حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   الخيمة الساخـرة (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=45)
-   -   قصة العم ابن دحمان (الجزء الثاني) (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=66474)

youcefi abdelkader 31-10-2007 11:11 PM

قصة العم ابن دحمان (الجزء الثاني)
 
قصة العم ابن دحمان ( الجزء الثاني)


ضاقت عليه الدنيا بما رحبت ،فاعتزل الناس و لزم داره، و تناقلت النسوة أخبار ه . صار يقضى طرفا من النهار و زلفا من الليل قابعا تحت جدار بيته لا يحرك ساكنا و ربما وضعت حمائم الحي فضلاتها على كتفيه ظنا منها انه جدار أو عمود. مكث على هكذا حال أعوام لا يكلم أحدا من القوم و كأنه نذر لله صوما عن الكلام، أصيب بحزن شديد و هزال وزادته الفاقة سوءا فقسمت ظهره . تناهى لمسمعي من بعض غلمان الحي، خبر احتضار الشيخ ذات مساء من أيام شهر تشرين من سنة اثنان وثمانين وتسعمائة وألف .
لم أكن أنداك قد سلخت العام السابع عشر من عمري بعد. دفعني الفضول وطيش الشباب لأتحين فرصة فألج داره على حين غفلة من أهله.
تسللت عبر زقاق ضيق و مظلم فوطئت قدمي دجاجة لاادري ما أخرجها من خبها ذاك الوقت، لعلها كانت تجوب الزقاق ذهابا و إيابا بحثا عن مكان آمن تبيض فيه فباغتتها المنية تحت قدمي.
نقنقت، و انتفضت،و تطاير ريشها، و ما لبثت أن سكنت.
ترددت في الدخول، لكن لا مناص من أمر أقدمت عليه و إن كان فيه من المخاطرة ما يعرض للهلاك و لو برفسة قدم أتلقاها على حين غرة أو ضربة عصا . واصلت سيري خائفا أترقب حتى إذا أتيت غرفة أشبه بالقبو وجدت نفرا من أهله وطائفة ممن كان ينادهم ويلعب معهم لعبة " السيق " قد تحلقوا عليه حلقا على ضوء خافت لسراج قديم من العهد التركي، تتمايل شعلته الذهبية ذات اليمين و ذات الشمال و كأنها تودع شيخنا أو تتراقص طربا. لقد صار حاله من شدة الهزال أشبه ببعير هرم، أقعده المرض.
قيل لي انه لم يبرح الفراش أياما معدودة وظلت يده الله ممدودة، لم يتناول تمرا أو يحتسي حساء مند البارحة عدا قدحا من اللبن ، انتفخ منه بطنه.فلم يتوقف عن الظراط طيلة الليل .
وقف أبناءه أمام هذاا المصاب، في حيرة من أمرهم أيسلمونه لله أو يأخذوه لزيارة قبة ،زعموا أن أحد الصالحين كان في طريقه لبلاد الشام ،فعرج على البلدة منذ قرون خلت ، فوضع رحاله و توضأ و صلى و ربما قضى ليلته متعبدا الله في ذاك المكان ، فشيد الأعراب حوله دارا ، صارت مزارا تقصده النسوة ، كاسيات عاريات، متعطرات ، من كل حدب و صوب و تقام فيه الولائم، فتعزف الأنغام و تدق الطبول و ينقل إليه المرض . يتبركن بصعيدها الطيب ، و كنت أرى بعضهن يضعن الدرهم و الدرهمين في فجوة بأحد جدرانها و يشعلن الشموع و يعلقن قطع القماش الخضراء عليه.
اعتكفت جدتي في تلك القبة ،يوما كاملا ، فتركتها حتى لا أقطع عليها خلوتها . كانت تبكي و تقبل ذا الجدار و ذا الجدار،ثم رأيتها عمدت للتراب فالتهمت منه ما تيسر لها ابتلاعه دون ماء ، و قد زين لها الشيطان عملها ، فرابني أمرها و استنكرت فعلها، فنهيتها ناصحا ، لكنها صبت جام غضبها علي، و رجمتني بالحجارة كما يرجم ابليس،و هي تقول ٌعليك دعوة الصالحين '.
حاولت إفادتها بما فتح الله علي من أمور العقيدة الصحيحة و ما تلقيته على يد معلمي من تبيان لمظاهر الشرك بالله ، لكن جمجمتها كانت اصلب من أن تخترقها كلماتي و كنت كمن ينقر على الصخر الأصم، يحاول إحداث ثقب فيه.
أقسمت يمينا لأغيرن على القبة بليل، فاسلب ما أجده فيها من مال و قماش . استعنت ببعض صعاليك البلدة ،ليشدو من أزري و يمنعونني من أذى مجنون لم يكن يغادرها، إلا لقضاء حاجته، و ربما قضاها في ركن من أركانها .
ما خطر على بال أحد من أولائك الرهط أن يطلب طبيبا،و مسكنه على مرمى حجر منهم يدعى الدكتور لتلمساني، قيل انه امهر حكماء البلدة، أوتى علما كثيرا و زاد عليه شيء من الشعوذة و علم الجان ، و قد ورث فن التطبيب أبا عن جد. يقصده البدو الرحل من كل حدب و صوب و تشد له الرحال من كل فج عميق لعلاج الأمراض المستعصية، كالتخمة و قلة الفهم و كثرة النوم و نحوها من العاهات المستديمة في القوم ، و ربما تعافى الأحمق منهم بلمسة يد يمررها على جيبه المتخم أوراق نقدية، يجهل تعدادها فيستل منها ما شاء .
حدثني صديقي و قرة عيني" الحاج علي مكي" يوما و نحن قاعدان على باب بيته، نترصد كل حركة و سكتة في الحي ،وقت القيلولة، و الناس نيام فقال. " لقد ذاع صيت الرجل في بضعة أعوام ،إذ عرف من أين تؤكل الكتف، و أدرك كيف يلج إلي قلوب رعاة الشاة، و يسطو على جيوبهم بطريقة لبقة. صار من أثرياء القوم في بضع سنين، يشار له بالبنان" و يحسب مع ألأعيان''.

مع تحيات د/يوسفي /طبيب اسنان (لا تجهزوا علينا برماح نقدكم ايها النقاد فمهما كتبنا فلن نصل الى ما وصل اليه العقاد ):New2:

زهير الجزائري 02-11-2007 03:59 PM

وهو العقاد احسن منك في ايه كليكما لكم افكار رائعة تحياتى ليك

مصطفى عيسى 02-11-2007 04:26 PM

احسنت وابدعت اسلوبك فى سرد الحدث فى قمة الابداع تقبل خالص تحياتى

youcefi abdelkader 02-11-2007 08:32 PM

يبدو ان لعنة الاسنان و الافواه المفتوحة عل مصراعيها صباح مساء في وجهى ستنتهى بجرة قلم يا اخوان
.ربما يكون القلم احن على القارئ من آلة تمخر عباب الريق في فيه،تزمجر و هو يتوعك و يتأوه خيفة منى .اريده ضاحكا مبتسما دائما لا خائفا يرتجف رعبا، لكن الحمد لله الذي جعل لنا في هذه المهنةاجراعظيماو هذا ما يريح النفس حقا .
د/يوسفي

youcefi abdelkader 02-11-2007 08:33 PM

يبدو ان لعنة الاسنان و الافواه المفتوحة عل مصراعيها صباح مساء في وجهى ستنتهى بجرة قلم يا اخوان
.ربما يكون القلم احن على القارئ من آلة تمخر عباب الريق في فيه،تزمجر و هو يتوعك و يتأوه خيفة منى .اريده ضاحكا مبتسما دائما لا خائفا يرتجف رعبا، لكن الحمد لله الذي جعل لنا في هذه المهنةاجراعظيماو هذا ما يريح النفس حقا .
د/يوسفي

الشيخ 02-11-2007 09:17 PM

مررت من هنا للمراقبة اولا ثم للتحية ...و قريبا ان شاء الله للتعليق

youcefi abdelkader 03-11-2007 01:18 AM

متلهف انا لتعليقك يا أخي ،فليكن صدرك رحبا و أعلم انني من بين الذين يكنون لك الاحترام و يتمنون لك دوام نعمةاالاسلام .
اعرف انك كثير العمل قليل الكلام و هذا ما يعجبنى فيك صراحة دون مبالغة
تقبل تحيات اخ كريم جمعه بكم حب الحرف العربي الاصيل .
تحياتى د/يوسفى

اليمامة 03-11-2007 01:29 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة youcefi abdelkader
يبدو ان لعنة الاسنان و الافواه المفتوحة عل مصراعيها صباح مساء في وجهى ستنتهى بجرة قلم يا اخوان
.
د/يوسفي

طيب جرب تكون مختص بخلع ضرس العقل:New23:

youcefi abdelkader 03-11-2007 01:32 AM

لقد خلعت منها قرابة الخمسة آلاف

youcefi abdelkader 03-11-2007 01:35 AM

و ما ابقيت لنسوة حينا عقلا
ههههههههههههههههههههه


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.