حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   خـيـمــة الاستـــراحـــة (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=13)
-   -   ذكرى تفجيرات عمان كابوس تجاوزه الأردنيون بعزم وإرادة (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=74800)

النسري 09-11-2008 02:37 PM

ذكرى تفجيرات عمان كابوس تجاوزه الأردنيون بعزم وإرادة
 
ذكرى تفجيرات عمان كابوس تجاوزه الأردنيون بعزم وإرادة



العرس قبل لحظات من التفجيرات الارهابية الغادرة



في الذكرى الثالثة من أحداث تفجيرات عمان الإرهابية، تستحضر الذاكرة شيئا ما يشبه الكابوس.. صراخا ودماء وتدميرا وغيرها... إلا أن هذا الكابوس تجاوزه الأردنيون، بعزم وإرادة، وإيمان.
ففي مساء التاسع من تشرين الثاني من العام 2005، بدأ هاتفي بالصراخ .. ولم يدر بخلدي أن أمرا جللا قد وقع، أو أن تلك الرنات تستعجلني لتلقي النبأ الذي يشده الأبصار والأسماع ... أو إنها كانت تطلب العون ... لتكون الصدمة...!
حفر ذلك اليوم في الذاكرة عميقا .. حتى اختزل كل الصور التي احملها لـ ''عمان'' التي عودتني ان تكون صابرة على البلاء ..فالجرح كان للتو نازفا .
.. لقد كان البلاء شديدا... ففي مساءات التاسع من تشرين الثاني انتهكت حرمة ''عمان'' على أيدي مجرمين قتلة، عن سبق إصرار، قدموا من خارج البيت ليروعوا ويقتلوا من جمعهم الفرح الذي انقلب على أيديهم ترحا تضرج بدماء ستين بريئا .
من.. وكيف.. وأين؟ أسئلة راودتني لكنني لم استطع الانتظار لتلقي الجواب لعدم تصديقي بان ثمة من فكر أو سيفكر في النيل من واحة ينشدها القاصي والداني بحثا عن الراحة والأمن في خضم بحر لجي قدر لها أن تكون في معمعته .
وجهتي كانت إلى فندق ''الديز إن''، الساحة الشاهدة على الجريمة، وهو ذات الفندق الذي عرجت عليه فيما مضى .. والمسافة هي ذاتها التي تبعدني عنه .. لكن هذه المرة إحساسي مختلف جعل المسافة محكومة بشعور المتلهف للحظة اللقاء...فصرت كمن يغذ الخطى.. ولكن يظل المكان بعيدا .
وصلت إلى غايتي المنشودة، والسؤال ما زال يجوس في داخلي، هل ثمة خطب فعلا حدث؟! ، وصرت كمن لا يريد أن يصدق بما سمع لعله كذب أو معلومة خاطئة...، حتى اقتحمت صور القتلى وصرخات الجرحى عليّ دهشتي لتجعل من الكابوس واقعا بات ماثلا أمامي .
وبت أتسقط السمع من المتواجدين، الذين لم يكونوا من السكان والعاملين هنالك فقط، إنما من مناطق مختلفة إلا إنهم توحدوا بمشاعرهم ''غير مصدقين'' ما حصل.
روايات عدة سمعتها، منها ما كان مباشرة من راويها وأخرى خلسة، فهذا يقول أنه سمع صوت انفجار قوي هز شقته وقد يكون سببه انفجار عبوات غاز..
آخر قال ''على الأرجح إنها سيارة مفخخة''... ''لا إن شخصا فجر نفسه''.. يقاطعه أخر .
قربي من المكان لم يجعلني قريبا من المعلومة الحقيقية مباشرة ... إلا أن دلالاته تؤشر بما لا يمكن تصديقه وبالاحرى بما لا أريد .. فسيارات الإسعاف متواجدة بكثرة على غير عادة وكذلك الحال رجال الأمن.
ولم تحل الحواجز الأمنية المفروضة في المنطقة دون أن أكون على مقربة من مكان الحدث، ليفضي ما رأته عيني بما حدث، فهنا أشلاء آدمي .. وعلى بُعد أمتار آخر محمول على حمالة ..وهنالك مركبة مدمرة ... وسيارة إسعاف مقلة مصابين، تنقض من قربي تصرخ بصوتها ابتعدوا...
وعند كل مشهد أراه كنت اتصل بصديق أو زميل اشرح له ما شهدته لعله يفند ما تذهب إليه أفكاري.. لكن كانت الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، وفي ذات الوقت كنت أتلقى اتصالات استفسارية سواء من الزملاء والأصدقاء والمعارف حول ما يجري..
وباتت الحقيقية واضحة، ليس فقط فيما شاهدته من شواهد مادية إنما من عيون الناس، فمنهم من فاضت الدموع من عينيه، وآخر جلس حائرا متأملا فيما يرى وكأن على رأسه الطير، لم تمنعه صرخات من هتفوا ناطقين بوعد الانتقام..
وها هو الهاتف اللعين يزعق مرة أخرى، ليعلمني المتصل على الطرف الآخر بأن هنالك حادثين آخرين وقعا أيضا لتكون الحقيقة الجاثمة آنذاك بأن السيدة طعنت ثلاث طعنات بيد قتلة ارهابين، فكان مشهد الألم عند فندق الـ''الديز إن'' هو ذاته عند ''الراديسون ساس'' و ''حياة عمان'' لتبدأ القصة من جديد وابدأ في قراءة ذات الوجوه لكن في مكان آخر .
عمان مدينة العرب وملاذهم في الامن والاستقرار، تعافت من جروحها التي أصابتها بيد غادر، داحرة الإرهاب حيثما كان، معلنة بأنها ستبقى صامدة في وجه الإرهاب والإرهابيين ...


منقوووول



محمود راجي 20-11-2008 11:12 PM

إنا لله وإنا إليه راجعون رحم الله الضحايا رحمة واسعة وأمد ذويهم بالصبر والسلوان (مصظفى العقاد المخرج التلفزيوني، بشير نافع ضابط المخابرات الفلسطيني


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.