حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   خيمة التنمية البشرية والتعليم (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=56)
-   -   بين الرضا والتميز " مفاهيم ومبادئ على طريق النجاح" (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=69758)

اليمامة 25-03-2008 01:28 PM

بين الرضا والتميز " مفاهيم ومبادئ على طريق النجاح"
 
وقع بين يدي كتاب مميز

للدكتور عبدالله محمد علي تلمساني ..
عنوان الكتاب
" بين الرضا والتميُّز"
مفاهيم ومبادئ على طريق النجاح

ويقول الدكتور في مقدمة كتابه :
أنه كتب عدة مقالات في صحيفة الشرق الأوسط الدولية تحت عنوان " لكي نغير ما بأنفسنا من مظاهر التخلف التقني " وارتكزت فكرة هذه المقالات على قوله عز وجل " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "

المؤلف مارس الكثير من المهن في المجال الأكاديمي والإداري بالقطاع الخيري والخاص واطلع على كثير من المؤلفات في مجال التطوير الاداري وتطوير الذات والبرمجة اللغوية العصبية ومهارات الاتصال .. ماا زاد من قناعته بأهمية دور الحالة الذهنية في تشكيل السلوكيات والممارسات اللازمة للوصول الى حالة من التوازن في مختلف مستويات حياتنا .. التي يمكن من خلالها تحقيق مزيد من السعادة والنجاح ..
يستعرض في كتابه عدد من المفاهيم الأساسية والسلوكيات ذات العلاقة التي تهدف الى رؤية واقعية للحياة وسبل التغيير الايجابي ..

حرص الكاتب في إخراج كتابه ليكون :
* في متناول الجميع متفادياً الاسهاب والاطالة
* وبطرح منطقي مبسط ما أمكن
* ناقش فيه الكثير من أفراد المجتمع بمختلف مستوياتهم العلمية والعملية والاجتماعية

الكاتب أهدى الكتاب الى :
جميع أبناء وبنات أمتنا العربية واثقاً أن فيهم الخير بأمر الله

يتبع

ملاحظة:

شكراً لصديقتي التي طبعت لي المقالات

اليمامة 25-03-2008 01:29 PM

الواقع حالة ذهنية

عندما نود التأكيد على واقع معين نشير إليه على أنه واقع ملموس. وعادةً ما نربط هذا الواقع بمكان وزمان وأشخاص وأحداث. إلا أن الإحساس بالواقع يختلف من شخص لآخر حسب الحالة الذهنية للفرد والزاوية التي ينظر من خلالها إلى هذا الواقع .

ولعل كلاً منا قد صادف أناساً عايشوا واقعاً معيناً إلا أن كلاً منهم رآه وعبر عنه واستجاب له بشكل مختلف عن الآخرين.

ويبلغ مدى تأثير النظرة إلى الواقع أقصاه في حالة المختل ذهنياً ، والذي رغم معايشته لنفس واقع الأسوياء فإنه يراه بأسلوب مختلف عنهم ، مما يجعله يستجيب لهذه الرؤية بأفعال وسلوكيات غير منطقية بالنسبة لهم.

وهكذا يمكن تحديد طرفي نقيض بالنسبة لطريقة رؤيتنا للواقع : أحدهما الرؤية المتزنة ، والأخر الرؤية المختلفة ولعل طريقة رؤيتنا للواقع ، سواء كانت متفائلة أو متشائمة ، وأسلوب استجابتنا لهذه الرؤية ، سواء كان متزناً أو متطرفاً ، يحدد موقعنا بين طرفي النقيض . فلنختر لأنفسنا موقعاً مناسباً بينهما.

" سعادة الإنسان أو شقاوته ، وقلقه أو سكينته تتبع من نفسه وحدها إنه هو الذي يُعطي الحياة لونها البهيج أو المقبِض ، كما يتلَّون السائل بلون الإناء الذي يحتويه".

اليمامة 25-03-2008 01:32 PM

المستقبل كما نراه
أكد علماء النفس وخبراء التطوير الذاتي على أن التفاؤل وتوقع الخير له تأثير إيجابي على حياتنا . وقبل أن تكون هذه الظاهرة اكتشافاً علمياً فهي قانون إلهي أكده الحديث القدسي الشريف " أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيراً فخير ، وإن ظن شراً فشر " مؤكداً على أن حال الإنسان يتشكل بحسب ظنه في الله عز وجل.

كما أكد العلاقة الوثيقة بين نظرتنا إلى الحياة والمستقبل القول المأثور " تفاءلوا بالخير تجدوه " والذي يدل على أن النظرة الإيجابية إلى الحياة وتوقع الخير يحوله إلى حقيقة بأمر الله هذا في حين أن توقع الشرور واستباق حدوثها يؤدي إلى وقوعها .

فلننظر إلى واقعنا ومستقبلنا بتفاؤل وإيجابية موقنين بوعد الله عزوجل ، بغض النظر عن ما قد يتبادر إلى أذهاننا من شكوك ووساوس ، والتي تُشكَّل في حد ذاتها عائقاً أمام تحقيق السعادة والنجاح .

يبقى علينا أن نجاهد أنفسنا للوصول إلى ذلك القدر من اليقين في هذا القانون الإلهي.

يتبع

اليمامة 25-03-2008 08:30 PM

الاتجاه إلى الحافة

في حين أن التفكير الإيجابي له طريقته الخاصة في جلب الخير والسعادة بأمر الله فإن التفكير السلبي وتوقع الشرور والمشاكل له أيضاً طريقته الخاصة في جلبها.

وتجدر الإشارة إلى أن من الأسس الهامة في تدريب سائقي سباقات السيارات هي إبعادهم عن التركيز على حافة الطريق والخوف من الارتطام بها ، وحثهم على التركيز على الطريق نفسه وعلى الوصول إلى نقطة النهاية قبل منافسيهم .

ولقد حدث في صيف عام 2001م أن أصيب السائق " إرن هاردت " الابن بصدمة نفسيه عنيفة لوفاة والده بطل السباقات الشهير نتيجة لارتطام سيارته بحافة الطريق . ولقد أجريت العديد من المقابلات الصحفية والتلفزيونية مع الابن بعد الحادثة ، تركزت في مجملها على الحوادث ومخاطر الارتطام بحافة الطريق .

والجدير بالذكر أن السائق " إرن هاردت " الابن إرتطم بحافة الطريق في أول سباق يخوضه بعد حادثة وفاة والده . والذي يدل على أن سيطرة الخوف علينا وتوقع المشاكل يقودنا مباشرةً إليها .

يتبع

اليمامة 25-03-2008 08:33 PM

الحالة الذهنية :
من الفرد إلى المجتمع
إن تبني حالة ذهنية معينة سواءً كانت إيجابية أو سلبية واثقة أو قانطة ، لا يقتصر تأثيره على الفرد ، بل يتعدى ذلك ليشمل المجتمع بأسره.
على المستوى الاقتصادي مثلاً ، ثبت نظرياً وعملياً أن حدوث حالة الخوف لدى أفراد المجتمع من حدوث انحسار اقتصادي قد يؤدي إلى حدوثه ، حتى ولو لم تتحقق كامل الظروف الاقتصادية المؤدية إلى الانحسار. ذلك أن مجرد توقع حدوث انحسار اقتصادي يؤدي إلى تدهور في أسواق الأسهم وإحجام الأفراد والمؤسسات عن شراء السلع والخدمات غير الماسة . ويؤدي ذلك إلى تدهور أوضاع المؤسسات التجارية نتيجةً للانخفاض الحاد في مستوى المبيعات ، ومن ثم تسريح أعداد من العاملين فيها ، مما يزيد التدهور.. وهكذا دوليك وقد تستمر حالة التدهور هذه لتتحول إلى حالة كساد عام ما لم تتغير نظرة المجتمع، ومن ثم سلوكياته ، بما يوقف حالة التدهور الاقتصادي.
لذلك تقوم الحكومات في مثل هذه الحالات باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لإعادة ثقة المستهلك في الاقتصاد المحلي . حيث أن مجرد تحسن نظرة المجتمع إلى الاقتصاد وثقته فيه يؤدي إلى إيقاف عجلة التدهور الاقتصادي وتحقيق نمو ، حتى ولو لم تكتمل مقوماته.
إن تأثير الحالة الذهنية على الاقتصاد ما هو إلا مثال لمدى تأثير الحالة الذهنية على سلوكيات وواقع المجتمع . وينطبق ذلك أيضاً على نظرة المجتمع إلى نفسه ، من حيث شعوره بالقوة أو الضعف أو الثقة أو المسؤولية ، والذي ينعكس بدوره على سلوكياته ومدى قدرته على التغيير نحو الأفضل .
" إن الله لا يُغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
صدق الله العظيم .

يتبع

redhadjemai 25-03-2008 08:34 PM

دخلت لأني قرأت اسمي في عنوان الموضوع ...:New10:


موضوع جميل
وأكيد جميل ..
فيه اسمي

:New10:

اليمامة 25-03-2008 08:40 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة redhadjemai
دخلت لأني قرأت اسمي في عنوان الموضوع ...:New10:


موضوع جميل
وأكيد جميل ..
فيه اسمي

:New10:

طبعاً جميل ومليون جميل لأن فيه اسمك .. فيه أحد يقدر يقول غير كذا:New1: :thumb:

الله يجعل لك من إسمك نصيب .. ويجعلم راضي ومرضي

redhadjemai 25-03-2008 08:43 PM

سانك يو ...أختي yamama

اليمامة 25-03-2008 08:49 PM

العفو أخي رضا .. تستحق أكثر
[LINE]hr[/LINE]
العقل الواعي والباطن

في كتابه " قوة عقلك الباطن " يشير الدكتور جوزيف ميرفي إلى أن ترسيخ أي فكرة
أوصورة ذهنية عن المستقبل في عقلنا الباطن يؤدي إلى تحقيقها على أرض الواقع.


كما يشير الكاتب إلى أن العائق الرئيس أمام اعتقاد العقل الباطن في الفكرة أو الصورة الذهنية عن المستقبل ، هو عقلنا الواعي الذي يقوم دائماً بتحدي هذه الأفكار على ضوء رؤيته للواقع ، وإبداء جميع الأسباب المنطقية أمام عدم إمكانية تحقيقها . وينتج عن ذلك عدم وصول هذه الأفكار أو الصور الذهنية إلى العقل الباطن ، ومن ثم عدم نقلها إلى أرض الواقع.

لذلك يقوم الدكتور ميرفي باقتراح عدداً من السبل لإيصال الأفكار والرغبات إلى العقل الباطن ، بما في ذلك تكرار حديث النفس عنها ، علها تصل بشكل أو بآخر إلى العقل الباطن.

كما يقترح الدكتور ميرفي في بعض الطرق لتفادي وقوف العقل الواعي في طريق وصول هذه الأفكار إلى العقل الباطن . وتشمل هذه الطرق إرسال الأفكار والصور الذهنية لما نرغب في تحقيقه إلى العقل الباطن في ساعات متأخرة من الليل ، والتي يكون فيها العقل الواعي في حالة خمول أو شبه سبات مما يحول دون مقاومة هذه الأفكار.

ومع عدم اختلافنا مع الكاتب في أن توقع الخير والثقة في تحقيقه له تأثير إيجابي على حياتنا ، إلا أننا لانحتاج بالضرورة إلى الدخول في هذا النزال بين العقل الواعي والباطن في سبيل الوصول إلى المستقبل أفضل . ذلك أن ترسيخ قوة اعتقادنا في قدرة الله على تغيير حياتنا نحو الأفضل هو أقصر الطرق إلى تحقيق ذلك.
يتبع


سيف ديموقليدس 25-03-2008 10:02 PM

على ذكر جوزيف مرفي و كتابه الشهير قوة العقل الباطن ، هل يمكن تقرير أن قوة الإنسان الأولى في عقله أم هناااك ما هو أقوى ؟


مع تحياتي المتميزة :thumb:

اليمامة 26-03-2008 11:55 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة سيف ديموقليدس
على ذكر جوزيف مرفي و كتابه الشهير قوة العقل الباطن ، هل يمكن تقرير أن قوة الإنسان الأولى في عقله أم هناااك ما هو أقوى ؟


مع تحياتي المتميزة :thumb:

لشكرا لتحيتك المتميزة:)

أعتقد أن القوة الأولى للانسان هي الروح .. فهي الطاقة التي يتصل بها الانسان بالمجهول وبالغيب المحجوب عن الحواس ... ويكفي أنها صلة الانسان بربه

اليمامة 26-03-2008 12:04 PM

طبقات الحقيقة

كثيراًُ ما نختلف على تفسير العديد من الظواهر الطبيعية والحياتية . وعادةً ما يقوم كل منا بإيراد الشواهد والنظريات العلمية التي تثبت رؤيته . ويزيد مدى الاختلاف في تفسير الظواهر الطبيعية والحياتية باختلاف التخصصات والخلفيات العلمية ، إذ يقوم علماء الاقتصاد مثلاًُ بشرح العديد من الظواهر الحياتية من منظور اقتصادي منطقي ، في حين يقوم علماء الاجتماع أو النفس أو الطبيعة مثلا بإيراد تفسيرات منطقية أخرى لنفس هذه الظواهر ،كلُ من منظور تخصصه العلمي وخلفيته الثقافية.

إلا أن صحة أو منطقية أي من هذه الأطر العلمية والقوانين في تفسير الظواهر الطبيعية والحياتية لا يعني بالضرورة خطأ الآخر . ذلك أن هذه الأطر العلمية والقوانين التي تم اكتشافها ما هي إلا جوانب أو مستويات يسيرةً من طبقات الحقيقة المطلقة .

وإن تجانس واتساق الظواهر الطبيعية والحياتية بالرغم من تعدد القوانين التي تحكمها
ما هو إلا دليل على وحدانية مبدع هذه القوانين .


" وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إلهٍ بما خلق ".
صدق الله العظيم.

يتبع

اليمامة 26-03-2008 12:14 PM

السعادة حالة مكتسبة

عادةً ما نربط السعادة بمكتسبات مادية أو معنوية واثقين أن في تحقيقها الوصول إلى السعادة . إلا أننا من حين لآخر نفاجأ بعد الحصول على هذه المكتسبات بعدم تحقيق السعادة المنشودة أو تبدده دون إنذار مسبق ، مما يجعلنا نحدد مكتسبات أخرى للسعي وراءها علنَّا نصل إلى السعادة.

ولعل سبب تذبذب العلاقة بين السعادة والمكتسبات المادية والمعنوية هو أن السعادة ليست مرتبطة بهذه المكتسبات ، بل بمستوى الرضا الذي يتحقق منها.

ويختلف الناس من حيث مستوى الرضا عن مكتسباتهم بشكل خاص وعن حياتهم بشكل عام ، فقد حبا الله عزوجل البعض منا بحالة رضا وطمأنينة عن مكتسباتهم وحياتهم مما يجعلهم على قدر أكبر من السعادة مقارنة بالآخرين.

إلا أن الرضا في اعتقادي هو أيضاً حالة مكتسبة يمكن تعزيزها بترويض النفس على دوام الشكر على ما قُسم لنا وإحساننا الظن بالله.

اليمامة 27-03-2008 10:21 PM

بين السعادة والنجاح

تعمل الكثير من الشركات والمؤسسات المحلية والعالمية على اتخاذ جميع الإجراءات والتدابير اللازمة لتأصيل فكرة التمُّيز لدى موظفيها وفي أساليب عملها . ذلك أن التميُّز ضرورة ماسة ومتطلب سابق لتحقيق النجاح.

وقبل أن يكون توجهاً عملياً لتحقيق أهداف أو مستويات مهنية معينة ، فإن التميُّز هو حالة ذهنية لدى الفرد مرتبطة بهاجس دائم بضرورة تقديم ما هو أفضل وعدم الرضا عن ما تم إنجازًه أو الركون إلى أن ليس في الإمكان أحس مما كان .

وحيث أننا أشرنا سابقاً إلى ارتباط السعادة بمستوى الرضا عن مكتسباتنا ، في حين إشارتنا هنا إلى ما يتطلبه تحقيق النجاح من عدم الرضا عن ما أنجزناه. وحتى لا يتبادر إلى ذهن القارئ وجود تناقض بين المنظورين ، فقد ارتأيت إيضاح ذلك فيما يلي:

إن الرضا والرغبة في التميز حالتان ذهنيتان يمكن تزامنهما لدى الفرد على مستويين مختلفين ، ذلك أن الرضا عن ما قسم الله لنا هو حالة إيمانية سامية تحقق لنا الطمأنينة والاستقرار الداخلي اللازم لتحقيق السعادة ، في حين ان الرغبة في التميز هي سمة شخصية ضرورية لتحقيق النجاح.

وإن سعينا إلى تحقيق النجاح معتمدين فقط على مجهوداتنا وقدراتنا الذاتية يجعلنا دائماً عرضةً للصدمات العنيفة والاضطراب النفسي عند حدوث أي انتكاسات في خططنا لتحقيق النجاح . هذا في حين أن التواكل وعدم الأخذ بأسباب النجاح قد يؤدي إلى الفشل.

لذا فإن إيجاد حالة من التوازن والاعتدال بين الرضا عما قسم الله لنا من جهة ، وعدم الاكتفاء بما حققناه من إنجازات من جهة أخرى ، هو من أفضل السبل لتحقيق السعادة والنجاح.

" إن سعادة العيش وهناءته ، وراحة النفس وسكونها لا تأتي إلا من طريقٍ واحد هو : الاعتدال ".

يتبع

اليمامة 27-03-2008 11:48 PM

كلُ ميسر لما خلق له

في حين أن القوة الجسدية تقاس بحجمها وعدد وحداتها فإن القدرات الذهنية تقاس بنوعيتها ومستواها . ويختلف الناس من حيث مدى توفر كل من هاتين الخاصيتين لديهم
إلا أن كلاً منهم له دوره في تحقيق الإنجازات الكبرى.


وتتضح أهمية دور كل من هاتين الخاصيتين باستعراض المراحل العامة لتحقيق الإنجازات على مستوى المؤسسات ، والتي تبدأ بفكرة إبداعية عادةً ما تتوفر لدى عدد محدود جداً من الأفراد الذين يمكن لها أن تحقق إنجازاً يذكر ما لم تتبعها مرحلتين ، أولها : مرحلة تطوير الفكرة ، والتي تقوم بها مجموعات مختارة ذات قدرات ذهنية كافية لفهم هذه الفكرة واختبارها على المستوى النظري والعلمي ، وثانيتها : مرحلة وضع السياسات والأنظمة والآليات اللازمة للتنفيذ ، والتي تتطلب قدرات تنظيمية أكثر صلةً بالتقنية منها إلى الإبداع.

وكما في مرحلة الفكرة الإبداعية الأولى فإن مرحلتي تطوير الفكرة ووضع السياسات والأنظمة والآليات الضرورية لتنفيذها لا يمكن أن تحقق إنجازاُ كافياً ما لم تتوفر لهما مجموعات عديدة من الأفراد ذوي القدرة على المثابرة والانضباط في تنفيذ أعمال روتينية تحكمها الأنظمة واللوائح أكثر مما يحكمها الفكر الإبداعي أو التحليلي.

ولعل قناعتنا بحقيقة أن لكل منا قدراته الخاصة ودوره في تحقيق قيمة مضافة للمجتمع يكون سبباً إضافياً لاحترام قدرات وأحلام وطموحات الآخرين.

يتبع

اليمامة 31-03-2008 01:36 PM

حَمِيَّة الجاهلية

هنالك علاقة عكسية بين مستوى ثقافة الفرد ومدى اعتماده على انتمائه العرقي كأساس التميز على الآخرين . ذلك أن اعتماد الفرد على انتمائه العرقي كأساس للتميز يؤدي إلأى إحساس بالعظمة أو الفوقية ،والتي قد تقف عائقاً أمام رغبته في التطوير ، أو قدرته على التعلم والاستفادة من خبرات الآخرين .

ومن الناحية الأخرى فإن اعتزاز الفرد بالانتماء لأصل أو جنس أو قبيلة يمكن أن يصبح طاقةً إيجابيةً دافعة نحو مزيد من التطور حينما يقترن باحترام الآخرين ، وبرغبة في تحقيق إنجازات ترقى بهذا الانتماء.

لقد ولَّى عصر " فغض الطرف إنكَ من نميرٍ فلا كعباً بلغتَ ولا كلابا" ذلك أن رقى الأمم يقاس بإنجازاتها وقيمها وثقافاتها ، وليس بانتماءاتها العرقية.

اليمامة 31-03-2008 01:38 PM

لكي نكون أكثر واقعية


إن تحقيق الفرد منا لإنجاز معين عادةً ما يترك لديه إحساساً بالاعتزاز أو بالنفس أو الفخر بما قام بإنجازه ، والذي يختلف في حدته وطبيعته من شخص لأخر. ذلك أن هذا الشعور يمكن أن يولِّد حالة إيجابية لدى الفرد تؤدي بدورها إلى مضاعفته للجهد وشعوره بالتواضع أمام ما يمكن
إ نجازه أو ما سبق أن حققه الآخرون.


إلا أن نشوة النجاح قد تؤدي إلى تعاظم الأعتزاز بالنفس لدى الفرد إلى درجة الإحساس بالفوقية تجاه الآخرين، والتي تدل على وجود خلل في قدرة الفرد على رؤية نفسه وإنجازاته من منظور واقعي كمخلوق بسيط في عالمِ خالقٍ عظيم.

ولعل من المفيد جداً أن نتذكر من وقتٍ لآخر أننا نعيش على كوكب ضمن نظام شمسي يوجد أكثر من بليون نظام مثله في مجرة واحدة. هذه المجرة التي توصل العلماء إلى وجود ما لا يقل عن مائة بليون مجرة مثلها.

ومع ما لكوكب الأرض من حجم نسبي لامتناهٍ في الصغر ، فإنه لم يتحقق لأي منا الانفراد به ، حيث يشاركنا فيه ما لا يقل عن ستة بلايين إنسان . وهم في زيادة .

فلنتذكر دائماً موقعنا من هذا الكون العظيم والحجم النسبي لما نحققه من إنجازات!

يتبع

اليمامة 06-04-2008 12:16 AM

لا يصح إلا الصحيح

طالما سمعنا الكثير من الأمثال الدارجة منذ الصغر ، والتي كثيراً ما لم نكن نستوعب معانيها. ذلك أن هذه الأمثال قد تم تطويرها على مدى عقود طويلة وتجربة تحتاج إلى قدر كافٍ من النمو لاستيعابها . وأكاد لا أجد مثلاً ثبتت صحته لديّ على مدى السنين مِثل المثل القائل " لا يصح إلا الصحيح ".

ويمكن على ضوء هذا المثل أن نميز بين أسلوبين في العمل أو الحياة ، الأول : ما يمكن أن نسميه تجاوزاً بأسلوب الفرقعة والذي يتصف بالسعي إلى تحقيق الكسب السريع بغض النظر عن مصدره ، وإظهار إنجازات أو تميُّز بغض النظر عن أساس هذه الإنجازات
أوحقيقة ذلك التميُّز ، وعلى حساب من والأسلوب الثاني ، وهو أسلوب لا يصح إلا الصحيح الذي يتميز بتوخي الأمانة مع النفس والآخرين والعمل الجاد بشكل مستمر وثابت.


ولقد أثبتت ليَ التجربة أن أسلوب الفرقعة قد يحقق الكثير في وقت قصير ،وقد يحقق الإعجاب والثناء بشكل أسرع ، إلا أنه لا يدوم ، وذلك نتيجة لأنه لم يُبنَ على أساس صلب.

هذا في حين أن أسلوب لا يصح إلا الصحيح يكتب له الدوام بأمر الله ، وذلك انطلاقاً من قوله عز وجل " فأما الزبد فيذهب جفاءً ، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض" .
يتبع

اليمامة 06-04-2008 12:17 AM

المعيار الأخلاقي الشامل

قمت لفترة بتدريس أصول ممارسة المهنة لطلبة العمارة . وقد شملت المادة استعراضاً للمعايير الأخلاقية العالمية واللوائح التي تحكم أسلوب التعامل بين المعماري والأفراد والمؤسسات المرتبطة به لتحقيق حدٍ أدنى من الحفاظ على الحقوق وأداب التعامل المهني.

وبالرغم من تعدد الأساليب والضوابط والإجراءات المقترحة لتحقيق ذلك ، فقد توفرت لديّ قناعة تامة بأن اللوائح والسياسات غير كافية لتشكيل أخلاقيات التعامل المهني . وذلك أن هذه الأخلاقيات يجب أن تبدأ من داخل الفرد ، بغض النظر أكان مهندساً أم طبيباً.

ولقد وجدت في قوله صلى الله عليه وسلم " الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس " نظاماً أخلاقياً متكاملاً شاملاً لضوابط داخلية وخارجية يمكن إتباعها كأساس لأخلاقيات ممارسة المهنة بشكل خاص ، والحياة بشكل عام.

وبقدم هذا الحديث الشريف مرحلتين لقياس مدى أخلاقية أو صحة ما يقوم به الفرد منا
تبدأ باختبار داخلي لمدى رضا الفرد عن القيام بتصرف أو عمل معين ، فإذا أحس بعدم الإرتياح النفسي عن مدى صحة أو أخلاقية القيام بهذا العمل .. فمعنى ذلك أنه عمل آثم
أو غير صحيح .


وتحسباً لإمكانية مغالطة النفس نتيجة للرغبة العارمة في حصولنا على مكاسب معينة
أو عدم وضوح الرؤية ، يقدِّم مدى أخلاقية أو صحة العمل الذي نقوم به . ويكون ذلك بتحري إحساسنا تجاه علم الآخرين بقيامنا بهذا العمل . وفي حالة الإحساس بالتحرج من عِلم الناس به فإن ذلك يعني أن العمل غير أخلاقي أو آثم.

اليمامة 07-04-2008 01:58 PM

الأمور من بداياتها

كثيراً ما نجد أنفسنا أمام الخيار الصعب بين التروي في الإعداد لأمر ما أو المسارعة في تنفيذه ، ذلك لأن التروي وإعطاء الوقت الكافي للتطوير يزيد من فرص النجاح ، في حين أن التروي قد يُفسر أيضاً بأنه إضاعة للوقت الثمين أو عدم القدرة على اتخاذ القرار ومن ثم التنفيذ.

إلا أن الضغوط التي نواجهها نحو البدء في التنفيذ كثيراً ما تكون أكبر ، إما نتيجة لرغبتنا الجامحة في رؤية أفكارنا وخططنا على أرض الواقع في أسرع وقت ، أو لرغبة أصحاب القرار في ذلك .

وقد تؤدي هذه الضغوط إلى اتخاذ قرار بالبدء في التنفيذ مع وجود بعض العناصر الرئيسية التي لم تأخذ حقها من الدراسة أو الإعداد ، وذلك بدعوى إمكانية التطوير خلال فترة التنفيذ أو على ضوء ما يطرأ من مستجدات .

وتدل التجربة والمنطق السليم على أن إعطاء الأمور حقها من الدراسة والإعداد هو الذي يحقق لها إمكانية التطوير والاستجابة للمتغيرات والإكمال في أسرع وقت . في حين أن البدء على أسس غير مدروسة بشكلٍ كافٍ عادةً ما يؤدي إلى تدهورها عند محاولة تعديلها بغرض الاستجابة للمستجدات . وقد تكون هناك أمثله تدل على عكس ذلك ، إلا أنها تمثل الشذوذ وليس القاعدة.

ومع أهمية إعطاء أي مشروع القدر الكافي من الدراسة والتطوير ، فإن تحديد الوقت المناسب لبدء التنفيذ هو على نفس القدر من الأهمية . وذلك أن التمادي في الدراسات والتطوير بدعوى تحقيق الأسباب اللازمة لنجاح المشروع يؤدي إلى ضياع الفرص التي كثيراً ما تكون الحد الفاصل بين الفشل والنجاح .

إن القدرة على تحديد الوقت المناسب للانتقال من مرحلة الدراسة والتطوير إلى مرحلة
" الانطلاق " أو بدء التنفيذ هي قدرة ذاتية خاصة ، يتحلى بها عدد محدود من الأفراد. وتحدد هذه القدرة الفرق بين متخذ القرار الناجح وغيره.


يتبع

اليمامة 07-04-2008 01:59 PM

لزوم الشيء

إن نظرتنا إلى المهام تحدد أسلوبنا في تنفيذها ومدى تحقيق الغرض منها . ويمكن تمييز أسلوبين لتنفيذ المهام الأول : أسلوب " لزوم الشيء" والذي ينظر إلى المهام على أنها مجموعة من الأعمال يجب إنجازها لذاتها ، والثاني : أسلوب " تحقيق الهدف من الشيء" والذي يضع الغرض النهائي للمهام كأساس لتحديد الأعمال التي يجب القيام بها.

ويتصف أ "بطال لزوم الشيء " برغبة عارمة في اتخاذ إجراءات وتنفيذ أعمال حال استلام المهام ، على اعتبار أن الإجراءات والأعمال محور القضية ، بدلاً من تحقيق الغرض الرئيسي منها.

وكثيراً ما تستهلك أعمال " لزوم الشيء " ( سواءً كانت تجهيزات أو تعيينات أو إنشاءات ) معظم الموارد وفترات زمنية طويلة قد تؤدي في النهاية إلى نسيان الغرض الأصلي من تنفيذ هذه الأعمال ، أو إلى الاضطرار إلى تعديل الغرض الأصلي بما يتناسب مع ما تبقى من الموارد وما أُنجز من أعمال " لزوم الشيء".

ومع ما قد ينتج عن إتباع أسلوب لزوم الشيء من ضياع للوقت والموارد ومحدودية تحقيق الأهداف ، فإن الخلط بين الشيء ولزومه يكون أخطر حينما يكون هذا الخلط على مستوى تحديد الأهداف نفسها. حيث تنتقل المشكلة في هذه الحالة من المستوى التنفيذي إلى المستوى الاستراتيجي ، والذي لا يقتصر تأثيره على فشل مشاريع بل إلى انهيار مؤسسات.

أخيراً.. فإن تأثير الخلط بين الشيء ولزومه يكون محدوداً نسبياً في فترات وفرة الموارد ومحدودية المنافسة وذلك مقارنةً بفترات الانحسار الاقتصادي وارتفاع مستوى المنافسة ، حيث لا مكان للأخطاء ولا وقت التعديل.

يتبع

اليمامة 08-04-2008 12:04 AM

عامل الوقت

شكَّلَ عامل الوقت منذ بدء الخليقة أحد المقاييس الرئيسية لتنظيم حياة الإنسان ونشاطاته ولقد اتسم العصر الحديث بتسارع عجلة الحياة نتيجةً للتطور في وسائل المواصلات وأنظمة الاتصالات وتقنية المعلومات ، ليجعل الثانية عنصراً مؤثراً في أدائنا العملي ، وصولاً إلى وحدة " الفِمتو" من الثانية التي وثَّقها العالم القدير أحمد زويل الحائز على جائزة نوبل للعلوم.

ومع ما يبدو من ثبات لمعيار الوقت ، فإن الإحساس بالوقت يختلف من شخص لآخر حيث يعاني البعض من عدم توفر وقت كافٍ لإنجاز ما يودون إنجازه ، في حين يعاني البعض الآخر من الملل من " طول النهار".

ويرجع هذا الاختلاف إلى ما يمثله الوقت للفرد من قيمة، حيث أن المردود المالي أو المعنوي للوقت بالنسبة للفرد المنتج أكثر بكثير من مردوده على الشخص الخامل غير المنتج.

وتظهر أهمية عنصر الوقت ومردود استغلاله الجيد لدى الأفراد والمجتمعات في ما أشار إليه أحد المفكرين اليابانيين لإيضاح أسباب تفوُّق الشعب الياباني مع محدودية موارده الطبيعية والتي كان أهمها في رأيه مدى وعي الفرد الياباني بأهمية الوقت منذ القدم . وذلك نتيجة لما يتهدده من أخطار وظواهر طبيعية موسمية جعلته دائم الاهتمام بإنجاز المهام مثل الزراعة والحصاد والبناء في أوقات محددة تفادياً للجوع أو التشرد لبقية العام.

إن قيمة عامل الوقت ومردوده علينا تتحدد بمدى احترامنا له وقدرتنا على الاستفادة منه ومن حسن الطالع أن الاستفادة من الوقت ليست مرتبطة بأي تكاليف مالية ، حيث أن استغلال الوقت متاح للجميع.

يتبع

اليمامة 08-04-2008 12:06 AM


التعامل الحضاري

ركزت أسس المفاوضات التقليدية على سبُل تحقيق الفرد أو المؤسسة لمكاسب دون اعتبار للطرف الآخر ، وذلك اعتماداً على فرضية عدم إمكانية تحقيق كسب لطرف دون إنزال خسارة بالطرف الآخر.


وعلى ضوء التجارب العملية والمنطق السليم ، تم التوصل حديثاً إلى أسلوب " الكسب المتبادل " في التفاوض والتعاملات التجارية . ولقد بُني هذا الأسلوب على فرضيتين أساسيتين: أولاهما: عدم ربط الكسب بخسارة الآخرين ، وثانيتهما : أن المفاوضات والتعاملات التجارية التي يتحقق فيها كسب لجميع الأطراف وعدم إجحاف طرف بحق الطرف الآخر تؤدي إلى حالة من الرضا المتبادل ورغبة لدى جميع الأطراف في الدخول في تعاملات مستقبلية مثمرة تحقق أرباحاً "أكبر على المدى الطويل.

ويحضرني في هذا الصدد قوله صلى الله عليه وسلم " لا ضرر ولإضرار " والذي يقدم نموذجاً لأسلوب حضاري في التعامل الذي يحفظ حقوق الفرد ولا يغمط الأخرين حقوقهم .

يتبع

اليمامة 08-04-2008 02:10 PM

الفرضيات .. بين الأكاديميا والحياة

لا يخلو أي بحث تطبيقي من الاعتماد على فرضيات أساسية في الوصول إلى نتائجه النهائية . وتصل أهمية الفرضيات في البحث العلمي إلى درجة أن الاعتماد على فرضيات غير واقعية أو خاطئة يؤدي إلى تقويض نتائج بحث كامل استغرق سنين طويلة من العمل الجاد.
وفي حين أن الاعتماد على الفرضيات الخاطئة في البحث العلمي قد يؤدي إلى ضياع مجهودات باحث لمدة أعوام ، فإن الاعتماد على فرضيات خاطئة في حياتنا اليومية والعملية قد يؤدي إلى تدميرها . ذلك أن تبنِّي فرضيات خاطئة نتيجة لسوء تقدير أو اعتماداً على معلومات غير صحيحة قد يقود إلى إيقاع الظلم بأفراد أو انهيار سعادة عائلات بأسرها.
ومن حسن الطالع أننا لا نحتاج إلى الحصول على تعليمٍ عالٍ لكي نتعامل مع الفرضيات في حياتنا اليومية بالشكل المناسب ، ذلك أنه يكفي أن يكون الفرد منا على وعي تام بالفرضيات ( الضمنية ) التي يعتمد عليها في اتخاذ قراراته والتحقق من ملاءمة آراء الآخرين الشخصية له ، ومن صحة المعلومات قبل أخذ أي منها كمسلمات . خصوصاً عند أخذ قرارات هامة على مستوى حياتنا.
أما بالنسبة للمؤسسات ، فإنها تنشأ أساساً بناءً على فرضيات واعية أو عفوية عن السوق والمجتمع . وتحدد صحة هذه الفرضيات مدى نجاح هذه المؤسسات.
وخلافاً للعلاقات اليومية والاجتماعية ، فإن المؤسسات تحتاج في تعاملها مع الفرضيات إلى أكثر من مجرد التعامل الواعي أو التحقق من الآراء الشخصية والمعلومات العامة .ذلك لأن نمو المؤسسات واستمراريتها يعتمد على قرارات مبنية على فرضيات معينة . لذا فإن المؤسسات تحتاج من وقت لآخر إلى النظر بعمق شديد وتجرد ، بعيداً عن التحيزات الشخصية والمهنية ، إلى الفرضيات الأساسية التي بنيت عليها ومدى استمرارية صحتها على ضوء المتغيرات الدائمة على مستوى السوق والمجتمع والعالم.
يتبع

اليمامة 08-04-2008 06:39 PM

الحوار البنَّاء

ترتبط العلاقات الشخصية بين الأفراد بفرضيات ومسلمات ضمنية أو واعية عن طبيعة مشاعر كل منهم نحو الآخر . وفي حين أن مشاعرنا تجاه الآخرين تُشكل أساساً منطقياً لبناء واستمرار العلاقة معهم ، فإن افتراضاتنا عن مشاعر الآخرين نحونا يجب أخذها بكثير من الحرص ، حيث أنها قد تكون خاطئة . ذلك أنه لا يمكننا الوصول إلى أعماق الآخرين للتأكد بدقة من طبيعة مشاعرهم.

إن أفضل السبل للتأكد من فرضياتنا عن مشاعر الآخرين تجاهنا وإزالة اللبس الذي قد يرتبط بها هو الحوار البناء . إلا أن هناك عوائق رئيسة قد تقف في سبيل هذا الحوار ، أهمها مفهومنا القاصر أحياناً عن عزة النفس .. وغلبة العناد .. وسوء الظن بالآخرين.

لي صديق جمعتني به صداقة حميمة تخللتها العديد من ساعات الصفاء والسعادة كما تخللتها العديد من الخلافات على مدى عدة سنوات ، ارتبطت أغلبها بشكوك كل منا في مدى تقدير الآخر له ومدى حاجته إلى صداقته . ومن حسن الحظ فإن عمق صداقتنا وتوخي الحكمة ، قد حال بأمر الله دون انهيار صداقة لا يمكن تكرارها.

والجدير بالذكر أننا رجعنا مؤخراً بالذاكرة إلى أيام الخلافات القديمة ، ولقد أدهشنا اكتشاف أنََّ كلاً منا كان يعاني من نفس الشعور بالشك في تقدير الآخر له أو لحاجته إلى صداقته. والأهم منذلك هو أننا قد توصلنا خلال دقائق معدودة إلى عدم وجود سبب حقيقي لخلافات استمرت سنين طويلة . وكان ذلك نتيجة لتجاوز حواجز عزة النفس والتعنت وسوء الظن ، والتي كان يمكن أن تحول دون إكمال هذا الحوار الناضج.

ولقد أثبتت لي هذه الحادثة بما لا يدع مجالاً للشك مدى خطأ فرضياتنا عن مشاعر الآخرين نحونا ومدى التأثير السلبي للمفاهيم والسلوكيات الخاطئة المتمثلة في اعتزازنا بأنفسنا وإعراضنا عن الحوار تارةً وعنادنا وتصلبنا وسوء ظننا بالآخرين تارةً أخرى ، والتي كثيراً ما تؤدي إلى انهيار صداقات وتفكك أسر دون أسباب تذكر.

وفي حين تقف عزة النفس أو التعنت حائلاً دون المكاشفة والحوار البنَّاء بين الأصدقاء والأسر ، فإن ثمة عوائق من نوع آخر قد تحول دون إقامة الحوار على مستوى المجتمع . وقد تشمل هذه العوائق وجود مثل هذه الاختلافات في الطباع أو الخلفيات أو المعايير. إلا أن وجود مثل هذه الاختلافات أمر طبيعي يجب أن لا يقف عائقاً أمام الحوار، بل ينبغي أن يكون ذلك مصدراً لإثراء العلاقات والمعرفة ، والاستفادة من آراء الآخرين.

" وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ".

صدق الله العظيم

يتبع

اليمامة 08-04-2008 06:41 PM

أولوياتنا


إن سلوكياتنا وقراراتنا واختياراتنا هي انعكاس لأولوياتنا الضمنية أو الواعية . وإن تحديدنا لأولويات عملية ومتناسقة يحقق لنا أرضية صلبة لقرارات واختيارات متزنة على مختلف مستويات حياتنا.

ولو أمعنا النظر في كثير من المشاكل التي يتعرض لها العديد منا لوجدنا أنها نتيجة لقرارات واختيارات سابقة غير مرتبطة بأولويات واضحة أو متناسقة . حيث أنه في غياب نظام واضح للأولويات تغلب على تصرفاتنا صفة العشوائية والتناقض وعدم الاتزان . وكثيراً ما نعزو هذه المشاكل إلى سوء حظنا وإساءة الآخرين إلينا .. وما إلى ذلك .

على مستوى الأسرة مثلاً ، فإن اعتبار استقرار الأسرة وتوفير بيئة مناسبة لأفرادها كأولوية قصوى غير قابلة للنقاش ، يجعل الخلافات الجانبية أو المبالغة في الإحساس بعزة النفس أو العناد غير ذات قيمة . وإن وصول مثل هذه الخلافات إلى درجة تهديد الاستقرار العائلي يعني وجود التباس شديد في نظام أولوياتنا . ويسري هذا على مستوى عملنا وصداقاتنا والأمور الهامة الأخرى في حياتنا.

ولعل أصعب ما في هذه القضية هو إن الأولويات ترتبط بمستوى حكمة وثقافة ونمو الفرد الأمر الذي يؤكده تطور مستوى أولوياتنا مع تقدمنا التدريجي في السن.

وفي حين أنه ليس من الممكن إيجاد تغيير فوري لمستوى حكمة وثقافة ونمو الفرد منا
فإن مجرد الوعي بأهمية تحديد أولويات واضحة ومتوازنة على مستوى حياتنا العملية والعائلية وعلى مستوى مجتمعنا وديننا ، هو في حد ذاته خطوة نوعية نحو تطوير أولويات تحقق لنا بحول الله قدراً أكبر من السعادة والنجاح ، وتكفينا مؤونة إضاعة مجهوداتنا وتلف أعصابنا فيما ليس تحته طائل.



يتبع

اليمامة 14-04-2008 01:16 AM

الناس والمعوقات
يختلف الناس من حيث طريقة تعاملهم مع المعوقات في حياتهم العملية واليومية. ولعل طريقة التعامل مع المعوقات تحدد مدى قدرة الفرد منا على النجاح ورغبته في تحقيق تقدم ملموس في حياته اليومية والعملية.
ويمكن تمييز ثلاثة نماذج من الناس من حيث أسلوب تعاملهم مع المعوقات ، وذلك على النحو التالي:
النموذج الأول: وهو السلبي الذي يقف عند أول عائق يصادفه . وقد تصل السلبية إلى أعلى مداها لدى البعض الذين يقتنصون المعوقات للاستفادة منها كأعذار في عدم تحقيق إنجازات ، أو للحصول على شفقة الآخرين.
أما النموذج الثاني: فهو الإيجابي ، الذي لا يقف عاجزاً أمام المعوقات بل يجتهد في تجاوزها لتحقيق أهدافه.
وهناك أيضاً النموذج النادر نسبياً وهو " النموذج المتمِّيز" الذي لا يكتفي بتحدي المعوقات وتجاوزها بل ينظر إليها كفرص لتحقيق المزيد من النجاح.
يتبع

كونزيت 14-04-2008 02:08 AM

مفاهيم ومبادئ ترصف الطريق بعد أن توضح معالمه

شكراً لليمامة وأنا من المتابعين :)

اليمامة 15-04-2008 01:54 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة كونزيت
مفاهيم ومبادئ ترصف الطريق بعد أن توضح معالمه

شكراً لليمامة وأنا من المتابعين :)


العفو .. يسعدني أن تكوني من المتابعين :heartpump


اليمامة 19-04-2008 12:59 AM

أفضل معاركنا

هناك حكمة صينية قديمة مفادها " أن أفضل معاركنا هي المعارك التي لم نَخُضها " ذلك أن تحقيق النصر دون مواجهات أو خسائر مادية أو معنوية هو أفضل الطرق للوصول إليه.

وهكذا فإننا لا نحتاج إلى الدخول في جميع المعارك الممكنة ، حيث ان هناك معارك يحسن الدخول فيها ، والتي تكون ضرورية لتحقيق النصر ، في حين ان هناك معارك يجب أن نتفادى الدخول فيها ، وهي المعارك التي تستغرق جزءاً كبيراً من طاقاتنا وتشغلنا عن معارك أخرى أكثر أهمية.

على مستوى الفرد والمؤسسة يمكن تمثيل المعارك بالمواجهات التكتيكية التي يمكن الدخول فيها ، كما يمكن تمثيل الحروب بعملية تحقيق الأهداف الإستراتيجية التي نطمح إلى الوصول إليها.

إن عدم وضع أهداف إستراتيجية عامة كأساس للمبادرات والمواجهات يجعل حياتنا سلسلة متصلة من المعارك التي تستنزف طاقاتنا وتزيد من عدد أعدائنا دون الوصول في النهاية إلى نتائج ذات قيمة . هذا في حين أن جعل الأهداف الإستراتيجية أساساً لمبادراتنا يمكننا من اختيار المعارك التي يجب أن نخوضها ويكفينا عناء الدخول في العديد من المعارك غير الضرورية .

ويجدر هنا التأكيد على أهمية الربط بين الأهداف الإستراتيجية والمبادرات التي نأخذها
حيث أن هناك الكثير ممن لهم أهداف إستراتيجية ، سواء كانت واعية أو ضمنيه. إلا أنهم
قد يقُحمون عليها معارك جانبية ليست ذات علاقة مباشرة بهذه الأهداف ، إما لأسباب شخصية أو لتحيزات مهنية أو لعدم وضوح في الرؤية ، أو لمجرد الرغبة في المواجهة.


وقد تدخل مؤسسة أو فرد في مواجهات ضارية لمجرد إرسال خطاب غير ضروري
أو تضمين خطاب ضروري بجملة اعتراضية ليست لها علاقة بالغرض من الخطاب بل بأسباب شخصية جانبية ، والتي قد تثير حفيظة الآخرين وتفتح جبها ت ومواجهات تكلف المؤسسة أو الفرد خسائر مادية ومعنوية هم في غنى عنها.


ولا يقتصر ذلك على الأفراد والمؤسسات ، حيث قد تدخل دولٌ وشعوبٌ في معارك غير محسوبة تتحول مع الزمن إلى حروب كبرى تستنزف مواردها وتسلب مقدَّراتها شعوبها وتعطي للآخرين حق تقسيمها وتقرير مصيرها . ونظراً لأن هذه الحروب لم تبدأ أصلا بناءً على أهداف سامية أو جوهرية ، فإنه عادة ما يتم تفصيل أهداف وشعارات تتناسب مع حجمها لتعليل الدخول فيها والحصول على دعم الآخرين.

إن وقتنا محسوبٌ علينا ومواردنا محدودةً، مهما كثرت ، والتزاماتنا عديدة نحو أنفسنا ومجتمعنا وديننا ، فلنحافظ على وقتنا ومجهوداتنا ومواردنا من الضياع في مواجهات ومعارك غير محسوبة أو ذات قيمة تفسد علينا حياتنا وتبعدنا عن تحقيق أهداف سامية بأساليب أكثر فعالية بعيداً عن العاطفة والغوغائية.

الشــــامخه 30-04-2008 01:38 AM


حقيقة كتاب قيّم وجداً رائع من امتع ماقرات.
يعطيك العافيه عزيزتي على الجهد المبذول.

:)



اليمامة 30-04-2008 06:39 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة الشــــامخه

حقيقة كتاب قيّم وجداً رائع من امتع ماقرات.
يعطيك العافيه عزيزتي على الجهد المبذول.

:)





ويعطيك العافية اختي الشامخة على المرور

تابعي فستجدين الكثير من المقالات المفيدة جداً
[LINE]hr[/LINE]

الاستهلاك الوظيفي والقيمة المضافة


في محاضرة ألقيتها في مجموعة من الشباب بعنوان التأهيل والتوظيف ، لفت انتباهي نظرة العديد منهم إلى كل من الوظيفة والمرتب كحق معطى أو هدية حان وقتها . شأنهما في ذلك شأن المصروف أو السيارة وغيرها.
وتنعكس مشكلة هذه النظرة إلى الوظيفة والمرتب على مستويين رئيسيين ، الأول: هو أن اعتبار الوظيفة حقاً مطلقاً يؤدي إلى تعطيل العلاقة في ذهن الفرد بين الوظيفة وما تتطلبه من مؤهلات ومهارات ، والثاني: هو أن اعتبار المرتب حقا معطى يؤدي إلى عدم إحساس الفرد بالمسؤولية نحو تحقيق إنتاجية أو قيمة مضافة كأساس لاستحقاق المرتب.
ونظراً لما لهذه الظاهرة من تأثير سلبي على سلوكيات الأفراد فإن من الضروري العمل على تغييرها ، والذي يبدأ ي تقديري بتغيير نظرة المجتمع إلى الوظائف من كونها سلعاً أو خدمات استهلاكية إلى كونها آليات إنتاج تهدف إلى تحقيق قيمة مضافة للمؤسسات ومردود مادي ومعنوي للأفراد وتنمية اقتصادية للمجتمع ، والتي تؤدي بدورها إلى خلق فرص عمل جديدة للأجيال القادمة.
إن تأصيل هذا المفهوم في العملية التربوية وعلى مستوى المجتمع يؤدي إلى ترسيخ شعور الفرد بالمسؤولية نحو نفسه وعمله ومجتمعه، والذي هو مطلب أساس ، ليس فقط لحصول الأفراد على فرص عمل ، بل للنمو الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع ككل.

اليمامة 30-04-2008 06:40 PM

التعليم والنجاح العملي

في دراسة ميدانية قامت بها مؤسسة " كارنيجي للتقنية " تم التوصل إلى أن 15% من النجاح الوظيفي يرتبط بالمستوى العلمي والمهارات الفنية للأفراد ، في حين أن أكثر من 85% من فرص النجاح ترتبط بالسمات الشخصية للفرد وقدرته على التعامل مع الآخرين . ولقد أكدت هذه الحقيقة العديد من الدراسات التي قامت بها جامعة هارفرد ومؤسسات أخرى.

وفي محاضرة ألقاها السيد " جاك ولش" المدير التنفيذي السابق لشركة " جنرال إلكترك" سُئل السيد ولش عن سبب نجاحه في مجال الإدارة ، في حين أن تخصصه كان في مجال الهندسة ، فأجاب بان مقومات نجاحه العملي ارتكزت على العديد من العناصر أهمها اعتماده على المنطق السوي ومعرفته بما يريد وقدرته على أخذ مخاطرات محسوبة والأمانة مع النفس والآخرين ، والتي يرتبط أغلبها بسمات شخصية وأسلوب تعامل ناضج.

ولقد وعت كبريات الجامعات في العالم مدى أهمية العنصر العملي والسمات الشخصية في دعم فرص نجاح خريجيها في الحياة العملية مقارنةً بالأسلوب التقليدي في التعليم الذي يعتمد على استرجاع المعلومات وليس على سبل الاستفادة منها.

ووعياً منها بحقيقة أن عدداً محدوداً نسبياً من طلبة الثانوية يتجه إلى الجامعة في حين تتجه الغالبية العظمى منهم إلى المجال العملي والمعاهد المهنية ، تقوم المؤسسات التعليمية في الدول المتقدمة بالتركيز على تنمية السمات الشخصية والعملية للفرد بدءاً من مرحلة المتوسطة والثانوية ، وذلك من خلال تبني العديد من البرامج والنشاطات التي تشمل : كتابة التقارير وعرض الأفكار ، والخطابة ، والنقاش البناء ، والتفاوض وأساليب التعامل مع الآخرين
والبحث عن المعلومات من خلال الصحف والمجلات والتقارير والإنترنت وسبل الاستفادة منها وكتابة السيرة الذاتية والطباعة ، والزيارات الميدانية لمؤسسات الأعمال ، ومبادئ الإدارة والاقتصاد ، وخدمة المجتمع ومجالات التطوع ... وما إلى ذلك.

هذا في حين لا تزال كثير من الدول النامية ، تركز على المعلومة المجردة في حد ذاتها وتقيِّم أبناءها وبناتها على أساس مدى احتفاظهم بهذه المعلومات إلى نهاية العام الدراسي متجاهلة أهمية السمات الشخصية والقدرة على الاستفادة من المعلومات في تحقيق النجاح خارج المدرسة.

إن مسؤولية أنظمة التعليم الأساسي والجامعي يجب أن تشمل إعطاء الفرصة لطلبتها للتعرف على الواقع العلمي وما يتطلبه من سمات شخصية وأسلوب تعامل ومهارات أساسية قبل أن يكتشفوا أهميتها متأخرين عند البحث عن عمل.

DR.ali 30-04-2008 10:28 PM

رائع اليمامة جدا رائع

جزاكِ الله خير

وراح أقسم وقتي لزيارة اقسام الموضوع ...

djelidmohamed 01-05-2008 12:43 AM

شكرا جزيلا

yourfrindalex 01-05-2008 01:08 AM

احسنت الاختيار بموضوع التعليم ..وشكرا..للتعلم

دلال المبارك 01-05-2008 02:08 AM

يسلموووووووووووو يعطيج اااااعافيه وعساااج علي القوه


تقبلي مروري.

5_sayed 01-05-2008 03:24 AM

بسم الله_
هناك مثل شعبى يقول _ الصبر مفتاح الفرج ولا بد ان نعلم ان مفتاح الصبر هو الرضا_____والرضا منبعه الايمان
والايمان يرتكزفى القلب والعقل><الايمان ليس بالدين فقط بل ايمان بالفكربالطموح
و
هذه بداية التميزفيما تقدمه كانسان _ان تميز الغرب جاء ايمان بالارتقاء والتحرر وفكرةالسبق لكل ما هو جديد____ولوبالتحكم فى اقطار العالم والاحتكارلمدخراته
لذلك سياتى يوم لتنهاركل هذه الاقكار
فابنى افكارك على العدل وتقدم للامام .فعندما تقف فذلك لتحديد مسارك الجديد ___وان نظرت خلفك فذلك سيكون لمحو آثار الماضى التى قد تعيق التقدم
هذا بدايه النجاح الحقيقى
لا تنس _ان الرضا هو قوة الارادة
_وقوة الارادة هى التميز
_والتميزهو بداية النجاح
ستواجه اعداء النجاح لاتحكى معهم هم يعلمونك جيدا ويريدونك ان تكون منهم
فعندما تتقدم تاركا خلفك نداءاتهم ستتحطم سلبياتهم امام نجاحاتك العظيمة
____________؟حافظ على مبادئك ومستوى كبرياءك.
واحمد الله على ما انت فيه.....
_ السيدالدميرى

sarra 01-05-2008 10:18 AM

بارك الله فيك.....وأنا من المتابعين

عطوة 01-05-2008 11:02 PM

سلمت يداك واسأل الله ان يزيدك من نوره


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.