حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   صالون الخيمة الثقافي (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=9)
-   -   أبدًا يجيء المنتهى-محمد البكري (قصيدة علقت عليها) (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=83384)

المشرقي الإسلامي 31-03-2010 01:21 AM

أبدًا يجيء المنتهى-محمد البكري (قصيدة علقت عليها)
 
أبداً يجيئ المنتهى

****

رفع "الحمولة" في جلد....

تلك البناية ترتفع حتى الأبد.

من فوق قدم ترتعش،،،،،

خمسون عاماً في البناء،،، وفي الهدد

قدم تحاول أن تثبت نفسها....

أخرى بيأس الشيب تدفع ثقلها...

شيخ ينوء بحمله،،

حلم يدور بعقله،،،، أن البناء قد انتهى

أبداً يجيء المنتهى

***
هذه القصيدة خارج منتدى الخيمة ، وقد علقت عليها في الموقع الذي نقلته منها.

المشرقي الإسلامي 31-03-2010 01:22 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

الإنسان هو وليد تلك المشاق التي تقرر وجودها -شاء أم لم يشأ- منذ لحظة مولده ، وفي خضم تلك المتاعب التي يعيشها الإنسان تبرز فلسفته في رؤيته للحياة
وأسلوب استبقائه ما يمكن الاستبقاء عليه من ومضات الراحة ،تلك الومضات التي تنطلق من بين آن لآخر معلنة عن رغبة دفينة في السؤال : إلى أين المنتهى؟
ومتى؟وإذا كان الشعر مرتبطًا بمأزق الإنسان منذ وجوده على سطح هذه البسيطة ، فإنه كثيرًا ما يعبر عن هذه المعاناة بعمق رغم بساطة التعبيرات وهو ما نلحظه في
القصيدة التي بين يدينا .وهي قصيدة تتسم بقدر كبير من التجرد والذي يجعلها قصيدة باقية لأي زمان ومكان ، فهي متجرة من العرقية ،والدين والجنس ،والأرض .وهذا يجعلها أكثر بقاء وخلودًا للتعبير عن مأساة الإنسان في هذه الحياة أيًا ما كانت مشاربه (وبشكل أكبر في العالم الثالث)
من المعلوم أن للغة استعمالاً قد يكون عكسيًا مؤديًا دوره في التعبير عن المعنى من خلال تقنية التضاد .فالسياق المنطقي أن تكون الكلمة أبدًا لا يجيء المنتهى وكان حذف كلمة لا ربما آتيًا من التعبير عن الضعف الذي بلغ بمن يتحدث الشاعر على لسانه لدرجة أنه لا يتمكن من قول كلمة (لا) وهو بذلك يعكس معاناة وإشكالية تحوم حول الحرية وحقوق الإنسان ، وهي أكثر ما تتضح عندما ندخل إلى القصيدة .
تأتي الحمولة رمزًا لهذه السنوات التي يعيشها الإنسان والتي ينوء بحملها الإنسان ، وكأننا إزاء التعبير القرآني "فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلومًا جهولاً".
ويأتي تعبير البناية ليكون تعبيرًا عن المعاناة التي لا ينتهي الإنسان منها ،تلك البناية التي في طابقها الأول (المصاريف) وفي الطابق الثاني (ارتفاع الأسعار) وفي الطابق الثالث(الصحة )..ويأتي التعبير عن هذا النضال في الحياة متقنًا للغاية من خلال تجسيد القدمين كمرحلة عمريتين -مستويين اجتماعيين هي في النهاية في حالة تصارع بين العديد من الثنائيات المفضية بشكل أو آخر إلى الهلاك .وفي النهاية يأتي تصوير الإنسان واختزاله في صورة تراجيدية في هذا الشيخ الذي يحاول أن يجد حلاً لأعباءالحياة ولكنه لن يفعل حتى يجد الموت قد داهمه.
إن الإنسان هو ذلك المزيج النهئاي الذي صب فيه الموت روحه ، والحياة سقمها ،والماضي ارتحال وروده ، والمستقبل تكالب أشباحه ، وبين هذا ذالك يظل متربعًا
في مساحة من اللون الرمادي لا يعرف هي إلى الأبيض أم الأسود.
القصيدة اتسمت بالتمكن من استخدام الرمز مع الاختصار الذي سمح بالتركيز على صورته وتكثيفها في إطار تتعانق الرمزية والمباشرة دون تغليب لأحدهما على الآخر.


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.