ليست من كليلة ودمنة
ليست من كليلة ودمنة مصير حصان كان ينقل قائمه الأيمن ثم ينقل القائم الأيسر بحركة عصبية كان لها معنى فكان (السياس)*1 يهرعون لتفقد طلباته كان ملكا دون تنصيب كانوا ينتظرون تنصيبه كان يبتهج عندما يخرج للتمرين فمدربه رجل (مهيوب) من الجميع وعيون الأفراس من مرابطها تدغدغه كان يتلذذ بأصابع من يمسك (المهسة)*2 فبعدها يأتي الحمام وبعدها يأتي اللوز والسكر انتهت أيام العز أحيل الملك المنتظر للمزاد لم يشهد تنصيب نفسه وجد نفسه في حظيرة حقيرة ينقل قائميه وسط الروث والبول ويتدلى كرشه لفقر طعامه في الصباح يأتي من هو أفقر منه فيضغط على درنات في أعلى الجلد لتنبثق منها يرقة الجلد اللعينة تدمع عينا الحصان حزنا على مصيره وشفقة على صاحبه الجديد ومن يدري ما ينتظره فيما بعد فقد يحال لصانع الغرابيل*3 1ـ السياس: جمع سايس وهو من يسوس الخيل. 2ـ المهسة: مشط حديدي تُنظف فيه جلود الخيل. 3ـ الغرابيل: جمع غربال وهو مصنوع من خيوط الجلود المدبوغة لتنقية الحبوب. |
فأر الجمرك وفأر الحقل فعلت زيوت الصنوبر فعلتها فأصبح شعر الفأر ناعماً كما فعلت حبات البندق فعلتها فأصبحت عيون الفأر براقة انشد نحوه فأر ضئيل الحجم أنهكته رتابة الغذاء الفقير من حبوب دغل وما سقط من قمح ليتمتع بمشاهدة فأر الجمرك العفي كانت متعة فأر الجمرك أكبر فهناك من يحسده، أكثر مما يغبطه وفي ذلك متعة أكبر من كل المتع اقترب فأر الجمرك من فأر الحقل الضئيل قال له شيئاً فرح فأر الحقل كثيرا وأعلن ولاءه لفأر الجمرك دخل فأر الحقل ساحة الجمرك هاله ما رأى في المستودعات فالخير كثير والعمر قصير أراد أن يستعجل في الالتهام دخل صندوقا به طُعم أُغلق الصندوق عليه نسي طَعم الطُعم كتب رسالة لابنه خطها بحبر من دمه وناولها لمن أغواه وتوسل إليه أن يوصلها كان في الرسالة أصبحنا كالبشر فقرائنا بؤساء وكثيرو العدد وأسيادنا منعمون وقليلو العدد القتل في الأغنياء أكثر القتل في الأمراء أكثر القتل في العلماء أكثر لذلك يزداد عدد البؤساء في الغابة من ينافس ملك القطيع إما أن يموت أو يموت منافسه أما الذين لا يطمحون للسيادة فإنهم لا يموتون المهربون هم سادة البشر فإن دخل عليهم دخيل سقط في أيدي العدالة وطُبقت عليه القوانين إن كنت يا بني تريد البقاء أخفض سقوف طموحاتك وإن كنت تريد الصعود فغامر والرأي لك! |
أخي الفاضل ابن حوران لك فلسفة في كتاباتك أحبها دمت مبدعاً |
دمت مبدعا رائعا
لا عدمناك ,,,,,,,,,كل سنة وانت طيب |
الأخ الفاضل داود
أشكر لكم مروركم واستحسانكم المساهمة وشهادتكم أعتز بها لحصافة ورجاحة عقل صاحبها الأخت الفاضلة ريا دمتِ مِحْراكاً لكل ما هو خَيِرْ احترامي و تقديري لكما |
الظربان والأسد اعتلى الشبل كتف أبيه الأسد وداعبه ثم سأله: ألست ملك الغابة؟ أحس الأسد بضبابية دوافع السؤال أجاب: بلى لكن لماذا تسأل يا بني؟ أفصح عما يجول بخاطرك قال الشبل: يا أبتي كل الحيوانات تهابك إلا ذاك الحيوان ضئيل الحجم الذي يُدعى الظربان* ابتسم الأسد وقال: يا بني إن أعتى بني البشر يهربون من الجيفة وهي ميتة ولا يعالجونها برماحهم أو سيوفهم يا بني إن القوة لا تستخدم إلا في مواضعها فلا يعامل السفيه بالمصارعة والقتال بل على من تجبره الظروف على مجالسته أن يرحل ويغادر المكان يا بني إن القتال المشرف هو قتال من يعادلك في القوة وليس إبراز قدرتك على الضعيف فعندها تفقد هيبتك تمرغ الشبل في حضرة أبيه معبرا عن إعجابه بهيبته تبسم الأسد وقبل رأس شبله، راضياً *الظربان: أو (الغريري) حيوان يزن بين 7ـ12 كغم، يقتات على طيف واسع من المواد فهو يأكل الطيور والعسل والحشرات، وحتى النباتات والأفاعي، ويعتبر من أكثر الحيوانات جرأة أو (وقاحة)، فعند غضبه يهاجم الحيوانات التي أكبر منه وينتزع أعضائها التناسلية، وإن أحس أنه لن يتمكن من الانتصار فإنه يطلق غازاً ذا رائحةٍ كريهة جداً، تعافها كل الحيوانات، لذلك تتجنبه كل الحيوانات. وفي العامية يطلق عليه الناس اسم (أبو افْسَيْ) لرائحته الكريهة. |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.