حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   صالون الخيمة الثقافي (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=9)
-   -   يَا خَلِيلَيَّ غُرْبَةُ المَرْءِ تُنْسِي (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=81262)

عبدالوهاب القطب 19-10-2009 02:12 AM

يَا خَلِيلَيَّ غُرْبَةُ المَرْءِ تُنْسِي
 
يَا خَلِيلَيَّ غُرْبَةُ المَرْءِ تُنْسِي
فَدَعَانِي وَمَا نَسِيتُ بِأَمْسِي


وَاغْرُبَا عَنْ وَجْهِي وَلا تَقْرُبَانِي
فَالأحَادِيثُ مِنْكُمَا أصْلُ نَحْسِي


وَاقْبُرَا كُلَّ قِصَّةٍ عَنْ شَبَابِي
وَاطْمُسَا آثارَ الصِّبَا أيَّ طَمْسِ



فَالذي فَاتَ مِنْ زَمَانِي تَعِيسٌ
فَلِمَاذا تُذَكِّرَانِي بِتَعْسِي


شَهِدَ اللُه أنَّهُ مِنْ هُمُومِي
ضَاقَ صَدْرِي وَشَابَ شَعْرِي بِرَأسِي


وَغَدَا السَّمْعُ كَالحَدِيدِ ثَقِيلاً
كَانَ بِالأمْسِ مُرْهَفَاً مِثْلَ حِسِّي



وَفُؤادِي كَالدَّوْحِ آوَى العَذَارَى
هَجَرَتْهُ الطُّيُورُ مِنْ كُلِّ جِنْسِ


وَيْحَ قَلْبِي كَمْ سَاقَنِي لِغَرَامٍ
فِي رَبِيعٍ مِنَ الزَّمَانِ وَعُرْسِ


مَا لَهُ اليَوْمَ صَامِتٌ كَالليالِي
مَا لَهُ اليَوْمَ بَارِدٌ مِثْلَ رَمْسِ


وَا ضَيَاعِي مَا بَيْنَ عِشْقٍ وَعِشْقٍ
كَضَيَاعِ الامْوَاجِ أيَّانَ تُرْسِي


وَيْحَ نَفْسِي مَاذَا يُفِيدُ التَّأسِّي
وَمُرَادِي مِنَ الزَّمَانِ بِأمْسِ


أيْنَ شَوْقِي وَالبُحْتُرِيُّ وَشِعْرَاً
أنْشَدَاهُ فِي وَصْفِ عُرْبٍ وَفُرْسِ



(وَعَظَ البُحْتُرِيَّ إيوانُ كِسْرَى)


وَرَثَا شَوْقِي بَاكِيَاً عَبْدَ شَمْسِ




لَيْتَ شِعْرِي كَمْ حَرَّكَا بِي شُجُونِي
وَأهَاجَا مَا قَدْ أهَاجَا بِنَفْسِي




فَأنَا اليَوْمَ دَامِعَاً جِئْتُ أنْعي
أرْضَ بِيسَانَ وَالجَلِيلَ وَقُدْسِي




وَجِنِينَاً وَغَزَّةً وَأرِيحَا
وَقُرَىً لا تَرَى لَهَا أيَّ دَرْسِ




وَبَسَاتِينَ بِالثمَارِ تَوَارَتْ
وَحُقُولاً مَحَوْا بِهَا كُلَّ غَرْسِ




وَدِيَارَاً سَهِرْتُ وَالرَّبْعُ فِيهًا
أصْبَحَتْ بَعْدَهُمْ مَعَالِمَ بُؤْسِ




وَأحِبَّاءَ قَدْ تَرَكْتُ وَرَائِي
بَيْنَ كَبْتٍ مِنَ الدُّمُوعِ وَحَبْسِ




***
وَطَنِي يَا مِصْبَاحَ رُوحِي وَقَلْبِي
يَا مُضِيئَاً عَيْشِي بِظُلْمَةِ تَعْسِي




كَمْ تَمُرُّ الايَّامُ وَالعُمْرُ يَمْضِي
وَتَذُوبُ الاحْلامُ فِي مُرِّ كَأسِي




فَأُنَادِيكَ فِي اشْتِيَاقٍ وَصَبْرٍ
وَأنَاجِيكَ فِي خُشُوعٍ وَهَمْسِ
:



وَطَنِي إنْ غَفَوْتُ تَتْرُكُنِي رُوحِي
وَتَبْقَى مَعِي بِصَحْوِي وَنَعْسِي




يَا فِلِسْطِينُ هَلْ لَنَا يَا تُرَى مِنْ
عَوْدَةٍ تُوْقِفُ النَّزِيفَ وَتُؤْسِي




فَيَعُودُ الصَّفَا وَلَوْ لِقَلِيلٍ
وَتَزُولُ الهُمُومُ مِنْ كُلِّ رَأسِي




أمْ أبَى الدَّهْرُ يَا فِلِسْطِينُ إلّا
بِدُرُوبِ الضَّيَاعِ نُضْحِي وَنُمْسِي




***
يَا فِلِسْطِينُ يَا عَرُوسَ الأمَانِي
وَالأغَانِي وَنَبْضَ قَلْبِي وَحِسِّي




جَارَةَ الفَرْقَدَيْنِ أنْتِ وَأغلَى
مِنْ لآلِي فِي جِيِدِ حُورٍ بِعُرْسِ




كَيْفَ أصْبَحْتِ بَعْدَ اُسْلُوْ تُبَاعِيِنَ
بِسُوقِ المُسَاوِمِينَ بِبَخْسِ




وَتُسَاقِيِنَ بَيْنَ حَلٍّ وَحَلٍّ
أَمَةً فِي يَدِ العَمِيلِ الأخَسِّ




كَيْفَ نَرْضَى بِغَزَّةٍ وَأرِيَحَا
وَابْنُ بِيسَانَ فِي المُخَيَّمِ مَنْسِي




أيُّهَا الخَائِنُوُنَ لا حَلَّ إلا
إنْ حَلَلْتُمْ عَنْ دِيِننَا حَلَّ رِجْسِ




وَتَخَلَّيْتُمْ عَنْ سَلامٍ وَعُهْرٍ
وَتَرَاجَعْتُمْ عَنْهُ فَوْراً بِنُكْسِ




أرْجِعُوا حُكْمَاً عَسْكَرِيَّاً تَعَوَّدْنَا
عَلَيْهِ مِنَ العَدُوِّ المُخِسِّ




وَطَنِي كَانَ أمْسِ سِجْنَاً رَحِيبَاً
صَارَ زِنْزَانَةً بِكُمْ دُونَ شَمْسِ




وَمَتَارِيسَ بَيْنَ جَارٍ وَجَارٍ
وَالْتِفَافاً مِثُلَ العُقَالِ بِرَأْسِ



***
شَبِقَتْ لليهود ثُلَّةُ أسلُو
وَقِحَابِ العَبَّاسِ ذابَتْ كَعُنْسِ




كَمْ بحَلْقِ "الدَّحْلانِ" صَبُّوا م ..
وَبِ.. "العَبَّاسِ" زَجُّوا بِدَعْسِ




يَا بَهَائِيُّ حَسْبُكَ اليَوْمَ خِزْيَاً
مَا رَوَتْهُ اليَهُودُ عَنْكَ بِأمْسِ




يَا عَمِيلاً مَا بَعْدَهُ مِنْ عَمِيلٍ
وَخَسِيسَاً مَا بَعْدَهُ مِنْ مُخِسِّ




أتَحُضُّ اليَهُودَ أنْ يَذْبَحُونَا
مِنْكَ سَعْيَا وَرَاءَ مَالٍ وَكُرْسِي




وَرَجَوْتَ اليَهُودَ أنْ يَسْتَمِرُّوا
بَيْنَ حَنْقٍ لِمَا رَجَوْتَ وَيَأسِ




فَانْضُ ثَوْبَ المُنَاِضِلينَ وَوَلِّي
وَارْتَدِي العَارَ فَهْوَ أنْسَبُ لِبْسِ




أيُّهَا الشَّعْبُ يَا إمَامَ التَّحَدِّي
والتَّصَدِّي لِكُلِّ ظُلْمٍ وَرِجْسِ





أطْرُدُوا العبّاسَ اللعينَ سَريعاً
وَاغْسِلوا الايدي مِنْ حَقيرٍ وَنْجْسِ




فَهْوَ مِثلُ السَّرْدِينِ رِيحَاً وَقَدْرَاً
وَكَفَأْرِ البَالُوعِ مِنْ بَعْدِ غَطْسِ




***
أيُّهَا الشَّعْبُ قَدْ خَسِرْتَ كَثيرَاً
لا تُرَاهِنْ عَلَى السَّلامِ بِفْلْسِ




وَبِفَضْحِ العَدُوِّ عَرَّابَ أُسْلُو
فِيهِ بَعْضُ العَزَاءِ لِلمُتَأسِّي



10/9/2009

ريّا 22-10-2009 09:41 PM

مساء الورد

قصيدة جميلة يسعدني أن أقرأ لك

وأتمنى أن تشاركنا كل يوم

المشرقي الإسلامي 15-05-2010 09:02 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
هذه القصيدة كانت معارضة لقصيدتي البحتري وشوقي ،الأولى في وصف إيوان كسرى والثانية في منفى الأندلس ، ولا يبدو لي أن هناك اقترابًا في المضامين الثلاثة إلا في الوزن والقافية .
هذه القصيدة كانت تعبيرًا عن شجن الوطن وحزن أبنائه عما جرى للوطن العربي من تمزق ومن تدني للآداء السياسي ، لكنها شهدت قدرًا كبيرًا من التداعي والتكرار للمعاني المستخدمة في كل قصيدة بألفاظ مختلفة.
قصيدة جميلة لكنها تُقبل -وفق معايير الشعر الحديث- كمرحلة تجريب ، أما أن تكون هذه هي فلسفة الشعر في الحياة ، فهذا أمر بحاجة إلى إعادة النظر فيه مرة أخرى.
لكنها أعادتنا إلى عهد الأصالة التي نحتاج إليها من وقت لآخر.
أشكرك على هذ االنقل ،ونرجو أن نرى مشاركاتك تزين خيمتنا وفقك الله .

ودق 16-05-2010 04:25 PM

قصيدة رائعة

عبدالوهاب القطب 25-04-2011 03:42 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة ريّا (المشاركة 667444)
مساء الورد

قصيدة جميلة يسعدني أن أقرأ لك

وأتمنى أن تشاركنا كل يوم

الفاضلة الكريمة
ريا

شكرا على حضورك الذي شرفني حقا

تحياتي وامتناني

عبدالوهاب القطب
ابن بيسان

عبدالوهاب القطب 25-04-2011 03:45 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة المشرقي الإسلامي (المشاركة 687821)
بسم الله الرحمن الرحيم

هذه القصيدة كانت معارضة لقصيدتي البحتري وشوقي ،الأولى في وصف إيوان كسرى والثانية في منفى الأندلس ، ولا يبدو لي أن هناك اقترابًا في المضامين الثلاثة إلا في الوزن والقافية .
هذه القصيدة كانت تعبيرًا عن شجن الوطن وحزن أبنائه عما جرى للوطن العربي من تمزق ومن تدني للآداء السياسي ، لكنها شهدت قدرًا كبيرًا من التداعي والتكرار للمعاني المستخدمة في كل قصيدة بألفاظ مختلفة.
قصيدة جميلة لكنها تُقبل -وفق معايير الشعر الحديث- كمرحلة تجريب ، أما أن تكون هذه هي فلسفة الشعر في الحياة ، فهذا أمر بحاجة إلى إعادة النظر فيه مرة أخرى.
لكنها أعادتنا إلى عهد الأصالة التي نحتاج إليها من وقت لآخر.

أشكرك على هذ االنقل ،ونرجو أن نرى مشاركاتك تزين خيمتنا وفقك الله .

اخي الفاضل
ازدانت قصيدتي بحضورك المنير
شرفني وكرمني تفاعلك
تحياتي القلبية وسلمت

عبدالوهاب القطب
ابن بيسان

عبدالوهاب القطب 25-04-2011 03:47 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة ودق (المشاركة 687830)
قصيدة رائعة

اختي ودق

شكرا على الحضور
والله يسعدك

تحياتي وامتناني

عبدالوهاب القطب
ابن بيسان


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.