حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   خيمة القصـة والقصيـدة (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=69)
-   -   // صَبَاحكَ ... سُكرْ // (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=84264)

محمد الحيالي 28-09-2010 06:13 PM

// صَبَاحكَ ... سُكرْ //
 

أصَبَاح الحلو سُكرْ ؟

بالشذى طرزهُ الهمس ..


تهاوى ..

كشعاع بالندى عزفاً تَغنى ..

وَتَعثرْ ؟!

ألصَباح الحلو يَاعُمري ..
بتيهِ الصبح ..

ضَوع الوجد عَنبرْ ؟!

فَاح خدٌ ...
بيلسانا ...

وَإذا بالدوح غَنى ... بلبلٌ

والخدُ مرمرْ .

وَإذا بالشوقِ يَسري ..

في عروقي ..

لفؤاد ..

بهدير الصُبح مَنظرْ .

والصدى رَدد هَمساً ..
يتهادى ... بدلال ..

أصباح الحلو سكر ؟!

اي سكر ..

اي شهد ..

اي بلوى ..

اي طفل ...

كحرير مرهف ..
حلماً تسامى ...

في الجفون الناعسات ..
نشوة .. والعمر اخضرْ .


ويك قلبي يا فراشه ..

لا تنوشيه ..

فيغفو ..

وبكأس الصبح يسكرْ ..


أصباح الحلو سُكرْ ؟

اي سكر ...

عسل ..

ثم غزال تهادى

بنقاء ..
بدلال ..

صوت فيروز تلوى ..
ناعساً ...

طرف تفجرْ .


ضَحكَ ... العصفور ..
تاه شَعر ... الشمس

أشقرْ .

واحتوى الارض ..

عبير...

وإذا الحلم الصغير
الحلو بيدرْ .



6/8/2010


فسحة أمل 29-09-2010 01:48 PM

السلام عليكم ورحمة الله

هل أفهم من هذه القصيدة أن صاحبها محمد الحيالي هو نفسه ثائر الحيالي الملقب بالنبيل؟

محمد الحيالي 04-10-2010 06:07 PM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهُ

النبيل // ثائر الحيالي هو بن عمي الاكبر الاجل .

مكنونهُ وما يكون فيه من كتابات تختلف عما انا فيه ..

اروع مجيء وافضل مأل ...

احترامي وودي .

المشرقي الإسلامي 15-10-2010 07:20 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
أهلاً بمشاركاتك أخي العزيز محمدًا ، واعذرني على التأخر في الرد وما ذلك إلا لطبيعة الأعمال الجميلة كالتي تكتبها والتي تحتاج إلى وقت من الصفاء ومثله من التفكير ومثلهما للكتابة ، وهذا بلا شك يعد سببًا رئيسًا في التأخر عن الرد ، وما هو بالنسيان ولا الإهمال . وعلى بركة الله نبدأ

من جمال القصائد أن يفتتحها الشاعر بنوع من التشكيك في مألوف ما قيل عن الظاهرة التي يتناولها وذلك من أجل أن يضيف إليها نوعًا جديدًا من اللمسات الخاصة به ، كما أنه وبذلك يحاول إعادة صياغة نفس المفهوم مع إحداث مفاجأة للقارئ ظاهرها التكذيب والجدل وباطنها الإيمان والتسليم .
وفي هذه القصيدة يبدأ شاعرنا العزيز بسؤال قد يبدو منطقيًا وغريبًا ، بل ولمن يقرأ قصائد الراحل نزار قباني يعد السؤال مستفزًا وعذرًا سخيفًا للوهلة الأولى : أصباح الحلو سكر ؟ لابد أن الشاعر يؤمن بهذه القناعة لكنه يريد إعادة صياغتها وفق ما يراه هو ، لذلك يضيف عليها ما يؤكدها به ولا حاجة للإجابة لأنها مفهومة من السياق .
أصَبَاح الحلو سُكرْ ؟
يبدو هذا الصباح في درجة من الرقة توحي بأن صباح الحلو ليس سكرًا بل هو أحلى وألذ ، وهو بعد ذلك صباح أخف من الريشة في سرعة مروره.لدينا صورتان الشذى والهمس ،وهما صورتان مختلفتان إحداهما مرئية والثانية مسموعة ، ودخول هذين العنصرين معًا يحدثان حالة من التكامل في شكل الصورة الشعرية لتبدو أقرب ما تكون إليه صورة فلاشية يشرد القارئ في جمالها أمدًا بعيدًا .إنه صباح أخف من الشذى لذلك فقد تهاوى لكن كلمة تهاوى ها هنا لا تحمل معنى السقوط بل معنى التحليق الهادئ لذلك لم يقل الشاعر هوى وإنما تهاوى وكأنما الشاعر يرصد حركة التي يتهادى فيها ولا يتهاوى كزورق نشوان في عرض البحر .
بالشذى طرزهُ الهمس ..

تهاوى ..

كشعاع بالندى عزفاً تَغنى ..

وَتَعثرْ ؟!
ثم تأتي لنا هذه الصورة الجميلة فيها توافق بين الهمس والعزف والشذى والندى ، ومع كثرة وحشد هذه المؤثرات الصوري منها والصوتي يشعر القارئ بأرحبية هذا العالم الجميل الذي يكرس رؤية الشاعر لمشاهد الطبيعة وقدرته على مزجها بشكل جيد مع الحالة النفسية كما هو حال الشعراء العاشقين دائمًا ، وانبعث منها عطر البحتري رحمه الله في قصيدته عن الربيع ، حين قال في النهاية :
وجاء نسيم الصبح حتى حسبته
يجيء بأنفاس الأحبة نوّما
وهذا التميع في شكل الشعاع وتداخله مع الندى أكسبه حالة من الرقة المتناهية عندما لايثبت بل ويتعثر .وهنا يمكن القول إن من مزايا هذا العمل هو فقدان الكلمات لدلالتها الأصلية ، فيغدو التهاوي تدللاً ، والتعثر تبخترًا ، وكأن الشاعر يقول له في نفسه "بسم الله عليك ما أصابك ضر!" وللتعثر صور جميلة في النفس لأنها تعطي حالةمن التعاطف مع المتعثر خاصة إذا كانت امرأة يُرمز لها بالشعاع ، وهذه المدخلات كلها تكسِب العمل الأدبي قيمة كبيرة للغاية .
ألصَباح الحلو يَاعُمري ..
بتيهِ الصبح ..

ضَوع الوجد عَنبرْ ؟!
الهمزة ها هنا هي همزة استفهام وتقديرها أالصباح ولكن للثقل يجمع النحويون على هذه الصياغة أ+التركيب اللغوي ، بنفس النغمة مرة أخرى يعاود الشاعر التساؤل لكنه ها هنا يدخل إلى منطقة جديدة إذ يكون الصباح معرفًا لديه ، وهنا يكون من جماليات النص زيادة التشكيك والإلحاح على شيء معرّف ، بعكس ما كان عندما كان الشاعر يتساءل عن صبح المحبوب ، ولكنه ها هنا ينعت الصبح مرة بالحلو ثم بعد ذلك يجادل هذه القناعة لماذا ؟ ليضيف عليها من عنده ، واستخدام مثل هذه الأساليب قريب مما يتعارف القدماء عليه بأنه"توكيد المدح بما يشبه الذم" فهنا نحن أمام التوكيد بما يُشبه الإنكار لتشويق القارئ إلى ما سيذكره الشاعر ، لكن أمامي ما قد يضطرني إلى العودة إلى المعاجم والفروق اللغوية لمعرفة الفرق بين الصباح والصبح وهل كان استخدامهما ها هنا دون داعٍ ؟




فَاح خدٌ ...
بيلسانا ...

وَإذا بالدوح غَنى ... بلبلٌ

والخدُ مرمرْ .
الإصرار على قافية الراء يجعل القصيدة بها حالة من الحركة الشبيهة بالصدى ، ورغم أن حركة الراء ساكنة إلا أن حالة التكرارية المنبعثة من الإلحاح على قافية الراء ذات صدى كبير في القصيدة ، ومرة أخرى يجمع الشاعر مرادفات البيلشان ، والبلبل وبعدها يكون الخد مرمرًا .قد يكون -في رأيي الشخصي - بعد القافيتين الأوليين وجود هذه الصور والألوان والطيور فيه نوع من الزيادة بما يشبه الإسراف والذي ينبغي على الشاعر أن ينتبه إليه حتى لا يضيع المراد وسط زحمة هذه الصور .

المشرقي الإسلامي 15-10-2010 07:20 PM

وَإذا بالشوقِ يَسري ..

في عروقي ..

لفؤاد ..

بهدير الصُبح مَنظرْ .
جميل ها هنا هذا التصوير للشوق والذي يتخذ شكل دم (نوراني) وكانت الكلمات الداخلة في تكوين هذه القطعة منسابة ومشعرة بهذه اللغة الوجدانية المنسابة بينهما دون أن ينشغل الشاعر بسرد أشياء أخرى تشوش على هذه الصورة.وكعادة الرومانسيين في عدم الاستخدام المباشر للفظة كان تعبير بهدير الصبح منظر إلماحًا بأنه (أي الفؤاد) كالنهر في عذويته .
والصدى رَدد هَمساً ..
يتهادى ... بدلال ..
جميل أن يلاحظ الشاعر هذا الهمس بل ويشرح تهاديه ودلاله ، لكنه كان بحاجةإلى تعميق أكثر كما حدث في الشطرات السابقات في مراقبة حركة الشوق التي تسري إلى العروق نحو الفؤاد
أصباح الحلو سكر ؟!

اي سكر ..

اي شهد ..

اي بلوى ..

اي طفل ...
نجد ها هنا الشاعر يصل إلى حالة الذروة في نشوته ليتساءل تساؤل الحيران الجذلان ويتمثل حال الذي يخطئ من شدة فرحته فيقول أي بلوى ، إنها ليست بلوى بالمعنى الحقيقي ،ولكنها كقول البعض منبهرًا بالآخر :"قاتله الله ما أشجعه ! قاتله الله ما أروعه! قاتله الله ما أكرمه!"
فهو لا يدعو عليه ولكنه من شدة إعجابه كمن يقول للآخر :"أنت مصيبة !" وهذا التعبير يفهمه المصريون جيدًا لأنه جزء من تراثهم اللغوي ، وهنا للمرة الثالثة تنزاح دلالة الكلمات إلى عكس معناها داخلة في نطاق الإعجاب والتشجيع.
كحرير مرهف ..
حلماً تسامى ...

في الجفون الناعسات ..
نشوة .. والعمر اخضرْ .
يعاود بعدُ شاعرنا هذه النغمة التي بدأها بمراقبة حركة الشوق لينتقل بنا إلى مراقبة حركة الحلم وكل ذلك ناتج عن إطلالة المحبوبة ، وهذ االتوازي في الحالة بين الحرير وأثر رؤيته وملمسه في النفس وبين الحلم المتسامي في صورة فانتازية رائعة يشعِر القارئ بمتعة التحليق في الخيال وحركة الألوان بين السماوي (الأزرق الفاتح قريب من اللون الفيروزي) وبين الأخضر والأبيض والمرمر ، كل هذه المدخلات تجتمع لتصنع عالمًا من الروعة والمتعة وتحقق معنى الشعر ما أشعرك ، وهو أننا مع قلة المجازات والصور إلا أننا نُبهر بما كتبه الشاعر العزيز من خلال إدخاله هذه الصور غالبًا بشكل منظم ونقلات هادئة منسابة من حالة إلى أخرى . إنه حلم تسامى في الجفون الناعسات وليست النائمات لتظل المراوحةبين الحلم والحقيقة متحققة وتظل صورة الدلال الأنثوي حاضرة من خلال النعاس ، والعمر أخضر ما أروعها من عبارة رغم تكرارها إلا أنها أتت في سياق يزيد من قوتها الدلالية
ويك قلبي يا فراشه ..

لا تنوشيه ..

فيغفو ..
ويستمر هذا المسلسل الجميل ليعود الشاعر إلى قلبه ويظل منتقلاً في ضمائر الخطاب بينه وبين الآخر والذي تلاحظه أن خطابه للآخر أكثر حضورًا مما يعطي دلالة بنسيان الشاعر نفسه في مثل هذا الجو الرومانسي البديع ، وياء المخاطِب أو المتحدِث أتت للمرة الثانية على مسافة متساوية تقريبًا من مجيئها في المرة الأولى (عروقي) ليؤكد حالة السّكْر (بسكون الكاف) في عشق المحبوبة ولذا يصرح الشاعر لأول مرة بأنه بكأس الصبح (يسكر) ، إذ يكون الصبح هو هذا المسكِر الجميل الذي يتهادى فيه المحبون .
وهنا يكون جميلاً أن يكون الصبح -على عكس مواعيد العشاق- هو ملاذ الحب لاسيما وأن ضياء الشمس وصفاء السماء يساعدان على الشعور بهذه المتعة الرومانسية(لكن في غير الصيف !!!)
وبكأس الصبح يسكرْ ..


أصباح الحلو سُكرْ ؟

اي سكر ...

عسل ..

ثم غزال تهادى

بنقاء ..
بدلال ..

صوت فيروز تلوى ..
ناعساً ...

طرف تفجرْ .
هذا الجزء مكرر ودل عليه ما هو قبله ، بل وتكررت كلمة دلال للمرة الثانية بغيرما داعٍ حقيقي اللهم إلا التداعي والجري وراء سحر الصورة .

ضَحكَ ... العصفور ..
تاه شَعر ... الشمس

أشقرْ .
جميل في هذا البيت تعبير تاه شعر ...الشمس أشقر. إن المحب لما يعجب بشيء فإنه يراه في كل شيء ويرى كل شيء هو هذا المحبوب وهذا هو سحر الشمس يقرنه الشاعر بالشَعر وكان وجود العصفور من قِبَل التجانس في الصورة وإن كان بعيد ًا بشكل كبير عن المضمون الشاعري ؛لأن أول تعبير يناسب الحقل الدلالي للشمس كالغصن والعش بعيد عن تعبير العصفور ، لهذا يمكن القول أن تعبير العصفور أتى متأخرًا أو غير متجانس مع الحالة الشعورية بشكل كبير وإن كان أتى متماشيًا مع المشهد الإجمالي ولكن بغير إضافة حقيقية .
واحتوى الارض ..

عبير...

وإذا الحلم الصغير
الحلو بيدرْ .

جميل تعبير احتوى الأرض عبير وإن كنت أتوقع أن يكون هذا الشعر الأشقر هو الذي احتوى الأرض ، وهذا التراوح بين الحلم والحقيقة كان في صالح النص محدثًا حالة من المتعة والتحليق في آفاق رحبة تخرج بنا قليلاً عن ضائقة هذه الحياة وما فيها من أسى وكمد . وجميل أن يكون الحلم قد أنسنه الشاعر وغازله بالصغير الحلو يكون في النهاية بيدر وهو حقل القمح تقريبًا ليظل اللون الأصفر في المشهد الختامي بريق الشمس مع لون الحقل الذي هو لون سنابل الأحلام مع شعر المحبوبة حاضرًا ، ويظل الصبح مكتسبًا (سكريته) من هذا المشهد الرائع الذي هو من تجليات المحبوبة على مُحبها .
قصيدة جميلة رائعة أحييك عليها ، ودمت مبدعًا وفقك الله ، وإلى الأمام

هـــند 19-10-2010 03:33 PM

جميل ما قرأت هنا
فيها من الشاعرية و السحر ما يجعلك تقف في كل مشهد
تحياتي لقلمك سيدي

محمد الحيالي 01-11-2010 01:22 PM

الاستاذ المشرقي
والله يا اخي اقرا كلماتك وابكي
لاني قصدت الكلمات على غير عادة
وهذا ما للشعراء من قصد
يقولون الشيء في لحظة ربما يسكر القلب فيها
حالة من التفاعل الكيميائي الجميل .
صحوتُ احدى الصباحات وانا على سريري
نائم لوحدي .... فأول ما فتحت عيني ...
تذوقت شيئا من سكر في فمي ...
فمباشرة خطر لي هذا المعنى وكتبت القصيدة كاملة
في يومها ....
اشكر لك هذا التحليل ....
وعسى الله لا يحرما منك مبدعا لما نكتب وناقدا
واشكرك لما نبهتني عنهُ . سالتزم به
تحياتي واحترامي .

محمد الحيالي 01-11-2010 01:26 PM

السيدة هند
ارجو ان ما راق لي راق
لكم ولحظوركم الرائع ...
تحيا كلماتي بمروركم العذب
واشراقتكم الجميله ... بالبوح
البنفسجي اللون .
ودي واحترامي .


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.