مقدمة لموضوعي(تستكمل)
إن انهيار الاتحاد السوفياتي كنظام و إيديولوجية عام 1991 ، أفرز وضعا دوليا جديدا أساسه انفراد الولايات المتحدة الأمريكية بقواعد إدارة العلاقات الدولية، هذا الوضع جعل منها القوة العالمية الأولى و المهيمنة على النظام العالمي.
و تثير الاستراتيجية الأمريكية بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001 اهتماما و قلقا دوليين، بسبب تداعيات هذه الاستراتيجية على المستوى العالمي ،إذ تناولتها العديد من الدراسات و الندوات الفكرية، خاصة بعد تحول الفكر الاستراتيجي الأمريكي إلى توظيف مصطلح "الحرب على الإرهاب" لتبرير السلوكات الخارجية الأمريكية، و ما أحدثته من انتهاكات لسيادة بعض الدول و وصف الأخرى بالدول المارقة والراعية للإرهاب الدولي، مما يعطيها حق الدفاع المشروع عن النفس ،و هو ما كان في صالحها بعد الهجمات ، بإعلان قائمة الدول و المنظمات الإرهابية و محاربتها في إطار الاستراتيجية الجديدة لما بعد 11 سبتمبر2001. مبررات اختيار الموضوع: إن مبررات اختيار الموضوع ، تعود أساسا إلى أهميته التي تنبع من عدة اعتبارات موضوعية و ذاتية، تزيد من دفع الباحث في محاولة الوصول إلى نتائج علمية هادفة. أ – مبررات موضوعية: - كون أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001 مثلث منعطفا استراتيجيا في تاريخ العلاقات الدولية و في بنية النظام الدولي. - الرغبة في كشف و تتبع مختلف جوانب الإستراتيجية الأمريكية الجديدة. ب – مبررات ذاتية : - التداعيات السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية، التي أفرزتها هذه الإستراتيجية على المستوى العالمي. - هذه الإستراتيجية بالدرجة الأولى موجهة ضد العرب و المسلمين، و محاولة إلحاق مصطلح "الإرهاب" بالدين الإسلامي ، و بالتالي فهو يمس أحد مقدسات العرب و المسلمين. - باعتبار أن هذه الإستراتيجية تعمد إلى تثبيت قوة إسرائيل في المنطقة العربية. أدبيات الدراسة : إذا كانت الإستراتيجية الأمريكية الجديدة بعد11 سبتمبر 2001 من الأهمية العلمية و العملية بمكانة ، فإنها مع ذلك شائكة و معقدة ، و إذا كان من المجمع حوله أن هذه الإستراتيجية الأمريكية الجديدة موجهة ضد الإرهاب ، فإن الإجماع يبقى مصطنعا و بعيدا عن الحقيقة التي هي في الأصل موجهة للسيطرة على العالم. و الملاحظة الهامة هنا، هي أن أغلب أدبيات الدراسات التي تناولت الإستراتيجية الأمريكية منتشرة في الدول العربية و الغربية ، من خلال مختلف المقالات المنشورة في المجلات العالمية و الإقليمية ، و كذلك مراكز البحوث المتخصصة في الدراسات الإستراتيجية، مثل مركز دراسات الشرق الأوسط، و مركز دراسات الوحدة العربية، و مركز جافي للدراسات الإستراتيجية و الدولية ،و مراكز بحث تنشر نتائجها عبر مواقع إلكترونية، لكن أغلبها تنقصها الموضوعية والتحليل المعمق والدقيق. كذلك نجد دراسات عامة في شكل كتب باللغتين العربية و الأجنبية، حاولت تناول الإستراتيجية الأمريكية من عدة جوانب : سياسية ، اقتصادية ، أمنية وثقافية ، ويمكن الإشارة هنا إلى كتاب العرب و العالم بعد11 سبتمبر لـ أحمد بيضون و غيره، وكتاب الاستراتيجية الأمريكية للقرن الواحد و العشرين لـ أناتولي أتوكين،وكتابl’Empir en guerre :le monde apré le 11 september2001.لـRemy Herrera etautres . كذلك كتاب تداعيات عاصفة الأبراج و الإستراتيجيات الدولية في عصر العولمة لـ ثامر كامل محمد،وغيرها. أما المجلات الصادرة باللغة العربية في العالم الجنوبي فتبدو قليلة ، و لعل أحسن ما كتب فيها ما يصدر عن مركز دراسات الوحدة العربية في دورية المستقبل العربي ، و مجلة السياسة الدولية الصادرة عن مركز الأهرام. إشكالية الموضوع: على الرغم من أن موضوع الدراسة – على المستوى الظاهري – سوف يركز على الإستراتيجية الأمريكية بعد11 سبتمبر 2001 من جميع الجوانب ، إلا أنه سيتناول أيضا الإستراتيجية الأمريكية لما قبل 11 سبتمبر 2001 و السيناريوهات المستقبلية لهذه الإستراتيجية، و ذلك تماشيا مع الخطة و ضبطا للحدود التي يمكن أن يتطلبها الموضوع و عليه فإن الإشكال العام للدراسة يمكن التعبير عنه كما يلي: إلى أي مدى يمكن القول بأن الإستراتيجية الأمريكية الجديدة متوافقة مع أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001 ؟ و إلى أي حد يمكن التدليل بأن لهذه الأحداث تأثير عميق في تحول العقيدة الاستراتيجية الأمريكية ؟. التساؤلات: - كيف كانت الاستراتيجية الأمريكية في إطار الحرب الباردة و الصراع مع الاتحاد السوفيتي ؟ - ما هي تحولات الاستراتيجية الأمريكية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ؟ و ما هي خصائص مرحلة ما بعد الحرب الباردة ؟. - ألا يمثل انهيار الاتحاد السوفياتي بداية ظهور بوادر مشروع إمبراطوري أمريكي؟ - ما هي التحولات التي لازمت هذا المشروع الإمبراطوري ؟ - ما هي معالم الاستراتيجية الأمريكية بعد 11 سبتمبر 2001 ؟. - كيف مثلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 تحولا في العقيدة الاستراتيجية الأمريكية ؟ - ما هي السيناريوهات المستقبلية لهذه الاستراتيجية ؟ |
انهار الاتحاد السوفياتى ولكن روسيا عادت واخلطت الاوراق بعد ضرها جورجيا
ولهذا كل ماخططت له امريكا بعد احداث سبتمبر ذهب ادراج الرياح |
الى الأخ زهير
يا أخ زهير مابنته أمريكا لم يدهب أدراج الرياح بالتدخل الروسي في جورجيا
وعندما نستكمل البحث ستجد أمورا مغاير تماما.فلتبقى وفيا لموضوعي و بارك الله فيك. |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.