حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   خيمة القصـة والقصيـدة (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=69)
-   -   قصة عبودية في القرن الواحد والعشرين (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=87986)

صفاء العشري 26-03-2014 05:23 PM

قصة عبودية في القرن الواحد والعشرين
 
في مكاتب نجدة العبيد في نواكشوط، عاصمة موريتانيا، مطللا ولد مبارك السالم يعد الشاي. هو المسؤول عن الصيانة والنظافة في نجدة العبيد، وهي منظمة غير حكومية مكرسة لمكافحة الرق وتعمل على نجدة العبيد والعبيد السابقين.. مطللا نفسه كان عبدا
ولد في منطقة صحراوية في شمال شرق موريتانيا، كانت والدته من الهراتين ، أي من الرقيق وبحسب العرف هو أيضا عبد. طبقة الرقيق الرئيسية، هي سلالة من الجماعات العرقية الأفريقية السوداء أخضعها بشكل رئيسي البربر البيض. وتشير التقديرات إلى أن 10-20 في المئة من سكان موريتانيا البالغ عددهم 3.5 ملايين نسمة هم من العبيد، على الرغم من صعوبة الحصول على العدد الدقيق.
هم ملك أسيادهم ويعيشون وفقا لمشيئتهم، وكذلك يفعل أطفالهم، الذين غالبا ما يكونوا ثمرة اغتصاب السيد. الهروب من العبودية أمر نادر الحدوث وغالبا ما يكون المسعى منفردا، يتطلب تضافر ظروف ملائمة. لقد كان مطللا محظوظا.
ويقول بوبكر مسعود،الذي يدير مركز نجدة العبيد في موريتانيا أن مطللا هو الوحيد بين العبيد السابقين الذين عرفهم حاول تحرير أسرته.
"العبيد السابقون الهاربون نادرا ما يتحدثون عن الأسر التي يتركونها وراءهم لأن عائلاتهم بسبب ظروف العبودية تكون مفككة. أما مطللا فقد تحدث عن عائلته، وحاول مرارا وتكرارا إطلاق سراحهم، ونجح".
كان رعي الإبل جزء من مسؤوليات مطللا كعبد . في أحد الأيام عام 2004 كان يرعى -دون علم منه - قرب الحدود مع مالي مع قطيعه و اقترب من دورية من رجال الدرك وشرطة الحدود الذين قالوا له إنهم بحاجة لشخص لرعاية جمالهم وحلبها و سألوه عما إذا كان مهتما بالعمل. عندما أخبرهم أنه عبد وعن ظروف عيشه وعدوه بالمساعدة. وبالفعل عندما جاء سيده يطالب به رفض الماليون تسليمه وهكذا تحرر.
وبعد ذلك بعام، وجد مطللا و بوبكر مدير نجدة العبيد مكان أمه وأخيه ، اللذين كانا قد نجيا أيضا من العبودية وكانا يعيشان في مخيم للاجئين في الصحراء الغربية. لكن كانت العائلة لا تزال غير مكتملة من دون أخته شويدا وأطفالها ولم يهدأ له بال حتى وجدهم. وبعد محاولات عديدة ومساعدة مالية من المؤسسة حالفه الحظ عندما تغير قائد الشرطة في المنطقة وكان من الهراتين.
في مارس من العام 2013 ، اتصل الدرك بمطللا وبوبكر ورافقهما 15 دركيا . أمضوا يومين يجوبون الصحراء حتى وجدوا شويدا وأطفالها يرعون الإبل والأغنام منتشرين على عدة كيلومترات. جمع الدرك أفراد العائلة ال10 ونقلوهم إلى الحرية.
الآن يعيش مطللا وشقيقته وأطفالها في كوخين شيداهما من الأسلاك الشائكة والنسيج فوق بقعة فارغة بين المنازل الراقية في نواكشوط. على الرغم من فقرهم ، إلا أن كل قرش يكسبونه هو لهم وبإمكانهم بدء حياة جديدة وتقرير مصيرهم.


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.