إنتحار حلم
أخيراً
قرر حُلمى الإنتحار .. قرر السقوط من عليائه مرتطماً بأرض الواقع أحدث الإرتطام دوياً هائلاً فإحتشد جمعٌ من الناس على صوت الإرتطام ، وقفت بينهم مذهولاً وأنا أرى حلمى ممداً على أرض الواقع مضرجاً فى دمائه.. إنتابتنى بعض لحظات الندم .. لما لم أحاول إثناؤه عن عزمه الإنتحار؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!! وكيف لم أمنحه قدراً من الأمل فى أن يتحقق ويصبح واقعاً أعايشه بدلاً من أن يظل سراباً يخادعنى وأطارده ...!!!! أفقت من شرودى على بعض الهمسات والهمهمات من حولى .. توجه أحدهم بنظره إلىَّ متسائلاً .... *** تُرى حلم من يكون هذا؟؟؟؟؟؟ وماالذى دفعه للإنتحار ؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!! رددتُ وأنا أُخفى ملامح وجهى .... *** لا أدرى همس أحدهم ..... *** كان الله فى عون صاحبه .. كيف له أن يحيا بلا حلم يراوده ؟؟؟؟؟!!!! هتف أخر... *** هذا الحلم لم يمت منتحراً .. بل قتله صاحبه وسوف أشهد بذلك تعجبت لما سمعت !!! مابال هذا الرجل ....... كيف له أن يشهد بما لم ير؟؟ حاولت أن أتوارى حتى لا يكتشف الناس أمرى .. وأن هذا المنتحر هو حٌلمى وماأن هممت بالرحيل حتى وجدت رجال الشرطة قد أطبقوا علىَّ لتقديمى إلى محاكمة عاجلة ... نظرت إليهم وإستسلمت بلا أدنى مقاومة .... وبلا أى إستفسار أو أى محاولة لإنكار أن هذا القتيل هو حلمى المستحيل ********************** مرت الساعات طوال منذ موت حُلمى ولا أحد يدرى مدى معاناتى لفقدهِ فمنذ موته أشعر وكأنى مجرد كائن ..يحيا زمناً ليس زمانه .. فى مكان ليس مكانه ... أشعر بغربة الأشياء عنى وغربتى عنها .. فقدت الإحساس الفعلى بالذات .. فآرانى لا شيئ فى عالم الأحياء ... هذه هى هويتى بعد أن فقدت بموت حلمى حريتى .......... ********************** آن الآوان ومثلت فى قفص الإتهام ... لحظات صمت مرت كالدهر قبل أن ينطق الحاجب *** محكمة .......... بدأت المحاكمة بإستشهاد شهود الإثبات ... ثم حان وقت توجيه الإتهام .. فوقفت خلف القضبان ... توجه القاضى بنظراته الحادة نحوى .. قائلاً .. *** أنت متهم بقتل حُلمك عامداً متعمداً مع سبق الإصرار والترصد رددت : *** عفواً سيدى أنا لم أقتل حُلمى ولكنه هو الذى أقدم على الإنتحار بملء إرادته القاضى : *** القتل لم يتم بذات اليد ... فظاهراً مات حلمك منتحراً ، وباطناً أنت الذى أوعزت إليه للإقدام على ذلك .. بعد أن مل إستكانتك وسئم إنكسارك وضعفك وعجزك عن أن تمنحه القدرة ليحقق ذاته ويحيا حياته وقفت مشدوهاً .. عاجزاً عن دفع الإتهام القاضى : *** الحكم بعد المداولة أخيراً ............النطق بالحكم وقرار الإتهام القاضى : *** بعدما ثبت لهيئة المحكمة بالدليل القاطع وبشهادة الشهود .. أن المتهم الماثل أمامكم فى قفص الإتهام قام بدفع حلمه للخلف .. وليس الأمام .. فسقط صريعاً على أرض الواقع .. محدثاً دوياً هائلاً وإرتطام .. فقد حكمت المحكمة على المتهم بسحب تراخيص الأحلام .. والموت رجماً بالأوهام آمال البرعى |
إقتباس:
اســتيقظت يوماً فــلم أجــدني بحـثت عني عـــــن دفء حــــضني نظـرت حولي وجـــــدت قـلمي وبقـايا ورقة مكــتوب عليها رحـــلت ولن تجــدني !!!!!!!!!!!!!! !!! ! ................... الفاضلة آمال دائماً أستمتع بكلماتك وأفكارك الغير عادية وأحب قراءتها دمتِ بهذا التألق والإبداع (( أعذريني على تأخري في الرد)) |
[quote=آمال البرعى;622655]
********************** مرت الساعات طوال منذ موت حُلمى ولا أحد يدرى مدى معاناتى لفقدهِ فمنذ موته أشعر وكأنى مجرد كائن ..يحيا زمناً ليس زمانه .. فى مكان ليس مكانه ... أشعر بغربة الأشياء عنى وغربتى عنها .. فقدت الإحساس الفعلى بالذات .. فآرانى لا شيئ فى عالم الأحياء ... هذه هى هويتى بعد أن فقدت بموت حلمى حريتى .......... هو نفس الحلم ولكنى متمسك به.... سأظل أحلم به مهما تغيرت المتغيرات انت هو انت كتبت الحلم... الحزن... الحالات المجنونه هو انت |
بسم الله الرحمن الرحيم جميل أستاذتي هذا التصوير للحلم والعمل وإن كان أقرب للخاطرة منه إلى فن القصة، إلا أن أنسنة الحلم كانت مفيدة ومؤثرة . هذا العمل -رغم بدائيته وفطريته- قد يلهم آخرين لديهم الاستعداد لإحياء ما تبقى من أحلامهم . وأعجبني للغاية التضاد بين الحلم وبين الوهم .. ذكرتني بقصيدة لي بعنوان (على حاشية الحلم الأخير). على حاشية الحلم الأخير تحياتيحين تنام .. وتمد يديك لتقطف زهرًا من أحلام .. الطير منام ، السحْب منام ، النجم منام ، تستيقظ تبصر في كفك شوك الآلام *** يتدحرج حلم فوق السلم يهبط حتى يصل القاع تركله ر ِجل يقفز أعلى يرتد بوجهك صفعة موت أحلامك كالكرة المطاط ، مهما تقفز لا تجتاز السقف ولا .. تخترق الأرض، فتصبح في أعماق البحر ، يتوق إليها الغواصون *** يتدحرج حلم فوق السلم يجلس بين الشحاذين يبحث عن عين تحضنه لكنْ.. كل عيون تذرف حلمًا قبل الدمعه إن يسقط لا يعرف رجعه *** حين تنام .. أطفئ شاشات الأحلام فالتلفاز اليوم حرام في أحسن حال .. حدد مستويات الحلم ، ونوع الرؤية ، حجم الشاشة والألوان واذكر أي قناة ترجو حتى لا يتسع الحلم الإثم .. ذاك حرام *** حين تنام .. عبّ الغرفة بالإظلام وتدثر بالواقع واصمت ، قل للحلم" جواري أسرع لتنام " أنت الحارس ..فتح عينيك وأغمض عين الأحلام *** |
إقتباس:
وأستمتع أنا بتواصلك الراقى دمت حاضراً فوق دفاترى حتى وإن تأخرت مرحباً بك فى أى وقت دمت راقياً |
[quote=نزار المصري;622835]
إقتباس:
تعرفنى سيدى أعشق قلمى حد الموت بحلمى بإحباطاتى بطموحاتى هو رفيقى وصديقى دمت بود التواصل الجميل |
إقتباس:
سيدى الكريم ... المشرقى لا أدرى ... رغم تواصلك سيدى من قبل إلا أنه هذه المرة لها طابع مختلف فلم أقرأ عملاً أدبياً لحضرتك لذا سعادتى كبيرة بتواصل الحرف مبدعة قصيدتك سيدى دمت بكل الود |
راااااائعة من روائعك أيتها المتألقة
تقبلى مرورى المتواضع دمتى بكل الحب |
الاخت آمال ....
مواضيعك فيها ميزة تجعل القارىء ينساب بتسلسل الافكار الى آخر الموضوع مهما طال. اتحفينا دائما. |
استاذة آمال
وشعرت وكانني جالس فى قاعة المحكمة ... كلماتك تحلق بنا وتجعلنا نعايشها ... ولكن اهمس لك : يموت حلم فيولد حلم موت الحلم الحقيقي هو مع موت الانسان دائما نترقب ما تكتبين شكر لك |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.