حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   الخيمة الاسلامية (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=8)
-   -   من هما هاروت وماروت (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=77436)

جمال الشرباتي 16-03-2009 05:11 AM

من هما هاروت وماروت
 
قال تعالى
) وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ
وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ (

من هما هاروت وماروت ؟؟

هل هما ملكان ؟؟

أم هل هما رجلان من بني البشر ؟؟؟<

عابر سبيل 17-03-2009 11:15 AM

اختلف اهل العلم اخي الكريم في هذا

جمال الشرباتي 18-03-2009 05:30 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة عابر سبيل (المشاركة 632745)
اختلف اهل العلم اخي الكريم في هذا


السلام عليكم

أعرف ذلك --


فماذا ترى أنت ؟؟

الأميــــــــــر 18-03-2009 06:00 PM

طريقة سهلة جدا ... تجد بها اجابة وافية كافية عن سؤالك ..

أدعو لنا ياشيخ .







http://up2.m5zn.com/photo/2009/3/18/...fmfbio.jpg/jpg

سيدي حرازم يطرونس 18-03-2009 06:13 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة جمال الشرباتي (المشاركة 633053)
السلام عليكم

أعرف ذلك --


فماذا ترى أنت ؟؟

مرة أنت مع النقل وترديد ما قاله علماؤك حرفيا منذ قرون وترفض كل رأي... ومرة أنت تطلب رأينا ولا تقبل أقوال السابقين.

الخلاصة يا صديقي////
أنت مجنون.

فرحة مسلمة 18-03-2009 06:27 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عَلَى الْمَشْهُور قَوْله تَعَالَى " وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِل هَارُوت وَمَارُوت وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَد حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُر فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْن الْمَرْء وَزَوْجه" اِخْتَلَفَ النَّاس فِي هَذَا الْمَقَام فَذَهَبَ بَعْضهمْ إِلَى أَنَّ" مَا " نَافِيَة أَعْنِي الَّتِي فِي قَوْله " وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ " قَالَ الْقُرْطُبِيّ مَا نَافِيَة وَمَعْطُوف فِي قَوْله" وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَان " ثُمَّ قَالَ " وَلَكِنَّ الشَّيَاطِين كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاس السِّحْر وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ " وَذَلِكَ أَنَّ الْيَهُود كَانُوا يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَزَلَ بِهِ جِبْرِيل وَمِيكَائِيل فَأَكْذَبَهُمْ اللَّه وَجَعَلَ قَوْله " هَارُوت وَمَارُوت" بَدَلًا مِنْ الشَّيَاطِين قَالَ وَصَحَّ ذَلِكَ إِمَّا لِأَنَّ الْجَمْع يُطْلَق عَلَى الِاثْنَيْنِ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى " فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَة " أَوْ لِكَوْنِهِمَا لَهُمَا أَتْبَاع أَوْ ذُكِرَا مِنْ بَيْنهمْ لِتَمَرُّدِهِمَا تَقْدِير الْكَلَام عِنْده : يُعَلِّمُونَ النَّاس السِّحْر بِبَابِل هَارُوت وَمَارُوت . ثُمَّ قَالَ وَهَذَا أَوْلَى مَا حُمِلَتْ عَلَيْهِ الْآيَة وَأَصَحّ وَلَا يُلْتَفَت إِلَى مَا سِوَاهُ وَرَوَى اِبْن جَرِير بِإِسْنَادِهِ مِنْ طَرِيق الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله " وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِل " الْآيَة يَقُول لَمْ يُنْزِل اللَّه السِّحْر وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ الرَّبِيع بْن أَنَس فِي قَوْله " وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ" قَالَ : مَا أَنْزَلَ اللَّه عَلَيْهِمَا السِّحْر . قَالَ اِبْن جَرِير فَتَأْوِيل الْآيَة عَلَى هَذَا " وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِين عَلَى مُلْك سُلَيْمَان " مِنْ السِّحْر وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَان وَلَا أَنْزَلَ اللَّهُ السِّحْرَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِين كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاس السِّحْر بِبَابِل هَارُوت وَمَارُوت فَيَكُون قَوْله " بِبَابِل هَارُوت وَمَارُوت " مِنْ الْمُؤَخَّر الَّذِي مَعْنَاهُ الْمُقَدَّم . قَالَ : فَإِنْ قَالَ لَنَا قَائِلٌ كَيْف وَجْه تَقْدِيم ذَلِكَ قِيلَ وَجْه تَقْدِيمه أَنْ يُقَال " وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِين عَلَى مُلْك سُلَيْمَان " مِنْ السِّحْر وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَان وَمَا أَنْزَلَ اللَّه السِّحْر عَلَى الْمَلَكَيْنِ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِين كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاس السِّحْر بِبَابِل وَهَارُوت وَمَارُوت فَيَكُون مَعْنَى بِالْمَلَكَيْنِ جِبْرِيل وَمِيكَائِيل عَلَيْهِمَا السَّلَام لِأَنَّ سَحَرَة الْيَهُود فِيمَا ذُكِرَ كَانَتْ تَزْعُم أَنَّ اللَّه أَنْزَلَ السِّحْر عَلَى لِسَان جِبْرِيل وَمِيكَائِيل إِلَى سُلَيْمَان بْن دَاوُد فَأَكْذَبَهُمْ اللَّهُ بِذَلِكَ وَأَخْبَرَ نَبِيّه مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّ جِبْرِيل وَمِيكَائِيل لَمْ يَنْزِلَا بِسَحَرٍ وَبَرَّأَ سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام مِمَّا نَحَلُوهُ مِنْ السِّحْر وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ السِّحْر عَنْ عَمَل الشَّيَاطِين وَأَنَّهَا تُعَلِّم النَّاس ذَلِكَ بِبَابِل وَأَنَّ الَّذِينَ يُعَلِّمُونَهُمْ ذَلِكَ رَجُلَانِ اِسْم أَحَدهمَا هَارُوت وَاسْم الْآخَر مَارُوت فَيَكُون هَارُوت وَمَارُوت عَلَى هَذَا التَّأْوِيل تَرْجَمَة عَنْ النَّاس وَرَدًّا عَلَيْهِمْ . هَذَا لَفْظه بِحُرُوفِهِ وَقَدْ قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حُدِّثْت عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى أَخْبَرَنَا فُضَيْل بْن مَرْزُوق عَنْ عَطِيَّة " وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ " قَالَ : مَا أَنْزَلَ اللَّه عَلَى جِبْرِيل وَمِيكَائِيل السِّحْر قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم وَأَخْبَرَنَا الْفَضْل بْن شَاذَان أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عِيسَى أَخْبَرَنَا يَعْلَى يَعْنِي اِبْن أَسَد أَخْبَرَنَا بَكْر يَعْنِي اِبْن مُصْعَب أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي جَعْفَر أَنَّ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبْزَى كَانَ يَقْرَؤُهَا " وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ دَاوُد وَسُلَيْمَان" وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَة لَمْ يُنْزِل عَلَيْهِمَا السِّحْر يَقُول عَلَّمَا الْإِيمَان وَالْكُفْر فَالسِّحْر مِنْ الْكُفْر فَهُمَا يَنْهَيَانِ عَنْهُ أَشَدّ النَّهْي رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم ثُمَّ شَرَعَ اِبْن جَرِير فِي رَدّ هَذَا الْقَوْل وَأَنَّ مَا بِمَعْنَى الَّذِي وَأَطَالَ الْقَوْل فِي ذَلِكَ وَادَّعَى أَنَّ هَارُوت وَمَارُوت مَلَكَانِ أَنْزَلَهُمَا اللَّه إِلَى الْأَرْض وَأَذِنَ لَهُمَا فِي تَعْلِيم السِّحْر اِخْتِبَارًا لِعِبَادِهِ وَامْتِحَانًا بَعْد أَنْ بَيَّنَ لِعِبَادِهِ أَنَّ ذَلِكَ مِمَّا يَنْهَى عَنْهُ عَلَى أَلْسِنَة الرُّسُل وَادَّعَى أَنَّ هَارُوت وَمَارُوت مُطِيعَانِ فِي تَعْلِيم ذَلِكَ لِأَنَّهُمَا اِمْتَثَلَا مَا أُمِرَا بِهِ وَهَذَا الَّذِي سَلَكَهُ غَرِيبٌ جِدًّا وَأَغْرَبُ مِنْهُ قَوْلُ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَارُوت وَمَارُوت قَبِيلَان مِنْ الْجِنّ كَمَا زَعَمَهُ اِبْن حَزْم وَرَوَى اِبْن أَبِي حَزْم بِإِسْنَادِهِ عَنْ الضَّحَّاك بْن مُزَاحِم أَنَّهُ كَانَ يَقْرَؤُهَا " وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ " وَيَقُول هُمَا عِلْجَانِ مِنْ أَهْل بَابِل وَوَجَّهَ أَصْحَابُ هَذَا الْقَوْل الْإِنْزَال بِمَعْنَى الْخَلْق لَا بِمَعْنَى الْإِيحَاء فِي قَوْله تَعَالَى " وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ" كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنْ الْأَنْعَام ثَمَانِيَة أَزْوَاج " " وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ " " وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنْ السَّمَاءِ رِزْقًا " وَفِي الْحَدِيث " مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاء إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاء " وَكَمَا يُقَال " أَنْزَلَ اللَّه الْخَيْر وَالشَّرّ " وَحَكَى الْقُرْطُبِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس وَابْن أَبْزَى وَالْحَسَن الْبَصْرِيّ أَنَّهُمْ قَرَءُوا " وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلِكَيْنِ " بِكَسْرِ اللَّام قَالَ اِبْن أَبْزَى وَهُمَا دَاوُد وَسُلَيْمَان قَالَ الْقُرْطُبِيّ فَعَلَى هَذَا تَكُون مَا نَافِيَة أَيْضًا وَذَهَبَ آخَرُونَ إِلَى الْوَقْف عَلَى قَوْله " يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْر " وَمَا نَافِيَة : قَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنِي يُونُس أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب أَخْبَرَنَا اللَّيْث عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد عَنْ الْقَاسِم بْن مُحَمَّد وَسَأَلَهُ رَجُل عَنْ قَوْل اللَّه" يُعَلِّمُونَ النَّاس السِّحْر وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِل هَارُوت وَمَارُوت " فَقَالَ الرَّجُلَانِ يُعَلِّمَانِ النَّاس مَا أُنْزِلَ عَلَيْهِمَا وَيُعَلِّمَانِ النَّاس مَا لَمْ يَنْزِل عَلَيْهِمَا فَقَالَ الْقَاسِم : مَا أُبَالِي أَيَّتهمَا كَانَتْ ثُمَّ رَوَى عَنْ يُونُس عَنْ أَنَس بْن عِيَاض عَنْ بَعْض أَصْحَابه أَنَّ الْقَاسِم قَالَ فِي هَذِهِ الْقِصَّة لَا أُبَالِي أَيّ ذَلِكَ كَانَ إِنِّي آمَنْت بِهِ وَذَهَبَ كَثِير مِنْ السَّلَف إِلَى أَنَّهُمَا كَانَا مَلَكَيْنِ مِنْ السَّمَاء وَأَنَّهُمَا أُنْزِلَا إِلَى الْأَرْض فَكَانَ مِنْ أَمْرهمَا مَا كَانَ وَقَدْ وَرَدَ فِي ذَلِكَ حَدِيث مَرْفُوع رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد فِي مُسْنَده رَحِمَهُ اللَّهُ كَمَا سَنُورِدُهُ إِنْ شَاءَ اللَّه وَعَلَى هَذَا فَيَكُون الْجَمْع بَيْن هَذَا وَبَيْن مَا وَرَدَ مِنْ الدَّلَائِل عَلَى عِصْمَة الْمَلَائِكَة أَنَّ هَذَيْنِ سَبَقَ فِي عِلْم اللَّه لَهُمَا هَذَا فَيَكُون تَخْصِيصًا لَهُمَا فَلَا تَعَارُض حِينَئِذٍ كَمَا سَبَقَ فِي عِلْمه مِنْ أَمْر إِبْلِيس مَا سَبَقَ وَفِي قَوْل إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمَلَائِكَة : لِقَوْلِهِ تَعَالَى " وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اُسْجُدُوا لِآدَم فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيس أَبَى " إِلَى غَيْر ذَلِكَ مِنْ الْآيَات الدَّالَّة عَلَى ذَلِكَ مَعَ أَنَّ شَأْن هَارُوت وَمَارُوت عَلَى مَا ذُكِرَ أَخَفّ مِمَّا وَقَعَ مِنْ إِبْلِيس لَعَنَهُ اللَّه تَعَالَى . وَقَدْ حَكَاهُ الْقُرْطُبِيّ عَنْ عَلِيّ وَابْن مَسْعُود وَابْن عَبَّاس وَابْن عُمَر وَكَعْب الْأَحْبَار وَالسُّدِّيّ وَالْكَلْبِيّ . " ذِكْرُ الْحَدِيثِ الْوَارِد فِي ذَلِكَ إِنْ صَحَّ سَنَدُهُ وَرَفْعُهُ وَبَيَانُ الْكَلَام عَلَيْهِ "

فرحة مسلمة 18-03-2009 06:28 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عَلَى الْمَشْهُور قَوْله تَعَالَى " وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِل هَارُوت وَمَارُوت وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَد حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُر فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْن الْمَرْء وَزَوْجه" اِخْتَلَفَ النَّاس فِي هَذَا الْمَقَام فَذَهَبَ بَعْضهمْ إِلَى أَنَّ" مَا " نَافِيَة أَعْنِي الَّتِي فِي قَوْله " وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ " قَالَ الْقُرْطُبِيّ مَا نَافِيَة وَمَعْطُوف فِي قَوْله" وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَان " ثُمَّ قَالَ " وَلَكِنَّ الشَّيَاطِين كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاس السِّحْر وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ " وَذَلِكَ أَنَّ الْيَهُود كَانُوا يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَزَلَ بِهِ جِبْرِيل وَمِيكَائِيل فَأَكْذَبَهُمْ اللَّه وَجَعَلَ قَوْله " هَارُوت وَمَارُوت" بَدَلًا مِنْ الشَّيَاطِين قَالَ وَصَحَّ ذَلِكَ إِمَّا لِأَنَّ الْجَمْع يُطْلَق عَلَى الِاثْنَيْنِ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى " فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَة " أَوْ لِكَوْنِهِمَا لَهُمَا أَتْبَاع أَوْ ذُكِرَا مِنْ بَيْنهمْ لِتَمَرُّدِهِمَا تَقْدِير الْكَلَام عِنْده : يُعَلِّمُونَ النَّاس السِّحْر بِبَابِل هَارُوت وَمَارُوت . ثُمَّ قَالَ وَهَذَا أَوْلَى مَا حُمِلَتْ عَلَيْهِ الْآيَة وَأَصَحّ وَلَا يُلْتَفَت إِلَى مَا سِوَاهُ وَرَوَى اِبْن جَرِير بِإِسْنَادِهِ مِنْ طَرِيق الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله " وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِل " الْآيَة يَقُول لَمْ يُنْزِل اللَّه السِّحْر وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ الرَّبِيع بْن أَنَس فِي قَوْله " وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ" قَالَ : مَا أَنْزَلَ اللَّه عَلَيْهِمَا السِّحْر . قَالَ اِبْن جَرِير فَتَأْوِيل الْآيَة عَلَى هَذَا " وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِين عَلَى مُلْك سُلَيْمَان " مِنْ السِّحْر وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَان وَلَا أَنْزَلَ اللَّهُ السِّحْرَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِين كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاس السِّحْر بِبَابِل هَارُوت وَمَارُوت فَيَكُون قَوْله " بِبَابِل هَارُوت وَمَارُوت " مِنْ الْمُؤَخَّر الَّذِي مَعْنَاهُ الْمُقَدَّم . قَالَ : فَإِنْ قَالَ لَنَا قَائِلٌ كَيْف وَجْه تَقْدِيم ذَلِكَ قِيلَ وَجْه تَقْدِيمه أَنْ يُقَال " وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِين عَلَى مُلْك سُلَيْمَان " مِنْ السِّحْر وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَان وَمَا أَنْزَلَ اللَّه السِّحْر عَلَى الْمَلَكَيْنِ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِين كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاس السِّحْر بِبَابِل وَهَارُوت وَمَارُوت فَيَكُون مَعْنَى بِالْمَلَكَيْنِ جِبْرِيل وَمِيكَائِيل عَلَيْهِمَا السَّلَام لِأَنَّ سَحَرَة الْيَهُود فِيمَا ذُكِرَ كَانَتْ تَزْعُم أَنَّ اللَّه أَنْزَلَ السِّحْر عَلَى لِسَان جِبْرِيل وَمِيكَائِيل إِلَى سُلَيْمَان بْن دَاوُد فَأَكْذَبَهُمْ اللَّهُ بِذَلِكَ وَأَخْبَرَ نَبِيّه مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّ جِبْرِيل وَمِيكَائِيل لَمْ يَنْزِلَا بِسَحَرٍ وَبَرَّأَ سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام مِمَّا نَحَلُوهُ مِنْ السِّحْر وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ السِّحْر عَنْ عَمَل الشَّيَاطِين وَأَنَّهَا تُعَلِّم النَّاس ذَلِكَ بِبَابِل وَأَنَّ الَّذِينَ يُعَلِّمُونَهُمْ ذَلِكَ رَجُلَانِ اِسْم أَحَدهمَا هَارُوت وَاسْم الْآخَر مَارُوت فَيَكُون هَارُوت وَمَارُوت عَلَى هَذَا التَّأْوِيل تَرْجَمَة عَنْ النَّاس وَرَدًّا عَلَيْهِمْ . هَذَا لَفْظه بِحُرُوفِهِ وَقَدْ قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حُدِّثْت عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى أَخْبَرَنَا فُضَيْل بْن مَرْزُوق عَنْ عَطِيَّة " وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ " قَالَ : مَا أَنْزَلَ اللَّه عَلَى جِبْرِيل وَمِيكَائِيل السِّحْر قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم وَأَخْبَرَنَا الْفَضْل بْن شَاذَان أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عِيسَى أَخْبَرَنَا يَعْلَى يَعْنِي اِبْن أَسَد أَخْبَرَنَا بَكْر يَعْنِي اِبْن مُصْعَب أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي جَعْفَر أَنَّ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبْزَى كَانَ يَقْرَؤُهَا " وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ دَاوُد وَسُلَيْمَان" وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَة لَمْ يُنْزِل عَلَيْهِمَا السِّحْر يَقُول عَلَّمَا الْإِيمَان وَالْكُفْر فَالسِّحْر مِنْ الْكُفْر فَهُمَا يَنْهَيَانِ عَنْهُ أَشَدّ النَّهْي رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم ثُمَّ شَرَعَ اِبْن جَرِير فِي رَدّ هَذَا الْقَوْل وَأَنَّ مَا بِمَعْنَى الَّذِي وَأَطَالَ الْقَوْل فِي ذَلِكَ وَادَّعَى أَنَّ هَارُوت وَمَارُوت مَلَكَانِ أَنْزَلَهُمَا اللَّه إِلَى الْأَرْض وَأَذِنَ لَهُمَا فِي تَعْلِيم السِّحْر اِخْتِبَارًا لِعِبَادِهِ وَامْتِحَانًا بَعْد أَنْ بَيَّنَ لِعِبَادِهِ أَنَّ ذَلِكَ مِمَّا يَنْهَى عَنْهُ عَلَى أَلْسِنَة الرُّسُل وَادَّعَى أَنَّ هَارُوت وَمَارُوت مُطِيعَانِ فِي تَعْلِيم ذَلِكَ لِأَنَّهُمَا اِمْتَثَلَا مَا أُمِرَا بِهِ وَهَذَا الَّذِي سَلَكَهُ غَرِيبٌ جِدًّا وَأَغْرَبُ مِنْهُ قَوْلُ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَارُوت وَمَارُوت قَبِيلَان مِنْ الْجِنّ كَمَا زَعَمَهُ اِبْن حَزْم وَرَوَى اِبْن أَبِي حَزْم بِإِسْنَادِهِ عَنْ الضَّحَّاك بْن مُزَاحِم أَنَّهُ كَانَ يَقْرَؤُهَا " وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ " وَيَقُول هُمَا عِلْجَانِ مِنْ أَهْل بَابِل وَوَجَّهَ أَصْحَابُ هَذَا الْقَوْل الْإِنْزَال بِمَعْنَى الْخَلْق لَا بِمَعْنَى الْإِيحَاء فِي قَوْله تَعَالَى " وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ" كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنْ الْأَنْعَام ثَمَانِيَة أَزْوَاج " " وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ " " وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنْ السَّمَاءِ رِزْقًا " وَفِي الْحَدِيث " مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاء إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاء " وَكَمَا يُقَال " أَنْزَلَ اللَّه الْخَيْر وَالشَّرّ " وَحَكَى الْقُرْطُبِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس وَابْن أَبْزَى وَالْحَسَن الْبَصْرِيّ أَنَّهُمْ قَرَءُوا " وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلِكَيْنِ " بِكَسْرِ اللَّام قَالَ اِبْن أَبْزَى وَهُمَا دَاوُد وَسُلَيْمَان قَالَ الْقُرْطُبِيّ فَعَلَى هَذَا تَكُون مَا نَافِيَة أَيْضًا وَذَهَبَ آخَرُونَ إِلَى الْوَقْف عَلَى قَوْله " يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْر " وَمَا نَافِيَة : قَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنِي يُونُس أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب أَخْبَرَنَا اللَّيْث عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد عَنْ الْقَاسِم بْن مُحَمَّد وَسَأَلَهُ رَجُل عَنْ قَوْل اللَّه" يُعَلِّمُونَ النَّاس السِّحْر وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِل هَارُوت وَمَارُوت " فَقَالَ الرَّجُلَانِ يُعَلِّمَانِ النَّاس مَا أُنْزِلَ عَلَيْهِمَا وَيُعَلِّمَانِ النَّاس مَا لَمْ يَنْزِل عَلَيْهِمَا فَقَالَ الْقَاسِم : مَا أُبَالِي أَيَّتهمَا كَانَتْ ثُمَّ رَوَى عَنْ يُونُس عَنْ أَنَس بْن عِيَاض عَنْ بَعْض أَصْحَابه أَنَّ الْقَاسِم قَالَ فِي هَذِهِ الْقِصَّة لَا أُبَالِي أَيّ ذَلِكَ كَانَ إِنِّي آمَنْت بِهِ وَذَهَبَ كَثِير مِنْ السَّلَف إِلَى أَنَّهُمَا كَانَا مَلَكَيْنِ مِنْ السَّمَاء وَأَنَّهُمَا أُنْزِلَا إِلَى الْأَرْض فَكَانَ مِنْ أَمْرهمَا مَا كَانَ وَقَدْ وَرَدَ فِي ذَلِكَ حَدِيث مَرْفُوع رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد فِي مُسْنَده رَحِمَهُ اللَّهُ كَمَا سَنُورِدُهُ إِنْ شَاءَ اللَّه وَعَلَى هَذَا فَيَكُون الْجَمْع بَيْن هَذَا وَبَيْن مَا وَرَدَ مِنْ الدَّلَائِل عَلَى عِصْمَة الْمَلَائِكَة أَنَّ هَذَيْنِ سَبَقَ فِي عِلْم اللَّه لَهُمَا هَذَا فَيَكُون تَخْصِيصًا لَهُمَا فَلَا تَعَارُض حِينَئِذٍ كَمَا سَبَقَ فِي عِلْمه مِنْ أَمْر إِبْلِيس مَا سَبَقَ وَفِي قَوْل إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمَلَائِكَة : لِقَوْلِهِ تَعَالَى " وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اُسْجُدُوا لِآدَم فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيس أَبَى " إِلَى غَيْر ذَلِكَ مِنْ الْآيَات الدَّالَّة عَلَى ذَلِكَ مَعَ أَنَّ شَأْن هَارُوت وَمَارُوت عَلَى مَا ذُكِرَ أَخَفّ مِمَّا وَقَعَ مِنْ إِبْلِيس لَعَنَهُ اللَّه تَعَالَى . وَقَدْ حَكَاهُ الْقُرْطُبِيّ عَنْ عَلِيّ وَابْن مَسْعُود وَابْن عَبَّاس وَابْن عُمَر وَكَعْب الْأَحْبَار وَالسُّدِّيّ وَالْكَلْبِيّ . " ذِكْرُ الْحَدِيثِ الْوَارِد فِي ذَلِكَ إِنْ صَحَّ سَنَدُهُ وَرَفْعُهُ وَبَيَانُ الْكَلَام عَلَيْهِ "

جمال الشرباتي 18-03-2009 08:15 PM

أختنا الكريمة--

ليتك قرأت ثمّ صغت ما قرأت بلغتك ---ثمّ اخترت رأيا

عابر سبيل 19-03-2009 07:57 AM

الاقرب وما ادين الله به من اقوال اهل العلم

ان هاروت وماروت ساحاران كانا يعلمان الناس السحر

ومعنى الاية على هذا الوجه

( لم ينزل الله السحر على الملكين ( جبريل وميكائيل كما زعم اليهود) وببابل هاروت وماروت يعلمان الناس السحر )

وهذا ماذهب اليه الجمهور لانه ماورد حديث صحيح خلاف لهذا والله اعلم

جمال الشرباتي 19-03-2009 01:13 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة عابر سبيل (المشاركة 633156)
الاقرب وما ادين الله به من اقوال اهل العلم



ان هاروت وماروت ساحاران كانا يعلمان الناس السحر

ومعنى الاية على هذا الوجه

( لم ينزل الله السحر على الملكين ( جبريل وميكائيل كما زعم اليهود) وببابل هاروت وماروت يعلمان الناس السحر )


وهذا ماذهب اليه الجمهور لانه ماورد حديث صحيح خلاف لهذا والله اعلم

طيب

ماذا تقول في قول الطبري فيهما --


قال رحمه الله "
# (: والصواب من القول في ذلك عندي، قول من وجه « ما » التي في قوله: ( وما أنـزل على الملكين ) إلى معنى « الذي » ، دون معنى « ما » التي هي بمعنى الجحد. وإنما اخترت ذلك، من أجل أن « ما » إن وجهت إلى معنى الجحد, تنفي عن « الملكين » أن يكونا منـزلا إليهما، ولم يخل الاسمان اللذان بعدهما - أعني « هاروت وماروت » - من أن يكونا بدلا منهما وترجمة عنهما أو بدلا من النَّاسَ في قوله: يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ، وترجمة عنهما.

فإن جعلا بدلا من « الملكين » وترجمة عنهما، بطل معنى قوله: وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ . لأنهما إذا لم يكونا عالمين بما يفرق به بين المرء وزوجه, فما الذي يتعلم منهما من يفرق بين المرء وزوجه؟ )

ثمّ ردّ قول ابن عبّاس رضي الله عنهما والذي اعتبر فيه ما للجحد --قال ابن عبّاس

(قوله: ( وما أنـزل على الملكين ببابل هاروت وماروت ) فإنه يقول: لم ينـزل الله السحر.)

قال الطبري
(وبعد, فإن « ما » التي في قوله: ( وما أنـزل على الملكين ) ، إن كانت في معنى الجحد عطفا على قوله: وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ ، فإن الله جل ثناؤه نفى بقوله: وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ ، عن سليمان أن يكون السحر من عمله أو من علمه أو تعليمه.

فإن كان الذي نفى عن الملكين من ذلك نظير الذي نفى عن سليمان منه - وهاروت وماروت هما الملكان - فمن المتعلَّم منه إذًا ما يفرق به بين المرء وزوجه؟ وعمن الخبر الذي أخبر عنه بقوله: وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ ؟ إن خطأ هذا القول لواضح بين.

وإن كان قوله « هاروت وماروت » ترجمة عن « الناس » الذين في قوله: وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ، فقد وجب أن تكون الشياطين هي التي تعلم هاروت وماروت السحر, وتكون السحرة إنما تعلمت السحر من هاروت وماروت عن تعليم الشياطين إياهما.

فإن يكن ذلك كذلك, فلن يخلو « هاروت وماروت » - عند قائل هذه المقالة - من أحد أمرين:
إما أن يكونا ملكين, فإن كانا عنده ملكين، فقد أوجب لهما من الكفر بالله والمعصية له بنسبته إياهما إلى أنهما يتعلمان من الشياطين السحر ويعلمانه الناس, وإصرارهما على ذلك ومقامهما عليه - أعظم مما ذكر عنهما أنهما أتياه من المعصية التي استحقا عليها العقاب. وفي خبر الله عز وجل عنهما - أنهما لا يعلمان أحدا ما يتعلم منهما حتى يقولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ - ما يغني عن الإكثار في الدلالة على خطأ هذا القول.
أو أن يكونا رجلين من بني آدم.



فإن يكن ذلك كذلك، فقد كان يجب أن يكونا بهلاكهما قد ارتفع السحر والعلم به والعمل - من بني آدم. لأنه إذا كان علم ذلك من قبلهما يؤخذ ومنهما يتعلم, فالواجب أن يكون بهلاكهما وعدم وجودهما، عدم السبيل إلى الوصول إلى المعنى الذي كان لا يوصل إليه إلا بهما.

وفي وجود السحر في كل زمان ووقت، أبين الدلالة على فساد هذا القول.

وقد يزعم قائل ذلك أنهما رجلان من بني آدم, لم يعدما من الأرض منذ خلقت, ولا يعدمان بعد ما وجد السحر في الناس، فيدعي ما لا يخفى بُطوله.
فإذْ فسدت هذه الوجوه التي دللنا على فسادها, فبَيِّنٌ أن معنى ( ما ) التي في قوله: ( وما أنـزل على الملكين ) بمعنى « الذي » , وأن « هاروت وماروت » ، مترجم بهما عن الملكين، ولذلك فتحت أواخر أسمائهما, لأنهما في موضع خفض على الرد على « الملكين » . ولكنهما لما كانا لا يجران، فتحت أواخر أسمائهما. )

وانظر كيف زادت الحدّة هنا إذ قال

(فإن التبس على ذي غباء ما قلنا فقال: وكيف يجوز لملائكة الله أن تعلم الناس التفريق بين المرء وزوجه؟ أم كيف يجوز أن يضاف إلى الله تبارك وتعالى إنـزال ذلك على الملائكة؟
قيل له: إن الله جل ثناؤه عرف عباده جميع ما أمرهم به وجميع ما نهاهم عنه, ثم أمرهم ونهاهم بعد العلم منهم بما يؤمرون به وينهون عنه. ولو كان الأمر على غير ذلك, لما كان للأمر والنهي معنى مفهوم. فالسحر مما قد نهى عباده من بني آدم عنه, فغير منكر أن يكون جل ثناؤه علمه الملكين اللذين سماهما في تنـزيله، وجعلهما فتنة لعباده من بني آدم - كما أخبر عنهما أنهما يقولان لمن يتعلم ذلك منهما: إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ - ليختبر بهما عباده الذين نهاهم عن التفريق بين المرء وزوجه، وعن السحر, فيمحص المؤمن بتركه التعلم منهما, ويخزي الكافر بتعلمه السحر والكفر منهما. ويكون الملكان في تعليمهما من علما ذلك - لله مطيعين, إذْ كانا عن إذن الله لهما بتعليم ذلك من علماه يعلمان. وقد عبد من دون الله جماعة من أولياء الله, فلم يكن ذلك لهم ضائرا، إذ لم يكن ذلك بأمرهم إياهم به, بل عبد بعضهم والمعبود عنه ناه. فكذلك الملكان، غير ضائرهما سحر من سحر ممن تعلم ذلك منهما، بعد نهيهما إياه عنه، وعظتهما له بقولهما: إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ ، إذ كانا قد أديا ما أمر به بقيلهما ذلك، )





عابر سبيل 19-03-2009 02:17 PM

إقتباس:

فغير منكر أن يكون جل ثناؤه علمه الملكين اللذين سماهما في تنـزيله،
انه من المعلوم من احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ان السحر كفر ومعصية في ذاته لا لغيره وبهذا وجب علينا نفيه عن الملائكة وبهذا يكون بطلان ماذهب اليه في قوله اعلاه .


إقتباس:

أو أن يكونا رجلين من بني آدم.


فإن يكن ذلك كذلك، فقد كان يجب أن يكونا بهلاكهما قد ارتفع السحر والعلم به والعمل - من بني آدم. لأنه إذا كان علم ذلك من قبلهما يؤخذ ومنهما يتعلم, فالواجب أن يكون بهلاكهما وعدم وجودهما، عدم السبيل إلى الوصول إلى المعنى الذي كان لا يوصل إليه إلا بهما.


وفي وجود السحر في كل زمان ووقت، أبين الدلالة على فساد هذا القول.




وهنا اعجب من قوله هذا اذ انه لايلزم وجودهما بوجود السحر لو انهم علموه الناس فصار السحر معلوما حتى بعدم وجودهما اذ انه قد اصبح علم يتعلم ويتداول بين الناس .

وعليه بين عندي عدم صحة ماذهب اليه لمخالفته للمعلوم سلفا .

DR.ali 19-03-2009 02:51 PM

هما هاروت وماروت

سبحان الله على هذه المعجزة .. "تكبيره "

جمال الشرباتي 19-03-2009 04:21 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة عابر سبيل (المشاركة 633234)

انه من المعلوم من احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ان السحر كفر ومعصية في ذاته لا لغيره وبهذا وجب علينا نفيه عن الملائكة وبهذا يكون بطلان ماذهب اليه في قوله اعلاه .





وهنا اعجب من قوله هذا اذ انه لايلزم وجودهما بوجود السحر لو انهم علموه الناس فصار السحر معلوما حتى بعدم وجودهما اذ انه قد اصبح علم يتعلم ويتداول بين الناس .

وعليه بين عندي عدم صحة ماذهب اليه لمخالفته للمعلوم سلفا .

أخي الكريم

تعجبني ردودك ولكنها جزئيّة ومجتزأة --

ليتك تعيد البحث في كلامه خطوة خطوة --لأنّ ما رددت به عليه ليس النقطة المفصليّة في تبنيه كونهما ملكين--

وليتك تدعم كلامك بكلام الأئمة

عابر سبيل 22-03-2009 03:39 AM

تفسير الطبري

اخْتَلَفَ أَهْل الْعِلْم فِي تَأْوِيل " مَا " الَّتِي فِي قَوْله : { وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ } فَقَالَ بَعْضهمْ : مَعْنَاهُ الْجَحْد وَهِيَ بِمَعْنَى " لَمْ " . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 1389 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي , قَالَ : حَدَّثَنِي عَمِّي , قَالَ , حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ ابْن عَبَّاس قَوْله : { وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِل هَارُوت وَمَارُوت } فَإِنَّهُ يَقُول : لَمْ يُنْزِل اللَّه السِّحْر . 1390 - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْدٍ , قَالَ : حَدَّثَنِي حكام عَنْ أَبِي جَعْفَر , عَنْ الرَّبِيع بْن أَنَس : { وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ } قَالَ : مَا أَنْزَلَ اللَّه عَلَيْهِمَا السِّحْر . فَتَأْوِيل الْآيَة عَلَى هَذَا الْمَعْنَى الَّذِي ذَكَرْنَاهُ عَنْ ابْن عَبَّاس وَالرَّبِيع مِنْ تَوْجِيههمَا مَعْنَى قَوْله : { وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ } إلَى : وَلَمْ يَنْزِل عَلَى الْمَلَكَيْنِ , وَاتَّبَعُوا الَّذِي تَتْلُوا الشَّيَاطِين عَلَى مُلْك سُلَيْمَان مِنْ السِّحْر , وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَان وَلَا أَنْزَلَ اللَّه السِّحْر عَلَى الْمَلَكَيْنِ { وَلَكِنَّ الشَّيَاطِين كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاس السِّحْر } بِبَابِل هَارُوت وَمَارُوت , فَيَكُون حِينَئِذٍ قَوْله : { بِبَابِل وَهَارُوت وَمَارُوت } مِنْ الْمُؤَخَّر الَّذِي مَعْنَاهُ التَّقْدِيم . فَإِنْ قَالَ لَنَا قَائِل : وَكَيْف وَجْه تَقْدِيم ذَلِكَ ؟ قِيلَ : وَجْه تَقْدِيمه أَنْ يُقَال : وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِين عَلَى مُلْك سُلَيْمَان وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ , وَلَكِنَّ الشَّيَاطِين كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاس السِّحْر بِبَابِل هَارُوت وَمَارُوت . فَيَكُون مَعْنِيًّا بِالْمَلَكَيْنِ : جِبْرِيل وَمِيكَائِيل ; لِأَنَّ سَحَرَة الْيَهُود فِيمَا ذُكِرَ كَانَتْ تَزْعُم أَنَّ اللَّه أَنْزَلَ السِّحْر عَلَى لِسَان جِبْرِيل وَمِيكَائِيل إلَى سُلَيْمَان بْن دَاوُد . فَأَكْذَبَهَا اللَّه بِذَلِك وَأَخْبَرَ نَبِيّه مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ جِبْرِيل وَمِيكَائِيل لَمْ يَنْزِلَا بِسِحْرِ قَطُّ , وَبَرَّأَ سُلَيْمَان مِمَّا نَحَلُوهُ مِنْ السِّحْر , فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ السِّحْر مِنْ عَمَل الشَّيَاطِين , وَأَنَّهَا تُعَلِّم النَّاس بِبَابِل , وَأَنَّ الَّذِينَ يُعَلِّمُونَهُمْ ذَلِكَ رَجُلَانِ اسْم أَحَدهمَا هَارُوت وَاسْم الْآخَر مَارُوت ; فَيَكُون هَارُوت وَمَارُوت عَلَى هَذَا التَّأْوِيل تَرْجَمَة عَلَى النَّاس وَرَدًّا عَلَيْهِمْ .

جمال الشرباتي 22-03-2009 05:18 AM

أخي الكريم

الطبري ذكر القول بأنّهما رجلين وردّه بأدلة باهرة--وهو القول الذي اقتبسته أنت منه --

المطلوب منك الردّ على ردوده لا إعادة ذكر ما ذكره من قول المخالف لقوله

البدوي الشارد 22-03-2009 11:16 AM

أنت بصراحة يا أخ جمال عندك ميل غريب لاختيار أقل المواضيع أهمية وأكثرها غرابة.
من مواضع القرآن المهمة للتنبيه المواضيع التي تخص الآيات المحكمة التي يجب أن يفهمها كل مسلم ومن آخر ما يجب أن نناقشه في منتديات عامة المواضيع التي تخص آيات متشابهة لا يعلم تأويلها إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا. وأظن هذه الآية منها. يا أخي ضاقت عليك المواضيع فلم تجد غير فتاوى غريبة من نوع عدم وجوب أن يجامع الرجل زوجته أومن هم هاروت وماروت؟
هداني الله وهداك

عابر سبيل 22-03-2009 11:49 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة عابر سبيل (المشاركة 632745)
اختلف اهل العلم اخي الكريم في هذا




قلته لك من قبل واقتبسته هنا

:confused:


جمال الشرباتي 22-03-2009 05:21 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة البدوي الشارد (المشاركة 633751)
أنت بصراحة يا أخ جمال عندك ميل غريب لاختيار أقل المواضيع أهمية وأكثرها غرابة.
من مواضع القرآن المهمة للتنبيه المواضيع التي تخص الآيات المحكمة التي يجب أن يفهمها كل مسلم ومن آخر ما يجب أن نناقشه في منتديات عامة المواضيع التي تخص آيات متشابهة لا يعلم تأويلها إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا. وأظن هذه الآية منها. يا أخي ضاقت عليك المواضيع فلم تجد غير فتاوى غريبة من نوع عدم وجوب أن يجامع الرجل زوجته أومن هم هاروت وماروت؟
هداني الله وهداك

أخي الكريم

أنا ألخص تفسير الطبري --وفي خلال التلخيص أجد نقاطا لطيفة أحب أن أطلعكم عليها--

فمعذرة إن ضايقتكم


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.