حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   خيمة كتاب روائـع الخـواطر (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=66)
-   -   ولخاتون منا السلام (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=81872)

إيناس 02-12-2009 01:13 PM

ولخاتون منا السلام
 
رغم الغياب
سيبقى نحت بعض الأقلام
شامخا على جدران الخيام




خاتون
مشرفة سابقة
لخيمة بوح الخاطر
تاريخ التسجيل : 2006

إيناس 02-12-2009 01:14 PM

إلى من علمني كيف أرتشف القبلة من حد السيف


عبثا حاول الهراء أن يتسلل إلى مدينتي، أن ينهكني في دروبي... أن يتوهني عن ملجئي
فهل أصرخ في وجهه؟! أم أستعطفه بدموع حزينة، أم أصعر خدي له وأمضي؟!
لا أريد ان أهيم في الخواء، أو أحارب طواحين الهواء.
يبدو أني سأقف لأواجه شيطانا يتودد إلي....
سأتفاوض مع الممكن و المستحيل، مع المقبول والمنكر... ولكني لن استسلم.

هكذا علمني أبي.... أذكر أنه قال لي يوما:
قفي أمام العواصف.... ستمنحك العناد و الإصرار و حب الحياة،
سترتشفين طعم الحياة على أبواب الموت، فلا تستسلمي....

أذكر هذه الكلمات فأهم بالقيام إلى محرابي،
وأتذكر: ضعي نصب عينيك العسليتين حلما..... أملا...... بسمة.... يقينا....
و لا تلتفتي وراءك..... إنه هناك في انتظارك....

تتأملني سجادتي و كنت قد قاطعتها زمنا و تقول: النصر لا يأتي يا حبيبتي....
نظرت إليها بجبروت وصرخت:
لا يمكنك أن تزرعي اليأس في عروقي، ولا أن تبثي الشك في شراييني..
فأنا لا أمسخ ولا أموت مجانا.... وسأعلن لكل الوجود والمخلوقات: النصر آت....

نظرت إلي مشفقة وقالت: شعارك زائف يا أميرتي..... النصر أكبر من يأتي إليك....
قومي و اغتسلي من أدرانك و اركبي الرياح والأقمار والطحين والبنادق وأعلني:
أيتها الحرية أنا قادمة، فانتظريني ......




خاتون: عاشقة الحرية

إيناس 02-12-2009 01:15 PM

سلام عليك يا سجادتي
سلام على روح أبي التي أنارت لي درب الانعتاق



أبي... في كل يوم أقول إني ذاهبة إلى الحرية.. ولكني أجدها تنفر مني وكأني عدوى أو لعنة تطاردها...
والدي... هل كتب علي أن أظل ألاحقها وتظل هاربة من ظلي؟
ألأني عربية يا والدي؟ أم لأني ارتديت حلة الإسلام فلا حق لي في الحرية؟
لم يكبلون الحرية ويطفئون نورها؟

لم ألتفت ورائي يا أبي... ولكني أخاف من شبح يستقبلني...
لا تؤاخذني يا أبي على عثرة قلم... فلم أقصد أني خائفة، فما كان لابنتك أن تخاف من الآتي...
ولكن أخبرني يا أبي عن حياتك بعد موتك... وهل وجدت ضالتك هناك حيث الأمن السرمدي؟

والدي الحبيب... ها أنذا اليوم أناجيك حتى لا يعتريك شك في أني ما زلت على الدرب،
وأني لم ولن أخلع ثوب الكرامة والحرية...



سلام على عشاق العروبة والحرية
يوم يموتون ويوم يبعثون أحياء

خاتون: بنت الحرية

إيناس 02-12-2009 01:16 PM

ابقي هكذا.. واستمدي قوتك من طيف وكلمات والدكِ..

هكذا أوصاني القمر

انا على العهد يا قمري

لم يكن ابي رمزا للحرية فحسب.... كان هو الحرية
نظراته توحي بالانطلاق .... وحواراته تبعث على الانعثاق

وحين قرر أن يرحل، أهداني قلما ولوحا عليه آيات قرآنية
وقال: هزي رأسك عاليا واقرئي واكتبي، تساقط عليك أفكار الحرية

احمليها ولا تتعبي ...

احمليها، وستحملك إلى عالم الشرفاء
هناك... قد نلتقي في روضة الاحرار والشهداء




خاتون: من تحمل بيمناها عبئ الحرية

إيناس 02-12-2009 01:16 PM

السلام على عينيك العسليتين يا أبي


لن أقبلك في عينيك حتى لا نفترق وإن كان بيني وبينك بعد الحياة والموت...
ربما أكون أقرب إليك أكثر، ولكنك بعيد عني يا أبي...
منذ رحلت والغربة تلازمني...
اشتاق إلى عينيك ويديك الخشنتين... أحن إلى المشي إلى جانبك صباحا...
فهل تشعر هناك بالغربة يا أبي؟ وهل تنتظرني وتشتاق لي كما أتلهف لرؤيتك؟

كنت قادمة يا أبي، ولكني لم أتحرر بعد ولا أستطيع أن آتيك قبل أن أوفي بعهدي...
أرضي مستباحة، وسمائي ملوثة وجندي نائمون
وحتى أقاربي وجيراني في سبات يرقدون.

حبيبي.. هل تذكر ذاك الشقيق الذي ظللت ترقب فيه القوة والعزة والنخوة العربية؟
هل تذكر كيف كنت تحكي عنه روايات المجد والبطولة؟
قتلوه يا أبي... قتلوه وربما تلتقي به يوما هناك...
اغتصبوا منك ومنه ومني فرحة العيد..

لكن لا تخف يا أبي... فلست على الدرب وحدي..
فهناك ألف ألف عاشق للحرية
وألف ألف متيم بالأرض والقضية.

قد أتأخر قليلا يا أبي، ولكني لن أحيد عن الطريق.



خاتون: على العهد

إيناس 02-12-2009 01:30 PM

أوراق عاشقة
1


تعجز العبارات عن كشف ما كنت أود أن أقول
وربما لم أكن أريد أن أقول شيئا.
رغبات متضاربة تطوح بي في آفاق غريبة
ربما رغبة في المشي على الرمال
و ربما رغبة في رمي الحصى في الوادي
وربما رغبة في إحصاء عدد مقصورات القطار الذي يمر أمامي
وربما رغبة في أن أفرِّجكِ على صباي
ورغبة في أن أدوخكِ بأفكاري
ورغبات أخرى أخبؤها لك في حافظتي
ورغبة في البكاء لا أخفيها عنك...


لا أريد أن أبكي لأني لا أريد أن أشعر بالضعف و لكني لا أملك بدا من ذلك
ابتعدي قليلا عني... لا أريدك أن تقتليني
ابتعدي وامنحيني فرصة الجلوس إلى هذا العالم اللامتناهي
لا تشعريني بالعدم و انا أشاهد الملايين من المخلوقات تتحرك
تتحول.. تسير.. وانا هنا، لا املك أن اختار...
فكّي قيودي و امنحيني قوة أعدو بها بين الأشجار
ألتقط الرمان و الليمون و حبات العنب.
دعي الرياح تداعب خصلات شعري
وارفعي قناعك و تبرّجي حتي أعلن للكون أنكِ قاتلتي
ارفعي يديك عني علي أرفع صوتي مدويا فأصرخ أني أكرهكِ.
كفي عباراتك و طلاسيمك، و انظري إلي مرة واحدة
هل تستطيعين أن تواجهيني؟؟
أن تعترفي أنك تتنعّمين بتعذيبي؟ وتمرحين فوق جروحي؟؟
قفي مرة واحدة و اعترفي و لو للحظة هاربة أنك الحاجب عني
من ضياء الشمس ونور القمر وروح الصباح.

أكرهكِ و اكره ضعفي أمامك.. فهل كان الكره يوما مجديا؟
اخبريني كيف استطعت ان تملئي أوصالي حنقا
ولم اكن اعرف قبلك غير الحب والحرية والياسمين.

أيتها الافكار السوداء اللعينة ارحميني،
وتنحي جانبا علّ الريح تلامس خدي فتحييني،
وعلَّ المطر ينساب فيمسح أدراني.

مهلا
انتظري ولا ترحلي قبل ان تودعيني
فقد أموت إذا لم تقتليني...


خاتون: دمعة على الرمال

إيناس 02-12-2009 01:32 PM

أوراق عاشقة
2


أصبحت أرجو الرحيل من نفسي، من أيامي ومن شواطئي...
أصبحت أتأمل في المغيب والأفول وشمس الأصيل...
استوقفتني آية: واقصد في مشيك.. فوقفت وتأملت في معناها.

هل يكون القصد هنا أن يكون لي هدف،
فلا أظل متسعكة بين أفكار تحييني وأفكار تذبحني،
بين حلم جميل رسمته في أفقي ولوحة سوداء رسمتها لتكره رؤيتي...
فقررت أن يكون قصدي أمل برؤيته في الأفق قادما في الزحام،
يحيي آمالي إذا صارت رميما ويعانق دمعاتي إذا صارت أنينا.

ثم قلت هل يكون المعنى أن لا أتبختر، فسخرت من حالي،
أنّى لامرأة أذابها الهوى وأتعبتها المسافات أن تتبختر...
أنّى لي أن أطأ الأرض إلا بأشباه خطى.. وروح مهزومة من ثقل أشجاني...

لن أطيل في هذا التخبط، وسأسافر إلى القرطبي وأعود ...

عدنا

اقصد في مشيك: توسّط فيه، بين الإسراع والبطء...

إذن علي أن أجمع شتاتي حتى لا أدب دبيب المتماوتين فيرجمني المتسولون في الحي ظانّين أني أزاحمهم في رزقهم،
ولن أثب وثوب الشطار حتى لا يعدو ورائي أطفال الحي ظانّين أني فقدت ما تبقى من ثباتي ...




خاتون: المسافرة في عينيك

إيناس 02-12-2009 01:34 PM

أوراق عاشقة
3


حاولت جاهدة أن أركب بساط الصمت
فانفلتت جمل من هنا وهناك معلنة التمرد
فحاولت مرة أخرى
فانفلتت دمعة حفرت أخاديد في وجهي
فتجاوزت الفكرة وقلت: لن أحاول مرة أخرى أن أخنق القلم أو أثبطه
فربما ينعشني أو يشيح القناع عن اشياء لم استطع أن أفك رموزها

كثيرا ما سألت نفسي لم لا أستطيع أن ألزم الصمت قليلا
ألأن الناس يحرضونني على الكلام؟ أم إنها صفة ورثتها؟
لم يكن أبي كثير الكلام ولم أكن اجالس أمي كثيرا
خطر ببالي جواب ساخر
فربما لأني امرأة ولسان المرأة آخر عضو يموت فيها
على أي، لن أضع مسؤولية هلوساتي على أحد، ولن احاول ان اجيب نفسي
فأنا لا احب الصمت ولا أفكر أن أتوب عن الكلام إلى أن يثبت جرمه.

أريد أن أملأ الكون ابتهالات، وأناشيد ثورة، وكلمات عشق، وألحان حب
حتى لا تصير لحظات الصمت إلا تأملات في تلك الكلمات
وأريد للكلمات أن تمشي مبتسمة ترفع الرايات البيض
وتقبل الاوراق الخضراء والصفراء، وتعانق الحروف القرمزية
وهنا وهناك تلوّح بإيماءات مفعمة بالامل
وقبلات للمارين على عتبات الحروف والسائحين في صوامع الكلم.




خاتون: امرأة على بساط الكلمات

إيناس 02-12-2009 01:35 PM

أوراق عاشقة
4



أراني اليوم عارية كالبحر... أتجلى بابتساماتي وثوراتي...
أتعرى من صمتي وركوني في زاوية مظلمة من نفسي...
أنا هنا اليوم لأصرخ أمام الأمواج العاتية
وأعدو خلف ظلي على الرمال الذهبية
وأتعثر بظلي فتتبلل مشاعري وتنتشي طفولتي
وأنام هائمة بالفرح تحت نور الشمس
وأستيقظ على إيقاع اطفال يتصايحون ويعدون خلف فرحهم.

أنا هنا اليوم لأعلن بصوت عالي أني
سأقتلع بعضا من جذوري البائسة
وأعانق المطر والشجر وابتسامة المساء
سأغني للقمر ألحانا أندلسية
وأدوخ النجوم بأهازيج أطلسية
وأوشّح الشروق بمناديل حريرية

وأعدو وأعدو

فالحقوني، وعلى درب العبور صلوني
وسامحوني، وعلى شجرة الحياة اصلبوني




تحياتي
خاتون: شظايا امرأة

إيناس 02-12-2009 01:36 PM

أوراق عاشقة
5



خرجت من بين أضلعي أسير في الطرقات الواسعة
خرجت ورغبة في البكاء تتعبني
كنت أريد أن أجده ليعانقني، فطوقتني الأمطار بإكليل من دموع
هربت منها حتى يسمع الكون نحيبي وتعانقني الأشجار والغابات
فوجدتها، سبقتني تعانق الأرض والزهر وتبكي بحب وشوق
فقد أمعَنَت في الرحيل حين لم تسمع إلا بعض الأشجار تناديها

كنت أحبها وأشتاق إليها ولكني اليوم لا أريدها
فقد أخذت مني حضن الأرض وفرح الورد ونسيم الود
سرقت وحدتي وأشغلت الرياح عن ملامسة خدي

ولأني لا أعرف غير الحب والياسمين
سأسامحها وأرمي رغبتي العنيدة في سريرتي
حتى لا أفسد طعم فرح الحجر والشجر في غابتي



خاتون: خائفة من المطر


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.