القناطي الخييية (!!)
 

القناطي الخييية (!!)

تقول الحكاية: أن أحد مفتشي مادة (التاريخ) في بلد عربي، جاء ليتفقد مستوى التدريس لتلك المادة في إحدى المدارس .. فدخل غرفة صف وسأل أحد الطلاب: ما هي أهم أعمال محمد علي باشا في مصر؟ فأجاب الطالب: القناطي الخييية .. فتركه المفتش وانتقل الى الطالب الآخر فأجاب : القناطي الخييية، ثم انتقل الى الطالب الآخر وكل طلاب الصف فأجابوا كلهم بنفس الإجابة (القناطي الخييية) ..

عاد المفتش الى غرفة الإدارة حيث اجتمع المعلمون فذكر لهم ما لقاه من الطلاب، فانبرى مدرس التاريخ، قائلا للمفتش : ألم يجيبوك بأنها (القناطي الخييية) .. هنا ابتسم المفتش، وأدرك أن المدرس (يقرط) ب (الراء) فبدلا من أن يقول (القناطر الخيرية) قالها (القناطي الخييية) فأخذها الطلاب عنه كما نطقها!

اليوم، وبعد تسابق رؤوس الأموال لإنشاء الجامعات الأهلية والمدارس النموذجية! والمعاهد! .. فإن أحدا لن يدقق بأهلية المدرسين من حملة الشهادات العليا، إن كانوا على قدر من الأهلية التعليمية أم لا.. فمن يقوم على تلك المؤسسات يضع نصب عينيه (الربح أولا) .. فمن يتقدم له أستاذ، لن يسأله عن إمكانياته التعليمية و قدرته على إيصال رسالة العلم الحديث المفيد للطلاب، بل سيقارن كلفته وما سيأخذه لقاء مهمته مع آخرين .. فالأجور القليلة تعني الربح الأكثر ..

لا يهم إن كان أحدهم قد أخذ شهادة الدكتوراه في الدورة الدموية لأنثى عنكبوت المراحيض، إن أعطي مساقا تدريسيا في جراحة الأسنان عند البشر، أو أخذها في مسقطات استعمال (ليس) ليعطي دروسا بالفلسفة .. فهو يحمل شهادة دكتوراه .. والطلبة لا يسألون .. وذويهم يهمهم أن يكون دفعهم للمال، أن ينال أبنائهم الشهادة في سبيل التخلف ..

وتمتلئ دواوين الخدمة المدنية، بعشرات الألوف من طلبات التوظيف، وتزداد الأموال المصروفة على التعليم و علم (ماكو) .. فتنتشر البطالة و ينتشر الفقر وينتشر الفساد ويقل الإنتاج .. ويصبح كل الشعب يقول (القناطي الخييية)

اليوم قلة هم أؤلئك الذين يبحثون عن العلم


الجميع يريدون شهادة فقط

الطالب كل همه ماذا سيأتتي في الإختبار والمساومة لمعرفة تلميحات عنه والمذاكرة تكون ليلة الإختبار وفي النهاية شهادة تدل عى أنه إنسان اطلع على الكثير من الكتب لكنه لم يتعلم منها شيئاً

طرح راقي أخي ابن حوران

احتار كبار المهتمين بالتطور الحضاري والتقني، بالقفزات النوعية عند اليابانيين، وجاءهم الجواب على لسان اليابانيين أنفسهم حيث أوضح القائمون على إدارة البلاد بأن سر سرعة نهوضهم جاءت نتيجة اهتمامهم بالمعلم فهم منحوه (هيبة القاضي .. وسلطة الضابط .. وراتب الوزير)

وإن كنا قد رمينا بمقالتنا فكرة (التأسيس) المطلقة في كل شيء، لا التربية والتعليم فحسب .. حيث أن أساس العمارة غير المحسوب تسليحه و مواده بدقة، فإن العمارة ستتصدع وتسقط لا محالة .. وإن فتشنا عن كل عماراتنا الاقتصادية، والسياسية، والتعليمية، الخ فسنجد أن أسسها لا تختلف كثيرا عما بنينا عليه فكرة المقالة ..

احترامي وتقديري لمروركم الكريم