مَنابض المَشفى
مَنابض المَشفى
*-*-*-*-*-*-*-* سامي العامري -------- قَمَري غريقٌ في الغيوم حمامةً والنهرُ بعضُ مشاعرِ الآسِ ! قَمَري القريبُ تراقصتْ أوراقُهُ مِن فعلِ أنفاسي وتذكَّرتْ نظراتُهُ نظراتيَ الهَيمى فوزَّعَها على الناسِ دَعواتِ لُقيا في فناءٍ غائصٍ في الروحِ مشفوعٍ بأعراسِ ! ما تُجدي دعواتُ العروسِ لوحدِها والكونُ تسجُرُهُ تهانٍ جَمَّةٌ ورنينُ أجراسِ !؟ وحملتُ عنكَ الوعْدَ نُسْغاً من دمي فالتَفَّ في ناري فهيَ المواقدُ شاخِصاتٌ كالصِّوى ومُسيَّجاتٌ بالهوى وضلوعِ سُمَّارِ ! وكذا الثناءُ يُذيعهُ العشّاقُ مِن سهرانَ في الطُرُقاتِ او غافٍ على بوّابةِ الدارِ ! ضُمّي جناحكِ بيْ وحُطّي هكذا فوق الكرومِ حتى اذا حلَّ المساءُ فحلِّقي بيْ او فقوُمي او شاركي القمرَ الجميلَ رفيفَهُ فانا جُعِلْتُ الى الرفيفِ قصيدةً والى الغيومِ انا مُذْ وَعيتُ – وما وعيتُ – مُحلِّقٌ زَهْرا وأراكِ أدرى هذا المساءُ مُطارَدٌ مني بنظراتٍ رقيقاتٍ فأنّى للمساءِ - وقد تنفَّسَ – أنْ يَفُرّا ؟ او لا يُقادْ هَولاً كما فيءِ البلادْ ! وكما الرغيفِ يشيعُ بين أناملي حَدَّ المِدادْ ! مِن عالَم المَشفى تُغادرُني حروفي نحو الحياةِ مَشوقةً والحقلُ من خَلَلِ النوافذِ محضُ بَرّاجٍ وصوفيْ وليَ الأماني – ياحياةُ – قليلةٌ أبداً فَخِيطي لي معالمَها وَروفي انا ذلك الحقلُ البعيدُ كما يراني فاجعلي الرؤيا حماماتٍ تتوقُ الى قُطوفي ---------------- كولونيا – أيلول - 2007 |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.