حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   الخيمة الساخـرة (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=45)
-   -   شبــــــــــح الشيخوخة (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=68775)

youcefi abdelkader 13-02-2008 11:43 PM

شبــــــــــح الشيخوخة
 
قال الراوي يا سادة يا كرام
ثم إن المرأة لما رأت وجهها في المرآة ،وجدته ينحدر نحو قاع الشيخوخة مبكرا. رغم كل ما وصف لها من وصفات شعبية ،كالطلاء بزيت الزيتون بعد غسل الوجه بالماء الساخن ،ولم يجدي ذالك نفعا مع شبح الكبر الذي جثم على وجهها كالوحش ليحرمها من آخر لمسة جمال ، و جلب لها التعاسة و الخوف الشديد على ديمومة العشرة الزوجية مع الأستاذ'علي "الرجل الرشيق"كما يصفه زملاءه في المدرسة .
إغتنمت فرصة غياب بعلها ذاة يوم ،فخرجت و في جيبها كل ما تبقى من الراتب الشهري لزوجها و أسرعت نحو حلاقة البلدة تبغي شبابها .شرعت الحلاقة 'ميمونة 'في إصلاح ما أعقب الدهر من وجه المرأة،ومرت ساعات و ساعات و هي منكبه على الوجه تحاول إخفاء بعضا من تلك التجاعيد العميقة كالأخاديد المتراصة على الجبهة ،بما توفر لديها من مساحيق عجيبة و مراهم صنعتها مخابر بني الأصفر ،ثم غطت الوجه بقناع ينفث بخارا ساخنا و راحت تضرب وجنتيها ضربا خفيفا ،غير مبرح لعلهما ينتفخان و يتوردان من جديد ،ثم تناولت مقصا و عمدت لجذائل شعرها الطويلة فأبادتها عن بكرة ابيها و صبغت بالأصفر ما تبقىو صففته بطريقة عجيبة .


ما ان انتهت الحلاقة من مهمتها حتى هرعت المرأة للمرآة. كم كانت دهشتها عظيمة و هى ترى ذالك الوجه و قد عادت اليه مسحة من الجمال أفتقدها أعوام و إن كان مآلها الي الزوال كحال الدنيا كلها، فسرعان ما تختفي إشراقته مع أول شفطة بالماء و يعود الواقع المرير ليطفو على السطح من جديد .
أفرغت المرأة ما كان في جيبها من أوراق نقدية تجهل عددها و عادت لدارها بخفي حنين لتصل قبل قدوم زوجها فتصنع مفاجئة العام الجديد بهذه الخرجة المكسيكية الجديدة.لكن و لسوء حظها فلاستاذ عاد مكفهر الوجه بعد سويعات قضاها في العرض على مفتش مادة الرياضيات تصبب فيها عرقا رغم برودة الجو و تلعثم لسانه و حاد عن الصواب فلم يأخذ من المفتش غير توبيخ عنيف أضيف لسجل إخفاقاته في الدنيا .
لم يلفت انتباهه غير شعرها الأصفر فأنكر عليها ما صنعت به و عاتبها عتابا شديدا .لم تجد غير الدموع تدفقت من محاجرها لتجيبه بها في انتظارتأجج غضبه و إنفجاره كالبركان حين يتفطن لاختفاء مبلغ كبير من الراتب كان ينوى تسديد فاتورة الكهرباء به .:New2:

الوافـــــي 14-02-2008 05:05 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة youcefi abdelkader
لم يلفت انتباهه غير شعرها الأصفر فأنكر عليها ما صنعت به و عاتبها عتابا شديدا .لم تجد غير الدموع تدفقت من محاجرها لتجيبه بها في انتظارتأجج غضبه و إنفجاره كالبركان حين يتفطن لاختفاء مبلغ كبير من الراتب كان ينوى تسديد فاتورة الكهرباء به .:New2:


هو ذاك حال " معظم " الرجال في عالمنا ( للأسف )
يحملون هموم الخارج ليصبوها في الداخل
فينعكس ما كان خارج أسوار المنزل على ما بداخله

ورغم الإبتسامة التي صاحبتني وأنا أقرأ النص
إلا أنها كانت إبتسامة ( ألم ) من تصرفاتنا
وقد آن أن نعترف نحن معشر الرجال أننا لا نحسن التصرف ( أحيانا )

شكرا لك أخي الكريم / يوسف عبد الكريم
وأتمنى أن نراك هنا بإستمرار لتمتعنا بقلمك الرائع
وأن لا تتأخر عنا كثيرا كما فعلت في المرة الماضية :)

تحياتي

DR.ali 14-02-2008 08:29 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما أجمل ما وصف ها هنا يعايش الواقع

رعاك الله

zamzams 15-02-2008 02:53 PM


الراجل لم يعرف انه خسر الكثير:New6: .

ولا اعني هنا ثمن فاتورة الكهرباء

دمت بخير


zamzams 15-02-2008 03:06 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة الوافـــــي





إقتباس:

ورغم الإبتسامة التي صاحبتني وأنا أقرأ النص
إلا أنها كانت إبتسامة ( ألم ) من تصرفاتنا
وقد آن أن نعترف نحن معشر الرجال أننا لا نحسن التصرف ( أحيانا )



وشهد شاهدا من اهلها. و اخيرا اعترفتم!:New2:

لكن, ((احيانا)) اخي الوافي!!!! !!؟؟:New5:
صدق من قال :
الرجال ينظرون لانفسهم بنظارة وردية:New6:


youcefi abdelkader 15-02-2008 08:06 PM

شكرا لكم على كرم المرور و جميل ما كتبتم
لكم مني تحية
و اوصيكم بالنساء خيرا و اوصيكن بطاعة الرجال.
و لا مانع من الضرب الغير مبرح :New2:


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.