الشباب والشبكة العنكبوتية
 

في مثل هذا الشهر قبل 25 عاما اكتشف خبير الكمبيوتر البريطاني تيم بيرنرز لي الشبكة العنكبوتية التي وفرت للعالم إمكانية تبادل المعلومات والتواصل عن طريق الانترنت باستخدام أجهزة كمبيوتر مختلفة.
بعد ربع قرن ، أصبح مليارات الأشخاص على مستوى العالم يتبادلون المعلومات والصور والتعليقات باستخدام الشبكة. وشهد العالم انتشار مواقع التواصل الاجتماعي كتويتر وفيسبوك، التي كان لها دور بارز في الحياة السياسية والاجتماعية للناس.واليوم يتعامل نصف سكان الكرة الأرضية تقريبا مع هذه الوسيلة .
وقال بيرنرز لي "إن سهولة تبادل المعلومات بين الناس ساهم في تمكينهم.الفرق في القوة بين شخص يستخدم الانترنت وآخر لا يستخدمها أصبح هائلا الآن. كما إنها أصبحت مُهمة حقيقة للديمقراطية. إذا لم تكن موصولا بالانترنت كيف سيصل صوتك؟ كيف ستتأكد من أن القيم التي تتصور إنها مهمة ممثلة في الحكومة".
طبعا كثيرون مثل بيرنرز لي يأملون أن تصبح الشبكة العنكبوتية مُتاحة وفي مقدور الجميع في مختلف أرجاء العالم استخدامها. كثيرون يعتقدون الآن أن الوضع حاليا ليس مثل السابق وأن لا شيء يمكن أن يحدث في العالم ويبقى مخبئا أو ممنوعا من الانتشار. صحيح أن الإنترنت يستخدم لأغراض مسيئة أحيانا وفي السرقة والإساءة وغيرها إلا أن الإيجابيات تفوق بكثير هذه السلبيات.
وبهذه المناسبة تحدث العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية عن آثار التطور الكبير الذي حدث على مستوى التواصل الاجتماعي وعن تأثير هذه الآليات على الشباب. طبعا الهم الأساسي كان يتعلق بكمية الوقت الذي يقضيه الشباب هذه الأيام على الإنترنت والفيس بوك وتويتر وغيرها مما يحد من تواصلهم مع بيئتهم وعائلاتهم ومجتمعهم وجها لوجه.
كفن كيلي مؤسس مجلة Wired يعتقد أن انغماس هذا الجيل حتى من الطفولة المبكرة بالكومبيوتر لن يكون حالة دائمة . الظاهرة موجودة لأن الشباب عادة يتحمسون كثيرا للجديد ولكن لاحقا وعندما يشبع حب الاستطلاع هذا سوف يعودون إلى التواصل الاجتماعي المباشر.
هل فعلا هي مرحلة وتمر أم يا ترى سوف تصبح العلاقات مجرد نقرات على لوحة المفاتيح، أو حديث من خلال شاشة التلفون أو الكومبيوتر؟ هذا العالم لا حدود له ألن تظهر اكتشافات جديدة تشغل الشباب أكثر وتقضي على العلاقات الإنسانية كما نعرفها الآن؟