حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   خيمة الفـن الملـتـــزم (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=71)
-   -   أنطونيو لوسيو فيفـالـدي (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=83160)

الفكرون 04-03-2010 01:52 PM

أنطونيو لوسيو فيفـالـدي
 
04 مارس 2010
الذكرى 332 لولادة الموسيقار العالمي فيفالدي.


ولد أنطونيو فيفالدي في البندقية يوم الرابع من شهر مارس عام 1678 وبدأ حياته عازف بيانو في الكنائس مع أبيه وعمه وقد عمل على أن يصبح كاهنا في عام 1703 إلا أنه سرعان ما ابتعد عن الأمر واتجه نحو الموسيقى بكل أشكالها حتى أنه كتب مئات الأعمال في حياته ما بين كونشرتو وقداس وأوبرا، وقد كانت أعماله تمثل نقلة حقيقية في الموسيقى الايطالية أدخلتها إلى موسيقى العصر الحديث. ويذكر عدد مهم من النقاد أن فيفالدي كان باستمرار يستقي إيقاعات البحر بمختلف أحواله ليضعها في مؤلفاته الموسيقية الرائعة. وقد كان لفيفالدي أعمال أوبرالية رائعة عديدة إلا أن الكثير منها نسيت بسبب طغيان أعماله الأخرى الرائعة منها أوركسترا (الفصول الاربعة) التي خلدت فيفالدي وما زالت تعزف حتى يومنا هذا في مختلف القاعات العالمية، وتفيد أهم الاحصاءات لأعمال فيفالدي أنه كتب 46 أوبرا إلا انه يمكن القول أن أشهرها وأهمها كانت أوبرا (الأولمبياد). وحكاية هذه الاوبرا تتحدث عن ملك يدعى كليستان والذي يعد الفارس الذي يحقق الفوز في الألعاب الاولمبية بالزواج من أريستيا إلا أن هذه البنت تحب فارسا آخر هو ميغاكل في حين أن ميغاكل لا يبادلها المشاعر نفسها بينما يقع الفارس ليسيدا في حب اريستيا وهو صديق مقرب لميغاكل، وليسيدا هذا يعرف أنه لن يتمكن من الفوز بالأولمبياد لذلك يطلب من صديقه ميغاكل أن يدخل الألعاب بدلا منه، ويوافق ميغاكل من أجل قيم الصداقة الحقة ويحقق الفوز بالفعل، ولكنه يكتشف حب اريستيا الكبير له ويقع بين حجري الرحى، فيحاول إقناعها بالزواج من صديقه ليسيدا، إلا أنها لا تقبل بذلك، فيقرر ميغاكل أن ينهي حياته لكي تنتهي المشكلة. وفي هذه الاثناء العصيبة تظهر شخصية آرجين خطيبة ليسيدا الحقيقية والتي تقوم بكشف تفاصيل الموضوع بأكمله للملك كليستان، فيعتبر ما حصل إهانة له فيقرر نفي ليسيدا إلى خارج المملكة، فيرفض ليسيدا ويفضل الاعدام على ذلك، وهنا تعود آرجين للتدخل لدى الملك حيث تكشف أن ليسيدا هو إبن للملك والذي كان مفقودا منذ طفولته، وبالتالي يكون كل من ليسيدا وأريستيا أخوين فلا يجوز لهما الزواج وهكذا تصل الأوبرا إلى نهاية سعيدة حيث تتزوج آرجين من ليسيدا وأريستيا من ميغاكل. وتعد النهاية السعيدة إحدى التجديدات التي أدخلها فيفالدي في أعماله على الأساطير الإغريقية والتي دائما ما تنتهي بنهايات مأساوية.
وقد كانت ألحان فيفالدي في هذا العمل مفعمة بالمرح بعيدة عن التأملات النفسية العميقة وقد كان عمله هذا عبارة عن استعراض لقدراته الموسيقية المتفوقة وامكانيته في صياغة الالحان. وكان فيفالدي الملقب بـ إل بريتي روسو "القس الأحمر" مخلصا لفنه وآرائه دون أي مزايدات وهذا ما كان سببا في موته فقيرا معدما لا يملك شيئا من حطام الدنيا، وقد غادر الحياة في 28 يوليو عام 1741 ودفن في مقابر الفقراء كما دفن موزارت دون أي كلمة وداع.


عن صحيفة النهار العراقية بتصرف.

الفكرون 04-03-2010 02:04 PM

للاستماع أو التحميل

"أوكسترا الفصول الأربعة"

الربيع

الصيف

الخريف

الشتاء

ياسمين 06-03-2010 02:18 AM

صحيح أن معظم المبدعين الحقيقيين يغيبون عن دنيانا في صمت

لكنهم يملكون أهم ما نفتقده نحن من حس عميق متدفق بوهج الحياة وأسرارها الدفينة..

اختيار رائع يا فكرون شكرا لك.:rolleyes:

ALMASK 06-03-2010 03:47 PM

ازهى يا الفكرون في بلاد السلاطة

الفكرون 18-03-2010 01:11 PM

شرح الفصول الأربعة لفيفالدي :

تعتبر بعض اعمال فيفالدي للكمان والالات الوترية الاخرى من ارفع المؤلفات الموسيقية الممثلة لعصر الباروك في ايطاليا, حيث انه من بين مايربو على المئتي كونشرتو للكمان كان قد كتبها فيفالدي في مراحل زمنية مختلفة, تحتل كونشرتات الفصول الاربعه المكانة الارفع والاشهر والاكثر شعبية على امتداد عصور نمو وازدهار الموسيقى الكلاسيكة والى يومنا هذا في اوروبا والعالم اجمع.

تتالف مجموعة الفصول الاربعة من اربع كونشرتات قصيرة تم كتابتها في بدايات القرن الثامن عشر, حيث تمثل كل كونشرتو فصلا من فصول السنه وتتالف من ثلاث حركات موسيقية, الاولى سريعه والثانيه بطيئه والثالثه سريعه ايضا, كما هو متبع في مثل هذا النوع من الاعمال الاوركسترالية. ان تجارب محاكاة الموسيقى للطبيعة كانت ترافق تاريخ التاليف الموسيقى في كل عصوره , فقد كتب بيتهوفن سمفونيته السادسه الريفيه ليعبر بها عن تجاربه مع الطبيعة بعيدا عن ضجيج المدن وصخبها, وكذلك عبر شتراوس بصدق بالغ في موسيقاه الشهيره (دون كيخوت) عن طبيعة الحياة الريفيه وايقاع الحياة فيها, وغيرها الكثير من التجارب الموسيقيه التي لايتسع المجال لذكرها الان. على اية حال, فان فهمنا لهذه الكونشرتات سوف يتعمق و احساسنا بالجمال والابداع البوليفوني في هذا العمل الفذ سوف يزداد من خلال التأمل في معاني القطع الشعريه (السوناتات) التي يعتقد بأن فيفالدي او احدا من زملائه كان قد كتبها لتكون مقدمة لهذه الكونشرتات الاربعة.

في (سوناتة) فصل الربيع فصل البهجة والسرور, تغرد الطيور وتصدح حناجرها باغاني الفرح والحياة المتجدده ومع نسمات الربيع العذبه تتمايل سنابل القمح الشامخه بنعومة وسط المروج الخضراء وتجري المياة في الجداول والانهار بصفاء وروية, وبين تلك المروج وعلى اصوات حفيف اوراق الشجر كان يرقد الراعي الصغير وبجانبه كلبه الوفي, وعلى انغام مزمار ريفي صادح قام ومعه ثلة من رفاقه الرعاة يرقصون بحب مع حوريات الربيع الحسان.

وفي( سوناتة) الفصل الحارق فصل الصيف, وتحت اشعة شمس لاترحم, تنهك الرعاة والقطعان معا وتحرق اوراق اشجار الصنور, كانت جموع الدبابير والهوام الغاضب تطارد الراعي الصغير الذي كان يفر منها هاربا الى داخل كوخه الخشبي. وبعد عدة شهور وفي يوم غائم بعض الشئ تبرق السماء وترعد لتعلن بذلك قدوم فصل جديد من فصول السنه.

( سوناتة) فصل الخريف تحكي كيف كان القرويون يبتهجون ويرقصون بحلول موسم الحصاد وكيف كانت تقرع كؤؤس الشراب بفرح غامر في تلك الليالي التي تنتهي بنوم عميق واحلام سعيدة. وعند مطلع الفجر كان الصيادون ينطلقون حاملين معهم بنادقهم وسهامهم وترافقهم كلابهم الوفية بحثا عن الصيد وتعقبا للطرائد التي كانت في اخر المطاف ورغم محاولاتها المحمومه تقع فريسة لهم.

اما( سوناتة) فصل الشتاء فتحكي لنا كيف كانت الرياح البارده والعواصف الثلجية تجعل هؤلاء القرويين يرتجفون من الصقيع وتصطك اسنانهم وتتجمد اطرافهم مرغمة اياهم على ان يلوذوا بالمدافئ متحلقين حولها كي يحتسوا الشاي الذي عله يبعث بعضا من الدفأ بين اضلاعهم وهم يسترقون السمع لزخات المطر والبرد التي تنهمر بغزارة خارج اكواخهم الخشبية المتواضعه.

عودة لموضوع التأويل الموسيقي للقطع النثرية او الشعرية( السوناتات), فانه من المعروف ارتباط النص المكتوب للاوبرا او العمل الغنائي مع الموسيقى المنبقه عنه ارتباطا وثيقا. يختلف الامر بالنسبه للعمل الاوركسترالي حيث هناك هوة بين الموسيقى التي يغلب عليها الطابع التجريدي والنص الذي كتب لها, ولكن من خلال الاستلهام لمعاني هذه السوناتات مع الاستماع المتأن للكونشرتات الاربع يتكشف لنا مدى الجهد العبقري المبذول من قبل فيفالدي لملأ تلك الهوة التي غالبا ماتنشأ بين النص المكتوب والموسيقى الاوركسترالية المرافقة له. لذا فان الشهرة الواسعه لهذه الكونشرتات جاءت من قدرتها على الانتقال بالمستمع الى عالم الحياة الريفية والاندماج في حوار باذخ مع الطبيعية في جميع اطوارها وتحولاتها وذلك من خلال جمل موسيقيه مذهله تجاري في بلاغتها بلاغة اللغة التي كتبت بها القطع الشعرية (السوناتات) نفسها.


د. زيد الحمداني


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.