حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   الخيمة الفـكـــريـة (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=68)
-   -   مدونة لأسماء أهم الفلاسفة و المفكرين المعاصرين في العالم ( من خارج العالم الإسلامي) (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=83133)

صلاح الدين 18-12-2010 03:41 PM

ما شاء الله تبارك الله ...
تحية من أعمق أعماقي كلها تقدير و احترام و محبة لأستاذنا المرابط الغالي ابن حوران .
الله ينورك و يفتح عليك و يسعدك و كل أحبابك .

ابن حوران 18-12-2010 03:42 PM

إميل Henry Frederic Amiel

فيلسوف وشاعر سويسري، ذو نزعة روحية وعاطفية. ولد في جنيف سنة 1821، وينحدر من أسرة فرنسية بروتستانتية المذهب، وعين في سنة 1849 أستاذاً في جامعة جنيف لعلم الجمال، ثم للفلسفة بعامة، وظل في هذا المنصب حتى وفاته في جنيف سنة 1881.

وتقوم شهرته خصوصاً على (يومياته) التي بدأها سنة 1847، واستمر في تسجيلها حتى وفاته. ونُشرت بعد وفاته وهي تفيض بالتشاؤم والحزن، لأنه ـ كما قال عن نفسه ـ كان يشعر بأنه جريح يشاهد نزيف الدم منه باستمرار.

كانت النزعة الأساسية عند إميل رد فعل ضد طغيان المذهب العقلي والتحليل المنطقي من ناحية، وضد المادية والتشاؤم والعدمية من ناحية أخرى.

يهاجم إميل النزعة الى تحليل كل شيء بواسطة العقل المنطقي، ويدعو الى إفساح المجال للعاطفة، واللامعقول. يقول: (آه فلنشعر، ولنحسّ، ولنكفّ عن التحليل المستمر. ولنكن سُذجاً قبل أن متعقلين. ولنعانِ قبل أن ندرس، ولنسلم تيارنا للحياة).

وعلينا ألا نحاول تفسير أصول الأشياء تفسيراً عقلياً. (لأن الأصول كلها أسرار، ومبدأ كل حياة فردية أو جماعية هو سرّ، أعني شيئاً لا معقولاً ولا يقبل التفسير ولا التعريف).

وفي دعوته هذه الى العاطفة والتجربة الحية، لا يزيغ الى النزعة الذاتية. يقول عن نفسه (إني من الناحية العقلية ذو نزعة موضوعية واختصاصي المميز هو قدرتي على فهم كل وجهات النظر، والرؤية بكل العيون، أي عدم الانحصار في أي سجن فردي). ذلك أنه يخشى أن تسد عليه النزعة الذاتية الآفاق الرحبة التي نزع بطبعه إليها، أعني: اللانهائي، والسرمدية والكلية والألوهية. ولديه شوق حار عارم الى وحدة الوجود، وهذا الشوق يتخذ شكل وجدٍ صوفي.

والدين ـ في نظر إميل ـ هو التحرر من الأنا الحسّي الخالص، والمشاركة في حياة الكل. والمتدين يشعر في كل أعمال حياته الخيّرة بأن هناك ما هو مطلقاً يعلو عليه. والإيمان بالله ـ في نظره ـ هو الإيمان بالخير وبالنجاة.



ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 229 وما بعدها

ابن حوران 18-12-2010 03:47 PM

عفواً أخي وصديقي صلاح الدين

فقد كُنت منشغلاً بتوليف المادة، ولم أنتبه لتعقيبكم الكريم، فمجرد مروركم وإشعارنا بأنكم بخير وعافية، هو أهم من الانهماك بالتوليف نفسه...

حمداً لله على سلامتكم، وأشكركم على مروركم مرة أخرى، عسى أن يكون تجاوبي مع مطلبكم في المساهمة، يسد بعض ما تنشدونه...

احترامي و تقديري

صلاح الدين 18-12-2010 04:00 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة ابن حوران (المشاركة 696666)
عفواً أخي وصديقي صلاح الدين

فقد كُنت منشغلاً بتوليف المادة، ولم أنتبه لتعقيبكم الكريم، فمجرد مروركم وإشعارنا بأنكم بخير وعافية، هو أهم من الانهماك بالتوليف نفسه...

حمداً لله على سلامتكم، وأشكركم على مروركم مرة أخرى، عسى أن يكون تجاوبي مع مطلبكم في المساهمة، يسد بعض ما تنشدونه...

احترامي و تقديري

الله يبارك فيكم سيدي الفاضل و أخي العزيز ابن حوران على نبل مشاعركم و نقاء روحكم ،
لا تعلم مدى سعادتي عندما رأيت عملكم المتقن لتأسيس و بناء هذا الموضوع الذي كنت أطمح أن يكون لبنة في تصور عام للنهوض بالفكر في الخيمة ...:thumb:

الله يسعدكم و يبارك لنا في صحبتكم ، و الموضوع موضوعكم و أنتم أهل القلم المميز و الفكر الحر و القلب السليم ان شاء الله تعالى .

ستكون لي عودة مركزة للتمتع بأهل الفكر الذين دونت لنا سيرهم ، و جميل جدا اختياركم للطريقة الألف البائية إن صح التعبير لتناول أشخاصهم .

كل مودتي و فائق تقديري .

:)

ابن حوران 21-12-2010 10:09 AM

أخي الفاضل صلاح الدين

عندما تُستفز الذات للتكيف مع ما هو أفضل لها، فسيكون لمن استفزها الفضل في اكتسابها للمزيد من المعرفة، فالركود لا يتناسب مع حيوية الجدل...

فلولا لم تكن عزيزاً على نفسي، ولولا لم أجد قاعدتكم في إنشاء مثل هذا الجهد، فربما لم يخطر ببالي أن أتزود بما يقبع في كتبٍ كثيرة مليئة بالفائدة.. فلكم الفضل في هذا الشأن..

كل الاحترام والتقدير لأخوتكم

ابن حوران 21-12-2010 10:10 AM

أورتيجا أي جاسيت Ortega Y Gasset

(حياتنا حوار: أحد المتحاورين فيه هو الفرد، والآخر هو المنظر والبيئة المحيطة)

في هذه الكلمات القصار يتلخص مذهب هذا المفكر الإسباني الأصيل، الذي فقده العالم في سنة 1955. إنه أحد أعلام النهضة الإسبانية الروحية المعاصرة. ولد عام 1883، أي عام الزلزال حيث هُزمت إسبانيا في كل معاركها وفقدت كل مستعمراتها في أمريكا، وتم تدمير أسطولها كاملاً في الفيليبين على يد القائد الأمريكي (جورج ديوي) وبهذا فقدت كل مستعمراتها في المحيط الهادي، وأضحت دولة صغيرة بعد أن كانت في القرنين السادس عشر والسابع عشر سيدة أوروبا ومن أقوى دول العالم.

إن جيل 1898 يحب الشعوب القديمة أو (القرى القديمة) والمناظر الطبيعية، ويرمي الى بعث الشعراء الأولين. ويذكي الحماسة. ويمكن تلخيص خصائص هذا الجيل بما يلي:

1ـ احتفال للغة والأسلوب، فهم سادة في علو الأسلوب واستخدام كنوز اللغة الاسبانية والاهتمام بالألفاظ الأصيلة، وتوَخّي الجَرْس اللفظي الرنّان.

2ـ اطلاع واسع جداً على الآداب الأجنبية. فصاحبنا (أورتيجا) كان يتقن ست لغات أجنبية، ويقرأ روائعها في أصولها، خصوصاً الثقافة الألمانية التي تأثر بها في تكوينه الروحي أعظم تأثر. وتفتحه على العالم الخارجي كان له بالغ الأثر في تكوين العقلية الجديدة التي أوجدتها حركة هذا الجيل.

3ـ نزعة ذاتية تتجه الى حقيقة النفس الإنسانية الباطنة بوصفها الملاذ الصادق الأمين بعد أن انهارت القيم الخارجية.

4ـ العكوف على الطبيعة الإسبانية الخالصة، مما يتمثل في بادية إسبانيا بمناظرها الخشنة وآفاقها الموحشة، خصوصاً في إقليم (قشتالة) ذات الطابع العنيف العميق الحاد.

5ـ شكٌ في قيمة التراث الإسباني، ونقد لاذع للقيم التقليدية: الأدبية والسياسية والدينية، وتمرد على جميع السلطات. فأعيد تقويم هذا كله من جديد: فهوت نجوم لامعة وصعدت أخرى كانت منسية.

حصل أورتيجا على الدكتوراه في الفلسفة عام 1904 برسالة عنوانها (مخاوف سنة ألف: نقد أسطورة). خلف (سالمرون) في كرسي (ما بعد الطبيعة) في جامعة مدريد، وظل فيه حتى عام 1936. حيث ارتحل بعد الحرب الأهلية متجولا في فرنسا وهولندا والبرتغال والأرجنتين، وعاد الى إسبانيا عام 1945.

ليس لأورتيجا مذهب فلسفي بالمعنى الدقيق لهذا اللفظ، بل إن نزعته الروحية يتنافى معها أن يكون له (مذهب). ذلك أنه يرى: (أن كل حياة إنما هي وجهة نظر الى العالم، والحق أن ما تراه الواحدة لا يمكن أن تراه الأخرى، وكل فرد ـ شخص، أو شعب، أو عصر ـ هو أداة لإدراك الحقيقة، لا يمكن أن يقوم مقامها غيرها، وهكذا تكتسب الحقيقة بُعداً حيوياً، على الرغم من أنها في ذاتها بمعزل عن التغييرات التاريخية).

ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 240 وما بعدها

ابن حوران 24-12-2010 04:21 PM

أونامونو Miguel de Unamuno

ولد في مدينة (بلباو) سنة 1864، وعندما كان في العاشرة سقطت قنبلة على سقف مجاور للمنزل الذي كان يقطن فيه، أثناء الحروب (الكارلية) أثرت في تكوين حياته وشعوره الوطني ـ كما يقول تأثيراً عميقاً.

في سنة 1880 دخل جامعة مدريد وأخذ (الليسانس) في الفلسفة، وفي سنة 1884 حصل على الدكتوراه في (اللغة البسكية)، شغل كرسي الفلسفة وبقي فيه حتى سنة 1901، رشح نفسه لمنصب نائب رئاسة الجمهورية إلا أنه أخفق. نفاه الديكتاتور (بريمو دي ريفيرا) سنة 1924، عاد الى إسبانيا بعد أن سقطت حكومة الديكتاتور سنة 1930، فاستقبله الأسبان استقبال الفاتحين، وعين رئيساً لجامعة (شلمنقة) مدى الحياة. توفي بالسكتة القلبية سنة 1936.


أونامونو شخصية فذة في كل شيء: في فكرها ووجدانها، وسلوكها في الحياة.

فذ في فكره لأنه لا يمكن أن يندرج تحت مذهبٍ من المذاهب الفلسفية أو الفكرية عامة، بل كان أبغض شيء لديه أن يضعه الناس تحت صفة أو اسم من الصفات والأسماء التي يبادر الناس الى إلصاقها برجال الفكر والفن والعلم، فقال عن نفسه (لا أريد أن يضعني الناس في خانة، لأني أنا ميحيل دي أونامونو، نوع فريد شأني شأن أي إنسان آخر يريغ الى الشعور الكامل بذاته).

بل لا يندرج تحت أي وصف عام من أوصاف أهل الكتابة: فلا هو فيلسوف، لأن أفكاره لا ترقى الى درجة تكوين مذهب فلسفي بالمعنى الدقيق لهذا اللفظ، ولا هو القصصي، لأن قصصه تتجاوز القواعد التقليدية المرسومة للقصة، ولا هو كاتب مسرحي لأن الجمهور أجمع حينما شاهد مسرحياته تُمَثّل على أنها ليست من المسرح في شيء، ولا هو شاعر، لأن شعره حافل بالأفكار أكثر منه بالغناء والموسيقى، ولا هو سياسي لأن اتجاهاته في السياسة كانت من التذبذب والاضطراب بحيث لم يعرف أصحابه ولا أعداؤه ما هو مذهبه السياسي. وبالجملة لم يكن واحداً من هؤلاء، لأنه كان كل هؤلاء مجتمعين في شخص واحد، نسيج وحده في كل مناحي حياته المادية والروحية.

ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 257 وما بعدها

ابن حوران 28-12-2010 11:12 AM


باشلار Gaston Bachelard (1884ـ1962)

فيلسوف علوم فرنسي. ولد عام 1884، وبعد حصوله على ليسانس في الرياضيات عمل موظفاً في البريد، ومن ثم انتقل لتدريس الفيزياء في مدرسة (بار على الأوب) الثانوية، ثم حصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون سنة 1927، وفي سنة 1930 أصبح أستاذاً للفلسفة في جامعة (ديجون Dijon ) ثم عين أستاذاً لتاريخ العلوم وفلسفتها في جامعة السوربون وبقي لوقت تقاعده عام 1954، وابنته (سوزان) أستاذة للفلسفة في جامعة السوربون. توفي سنة 1962.

ومؤلفات باشلار الكثيرة تدور حول موضوعين أساسيين هما: نظرية المعرفة العلمية (الإبيستمولوجيا)، والنزعة الشعرية المقترنة بالتحليل النفسي. وعنده أن الموضوعين مترابطان، فإن ما يكشف عنه التحليل النفسي من إسقاطات لرغباتنا على تصورنا للعالم، وهو ما يكشف عنه العلم عن طريق مجهود دؤوب وفي اتجاه مضاد، لأن النظريات العلمية تدمير للنظرات (أو القصائد) الشعرية.

ويدعو باشلار الى ديالكتيك سلبي dialectique du non. والسلب هو في أساسه حركة تدمير وإعادة بناء للمعرفة يؤدي الى بيان أن التقابلات زائفة. بيد أن التقابل الوهمي للتصورات يميل الى منازعات حقيقية في الممارسة المنتجة للعلم، إن العلم يضع قضايا تخضع للتعديل المستمر. وإذا كان الحالم يستأنف أحلامه العالم هو الآخر يستأنف أبحاثه العقيمة في الظاهر.

ومصير العقل هو ناتج غير إنساني للعمل النظري لبني الإنسان، والفكر ينتج مقولاته خلال ممارسته لما هو تجريبي والعلم هو حالة خاصة من ذلك الإنتاج، فيها المقولة العليا هي (الحق).

وفائدة تاريخ العلم هي أن يبين كيف أن ما نعده اليوم نظرية علمية صحيحة قد مر بالعديد من النظريات التي ثبت خطؤها في مرحلة تالية.

ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 292 وما بعدها

ابن حوران 05-01-2011 11:34 PM

برادلي Francis Herbert Bradley

فيلسوف إنجليزي من أتباع المثالية المطلقة.

ولد في سنة 1846 وتوفي سنة 1924، تعلم في كلية الجامعة بجامعة أكسفورد وانتخب زميلاً لكلية (مرتون) لمدة لا تنتهي إلا بالزواج. فلم يتزوج حتى مماته.

تُنعت فلسفة برادلي بأنها (هيجلية جديدة)، وهو وصف غير دقيق، لأن هيجل عقلي توكيدي، بينما برادلي مزيج من الشك والإيمانية Fideism وجدلية هيحل تكاد تكون مفقودة عنده. وربما الجامع بينهما هو الحديث عن (المطلق Absolute).

تفرغ برادلي للتأليف، رغم زمالته للكلية ودوامه بها، فألف (مفترضات التاريخ النقدي1874) و (دراسات أخلاقية 1876) و (مبادئ المنطق 1883) و كتابه الرئيسي (المظهر والواقع 1893). ومقالات أخرى كثيرة حتى وفاته.

في كتابه الأخير سعى برادلي للنظر الى العالم ككل. وفي سبيل ذلك بين أن النظر الى العالم على أنه مؤلف من موضوعات منفصلة هو نظر متناقض مع نفسه. ويقرر أن العالم واحد، والواقع الحقيقي واحد، والعالم ليس فيه موضوعات منفصلة عن بعضها البعض. وكل ما يبدو في الظاهر من اختلافات مآله الى الزوال.

في موضوع الأخلاق: يرى أن وظيفة علم الأخلاق (ليست أن تجعل العالم أخلاقياً، بل أن تجعل من الأخلاق السارية في العالم نظرية).

ماذا يقصد الناس حين يقولون: فلان مسؤول أخلاقياً؟ إن المسئولية الأخلاقية معناها أن الشخص يتحمل النتائج المترتبة على كل أو معظم الأفعال التي يرتكبها.


ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 319 وما بعدها

ابن حوران 08-01-2011 10:11 AM

برجسون Henry Louis Bergson

فيلسوف فرنسي كبير. ولد في باريس سنة 1859. وكان أبوه مؤلفاً موسيقياً من أصل بولندي. أما أمه فهي إنجليزية. وكلاهما كان يهودياً. حصل على الدكتوراه في الفلسفة سنة 1889، برسالتين أحدهما تحت عنوان (بحث في المعطيات المباشرة للشعور)، والثانية بعنوان (رأي أرسطو في المكان). تقدم مرتين للحصول على منصب في هيئة التدريس في (السوربون) لكنه رفض. ثم عين في (الكوليج دي فرانس) ويعد أعلى معهد علمي في فرنسا ولكن ليس فيه طلاب منتظمون ولا يمنح شهادات علمية. حصل على جائزة نوبل للآداب سنة 1928.

أعلن في وصيته التي كتبها عام 1937 أنه كان سيتحول الى الكاثوليكية (المسيحية)، لولا أنه شعر أن هناك موجة معاداة كبيرة لأبناء دينه الأصلي اليهودية، فآثر الدفاع عنهم. وعندما احتل الألمان فرنسا سنة 1940، وضعت قيوداً على اليهود، وأرادت سلطات الاحتلال استثناءه من تلك القيود، لكنه رفض تضامناً مع أهل دينه، ومع ذلك فقد توفي بعد ذلك بستة أشهر سنة 1941.

فلسفته

تعريفه للفلسفة: يرى برجسون أن مذهب أي فيلسوف ليس مجرد تركيب من عدة أفكار بعضها سابق وبعضها جديد، بل فلسفة الفيلسوف تنبع من عيان (أو وجدان) فلسفي واحد une intuition philos.. حتى أن الفيلسوف لا يقول أبداً إلا شيئاً واحداً، مستقلاً عما قاله السابقون، وكان سيقول نفس الشيء لو وجد قبل ذلك بعدة قرون.

عيان المدة: وهو عصب مذهبه، ومركز القوة الذي ينطلق منه الدافع الذي يعطي الوثبة. وقد خلص برجسون من تأملاته في الحركة والتغير الى النتائج التالية:

1ـ أن أهم صفة للحركة هي أنها غير قابلة للقسمة. فسواء كانت الحركة متصلة أو على شكل وثبات أو خطوات أو مراحل، فإن كل واحدة منها تكون كلاً لا يقبل الانقسام.

2ـ في التغيير لا ينبغي افتراض موضوع ثابت يجري عليه التغيير. فالتغيير هو الواقع نفسه: إنه حركة دائمة وتغير مستمر. وباختصار: لا توجد أشياء تتحرك، بل توجد حركات تتحرك.

3ـ ينتقد برجسون فكرة أن الزمان خط متصل، فهذه الفكرة ـ برأيه ـ رمزية، لأنه يفترض أن العقل يدرك بنظرة واحدة، اللحظات التي يميزها ويعاملها على أنها موجودة معاً.

في الذاكرة: ميز برجسون بين نوعين من الذاكرة: الذاكرة العادة، والذاكرة المحضة. والأولى: يمكن أن تقيم في الجسم، وهي مجرد تركيب لحركات. والثانية، الذاكرة المحضة: فهي وظيفة للروح أو العقل، فهي تمنحنا رؤية ارتدادية لماضينا. ويضرب مثلاً على الأولى: حفظ قصيدة، والثانية: استحضار الذهن لدرس سمعه. ففي الأولى ترديد القصيدة مرة تلو المرة، أما في الثانية فهي حدثت مرة واحدة كأي حادث نراه في حياتنا اليومية...

في موضوع الأخلاق: قسم برجسون الأخلاق الى: أخلاق منغلقة، وشبهها بخلية النحل، أو النمل، وهي هنا إشارة الى أن نواحي السلوك عند الحيوان تُرد الى الغريزة، في حين أنها عند البشر تُرد الى العقل. فبالمجتمع المنغلق، يتم طرد من هو يخرج على قواعده، ويذهب الى أكثر من ذلك فكما أن هناك مجتمعا منغلق تحكمه قواعد صارمة كالعادات والتقاليد والتعليمات القاسية في الجيش والعصابات وغيرها، فإن هناك نفس مغلقة ونفس مفتوحة.

من كتبه: ينبوعا الأخلاق والدين) و (التطور الخالق) و (الطاقة الروحية) و (المادة والذاكرة).

ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 321 وما بعدها


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.