهج التربوية في التعليم الصهيوني على بث روح الجندية والعسكرية وشرف القتال في سبيل العقيدة اليهودية في نفوس الطلاب، ليصير الطالب وكأنه جندي في الجيش أو على أقل تقدير يكون معد إعداداً نفسياً جيداً للانخراط في صفوف الجيش الصهيوني.

- تقوم حضانات رياض الأطفال بتنظيم رحلات للأطفال إلى قواعد الجيش الصهيوني وتحرص الإدارات على أخذ صور تذكارية لكل طفل وهو يقف فوق دبابات الجيش، وبعد ذلك يتم توزيع رايات ألوية الجيش على الأطفال، فالصور الذهنية المطلوب رسمها في الأطفال هي إكبار الجيش وحبه وتقديره، وفي ذات الوقت إبراز اهتمام الجيش بالطفل ليصنع معه رابطة وجدانية، يتوق الطفل من خلالها للمساهمة مع الجيش بأي شئ وهنا تأتي الخطوة التالية.

- في حالات الحروب يحفز الأطفال على كتابة رسائل عدائية على الصواريخ الصهيونية قبل إطلاقها على المسلمين، وجزء من هذا تم ابرازه إعلامياً في الحرب على لبنان.

- يتم تنظيم رحلات لطلاب المرحلة الثانوية إلى مواقع الجيش الصهيوني، حيث يشاهد الطلاب مناورات وتدريبات بالذخيرة الحية، هذا فضلاً عن زيارتهم إلى المواقع التاريخية التي شهدت معارك بين الجيش الصهيوني والجيوش العربية، ليربط الماضي بالحاضر ويجعل النفس اليهودي دائماً مشتاقة لأرض المعركة.

- هناك عمليات متبادلة بين المدارس في الكيان الصهيوني وبين ألوية الجيش والوحدات المختارة حيث تكلف المدارس الطلاب وتحثهم على إرسال رسائل إلى الجنود لشكرهم على الجهود التي يبذلونها لحماية الكيان الصهيوني.

- تقوم ألوية الجيش الصهيوني بإلصاق لوحات دعائية لها في المدارس الثانوية لحث الطلاب على التطوع في صفوفها بعد تجنيدهم الإجباري للجيش.

- تتعاون المدارس الصهيوينة مع شعبة القوى البشرية في الجيش لتنظيم دورات تجنيد للطلاب خلال المرحلة الثانوية وذلك لإعدادهم لمرحلة الجيش، حيث يقوم الضباط والجنود بالتحدث إلى الطلاب في فصولهم الدراسية متفاخرين بما يقومون به من أجل الكيان الصهيوني، ومن أجل قضيتهم العقدية.

- قامت وزارة التعليم الصهيونية بتمويل مشروع يطلق عليه (تسافنا) ويهدف إلى تأهيل الضباط المتقاعدين من الجيش والمخابرات للانخراط في سلك التعليم، والضباط الذين تم تخرجهم من هذا المشروع عملوا فعلياً في المدارس والادارات، ويدرسون للطلاب في الفصول لتزداد التنشئة العسكرية الصهيونية ثقلاً وحيوية.

المشرقي الإسلامي 24-01-2009 09:22 PM

إذًا فنحن أمام منظومة تربوية عسكرية متكاملة تبدأ من الطفل وتنتهي إلى الطفل، فما واقع هذه المنظومة في عالمنا العربي؟

التربية العسكرية في العالم العربي والإسلامي:
قبل تناول هذه الجزئية وحتى لا نفتح مجالاً للهزيمة النفسية قبالة العدو الصهيوني نؤكد على حقيقة هامة أنه على الرغم من توظيف الصهاينة لكافة الأساليب التربوية في التنشئة العسكرية لكل المجتمع الصهيوني إلا أن أساسها العقدي باطل، ولو استخدم المسلمون الأساليب التربوية العسكرية ذاتها في تنشئة أطفالهم عسكرياً وفق الضوابط الشرعية ما خرج يهودي واحد من بيته.

ويبقى أنه رغم هذا التوظيف اليهودي المتميز لأدوات التربية العسكرية إلا أن مخرجات هذا المحضن التربوي في النهاية تفتقر إلى الشجاعة القتالية الحقة التي تستلزمها المعارك الحربية وتوفرها التربية العسكرية الاسلامية يقول الله تعالى: {لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ} [سورة الحشر: 14].

أما بالنسبة لواقع التربية العسكرية عندنا فنجد أن الغارة على العالم الإسلامي عمدت منذ لحظاتها الأولى على تغييب فريضة الجهاد تماماً عن العقل والوجدان العربي والمسلم، وعن كافة المحاضن التربوية في العالم الإسلامي وظل هذا الأمر قائماً حتى يومنا هذا، حتى ولو كان الرمز للجهاد شكلياً، وما الحرب على المناهج الشرعية والدراسية في العالم الاسلامي لحذف كل ما له صلة بالجهاد منها إلا جزء من هذه الغارة.

ولذا فإن الصور على طمس التربية العسكرية كثيرة حتى يكاد المتابع يجزم أنه لا يوجد إلا نذر قليل من التربية العسكرية في العالم الإسلامي.

والعالم العربي والإسلامي بحاجة إلى إعادة النظر في توظيفه للأساليب التربوية العسكرية مقارنة بتوظيف اليهود لها، لأن المرحلة القادمة من التصعيد الصهيوني تستدعى جيلاً متفرداً من المقاتلين المسلمين المربين تربية عسكرية إسلامية وفق قواعد فريضة الجهاد دون إفراط أو تفريط.

ومن هنا يمكن تلمس بعض الومضات التربوية العسكرية التي يمكنها أن تعين في بناء هذا الجيل:
1- إحياء سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام في غزواتهم مع الكفار والمشركين وكذا المواقع الحربية التي انتصر فيها المسلمون عبر التاريخ وكيف كان بذلهم وتضحياتهم من أجل خدمة الدين الإسلامي وإعلاء رايته. وهذا الإحياء واسقاطه على الواقع الراهن يكون بكافة الوسائل التربوية داخل المجتمع فالأسر تغرس في نفوس الأبناء هذه العزة وتلك الانتصارات، والعلماء والدعاة يرفعون من جرعة تناولهم التربوي لهذا المجد، ووسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة تكثف من موادها الإعلامية التي تحوي تلك المضامين بما يخدم العملية التربوية، والقائمون على أمر التعليم يكثفون من تضمينهم لتلك الانتصارات والفتوحات في الكتب الدراسية وصياغتها بصور تربوية تناسب المراحل العمرية المتعددة.

2- قيام أحد دور النشر أو المراكز البحثية بعمل مشروع بحثي قومي يعمد إلى جمع وتوثيق التراث الإسلامي في المجال العسكري منذ بداية الغزوات الإسلامية إلى عهدنا هذا لخروجها في موسوعة ضخمة من داخلها يتم نشر مجموعات وسلاسل متوسطة الحجم تؤرخ للأمجاد العسكرية الإسلامية مع صياغتها بصورة تربوية تنمي في المجتمع روح البسالة والشجاعة والصمود. وهذا المشروع الضخم يحتاج إلى تمويل وفير ويمكن عمل وقفية خاصة به تمكن فريق البحث من انجازه في أسرع وقت وبأفضل جودة.

3- على درب الخطوة السابقة يمكن للباحثين والمتخصصين أن يقوموا بالبحث في سير أعلام قادة المسلمين عبر التاريخ وكيف رباهم الإسلام، وما الذي صنعوه ليصبحوا أعلاماً عسكريين، وتقديم هذه النماذج للمجتمع في صورة قدوات عسكرية اسلامية ينبغي الاقتداء بها.

4- تضمين مادة مستقلة خاصة بالتربية العسكرية لكل المراحل العمرية في المدارس والجامعات؛ وتكون مادة إجبارية وتهدف إلى تقوية عقيدة المسلم، وغرس قيم الصمود والاستبسال في المقاومة بداخله، إضافة إلى تفتيح مدارك الطلاب العسكرية لفهم واستيعاب خطوط سير المعارك مع العدو ومخطاطتهم في غزو الأمة. وهذه المادة يمكن إسناد تدريسها إلى الضباط المتقاعدين حيث يتم تأهيلهم تربوياً وتعيينهم بالمدارس والجامعات ليتولون تدريسها.

5- إعادة ربط الجيش بالمجتمع وتكوين علاقة وجدانية فيها حب وألفة بين أفراد المجتمع والجيش.

6- تنظيم الرحلات الطلابية للوحدات العسكرية والمتاحف الحربية لترسيخ الصورة العسكرية في نفوس الطلاب.

7- العمل على تنشئة الفتيات على الإيجابية في الحروب ليكون لهم أدوار أثناء الحروب ولاتتسم مواقفهم بالسلبية أو الضعف، وهذه الايجابية يمكن أن تكون في صورة التدريب على التطبيب، مع التهيئة للقيام بأدوار معاونة للمقاتلين في ساحات المعارك من إعداد الأطعمة وحياكة الملابس، والبذل والعطاء بالمال وغير ذلك من وسائل المعاونة.

8- على مستوى الأسرة فالآباء مطالبون بتضمين ثقافة التربية العسكرية ضمن أساليبهم التربوية مع أبنائهم، والمصحوبة بتقوية العقيدة الإسلامية في نفوس الأبناء، وفي ظل الأجواء العدوانية الراهنة المتمثلة في الاحتلال الصهيوني للأراضي الاسلامية يتم تنمية روح المقاومة والاستبسال والصمود في نفوس الأبناء، والحرص على تنشئتهم على روح الأخوة مع المسلمين المستضعفين هناك وأن القضية ليست مسألة شعب يبحث عن حقه في الأرض ولكنه صراع بين حق وباطل لابد فيه للحق أن ينتصر بإذن الله.

وبعد فهذه بعض الومضات التربوية السريعة في المجال العسكري والساحة مفتوحة لطرح مزيد من الرؤى والأفكار المعينة لتضمين ثقافة التربية العسكرية داخل المجتمعات الاسلامية لتكون محصنة وصامدة ضد أي عدوان عليها.


هذه الحلول المقترحة من جانب الكاتب لن يكون لها قدر من الواقعية إلا إذا تغيرت الفلسفة السياسية
للدولة أو إذا قام العلماء المختصون بأمور الدين بجعل هذه القضية محورية في التثقيف الديني والدعوي.

http://www.islamway.com/?iw_s=Articl...rticle_id=5027


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.