حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   صالون الخيمة الثقافي (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=9)
-   -   القمح والنخيل (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=78895)

محمد الحبشي 27-05-2009 05:54 PM

القمح والنخيل
 
القمح والنخيل



http://img521.imageshack.us/img521/897/51097646.jpg


أسنبلة النور ما لى أراكِ * تميلين فى رقصةٍ ذاوية
كأنك للشمسِِ خصلات شعرٍ * تدلّيتِ فى فتنةٍ طاغية
أفوق كفوفكِ روح العطاءِ * فأضنتك حباتها السّامية

مذهّبة البَضِّ فيها دلالٌ * كحسناء يذهل منها البصر
لها رقصة حول خِصر النسيمِ * على نغمٍ من بنات الشجر




http://img269.imageshack.us/img269/6639/57069061.jpg


أبين الثرى أنتِ ؟ بل أنتِ روحٌ * تطالُ الثريا كهذا النخيل
سقتهُ الطبيعة كأس الجمال * فبات من السُّكرِ حرا يميل
وأطربه اللحنُ لحنُ الطيورِ * فها هو يهتزُ حتى الأصيل

عرفناك للعُرب خِلاّ وفيا * تجود علينا بخير الثمر
فدمت أشمّا وقور المُحيّا * كريم العطاءِ طويل العُمُر




http://img269.imageshack.us/img269/5964/433v.jpg


أتى الصبح يرفلُ فى النورِ تِيها * وفى ثغره العذب حلو ابتسام
ويسبحُ بين السكونِ ضبابٌ * سرت فى مراياهُ روح السلام
فلا تصغى إلا لهمس النسيمِ * ومعزوفة من هديل الحمام

ويشدو مع الصحو طير الحقولِ * ويسعى فبالرزق يأتى القدر
أتى كلُّ يومٍ برزقٍ جديدٍ * فما كان للطير أن يدخر




http://img268.imageshack.us/img268/945/34009374.jpg


ويعسوب نحلٍ يجوب الزهورَ * ليقطفَ منها الشّذى والرحيق
ورفُّ الفراشاتِ فى كل حقلٍ * يطاردها صبيةٌ فى الطريق
وتحت الشجيرة فى فِىء ظِلٍّ * أصيخُ لهمس النسيم الرقيق

وهينمة الماء بين السواقى * بصوتٍ رخيمٍ لطيفِ الاثر
وزهر الرياحين قد ضاع عطرا * عليه القطيرات مثل الدرر




http://img268.imageshack.us/img268/719/14426922.jpg


وما فى المدينة غير غموض * الضباب وبوح النفوس الكئيب
ودنيا يُعشّشُ فيها السكونُ * وإن عَاثَ فيها الضجيجُ الرهيب
فأطلقتُ روحى إلى قريتى * وألقيتُ أثقال هذا الغريب

وفى الصبح فى أفق صبح جديدٍ * تُلوّنُ روحى طيوف المطر
وإن جنَّ حولى الظلامُ سأمسى * كأُهزوجةٍ تحت ضوء القمر

salsabeela 27-05-2009 06:58 PM

تلامس كلماتك الطبيعة برقة لتمتزج بسحرهاالرائع

وكأنها موجة تعانق شاطئها بدفء

وكأنها سكر يذوب فى مياه شفافة

قــوس مطــر

له سحر ذهبى

كانت كلماتك

المشرقي الإسلامي 27-05-2009 07:02 PM

بورك اختيارك أخي العزيز ولي عودة لاحقة لهذا الموضوع بإذن ا لله :
كما قال شوقي رحمه الله :
فيا نخلة الترب لم تبخلي
وما قصرت نخلات الترب
فأعجب كيف طوى ذكركن
ولم يحتفل شعراء العرب
أليس حرامًا خلو القصائد
من وصفكن وعطب الكتب ؟

الجنرال 2009 27-05-2009 07:26 PM

شكرا على اختيارك للموضوع الجميل
اسعدني مرورك

محمد الحبشي 27-05-2009 07:35 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة salsabeela (المشاركة 645076)
تلامس كلماتك الطبيعة برقة لتمتزج بسحرهاالرائع

وكأنها موجة تعانق شاطئها بدفء

وكأنها سكر يذوب فى مياه شفافة

قــوس مطــر

له سحر ذهبى

كانت كلمات

لو قُسم الجمال بين مخلوقات الله لكان للطبيعة الساحرة تسعة اقسام ولسائر الوجود القسم الأوحد ..


السلسبيلا الرقيقة ..

كـ رفة فراشة أفردتِ جناحيك على هذا المتصفح



محمد الحبشي 27-05-2009 07:38 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة المشرقي الإسلامي (المشاركة 645078)
بورك اختيارك أخي العزيز ولي عودة لاحقة لهذا الموضوع بإذن ا لله :
كما قال شوقي رحمه الله :
فيا نخلة الترب لم تبخلي
وما قصرت نخلات الترب
فأعجب كيف طوى ذكركن
ولم يحتفل شعراء العرب
أليس حرامًا خلو القصائد
من وصفكن وعطب الكتب ؟

مراحب بالمشرقىّ ..

هذه القصيدة نظمتها من أيام وها هى بين أناملك فهات رأيك فيها ..

:)



محمد الحبشي 27-05-2009 07:39 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة الجنرال 2009 (المشاركة 645088)
شكرا على اختيارك للموضوع الجميل
اسعدني مرورك

مرحبا بك أخى الجنرال ..

تقديرى لإطلالتك

ريّا 02-06-2009 08:24 PM

أعطني الناي وغني فالغنا سر الوجود

وأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود

هل إتخذت الغاب مثلي منزلاً دون القصور

فتتبعت السواقي وتسلقت الصخور

هل تحممت بعطر وتنشفت بنور

وشربت الفجر خمراً في كؤوس من أثير

هل جلست العصر مثلي بين جفنات العنب

والعناقيد تدلت كثريات الذهب

هل فرشت العشب ليلاً وتلحفت الفضا

زاهداً في ما سيأتي ناسياً ما قد مضى

أعطني الناي وغني وانسى داء ودواء

إنما الناس سطورٌ كتبت لكن بماء



قصيدتك الرائعة ,,,,,,ذكرتني بهذه القصيدة التي طالما أحببناها
وشعرنا بالحنين للطبيعة وهدوئها
أنحني هنا لأبداعك وروعة نبضك........كن بخير ,,,,,,ريا

المشرقي الإسلامي 20-08-2009 10:29 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

أسنبلة النور ما لى أراكِ * تميلين فى رقصةٍ ذاوية
كأنك للشمسِِ خصلات شعرٍ * تدلّيتِ فى فتنةٍ طاغية
أفوق كفوفكِ روح العطاءِ * فأضنتك حباتها السّامية

ميز هذا الجزء التشبيه بالأنثى ثم الانتقال من أنوثة الفتنة إلى أنوثة العطاء والإنسانية وهذه سمة مميزة للشاعر وهي جمع أكثر من سمة في التشبيه.


مذهّبة البَضِّ فيها دلالٌ * كحسناء يذهل منها البصر
لها رقصة حول خِصر النسيمِ * على نغمٍ من بنات الشجر

ميز هذا الجزء التكامل والمراعاة للنظير في الشطر الأول من البيت الثاني رقصة حول ....والحالة الحركيمة المتمثلة في حرف الراء والأفعال الدالة عليلها مثل الرقص والذهول ومجيئها مضارعة أعطى نصك هذا حيوية فريدة .

http://img269.imageshack.us/img269/6639/57069061.jpg


أبين الثرى أنتِ ؟ بل أنتِ روحٌ * تطالُ الثريا كهذا النخيل
تعقيد في التركيب
سقتهُ الطبيعة كأس الجمال * فبات من السُّكرِ حرا يميل
وأطربه اللحنُ لحنُ الطيورِ * فها هو يهتزُ حتى الأصيل
كانت التعبيرات جيدة ولكنها غير مبتكرة
عرفناك للعُرب خِلاّ وفيا * تجود علينا بخير الثمر
فدمت أشمّا وقور المُحيّا * كريم العطاءِ طويل العُمُر


لابد للمدح في هذه الأبيات أن يضيف جديدًا كالتماسّ مع حالة إنسانية أو فكرة
رومانسية لكن كانت الأبيات عادية جدًا مصوغة صياغة شعرية .

http://img269.imageshack.us/img269/5964/433v.jpg


أتى الصبح يرفلُ فى النورِ تِيها * وفى ثغره العذب حلو ابتسام
ويسبحُ بين السكونِ ضبابٌ * سرت فى مراياهُ روح السلام
فلا تصغى إلا لهمس النسيمِ * ومعزوفة من هديل الحمام
ثمة خلل في الوزن لكن معزوفة من هديل الحمام تعبير مبتكر جميل للغاية فيه إعادة صياغة لهذا الصوت الذي نسمعه كل يوم ولا يسترعي انتباهاتنا .

ويشدو مع الصحو طير الحقولِ * ويسعى فبالرزق يأتى القدر
أتى كلُّ يومٍ برزقٍ جديدٍ * فما كان للطير أن يدخر

ربما يكون التساؤل عن علاقة الطير بالنخيل ما هي ؟ لكن العلاقة تأتي من عنصر الصورة الذي تحاول جمعه .
جميل أن تحاول وصف النخيل وما حوله من بيئة لكن الخلفية لابد ألا تكون أكبر من حجم الصورة . أي أن الأفضل أن تركز على الصورة الأساسية وهي النخل ثم تتطرق لباقي الأشياء من خلال علاقة ما كعلاقة الأم بالأبناء حتى تصبح العناصر المحيطة بالصورة داخلة في تركيبة الفكرة نفسها وليس مجرد الوصف فقط .


http://img268.imageshack.us/img268/945/34009374.jpg


ويعسوب نحلٍ يجوب الزهورَ * ليقطفَ منها الشّذى والرحيق
ورفُّ الفراشاتِ فى كل حقلٍ * يطاردها صبيةٌ فى الطريق
وتحت الشجيرة فى فِىء ظِلٍّ * أصيخُ لهمس النسيم الرقيق

لاحظ أن صورة النخيل بدأت تتضاءل في المشهد والأبيات السابقة هي كل ما فيها الوصف ، وحدث تداعٍ في الصورة أي أن كل صورة حولتك إلى صورة أخرى ولو ركزت على واحدة منها وجعلتها محور التجربة لازداد العمل قيمة وجمالاً .وهو جميل على كل حال
وهينمة الماء بين السواقى * بصوتٍ رخيمٍ لطيفِ الاثر
وزهر الرياحين قد ضاع عطرا * عليه القطيرات مثل الدرر


نفس الكلام ينطبق على هذه الصور غير أن الهينمة غالبًا شيء لا يفهم وهذا يخل
بجمال الصورة والواقع النفسي لها .

http://img268.imageshack.us/img268/719/14426922.jpg



وما فى المدينة غير غموض * الضباب وبوح النفوس الكئيب
ودنيا يُعشّشُ فيها السكونُ * وإن عَاثَ فيها الضجيجُ الرهيب
فأطلقتُ روحى إلى قريتى * وألقيتُ أثقال هذا الغريب

لو اتكأت على هذه الفكرة وهي التناقض بين الريف والمدينة لزاد العمل جمالاً واشتعالاً ، فالرومانسية التي تحبها لم تسر في دربها فقد تناولت َ موضوعًا رومانسيًا بروح الإحيائيين والذين لم يكن لديهم خيال كما الرومانسيين .



وفى الصبح فى أفق صبح جديدٍ * تُلوّنُ روحى طيوف المطر
وإن جنَّ حولى الظلامُ سأمسى * كأُهزوجةٍ تحت ضوء القمر


سحر المشهد طغى على العمل وعلى فكرك وقد وصلنا بالفعل هذا الشعور لكن المعالجة الفنية تعنى بأشياء أبعد من ذلك .
القصيدة كأنها مذكرات شاعر وفيها أحس خفة الظل وسماحة النفس وبشاشة الأسلوب والشعر لا يعارض ذلك ولا يختلف معه وإنما يحتاج إلى فكرة أو رؤية تعد محركًا للعمل
الأدبي .
عملك جميل ورائع أخي العزيز غير أنه بمنظور الإضافة الإبداعية بحاجة إلى المزيد من التفكير في فلسفة كتابة القصيدة .
دام قلمك وطاب عطاؤك ولك بعدد نخيل العراق كل الشكر والتحية .

فسحة أمل 20-08-2009 11:16 PM

السلام عليكم ورحمة الله

جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع الرائع

عندما رأيت كلمة القمح دخلت مباشرة , لأنني اليوم بالذات نصف قنطار من القمح قصم ظهري وأنا أجمعه فوق السطوح , وانقله إلى الاكياس.

يا سلام, فجاء الكلام عن القمح وكانني في حلم.

أسنبلة النور ما لى أراكِ * تميلين فى رقصةٍ ذاوية
كأنك للشمسِِ خصلات شعرٍ * تدلّيتِ فى فتنةٍ طاغية

أفوق كفوفكِ روح العطاءِ * فأضنتك حباتها السّامية

إنه إبداع ما بعده إبداع


شكرا جزيلا على الموضوع الروعة.


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.