حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   صالون الخيمة الثقافي (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=9)
-   -   السعادة .. نازك الملائكة (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=78731)

محمد الحبشي 19-05-2009 09:30 AM

السعادة .. نازك الملائكة
 
البحث عن السعادة


قد بحثنا عن السعادة لكن
ما عثرنا بكوخها المسحور
أبدا نسأل الليالي عنها
وهي سرّ الدنيا ولغز الدهور
طالما حدّثوا فؤادي عنها
في ليالي طفولتي وصبايا
طالما صوّروا لعينيّ لقيا
ها وألقوا أنباءها في رؤايا
فهي آنا ليست سوى العطر والألـ
ـوان والأغنيات والأضواء
ليس تحيا إلا على باب قصر
شيّدته أيدي الغنى والرخاء
وهي آنا في الصوم عن متع الدنـ
ـيا وعند الزّهاد والرهبان
ليس تحيا إلا على صخر المعـ
ـبد بين الدعاء والإيمان
وهي حينا في الإثم والمتع الدنـ
ـيا وفي الشرّ والأذى والخصام
ليس تصفو إلا لقلب دنيء
لآئذ بالشرور والآثام
وهي في شرع بعضهم عند راع
يصرف العمر في سفوح الجبال
يتغنى مع القطيع إذا شا
ء تحت الشذى والظلال
وهي في شرع آخرين ابنة العز
لة والفنّ والجمال الرفيع
ليس تحيا إلا على فم غرّي
د يغني أو شاعر مطبوع
وهي حينا في الحبّ يلهمها سهـ
ـم كيوبيد قلب كلّ محبّ
ليس تحيا إلا على شفة العا
شق يشدو حياته لحن حبّ
حدّثوني عنها كثيرا ولكن
لم أجدها وقد بحثت طويلا
لم أزل أصرف الليالي بحثا
وأغّني بها الوجود الجميلا
مرّ عمري سدى وما زلت أمشي
فوق هذي الشواطىء المحزونه
لم أجد في الرمال إلا بقايا الـ
ـشوك! يا للأمنية المغبونه
أين اصدافك اللوامع يا شطّ
إذن أين كنزك الموعود؟
هاته رحمة بنا ,هات كنزا
هو ما يرتجيه هذا الوجود
هاته حسب رملك البارد القا
سي خداعا لنا وحسبك هزءا
يا لحلم نريد منه اقترابا
وهو ما زال أيّها الشطّ ينأى
لم تعد قصّة السعادة تغر
يني فدعني على شاطىء الآهات
عبثا أرتجي العثور على الكنـ
ـز فلا شيء غير صمت الحياة
أين من هذه الحياة ابتساما
ت الأماني ونشوة الأفراح؟
كيف يحيا فيها السعيد وليست
غير بحر تحت الدجى والرياح
طال بحثي يا ربّ أين ترى ذا
ك السعيد الجذلان أين تراه؟
ليس حولي إلا دياجير كون
ليس يفنى بكاؤه وأساه
كل يوم ميت يسير به الأحـ
ـياء باكين نحو دنيا الظلام
يا لأسطورة الخلود فما الخا
لد غير القبور والآلام
يا دويّ النواح في الأرض أيّا
ن يكفّ الباكون والصارخونا؟
ومتى ينتهي الشقاء متى ير
تاح كون ذاق العذاب قرونا
عالم كلّ من على وجهه يشـ
ـقى ويقضي الأيام حزنا ويأسا
جرّعته السنين حنظلها المرّ
فعاف الحياة عينا ونفسا
إيه أسطورة السعادة هاتي
حدّثيني عن سرّك المنشود
أين ألقاك؟ أين مسكنك المر
موق؟ في الأفق أم وراء الوجود؟
سرت وحدي تحت النجوم طويلا
أسأل الليل والدياجير عنك
أسفا لم أجدك في الشاطىء الصخـ
ـريّ حيث المياه تفتأ تبكي
حيث تبقى الأشواك والورد يذوي
تحت عين الأيّام والأقدار
حيث يفنى الصفاء والليل يأتي
بجنون الأنواء والأعصار
حيث تقضي الأغنام أيّامها غر
ثى ولا عشب في جديب المراعي
أبدا تتبع السراب وتشكو
بخل دهر مزّيف خدّاع
حيث يحيا الغراب, والبلبل المو
هوب يهوي في عشّه المضفور
ويغّني البوم البغيض على الدو
ح ويثوي القمريّ بين الصخور
حيث تبقى الغيوم في الجوّ رمزا
لحياة سوادها ليس يفنى
حيث تبقى الرياح تصفر لحنا
هو سخرّية المقادر منّا
حيث صوت الحياة يهتف بالأحـ
ـياء : ماذا تحت الدجى تبتغونا؟
انظروا كلّ ما على الأرض يبكي
فأفيقوا يا معشر الحالمينا


نازك الملائكة

المشرقي الإسلامي 19-05-2009 12:04 PM

هذه القصيدة واحدة من القصائد التي توضح لنا فكرًا ما شاع في هذه المدة الزمنية وكانت إفرازات الحرب العالمية الثانية بادية عليها ، وكان كل هم الشاعرة أن تشير إلى حزنها وعجزها تجاه رؤيتها لهذا العالم ، ومن ضمن ما أشار إليه أحد زملائي الراسخين في الشعر أن الشاعر كثيرًا ما يعدد القوافي ويغيرها كتعبير عن عدم قدرته على الاستقرار واختلال توازنه النفسي فيما يسمى بفلسفة تكوين وتشكيل القافية . حيث إنه يكون بشكل متتابع لا ترى دلالات كبيرة لحروف القافية فيه وهذا بيّن للغاية في هذا العمل .
العمل كان فيه تداع ٍ كبير يتماشى مع الحالة الحزينة للشاعرة كما تماشى مع طول أمد الحرب وهذا جزء إذا كان مقبولاً بمعايير هذه المدة فإنه بمعايير زماننا هذا لا يكون كذلك .
قصيدة جميلة لامست شغاف قلوبنا في مرحلة ما لكننا لا نعرف متى كانت بالتحدبد وماذا صار فيها ..

ريّا 19-05-2009 09:34 PM

أسأل الليل والدياجير عنك
أسفا لم أجدك في الشاطىء الصخـ
ـريّ حيث المياه تفتأ تبكي
حيث تبقى الأشواك والورد يذوي
تحت عين الأيّام والأقدار
حيث يفنى الصفاء والليل يأتي
بجنون الأنواء والأعصار

السعادة نسبية محمد ,,,,,,,,,,أحيانا تكون بقبضة يدنا ونتخلى عنها,,,لا نعرف قيمتها الا حين نفقدها
ادعو الله أن يمتعك بكل السعادة,,,,,,,,لا حرمت
كن بخير,,,,,,,,,,,,ريا

محمد الحبشي 20-05-2009 09:44 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة المشرقي الإسلامي (المشاركة 643655)
هذه القصيدة واحدة من القصائد التي توضح لنا فكرًا ما شاع في هذه المدة الزمنية وكانت إفرازات الحرب العالمية الثانية بادية عليها ، وكان كل هم الشاعرة أن تشير إلى حزنها وعجزها تجاه رؤيتها لهذا العالم ، ومن ضمن ما أشار إليه أحد زملائي الراسخين في الشعر أن الشاعر كثيرًا ما يعدد القوافي ويغيرها كتعبير عن عدم قدرته على الاستقرار واختلال توازنه النفسي فيما يسمى بفلسفة تكوين وتشكيل القافية . حيث إنه يكون بشكل متتابع لا ترى دلالات كبيرة لحروف القافية فيه وهذا بيّن للغاية في هذا العمل .
العمل كان فيه تداع ٍ كبير يتماشى مع الحالة الحزينة للشاعرة كما تماشى مع طول أمد الحرب وهذا جزء إذا كان مقبولاً بمعايير هذه المدة فإنه بمعايير زماننا هذا لا يكون كذلك .
قصيدة جميلة لامست شغاف قلوبنا في مرحلة ما لكننا لا نعرف متى كانت بالتحدبد وماذا صار فيها ..

قراءة مميزة حد التميز فمدرسة أبوللو التى انتهجت هذا النهج المتعدد القوافى تحمل سمة الرومانسية والمشاعر المضطربة ولمحة من التشاؤم .. وعلى حين نادت مدارس أخرى بالتحرر من القافية فقد حرصت ابوللو على التمسك بالقافية فى قالب فنى جديد لا زلت اراه يناهز جمال القصائد ذات القافية الواحدة .. رغم أن لنازك ولشعراء أبوللو كامل القدرة على إبداع قصائد الشعر كما عرفها الأولون ..

وإن اختلفت معك فى أن هذا القصيدة رائعة وإحدى يتيمات الشعر الحديث .. فهى من بحر الخفيف ذى الموسيقى الراقصة المرحة والتى تبلغ روعته فى استيعابه لمشاعر الحزن والفرح على حد سواء .. وثنائية ابياتها تضفى تنوع جديد مختلف فكأنها عوالم تحتضن أخرى ..
إلى جانب روعة التصوير فكأن كل ثنائية لوحة متفردة بجمالها وكم من لون فيها وكم من مشهد وفكرة .. ودقة وصف هذه المشاعر فى قالب يخلو من الفلسفة رغم أن الفكرة لا تخلو من التفلسف ..

نازك الملائكة إحدى المتأثرات بأهوال الحرب العالمية الثانية لكنها رغم ذلك أبدعت هذه اليتيمة التى لا يبليها الزمن فهى ابنة الحاضر فكرة واسلوبا وسلاسة فى اللفظ ..

هذه مدرسة أبوللو التى ينتمى لها الشابىّ وأعشقها حتى الثمالة ..

المشرقىّ المميز ..

دمت بقراءاتك الواعية


محمد الحبشي 20-05-2009 09:48 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة rayaa (المشاركة 643751)
أسأل الليل والدياجير عنك
أسفا لم أجدك في الشاطىء الصخـ
ـريّ حيث المياه تفتأ تبكي
حيث تبقى الأشواك والورد يذوي
تحت عين الأيّام والأقدار
حيث يفنى الصفاء والليل يأتي
بجنون الأنواء والأعصار

السعادة نسبية محمد ,,,,,,,,,,أحيانا تكون بقبضة يدنا ونتخلى عنها,,,لا نعرف قيمتها الا حين نفقدها
ادعو الله أن يمتعك بكل السعادة,,,,,,,,لا حرمت
كن بخير,,,,,,,,,,,,ريا

هو قلب الشاعر الذى لا يفتأ يبحث فيما وراء الأشياء وماهيتها ..

فما السعادة وكيف نصل إليها ؟

أما الاشد ألما فهى أن تكون بين ايدينا ونحن عنها غافلون .. شعور مؤلم حد الألم ..

فى حياتنا رغم ما قد تبدو عليه من قساوة .. فى حياتنا أشياء رائعة حقا ..

ريا الفراشة ..

:)


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.