حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   خيمة القصـة والقصيـدة (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=69)
-   -   إنما "هند" اسم كل جميل (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=83128)

بدر عمر المطيري 01-03-2010 02:11 AM

إنما "هند" اسم كل جميل
 
كيف يخفى في ناظريك الصّفاءُ؟
أنتِ نبع الصَّفاء.. يا أسماءُ
أنتِ روحٌ.. والروح طلْقٌ مداها
ليس يحويه عالم أو فضاء
أنتِ.. لو كان في السماء ظلامٌ
بدَّد الليلَ.. وجهكِ الوضاء
من ربى الخلد.. أو جنان الأماني
جئتِ كالطيف.. رمزه الكبرياء
فتهادت صروح مجد كذوبٍ
وتداعت أحجاره الصماء
غير مَجدٍ في مقلتيكِ تراءى
فتجلَّت بالرؤية الأشياء
وصحا الوجد بعد غربة دهرٍ
وغفا الدهر حين قام الرجاء
غير (أسماء) قد قصدت بقولي
فهوى (هند) قصدنا.. والنداء
ذبت عشقاً في حبها.. وهي ذابت
في هوانا.. والعشق داءٌ عياء
يوم لاحت.. تبسمت.. ثم قالت
وعلى ثغرها الحروف حياء:
(طبتَ يا ) (بدر) لوعةً.. وحنيناً
واشتياقاً.. وطاب بعْدُ اللقاء
من أنا قلتُ؟ جاوبتني.. وقالت
أنتَ في الأرض روضتي الفيحاء
لا تكون الحياة لولاك إلا
شبحاً غارباً.. طواه المساءُ
دونك الروح إهتصرها.. فإني
أشتهي الحب.. والغرام اشتهاء
أيُّ قلبٍ لاقى الذي يتمنّى؟
أيُّ عينٍ لا يعتريها البكاء؟
بعذاب الحرمان تحلو الليالي
والمحبون دائماً أشقياء!
يتساقون من كؤوس هواهم
رشفة اليأس.. والكؤوس ظماء
(نظرةٌ.. فابتسامةٌ.. فسلامٌ
فكلامٌ.. فموعدٌ.. فلقاء)
حبنا ليس ما يريد الأعادي
إنما الحب ما يريد النقاء
حبنا رحمة.. وصدقٌ.. وطهرٌ
وعفافٌ.. ولهفةٌ.. ورضاء
يا منى الروح.. يا سعادة عمري
قلتُ: يا هند.. أنتِ يا عذراء
قد أتاني الهوى صغيراً فلما
جاءني يافعاً.. غشاني البلاء
ودهاني في الحب ما قد دهاني
من شجونٍ.. رياحها هوجاء
وتماسكْتُ.. ما تمايل غصني
وتقدمتُ.. وانتحى الجبناء
رغم هذي الطريق شوكٌ وشمسٌ
جئتُ.. والقلب وردةٌ حمراء
وبروحي يرفُّ عصفور حبٍ
طاب حيّاً.. وطاب منه الغناء
كلُّ قلبٍ يخفي الهوى ويداري
غير قلبي.. ما عنده إخفاء
صدقوني.. أحببتُ من أجل هندٍ
كلَّ هندٍ.. يا حلوها الأسماء
لو تهبّ الرياح من صوب هندٍ
مسّني عطرها.. ورقّ الهواء
أو تلوح البروق في أُيَّ أفقٍ
لاح لي وجهها.. وشعّ.. البهاء
أتعافى إذا تعافت.. وأشقى
حين تشقى.. وبيننا أمداء
في أحايين يعتريني شعورٌ
أن عمري لولا هواها هباء
وأحايين أزدري كل أنثى
غير هندٍ.. ما مثلها حواء
راودتني.. وهي الأعف جمالاً
فمشى الطهر بيننا.. والإباء
كل ما دار بيننا من أمور
لم تدُرْ في مداره الفحشاء
قلت ما تطلبين؟ قالت: قصيداً
قلت: أنت القصيدة العصماء
علم الله أنني شاعر الحب..
ولكن قد يصمت الشعراء
حينما يسكرون في كل حسنٍ
ويقولون.. والورى جهلاء
جنّ بالحب عاشقون قدامى
وأنا جننتني الحسناء
طاب قلبي بوصل كل جميلٍ
وب (هندٍ) طابت ليَ الدنياء

redhadjemai 01-03-2010 10:51 AM

ربما كان سيهتم لك من يحب الشعر والبوح حتى أبسطه .
لولا أن مقام شيطان شعرك ونثرك وكل حركاتك وسكناتك.. قد وشى بك .

المشرقي الإسلامي 08-10-2010 10:38 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
جميل من أجمل ما يستمتع به القارئ أن يكون الشاعر ذا رؤية وفكرة تعبران عن توجهاته الوجدانية ، حيث لا تجدها تكرارًا لما يقوله الآخرون بشكل أصم . وها هنا العنوان نفسه "إنما هند اسم كل جميل" كان دليل شاعرية متوقدة إذ تكون هذه المحبوبة هي منبع كل الأشياء الجميلة ، ومن أجلها يهون كل شيء من المصاعب ،بل وإن الشاعر بسبب حبها يؤكد ويعمم ، بإنّ ، وكل وهذا الاتساع في دلالة هند عنصر جيد في بناء القصيدة .
على امتداد القصيد ةيشعر القارئ بانسباب سلس لا تقطعه حالات من الشرود ومحاولة استخراج معنى بالقوة ، أو ما يسميه ابن رشيق القيرواني رحمه الله (أثر رشح الجبين) في هذين البيتين كان التشخيص فاعلاً في توصيل المعنى ، وقد صار الوجد والدهر إنسانًا لهما من صفات البشر ، وهو أسلوب فني على بساطته جاء في الوقت المناسب الذي يشعر فيه القارئ أنها مبرر لهذا الشعور القوي تجاهها.
وصحا الوجد بعد غربة دهرٍ
وغفا الدهر حين قام الرجاء

وفي هذا البيت الجميل :
بعذاب الحرمان تحلو الليالي
والمحبون دائماً أشقياء!

نجد الرؤية واضحة وفي صالح النص ،تلك التي تجعل الشاعر يتلذذ بعذابها وتجعل الشقاء حالة لابد منها لأنها الموصلة إلى الشعور بالسعادة .
عبر القصيدة كان هناك قدر كبير من التداعي وهو أن يطول الحديث وإن كان ممكن الاختصار ، إلا أن هذا يعد أمرًا طبيعيًا في سياق حالة الحب التي ينسى كل طرف فيها الوقت والنفس وجميع عناصر الحياة ليكون التعبير عما يجيش بالنفس هو المسيطر في حالة شبه لاواعية بما يدور حولهما .
القصيدة على قلة الصور الفنية فيها إلا أنها كانت ذات معانٍ موحية بالشاعرية وكان إلحاح الشاعر على وصفها بالعديد من الصور التقليدية (وليسا التقريرية) عنصرًا جيدًا لأنه أشعر القارئ بأن الشاعر جمع كل ما يمكن جمعه ووضعه بين يديها ، كعصفور ما تمايل غصني ، القلب وردة حمراء ،صدقوني أحببت من أجل هند كل اسم...إلخ
ولعل هذا الشطر الأخير فيه تأكيد بما يشبه القسم ونفي التصنع عن الشاعر ، وهو ما يزيد القصيدة جمالاً حتى كأن الشاعر من أجلها يتخيل أن هناك مكذبين له ، فانطلق محاولاً الرد عليهم ، وهذا يدل على وعيه بالجو الداخلي والخارجي للقصيدة . وكان التضمين لبيت شوقي رحمه الله : نظرة فابتسامة فسلام ، فكلام فموعد فلقاء عنصرًا جيدًا في صالح القصيدة وحوَّل استخدام معنى هذا البيت من حالة الغرام المعيب إلى حالة الحب العذري ّ ، وهذه نقطة تحسب للشاعر .
فقط بيتان أشعر أنهما جاءا لإكمال القافية أو كانت صياغتهما ضعيفة :
في أحايين يعتريني شعورٌ
أن عمري لولا هواها هباء

وأحايين أزدري كل أنثى
غير هندٍ.. ما مثلها حواء

والأجمل بعد ذلك أن القصيدة يشعر القارئ فيها بانطواء الطرفين (هند&عمر) على بعضهما وانسداد أفق الحياة من بعدهما ، فلا ترى وجودًا لأسماء أخرى أو عناصر طبيعة أخرى كأنهما هما الصورتان تملآن الشاشة دون غيرهما من الصور ،وفي بعض جوانب القصيدة كانت -بسبب الحوار-قريبة من الشعر المسرحي ، هذا جانب قد يكون محل نقاش حول إيجابية هذا التوجه أم لا .
قصيدة جميلة أمتعتنا بها بارك الله لك فيها وبارك لها فيك ،ودام الإبداع بكما


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.