حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   الخيمة الاسلامية (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=8)
-   -   ذكر رحمة ربك عبده زكريا "2") (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=63301)

الشيخ عادل 16-06-2007 08:17 PM

ذكر رحمة ربك عبده زكريا "2")
 
http://www.albarz.net/vb/up/24355_1180617665.gif

احبائى فى الله

اليوم حاكتب عن الايات الاولى من سوره مريم وان شاء الله ارجو الا تملوا منى

(ذكر رحمة ربك عبده زكريا "2")


الذكر :
له معان متعددة ، فالذكر هو الإخبار بشيء ابتداء ، والحديث عن شيء لم يكن لك به سابق معرفة ، ومنة التذكير بشيء عرفته أولا ، ونريد أن نذكرك به ، كما في قوله تعالى :

{وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين "55"}

(سورة الذاريات)

ويطلق الذكر على القرآن :

{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "9"}
(سورة الحجر)

وفي القرآن أفضل الذكر ، وأصدق الأخبار والأحداث كما يطلق الذكر على كل كتاب سابق من عند الله ، كما جاء في قوله تعالى :

{فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "43"}
(سورة النحل)

والذكر هو الصيت والرفعة والشرف ، كما في قوله تعالى :

{وإنه لذكر لك ولقومك .. "44"}
(سورة الزخرف)

وقوله تعالى :

{لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم .. "10" }
(سورة الأنبياء)


أي : فيه صيتكم وشرفكم ، ومن ذلك قولنا : فلان له ذكر في قومه . ومن الذكر ذكر الإنسان لربه بالطاعة والعبادة ، وذكر الله لعبده بالمثوبة والجزاء والرحمة ومن ذلك قوله تعالى

{فاذكروني أذكركم .. "152"}
(سورة البقرة)

ومن قوله تعالى:

{ذكر رحمة ربك .. "2"}
(سورة مريم)

أي : هذا يا محمد خبر زكريا وقصته ورحمة الله به .
والرحمة : هي تجليّات الراحم على المرحوم بما يديم له صلاحه لمهمته ، إذن : فكل راحم ولو من البشر ، وكل مرحوم ولو من البشر ، ماذا يصنع ؟ يعطى غيره شيئا من النصائح تعينه على أداء مهمته على اكمل وجه ، فما بالك إن كانت رحمة الله لخير خلقه محمد ؟
إنها رحمة عامة ورحمة شاملة ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم أشرف الأنبياء وأكرمهم وخاتمهم ، فلا وحي ولا رسالة من بعده ، ولا إكمال . إذن فهو أشرف الخلق ، ورحمة كل نبي تأخذ حظها من الحق سبحانه بمقدار مهمته ، ومهمة محمد أكرم المهمات .
وكلمة ( رحمة ) هنا مصدر يؤدى معنى فعله ، فالمصدر مثل الفعل يحتاج إلى فاعل ومفعول ،كما نقول : آلمني ضرب الرجل ولده ، فمعنى :

{رحمت ربك عبده زكريا "2"} (سورة مريم)

أي : رحم ربك عبده زكريا . لذلك قال تعالى :

{رحمت ربك .. "2"}
(سورة مريم)

لأنها أعلى أنواع الرحمة ، وإن كان هنا يذكر رحمته تعالى بعبده زكريا ، فقد خاطب محمدا صلى الله عليه وسلم بقوله :

{وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين "10"}
(سورة الأنبياء)

فرحمة الله تعالى بمحمد ليست رحمة خاصة به ، بل هي رحمة عامة لجميع العاملين ، وهذه منزلة كبيرة عالية . فالمراد من

{ذكر رحمة ربك عبده زكريا "2"}
(سورة مريم)

يعنى هذا الذي يتلى عليك الآن يا محمد هو ذكر وحديث وخبر رحمة ربك التي هي اجل الرحمات بعبدة زكريا . وسبق أن أوضحنا أن العبودية للخلق مهانة ومذلة ، وهي كلمة بشعة لا تقبل ، أما العبودية لله تعالى فهي عز وشرف ، بل منتهي العز والشرف والكرامة ، وعللنا ذلك بأن العبودية التي تسوء وتحزن هي عبودية العبد لسيد يأخذ خيره ، أما العبودية لله تعالى فيأخذ العبد خير سيده.
لكن ما نوع الرحمة التي تجلى الله تعالى بها حين أخبر رسوله صلى الله عليه وسلم بخبر عبدة زكريا ؟


قالوا: لأنها رحمة تتعلق بطلاقة القدرة في الكون ، وطلاقة القدرة في أن الله تبارك وتعالى خلق للمسببات أسبابا ، ثم قال للأسباب : أنت لست فاعلة بذاتك ، ولكن بإرادتي وقدرتي، فإذا أردتك ألا تفعلي أبطلت عملك ، وإذا كنت لا تنهضين بالخير وحدك فأنا أجعلك تنهضين به .
ومن ذلك ما حدث في قصة خليل الله إبراهيم حين ألقاه الكفار في النار ، ولم يكن حظ الله بإطفاء النار عن إبراهيم ، أو بجعل النار بردا وسلاما على إبراهيم أن ينجى إبراهيم ؛ لأنه كان من الممكن ألا يمكن خصوم إبراهيم عليه السلام من القبض عليه ، أو ينزل مطرا يطفئ ما أوقدوه من نار ، لكن ليست نكاية القوم في هذا ، فلو أفلت إبراهيم من قبضتهم ، أو نزل المطر فأطفأ النار لقالوا : لو كنا تمكنا منه لفعلنا كذا وكذا ، ولو لم ينزل المطر لفعلنا به كذا وكذا .
إذن : شاءت إرادة الله أن تكيد هؤلاء ، وأن تظهر لهم طلاقة القدرة الإلهية فتمكنهم من إبراهيم حتى يلقوه في النار فعلا ، ثم يأتي الأمر الأعلى من الخالق سبحانه للنار أن تتعطل فيها خاصية الإحراق :

{قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم "69"}
(سورة الأنبياء)

وكذاك في قصة رحمة الله لعبده زكريا تعطينا دليلا على طلاقة القدرة في مسألة الخلق ، وليلفتنا إلى أن الخالق سبحانه وتعالى جعل للكون أسبابا ، لأن الخالق سبحانه قد يعطيكم بالأسباب ، وقد يلغيها نهائيا ويأتي بالمسببات دون أسباب .
وقد تجلت طلاقة القدرة في قصة بدء الخلق ، فنحن نعلم أن جمهرة الناس وتكاثرهم يتم عن طريق التزاوج بين رجل وامرأة ، إلا أن طلاقة القدرة لا تتوقف عند هذه الأسباب والخالق سبحانه يدير خلقه على كل أوجه الخلق ، فيأتي آدم دون ذكر أو أنثى ، ويخلق حواء من ذكر دون أنثى ، ويخلق عيسى من أنثى بدون ذكر .
فالقدرة الإلهية إذن غير مقيدة بالأسباب ، وتظل طلاقة القدرة هذه في الخلق إلى أن تقوم الساعة ، فنرى الرجل والمرأة زوجين ، لكن لا يتم بينهما الإنجاب وتتعطل فيهما الأسباب حتى لا نعتمد على الأسباب وننسى المسبب سبحانه ، فهو القائل :

{لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور "49" أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير "50"}
(سورة الشورى)

وطلاقة القدرة في قصة زكريا عليه السلام تتجلى في أن الله تعالى استجاب لدعاء زكريا في أن يرزقه الولد . قال تعالى :

{ذكر رحمة ربك عبده زكريا "2"}
(سورة مريم)

أي: رحمه الله ، لكن متى كانت هذه الرحمة؟

وده ان شاء الله اللى سوف اكمله معكم فى الموضوع القادم

انتظرونى وفاصل لنتواصل

اخوكم الشيخ عادل


http://www.albarz.net/vb/up/24355_1180617472.gif

الصنديد 23-07-2009 04:03 PM

السلام عليكميا شيخ عادل
مشكور يا أخي على هذه المعلومات القيمة
وهذا الموقع للتفسير المباشر
www.holyquran.net/tafseer/almizan/index.html

أبا الوليد 19-04-2010 01:53 PM

http://www.albarz.net/vb/up/24355_1180617472.gif


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.