فتق سرة الدولة
 

فتق سرة الدولة

يتباهى بعض أهل مدن العالم بأن مدينتهم هي سرة مدن العالم، أو سرة الدنيا، وإن أراد متتبع أن يعرف لماذا هذا التدليل لبعض المدن وإطلاق (السرة) عليها، فعليه أن يعرف مكانة السرة من جسم الإنسان، ولماذا تلك العقدة اللحمية التي تتوسط البطن، والتي لا وظيفة لها تأخذ تلك المكانة المعنوية؟

فالسرة، هي بالأصل مكان ربط الحبل السري المقطوع مع إطلالة الوليد الى الحياة، أي أنها ذلك المكان الذي له الفضل على الوليد أن تغذى منه وصمد حتى خرج الى الحياة.

حسنا، ما علاقة كل ذلك بالدولة؟
كل نظام حكم وكل حاكم استطاع أن يصل الى الحكم من خلال حبل سري، أمده بمبررات القدرة على الوصول الى الحكم، وعند ربط الحبل السري يستغني بعض الحكام عن سرتهم ولكنهم يزينوها كما تفعل الراقصات، يربطون بها الحلي لتخشخش أمام جمهور الناظرة. ومن يدري لعل الأفوه الأودي عنى بشعره من هم حول السرة عندما قال:

لا يصلح القوم لا سراة لهم .... ولا سراة إذا جهالهم سادوا

و كثيرا ما نسمع أن فلانا من الناس أصيب بفتق حول سرته، وأنه سيجري عملية جراحية لمعالجته. والفتق، كما هو معروف هو ارتخاء الأعصاب والروابط، نتيجة الإمساك أو الكحة المزمنة أو أورام في البطن، أو كثرة عمليات الولادة. وكون المنطقة المحيطة بالسرة من أرق وأضعف مناطق الجسم، فإن الفتق سيظهر من حولها.

لكن، إن كان العلاج الوحيد لمرض فتق السرة بالجراحة، فإن هناك من لا ينصح بتلك الجراحة، خصوصا للمتقدمين بالسن أو من يعانون من أمراض تحول دون الجراحة، كالسكري وغيره من الأمراض..

وفي حالة العمليات الجراحية لسرة الدولة، تأتي النصيحة بعدم عملها لخطورتها، لكن من أين تأتي تلك النصيحة؟ إنها تأتي من السرة نفسها!

النصيحة تطبخ في المخابر ثم تحقن في جسد الشعب في حملات التطعيم ضد الزكام فتطرح في البرلمان فيخرج الشعب في مسيرات عفوية تؤيد وتبارك هذا الرأى السديد

الفاضل زهير الجزائري ..
الفاضل الأمير الفقير ..

أشكر تفضلكما بالمرور الكريم