حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   خيمة القصـة والقصيـدة (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=69)
-   -   محاولة هروب خارج حدود الفجيعة / قصة (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=82855)

ياسمين 05-02-2010 04:22 AM

محاولة هروب خارج حدود الفجيعة / قصة
 
يستبد بي الجنون أحيانا، ولا أستطيع دفعه !! لكنني أذكر من حيث لا يعلم أحد، أني أميل إلى الحركة حين يتملكني الغضب، هكذا أنا، أبدا لا أحب الأماكن المغلقة، وخلال ساعات الدرس الكئيبة، يضيق صدري، وأتوق للانعتاق من أصفاد تاريخ مدنس ما كنت شريكة في صنع تفاصيل نكباته.
لا أحد يملك الحق في إصدار الأحكام، ومعاقبة الناس، وتكمبم أفواههم دون تقديم حجج دامغة تثبت إدانتهم !!
كنت مغرمة بك حد الهوس، وفي كل مرة تسألني عمن فتح الأندلس، كان قلبي يرقص طربا، كأني أراه ماثلا أمام ناظري، فأجيبك بكل عنفوان طفولتي البريئة هاتفة : إنه ربان محنك، نشأ هنا بيننا، بطل لم يكن يحلم سوى بصيد النجوم.
كانت صفحاتك مضيئة تضج بانتصارات مشرفة، لكن علاقة المودة بيني وبينك بدأت تتلاشى شيئا فشيئا.. لماذا أشحت بوجهك عني ولم أعد أراك ؟ لماذا استحلت إلى وحش كاسر تنشب أظفارك في لحمي، لتجلدني كيفما اتفق بسياط ماض كسيح، منبوذ..
أذكر أني افتقدتك، لحظة عبرت بي المتوسط صوب جسور ضيقة، معتمة، هناك بدأ الزمن يتخذ شكلا لولبيا، يشق رأسي، يتغلغل داخل أعصابي ويجهض كل محاولاتي للانفلات من قبضتك. ارتميت مذعورة، كانت سفينتك تقودني بسرعة مجنونة صوب حدود الفجيعة، لكن أشرعتها ممزقة.. في كل خطوة، تلعن فيها أجمل الأيام التي عشنا.. في كل خطوة، تنبذ فيها كل الحروف التي كتبنا.. في كل خطوة، تدفن أعذب الأحلام التي زرعنا.. لماذا تغيرت ملامح وجهك ؟ استوقفتك مرارا لأستفسرك عن أمور ملتبسة، كنت تتجاهل حيرتي، فيزيد قلقي واضطرابي، لكني لم أكن أدرك أنك تتعجل موتي على هذا النحو من السرعة، ومن الوحشية، حينما فوجئت بك منشغلا برسم موتي في صفحات كتبك الحمراء، لم تمنحني حتى فرصة توديعك، لتقذف بي، هناك، فوق تضاريس مسننة، فتمزقت أجزائي إربا إربا، وارتطم رأسي بجدار مشروخ، يئن من وجع جثث مهترئة، تتكدس تحت أنقاض أزمنة منبوذة، شهقت مذعورة : أين أنا؟
دروب مضمخة بالدماء على امتداد البصر.. زفرت زفرة.. غشيني الموت، لا لم يدركني بعد.. هذه خطاه في الطريق إلى جسدي.. يا موت أقبل علي.. ضع نهاية لعذاباتي..
بقيت عيناي معلقتان في السماء تنشدان الضوء، همست بقربي عصفورة جريحة، هنا لا مكان للضوء.. لامكان للحياة.. هنا ينتفي الحب وتموت الأغنيات.. جفت عروقي، ظمأت روحي لظل شجرة خضراء تضمد جراحي لأغفو ولو للحظة، ذرفت العصفورة دمعة : أنت تعبرين عصورا مغلقة، شجرها عقيم ومياهها عكرة..
مددت يدي إليك، لعلي أتلمس بين صفحاتك ذاكرة جديدة، لكني لم أجد سوى تفاصيل مبهمة تؤرقني، تعصف بي، داخل قمقم مهجور، رائحته عفنة، في كل صفحة، تسقط نجمة، تتهاوى أمامي، تخبو، وتنطفئ.. رجف القلب مات، رجف القلب مات.. وانفتح جرح غائر ينزف دما، يسيح أمامي.. ابتعد أيها الأحمق عن طريقي، أأنت معلمي أم جلادي؟ أنت قاسي القلب، كائن شرير، ماكر، إياك أن تتفوه بكلمة واحدة، طلقاتك سهام تدق رأسي واحدة تلو أخرى، دقة، دقة.. رجف القلب مات.. أغمضت عيناي عبثا، كي لا أرى أبواب الزنازين تصطف أمامي من جديد في سرعة مجنونة.. يالك من زمان يابس، صرخت من أعماق موتهم في حنق : توقف أيها الخنزير..
استيقظ داخلي لحظتها أنين صوت كسير
لطفل مذعور، غرست بين ضلوعه غدرا خنجرك المسموم، فهب ليدافع عن نفسه، ويصد العدو بشراسة الأبطال، فتنامى بين أضلعي حقد دفين لم أعد قادرة على كبح جماحه، يبدو أن لحظة المكاشفة بيني وبينك قد حان وقتها، ها أنذا وحيدة جريحة أقف أمامك، لن أتراجع إلى الوراء خطوة واحدة، فلتكشف لي عن أوراقك كلها، ولتجردني من أسلحتي، أنا مستعدة للمحاكمة، فإن ثبتت إدانتي مكنتك من روحي لتذبحني على النحو الذي يروقك.

ياسمين 05-02-2010 04:26 AM

لملمت أشلائي المتناثرة، وحملت نفسي بقوة على النظر في تفاصيل خارطتك المشوهة :
قلت في جلد :
ـ من أنت؟ من تكون؟ ماذا تريد مني؟

قال ساخرا :
ـ أنا ماضيك الأسود، أنا الذي رأيت حتى عميت عيناك.

قلت :
ـ أنت كائن معتوه لا تجيد سوى اختلاق الأكاذيب لتعذيبي.

قال :
ـ لا أفتعل تعذيبك، لكنني شاهد على كل الجرائم التي اقترفتموها في حق الأطفال
والنساء والأشجار..
قلت :
ـ إنك تهذي، أنت مجرد كتلة تجمعت في جمجمتها ركامات الخيبة والأوحال !!

قال :
ـ أنتم من صنع هذا التاريخ، وتتحملون مسؤولية أفعالكم.

قلت في حنق :
ـ وأية أخطاء تحملني تبعاتها ؟!!

رماني بنظرة شزراء، وكشر عن أنيابه، كأنه شيطان مارد، وددت لحظتها أن أهرب بنفسي إلى مكان سحيق..
قال منتشيا :
ـ ألم تفتحوا صدوركم للذئاب الضارية وتوقعوا صكوك المودة والقربى ؟

قاطعته مزمجرة :
ـ أنا لم أوقع شيئا، أنا حتى لم يسبق لي أن مددت كفي للسلام على مخلوق
أجرب ينوي على غدر، يداي هاتان ما تزالان نظيفتين، ما تزالان تغرسان زيتونا وتفاحا..
بل كيف لمجرم مثلك أن يحاكم من يفترض بها أن تكون الضحية !! أنت تجهل من أكون. أغمضت عيناي بعصبية، لأتحاشى النظر إلى تفاصيل فيافيه الجرداء...
جثت روحي في سكون، تبحث في صفحات سجل ذاكرة جديدة، تستحث الخطو إلى وطن الحلم، تتوسل طيف حورية، ناديتها بحرقة أن خذيني إليك ولا تذريني وحيدة في زمن الجذب والقهر، فأشقى، فتهلل وجهي لإطلالة طفلة تقبل إلي باسمة، تستبق الريح، أحلامها كبيرة لا تسع الفضاء الرحب، كفها خضراء، عيناها تطالان الأفق البعيد.. لم أدمن الفراغ يوما، خمس عشرة سنة ، أنفقتها في حركة دؤوبة، أنا من يساعد أمي في تدبير شؤون منزلنا، أنا من يرتب ملابسي، أنا من يحرص على تنظيف مكتبي من الأوساخ العالقة، دأبت على نفض الغبار عن جميع ممتلكاتي الخاصة، كيف تعاتبني على التقصير والإهمال ؟؟ حتى ساعدي أصبح قويا، أنا من يساعد والدي في الاعتناء بحديقة منزلنا، بنينا سورا عاليا من الإسمنت، وطوقناه بالحجر والطوب، يقول والدي أن قطاع الطرق تهاب الحجر الصغير، فويل لمن يتجرأ استراق النظر إلى شجيراتنا العالية، لنرجمنه بالحجر والطوب، ولنهشمن رأسه، ولنذرنه حطاما.. ليكون عبرة لغيره من القناصين الخونة..
غمرني إحساس غريب، فجر بداخلي رغبة مستعرة في كسر شوكته، استدرت نحوه كما الإعصار، أتعلم من أكون؟ أنا ابنة الطوب والحجر.. ما استرقني إنسي ولا جان، ولدت حرة، نوافذي مشرعة، روحي مسكونة بنبض المطر، لن أدعك تتحكم في مصيري أيها الأخرق، أنت شاهد على نفسك فحسب، وأنا أدينك الآن.
ارتسمت على شفتاي
ابتسامة ساخرة، استفزت هدوءه المقيت..
ـ لم تضحكين يا آنسة ؟!!
ساورني شعور لذيذ ممزوج بانتصار لحظة تاريخية عتيدة، شهدت ولازالت تشهد لنضالات تليدة، قادت مسيرتها جثث معطرة، لأعلن احتفائي بالتخلص من تفاصيل ذاكرة سوداء أضنت روحي، أما آن الأوان لأفرح ؟ ألا أستحق بعد كل هذا التحدي أن أكون أنا أول الأغنيات، ولمن يأتي من بعدي ؟ كفانا بكاء على زمن كسيح، بترته من أجزاء جسدي لأسير في دربي واثقة الخطى، أعلم أن الطريق أمامي طويل وشاق، لكنه مليء بالأمنيات.. لن أدع هذا الكائن المريض يفترسني، تملكتني رغبة شرسة في ابتلاعه، فأطلقت العنان لضحكات شريرة، تقدح شرارات نارية، تأكل الجدران والهياكل والكتب..
قيل لي أن معلم التاريخ، ألقى بجمجمته من النافذة، وتهشم رأسه، لكنه نجا بنفسه من موت محقق.
عدت إلى المنزل منهكة القوى، كانت معركة عنيفة، نظرت إلى وجهي في المرآة، غمرني إحساس لذيذ دافئ بالرضا، رغم مسحة الحزن التي علت محياي، سرعان ما بددتها ابتسامة ماكرة ارتسمت على شفتاي، لقد قررت أن أنفذ مشاريعي الدموية بدءا من اللحظة، أنا الحاضر.. أنا المستقبل.. فتحت باب غرفتي الصغيرة، أتفحصها كطبيب يجس جسد مريضه، كان كل شيء يدعو إلى الاطمئنان، لمست بأطراف أصابعي جوانب مكتبي، كما عهدته دوما، لا يشكو أثر الإهمال، سحبت نفسي تحت الغطاء النظيف، أغمضت عيناي لأنال قسطا من الراحة، لكن لم يغمض لي جفن !!.

عابر سبيل 07-02-2010 05:00 AM

اختي الكريمة ياسمين بعيدا عن النقد الادبي للقصه

القصة جميلة وفيها حزن والم كبير مع ان الضحية حاولت الظهور بصورة قوية الا ان الضعف كان اوضح ملامح القصة .

جميل ماكتبت اختي الكريمة وفقك الله

هـــند 08-02-2010 12:06 AM

أفضل طريقة لمداواة النفس هي الثورة عليها، لأن لا تصافي معها إلا بمواجهتها بماضيها وحاضرها وحتى خطط مستقبلها.
المثالية العمياء التي نعيشها في حياتنا، و التي من خلالها نمني النفس أننا بخير، سرعان ما تتلاشي ليظهر لنا واقع بعيد كل البعد عن ما كنا ندركه فتبدأ رحلة التيه و المحاسبة و الصراع النفسي ، مع من؟ لاندري...ربما الضمير فمرات يكون مستتر...ربما الماضي و أشباحه...ربما... إلى ما نهاية...
خطوط جميلة عزيزتي ياسمين وبداية قصصية جيدة(مع أني لست ناقدة أدبية).

حفيد المحارب 08-02-2010 12:48 AM

انت تمتلكين من المقدرة السردية ما شاءت لك الادوات الفنية ، فلغتك سليمة تنحو منحى البوح و تقول فيوضات الروح العالقة بوحلها و خوفها الازلي ، ،

قرات قصتك و كانني اقرا قصتي الكونية ،، شكرا لك على ما جادت به حروفك فاجادت البوح .

واصلي سيرة الحكي الزلال

تهانينا

تغانينا

ياسمين 08-02-2010 08:53 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة عابر سبيل (المشاركة 682208)
اختي الكريمة ياسمين بعيدا عن النقد الادبي للقصه


إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة عابر سبيل (المشاركة 682208)


القصة جميلة وفيها حزن والم كبير مع ان الضحية حاولت الظهور بصورة قوية الا ان الضعف كان اوضح ملامح القصة .


جميل ماكتبت اختي الكريمة وفقك الله


أخي عابر سبيل :

هناك بالفعل تيمتين أساسيتين تنسجان فضاء المتن، وهما مصدرقوته باعتقادي، فمن خلالهما يحتد التصادم بين الأنا والآخر، وإن كانت تجربة المعاناة نابعة من معين الوعي الجمعي لأنها تخرج عن الذاتية وتلتصق بالنحن، ما دام الهم مشتركا والقضية واحدة،
وتظهر تيمة الضعف كما ذكرت، بعد اطلاع الأنا على تاريخ النحن، وفيه وصف لتفاصيل مؤرقة أملتها قراءة التاريخ لوطن مهزوم خارطته ممزقة ..إنها الهزيمة، لكن الأنا ترفض بشدة الإقرار بهذا السقوط لتعلن المواجهة، فيتخذ السرد مسارا تصاعديا بين
خطين متعارضين تماما، إذ تتمرد الأنا وترفض بشدة الرضوخ لهذا الواقع لكنها تقدم ولادة لذاكرة جديدة على اعتبار أن هذه الذات، تنتمي لجيل الثورة المباركة التي قادها أطفال الحجارة .. إذن، هنا تيمة القوة تعود من جديد لتنسف الهزيمة وتتقدم بخطى ثابتة نحو تحقيق الانتصارات ..
ورغم هذه القوة التي أظهرتها الأنا غير أن المتن في نهايته يبقى مفتوحا على قراء تين مزدوجتين متلازمتين :
هم ثقيل يقض مضاجعنا رغم كل ما نقوم به للانفلات من قبضة الهزيمة لكن في ذات الوقت هناك شعور بالمسؤولية وانشغال بقضايانا المصيرية لتحقيق الوحدة .
وهذا ما يفسر هيمنة تيمة الحزن على فضاء النص، حتى في أوج انتصار الأنا، فهي غير قادرة على التخلص من مسحة الحزن التي تظلل محياها ،ولن تغادرها أبدا، ما دمنا نتلقى هزائم جديدة ومادام العدوان يحاول إجهاض الأمل المتبقي لدينا وهو إسكات نبض الانتفاضة المباركة.
سرتني حقا مداخلتك الدقيقة.
تحياتي

ازيرا 08-02-2010 09:22 PM

اختى ياسمين تقبل مروري سررت بتواجدي في هذه الصحفة لانك ارجعتني الى عالم هجرته منذ فترة
تحياتي اخيتي

ياسمين 08-02-2010 09:24 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة هـــند (المشاركة 682269)
أفضل طريقة لمداواة النفس هي الثورة عليها، لأن لا تصافي معها إلا بمواجهتها بماضيها وحاضرها وحتى خطط مستقبلها.




المثالية العمياء التي نعيشها في حياتنا، و التي من خلالها نمني النفس أننا بخير، سرعان ما تتلاشي ليظهر لنا واقع بعيد كل البعد عن ما كنا ندركه فتبدأ رحلة التيه و المحاسبة و الصراع النفسي ، مع من؟ لاندري...ربما الضمير فمرات يكون مستتر...ربما الماضي و أشباحه...ربما... إلى ما نهاية...
خطوط جميلة عزيزتي ياسمين وبداية قصصية جيدة(مع أني لست ناقدة أدبية).


إن كنت لست ناقدة أدبية عزيزتي هند، فإنك تمتلكين من الحس

الفني و القدرة على الغوص في تحليل أبعاد المتن، ما يغنيني

حقا عن إضافة كلمة في شأن قراءتك للنص، وتحذوني رغبة

في جعله صفحة تؤثث خارجيات النص .

تثمينك لهذه المحاولة السردية المتواضعة، يحيي بداخلي رغبة

طافحة في خوض غمار تجربة جديدة.

شكرا لك.

ياسمين 14-02-2010 06:47 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة حفيد المحارب (المشاركة 682277)
انت تمتلكين من المقدرة السردية ما شاءت لك الادوات الفنية ، فلغتك سليمة تنحو منحى البوح و تقول فيوضات الروح العالقة بوحلها و خوفها الازلي ، ،


قرات قصتك و كانني اقرا قصتي الكونية ،، شكرا لك على ما جادت به حروفك فاجادت البوح .

واصلي سيرة الحكي الزلال

تهانينا

تغانينا


أخي حفيد المحارب :

سرني حقا تقييمك للنص، خاصة أنه أول تجربة سردية، وددت

أن أجعل اللغة منفلتة كمسرح للجنون لتتحول إلى آلة لتدمير

الأفكار وتفكيك الصور..سأتخذ من تثمينك للمتن مطية لصياغة

رؤية هذيانية جديدة .

تحياتي:thumb:

ياسمين 28-02-2010 02:59 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة ازيرا (المشاركة 682362)
اختى ياسمين تقبل مروري سررت بتواجدي في هذه الصحفة لانك ارجعتني الى عالم هجرته منذ فترة
تحياتي اخيتي

أزيرا إن كنت سببا في إعادتك إلى عالمك المفقود، فسأعمل على نسج عوالم جديدة لأسجل حضورك مرة أخرى وأتمنى أن تلقى استحسانك.
شكرا لك.


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.