حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   صالون الخيمة الثقافي (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=9)
-   -   يوميات سائق ( مشوار بنها ) (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=76727)

aboammar1960 14-02-2009 04:11 PM

يوميات سائق ( مشوار بنها )
 
يوميات سائق ( مشوار بنها )


جاء يسألني وهو ممسك بيده قطعة خبز يلوكها بين أسنانه يطحنها طحنا وعيناه متورمتان عليهما أثر إرهاق أو رمد ( تروح بنها بكام ؟ ) .
قلت : ماذا سنحمل ؟ قال : ماسورتين مياه وقطعتين عدة .
قلت : مائتا جنيه . قال : لا مائة واحدة كفاية .
قلت : دعني وابحث عن غيري والسائقون كثر. قال : ولا مائة وخمسون ؟
قلت : لا . فتركني وذهب ..

قلت في نفسي لعله لم يوافق على المبلغ ...وبعد دقائق وقد فرغ من التهام رغيف الخبز .. جاءني وقال : اتفقنا ياشيخ ولكن ..معي شريك لايريد أن يدفع أكثر من خمسين جنيها ( نصف المبلغ ) سأحضره لك وتقول له إن الاتفاق على 150 جنيه يدفع هو نصفها وأنا أكمل لك باقي الاتفاق .. قلت : ماشئت ..

جاء الشريك فقال صاحبنا أمامه : خلاص أنا اتفقت مع الشيخ على 150 جنيه ..
قال الشريك : تمام ... ياللا بينا .
ظننت في هذه اللحظة أنه سيدفع نصف المبلغ الوهمي ( 75 جنيه ) ويدفع صاحبنا باقي المبلغ الحقيقي ( 200 جنيه ) حسب اتفاقنا ..

ولأن قانون المرور عندنا لايسمح إلا براكب واحد في كابينة السيارة النقل الصغيرة اتفقنا على أن يركب أحدهما بجواري والآخر بالصندوق فإذا قابلنا أحد الكمائن ينزل من في الصندوق ليلحقنا بعد الكمين وهكذا ..

كان الشريك هو الرفيق الأول لي وصاحب الخبز في الصندوق ولما اقتربت الشمس من المغيب قلت له ياللا بينا نصلي العصر قال : صلي انت لأن ملابسي ليست نظيفة وبها أثر العمل والعرق .. أقنعته بأنها مناسبة فانصاع لأمري ونزل للصلاة .

تركنا صاحبنا في الصندوق حارسا على مافي الصندوق ولما رجعنا قلت له : انزل صلي .. قال : بعدين .. بعدين . وكأن لديه عذر شرعي . فاستدعاني قبل مجئ شريكه وقال خذ هذه ( 75 جنيه ) وخذ منه مثلهم .. أصبت بحالة تعجب من كلامه فسألته : ماذا تقول ؟؟؟ ... لعل أذني أرادت أن توقع الفتنة بيني وبينه ..

فأعاد على سمعي نفس الرواية .. قلت : ياعم ألم نتفق على مبلغ مائتي جنيه ؟؟؟ ..
أقسم الرجل بالله العظيم أنه لم يحدث هذا أبدا ولطم على وجهه عدة لطمات وأخذ يندب حظه ويقول : أنا عندي السكر والضغط واخذ يرفع في ثيابه ويقول : شوف .. شوف اللي عندي . أنا ح أقبل الحرام ؟؟ اتق الله ياراجل .. دي وقعة إيه المنيلة دي .. ماكفاية اللي أنا فيه ... ماحدش عارف حاجة .. وكاد أن يتباكى ويبكيني ..

وقفت منبهرا من الموقف أحاول بسرعة أعيد شريط الأحداث قبل نصف الساعة فقط لأحاول أن أتذكر اي موافقة هذه التي شعر بها الرجل ليقسم بالله تعالى أنه اتفاقنا .. ولكن كظمت غيظي ولأنه يكبرني بأكثر من عشر سنين . استسلمت وقلت له : لاتزعل ياعم .. سأوصلك إلى مكانك ولن أفعل أفعال السائقين معك .. على أمل أن يراجع نفسه ويرد عليه أصله كما يقولون .. ويتراجع عن افترائه .

رجع الشريك من المسجد فتبادلا الأماكن وجلس معي هذا المفتري في الكابينة واخذ يبادلني الحديث .. وأخذ يدعو لي وقص علي قصة ابنتاه اللتين مات عنهما زوجيهما وتعيشان معه وقصة عقوق أولاده له وأنهم ينالون من كرامته دائما .. وقصة زوجته بائعة السمن التي تمنع عنه المال . بل وشدة خوفه منها لو علمت أنه فشل في مشوار عمله هذه المرة .. وأخذ يحذرني ويحذر شريكه من أن نخبر زوجته عن هذا المشوار .. وأمور لخبطة في حياته يؤمن بأصحاب القبور . وحكى أنه رأى الشيخة فاطمة طالعة من قبرها ودخلت قبر آخر يقول أنها صاحبة كرامة ..

وصلنا بسلامة الله إلى بيت صاحبنا وأنزلنا الحمولة ورجعنا لأوصل شريكه إلى بيته فقصصت عليه ماكان من صاحبه فعتب علي عدم إفصاحي له في الطريق وأخبرني بأنه رجل كذاب ... وقد سرق أربع قطع مواسير من مكان العمل الذي عمل به ..

قلت في نفسي : رجل مثل هذا .. كذاب .. سارق .. تارك للصلاة .. مخلف للعهد ..عابد للقبور .. ماذا ينتظر من ربه ؟؟
وقتها علمت سبب الضنك والحياة المرة التي حكاها عن نفسه .. مرض .. عقوق أولاد .. خوف من زوجة .. وما خفي كان أعظم ..

فكر وحبر / ياسر سنجر

السيد عبد الرازق 14-02-2009 10:45 PM

مرحبا بكم يا أبا عمار هنا بيننا .
قرأت قصة توصيلة بنها .
ولله في خلقه شؤون وعلي السائق أن يحمد الله فالمسألة متعشية وبنها ليست بعيدة .
كده رضا والحمد لله تعالي .
تحياتي وتقديري لكم .
وأهلا بك هنا . وتقبل مني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

aboammar1960 26-02-2009 04:45 PM

بنها قريبة بالنسبة للقاهرة أما لو من الاسكندرية فماذا تقول؟؟؟

المشرقي الإسلامي 26-02-2009 05:04 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة aboammar1960 (المشاركة 626416)


وصلنا بسلامة الله إلى بيت صاحبنا وأنزلنا الحمولة ورجعنا لأوصل شريكه إلى بيته فقصصت عليه ماكان من صاحبه فعتب علي عدم إفصاحي له في الطريق وأخبرني بأنه رجل كذاب ... وقد سرق أربع قطع مواسير من مكان العمل الذي عمل به ..

قلت في نفسي : رجل مثل هذا .. كذاب .. سارق .. تارك للصلاة .. مخلف للعهد ..عابد للقبور .. ماذا ينتظر من ربه ؟؟
وقتها علمت سبب الضنك والحياة المرة التي حكاها عن نفسه .. مرض .. عقوق أولاد .. خوف من زوجة .. وما خفي كان أعظم ..


لعمري هذا غيض من فيض ، الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به غيرنا وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلاً كثيرًا . "قل هو من عند أنفسكم " . رب عبد رأفْت بحاله ولما يطلعك الله على سرائره تشمت به .


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.