حوار الخيمة العربية

العرب :
هم شعب موغل في القدم له سماته وصفاته الخاصة به ولكن الإشارات المكتوبة لاترقى إلا إلى فترة متأخرة نسبيا هي القرن التاسع عشر ق . م اما كلمة العرب فقد اختلف الباحثون المحدثون في تفسير معانيها . فيرى بعضهم ان لفظة عرب مشتقة من اصل سامي قديم بمعنى الغرب ويفسرون ذلك بأن سكان بلاد الرافدين إنما سموهم بهذا الأسم لأن العرب كانوا يقيمون في البادية الواقعة في الغرب من بلادهم وهي بادية العراق المسمأة عندهم بأرض ( عريبي).

وذكر أخرون ان اللفظة مشتقة من كلمة عبرية اخرى هي (إرب ) التي تعبر عن معنى (الحرية ) وعدم الخضوع لنظام ما .
ويرى المؤرخون العرب ان لفظة العربية منسوبة إلى يعرب بن قحطان ومشتقة من اسمه فذكر الأصمعي ان " اول من سجع في العربية الواسعة ونطق بأفصحها وابلغها واوجزها ، والعربية منسوبة إليه ومشتقة من اسمه " .
أما في الشعر الجاهلي الذي وصل إلينا فإنه يخلو من وجود صيغة (عرب) للتعبير عن هذا المعنى القومي للجنس ولعل مرد ذلك إلى انشغال العرب خلال تلك الفترة بنزاعتهم الكثيرة والحروب المستمرة بينهم . وان اول مصدر وردت فيه لفظ عرب للدلالة على المعنى القومي يتعلق بالجنس البشري هو القرآن الكريم حيث قال سبحانه وتعالى " إنا جعلناه قرآنا عربيآ لعلكم تعقلون " وفي قوله تعالى " وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها ".
وإذا تتبعنا تاريخ هذها اللفظة ومدلولها في اللغات القديمة وجدنا ان اقدم نص وردت فيه يرجع تاريخه إلى سنة 853 ق.م إذا ورد في وثيقة آشورية للملك شلمنصر الثاث ذكر فيها اسم احد الأشخاص الذين تغلب عليهم وإسمه " جنديبو العربي " اما في القرن الثامن ق.م اخذ لفظ ( عرب ) يرد بكثرة في الوثائق الأشورية والبابلية في صيغ متعددة ( عريبي ) و(عربي) وفي حدود سنة 530 ق.م.
أصل العرب :
يرجع العرب في اصولهم إلى الساميين حيث كانت الجزيرة العربية من الجنس السامي ، وموطنهم الأصلي ، ومنها خرجوا إلى الهلال الخصيب في موجات متعاقبة وطبعوه بالطابع السامي ومنه انتشروا إلى اماكن ومنا طق اخرى .
وتحدث الهجرات عادة من مكان إلى اخر لعدة اسباب منها :
تزايد العدد البشري عن الرزق الذي تجود به الطبيعة التي يعيشون فيها ، او لضيق تلك البقعة من الأرض في تحمل عدد كبير من الناس اكبر من قدرتها ، وتحدث ايضآ لظروف طبيعية قاسية تصيب المنطقة فيظطر الناس إلى البحث عن ارض جديدة تتوفر لهم فيها حياة الأستقرار المناسبة وعلى هذا فقد خرجت من الجزيرة العربية هجرات سامية على شكل موجات متعاقبة خلال حقب تصل كل حقبة منها حوالي الألف عام . وعليه فإن الشعوب التي سكنت بلاد العراق والشام وتشتت جماعات منها في شمال افريقيا خرجت كلها من شبه الجزيرة العرب في ازمنة متعاقبة . وان الأكديين والبابليين والأراميين والفينيقين قد هاجروا من شبه الجزيرة العربية إلى مواطنهم المعروفة فيما بعد ولكن البلاد التي انتقلوا إليها لم تكن خالية من الشعوب فأختلطوا بها وتعاونوا معها في صنع الحضارة .