متاهات - تركي عبدالغني
[FRAME="12 70"]
. . . . متاهات . ************** . حَـرِيٌّ بالْمَشاعِـرِ أَنْ تُهاجِـرْ وأنْ تُرْخى على الحُبِّ السّتائـرْ . وليسَ على احتمالِ الحبِّ ضَعْفٌ كَذَيّاكَ الذي مِـنْ قَلْـبِ شاعِـرْ . فـذا قلبـي أُسايِـرُهُ ولـكـنْ أخافُ عليهِ مِنْ لَهَبِ المشاعِـرْ . وأوْلى للذي في الليـلِ يخشـى رُؤى الأمواتِ أنْ يَدَعَ المَقابِـرْ . فقدْ أيْقَنْـتُ منـذُ البَـدْءِ أنِّـي تَدورُ عَلَيَّ في الحُـبِّ الدّوائـرْ . ********* . عَرَفْتُ الحُبَّ مَوْتاً في حياتي فَمِلْتُ إلى التّعَلُّـقِ بالْمَمـاتِ . وَلَمْ يُبْقِ النَّوى شيئـاً لِعَيْنـي يُشَدُّ إليـهِ بالنّظـر التِفاتـي . فرغْم المُغرياتِ بكُلِّ صَـوْبٍ أرى نَوْحَ الأحِبّةِ مِنْ صِفاتي . وَتَوْقي لِلْمُتـاحِ يكـادُ يَخْبو أمامَ التّـوْقِ للمُسْتَعْصيـاتِ . فقدْ كُنّا على الرّملِ ارْتَسَمْنـا فضاعَتْ وامَّحَتْ في الرّمْلِ ذاتي . ********* . دعاني طَيْفُها المسْحورُ ليـلاً وما بي في الرُّجـوعِ إليـهِ نِيَّـهْ . أنا في عِشْقِها مجنـونُ لَيلـى وليسَتْ في هَـوايَ الأخْيَلِيّـهْ . حباها الليلُ في العَيْنِ احْوِراراً وألْبَسَها نسيمُ الصُّبْـحِ زِيَّـهْ . وَأرْشفُهـا مُعَتّقَـةً بِكـأْسـي وأَنْشُقُ خَدّها في الْمَزْهَرِيَّـهْ . وَلي مِنْ كُلِّ ما أهْـوى خيـالٌ وتلكَ بِما قضى الدّهْرُ القضيّهْ . ********* . هيَ الأحلامُ يَحْمِلُها اشتِياقـي إلى ما ليسَ يبلُغُـهُ التّلاقـي . وَيَدْفَعُني لأَجْعَلَهـا اشْتِهـاءً وفاكِهَةَ التّمَتُّـعِ فـي مذاقـي . وأُهديهـا مفاتيـحَ الحنـايـا تُبيحُ لَها التَّفَنُّنَ في اخْتِراقـي . وأَبْكيهـا وَأُلْقيهـا دُمـوعـاً على الجفنينِ ما تُلْقي السّواقي . وذا حالُ الْمَآقي في رُؤاهـا فكيْفَ تكونُ في الفَقْدِ الْمَآقي؟ . ********* . رَجَعْتُ لِعالَمِ العُشّاقِ حتّـى أشُمّ الورْدَ يَعْبِقُ مِنْ خُـدودي . ويرسُم وجهُها حسَّ القوافـي وَيَرْقُص كُلُّ حَرْفٍ مِنْ قَصيدي . وَيأْخُذني لأَجْنَـحَ فـي مَداهـا وراءَ العُمْقِ في عُرْفِ الحُدودِ . وَتَأْذَن لـي عَوالِمُهـا اقْتِرابـاً مِنَ العينينِ أبحثُ عَنْ وُجودي . فَأدْخُل مثلَ سَهْمٍ فـي وريـدٍ وأخْرُجُ مثلَ سهمٍ مِـنْ وريـدِ . ********* . مَلَكْنا الْكَوْنَ مُذْ كانَ اجْتَبانـا ولَوْ لِلْكَـوْنِ قُلْنا:كُنْ..لَكانـا . وَأَوْصَلَنا الخيالُ إلى مجـالٍ خلا مِنْ كُلِّ عَيْنٍ قَدْ تَرانـا . فَرُحْنا فوقَ سَرْجِ الليلِ نَشْدو وَسَيَّرنا الرِّياحَ على هَوانـا . كَأنَّ نجومَ ذاكَ الليلِ كانـتْ عناقيداً تَدَلَّـتْ فـي مَدانـا . نُمارِسُ تحتَهُنَّ الشّوْقَ شَوْقاً كَأنّ اللهَ لَـمْ يَخْلِـقْ سِوانـا . ********* . وعُدْنا فوقَ أجنحَةِ السّـعـادَهْ نُرَفْرِفُ بينَ أمْواهٍ وَغـادَهْ . فَأُدْنيهـا..فَتُبْد ي لي سُروراً وأحْضنُها..فَتُفْرِط ُ في الزِّيادَهْ . تُضايِقُنا بقايـا مـا عليْنـا وَتُرْبِكُنا على الجَسَدِ الْقِلادَهْ . وَما أنْ كادَ يَبْلُغُ باشْتِعالٍ مِنَ الشَّفَتَيْنِ ثَغْري مـا أرادَهْ . أبى واستكثر الحظ انطلاقي وَأَيْقَظَني على ضَمِّ الْوِسـادَهْ . . ****************** ****************** ******************[/FRAME] |
متاهاتك أحلى من عدمها
ما أجملك يا تركي عبد الغني سأتوه معك في عالم العشاق |
وأوْلى للذي في الليـلِ يخشـى
رُؤى الأمواتِ أنْ يَدَعَ المَقابِـرْ . فقدْ أيْقَنْـتُ منـذُ البَـدْءِ أنِّـي تَدورُ عَلَيَّ في الحُـبِّ الدّوائـرْ |
[quote=السيد عبد الرازق]وأوْلى للذي في الليـلِ يخشـى
رُؤى الأمواتِ أنْ يَدَعَ المَقابِـرْ السيد عبد الرزاق الشاعر المرهف يداعب شاعر المتاهات تركي عبد الغني لله دركما دمتما ودام الحب |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.