حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   خيمة كتاب روائـع الخـواطر (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=66)
-   -   ولخاتون منا السلام (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=81872)

إيناس 02-12-2009 01:13 PM

ولخاتون منا السلام
 
رغم الغياب
سيبقى نحت بعض الأقلام
شامخا على جدران الخيام




خاتون
مشرفة سابقة
لخيمة بوح الخاطر
تاريخ التسجيل : 2006

إيناس 02-12-2009 01:14 PM

إلى من علمني كيف أرتشف القبلة من حد السيف


عبثا حاول الهراء أن يتسلل إلى مدينتي، أن ينهكني في دروبي... أن يتوهني عن ملجئي
فهل أصرخ في وجهه؟! أم أستعطفه بدموع حزينة، أم أصعر خدي له وأمضي؟!
لا أريد ان أهيم في الخواء، أو أحارب طواحين الهواء.
يبدو أني سأقف لأواجه شيطانا يتودد إلي....
سأتفاوض مع الممكن و المستحيل، مع المقبول والمنكر... ولكني لن استسلم.

هكذا علمني أبي.... أذكر أنه قال لي يوما:
قفي أمام العواصف.... ستمنحك العناد و الإصرار و حب الحياة،
سترتشفين طعم الحياة على أبواب الموت، فلا تستسلمي....

أذكر هذه الكلمات فأهم بالقيام إلى محرابي،
وأتذكر: ضعي نصب عينيك العسليتين حلما..... أملا...... بسمة.... يقينا....
و لا تلتفتي وراءك..... إنه هناك في انتظارك....

تتأملني سجادتي و كنت قد قاطعتها زمنا و تقول: النصر لا يأتي يا حبيبتي....
نظرت إليها بجبروت وصرخت:
لا يمكنك أن تزرعي اليأس في عروقي، ولا أن تبثي الشك في شراييني..
فأنا لا أمسخ ولا أموت مجانا.... وسأعلن لكل الوجود والمخلوقات: النصر آت....

نظرت إلي مشفقة وقالت: شعارك زائف يا أميرتي..... النصر أكبر من يأتي إليك....
قومي و اغتسلي من أدرانك و اركبي الرياح والأقمار والطحين والبنادق وأعلني:
أيتها الحرية أنا قادمة، فانتظريني ......




خاتون: عاشقة الحرية

إيناس 02-12-2009 01:15 PM

سلام عليك يا سجادتي
سلام على روح أبي التي أنارت لي درب الانعتاق



أبي... في كل يوم أقول إني ذاهبة إلى الحرية.. ولكني أجدها تنفر مني وكأني عدوى أو لعنة تطاردها...
والدي... هل كتب علي أن أظل ألاحقها وتظل هاربة من ظلي؟
ألأني عربية يا والدي؟ أم لأني ارتديت حلة الإسلام فلا حق لي في الحرية؟
لم يكبلون الحرية ويطفئون نورها؟

لم ألتفت ورائي يا أبي... ولكني أخاف من شبح يستقبلني...
لا تؤاخذني يا أبي على عثرة قلم... فلم أقصد أني خائفة، فما كان لابنتك أن تخاف من الآتي...
ولكن أخبرني يا أبي عن حياتك بعد موتك... وهل وجدت ضالتك هناك حيث الأمن السرمدي؟

والدي الحبيب... ها أنذا اليوم أناجيك حتى لا يعتريك شك في أني ما زلت على الدرب،
وأني لم ولن أخلع ثوب الكرامة والحرية...



سلام على عشاق العروبة والحرية
يوم يموتون ويوم يبعثون أحياء

خاتون: بنت الحرية

إيناس 02-12-2009 01:16 PM

ابقي هكذا.. واستمدي قوتك من طيف وكلمات والدكِ..

هكذا أوصاني القمر

انا على العهد يا قمري

لم يكن ابي رمزا للحرية فحسب.... كان هو الحرية
نظراته توحي بالانطلاق .... وحواراته تبعث على الانعثاق

وحين قرر أن يرحل، أهداني قلما ولوحا عليه آيات قرآنية
وقال: هزي رأسك عاليا واقرئي واكتبي، تساقط عليك أفكار الحرية

احمليها ولا تتعبي ...

احمليها، وستحملك إلى عالم الشرفاء
هناك... قد نلتقي في روضة الاحرار والشهداء




خاتون: من تحمل بيمناها عبئ الحرية

إيناس 02-12-2009 01:16 PM

السلام على عينيك العسليتين يا أبي


لن أقبلك في عينيك حتى لا نفترق وإن كان بيني وبينك بعد الحياة والموت...
ربما أكون أقرب إليك أكثر، ولكنك بعيد عني يا أبي...
منذ رحلت والغربة تلازمني...
اشتاق إلى عينيك ويديك الخشنتين... أحن إلى المشي إلى جانبك صباحا...
فهل تشعر هناك بالغربة يا أبي؟ وهل تنتظرني وتشتاق لي كما أتلهف لرؤيتك؟

كنت قادمة يا أبي، ولكني لم أتحرر بعد ولا أستطيع أن آتيك قبل أن أوفي بعهدي...
أرضي مستباحة، وسمائي ملوثة وجندي نائمون
وحتى أقاربي وجيراني في سبات يرقدون.

حبيبي.. هل تذكر ذاك الشقيق الذي ظللت ترقب فيه القوة والعزة والنخوة العربية؟
هل تذكر كيف كنت تحكي عنه روايات المجد والبطولة؟
قتلوه يا أبي... قتلوه وربما تلتقي به يوما هناك...
اغتصبوا منك ومنه ومني فرحة العيد..

لكن لا تخف يا أبي... فلست على الدرب وحدي..
فهناك ألف ألف عاشق للحرية
وألف ألف متيم بالأرض والقضية.

قد أتأخر قليلا يا أبي، ولكني لن أحيد عن الطريق.



خاتون: على العهد

إيناس 02-12-2009 01:30 PM

أوراق عاشقة
1


تعجز العبارات عن كشف ما كنت أود أن أقول
وربما لم أكن أريد أن أقول شيئا.
رغبات متضاربة تطوح بي في آفاق غريبة
ربما رغبة في المشي على الرمال
و ربما رغبة في رمي الحصى في الوادي
وربما رغبة في إحصاء عدد مقصورات القطار الذي يمر أمامي
وربما رغبة في أن أفرِّجكِ على صباي
ورغبة في أن أدوخكِ بأفكاري
ورغبات أخرى أخبؤها لك في حافظتي
ورغبة في البكاء لا أخفيها عنك...


لا أريد أن أبكي لأني لا أريد أن أشعر بالضعف و لكني لا أملك بدا من ذلك
ابتعدي قليلا عني... لا أريدك أن تقتليني
ابتعدي وامنحيني فرصة الجلوس إلى هذا العالم اللامتناهي
لا تشعريني بالعدم و انا أشاهد الملايين من المخلوقات تتحرك
تتحول.. تسير.. وانا هنا، لا املك أن اختار...
فكّي قيودي و امنحيني قوة أعدو بها بين الأشجار
ألتقط الرمان و الليمون و حبات العنب.
دعي الرياح تداعب خصلات شعري
وارفعي قناعك و تبرّجي حتي أعلن للكون أنكِ قاتلتي
ارفعي يديك عني علي أرفع صوتي مدويا فأصرخ أني أكرهكِ.
كفي عباراتك و طلاسيمك، و انظري إلي مرة واحدة
هل تستطيعين أن تواجهيني؟؟
أن تعترفي أنك تتنعّمين بتعذيبي؟ وتمرحين فوق جروحي؟؟
قفي مرة واحدة و اعترفي و لو للحظة هاربة أنك الحاجب عني
من ضياء الشمس ونور القمر وروح الصباح.

أكرهكِ و اكره ضعفي أمامك.. فهل كان الكره يوما مجديا؟
اخبريني كيف استطعت ان تملئي أوصالي حنقا
ولم اكن اعرف قبلك غير الحب والحرية والياسمين.

أيتها الافكار السوداء اللعينة ارحميني،
وتنحي جانبا علّ الريح تلامس خدي فتحييني،
وعلَّ المطر ينساب فيمسح أدراني.

مهلا
انتظري ولا ترحلي قبل ان تودعيني
فقد أموت إذا لم تقتليني...


خاتون: دمعة على الرمال

إيناس 02-12-2009 01:32 PM

أوراق عاشقة
2


أصبحت أرجو الرحيل من نفسي، من أيامي ومن شواطئي...
أصبحت أتأمل في المغيب والأفول وشمس الأصيل...
استوقفتني آية: واقصد في مشيك.. فوقفت وتأملت في معناها.

هل يكون القصد هنا أن يكون لي هدف،
فلا أظل متسعكة بين أفكار تحييني وأفكار تذبحني،
بين حلم جميل رسمته في أفقي ولوحة سوداء رسمتها لتكره رؤيتي...
فقررت أن يكون قصدي أمل برؤيته في الأفق قادما في الزحام،
يحيي آمالي إذا صارت رميما ويعانق دمعاتي إذا صارت أنينا.

ثم قلت هل يكون المعنى أن لا أتبختر، فسخرت من حالي،
أنّى لامرأة أذابها الهوى وأتعبتها المسافات أن تتبختر...
أنّى لي أن أطأ الأرض إلا بأشباه خطى.. وروح مهزومة من ثقل أشجاني...

لن أطيل في هذا التخبط، وسأسافر إلى القرطبي وأعود ...

عدنا

اقصد في مشيك: توسّط فيه، بين الإسراع والبطء...

إذن علي أن أجمع شتاتي حتى لا أدب دبيب المتماوتين فيرجمني المتسولون في الحي ظانّين أني أزاحمهم في رزقهم،
ولن أثب وثوب الشطار حتى لا يعدو ورائي أطفال الحي ظانّين أني فقدت ما تبقى من ثباتي ...




خاتون: المسافرة في عينيك

إيناس 02-12-2009 01:34 PM

أوراق عاشقة
3


حاولت جاهدة أن أركب بساط الصمت
فانفلتت جمل من هنا وهناك معلنة التمرد
فحاولت مرة أخرى
فانفلتت دمعة حفرت أخاديد في وجهي
فتجاوزت الفكرة وقلت: لن أحاول مرة أخرى أن أخنق القلم أو أثبطه
فربما ينعشني أو يشيح القناع عن اشياء لم استطع أن أفك رموزها

كثيرا ما سألت نفسي لم لا أستطيع أن ألزم الصمت قليلا
ألأن الناس يحرضونني على الكلام؟ أم إنها صفة ورثتها؟
لم يكن أبي كثير الكلام ولم أكن اجالس أمي كثيرا
خطر ببالي جواب ساخر
فربما لأني امرأة ولسان المرأة آخر عضو يموت فيها
على أي، لن أضع مسؤولية هلوساتي على أحد، ولن احاول ان اجيب نفسي
فأنا لا احب الصمت ولا أفكر أن أتوب عن الكلام إلى أن يثبت جرمه.

أريد أن أملأ الكون ابتهالات، وأناشيد ثورة، وكلمات عشق، وألحان حب
حتى لا تصير لحظات الصمت إلا تأملات في تلك الكلمات
وأريد للكلمات أن تمشي مبتسمة ترفع الرايات البيض
وتقبل الاوراق الخضراء والصفراء، وتعانق الحروف القرمزية
وهنا وهناك تلوّح بإيماءات مفعمة بالامل
وقبلات للمارين على عتبات الحروف والسائحين في صوامع الكلم.




خاتون: امرأة على بساط الكلمات

إيناس 02-12-2009 01:35 PM

أوراق عاشقة
4



أراني اليوم عارية كالبحر... أتجلى بابتساماتي وثوراتي...
أتعرى من صمتي وركوني في زاوية مظلمة من نفسي...
أنا هنا اليوم لأصرخ أمام الأمواج العاتية
وأعدو خلف ظلي على الرمال الذهبية
وأتعثر بظلي فتتبلل مشاعري وتنتشي طفولتي
وأنام هائمة بالفرح تحت نور الشمس
وأستيقظ على إيقاع اطفال يتصايحون ويعدون خلف فرحهم.

أنا هنا اليوم لأعلن بصوت عالي أني
سأقتلع بعضا من جذوري البائسة
وأعانق المطر والشجر وابتسامة المساء
سأغني للقمر ألحانا أندلسية
وأدوخ النجوم بأهازيج أطلسية
وأوشّح الشروق بمناديل حريرية

وأعدو وأعدو

فالحقوني، وعلى درب العبور صلوني
وسامحوني، وعلى شجرة الحياة اصلبوني




تحياتي
خاتون: شظايا امرأة

إيناس 02-12-2009 01:36 PM

أوراق عاشقة
5



خرجت من بين أضلعي أسير في الطرقات الواسعة
خرجت ورغبة في البكاء تتعبني
كنت أريد أن أجده ليعانقني، فطوقتني الأمطار بإكليل من دموع
هربت منها حتى يسمع الكون نحيبي وتعانقني الأشجار والغابات
فوجدتها، سبقتني تعانق الأرض والزهر وتبكي بحب وشوق
فقد أمعَنَت في الرحيل حين لم تسمع إلا بعض الأشجار تناديها

كنت أحبها وأشتاق إليها ولكني اليوم لا أريدها
فقد أخذت مني حضن الأرض وفرح الورد ونسيم الود
سرقت وحدتي وأشغلت الرياح عن ملامسة خدي

ولأني لا أعرف غير الحب والياسمين
سأسامحها وأرمي رغبتي العنيدة في سريرتي
حتى لا أفسد طعم فرح الحجر والشجر في غابتي



خاتون: خائفة من المطر

إيناس 02-12-2009 01:37 PM

أوراق عاشقة
6



تهاجمني الرياح من كل مكان،
تقتلع جذوري وتمحو تقاطيعي
لأصير تمثالا تقف عليه طيور الحوم لتنوح عليها
وتبث في حناياها أشجان السنوات العجاف التي عاشتها في غيابات الليالي الطويلة.
تمر كل لحظة من أيامي المنفلتة من بين أناملي
لترسم خارطة من سواد يقف على كل خط منها شبح يخيل للناظرين أنه يحرسني
ولم يعلموا أنه يتفنن في تمزيقي وبعثرة أشلائي
كنت أقول يوما أني شجرة يشتهي المارون قطف ثمارها
ويستهوي الزائرون الجلوس بظلها.
واراني اليوم جذعا يحن إلى من يعانقه
حتى لا يمتد عويله إلى الراقدين في قبورهم

لماذا تصنعون من الخبز كفرا؟
لماذا تقتلون البسمة بعد أن رسمت لنفسها عمرها؟
لماذا تؤمنون بالدنيا بعد أن صار الجب قبرا؟

أما آن لكم أن ترفعوا سياطكم عني؟
ألا تتورعون عن الزيف بعد صافح المطر صحرائي
ألا تسترون عوراتكم ليسامحكم البحر والهواء
اسجدوا واركعوا وابكوا واخشعوا لتسامحكم الأرض والسماء

أما أنا، فدعوني أسافر في ليالي القمرية أعانق الحب والمطر
وأداعب الورد وأغصان الشجر




خاتون: أسيرة إلى أن يعتقني

إيناس 02-12-2009 01:39 PM

أوراق عاشقة
7



تفقد كل الاشياء طعمها حين تغيب، ويظل السكون سيدا يقف على رأسي
ويأمرني بالسكون حتى لا أفجر هذا الخواء الذي يعتريني...
كل المسافات تنشر ظلها لتمدني جسرا من التيه
وتبني جسورا بين النخيل والثمار، وبين الاشجار والظلال...
وتتحول عقارب الساعة الى سرطانات تنخر جسمها لتمعن في الافول..

وانا هنا... استعطف دمعة وارجو ابتسامة تزين الافق بعطرك.
فهل اكون بذلك قد احببتك؟
ام اني انصهر في حناياك واتلاشى في المسافات؟؟

احبك
لعلها الكلمة التي تشفي سقمي وتفتت رميمي علك تقبلها قربانا لحبك
وهل تكفيني ان قلتها مليون مرة؟؟
او تشفع لي إن وقفت بشرفتك المطلة على ذاك الجبل؟
ارجو وصلك أو حتى اشارة من عينيك الدافئتين تأذن لي بالدخول
لاجلس على ذاك الكرسي الملون بشوقي اللاهب...
أنعم بعطرك الساحر
وأعدّ أنفاسك التي تجلدني بسياط حريرية لتذيب ما تبقى من بقايا انوثتي

حبيبي...
ايها السائح في شراييني.. تبعثِر تاريخي وتفتق عروقي المرتقة بالبعد وحر الهجير.
اقترب مني لأهمس في تاريخك بالنار التي كوت جبيني لتنير عتمة الليالي الطويلة،
وتوقدَ ماتجمد من رماد المساءات الموحشة.
اقترب اكثر لتخضر أوراق تاريخي الذابلة
فأنتشي بطفولة أخرى تلاعب ذرات رمال أيامك وتتسلق أغصان كبريائك.




خاتون: ورقة من فصل الهجر

إيناس 02-12-2009 01:41 PM


همسة في السكون



حين تأتي الرياح الهوجاء لتعصف بلحظات الوصال

يأتيني صوتك الجبار ليكسر حصون الصمت التي كادت أن تمسخني على مكانتي
ويقتحم قلاعي الراسية على وهم الأيام الغابرة

أيها الابتسامة التي ترسم أيامي على ورق الليمون لتزهر عطرا سرمديا
ايها النهار الذي ينبعث لهيبا على يميني ليأفل قمرا على بقايا أنوثتي

أنا هنا أرنو إلى صوتك، إلى طيفك، إلى قبس من سناك
أنا هنا، أفتش عن همسك في غابات السكون التي تلبسني
وأنزف أملا يساهر الطيور المسافرة إلى شرفة جنانك

تكلَّم يا فالق الكلمات الحالمة من بيداء الصمت التي تحاصرني
غن لي مواويل بابل كلما وقب حزني في سرداب سكوني
وردد اهازيج الأطلس كلما انمحت آثاري وغفت على حصيرة الشوق
وابعث ابتساماتك في ليالي التوحد لتخنس هواجسي وتغيب في الزحام
وارسم على تجاعيد اللحظات الذابلة ياسمين الليالي المقمرة
واكبر في تفاصيلي كما تشاء

حبيبي
أيها الطيف الذي يسافر بي إلى أقاصي الحلم
ادن مني وأمعن في الغياب
واقتلع حبات الحنين التي تنهشني
واسقني بوابل من أمَنَة نُعاسٍِِِ
لتُصعِدَ هواجسي ولا تلوي على كابوس هجر





خاتون: المسافرة في صداه

إيناس 02-12-2009 01:43 PM

حبيبي


كنت أمارس حقي في اكتساب العشق
فجاءني زبانية القهر يجروني من خصلات حبي إلى مقصلة الأيام
وهذه زفرات نفثتها بوجوههم علني ارتاح قبل ان انمحي



اقتلوني يا خلاني إن أحببت يوما، وأهرِقوا دمي على جنبات الوصل
ابتروا أطرافي واهدوها قربانا للمنتحرين على قارعة الهوى
فأنا الأرض التي رسمت أخاديدها بالأحمر والجوري
ولونت أفياءها بالفيروزي والملائكي وكل عطور الشرق الملتهبة

اصلبوني وارحموا روحا تعلقت بروح تفترش أهدابي
ولا تحكوا قصتي لعابر هوى فينعيني أو يقرأ سور الهوى على أشلائي
ولا تنبشوا سيرتي فيعاتبكم المارون على طهر أنفاسي

ولا تنسوا
ادفنوني بعيدا حتى لا تغني الأرض أهازيج غرامي
فيحيك المُقوون منها دثارا لليالي الحالكة
فتنبعث آلامي من جديد

امحوا آثاري واتركوا الشاهد مصبوغا بالفراغ
ولا تلوِّنوا قبري بالأبيض حتى لا يهتدي إليه السالكون في ليالي الهوى
ولا تضعوا عليه ريحانا حتى لا ينبت منه الجوري ويرتشف منه الكوثر

وارحلوا عني ولا تزوروني
وتبرؤوا من ظلي إذا تمرد عني واشتاق لمرافقتكم

ولا تذكروني
حتى لا تؤذيكم ذكراي بلعنة حبي




خاتون: عاشقة في صحراء الإنكار

إيناس 02-12-2009 01:44 PM

أحبك


كل الانفاس المتراقصة أمامي تهمس: أحبك
وكل الحروف التي ترتسم على جبين العمر تنطق: أحبك
وكل الدروب التي تشق خطاها في مدن الوصل تلتوي لتتمطى: أحبك
كل طيور النور التي تهاجر بي إلى الياسمين تغرد : أحبك
كل الأمطار التي تتهاطل على وريقات أيامي تنساب لتنتشي: أحبك
فهل انحتها على حبات رمال العمر لتزهو بحبك ؟
أم امنحها للشمس فتشرق على الغابات فتتفيء الظلال وتنحني: أحبك
أم أرسمها على أهداب القمر فتستحي النجوم وتختبئ في خدرها: أحبك

على عتبات الوصل أقول: أحبك
وبأنامل العشق أخط: أحبك



خاتون العاشقة

إيناس 02-12-2009 01:45 PM


ورقة حائرة



ليتني أذوب في خضم بركانك الهادر
تمحق حممه كل ما يعترضها من أجسام نافرة
فأستلذ بذوباني فيك.. لأنتمي في النهاية وأنتسب الى حرارك المتجمدة
فتكون شواهدنا متماسكة.. فأغتصب ذكراك .. باعتراف كل من يمر من فوق الحرار
وتدمى أقدام الحفاة الفضوليين .. وتبتسم حممنا المحنّطة فوق سراب القرون
وتعترف سلاحف الأزل بملحمتنا الخالدة..
لا يطيب النوم فوق حواف الحرار.. بل يطيب الانتباه واليقظة
لتكون مدة التمعن بمفاتنك طويلة أزلية
ولا يضمن أحد من الجيولوجيين متى سيثور بركانك ضجرا من انغماسي في حممك المتصلبة
التدفق في الكلام نشوة .. عندما ينبعث من بين شفاهك
تدفق حممك يبعث النشوة عندما يثور بركانك
هدوءك.. لا يطمئنني .. فأنا أعرف خصائص ألوانك عندما تنتشين
أرقبك وأنتي تتلونين .. كفنان يرصد حركة الغيوم بعد أن تفرغ من سكب محتواها من المطر..
ليرسم فتاتها في حركتها المنتهية من عملها




هكذا..
نثر الكلمات على أيامي وتركني في رحلة جمعها والاغتسال بها
هكذا...
رسمني خاطرة مهترئة ترنو إلى ترياق يذيب ألوان التيه التي تكسوها



مر ربيعي الآخر، وتلاه تشرين وانقضت مواسم بعل وأنا هنا
أقايض الأمل بلهيب الشوق وأهب العمر ابتغاء الخلود على صفحات قلبه

تتكاثر المشاهد في رحم الذاكرة الحبلى بالعذاب والأنين
وتصرخ في داخلي الأصوات معلنة فوضى عارمة تسابق بعضها بعضا
لتخرج إلى فضاءات التجلي

سأحاول أن أكتب سطورا تفجر هذا البركان الذي تتطاير شظاياه في أحشائي
وأثور على كل التماثيل التي نحثتها على جبين العمر
وأهدمها قربانا للحظات القادمة

ليتني حبر يكتب على خدود الورد قصيدة الخلود
ليتني لون أزين جدارية السنين بعناقيد الفرح المتدلية على أكتاف الأمل
ليتني ظل تستريح تحته عوراتي المكشوفة منذ قرون في صحرائي، متاهتي
ليتني غيمة أركب الرياح وأمضي حيث الانبعاث والسكون

ليتني لحظة آفلة أعيد من خلالها ترتيب خطواتي اللاهثة نحو السراب
أو ليتني قلم معتوه يعيد تفاصيل العمر لينتهي حيث بدأ أو يتلاشى حين برئ


وليتني جسد يرقد في مقبرة سيدي والو* لأحشر في جنات أحضانه

وبذلك تخضر الفصول وتورق الأيام وتزهر اللحظات
وتغني الأطيار مواويل الجبل وتفوح الأزهار بجميل النسمات
وتتزين الشمس بجمال العرائس في بلادي




خاتون

إيناس 02-12-2009 01:47 PM

طائر الفينيق


مررت بكل شوارع النور ابتغي طهرا من أدران نفسي المتهالكة
وكنت في أعين المارين كائنا أسطوريا ينبعث من ماض سحيق
كنت أحمل على كتفي ضحكات الطفولة وابتسام الورود في الصباحات الطرية

واليوم اراني أذبل وتشيخ وريقاتي ليحطمها المارون بقهقهاتهم من هنا وهناك
وتنفلت من بين أهدابي ملاحم حزن تحيل الكائنات إلى أشباح تراقص الهباء

ثم أسير حينا من القهر
أستظل بلهيب اللحظات الهاربة، فتصير شمسي شموسا تأتي على ما اخضر من حشاشتي
وتعتلي الغربان وطيور الحوم صوامعي المنفوشة من عهن الليالي البائسة

يبتسم مارس في وجهي لأول مرة في تاريخي وتنحني فينوس استجداء
وتعلن جراءتي أن عهد الأسطورة قد انقضى بعد أن خدشت عذرية أفكاري الحالمة

حبيبي،
أيها الطيف المطل من خلف أسوار المزن الحائرة

اقترب، وارسم على جبيني خارطة الانتماء
ولفّ شعراتي المتمردة بخيط السكينة والوفاء

كن جبارا
والجم هواجسي بلجام من آمالك الشهية
وقيد أطيافي المتناثرة بقيودك المخملية

كن ملاكا
وادن من عذاباتي لتنتحر على عتبات النسيان
واخفض جناحك لتحمل أشواقي إلى أفياء نيسان

كن مِفَنّاً
وارسم على أخاديد عمري ينابيع الصفاء
وانتق من ألوانك وانثرها على بقائي والفناء

كن مطرا
واجمع حفنة من آمالك واسقنيها بيدك الحانية
وامدد حبالك وانتشلني من عتمتي والهاوية



خاتون

إيناس 02-12-2009 01:48 PM

حالة محترقة



جمعت أوراقي العاشقة ورسائلي اللاهبة
وجعلت منها نمارق مصفوفة على أرائك العشق المبثوثة على كبدي
فاشتعلت في نفسي رغبة تقديمها قربانا للنار الموقودة في أحلامي

سأحتفل اليوم على الطريقة المجوسية
وسأهدي كل هذياني للنار المحمومة بلظى العشق

أيها الشر المقدس
اِلتهم شوقي واكبر في المدى
وانشر أجنحتك اللاهبة لتعانق المسافات الممتدة إليه
واحملني إلى هناك... حيث يكبر الحلم



خاتون

إيناس 02-12-2009 01:49 PM


تقاسيم عمر منسية



بينما تشتد الرياح من كل مكان لتقتلع ألياف الشوق المنسوجة بحبه،
وتنثر الهباء على بقايا الجذور المهترئة
أرنو لى ظلك
أرنو إلى ظل ظلك عله يسترني في المسيرة المكشوفة للعيون الرمادية.

ها أنذا أنحني لأغترف من فيضك نسمة من ود تبعث في الأفق لوحات برتقالية
تزين الغروب المنثور على مساءاتي.
ها أنذا أمد يدي المطرزة بالحزن لتغسلها بنظراتك العميقة
فتخرج بيضاء من غير حزن آية للعاشقين.
ها أنذا أسامر السحب المثقلة بدماء الحيارى
أغوي الروح بريحانة على أجنحة غرامي.
وهاأنذا أقاطع المخطوطات والأسفار
لأتصفح جدارية القلب وأقرأ ترانيم هواك التي تتكئ على حكاياتي

فكن لي يا من تخط تفاصيل العمر بعبير الشوق إليك
وكن معي يا من تحرر أنفاسي من قيد ولعي بك
وامكث في يا من تسير جبالي برياح توحدي فيك




خاتون

إيناس 02-12-2009 01:50 PM

أسيرة ابتسامته



تجتاحني لحظات مجنونة فأبتسم للمارين على رصيف الحلم
أقبل الورود المتدلية وأمسح على رؤوس الأوهام البنفسجية
فتزهر الابتسامات على محيا المخلوقات النورانية
وتخنس الهواجس في غيابات النسيان المسبية

أراني أستلذ قطف الرغيف الطري من هامة القمر
وأراني أقف في وجه الريح حتى لا يسقط التمر
وأحدث الأشجار الصغيرة حتى تنمو وتكبر
وأنتشي برائحة التين والعنب وهي تغني في جنات ونهر





خاتون

إيناس 02-12-2009 02:33 PM


الآن.. وهنا.


ترفرف فراشة الفرح فوق غابات أحلامي
أتابع أجنحتها المنقوشة بألوان الأمل
أترقب اختلاجاتها وطقوس سياحتها في الفضاء الازوردي
أمد يدي إليها، أقترب، أكاد ألمس كبرياءها
فما تلبث أن تتيه في الغياب، وتغرق ساعاتي بالسراب

أنا المسكونة بالوجع، اللاهثة نحو حلم آفل
أنا المهووسة بالوصل،المخنوقة بلهيب الاحتراق
وأنا الموقودة في الأشواق، والواقفة على الأبواب الموصودة

أيتها الفراشة الملونة دليني
وقفي على كتف الفرح وارسمني
وجففي الحزن عن ظفائر أيامي وانثريني

أو اجمعي أحزانك حطبا وأحرقيني





خاتون: دمعة أمل أسيرة

إيناس 02-12-2009 02:34 PM

قبل حين من القهر

كانت أكفان الحيرة تلفني وترمي بي إلى أقاصي الحرمان
وكانت أخاديد العمر المترهلة تحفر مثواها في أنين الغياب

لا أخفيك
كانت تسرقني مني لحظات غرور توهمني أن لا شروق بعد غروبي
وأن كل ملاحم الحزن ستكتب لرحيل طيفي وضحكاتي
فتبتسم صباحاتي موهمة مسائي باحتفال صاخب
ثم تهاجمني قوافل الدموع قاطعة طريق الأمل في صحرائي


وجاءت
تقف لتدافع عن كبريائي وتشفع لي عند ملائك المنى
جاءت تظللني من حمرة الغروب الذي كاد أن يحرق ساعاتي
جاءت تغازل عشقي وتمسد رجله اليسرى المكبلة بالغياب
جاءت كسِنة حالمة على أريكة لازوردية ترسم الأحلام الزرقاء والبرتقالية

وكانت الكلمة.


خاتون: واقفة هنا ترنو إلى هناك

إيناس 02-12-2009 02:35 PM

مرابطة بأعتابه



تاهت دروبي عن مدينتي وضاعت خريطتي بين سهول الشوق وجبال الغربة
وانصهرت في سواقي التوحد فيك،
فما عدت أرى الله والوجود إلا من خلال عينيك الغارقتين في ميادين الغياب

سأقف بعتبة ظلك أرجو لحظة العناق
فهل لك أن تحملني من ضيق نفسي إلى رحابة صدرك
وان ترفعني عاليا لأختبئ من جبني ودموعي الخرقاء
وهل لك أن تشدني نحوك أكثر لتردني إلى بلادي
وأن تحملني على جناح الشوق لترميني إلى أقصى نقطة في عالمك


سأقف هنا حتى يشيخَ الزمان وينحني ظهره
أعانق الحنين واللحظات الهاربة
فالمخاض الذي أتوق إليه في هذه اللحظة يساوي مليون ولادة
وهذه ولادة الشوق إلى الحياة بين يدي كاهن أو قادم من هناك



خاتون

إيناس 02-12-2009 03:01 PM

شذرات من وراء الأفق



بينما كنت أصول في عوالمي
بين الحقيقة والوهم، والممكن و المستحيل، والتاريخ والأسطورة
سمعت صوتا مغريا ينادي:
مولاتي .... ما أروعك.
كان صوتا ينط من الأسطورة، يعطر الفضاء بعبق ساحر، يبعث في النفس الرغبة في الانطلاق....
التفت إليه، كان يتكئ على شجرة عريقة لطالما حلمت بالجلوس إليها......
هل كان إلها إغريقيا..... أم حكيما رومانيا..... أم ساحرا بابليا؟

وحين لذت بالصمت علني أصدق نفسي وألمس نشوتي،
أخد يدندن لي أهازيج المشرق والمغرب.....
و بينما كنت أغيب في معاني الكلمات، كان ينتشي هو بدفئ بالنغمات.

لملمت إحساسي، وجمعت أشلائي، واستنجدت بتاريخي...
ولم استطع أن أبوح بكلمة حتى فضحني عجزي....
نظر إلي بابتسامة هادئة وقال:
لا تقولي شيئا أميرتي... صمتك أكثر تعبيرا من لغاتك....
فأنا القابع تحت أهدابك.... و نظرتك الحزينة المرتبكة توقد اللوعة في أوصالي....
مولاتي... أنت الأسطورة التي كنت أومن بتحققها... وها أنا ذا أراك، أسمعك... كأني عرفتك منذ ما قبل الطوفان...

رأيت جبينك الصيفي
مرفوعا على الشفق
و شعرك ماعز يرعى
حشيش الغيم في الأفق


كانت عباراته ترفعني... تنصبني... و تكسرني....
كنت أريد أن أقول له كل ما يجول بخاطري...
كنت أود أن أقرأ عليه كل القصائد التي أحفظ...
لكن شيئا ما في عينيه دوخني فما عدت أعرف كيف أعبر عن الشوق والحلم والحنين.
كان علي أن أبوح للعالم أني أركب جناحي الحب والحرية.....
كان علي أن أقول شيئا
حتى لا ينفجر هدا الجنون الذي يعتريني... فأجدني أهيم في الشوارع.. أقذف الناس بالحجارة..


لكنه يقرب و يبتعد... يغيب و يحضر... إلى أن حل بي و غاب عني....
سأنظم شعرا... سأروي قصصا... سأحلم.... سأبحر... سأغوص..... سأغرق....
سأفتش عنه بين مخطوطاتي و أساطيري... وأعدكم أن أحلم به إلى أن ينام القمر...




خاتون: الحالمة بك، إلى أبدي و أبدك



الأبيات للشاعر: محمود درويش

إيناس 02-12-2009 03:07 PM

هيام فوق السحاب




يعود اليوم ليعاقب الروزنامة ويدير وجهها إلى الحائط... سمعت صوته فالتفت مذعورة،

"ما أحلاكِ وأنت تلتفتين، كأنك ظبية لا تستطيع شرب الماء من هواجس خطر ما.... اشتقت إليك ولو من وراء ستار... كنت أرقب اختلاجات فؤادك فتختلط مشاعرك بين اليأس والأمل، فيظهر على محياك، وتزدادين روعة
"
.
كدت أذوب مثل قطعة ثلج مهجورة، لو علمت أن ذوباني فيه يرضيه لما ترددت في الانصهار في حناياه. كدت أقول له كلمة تراقصت بين شفتي، فإن المشاعر التي في داخلي لها عنوان، وهذا العنوان هو ما لم أقله بصريح العبارة، فقد انجذبت إليه بشكل لا يجعلني أخطئ بتلك المشاعر. أردت أن أقول شعرا فأحسست أنه الشعر كله والقصيد ولولاه ما كنت لأوجد.

"كنت أظن أنني أعرفكِ، وكنت أخمن أن هناك درة ثمينة في أعماق محيطكِ، لكنني لم أكن أتوقع أن أقع على منجم من اللآلئ الثمينة. ابتسامتكِ الحزينة، والتي تتبعها ضحكة كصوت جدول رقراق صادح تعطيني عزما، فهدوءا يتبعه صخب، وتقهقرا يتبعه وثوب

تلعثمت ورددت عبارات لم أستطع أنا أن أفهمها، ربما لأن العبارات أتعبتني قبل أن أتعبها، وربما لأن روعة الإحساس أكبر من أن أعبر عنها....

أحسست بالعجز وأعلنته هذه المرة فبادر قائلا:
" كلماتكِ تطوع للكنوز كي تخرج دون استئذان من أحد، كنوز كريمة تمنح لحسنات بسيطة، نحن نعرف الحسنة بعشرة لكن أن تكون بمليون فهذا هو الكرم بعينه. أميرة.. كيفما تتحركين .. وكيفما تبتسمين. كنت أسمعكِ من هناك فوددت أن أغمزك بعيني، ولكن المسافات حالت دون ذلك، وجئتكِ... فكان للكلمات وقعا آخر. حين تمتزج الكلمات بأنفاس من يحكيها، تصبح كأنها كائنات حية لها أبعاد ثلاثية، ولكن كلماتكِ لها بعد رابع إضافي، يظهر قبل ظهور الكلمات، وحين أتأملك، ترتسم على محياكِ لوحات يعجز رمبرانت وكوخ وبيكاسو عن رسم مثلها، ولكنني أتذوقها بفعل قوة الجاذبية الوجدانية.

لا تتكلمي، لا تكتبي، فكتابكِ مقروء و عنوانكِ معروف، ليس هناك حاجة لكتابة قطعة وعليها سهم يشير إلى السماء أنها ( سماء) فالجاهل يعرف ذلك، وليس هناك حاجة للتعبير عن الشوق لمشتاق يركض جاهدا نحو من يشتاق إليه. عندما يكون للوعاء أكثر من باب فلا يختنق بما يسكنه.. وعيناك تشع بما يعجز عنه يدي و يديك معا، إنها تبث ما نحس به، وشفتاكِ عندما تلامس أسنانكِ تصعقني بشرارها كأنها صواعق جبال الأطلس الكبير بعز الشتاء.


صرخت بجنون في وجهه: "هل تريدني ان اعلن جنوني على اعتاب دجلة؟"

فابتسم:" قد يكون جنونكِ تعبيرا عقلانيا ساكنا منذ مدة، فآن له الحراك كي يعبر عن ذاته".

تمتمت بهيام: "ربما كان يقبع تحت جلدي ينتظر مجنونا بابليا يزعزع كيانه"

ابتسم بسخرية أحببتها: "لا أظن أن هاروت وماروت ( ببابل) يعلمان الناس ما يسحرهم دون أن يقوما بتحذيرهم، ولكن الجنون يركب معظم العاشقين، ففي الجنون أحيانا نعمة وحكمة .. لا يدركها إلا من روّض نفسه طويلا على معاندة الجنون...هل تودين مني التوقف عن التعبير عن جنوني، مولاتي ؟.

وباستحياء وتلعثم وتردد أجبت: اعذرني، فعالمكَ دوخني و هل تشعر باني غنية عن جنونِكَ؟ ..لا تؤاخذني سيدي ، فلكل داخل دهشة.

"إنني أرقب اختلاجاتكِ الداخلية .. فأكون في شعور اختلطت فيه رغبتان: رغبة في أن أريحكِ من هذا الحوار، ورغبة في ضمك بقوة... لكني سأختار الأولى، أراني قد أثقلت على كاهلك بعض الشيء، فلولا توقفت لكان خيرا لكِ، فرقتك قد يؤثر عليها نسيم الصباح".
دمتِ لي...



أتراه يرجع أم سيظل يرقبني من هناك..... وأظل احلم هنا؟




خاتون: الهائمة به

إيناس 02-12-2009 03:09 PM

هاتف من مزن الأحلام




تمر ساعات الانتظار كأنها ساعات من فحم،
تحتاج لأولي قوة أن يشعلوها فتحرك ما سكن من دقاتها..

وبين اللهفة والقلق،
جاءني هاتف من السحاب ينادي: أميرتي، اعذريني
فقد تراجعتُ خطوات في الزمان كي آتيك كالسهم وأخترق كيانك.

اهتزت أركاني وطربت وراقصتُ الساعات الساكنة،
وداعبتُ عقاربها وحكيت لها عن روعة الحب ولوعة الانتظار..
كنت أريدها أن تحبه فتتوق لرؤيته وترافق لهفتي على رؤيته.
تراودني مليون فكرة غبية. ومليون فكرة طائشة.
وألف ألف رغبة في الخروج عن الزمان والمكان.

وبين التيه والرعشة،
جاءني هاتف آخر: أميرتي، أنا هنا على شرفة مطلة على أهدابك ...
أنا هنا لأرقد على صدرك البلوري وأتوسد عينيك الفيروزيتين.

لملمتُ أشلائي ونسيتها في مكانها، وحملت أنفاسي ورعشتي، وانطلقت

وعلى بعد همسة، رأيتُه...
لم أكن أصدق نفسي الأمارة بالحلم.
إنه هنا
عانقته أفتش عن دقات قلبه التي طربت لرسمها .
كل تفاصيله توحي أني لم أكن أرسم وهما...

كانت عيناه تعجز عن حمل رموشهما
وثقل المسافات يحرق رماد الشوق للنظرات الأولى
لكن لحظات العناق أذابت ذرات التعب العالق بأثوابه.
وأناخت الهمسات مطاياها بعتبات الوصال
فذابت الأرواح في لحظات حلول.

هل كان ينتظر كلمات معينة؟!!
وهل كنت أريد أن أسمع شيئا؟!!
لا أدري

تهت في عينيه وذبت في عرق يديه المبللتين بلظاه، وسكتنا
حتى تعب الصمت من سكوننا فصمتنا.



خاتون: لقاء يراود الحلم

إيناس 02-12-2009 03:10 PM

دمعة ترنو للاحتراق



يقترب موعد اللقاء
ويقتات اللهيب من شوقي لينهشني من الداخل
تتداخل الأحداث وعقارب الساعة
فترتبك أزمنة الشوق بالذكريات الموشومة على صدر الذاكرة

فهل تعيد اللقاءات نفسها
أم أن لحظات الوصل لا تتشابه مهما تكررت على ناصية التاريخ

لعلها شهادات ميلاد يورق كلما اشتد الشوق بيننا
ليزهر ابتسامات وعناقات خالدة




خاتون

إيناس 02-12-2009 03:11 PM

على شرفة التمني



تدنو ساعة التوحد، ورعشة اللحظات القادمة تكاد تسطو على آخر معاقل الهدوء في قلاعي
ساعة محمومة تدور حولي أو أدور حولها .. لا أدري

كل ما أستطيع لمسه هو عهد الحلول في ذات قد تلفظني إن لم تطق ارتعاشة كبدي
كل ما أستطيع فعله هو ان اشرع يداي للريح لأستشعر توازن عشقي واملي
واقف امام الريح لتحملني بثقة الأنبياء إلى أحضان الأمان.

تصرعني دموع الفقد وحرارة الشوق ورعشة اللقاء وتحشرني إلى غياهب المجهول
تدوخني رغبة في ارتشاف حبات البرد المتناثرة على شرفة طفولتي
وتعدني بنشوة الطفل إذا خاف من المرآة

فهل تكفي صرخة طفولية في وجه الصدى؟
وهل يكفي المشي حافية القدمين لألتصق بجذوري الممتدة إليه؟



خاتون

إيناس 03-12-2009 12:19 AM


ارتعاشة كبدي



وإذ أتيه بين أمواج الفرح وأزاهير النغم
أجامل نسيم المروج وأسامر تغريد المطر
تدق نواقيس الشوق إلى الغائب في صحف الماضي
أراقصها وألونها بخمار من البنفسج والزعتر
فتذوب منتشية وتنصهر في ترانيم المساء


يخادعني راهب الحنين ثم يدق الأجراس مرة أخرى
ويوصي مآذن الأسى أن ترفع أصواتها
ألتحف الأمل وأهيم بين الضحكات وزخات الفرح
فأتعثر بالنائحات في الخيام والصائحين في الأسواق يسابقون الريح
وينشرون صورته في المدى


ألا أيها المدثر بلحن الهدوء ، المعلق في صدى أنفاسي
تمثل ملاكا وانتعل قلبي قبل حذائك
وارسم على خدي بيتا بألوان بهائك
وصلّ معي أن أغفو الليلة في أحشائك




خاتون
خائفة من الأمل

إيناس 03-12-2009 12:20 AM

مسربلة بالظمأ



تراقصني اليوم وحشة على أوتار الأسى

تنوح السواقي في أوردتي
وتغني الرياح في كياني لحن الحداد

ترشقني النسمات الهوجاء بلعنات الغبار فأضيع في المدى
بين دعاء غير خاشع وانصهار في الغبار

اِرحم صرخات تعوي في خاصرتي
تسحبني من خصلات آلامي وتلقي بي في الهباء
لتمدني حصيرة متمايلة تلهو بها الريح على بنانه

هذه صلواتي وابتهالاتي قربان لك
فابعث الروح في ملاك يغازلني إن اشتد الغياب
واكتب على أناملي ضحكات الطفولة وزخات المرح
أو احملني من ظفائر أيامي الهائمة في الضباب
وألق بي في بوابات الأمل أتسول الأنس واشتعالات الوله


خاتون

إيناس 07-12-2009 08:03 PM

كلمات..... قبل أن ترحل


اسمح لي أن أنزع عنك معطف السفر، و أشعل شموعا تنير عتمة ليالي طويلة في انتظارنا، و ابق معي لأحملك الى برج عالي نتأمل من خلاله روعة الوجود….
و اسمح لي ببعض الثرثرة……
أظل طول اليوم أسيرة أفكاري و أحلامي و هواجسي…أهيم بين حلم ينعشني و يعدني بأيام و شموس و أقمار، وكابوس يهوي بي إلى عتمة الوحدة و ضيق الأفق، بين ابتسامة ترسم في الأفق وعودا برؤيتك، و دمعة تقطع خيوط الأمل المنسوجة هناك….
حبك يا لهفي يملؤني بالدهشة…. أشعر أني طفلة ضائعة بين الآلاف من الهدايا: هل أنصهر في حنانك، أم أرتشف عرق يديك، أم أحن إلى رحابة صدرك، أم أسكن بيت أحلامك و أتربع عرش أفكارك...

حبك يا راحتي يمدني بجرأة عجيبة... أريد أن أصرخ في وجه العالم لأعلن في الملإ أن الحب قوة تحرك التاريخ بلا هوادة أو منازع. حبك يعلن الفوضى في عروقي، و يوقد النار في أحشائي، ويسقيني حميما يقطع أمعائي حتى أشعر بروعة وحرارة حبك.

أستأذنك لأحكي لك كيف أقضي منذ أن سكن حبك تحت جلدي:
حسنا، حين أصبح أحمد الله و أسلم عليك قائلة: صباح الخير يا قمة إليك الشمس تهدي القبلة الأولى، ثم أسرق بعضا من أنفاسك لأرسم الحياة على شفتي. و حين يتوسط وجهك كبد السماء، أستجمع قواي لأتأملك و أستمد منك الحب و الروعة و الدهشة. فإذا ما شارف النهار على المغيب، أجد نفسي أستأنس بوجهك الذي لا يأفل عني، و أتمتم ترانيم الحب و أردد متلعثمة نشيد المساء، و لا أنسى أن أستسمحك، فروعتك تنسيني العبارات فلا أجد غير التردد والتلعثم …

حين تتناسل الأحزان في رحم أفكاري لتصنع العناكب و الحشائش و أكوام الغبار، أجدني أنتفض من مكاني و أنسلخ من جلدي و أهرب إليك وأحتمي بدفئ عباراتك، و أغرق في غيابات عطرك الساحر، و أغمض عيني لأستمد من صدرك أنفاس الحياة….

علمني حبك أن أتألم ، أن أبكي و آوي إلى ركن شديد، أن أهرب من الناس و أسير في الطرقات الخالية حتى لا تفضحني دموعي و يكشف الناس سري. و كلما تذكرت قسوتك، كلما أحسست بخناجر من حميم تقطع شراييني و تزيدني رغبة في الموت على أعتابك…..

كنت دائما أومن بأن الأزمان نفسية، ويسعدني أن أخبرك أني عشت أعمارا طويلة منذ عرفتك. كنت أشعر أني أميرة من ماس بين يدي ساحر من بابل….

بحثت عن نفسي كثيرا بين أغصان الشجر و انسياب المطر، و سلكت فجاجا ملتوية، و تهت في الطرقات. وكنت قد نسيت أني كنت قد أودعتك إياها منذ الخليقة الأولى. أما و قد وجدتني فيك، فلا أجد بدا من أن أقف ببابك و أسألك السكن بين ضلوعك. لا أريدك أن تدعني متشردة أهيم في الطرقات أشكو ضعفي ووحدتي. فهل تقبلني لاجئة في وطنك المترامي الأطراف؟ أم ستظل تحيك أثواب القسوة في أبراجك العاجية….

ابق معي، أو أبقني معك …. فلا أجدني أرى الوجود إلا من خلال عينيك، ولا أحلم إلا في سمائك، ولا أجد الأمان إلا في زمنك….
أبقني معك، وأعدك بالسعادة إلى أن تجد الشمس مستقرها. لا أريد أن يكون هجرك قرارا حاسما…. أشعر بالحزن و أريد أن أبكي و أطلق ما في قلبي من رصاص في وجه هذه الأيام…

لم تريد ان ترحل لوحدك و تتركني في انتظارك؟ أريدني و إياك نموذجا و تصدني لهجتك الهاربة منك و مني….
فهل تتقدمني لتقيم صلاة تاخذنا معا إلى راحة أبدية….


تحياتي
خاتون: الموعودة بالأمل

إيناس 07-12-2009 11:25 PM

أول عيد... بعد رحيله




تحية جميلة في يوم أرجو أن يكون أجمل

هل تسمح لي أن أسميك عزيزي و أهمس لك بما يعتمل في نفسي،
أم أسميك حبيبي و أفجر كل ما يتمخض داخلي،
أم أسميك حلمي و أطير بك إلى بلاد أسستها بضلوعي وبنيتها بشعوري
وأقسمت ألا يدخلنها إلا رجل أسميته حبيبي.

أشعر انك تطرد شبحي في كل يوم مائة مرة،
وأشعر أحيانا أخرى أنك قد عطرت بيتك ببخور يحول دون شر أطيافي....
ووشحت جدرانك بتمائم تقيك حميم أنفاسي....

لا أخفيك أنك منذ سكنت تحت جلدي وأنا أصارع أفكاري وأحلامي و هواجسي...
و أذكر أنك كنت قد بسطت أحلامي و نشرت أفكاري،
واستطعت في لمحة أن تمتص هواجسي و أحزاني،

واذكر أيضا أني كنت حلما ذا أجنحة مثنى وثلاث و رباع،
ولا أنسى أني كنت ريحا تحمل أهازيج الشرق و سحره وأساطيره،
ثم تهب بجرأة الغرب و حبه للحياة بين كفي عفريت.

و حين تهاوى الجسر بيننا،
شعرت أني نخلة ذات أعجاز خاوية يملؤها الريح من كل مكان...
قدرها أن تنام في العراء... و تجرب الأعاصير وحرّ الهجير.

ربما كنت أود اليوم أن ارتدي حلة السعادة
وأقف تحت شرفتك لأغني لك أجمل الألحان و أهمس في نفسي بأدعية طويلة....
لكني أجدني غريبة بين أقوام لا أكاد أفقه قولهم....
أهيم في الأزقة التي طالما سرنا فيها في وقت متأخر.....
أبحث عن ذكريات سرعان ما أفلت لتعلن عن إقبال ليل طويل قد يمتد....
إلى أبد الآبدين...




تحياتي
خاتون: نخلة في العراء

إيناس 07-12-2009 11:27 PM

وردتي العالقة بأهدابي


كنت أريد أن أصف لك طعم العيد بعد رحيله،
لكن غصة دامعة مزقت حلقي فاختنقت العبارة
وأحسست أني أمتطي صهوة قلم جموح
يرفض أن يحوّل حنقي إلى كلمات أو فقاعات أو شظايا.

لا اخفيك سرا،
كنت احلم ان يكون العيد برتقاليا، ينعشني بطعمه ويدوخني بعطره،
فأبى إلا أن يلوِّنه بالكلابي. أتعلمين ما هو اللون الكلابي؟
ألا تقولون: لون فيراني وفيلي للرمادي والورود المستحيلة؟!
حسنا، كان حبيبي قد اخترع هذا اللون لكل ما لا يعجبه....
أريد أن أضحك كزيز مقلوب كما كنت أفعل حين كان يرددها ساخرا،
لكني أنزوي في غرفة مظلمة من ذاكرتي، ولا أذكر إلا أفول نجمه أيام العيد.


حسنا يا وردتي
أشعر الان وأنا أنتشل الكلمة من حلقي كأني أقتلع ضرسا،
لذلك، سأريحك قبل أن تسمعي صراخي ويفتضح أمري.




خاتون: ورقة في فصل الهجر

إيناس 07-12-2009 11:29 PM

مناجاة



تعتريني أفكار مبعثرة.... و تتسلل الدموع خلسة على خدي...
فألوذ بسجادتي و اهرع إلى محرابي....
وأجدني أردد: أحبك...... أحبك..... أحبك......

نظرت الى هناك في الافق البعيد .. هناك حيث تنسج خيوط القدر....
وتوجهت الى من يحميني حين تضيع بي الدروب....
أحبك، فهل تقبل حبي؟؟
و هل يكفي حبي لك لأحيا بظلك؟

أعلم أنك غني عن الكون....
و أعلم أنك قد تنسيني نفسي و لا تبالي....
و لكني أحبك، وهذا أغلى ما يمكن أن أقدم
فهل تقبل قلبي هدية إليك، و قد علمني الحياة أن الحب أجمل ما في الوجود؟!!!

أسألك بحبك للحب والمحبين....
أحبني... اقبلني...
أنخت مطاياي ببابك، فافتح أبواب رحمتك ولا تطردني....

سأسهر الليلة على أعتابك...
سأناجيك بأحلى عبارات التنزيه و التقديس...
سأضع بين يديك حكاية حبي، و شوقي، ولهفي لرؤيتك... فلا تشح بوجهك عني...

فإن أثقلتني نوائب الدهر فإني ما فتئت أقول: أحبك

في انتظار حبك
تقبل تقديسي و تنزيهي لك


خاتون

خاتون 20-03-2010 01:00 AM

شكرا شكرا شكرا


سأحاول أن أسقي ما يبس من حشاشتي
عسى أن تنبت لوحات تسر الناظرين

إيناس
ملاحم ود وامتنان

خاتون
في حضن السكون


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.