حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   صالون الخيمة الثقافي (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=9)
-   -   هِجْـرَةُ الرُوحِ إلَى ِودْيـانِ الشَـوْق... (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=67749)

حسناء 30-12-2007 10:17 PM

هِجْـرَةُ الرُوحِ إلَى ِودْيـانِ الشَـوْق...
 
[FRAME="13 70"]سألت ذاتي في أحد الليالي المظلمة، المخيفة بِصَمتِها، بينما كانت همسات الهوى تتخل سكون الليل وحرارة الجوى تذيب الأراضي الباردة، وتزرعها فُلا وياسمينا ... فقلت لها :
هل لي من مكان أسكن إليه؟ بعدما شردتني أفكار العشق الهائمة وغدوت كالمتسكع في أحياءٍ مهجورة لا قادرٍ أن يسكن بيوتها ولا أن يهجرها، فقد بات يحبها ويحب التسكع فيها ....
نعم، غدوت كالسفينة المكسورة الأشرعة، من فقدت في عرض اليم ربانها فمن ذا يوصلها أو يوصل أشلاءها إلى بر الأمان؟ أو يقتلها وينهب ما تبقى من زادٍ في جعبتها ويرمي جثتها إلى القرش ليأكل ما ترك الحرمان من عظام هشة وجلد يكسوها ...
ما بالي أصارع نفسي وأهجر منها واليها، وأهرب من سجن الذكريات وكأنني لا أدرك أنه لا ملجأ لي سوى قضبانها؟
ما الذي يجبرني على تصديق ما يمليه الشجن وهو يتفنن في تمزيق أوصال فؤادي؟ ثم يحاول عبثا أن يفهمني أنه فن الهوى وقواعد وضعتها الطبيعة فينا لا مفر منها إلا إليها...
رأيته يحزم حقائبه فتُـقبل نظراته الحزينة ما بقي من نظراتي الحارة التي اضمحل نورها وغدت لا تبصر إلا ما يحلو لها ..كنت أفهم لغتها بل أحيانا كنت اُدَرِسُها، لان الفؤاد ضمها لسنوات، وفي زنزانة الهيام كم سجنها ، أحسست أنه سوف يعود بل كان يلتفت ويقول لي انه سوف يعود وان المسافة بين قلبينا منعدمة انعدام ذرات الكره فيهما، كنت أدرك هذه المعادلة بل أحفظها عن ظهر قلب، لأنني بدمي ودمه كتبتها وحفرتها في جدراني المهترئة التي تقاوم باستمرار... أخذني التفكير ونسيت أن اسأله ، من لي سواك يلملم أشلائي؟ يغمرني بدفء كلماته الثائرة الخامدة، القاسية الذائبة بين أناملي ...
هل عزمتَ الرحيل؟ لك ذلك سيدي لكن احترم آخر أمنياتي قبل أن تشنقني في صمت يمحو صدى أنفاسي وآهاتي، التي كم اغتالتك في الماضي بنبال مسمومة ... نعم هو آخر ما في نفسي من أماني، ومسك الختام لسلسلة من الآلام ... خذ معك روحي .. ادسسها في احدى حقائبك بين ملابسك كي تستنشق -بدلا مني- عطرك ... اريده يخنقها ... لا بل يقتلها ثم يحيها ويتبناها...
أتوسل اليك أن تأخذها... لا أريدها أن تظل بعدك، ثم أراها في احدى الغرف المظلمة كالعاجز أو الجريح يقلب عينيه إلي كلما مررت من أمامه ويسألني الرأفة بحاله، روحي التي رأيتها وقت رحيلك وقد اغرورقت عيناها بالدموع ترفض أن تذرف دمعة، لان الدمعة حارة وخدها غدا جليدا يأب الذوبان تحت الأيادي القاسية ....
لا تسألني إن كنت أقبل أم أرفض.. بل خد روحي ولا تلتفت إلى الوراء لا أريد أن أستنشق أنفاسك ... قد أختنق بعدها ... وقد لن أتنفس غيرها ولو على سبيل الوهم والخيال ...
سئمت كلمة العذاب وقررت أن أغلق الباب، بعدما ترحل صورتك وأنت تحمل الحقائب ...أتراني سوف أشتاق ؟ نعم سوف أشتاق ...
[/FRAME]

السيد عبد الرازق 31-12-2007 02:07 AM

حسناء أعتقد أن فضاءات الروح أوسع كثيرا من قيودات الجسد.
مررت .
تقبل مروري
تحياتي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حسناء 01-01-2008 12:25 AM

مرورا حميدا ....
لك جل الشكر على ردك...
تقبل تحياتي ...

كونزيت 01-01-2008 12:41 AM

لحظة سواد قاتمة وقد أبدعتي في وصفها

دائماً تأخذينا معك يا حسناء بصدق إحساسك وإجادة وصفك .

:thumb: :heartpump

حسناء 01-01-2008 02:26 PM

الواقع انني اعيش لحظات في حياتي اتمنى ان يقاسمني في عيشها كل من يدب فوق الأرض ...
ليس لتلك اللحظات لون الفرح او الشجن او شيئا ما بينهما وانما لها كل الوان الطيف ...
بطريقة او باخرى احاول ان امثل المشهد بتفاصيله لكل القراء... كي يعيشوا ما عشته في اللحظة ذاتها...
دمتم اوفـــــــــياء
تحـيــــــــــــــــــــــــــاتي

عبد الكريم الفلالي 01-01-2008 02:37 PM

الأخت الأديبة حسناء:

لقد أجدت العزف على أوثار الرحيل والوداع..وأجدت أكثر في العزف على أوثار الإشتياق..

دمت مبدعة

حسناء 01-01-2008 07:55 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة عبد الكريم الفلالي
الأخت الأديبة حسناء:

لقد أجدت العزف على أوثار الرحيل والوداع..وأجدت أكثر في العزف على أوثار الإشتياق..

دمت مبدعة

لو كنا نعرف يوما اننا سوف نودع من التقينا والفنا في حياتنا لرفضنا التوقيع على أول لحظة لقاء ولكن الحياة رحلة وكل مغامراتها واحداثها رحلات لها نهاية تماما مثلما تملك نقطة بداية .....

redhadjemai 02-04-2008 12:34 AM

تسجيل حضور


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.