حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   صالون الخيمة الثقافي (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=9)
-   -   مشروع صناعة مبدع من الخيمة (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=76421)

المشرقي الإسلامي 07-11-2009 10:29 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : السفر نحو الجذور
اسم الكاتب : مجدي جراح
(خارج منتدى الخيمة)

(8)


السفر نحو الجذور


ثمة طفل يقيم في ذاكرة الشعور
يدهشه جمال ألوان الشفق
هو في الحقيقة ريشة ومن قلبه مداد الألق
حكايات جدته تحلق أسرابا في فضاء خياله
يغري سندباد رغباته كنز يقيم في جيب ثوبها الفضفاض
حفنة من تين مجفف وزبيب وجوز
تكسو سجادة صلاتها هالة قدسية
كثيرا ما كان يبحر في ثنايا رسوم نقشتها رطوبة غزت سقف غرفتها
كان يغمض عينيه ليرى بوضوح عالمه المضيء بنور قلبه
ها أنا ذا أسافر نحو الجذور لعلي آتي نفسي بقبس
فربما يزهر الحرف على أغصاني قناديل شعر




***


http://www.kanadeelfkr.com/vb/showthread.php?t=11718

المشرقي الإسلامي 07-11-2009 10:32 PM

يكتسب النص قيمة من خلال العنوان السفر نحو الجذور ، حيث تغدو الجذور ذات دلالة زمنية ترتبط بالماضي ، وحيث أن حب الرجوع إلى عهود الطفولة هو عشق إنساني متأصل في الإنسان فإن العنوان جاء ليحدث حالة من الدهشة مردها إلى تشكيلية الصورة حيث تغدو الجذور طريقًا يسافَر من خلاله . إلى ذلك فمن جمال العنوان أنك تجد المعرّف قد أخذ شكل النكرة ، فالسفر رغم تعريقه بأل إلا أنه غير معروف سفر من ؟سَفَر الإنسان أم الذكرى؟ أم الحلم أم....إلخ؟ وحيث أن السفر يتبعه عودة (بعكس الهجرة غالبًا) فإن العنوان قد احتوى هذا المعلَم دون أن يحدد أمده ليبقى السفر من حيث هو فكرة وما يختلجه من مشاعر المغزل الذي نسج به المبدع ثوب هذه الأمسية الجميلة .
وقد تأكدت الفكرة من خلال الألفاظ السندباد ، فضاء الخيال ، الشفق ليعطي النص حالة من التمازج اللوني والتداعي الفكري المؤكدين لهذه الرؤية التي يرى العالم من خلالها مبدعنا العزيز الأستاذ ..
ونأتي إلى الأسطر الثلاث الأُوَل :
ثمة طفل يقيم في ذاكرة الشعور
يدهشهجمال ألوان الشفق
هو في الحقيقة ريشة ومن قلبه مداد الألق
لنجد أن فكرة الجذور قد بُرهِن عليها من خلال الطفل ، ذلك الذي يعبر عن الجذور الأولى للحياة ومعانيها الخبيئة ، وتأتي الجملة يقيم في ذاكرة الشعور لتعبر عن استحقاقية السفر إليه ، إذ أنه مقيم لا يتحرك من مكانه ولا يبرحه مما استدعى السفر إليه ، وكانت الاستعارة في الذاكرة لتكون اسم مكان مؤثرة في ثراء الدلالة ،كما أن الشعور تأتي لتعرّف هذه الذاكرة ، وهذه الإقامة في الذاكرة هي التي تقابل لفظة الجذور . وذاكرة الشعور جاءت لنفي احتمال معنى آخر غير الشعور كأن تكون ذاكرة الألم أو الحلم أو النسيان .
وإذا كان الشعور يمثل الجزء الخارجي من الجبل الجليدي الذي يحتوي اللاشعور على ثلثيه كما يقرر السيكولوجي فرويد، فإن
الرحلة ها هنا رحلة بمحض الإرادة تتواءم مع السلوك الشعوري المتعمد الذي يقوم به الإنسان لتؤكد أن الإنسان هو الذي بيده أن يغير هذه الأجواء الآسنة الطافية على السطح برحلة إلى الجذور .
وتأتي ألوان الشفق الجميلة لتجعل القارئ في أسر الصورة والتي كانت بحاجة إلى التكثيف أو الفلسفة أي أن يضفي عليها مبدعنا العزيز فلسفته لتكون مبررًا لهذا الجمال .
ويأتي السطر الثالث في تقفية تعطي النص إيقاعية غنائية هادئة تتوازى مع موسيقية أنغام الرحلة تلك التي يعزف الجمال ألحانها وقت الشفق .وهذا الطفل هو فعلاً ريشة ، إذ هو جزء من طائر الخيال الذي يعبر حدود المعقول ليستقر دهِشًَا عند اللامعقول ، وهذا الطفل هو أيضًا ريشة في مهب رياح هذه الحياة ، والطفولة هي ريشة في سماء هذه المشاعر المعبأة بالحزن والضيق ولابد أن تسقط – عاجلاً أو آجلاً – في وقت ما ، وهذا يجعل لكلمة ريشة اتساعًا دلاليًا يزيد النص حيوية وعمقًا ووصولاً إلى الجوانب النفسية الخبيئة

المشرقي الإسلامي 07-11-2009 10:33 PM

وحين ننتقل إلى هذه المجموعة نجد شكلاً انتقاليًا للمشهد من الداخل :



حكايات جدته تحلق أسرابا في فضاء خياله
يغري سندباد رغباته كنز يقيم في جيب ثوبها الفضفاض
حفنة من تين مجفف وزبيب وجوز



تكسو سجادة صلاتها هالة قدسية
ترتبط الطفولة بالحكايات دائمًا ، وهذا الارتباط الوثيق بينهما جعل المبدع العزيز يقدم ذكر حكايات الجدة عن التحليق ووجود الجمل الاسمية يدل غالبًا على سيطرة الجانب العاطفي بينما تكون الجمل الفعلية معبرة عن سيطرة الجانب العقلي وفي هذا النص تتوهج العاطفة من خلال البدء بالجملة الاسمية ، واستكمالاً لمسلسل السفر واتكاء على الصورة الذهنية تأتي هذه الحكايات طيورًا محلقة ، وتأتي كلمة أسرابا لتؤكد الكثرة والامتلاء وشيئًا آخر ..



ذلك الشيء هو الانتظام ، فكما أن لهذه الأسراب انتظامًا في حركتها فإن لهذه الحكايا ما يشابه الإيقاع المنتظم الذي يملأ فضاءات النفس وهذا الانتظام أدعى لبقاء الطفل في ذاكرة الشعور .

ثم تتأكد هذه الرحلة من خلال سندباد رغباته ذلك التعبير الساحر العبقري المعبر عن هذه الحالة من العبثية الطفولية التي تنتقل فيها الأفكار وتتغير ، وكان التعبير سندباد للرغبات مشتقًا من طبيعة هذه البيئة الجميلة التي يتفلسف كل جمال فيها ، لينتقل الوصف إلى محور آخر وهو الصورة الحقيقية وليست الفانتازيا ، تلك المكونة من التين المجفف والزبيب والجوز . إن للطبيعة القروية سحرها وعبقها ، وهذا العبق والجمال الأخاذ قد يتلاشيان في خضم هذا الزخم الرهيب الذي أفرزته حضارة وثقافة المدنية لهذا يكون التحليق في هذا الجو الشاعري بهذه الدرجة من الإتقان في الكتابة يعد سيرًا بل طيرانًا عكس التيار واسترجاعًا لصور لابد لها من البقاء على الأقل كحافظة لجزء من التراث كان يسمى يومًا ما بالأرض .
ويأتي السطر الأخير معبرًا عن طبيعة هذه النفس التي هي مربوطة دائمًا للإيمان ، بل ويمدنا بصور وأخيلات
جميلة للطفل –أيان البراءة- حينما كان يلهو ثم ينام متعبًا في حجر أمه وهي تصلي ، وتزداد بذلك براءة التعبيرات إلا من الجمال وبساطتها إلا من الدهشة .
كثيرا ما كان يبحر في ثنايا رسوم نقشتها رطوبة غزت سقف غرفتها
كان يغمض عينيه ليرى بوضوح عالمه المضيء بنور قلبه.
ربما كان الانتقال للتفاصيل مؤكدًا معنى هذه الجذور ، لكن –في تصوري- أن بهذين السطرين سردًا كان يمكن الاستغناء عنه وقد دل عليه ما قبله .

المشرقي الإسلامي 07-11-2009 10:36 PM

ولكن تكمن المفاجأة الكبرى الأجمل والأروع في هذه النهاية والتي أكدت معنى السفر من خلال الرجوع ، إذ السفر يعني احتمال الرجوع بينما الهجرة نفي لذلك من خلال السطرين :


ها أنا ذا أسافر نحو الجذور لعلي آتي نفسي بقبس
فربمايزهر الحرف على أغصاني قناديل شعر



لقد عاد بنا المبدع بعد رحلته الجميلة إلى عالم الجدة عالم الجذور جذور الحياة والجمال والبساطة واستخدام الاسترجاع (flash back )كأداة لمفاجأة القارئ بالتحول والذي يتحقق فيه معنى الخاطرة من خلال التحول بهذه المرونة والانسيابية من زمن لآخر ، وينفصل صوت المبدع عن الطفل بضمير الغائب ليتحدث عن نفسه في فكرة سينيمائية جميلة ، إذ يبدو المبدع بعد انتهاء ال(فيلم) والذي مثلته الخاطرة يتحدث لنا لنتأكد من الرحلة أو السفر قد تم بنجاح وقد آتى أكله فعلاً أو لنكن أدق اقترب من ذلك ، وذلك اعتمادًا على التعبير :"لعلى آتي نفسي بقبس" مستخدمًا في ذلك النص القرآني في سورتي طه ، القصص غير أنه شتان بين قداسة جو هذه الآية ومتعة أجواء هذه الخاطرة . وكما افترضت أن السفر مجهول المسافر ، فإن المبدع قد جعل السفر ليس للنفس فحسب بل للحرف للرؤية للفكر للخيال ، وهذا ما يتأكد لنا في القبس ذلك القبس من الإبداع الذي يتحراه الواحد منا في كل لحظة ممكنة .


إن المبدع لا يسافر للجذور للارتحال عن الواقع والاغتراب عنه وإنما لتكون الجذور هي ملهمته للحرف والإبداع . لقد كان تعبير السفر عن استلهام المبدع الفكرة من الماضي ، ويظل في واحة هذه التعبيرات المشرقة المشعة إذ يشبّه الحرف بالزهر والذاكرة –بعد أن ذهبت للجذور وارتوت منها – بالأغصان ، ولكن الجمال في أن يخرج من بين زهور هذه الأحرف قناديل شعر وهذه الصورة للقناديل الخارجة من قلب الزهرة صورة تتسم بالفانتازيا و تكون خاتمة مناسبة للمشهد والذي بدأ بالجذور لينتهي بالأغصان وهو ما عبر عن حالة (الإزهار ).


حقًا إن هذه الجذور لها حق علينا في الزيارة ، لكن ترى متى تعطى لنا التأشيرات ؟


عمل رائع أخي العزيز أهنئك عليه دمت مبدعًا وفقك الله

المشرقي الإسلامي 08-11-2009 07:02 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :الغياب
اسم الكاتبة :لينا خليل
(خارج منتدى الخيمة)
(9)


من وراء الوقت
وبين طيات الغياب
تعانقت أنّات الحنين
فتربعت الحروف في حِضن المسافة
تتعلم النطق من جديد..
أي رهبة هذه التي تملكتنا..
وأي صمت هذا الذي بعثر لهفتنا..!
وكان السِباق بين صدى أنفاسنا وبين الشوق المكدس في صدرونا



خجلت الكلمات مُرتبكة..
تلوّن الصوت بحمرة الورد



كأننا أول مرة نُصغي إلى بداية عِشقنا
وأول مرة نبث في كلمة..أشواقنا
وأول مرة نهمس على مسامعنا دون حروفٍ حُبنا
بعدها أيقنت أننا
هزمنا المسافة
وهزمنا الغياب
لنردد دائما..
(كم أحبك)
http://www.kanadeelfkr.com/vb/showthread.php?t=11793

المشرقي الإسلامي 08-11-2009 07:50 AM

يتسم النص الماثل بين يدينا بقدر كبير من القدرة على الاختزال ، وإحداث العديد من المفارقات على صعيد الصورة للوصول إلى الحالة المراد إشعار القارئ بها ، وتبرز في السطر الأول والثاني أداتا أو حرفا الجر من ، بين ليعبرا عما يمكن تشبيهه بالاستنقاذ أو الاستخراج ‘ إذ يبدو أن من وراء الوقت وبين طيات الغياب يختفي شيء ما يستدعي البحث والتفتبيش .
كان الوقت مشبهًا بالجدار ذلك الذي يحول دون اللقاء والحنين وكان استخدام جملة وراء الوقت وحضور ظرف المكان وراء وما يشير إلى الزمان وهو الوقت مؤكدًا هذه الفكرة الممثلة في الغياب إذ أن أي شيء غائب له زمن غيابه ومكان اختبائه وليكون الغياب موغلاً في التحقق بما يستدعي البحث عنه .
ويأخذ السرد مجراه في الحديث عن هذا اللقاء ، الذي قد صار يومًا ما ذكرى واستحال إلى قائمة المدرجين على لائحة الغياب ، إذ تتعانق أنات الحنين وهذا التعبير ميّزه القدرة على تجسيد الحنين وإعطائه صورة إنسانية ممثلة في التعانق ، ولعل هذا التعبير يوحي كذلك بالوحدة التي تتألف منها مكونات الجزء الواحد إذ تغدو الأنات كائنات شبه بشرية تتعانق وقد تكون هذه الأنات أنات مفردة لفرد واحد قد استعصى عليها انفصام العرى وعز على كل منها الاستغناء بنفسه فراحت تعانق بعضها بعضًا إذ يوحي التعبير بأن هذه الأنة هي كالإنسان الذي ليس له إلا أن يتواصل مع غيره .
في الوقت الذي يحتمل التعبير معنى آخر وهو أن تكون هذه الأنات أنات أكثر من شخص فتتعانق كما يتعانقون هم أو يتعانقان هما.
وإذا كانت الفكرة تتمحور حول إنسانية معنى الغياب فإن أنسنة هذه المكونات تمضي حتى تجد المبدعة أن حالةالعناق قد اتخذت شكلاً أكثر إنسانية حينما تتجسد الحروف هي الأخرى إنسانًا يتربع في حضن المسافة ، ذلك التصوير الذي يعبر عن الغياب غياب بأشمل معانيه ، غياب للإنسان ..غياب للفكر ..غياب لمكونات هذه النفس وقد أكد هذا المعنى التعبير تتعلم النطق من جديد .
إننا إزاء حالة إنسانية فريدة إذ تغدو الحروف هي الأخرى مخلوقات بشرية تريد الاجتماع مرة أخرى ليتكون هذا المخلوق السامي المسمى بالكلمة ، ذلك الكائن الذي إذا غاب غدت الحياة على سطح كوكب الفكر مقفرة .
بعد ذلك نجد مبدعتنا العزيزة قد انتقلت للتحدث على لسان هذه الأحرف وربما تكن قد انتقلت إلى مرحلة التحدث بضمير الجماعة البشرية بعد أن بدأت الحديث بإسقاط معاني الغياب على غير الإنسان للتخفيف من وقع أثر الغياب ، موجهة الحديث إليه اعتمادًا على ما تقدم البوح به ليكون الإنسان هو المقصود بالفكرة بدلاً من هذه الحروف في الأسطر :


أي رهبة هذه التي تملكتنا
..

وأي صمت هذا الذي بعثر لهفتنا..!

وكان السِباق بين صدى أنفاسنا وبين الشوق المكدس في صدرونا







وفي السطر الثالث تبدو مبدعتنا العزيزة وهي تنعي أثر هذا الغياب ، إذ أنه غياب لشيء آخر ، هو الحب .وقد برهنت عليه


من خلال السؤالين الاستنكاريين أي رهبة ، أي صمت واستخدام الفعلين الماضيين جاء ليعبر عن حالة مضارعة بينما مجيء السباق


بين صدى الأنفاس والشوق المكدس تعبيرًا عن ماضٍ بعيد المنال صعب الرجوع حينما يكون مسبوقًا بالفعل الناسخ كان . التعبيران صدى


الأنفاس والشوق المتكدس عبّرا بشكل كبير عن هذه المعنى السامي للحب إذ هو وصف معنوي لا مادية فيه وهذا يجعل لأثر الغياب معنى

أكثر صدمة وأسفًا

المشرقي الإسلامي 08-11-2009 07:53 AM

وتعاود الرموز حضورها لتعبر عن هذا الماضي الجميل من خلال أنسنة الكلمات ومزج صفاتها بحمرة الورود لتعطي دلالة على
الخصوصية الأنثوية في الحديث من خلال السطرين:
خجلت الكلمات مُرتبكة
..
تلوّن الصوت بحمرة الورد

وتمضي مبدعتنا العزيزة في سردها لهذا الموقف متخذة من حالة كالترنم ممثلة في تقفية أواخر الكلمات بحرفي النون والألف المددودة
أداة للتعبير عن توحد الطرفين في الحب وذلك في التعبيرات حبنا ،أشواقنا ،عشقنا غير أن كلمتي حب وعشق لم تأتيا بدلالتين مختلفتين
وكان مجيئهما بهذه الطريقة إسرافًا في استخدام الترادف دون مبرر واضح .
ولكن المفاجأة الأقوى تتحقق عندما تفاجئتنا مبدعتنا العزيزة بهذه التعبيرات المتوالية :

بعدها أيقنت أننا
هزمنا المسافة
وهزمنا الغياب
لنردد دائما..
(
كم أحبك)

هذا الاستدراج العبقري الخادع للقارئ يأخذه إلى حيث لم يكن يتوقع ، ليصير الغياب مهزومًا والمسافة رديفة له ، ويأتي العنوان الغياب مبتدءًا بينما خبره محذوف تقديره مهزوم أو ما يناسب السياق . إن القدرة على إخفاء المراد الحقيقي من خلال العنوان ومن خلال التعبيرات التمهيدية جاء ليحدث مفارقة عبقرية تجعل النهاية هي ذلك الاجتماع واللقاء الذي يسخر بالغياب ذلك الذي يتخذ شكلاً جداريًا ذلك الذي هيّج أنات الحنين وأحدث الرهبة حينًا والصمت حينًا آخر
.

لقد استطاعت المبدعة العزيزة إحداث هذه المفاجأة من خلال التمويه ابتداء بالغياب ثم مرورًا بالرهبة والصمت وانتهاء بالفعل الناسخ كان والذي أعطى دلالة استطاعت المبدعة تحييدها ليصبح الغياب ذلك الذي وقع تحت سطوة الفعل الناسخ الناقص كان وتبقى كلمة كم أحبك وضمير المثنى في حبنا وشوقنا
ذات السيادة النهاية في النص .
عمل رائع أحييك عليه أختنا العزيزة وأرجو لك المزيد من الإبداع .دمت مبدعة وفقك الله .



النبيل 08-11-2009 05:44 PM

الاستاذ الفاضل المشرقي الاسلامي

تأخذ الرؤية التحليلة لك ابعادا ً تستوقفني كثيرا ً ..لتمكنها من

ملامسة هاجس الكاتب ومن قدرتها على التغلغل بيسر وتلقائية
إلى اعماق النصوص بصورة عامة ..ولما كتبت انابصورة خاصة..ربما تشكل الكتابة معضلة كبيرة لأغلب من امتشق

هموم الحرف سيفا ً يقاتل به في الغالب اشباحا ً تكمن بين خلجات نفس وتجليات روح ..

انا شخصيا ً ..ربما تختلف عندي وسيلة الكتابة ومقدرتها على إفراغ مكنون ما يخامرني

عن سواي ..مع احترامي الجم والمفرط لكل من كتب أو سيكتب حرفا ً شعرا ً كان أم نثرا ً..لااستطيع ان اكتب شيأ ً ثم أعود له مرة أخرى ..وإن فعلت ذلك ربما تختلف الفكرة والمفردة

وتقلب الصورة رأسا ً على عقب..!

لذلك أحاول إقتناص إيماضة الفكرة بشكل سريع وتتداعى هواجس الكلمات بشكل مرتجل في أغلب الأحيان..ولقد جسدت تجربة الكتابة من خلال الشبكة العنكبوتية حالة متفردة في

الوسائل المتاحة بين الكاتب والمُتلقى بشكل أختصر الكثير الكثير على طرفي المعادلة إرهاق تتبع الحرف وإستقراء صداه لكلا الطرفين..

على أية حال ..كان النص الذي اشرت اليه اخي الفاضل نصا ً يندرج ضمن تجربتي الشخصية في الكتابة بشكل تلقائي ..انسيابي ..لحضي الحس كتابة ..وصدى..


ولكن.. ادهشتني قدرتك على تلمس ما أحاط بالروح والفكر

ومبتغى الكلمات بشكل يقارب كثيراً من حقيقة المضمون لفحوى النص ومدياته الساعية الى طرف آخر وإن كان الأمر قد تم َ على تلك الصورة وما هي عليه على عجل..


أسال الله ان يمن عليك بالبصيرة الثاقبة وان يزيدك من فضله علما ً.. وأدبا ً..


سلمك الله ..وحماك


محبتي ..وإحترامي

المشرقي الإسلامي 08-11-2009 08:18 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة النبيل (المشاركة 669769)
الاستاذ الفاضل المشرقي الاسلامي

تأخذ الرؤية التحليلة لك ابعادا ً تستوقفني كثيرا ً ..لتمكنها من

ملامسة هاجس الكاتب ومن قدرتها على التغلغل بيسر وتلقائية
إلى اعماق النصوص بصورة عامة ..ولما كتبت انابصورة خاصة..ربما تشكل الكتابة معضلة كبيرة لأغلب من امتشق

هموم الحرف سيفا ً يقاتل به في الغالب اشباحا ً تكمن بين خلجات نفس وتجليات روح ..

انا شخصيا ً ..ربما تختلف عندي وسيلة الكتابة ومقدرتها على إفراغ مكنون ما يخامرني

عن سواي ..مع احترامي الجم والمفرط لكل من كتب أو سيكتب حرفا ً شعرا ً كان أم نثرا ً..لااستطيع ان اكتب شيأ ً ثم أعود له مرة أخرى ..وإن فعلت ذلك ربما تختلف الفكرة والمفردة

وتقلب الصورة رأسا ً على عقب..!

لذلك أحاول إقتناص إيماضة الفكرة بشكل سريع وتتداعى هواجس الكلمات بشكل مرتجل في أغلب الأحيان..ولقد جسدت تجربة الكتابة من خلال الشبكة العنكبوتية حالة متفردة في

الوسائل المتاحة بين الكاتب والمُتلقى بشكل أختصر الكثير الكثير على طرفي المعادلة إرهاق تتبع الحرف وإستقراء صداه لكلا الطرفين..

على أية حال ..كان النص الذي اشرت اليه اخي الفاضل نصا ً يندرج ضمن تجربتي الشخصية في الكتابة بشكل تلقائي ..انسيابي ..لحضي الحس كتابة ..وصدى..


ولكن.. ادهشتني قدرتك على تلمس ما أحاط بالروح والفكر

ومبتغى الكلمات بشكل يقارب كثيراً من حقيقة المضمون لفحوى النص ومدياته الساعية الى طرف آخر وإن كان الأمر قد تم َ على تلك الصورة وما هي عليه على عجل..


أسال الله ان يمن عليك بالبصيرة الثاقبة وان يزيدك من فضله علما ً.. وأدبا ً..


سلمك الله ..وحماك



محبتي ..وإحترامي

أشكرك أخي العزيز على هذا الاهتمام بالنقد والحرص على استجلاء بعض خبايا العمل الأدبي ، والذي يشحذ همة المتلقي عندما يتوافر فيه (في المتلقي) الحد الأدنى مما هو معلوم من معارف النقد بالضرورة . والعمل الجيد ينطق بنفسه ولا تجده إلا آخذك من يديك و مُجلِسَك إليه يقول لك استمع ، وبقدر ما يكون للمبدع روافد ومغذيات للأداء النقد من علوم اللغة ، النفس ، الفنون السبعة بقدر ما يكون قادرًا على الوصول إلى أكبر قدر ممكن من مناطق التماس الإنساني المعرفي.
وإذ أشكرك على هذه اللفتة الطيبة لأرجو منك أن تمطرنا بوابل هذه الخطرات العبقرية الرائعة وأن تكافئ نفسك بقراءة العمل المدرج في المشاركة التالية
وفقك الله . وشكرًا مرة أخرى على هذا التواصل البناء المثمر أخي العزيز .



http://www.aljoood.com/forums/showthread.php?t=10413

المشرقي الإسلامي 08-11-2009 08:20 PM

بسم الله الرحمن الرحيم


اسم العمل :رسالة في زجاجة


اسم الكاتب : عمرو محسن


(خارج منتدى الخيمة)


(10)


لازالت الشواطىء تبتعدُ عن سُفنى
مُهاجراً
إلى حيثٌ لا أدرى
أستجدى قمراً
فوق القبّة السماويّة
لا يراهُ أحداً غيرى
وشيئاً...
من خلف الأشواك يُنادى
((عُد إلى وطنك المهزوم !
عُد من حيث أتيت !))
وأنا
لا أدرى مِن أين أتيت ؟
لا أذكر سوى أرض ...
لطـّختها الكائنات الغريبة
بالأحمر،الأزرق والأصفر
وضاع الأبيض، ما بين الألوان
لا أذكر سوى قوم ...
لازالوا ينظرون إلى السماء
ينتظرون الكائنات المهديّة
يُصلّون
يستسقون أمطار الذهب والفضة

**

كعادتها
تـَهم بى الكلمات
تـُراودنى عَن قلمى
لنرقص سوياً فى عرض البحر
على تفعيلةٍ جميلةٍ
قلمى لا يُحب الرقص
يُريد قلمى أن يخطو... كما يشاء
إلى أن يشاء الله
كائنٌ أنا غير كائن
قضيّتى ...
طبقاً ذهبياً فارغاً
على مائدةٍ فضّيّةٍ
لا يجلسُ عليها أحد
رسالتى ...
(( فلتـُصلـّوا بصحرائكم الكبرى
و لتدعوا
رَحمَ اللهُ خيولاً عربية ً...
كانت هنا ))
***
http://www.aljoood.com/forums/showthread.php?t=10413


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.