حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   صالون الخيمة الثقافي (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=9)
-   -   فوق أرصفةِ الشوارع ..! (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=76688)

مصطفي يحيي 13-02-2009 03:08 AM

فوق أرصفةِ الشوارع ..!
 
ساكنون
فوق الكراسي
عبر درجات السنيـن
عابثون
حول المقاهي
فوق أطراف الظنون
ناظرون
نحو الأماني
خلف شاشات المجون
***
ابسم يا شيطان الرحلة
يا قبطان سفينة عادٍ
يا مجنـــون
ابسم فالأرواح عيـون
ترشُقُ هذا البـثَّ العاتــــي
ويدقَّ القلـبُ المفتون
***
ويلّـفَّ النادل .. ويغني
ويُقّـطِّف ثمرات غصون
ابسـم
اضحك
يا ( جرســون )

لملم أطراف النارجيــلة
احضـر شايـًا لزبون
يجلس في كنفِ المقهى
ويصيــحُ بصوتٍ مجنــون
القي النردات المأفونة
شِّدّْ الأنفاس الملغومــة
واطلب حجرًا محترمًا
كي يضبط رأسًا مطحــون
لا تأبهْ للعمــرِ السائــر
نحو فنــاءٍ محســــوم
اضحــكْ
اســعلْ
ثم ابــصقْ
فوق الحُـلمِ المرجــوم
حقًا كان شديد العطفِ
كان رفيق العمر الماضــي
لكــنْ
لاشــيء
يــــدوم
***
افتح صفحات الـ (جرنالِ)
وتندرْ بنكاتٍ أخــري
اشتــمْ
الــعنْ
ثم اضحــكْ
حقًا يا مسكينُ تسيـــر
نحو قضاءٍ محتوم
لا تسألْ عن حُــلمٍ موؤد
عن أمـلٍ زاهٍ وورود
فالغدُ مريضٌ محمــــوم
يمتلئُ جراحــًا وهمــوم
متروكٌ للعبثِّ الطاغي
لكفوفٍ تقتــل .. وتدين
يا حُلمًا .. تاه ولم يحظ
بحياةٍ ، أو بعض سنين
يا أملاً مات هنا عمرًا
مقتولاً..
مذبوحًا..
معدومْ.
محمولاً فوق الأكتاف
مرميًا في قبو سقيـــم
***
ساكنون
بالأماني المستحيلة
عند أطراف الجنون
عائدون
من دمارِ كلِّ ليلــة
للتلاشي والظنون
ناظرون
نحو أطلالِ المدينــة
و انكسارات العيــــون

******
مصطفي يحيي
الاسكندرية

المشرقي الإسلامي 13-02-2009 08:14 PM

بسم الله الرحمن الرحيم


أهلاً بك عزيزي الشاعر الرائع المبدع دائمًا مصطفى يحي .
أرجو من إخواننا المشاركين الترحيب بحرار ة بالشاعر المبدع الخلوق مصطفى يحي ..
الشاعر مصطفى يحي شاعر إسكندري قد امتزجت أشعاره بسحر الإسكندرية ، وفي بحر إبداعه
تتهادى الزوراق ، تميد أشرعتها ذات اليمين وذات الشمال ، حتى تعانق ... شاطئ الأحلام
شاطئ الأمل، تلكم الشواطئ التي نلهو عليها قليلاً لنخرج من هموم حياتنا .
شاعرنا الكبير وهو وشيك إصدار ديوان التي ترحل هناك يمزج في شعره بين المباشرة النسبية،
والرمزية ، وبين السخرية والتهكم والتفلسف ، وبين هذا وذاك ترى شاعرًا وكأنه غاص في أعمق
نقطة في بحار أفكارك فأتى بها في قصائده .
أهلاً بك عزيي الشاعر وخيمة الأدب وكل الخيام ترحب بك ، لقد فاجئني بدخوله هذه الخيمة ،
أهلاً به مرة أخرى وإن الخيمة قد استحالت قصرًا والصحراء استحالت نهرًا بمجيئك .. تعليقي على
عملك أخي العزيز بعد عودتي من جلسة تخاطب اليوم بإذن الله .. دمت في رعاية الله وحفظه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خاتون 13-02-2009 10:59 PM

مرحبا بهذا القلم الملون بالواقع الحزين


نص جميل ولغة أجمل

تحياتي

مصطفي يحيي 14-02-2009 01:09 AM

أخى الغالي : المشرقي الإسلامى
لا أجدُ كلماتً تعبر عن امتنانى و تقديري لكلماتك الغالية ، وترحيبك الذي ملأنى خجلاً فلم أعرف ماذا أقول !
أتمنى أن أكون حقًا عند حسن التقدير ، و أنتظر تناولك الذي انتظره بفارغ الصبر لأنه يفيدنى بأكثر مما يمكن أن تتصور .
أتمنى أن أكون ضيفًا خفيفًا على مجلسكم الثقافي الرائع ها هنا .

الأخت الفاضلة : خاتون
مرحبًا بكِ سيدتى . وخالص تقديري على ترحيبك ورأيكِ الجميل .

كل الود والتقدير ..

مصطفي

السيد عبد الرازق 14-02-2009 12:08 PM

مصطفي يحيي مررت من هنا علي هذا القاعد في مقهي الفيشاوي أمام سيدنا الحسين
هكذا تخيلت .
نص يعبر عن مكنونان ماتعانيه نفس الشاعر .
ويجسد صورة للوطن الذي يعاني من آلام اليوم وأتراح الغد .
تحياتي لكم وكامل تقديري
ومرحبا بكم هنا بيننا في خيمة الثقافة والأدب وفي كل ربوع الخيام .
وتقبل مروري والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المشرقي الإسلامي 14-02-2009 06:45 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
ساكنون
فوق الكراسي
عبر درجات السنيـن
عابثون
حول المقاهي
فوق أطراف الظنون
ناظرون
نحو الأماني
خلف شاشات المجون

كانت بيئة التشبيه متكاملة وأعطت حالة فلسفية جميلة لواقع الإنسان المصري ، وكلمة ساكنون أعطت معنى الاستغراق واستحالة التغيير وهنا تبدأ الأشجان في الانبثاق ومجئ الأماني مقابلة لشاشات المجون عبرت عن سخرية بأن التمني صار شيئًا كالمجون كما أنها في نفس الوقت عبرت عن حالة من المجون السائد وكان الرصد مميزًا للغاية في هذه الجزئية
***
أعود لاستكمال التعليق على القصيدة بعد الصلاة بإذن الله

المشرقي الإسلامي 14-02-2009 09:44 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي العزيز مصطفى :
عذرًا للتأخير
ولنرجع إلى العمل الأدبي مرة أخرى :
بسم يا شيطان الرحلة
ي
ا قبطان سفينة عادٍ
يا مجنـــون
ابسم فالأرواح عيـون
ترشُقُ هذا البـثَّ العاتــــي
ويدقَّ القلـبُ المفتون
***
ويلّـفَّ النادل .. ويغني
ويُقّـطِّف ثمرات غصون
هنا بدأ الإسقاط السياسي للسفينة وقائدها المجنون لعنه الله
ولكني لا أفهم دلالة الأرواح عيون ترشق هذا البث العاتي ... هل تقصد أن ما تقوله
مراقَب ؟ لكن الخطأ فلي كلمة عاد لأن قوم عاد لم يغرقهم الله بل نوح . لذلك كان الأصح
أن تقول سفينة نوح ... قال تعالى :وأما عاد فأُهلِكوا بريح صرصر عاتية . وهذا الذي رأيته
في القصيدة خطأ في الاستدلال التاريخي .
لاحظ أن الإيقاع أصبح أسرع وكأنه تعريض بالمجتمع المصري والتغيرات التي تطرأ عليه أو
طرأت عليه بالفعل ، وكان في صالح العمل سرعة الإيقاع .
يلّـفَّ النادل .. ويغني
ويُقّـطِّف ثمرات غصون
ابسـم
اضحك
يا ( جرســون )
لملم أطراف النارجيــلة
احضـر شايـًا لزبون
يجلس في كنفِ المقهى
ويصيــحُ بصوتٍ مجنــون
القي النردات المأفونة
شِّدّْ الأنفاس الملغومــة
واطلب حجرًا محترمًا
كي يضبط رأسًا مطحــون
لا تأبهْ للعمــرِ السائــر
نحو فنــاءٍ محســــوم
اضحــكْ
اســعلْ
ثم ابــصقْ
فوق الحُـلمِ المرجــوم
حقًا كان شديد العطفِ
كان رفيق العمر الماضــي
لكــنْ
لاشــيء
يــــدوم

هنا جعلتنا أنت يا عزيزي في حالة تشبه حالة السكْر أو التخدّر وكل دلائل هذه الحالة
ظاهرة من خلال المقهى والنارجيلة والألفاظ النردة المأفونة كتعبير عن سوء الحظ ،
التعبير الأنفاس الملغومة ،الرأس المطحون (بهموم كسرة الخبز) الحلم المرجوم كذلك وأنت
تعلم دلالته كان تعبيرًا موفقًا ثري الدلالة كذلك اللفظ رفيق العمر الماضي كناية عن اسمترارية
العصر بذات الربان .... الحزن بدأن انبعاثه من خلال رصد حالة المجتمع المصري ... هنا بدأ التحول
في القصيدة من حالة السخرية إلى حالة الإبكاء من خلال أفعال الأمر والنهي لا لا للعمر السائر ..
وهذا الانتقال شعرت به خفيفًا هادئًا لا أكاد أشعر به. إذًا كان الانتقال من حالة لحالة سريعًا وكان الانتقال من السخرية للبكاء هادئًا وهذا كله يحسب لصالح العمل الأدبي وعي الشاعر بالحالة النفسية والاستخدمات الإيقاعية لها .

فتح صفحات الـ (جرنالِ)
وتندرْ بنكاتٍ أخــري
اشتــمْ
الــعنْ
ثم اضحــكْ
حقًا يا مسكينُ تسيـــر
نحو قضاءٍ محتوم
لا تسألْ عن حُــلمٍ موؤد
عن أمـلٍ زاهٍ وورود
فالغدُ مريضٌ محمــــوم
يمتلئُ جراحــًا وهمــوم
متروكٌ للعبثِّ الطاغي
لكفوفٍ تقتــل .. وتدين
يا حُلمًا .. تاه ولم يحظ
بحياةٍ ، أو بعض سنين
يا أملاً مات هنا عمرًا
مقتولاً..
مذبوحًا..
معدومْ.
محمولاً فوق الأكتاف
مرميًا في قبو سقيـــم

هنا يحسب لك أيضًا أنك جعلت هذا الجزء مليئًا تقريبًا بالأسف والأسى وهنا أرى أن
اكتمالية التدرج وبدأت المباشرة تكشر عن أنيابها لا سيما في الجزئية الآتية :
لكفوف تقتل ..وتدين
الأصح أن تقول أصابع لكن مقام القتل يقتضي استخدام كلمة الكف وكأن الإدانة
ليست بالإشارةبل بالصفع ..
لاحظ هنا يا عزيزي أن القصيدة هذه ميزها حتى الآن أنك لم تغرق في شهوة الصورة
ولم تقع في إغراء الاستعارات .. وهذا أمر ضروري معرفته وهو أن الشاعر في موقف ما قد يكون
ناجحًا في القصيدة من خلال البعد عن التفلسف ومن خلال البساطة .
اكنون
بالأماني المستحيلة
عند أطراف الجنون
عائدون
من دمارِ كلِّ ليلــة
للتلاشي والظنون
ناظرون
نحو أطلالِ المدينــة
و انكسارات العيــــون
هذا الجزء عاد الهدوء فيه مرة أخرى وكأنه الحزن والدمع بعد حالة الاستفاقة من السكْر أو الحلم
لاحظ هنا التكرار في كلمة ساكنون للدلالة على الحالة التي عدنا فيها من حيث بدأنا لكن بشكل أكثرسوءًا من ذي قبل .. أطراف الجنون مقابل أطراف الظنون ولكني لا أراها ذات معنى .. والنهاية كانت ناظرون أطلال المدينة وانكسارات العيون كانت موفقة وفيها إدانة للمجتمع المصري ووقوفه عند حقوقه موقف الصامت ...
النهاية الحزينة كانت بإيقاع بطئ يناسب الحالة وهذا يدل على الوعي الشديد بدور الإيقاع والصورة في القصيدة . العنوان كان جيدًا وإن كنت أقول أنه وصفي نوعًأ ما ومن الممكن أن تغيّر فيه لتصل إلى تعبير أكثر تأثيرًا .
أحسنت وأرجو لك التوفيق دائمًا يا عزيزي وعذرًا للتأخر في الرد.


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.