حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   الخيمة السيـاسية (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=11)
-   -   بين الطب والسياسة (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=78592)

ابن حوران 10-05-2009 01:57 PM

بين الطب والسياسة
 
بين الطب والسياسة

إذا كان العلاج الشافي يتطلب التشخيص ومعرفة الأسباب وعزل العوامل المؤثرة في المرض والبحث عن عقار يزيل أثر تلك الأسباب أو إجراء عملية جراحية أو بتر أحد الأعضاء في بعض الحالات، فإن تلك المشاهد تتكرر في موضوع السياسة.

كان البابليون يضعون مريضهم في ساحة عامة، ليمر عليه المواطنون أو الزوار الذين سبق لأحدهم وأن تعرف على مثل حالة ذلك المريض، فيعطي النصيحة التي تشفي ذلك المريض مما هو فيه.

وكان (أسقليبيوس : في القرن السابع قبل الميلاد) قد احتكر مهنة الطب وأسرارها عند اليونانيين له ولأولاده فقط، حتى جاء (أبقراط 460ـ 365 ق م) وأذاع أسرار تلك المهنة خوفا عليها من الضياع والانقراض، لتكون متيسرة أمام من يريد امتهانها من أبناء الشعب.

وقد أجاد المصريون القدماء فنون التشريح والتحنيط قبل غيرهم من شعوب الأرض.

وفي كثير من مناطق العالم القديم، كان العرافون والسحرة يرجعون أسباب المرض الى عوامل تتعلق بأرواح شريرة، على الكاهن أو الساحر أن يخرجها من جسم المريض.

في بلادنا العربية، يتم احتكار التصرف بشؤون البلاد والعباد بمجموعة دون غيرها، تتكرر وتعيد إنتاج نفسها بين حين وآخر، ولم تحقق أي تقدم يذكر وعلى أي صعيد، بل تهوي في البلاد من سيء الى أسوأ، وتتساءل في النهاية مع المتسائلين عن سر تخلف البلاد!

والعجيب أن هناك شرائح عريضة من الشعب تستسلم لهذا القدر المحتوم وتخترع له من الأمثال والأقوال ما يضفي عليه صبغة أزلية، فهناك من يقول: (حط رأسك بين الروس وقل يا قطاع الروس)، و (امشي الحيط الحيط وقل يا الله الستيرة) و (السياسة تياسة) ويؤمِنوا في صلواتهم مع خطباء السلاطين في دوام حال الحكام وسحق أعداء الشعب!

فإذا كان اكتشاف البابليين أن العلاج قد يأتي بمشاركة المارة من أبناء الشعب، وإذا كان اكتشف اليونانيون أن احتكار المعرفة في الطب سيعرض صحة الشعب للخطر، ألم يكتشف أبناء أمتنا أن احتكار القرار السياسي هو ما أوصلهم لما هم فيه؟


محى الدين 10-05-2009 04:15 PM

أعجبتنى كلمات قالها الكواكبى.. فى الفرق بين العربى و الغربى
قال ان الغربى قد يقيم الدنيا و لا يقعدها اذا انتهكت حريته
بينما العربى يقيم الدنيا و لا يقعدها فقط اذا انتهك عرضه
الشرف و العرض عند الغربى هى حريته و من يجرؤ على الاقتراب منها فله الويل و الثبور و عظائم الأمور
و الشرف و العرض عند العربى هو موضع عفة أهله
و حتى هذا الآخير أصبح غير مهم عند العربى فالنساء فى كل اقطار الاسلام تنتهك حرماتهن
و رغم ذلك لا حياة لمن تنادى
أعتقد ان الطب لا يجدى فى علاج مثل هذة الحالة
فهى حالة مستعصية تحتاج الى تغيير دم شامل
و عندنا ان الزمرة المسيطرة هم أفضل ناس و اجدع ناس
و ليس فى الابداع ابدع مما كان
و مما يوجع القلب ان بعضهم يوما قال( نريد ان يتغير هؤلاء اللصوص الذين يحكمون
فرد عليه البعض هؤلاء اللصوص أفضل من غيرهم على الاقل هم شبعوا من السرقة بينما الجديد
سوف يبدأ السرقة من جديد !!!!)
اذا فالافضلية اصبحت بين سارق قديم و سارق جديد
و صارت مقاديرنا بين ايدى سارق قديم او سارق جديد
موضوع موجع أخى ابن حوران

علي 10-05-2009 06:08 PM

إقتباس:

مما يوجع القلب ان بعضهم يوما قال( نريد ان يتغير هؤلاء اللصوص الذين يحكمون
فرد عليه البعض هؤلاء اللصوص أفضل من غيرهم على الاقل هم شبعوا من السرقة بينما الجديد
سوف يبدأ السرقة من جديد !!!!)
اخي محيي انها الكلمه المشهورة لدى الشعوب العربيه
فقد سمعتها من عده اقطار
فهذه من مظاهر وحدتنا !!!:New6:

او اؤلائك الذين يغمضون اعينهم وهم في بلاد الغربه يشقون
ليقولون بلادنا جنان ورؤساءنا عادلون
فماذا اخرج من بلادكم لتشقون غرباء عند الاخرين ؟؟


العيب ليس في الساسه فقط بل هو فينا ايضا
فقد قبلنا بالخنوع وارتضيناه


اخي المميز ابن حوران دمت
ودام قلمك الرائع

ابن حوران 18-05-2009 10:36 PM

الأخ الفاضل محيي الدين
الأخ الفاضل علي

أشكر تفضلكما بالمرور
أحيانا يستسلم بعض المرضى لمصيرهم .. ليس يأسا من العلاج
بل من كلفة العلاج أو آلام العلاج الجانبية

تقبلا احترامي و تقديري

البدوي الشارد 19-05-2009 08:36 PM

أخي ابن حوران:
ربما كان التركيز الحصري على القرار السياسي هو بحد ذاته خطأ يبيح للمواطن العادي أن يقول: السلطات تحتكر القرار السياسي وتمنعنا من المشاركة بالحديد والدم فنحن إذن لا نستطيع عمل شيء!.
أولاً: إن عقلية احتكار القرار السياسي نفسها موجودة عند تسعين بالمائة من أبناء شعبنا وأدعوك لاختبار هذه الحقيقة المجهولة ببساطة: ألا ترى أننا لا نتسامح مع خلاف الرأي ونميل إلى استعمال العنف اللفظي على الأقل تجاه الآراء الأخرى؟ (لا أعني المواقف الخيانية طبعاً التي أنا أيضاً لا أرى من الممكن الحوار معها بل أعني عدم التسامح مع الآراء الوطنية الاجتهادية الأخرى).
ثانياً: حتى مع احتكار القرار السياسي يستطيع المجتمع أن يغير كثيراً جداً من ظروفه وسلوكياته ويعزل أهل الشذوذ من السلطة عند اللزوم بالمقاطعة الصامتة لسلوكياتهم ورفض المشاركة معهم.
ثالثاً: ثمة أبعاد كثيرة لترسيخ الوضع المنهزم لمجتمعنا موجودة في سلوك الفرد، هل تعتقد (هذا مجرد مثال وهو ليس مقصودا بالحصر) أن الخليجي مجبر من قبل الدولة مثلاً على تشغيل الأجنبي واستبعاد العربي؟ ألا يستطيع المواطن العربي أن يفضل المنتجات الوطنية والعربية على الأجنبية؟ هل يستطيع أن يعمل بذمة مع أبناء وطنه ،المدرس مع التلاميذ مثلا، أم الحكومة تجبره على التفريق بين التلاميذ أو تدريسهم بلا ضمير؟ وتجبر التلاميذ على عدم احترام المعلم ورفض التعاون معه؟
المجتمع يستطيع أشياء كثيرة حتى مع فقدانه للقرار السياسي.
مع خالص التحية.

ابن حوران 02-06-2009 11:32 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة البدوي الشارد (المشاركة 643740)
أخي ابن حوران:
ربما كان التركيز الحصري على القرار السياسي هو بحد ذاته خطأ يبيح للمواطن العادي أن يقول: السلطات تحتكر القرار السياسي وتمنعنا من المشاركة بالحديد والدم فنحن إذن لا نستطيع عمل شيء!.
أولاً: إن عقلية احتكار القرار السياسي نفسها موجودة عند تسعين بالمائة من أبناء شعبنا وأدعوك لاختبار هذه الحقيقة المجهولة ببساطة: ألا ترى أننا لا نتسامح مع خلاف الرأي ونميل إلى استعمال العنف اللفظي على الأقل تجاه الآراء الأخرى؟ (لا أعني المواقف الخيانية طبعاً التي أنا أيضاً لا أرى من الممكن الحوار معها بل أعني عدم التسامح مع الآراء الوطنية الاجتهادية الأخرى).
ثانياً: حتى مع احتكار القرار السياسي يستطيع المجتمع أن يغير كثيراً جداً من ظروفه وسلوكياته ويعزل أهل الشذوذ من السلطة عند اللزوم بالمقاطعة الصامتة لسلوكياتهم ورفض المشاركة معهم.
ثالثاً: ثمة أبعاد كثيرة لترسيخ الوضع المنهزم لمجتمعنا موجودة في سلوك الفرد، هل تعتقد (هذا مجرد مثال وهو ليس مقصودا بالحصر) أن الخليجي مجبر من قبل الدولة مثلاً على تشغيل الأجنبي واستبعاد العربي؟ ألا يستطيع المواطن العربي أن يفضل المنتجات الوطنية والعربية على الأجنبية؟ هل يستطيع أن يعمل بذمة مع أبناء وطنه ،المدرس مع التلاميذ مثلا، أم الحكومة تجبره على التفريق بين التلاميذ أو تدريسهم بلا ضمير؟ وتجبر التلاميذ على عدم احترام المعلم ورفض التعاون معه؟
المجتمع يستطيع أشياء كثيرة حتى مع فقدانه للقرار السياسي.
مع خالص التحية.


أشكركم أخي الفاضل البدوي الشارد على إضافتكم القيمة، وتساؤلاتكم الواعية التي توازن بين الفهم المتبادل في ثنائية المجتمع (الكلي) بشقيه السياسي والشعبي العام.

في المجتمعات غير مكتملة التطور، يستمد الحاكم وأطقمه قراراتهم من الهواجس الأمنية التي يتوجسونها من حلقات شعبهم المختلفة، فيقربون من يتماهى مع تطلعاتهم ويضيفونه لأطقمهم، ويبعدون ويضيقون الخناق على من تدور عليه دوائر الشكوك، فيبقى اللون ثابتا لأي حقبة من حقبات الحكم وفق ذلك السلوك.

بالمقابل، فإن العجز الشعبي المُتركز بممثليات الشعب المعارضة، يجد في عنجهية الحكم مبررا جاهزا وحاضرا لتفسير سوء أداء المعارضة وتخلفها.. هذه الثنائية ماثلة في مجتمعاتنا.

ففي حين تكون السياسة في آخر وظائفها النهائية هي إدارة الجهود المتنوعة للمجتمع، يضع كل من الحاكم ومن يعارضه شغلهم الشاغل الجانب (الكرنفالي والختامي) للسياسة ليصبح عائقا إضافيا ودائما للإبقاء على التخلف بسماته الشاخصة.

إشارتكم عن استخدام العامل الأجنبي والبضاعة المستوردة، لهما علاقة بضعف الولاء لفكرة (الوطن) وإحلال العقلية الليبرالية محل العقلية الوطنية التي تصب في الجهد العام، وهذا ينبع أصلا، من إشكالية الاعتراف بالشرعية الحاكمة في كل بلادنا.

تقبل احترامي و تقديري


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.