حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   دواوين الشعر (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=33)
-   -   ديوان الشاعر نزار شهاب الدين (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=78742)

المشرقي الإسلامي 19-05-2009 05:58 PM

ديوان الشاعر نزار شهاب الدين
 
بسم الله الرحمن الرحيم



تحوي هذه الصفحة بعضًا من قصائده وليس قصائده كلها ، أحاول ما استطعت تجميع ما يتيسر لي ، وأرجو أن يكون في هذا الديوان ما ينفع ويفيد شعراءنا الخيميين لا سيما الشباب والذين يتلمسون
خيوط النور في مشوارهم الأدبي الطويل وفقهم الله جميعًا .
سجدة

يرتدي الحبُّ معطفي

أتدفّأْ!

يعزف الغيمُ نبضَه في وريدي

يبسط العشب وجهَه للسجودِ

بينما كنت بالشذى

أتوضّأْ!

قُبلة العشبِ

دفؤها في جبيني

(ربيَ الأعلى)

في دمي تتلألأْ

ينسج الغيث طينةً

مثلَ أمي!

تغمر الوجه ظلمةً

تتضوّأ

(كيف ضيعتُ في الوقوفِ

حياتي

وحياتي

من سجدة الروحِ

تبدأ؟!)

أنا من خالط اشتهائي

نقائي

أدفن الطينَ

في دمِ الطينِ

أبرأ

أعرف الآن كيف أحيا سجودًا

رافعَ الرأسِ

بينما الكلُّ

طأطأْ!

المشرقي الإسلامي 19-05-2009 06:02 PM

لماذا أسافر عنك بعيدًا ؟


لماذا أسافر عنكِ بعيدًا؟
لأشتاقَ؟!
يا للسخافَة!
لأرتاحَ؟
تلك خرافَةْ!
لأشفَى؟
و هل أنت آفَةْ؟!
و هل خَطَّ قلبي على دربِك المستحيلِ انحرافَهْ؟!
ألم تسمعي عن هروب المخافَةْ؟
ألم تشعري في عناقِ الوداعِ دبيبَ ارتجافَةْ؟
ألم تلحظي - طولَ عشرينَ عامًا -
غيابَ ابنِكِ العبقريّ شديدِ النّحافَةْ؟
ألم تسألي عنه أصحابَـهُ؟
زملاءَ الدراسةِ؟
جيرانَـهُ؟
من يُصَلّونَ في مسجدِ الحيِّ؟
بائعةَ الخبزِ؟
عاملَ مصلحةِ الكهرباءِ؟
رجالَ النظافَةْ؟
ألم تسألي أحدًا عن شعيراتِه البيضِ تلكَ
متى وُلِدتْ؟
عن أُحَيْلامِهِ الخضرِ تلكَ
متى وُئِدتْ؟
عن قصائدهِ السّودِ تلكَ
متى كُتبتْ؟
و متى حُرقتْ؟
عن عيون حبيبته الذهبيةِ
كيف ذوتْ؟
ألم تسألي لم ألغَوْا زفافَهْ؟!

***
على شاطئ الغربةِ السرمديِّ
أسائلُ نفسي
"متى سوف ننسى؟"
و أرمي حصاةً إلى الماءِ
"إن غرِقَتْ سوف أنسى"
و تغرقُ ..
أذكر لهوي على عُشبكِ المستظلِّ
بأروع شمسِ
و أرمي حصاةً
فتغرقُ
أذكر أيامَ درسي
مُدَرَّجَ كُلِّيتي
دفتري و طلاسمَ شرحٍ كأروع طمسِ!
رفاقَ جنوني و ضِحْكًا سرقنا براءتَهُ من طفولةِ أمسِ
حصاةً .. و تغرقُ
همْساتِ حبي العذارَى
متاهاتِ شكّي و يأسي
حصاةً .. و تغرقُ
لحظةَ قالتْ: "أحبكَ" في نصف همسِ
حصاةً .. و تغرقُ ..
لحظةَ حدّدتُ ميعادَ عرسي
حصاةً ..
و تطفو ..
و أذكر أولَ ليلةِ حبسِ
عصابةَ عينيَّ
قيدي
اقتيادي
سؤالَ التهكمِ
صوتَ الصّلافَـةْ:
"تُصَلِّي إذنْ؟ .. أينَ؟
من شركاؤكَ؟
من يشهدونَ صلاةَ التهجّدِ؟
من يحضرون دروسَ الحديثِ؟
و من يعرفون بعصر الخلافَةْ؟
و أذكر سبعةَ آلافِ ليلٍ
بلونِ السّياطِ
و طعمِ الدّماءِ
و رائحةِ البغضِ وسْطَ دُخَانِ اللفافةْ
ألم تعرفي كيف خَطَّ اعترافَهْ؟!

***
أعودُ؟ متى؟
أنتِ قولي متى ..
فما عادَ قلبي شديدَ احتمالٍ
و ما عدتُ ذاكَ الفتى
و ما عاد بيتيَ بيتي
و لا الحيُّ حيِّي
و لا الناسُ ناسَهْ
فهل تحرسين دمي مِن كلابِ الحراسَةْ؟
و هل تسمحين ببيتٍ له في حديقة قصرِكِ
كي تسمعي صرخةَ الخوفِ إن جاء من جاء يومًا و داسَهْ؟
و هل تأذنينَ
إذا ما اختلفنا فعاتبتُ قلبَكِ
ألا أُزَجَّ بقبوِ النَّجاسَةْ؟
و ألا يساقَ بنيَّ لسوقِ النِّخاسَةْ؟
متى؟؟
لا تمُدِّي يدَا
أشيري بطرفٍ خفيٍّ
و سوف أمدُّ يدًا
و يدًا
و يدَا
و سوفَ أمدُّ الخطى
أتجاوزُ ذا النهرَ
ذا الدهرَ
ذاك المدَى
أتجاوز حزنينِ
لا حسبُ حزني
و حزنَ الذي ضاع مني سدى
و أعود فتىً أمْرَدَا
بريءَ الرؤى
أسودَ الشعرِ
غضَّ الملامحِ
يزرع أحلامَه الخضرَ فيكِ
فـتُنبِتُ في كلِّ يومٍ غدَا
و تُـنبِتُ كلَّ غدٍ موعدَا
و عندَ المغيبِ
على شاطئ النهرِ
يُلقي حصاةً
يُـقَـبِّـلِها الماءُ
تصبحُ زنبقةً من ندَى
فتبتكرُ العشقَ
ترتجلُ الشوقَ
تحتضن الأمدَا
و فيكِ تسافرُ دونَ هدى

المشرقي الإسلامي 19-05-2009 06:11 PM

سندريلا


أتعبتْها تداعياتُ العذاباتِ
الجراحاتِ
في الجفون البريئةْ
ذبحتْها
تساقطت يدُها
السيفُ
القتالُ
المناوشات الجريئةْ
سندريلا
يا دفقةً من دمِ الناسِ إلى الناسِ
يا زمانَ المروءةْ
سندريلا
كان الجميع انتظارًا واحتضارًا
وكنتِ أنتِ النبوءةْ
لا تغيبي!
فالحفل دونكِ أعمى
يسرع الخطو نحو جُرف الخطيئة
أقبلي و اقرئي عليه رؤى الطهرِ
افْجُري النبعَ
علّميهِ وضوءَهْ
هل ترينَ؟
الكئوس تطفر بالنور المعطرِ
والدّنان مليئةْ
هل ترينَ؟
اقرئي اقرئي
ها هي الظلمةُ تعدو إلى الزوايا الخبيئةْ
اقرئي
وانتشي
وثوري
وغنّي
اغمسي القلب في الثواني المضيئةْ
دقت الساعة الأخيرةُ
فابقَيْ!
إنما ذاكَ وقتُ موت الدنيئةْ!

المشرقي الإسلامي 19-05-2009 06:12 PM

في القطار
1-

تَتَابُعُ الحدائقِ الخضراء و المباني
و لهفةُ القطارْ
و عَدْوُهُ اللاهثُ بي تجاهَ هذه الأماني
يا للخداعِ .. يا لغصة الضياعِ!
ما لها حين تراني
تفر دون نظرة الوداعِ!


الشاعر نزار شهاب الدين 2-

تتابع الحدائق الخضراء و المنازل الكالحةْ
و هِزّةُ القطارْ
كأنني أقرأ فطرتِيْ التي حاصرها الغبارْ
أعماليَ الصالحةَ الطالحةْ
طفولتي الطامحةْ
قبوَ المدينة الذي لا يعرف النهارْ
يخنقني الشعور بالهزيمةْ
(تفاحة الجيرانِ .. لونها المثيرُ للجريمةْ)
و هِزّةُ التردد الأثيمةْ
و شهوة الثمارْ

3-

تتابع الحدائق الخضراء و المنازل القصورْ
تسألني مضيفة القطار عن شهيتي
تسألني عما أريد للفطورْ
زينتها المفرطة الرخيصةْ
و بسمةٌ تفرضها عند الصباح صيحةُ المديرْ
و خوفُها على الصغيرْ
ذاك الذي يكرر الأسئلة العويصةْ
عمّن يبعثر النقود في صباح كل يومٍ
ثم لا تسقط إلا في حدائق القصورْ
عن أمه التي توزع الطعام في أناقةٍ
و حين يبكي جائعًا تحكي له – باكيةً – عن عائد اليوم الفقيرْ
تسألني عما أريد للفطورْ
أريد حلوى .. للصغيرْ

4-

تتابع الحدائق الخضراء و الحدائق الخضراء و الحدائقْ
اعبرْ بنا يا أيها القطار هذه المفارقْ
جاوزْ بنا المشارقْ
لعالمٍ ثاني
سماؤه كاللؤلؤ الرائقْ
و أرضه حدائقٌ حدائقْ
لا تعرف المباني

المشرقي الإسلامي 19-05-2009 06:16 PM

بــراءة
نزار شهاب الدين

(1)
أقبل عطر الزهور الأخير فتغزوه رائحة من عطن
ألملم ضوء النجوم الفقير فينسل من راحتي كالزمن
وتجتاحني الذكريات قتامًا
لقد مرّ –يا حزنُ- خمسون عامًا
وآن انتحارُ الورود، ارتحال النجوم عن البلد المرتهن
لأن النجوم تهاجر حين يصير ثرى الأرض ذكرى وطن!
(2)
تقبل أبناءها النائمين وعند فراش أخيهم تقف
تمسد خصلاته النافرات وعزمًا بنور الجبين يرف
تنفس –منذ تنفس- نارا
تعلم كيف يكون انفجارا
وحين تعلم في الدرس (مات) أضاف إلى مبتداها الألف
تنام وتحضن براد الفراش وذكراه في قلبها ترتجف
(3)
"لنا موعد بعد وقت قليل لكي نقرأ القدر المستحيل"
ويمضي الرفاق.. ولكن قلبي يفور كعاصفة من صهيل
فأكسر كل قيود (انتظر!)
وأهرب.. أعدو ورائي .. أفر!
خيوط الدخان تطير بروحي إلى وجه أمي الحزين النحيل
فتبهتُ.. تهمس باسمي.. تبكي .. تزغرد دمعتها إذ تسيل
(...)
تنفس –منذ تنفس- نارا
تعلم كيف يكون انفجارا
وحين تناثر .. حين تقاطر .. لم يبق إلا الجحيم النزق
تنام وتحضن برد الفراش وذكراه في قلبها تحترق


المشرقي الإسلامي 19-05-2009 06:23 PM

ورقة
(1)
الطابقُ العاشرُ بعدَ الطابقِ الأخيرْ
لا بدّ أن أقابلَ المديرْ ...
في البدءِ كانت ورقةْ
أحملها بمنتهى الثقةْ
أدفعُ عني سطوةَ الشمسِ بها
أو أُبعدُ الذبابةَ المقلقةْ
أرفعها تحيةً للأصدقاء في مرحْ
فيسألون في فضولْ
لكنني – دونَ اكتراثٍ – أقولْ
"ليست سوى ورقةْ"
... علمتُ فيما بعدُ أنني
غِرٌّ جهولْ!

(2)
الطابق العشرون بعد الطابقِ الأخيرْ
"معذرةً سيدتي .. هل تعلمين أين مكتبُ المديرْ؟"
في البدء كانت مصلحةْ
أوقفني ببابها شيخٌ
ثيابه ورقْ
و فوقَها مرسومةٌ بالحبر رَبطةُ العنقْ
"يا ولدي .. خذ من (أخيك) حكمةً صالحةْ
لا يعرف الوصول من لا يعرف الأملْ
فانزعْ عباءةَ المللْ
و اقرأ على أوقاتك الفاتحةْ
يا ولدي
رياضتان لا غنى للمرء عنهما
الجريُ و المصارعةْ
ما خاب من كانا معهْ
في هذه المعركةِ الطامحةْ

(3)
الطابقُ المليونَ بعد الطابق الأخيرْ
لا بد أنه الحبورْ
ما لي أحس أنني أطيرْ؟!
أم أنه فيضٌ مباركٌ
من مكتب المديرْ؟؟!
في البدء كان مكتبُ المديرْ
و قبله أصابعٌ تشير دائمًا لأعلى
و سُلّمٌ لا يرحم الشيخَ الكبيرْ!
نزعت من ملابسي قصاصةً من ورقْ
جفّفتُ عن جبينيَ العرقْ
أَعَدْتُ رسمَ رَبطةِ العنقْ
قرأتُ – في صوتٍ خفيضٍ – سورةَ الأعلى
طرقتُ بابهُ
فتحتُ في كلِّ هدوءٍ و (أدبْ)
لكنه أشار أيضًا في هدوءٍ و أدبْ
للطابق الأعلى ...!

(4)
مرتْ جوارَ كتفي طائرةٌ .. فلم أبالِ
لوّث سترتي ترابُ نيزكٍ
فلم أبالِ
أشار لي ركابُ مكوكِ الفضاءِ من نوافذِهْ
فلم أبالِ
قد قال لي الفَرَّاشُ
– بعدما حشوتُ جيبَهُ –
أنْ واصِلِ الصعودْ
و هكذا أُواصلُ الصعودْ
في حكمةٍ و طولِ بالِ ...

عادل محمد سيد 12-07-2011 12:21 AM

http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/gazak.gif


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.