ديوان عنترة العبسى ......
هو عنترة بن شداد بن معاوية بن قراد بن مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة العبسي توفي سنة 22 ق.هـ / 601 م من شعراء العصر الجاهلي لنبدا بمعلقته الشهيرة / هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ منْ مُتَـرَدَّمِ أم هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بعدَ تَوَهُّـمِ يَا دَارَ عَبْلـةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمِـي وَعِمِّي صَبَاحاً دَارَ عبْلةَ واسلَمِي فَوَقَّفْـتُ فيها نَاقَتي وكَأنَّهَـا فَـدَنٌ لأَقْضي حَاجَةَ المُتَلَـوِّمِ وتَحُـلُّ عَبلَةُ بِالجَوَاءِ وأَهْلُنَـا بالحَـزنِ فَالصَّمَـانِ فَالمُتَثَلَّـمِ حُيِّيْتَ مِنْ طَلَلٍ تَقادَمَ عَهْـدُهُ أَقْـوى وأَقْفَـرَ بَعدَ أُمِّ الهَيْثَـمِ حَلَّتْ بِأَرض الزَّائِرينَ فَأَصْبَحَتْ عسِراً عليَّ طِلاَبُكِ ابنَةَ مَخْـرَمِ عُلِّقْتُهَـا عَرْضاً وأقْتلُ قَوْمَهَـا زعماً لعَمرُ أبيكَ لَيسَ بِمَزْعَـمِ ولقـد نَزَلْتِ فَلا تَظُنِّي غَيْـرهُ مِنّـي بِمَنْـزِلَةِ المُحِبِّ المُكْـرَمِ كَـيفَ المَزارُ وقد تَربَّع أَهْلُهَـا بِعُنَيْـزَتَيْـنِ وأَهْلُنَـا بِالغَيْلَـمِ إنْ كُنْتِ أزْمَعْتِ الفِراقَ فَإِنَّمَـا زَمَّـت رِكَائِبُكُمْ بِلَيْلٍ مُظْلِـمِ مَـا رَاعَنـي إلاَّ حَمولةُ أَهْلِهَـا وسْطَ الدِّيَارِ تَسُفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ فِيهَـا اثْنَتانِ وأَرْبعونَ حَلُوبَـةً سُوداً كَخافيةِ الغُرَابِ الأَسْحَـمِ إذْ تَسْتَبِيْكَ بِذِي غُروبٍ وَاضِحٍ عَـذْبٍ مُقَبَّلُـهُ لَذيذُ المَطْعَـمِ وكَـأَنَّ فَارَةَ تَاجِرٍ بِقَسِيْمَـةٍ سَبَقَتْ عوَارِضَها إليكَ مِن الفَمِ أوْ روْضـةً أُنُفاً تَضَمَّنَ نَبْتَهَـا غَيْثٌ قليلُ الدَّمنِ ليسَ بِمَعْلَـمِ جَـادَتْ علَيهِ كُلُّ بِكرٍ حُـرَّةٍ فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرَارَةٍ كَالدِّرْهَـمِ سَحّـاً وتَسْكاباً فَكُلَّ عَشِيَّـةٍ يَجْـرِي عَلَيها المَاءُ لَم يَتَصَـرَّمِ وَخَلَى الذُّبَابُ بِهَا فَلَيسَ بِبَـارِحٍ غَرِداً كَفِعْل الشَّاربِ المُتَرَنّـمِ هَزِجـاً يَحُـكُّ ذِراعَهُ بذِراعِـهِ قَدْحَ المُكَبِّ على الزِّنَادِ الأَجْـذَمِ تُمْسِي وتُصْبِحُ فَوْقَ ظَهْرِ حَشيّةٍ وأَبِيتُ فَوْقَ سرَاةِ أدْهَمَ مُلْجَـمِ وَحَشِيَّتي سَرْجٌ على عَبْلِ الشَّوَى نَهْـدٍ مَرَاكِلُـهُ نَبِيلِ المَحْـزِمِ هَـل تُبْلِغَنِّـي دَارَهَا شَدَنِيَّـةَ لُعِنَتْ بِمَحْرُومِ الشَّرابِ مُصَـرَّمِ خَطَّـارَةٌ غِبَّ السُّرَى زَيَّافَـةٌ تَطِـسُ الإِكَامَ بِوَخذِ خُفٍّ مِيْثَمِ وكَأَنَّمَا تَطِـسُ الإِكَامَ عَشِيَّـةً بِقَـريبِ بَينَ المَنْسِمَيْنِ مُصَلَّـمِ تَأْوِي لَهُ قُلُصُ النَّعَامِ كَما أَوَتْ حِـزَقٌ يَمَانِيَّةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِـمِ يَتْبَعْـنَ قُلَّـةَ رأْسِـهِ وكأَنَّـهُ حَـرَجٌ على نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّـمِ صَعْلٍ يعُودُ بِذِي العُشَيرَةِ بَيْضَـةُ كَالعَبْدِ ذِي الفَرْو الطَّويلِ الأَصْلَمِ شَرَبَتْ بِماءِ الدُّحرُضينِ فَأَصْبَحَتْ زَوْراءَ تَنْفِرُ عن حيَاضِ الدَّيْلَـمِ وكَأَنَّما يَنْأَى بِجـانبِ دَفَّها الـ وَحْشِيِّ مِنْ هَزِجِ العَشِيِّ مُـؤَوَّمِ هِـرٍّ جَنيبٍ كُلَّما عَطَفَتْ لـهُ غَضَبَ اتَّقاهَا بِاليَدَينِ وَبِالفَـمِ بَرَكَتْ عَلَى جَنبِ الرِّدَاعِ كَأَنَّـما بَرَكَتْ عَلَى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ وكَـأَنَّ رُبًّا أَوْ كُحَيْلاً مُقْعَـداً حَشَّ الوَقُودُ بِهِ جَوَانِبَ قُمْقُـمِ يَنْبَاعُ منْ ذِفْرَى غَضوبٍ جَسرَةٍ زَيَّافَـةٍ مِثـلَ الفَنيـقِ المُكْـدَمِ إِنْ تُغْدِفي دُونِي القِناعَ فإِنَّنِـي طَـبٌّ بِأَخذِ الفَارسِ المُسْتَلْئِـمِ أَثْنِـي عَلَيَّ بِمَا عَلِمْتِ فإِنَّنِـي سَمْـحٌ مُخَالقَتي إِذَا لم أُظْلَـمِ وإِذَا ظُلِمْتُ فإِنَّ ظُلْمِي بَاسِـلٌ مُـرٌّ مَذَاقَتُـهُ كَطَعمِ العَلْقَـمِ ولقَد شَربْتُ مِنَ المُدَامةِ بَعْدَمـا رَكَدَ الهَواجرُ بِالمشوفِ المُعْلَـمِ بِزُجاجَـةٍ صَفْراءَ ذاتِ أَسِـرَّةٍ قُرِنَتْ بِأَزْهَر في الشَّمالِ مُقَـدَّمِ |
فإِذَا شَـرَبْتُ فإِنَّنِي مُسْتَهْلِـكٌ مَالـي وعِرْضي وافِرٌ لَم يُكلَـمِ وإِذَا صَحَوتُ فَما أَقَصِّرُ عنْ نَدَىً وكَما عَلمتِ شَمائِلي وتَكَرُّمـي وحَلِـيلِ غَانِيةٍ تَرَكْتُ مُجـدَّلاً تَمكُو فَريصَتُهُ كَشَدْقِ الأَعْلَـمِ سَبَقَـتْ يَدايَ لهُ بِعاجِلِ طَعْنَـةٍ ورِشـاشِ نافِـذَةٍ كَلَوْنِ العَنْـدَمِ هَلاَّ سأَلْتِ الخَيـلَ يا ابنةَ مالِـكٍ إنْ كُنْتِ جاهِلَةً بِـمَا لَم تَعْلَمِـي إِذْ لا أزَالُ عَلَى رِحَالـةِ سَابِـحٍ نَهْـدٍ تعـاوَرُهُ الكُمـاةُ مُكَلَّـمِ طَـوْراً يُـجَرَّدُ للطَّعانِ وتَـارَةً يَأْوِي إلى حَصِدِ القِسِيِّ عَرَمْـرِمِ يُخْبِـركِ مَنْ شَهَدَ الوَقيعَةَ أنَّنِـي أَغْشى الوَغَى وأَعِفُّ عِنْد المَغْنَـمِ ومُـدَّجِجٍ كَـرِهَ الكُماةُ نِزَالَـهُ لامُمْعـنٍ هَـرَباً ولا مُسْتَسْلِـمِ جَـادَتْ لهُ كَفِّي بِعاجِلِ طَعْنـةٍ بِمُثَقَّـفٍ صَدْقِ الكُعُوبِ مُقَـوَّمِ فَشَكَكْـتُ بِالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيابـهُ ليـسَ الكَريمُ على القَنا بِمُحَـرَّمِ فتَـركْتُهُ جَزَرَ السِّبَـاعِ يَنَشْنَـهُ يَقْضِمْـنَ حُسْنَ بَنانهِ والمِعْصَـمِ ومِشَكِّ سابِغةٍ هَتَكْتُ فُروجَهـا بِالسَّيف عنْ حَامِي الحَقيقَة مُعْلِـمِ رَبِـذٍ يَـدَاهُ بالقِـدَاح إِذَا شَتَـا هَتَّـاكِ غَايـاتِ التَّجـارِ مُلَـوَّمِ لـمَّا رَآنِي قَـدْ نَزَلـتُ أُريـدُهُ أَبْـدَى نَواجِـذَهُ لِغَيـرِ تَبَسُّـمِ عَهـدِي بِهِ مَدَّ النَّهـارِ كَأَنَّمـا خُضِـبَ البَنَانُ ورَأُسُهُ بِالعَظْلَـمِ فَطعنْتُـهُ بِالرُّمْـحِ ثُـمَّ عَلَوْتُـهُ بِمُهَنَّـدٍ صافِي الحَديدَةِ مِخْـذَمِ بَطـلٌ كأَنَّ ثِيـابَهُ في سَرْجـةٍ يُحْذَى نِعَالَ السِّبْتِ ليْسَ بِتَـوْأَمِ ياشَـاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لـهُ حَـرُمَتْ عَلَيَّ وَلَيْتَها لم تَحْـرُمِ فَبَعَثْتُ جَارِيَتي فَقُلْتُ لها اذْهَبـي فَتَجَسَّسِي أَخْبارَها لِيَ واعْلَمِـي قَالتْ : رَأيتُ مِنَ الأَعادِي غِـرَّةً والشَاةُ مُمْكِنَةٌ لِمَنْ هُو مُرْتَمـي وكـأَنَّمَا التَفَتَتْ بِجِيدِ جَدَايـةٍ رَشَـاءٍ مِنَ الغِـزْلانِ حُرٍ أَرْثَـمِ نُبّئـتُ عَمْراً غَيْرَ شاكِرِ نِعْمَتِـي والكُـفْرُ مَخْبَثَـةٌ لِنَفْسِ المُنْعِـمِ ولقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمِّي بِالضُّحَى إِذْ تَقْلِصُ الشَّفَتَانِ عَنْ وَضَحِ الفَمِ في حَوْمَةِ الحَرْبِ التي لا تَشْتَكِـي غَمَـرَاتِها الأَبْطَالُ غَيْرَ تَغَمْغُـمِ إِذْ يَتَّقُـونَ بـيَ الأَسِنَّةَ لم أَخِـمْ عَنْـها ولَكنِّي تَضَايَقَ مُقْدَمـي لـمَّا رَأيْتُ القَوْمَ أقْبَلَ جَمْعُهُـمْ يَتَـذَامَرُونَ كَرَرْتُ غَيْرَ مُذَمَّـمِ يَدْعُـونَ عَنْتَرَ والرِّماحُ كأَنَّهـا أشْطَـانُ بِئْـرٍ في لَبانِ الأَدْهَـمِ مازِلْـتُ أَرْمِيهُـمْ بِثُغْرَةِ نَحْـرِهِ ولِبـانِهِ حَتَّـى تَسَـرْبَلَ بِالـدَّمِ فَـازْوَرَّ مِنْ وَقْـعِ القَنا بِلِبانِـهِ وشَـكَا إِلَىَّ بِعَبْـرَةٍ وَتَحَمْحُـمِ لو كانَ يَدْرِي مَا المُحاوَرَةُ اشْتَكَى وَلَـكانَ لو عَلِمْ الكَلامَ مُكَلِّمِـي ولقَـدْ شَفَى نَفْسي وَأَذهَبَ سُقْمَهَـا قِيْلُ الفَـوارِسِ وَيْكَ عَنْتَرَ أَقْـدِمِ والخَيـلُ تَقْتَحِمُ الخَبَارَ عَوَابِسـاً مِن بَيْنَ شَيْظَمَـةٍ وَآخَرَ شَيْظَـمِ ذُللٌ رِكَابِي حَيْثُ شِئْتُ مُشَايعِي لُـبِّي وأَحْفِـزُهُ بِأَمْـرٍ مُبْـرَمِ ولقَدْ خَشَيْتُ بِأَنْ أَمُوتَ ولَم تَـدُرْ للحَرْبِ دَائِرَةٌ على ابْنَي ضَمْضَـمِ الشَّـاتِمِيْ عِرْضِي ولَم أَشْتِمْهُمَـا والنَّـاذِرَيْـنِ إِذْ لَم أَلقَهُمَا دَمِـي إِنْ يَفْعَـلا فَلَقَدْ تَرَكتُ أَباهُمَـا جَـزَرَ السِّباعِ وكُلِّ نِسْرٍ قَشْعَـمِ |
شكرا أخي محيي الدين هذا الجهد الطيب المبارك .
جزاك الله عنه خيرا . تحياتي وكامل تقديري أكمل بارك الله فيك . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
إقتباس:
مرحبا وسهلا بالاستاذ السيد عبد الرزاق شكرا أخى على مشاركتك و تحفيزك دمت بكل الخير و كل عام وانت بخير |
مهفهفة و السحر
إِذا الريحُ هَبَّت مِن رُبَى العَلَمَ السَّعدي طَفا بَردُها حَـرَّ الصَّبَابَـةِ وَالوَجـدِ وَذَكَّرَنِي قَوماً حَفِظـتُ عُهودَهُـم فَما عَرِفوا قَدري وَلا حَفِظوا عَهدي وَلَولا فَتـاةٌ فِـي الخِيـامِ مُقيمَـةٌ لَمَا اختَرتُ قُربَ الدَّارِ يَوماً عَلى البُعدِ مُهَفهَفَةٌ وَالسِّحـرُ مِـن لَحَظاتِهـا إِذا كَلَّمَت مَيتاً يَقـومُ مِـنَ اللَّحـدِ أَشارَت إِلَيها الشَّمسُ عِنـدَ غُروبِهـا تَقولُ إِذا اِسوَدَّ الدُّجَى فَاطلِعِي بَعدي وَقالَ لَها البَدرُ المُنيـرُ أَلا اسفِـري فَإِنَّكِ مِثلِي فِي الكَمالِ وَفِي السَّعـدِ فَوَلَّت حَيـاءً ثُـمَّ أَرخَـت لِثامَهـا وَقَد نَثَرَت مِن خَدِّها رَطِـبَ الـوَردِ وَسَلَّت حُساماً مِن سَواجي جُفونِهـا كَسَيفِ أَبيها القاطِعِ المُرهَـفِ الحَـدِّ تُقاتِلُ عَيناها بِهِ وَهوَ مُغمَـدٌ وَمِـن عَجَبٍ أَن يَقطَعَ السيفُ فِي الغِمـدِ مُرَنَّحَةُ الأَعطافِ مَهضومَـةُ الحَشـا مُنَعَّمَـةُ الأَطـرافِ مائِسَـةُ القَـدِّ يَبيتُ فُتاتُ المِسكِ تَحـتَ لِثامِهـا فَيَـزدادُ مِـن أَنفاسِهـا أَرَجُ النَـدِّ وَيَطلَعُ ضَوءُ الصُبحِ تَحـتَ جَبينِهـا فَيَغشاهُ لَيلٌ مِن دُجَى شَعرِها الجَعـدِ وَبَيـنَ ثَناياهـا إِذا مـا تَبَسَّمَـت مُديرُ مُدامٍ يَمـزُجُ الـرَّاحَ بِالشَّهـدِ شَكا نَحرُهـا مِن عَقدِهـا مُتَظَلِّمـاً فَواحَرَبـا مِن ذَلِكَ النَّحـرِ وَالعِقـدِ فَهَل تَسمَحُ الأَيّـامُ يا ابنَـةَ مـالِكٍ بِوَصلٍ يُدَاوي القَلبَ مِن أَلَمِ الصَّـدِّ سَأَحلُمُ عَن قَومي وَلَو سَفَكوا دَمـي وَأَجرَعُ فيكِ الصَّبرَ دونَ المَلا وَحدي وَحَقِّكِ أَشجانِـي التَباعُـدُ بَعدَكُـم فَهَل أَنتُمُ أَشجاكُمُ البُعدُ مِن بَعـدي حَـذِرتُ مِنَ البَيـنِ المُفَـرِّقِ بَينَنـا وَقَد كانَ ظَنِّي لا أُفارِقُكُـم جَهـدي فَإِن عايَنَت عَينِـي المَطايـا وَرَكبُهـا فَرَشتُ لَدى أَخفافِها صَفحَـةَ الخَـدِّ |
3-أشاقك من عبل
أَشَاقَكَ مِن عَبـلَ الخَيـالُ المُبَهَّـجُ فَقَلبُـكَ مِنـهُ لاعِــجٌ يَتَوَهَّـجُ فَقَدتَ الَّتِي بَانَـت فَبِـتُّ مُعَذَّبـاًوَتِلكَ احتَوَاها عَنكَ لِلبَينِ هَـودَجُ كَأَنَّ فُـؤَادِي يَومَ قُمـتُ مُوَدِّعـاًعُبَيلَـةَ مِنِّـي هـارِبٌ يَتَمَـعَّـجُ خَليلَيَّ مَا أَنسَاكُمـا بَل فِدَاكُمـاأَبِي وَأَبوهَـا أَيـنَ أَيـنَ المُعَـرَّجُ أَلِمَّا بِمَـاءِ الدُّحرُضَيـنِ فَكَلَّـمادِيَارَ الَّتِي فِي حُبِّـها بِـتُّ أَلهَـجُ دِيَارٌ لِذَاتِ الخِدرِ عَبلَـةَ أَصبَحَـتبِهَا الأَربَعُ الهوجُ العَوَاصِفُ تُرهِـجُ أَلا هَل تُرَى إِن شَطَّ عَنِّي مَزَارُهـاوَأَزعَجُها عَن أَهلِـهَا الآنَ مُزعِـجُ فَهَـل تُبلِغَنِّـي دَارَهـا شَـدَنِيَّـةٌهَمَلَّعَـةٌ بَيـنَ القِـفَـارِ تُهَملِـجُ تُرِيكَ إِذا وَلَّت سَنَامـاً وَكَاهِـلاًوَإِن أَقبَلَت صَـدراً لَها يَتَرَجـرَجُ عُبَيلَـةُ هَـذَا دُرُّ نَظـمٍ نَظَمتُـهُوَأَنتِ لَهُ سِلكٌ وَحُسـنٌ وَمَبهَـجُ وَقَد سِرتُ يَا بِنتَ الكِرامِ مُبـادِراًوَتَحتِيَ مَهرِيٌّ مِنَ الإِبـلِ أَهـوَجُ بِأَرضٍ تَرَدَّى المَاءُ مِـن هَضَباتِهـافَأَصبَـحَ فِيـهَا نَبتُـها يَتَـوَهَّـجُ وَأَورَقَ فِيهَا الآسُ وَالضَّالُ وَالغَضـاوَنَبـقٌ وَنِسرِيـنٌ وَوَردٌ وَعَوسَـجُ لَئِن أَضحَتِ الأَطلالُ مِنهَا خَوَالِيـاًكَأَن لَم يَكُن فِيهَا مِنَ العَيشِ مُبهِجُ فَيا طَالَما مَازَحـتُ فِيـهَا عُبَيلَـةًوَمَازَحَنِي فِيـهَا الغَـزَالُ المُغَنَّـجُ أَغَنُّ مَليحُ الـدَّلِّ أَحـوَرُ أَكحَـلٌأَزَجُّ نَقِـيُّ الخَـدِّ أَبلَـجُ أَدعَـجُ لَهُ حاجِبٌ كَالنُّونِ فَـوقَ جُفونِـهِوَثَغرٌ كَزَهـرِ الأُقحُـوانِ مُفَلَّـجُ وَرِدفٌ لَهُ ثِقلٌ وَخَصـرٌ مُهَفهَـفٌوَخَـدٌّ بِـهِ وَردٌ وَسَـاقٌ خَدَلَّـجُ وَبَطـنٌ كَطَـيِّ السَّابِرِيَّـةِ لَيِّـنٌأَقَبُّ لَطيفٌ ضَامِرُ الكَشحِ مُدمَـجُ لَهَوتُ بِها وَاللَّيـلُ أَرخَى سُدولَـهُإِلَى أَن بَدَا ضَوءُ الصَّبـاحِ المُبَلَّـجُ أُرَاعِي نُجُومَ اللَّيلِ وَهـيَ كَأَنَّهـاقَوَارِيـرُ فِيـهَا زِئبَـقٌ يَتَرَجـرَجُ وَتَحتِيَ مِنهَا سَاعِـدٌ فِيـهِ دُملُـجُمُضيءٌ وَفَوقِي آخَـرٌ فِيـهِ دُملُـجُ وَإِخوَانِ صِدقٍ صَادِقينَ صَحِبتَهُـمعَلَى غَارَةٍ مِن مِثلِها الخَيلُ تُسـرَجُ تَطُوفُ عَلَيهِم خَندَرِيـسٌ مُدَامَـةٌتَرَى حَبَباً مِن فَوقِهَا حِيـنَ تُمـزَجُ أَلاَ إِنَّهـا نِعـمَ الـدَّواءُ لِشَـارِبٍأَلاَ فَاسقِنِيـها قَبلَ مَا أَنتَ تَخـرُجُ فَنُضحِي سُكَارَى وَالمُدامُ مُصَفَّـفٌيُـدَارُ عَلَينـا وَالطَّعـامُ المُطَبهَـجُ وَمَا رَاعَنِي يَـومَ الطِّعـانِ زُهوقُـهُإِلَيَّ بِمَـن بِالزَّعفَـرَانِ تَضَرَّجـوا فَـأَقبَـلَ مُنقَضّـاً عَلَـيَّ بِخَلقِـهِيُقَـرِّبُ أَحيَانـاً وَحينـاً يُهَملِـجُ فَلَـمَّا دَنَا مِنِّـي قَطَعـتُ وَتينَـهُبِحَـدِّ حُـسَـامٍ صَـارِمٍ يَتَبَلَّـجُ كَأَنَّ دِمَاءَ الفُرسِ حِيـنَ تَحَـدَّرَتخَلوقُ العَـذَارَى أَو قُبـاءَ مُدَبَّـجُ فَوَيلٌ لِكِسرَى إِن حَلَلـتُ بِأَرضِـهِوَوَيلٌ لِجَيشِ الفُرسِ حِينَ أُعَجعِـجُ وَأَحـمِلُ فِيهِـم حَملَـةً عَنتَرِيَّـةًأَرُدُّ بِها الأَبطَالَ فِي القَفـرِ تَنبِـجُ وَأَصدِمُ كَبشَ القَـومِ ثُـمَّ أُذيقُـهُمَرارَةَ كَأسِ المَوتِ صَبـراً يُمَجَّـجُ وَآخُذُ ثَأرَ النَّـدبِ سَيِّـدِ قَومِـهِوَأُضرِمُها فِي الحَربِ نَـاراً تُؤَجَّـجُ وَإِنِّـي لَحَـمَّـالٌ لِكُـلِّ مُلِمَّـةٍتَخِرُّ لَها شُـمُّ الجِبَـالِ وَتُزعَـجُ وَإِنِّي لأَحـمِي الجَارَ مِن كُلِّ ذِلَّـةٍوَأَفرَحُ بِالضَّيـفِ المُقِيـمِ وَأَبـهَجُ وَأَحمِي حِمَى قَومِي عَلى طُولِ مُدَّتِيإِلَى أَن يَرَونِي فِي اللَّفَـائِفِ أُدرَجُ فَدُونَكُـمُ يَا آلَ عَبـسٍ قَصيـدَةًيَلُوحُ لَها ضَوءٌ مِنَ الصُّبـحِ أَبلَـجُ أَلاَ إِنَّهـا خَيـرُ القَصَائِـدِ كُلَّـهايُفَصَّلُ مِنـهَا كُلُّ ثَـوبٍ وَيُنسَـجُ |
إقتباس:
فعلا هذة القصيدة كما قال عنترة من خير قصائده وافضلها و منها ينسج كل شعر جميل ما أحوجنا لاعادة تعليم هذا الشعر الفصيح فى مدارسنا فقد ضاعت من العربية يوم فرطنا فى لغتنا الجميلة و اصبح كل شعرنا عامى او نبطى !!! |
4- عفت الديار
عَفَتِ الدِّيـارَ وَباقِـيَ الأَطـلالِ رِيحُ الصِّبـا وَتَقَلُّـبُ الأَحـوَالِ وَعَفا مَغانِيَـها وَأَخلَـقَ رَسـمَهاتَردَادُ وَكـفِ العَـارِضِ الهَطَّـالِ فَلَئِن صَرَمتِ الحَبلَ يَا ابنَةَ مـالِكٍوَسَمِعـتِ فِـيَّ مَقالَـةَ العُـذَّالِ فَسَلِي لِكَيما تُخبَـرِي بِفَعائِلِـيعِندَ الوَغَى وَمَواقِـفِ الأَهـوَالِ وَالخَيلُ تَعثُـرُ بِالقَنـا فِي جَاحِـمٍتَهفو بِهِ وَيَجُلـنَ كُـلَّ مَجَـالِ وَأَنا المُجَرَّبُ فِي المَواقِـفِ كُلِّـهامِن آلِ عَبـسٍ مَنصِبِـي وَفَعَالِـي مِنهُم أَبِي شَـدَّادُ أَكـرَمُ والِـدٍوَالأُمُّ مِن حَلـمٍ فَهُـم أَخوَالِـي وَأَنا المَنِيَّةُ حِيـنَ تَشتَجِـرُ القَنـاوَالطَعنُ مِنِّـي سَابِـقُ الآجَـالِ وَلَرُبَّ قِرنٍ قَد تَرَكـتُ مُجَـدَّلاًوَلَبانُـهُ كَنَـواضِـحِ الجِـريَـالِ تَنتابُهُ طُلـسُ السِّبـاعِ مُغـادَراًفِـي قَفـرَةٍ مُتَمَـزِّقِ الأَوصَـالِ وَلَرُبَّ خَيلٍ قَد وَزَعـتُ رَعيلَـهابِأَقَـبَّ لاَ ضِغـنٍ وَلاَ مِجفَـالِ وَمُسَربَلٍ حَلَقَ الحَديـدِ مُدَجَّـجٍكَاللَّيثِ بَيـنَ عَرينَـةِ الأَشبَـالِ غادَرتُهُ لِلجَنـبِ غَيـرَ مُوَسَّـدٍمُتَثَنِّـيَ الأَوصَـالِ عِندَ مَجَـالِ وَلَرُبَّ شَربٍ قَد صَبَحتُ مَدامَـةًلَيسُـوا بِـأَنكـاسٍ وَلا أَوغَـالِ وَكَواعِبٍ مِثلِ الدُّمَـى أَصبَيتُـهايَنظُرنَ فِي خَفـرٍ وَحُسـنِ دَلاَلِ فَسَلِي بَنِي عَكٍّ وَخَثعَمَ تُخبَـرِيوَسَلِي المُلُـوكَ وَطَيِّـئَ الأَجبَـالِ وَسَلِي عَشائِرَ ضَبَّـةٍ إِذ أَسلَمَـتبَكرٌ حَلائِلَـها وَرَهـطَ عِقَـالِ وَبَنِي صَبـاحٍ قَد تَرَكنـا مِنهُـمُجَزَراً بِذَاتِ الرِّمثِ فَـوقَ أُثَـالِ زَيداً وَسوداً وَالمُقَطَّـعَ أَقصَـدَتأَرمَاحُنـا وَمُجاشِـعَ بنَ هِـلاَلِ رُعناهُمُ بِالخَيـلِ تَـردِي بِالقَنـاوَبِكُـلِّ أَبيَـضَ صَـارِمٍ فَصَّـالِ مَن مِثلُ قَومِي حِينَ يَختَلِفُ القَنـاوَإِذا تَــزِلُّ قَـوائِـمُ الأَبطَـالِ يَحمِلنَ كُلَّ عَزيزِ نَفـسٍ بَاسِـلٍصَدقِ اللِّقاءِ مُجَـرَّبِ الأَهـوَالِ فَفِدىً لِقَومِـي عِندَ كُلِّ عَظيمَـةٍنَفسِي وَراحِلَتِـي وَسائِـرُ مَالِـي قَومِي صَمامِ لِمَن أَرادوا ضَيمَهُـموَالقَاهِرونَ لِكُلِّ أَغلَـبَ صَالِـي وَالمُطعِمـونَ وَما عَلَيهِـم نِعمَـةٌوَالأَكرَمـونَ أَباً وَمَحتِـدَ خَـالِ نَحنُ الحَصَى عَدَداً وَنَحسَبُ قَومَناوَرِجالَنا فِي الحَربِ غَيـرِ رِجَـالِ مِنَّا المُعيـنُ عَلَى النَّـدَى بِفَعالِـهِوَالبَـذلِ فِي اللَّزَبـاتِ بِالأَمـوَالِ إِنَّا إِذا حَمِسَ الوَغَى نُروِي القَنـاوَنَعِـفُّ عِنـدَ تَقاسُـمِ الأَنفَـالِ نَأتِي الصَّريخَ عَلَى جِيـادٍ ضُمَّـرٍخُمصِ البُطونِ كَأَنَّهُـنَّ سَعَالِـي مِن كُلِّ شَوهَاءِ اليَدَيـنِ طِمِـرَّةٍوَمُقَلَّـصٍ عَبلِ الشَّـوى ذَيَّـالِ لاَ تَأسِيَـنَّ عَلَى خَليـطٍ زَايَلُـوابَعدَ الأُلَى قُتِلُـوا بِـذِي أَغيَـالِ كَانُوا يَشُبُّونَ الحُروبَ إِذا خَبَـتقِـدمـاً بِكُـلِّ مُهَنَّـدٍ فَصَّـالِ وَبِكُلِّ مَحبوكِ السَّـراةِ مُقَلِّـصٍتَنمُـو مَناسِبُـهُ لِـذِي العُقَّـالِ وَمُعاوِدِ التَّكـرَارِ طَـالَ مُضِيُّـهُطَعنـاً بِكُـلِّ مُثَقَّـفٍ عَسَّـالِ مِن كُـلِّ أَروَعَ لِلكُـماةِ مُنـازِلٍنَـاجٍ مِنَ الغَمَـراتِ كَالرِّئبَـالِ يُعطِي المَئيـنَ إِلَى المَئيـنَ مُـرَزَّأًحَمَّـالُ مُفظِعَـةٍ مِـنَ الأَثقَـالِ وَإِذا الأُمـورُ تَحَوَّلَـت أَلفَيتَهُـمعِصَمَ الهَـوَالِكِ سَاعَـةَ الزِّلـزَالِ وَهُمُ الحُماةُ إِذا النِّسَاءُ تَحَسَّـرَتيَومَ الحِفاظِ وَكَـانَ يَـومُ نَـزَالِ يُقصونَ ذَا الأَنفِ الحَمِيِّ وَفيهِـمُحِلمٌ وَلَيـسَ حَرامُهُـم بِحَـلاَلِ المُطعِمونَ إِذا السُّنـونُ تَتابَعَـتمَحلاً وَضَنَّ سَحابُهـا بِسِجَـالِ |
4-قف بالديار
قِف بِالدِّيـارِ وَصِـح إِلَى بَيدَاهَـا فَعَسَى الدِّيارُ تُجيـبُ مَن نادَاهـا دَارٌ يَفوحُ المِسـكُ مِن عَرَصاتِهـاوَالعُـودُ وَالنَـدُّ الذَّكِـيُّ جَنَاهـا دَارٌ لِعَبلَـةَ شَـطَّ عَنـكَ مَزَارُهـاوَنَـأَت لَعَمـرِي مَـا أَرَاكَ تَرَاهـا مَا بَالُ عَينِـكَ لاَ تَمُـلُّ مِنَ البُكَـارَمَـدٌ بِعَينِـكَ أَم جَفَـاكَ كَرَاهـا يَا صَاحِبِي قِـف بِالمَطايَـا سَاعَـةًفِـي دَارِ عَبلَـةَ سَائِـلاً مَغنَاهـا أَم كَيـفَ تَسـأَلُ دِمنَـةً عادِيَّـةًسَفَتِ الجُنـوبِ دِمَانَهـا وَثَرَاهـا يَا عَبلَ قَد هَامَ الفُـؤادُ بِذِكرِكُـموَأَرَى دُيونِـي مَا يَحُـلُّ قَضَاهـا يَا عَبلَ إِن تَبكِـي عَلَـيَّ بِحُرقَـةٍفَلَطالَما بَكَـتِ الرِّجَـالُ نِسَاهـا يَا عَبـلَ إِنِّي فِي الكَريهَـةِ ضَيغَـمٌشَرِسٌ إِذا مَا الطَّعـنُ شَـقَّ جِبَاهـا وَدَنَت كِباشٌ مِن كِبـاشٍ تَصطَلـينَارَ الكَريهَـةِ أَو تَخـوضُ لَظَاهـا وَدَنَا الشُّجاعُ مِنَ الشُّجاعِ وَأُشرِعَتسُمرُ الرِّمَاحِ عَلى اختِـلافِ قَنَاهـا فَهُناكَ أَطعَنُ فِي الوَغَـى فُرسَانَهـاطَعنـاً يَشُـقُّ قُلوبَهـا وَكُـلاهـا وَسَلِي الفَوَارِسَ يُخبِـروكِ بِهِمَّتِـيوَمَواقِفِي فِي الحَربِ حِيـنَ أَطَاهـا وَأَزِيدُهـا مِن نَارِ حَربِـي شُعلَـةًوَأُثيـرُهَا حَتَّـى تَـدُورَ رَحَاهـا وَأَكُرُّ فِيهِـم فِي لَهِيـبِ شُعَاعِهـاوَأَكُـونُ أَوَّلَ وَاقِـدٍ بِصَـلاهـا وَأَكـونُ أَوَّلَ ضَـارِبٍ بِمُهَـنَّـدٍيَفرِي الجَماجِـمَ لاَ يُرِيـدُ سِوَاهـا وَأَكونُ أَوَّلَ فارِسٍ يَغشَـى الوَغَـىفَـأَقـودُ أَوَّلَ فَـارِسٍ يَغشَـاهـا وَالخَيـلُ تَعلَـمُ وَالفَـوَارِسُ أَنَّنِـيشَيخُ الحُـروبِ وَكَهلُـها وَفَتَاهـا يَا عَبـلَ كَـم مِن فَـارِسٍ خَلَّيتَـهُفِي وَسـطِ رَابِيَـةٍ يَعُـدُّ حَصَاهـا يَا عَبـلَ كَـم مِن حُـرَّةٍ خَلَّيتُـهاتَبكِـي وَتَنعَـى بَعلَـهَا وَأَخَاهـا يَا عَبـلَ كَم مِن مُهـرَةٍ غادَرتُهـامِن بَعدِ صَاحِبِـها تَجُـرُّ خُطَاهـا يَا عَبـلَ لَو أَنِّـي لَقيـتُ كَتِيبَـةًسَبعِيـنَ أَلفـاً مَا رَهِبـتُ لِقَاهـا وَأَنَـا المَنِيَّـةُ وَابـنُ كُـلِّ مَنِيَّـةٍوَسَـوَادُ جِلـدِي ثَوبُهـا وَرِدَاهـا |
5-لا يحمل الحقد
لا يَحمِلُ الحِقدَ مَن تَعلُو بِهِ الرُّتَـبُ وَلاَ يَنالُ العُلا مَن طَبعُـهُ الغَضَـبُ وَمَن يِكُن عَبدَ قَـومٍ لاَ يُخالِفُهُـمإِذَا جَفوهُ وَيَستَرضِـي إِذا عَتَبـوا قَد كُنتُ فِيمَا مَضَى أَرعَى جِمالَهُمُوَاليَومَ أَحمِي حِماهُم كُلَّما نُكِبـوا للهِ دَرُّ بَنِـي عَبـسٍ لَقَـد نَسَلُـوامِنَ الأَكَارِمِ مَا قَد تَنسُـلُ العَـرَبُ لَئِن يَعِيبُوا سَوَادِي فَهوَ لِي نَسَـبٌيَومَ النِّزالِ إِذَا مَا فَاتَنِـي النَّسَـبُ إِن كُنتَ تَعلَمُ يَا نُعمانُ أَنَّ يَـدِيقَصيـرَةٌ عَنـكَ فَالأَيَّـامُ تَنقَلِـبُ اليَومَ تَعلَـمُ يَا نُعمـانُ أَيَّ فَتَـىًيَلقَى أَخَاكَ الَّذِي قَد غَرَّهُ العُصَـبُ إِنَّ الأَفَاعِي وَإِن لانَـت مَلامِسُهـاعِندَ التَّقَلُّبِ فِي أَنيَابِهـا العَطَـبُ فَتَىً يَخُوضُ غِمارَ الحَربِ مُبتَسِمـاًوَيَنثَنِي وَسِنانُ الرُّمـحِ مُختَضِـبُ إِن سَلَّ صَارِمَهُ سَالَـت مَضارِبُـهُوَأَشرَقَ الجَوُّ وَاِنشَقَّت لَهُ الحُجُـبُ وَالخَيلُ تَشهَدُ لِي أَنِّـي أُكَفكِفُهـاوَالطَّعنُ مِثلُ شَرَارِ النَّـارِ يَلتَهِـبُ إِذَا التَقَيتَ الأَعَـادِي يَومَ مَعرَكَـةٍتَرَكتُ جَمعَهُمُ المَغـرُورَ يُنتَهَـبُ لِـيَ النُّفُـوسُ وَلِلطَّيـرِ اللُحـومُوَلِلوَحشِ العِظامُ وَلِلخَيَّالَةِ السَّلَـبُ لاَ أَبعَـدَ اللهُ عَن عَينِـي غَطارِفَـةًإِنساً إِذَا نَزَلُـوا جِنّـاً إِذَا رَكِبـوا أُسودُ غَابٍ وَلَكِن لاَ نُيـوبَ لَهُـمإِلاَّ الأَسِنَّـةُ وَالهِنـدِيَّـةُ القُضُـبُ تَحدُو بِهِم أَعوَجِيَّـاتٌ مُضَمَّـرَةٌمِثلُ السَّرَاحينِ فِي أَعنَاقِها القَبَـبُ مَا زِلتُ أَلقَى صُدُورَ الخَيلِ مُندَفِقـاًبِالطَّعنِ حَتَّى يَضِجَّ السَّرجُ وَاللَبَـبُ فَالعُميُ لَو كَانَ فِي أَجفَانِهِم نَظَرُواوَالخُرسُ لَو كَانَ فِي أَفوَاهِهِم خَطَبوا وَالنَّقعُ يَومَ طِرَادَ الخَيلِ يَشهَدُ لِـيوَالضَّربُ وَالطَّعنُ وَالأَقلامُ وَالكُتُبُ |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.