حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   خيمة التنمية البشرية والتعليم (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=56)
-   -   النضج الوجدانى (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=67245)

الفارس 06-12-2007 09:42 AM

النضج الوجدانى
 
ما معنى النضج؟وما معنى الوجدان؟
وما معنى أن يكون الإنسان ناضجاً وجدانياً؟ .. وما قيمة هذا النضج للشخص نفسه وللمجتمع والحياة؟ وهل النضج مرتبط بمرحلة عمرية بعينها بحيث إذا بلغها الشخص أصبح ناضجاً بشكل تلقائي؟ .. أم هو شيء مكتسب يمكن الوصول إليه بالتدريب والخبرة في مراحل مبكرة من العمر؟ وكيف يعرف الإنسان أنه غير ناضج بالقدر الكافي؟ وكيف يعرف أنه قد خطا خطوات كبيرة نحو النضج أو أصبح ناضجاً فعلاً ؟ وهل النضج الوجداني مرتبط بالذكاء أم أنه وظيفة مستقلة؟
كل هذه وغيرها أسئلة تحتاج لإجابات لكونها تتصل بنوعية الإنسان ودرجة رقيه وتطوره وبالتالي نوعية الحياة ودرجة رقيها وتطورها.



هذا ما سنتناوله بالتفصيل فى هذا المقال من مقالات أ.د.محمد المهدى مدرس الطب النفسى بجامعة الأزهر



اليمامة 07-12-2007 02:01 AM

شكراً لك يا محمد .. مقدمة تعتمد على التشويق

وننتظر بشوق الموضوع :New1:

الشــــامخه 08-12-2007 01:23 AM


النضج الوجداني موضوع مهم جداً من خلاله نتعلم كيف نقوي انفسنا ونعالجها
ونعطيها الاتزان الانفعالي والاستقرار العاطفي والثبات والصبر عند الشدائد..

كم نحن نحتاج ان نعلم انفسنا ونزود عقولنا بمفاهيم وعلوم متخصصة
بالطرق الصحيحة التي تدعم علاقاتنا مع انفسنا والآخرين..




أثابك الله اخي الكريم على كل ماتكتبه لتنفعنا وتزود عقولنا به..
بانتظار المقال الرائع والشيق..



الفارس 08-12-2007 08:06 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة اليمامة
شكراً لك يا محمد .. مقدمة تعتمد على التشويق

وننتظر بشوق الموضوع :New1:

أثابكم الله أستاذتى المعذرة على التأخير

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة الشامخه
النضج الوجداني موضوع مهم جداً من خلاله نتعلم كيف نقوي انفسنا ونعالجها
ونعطيها الاتزان الانفعالي والاستقرار العاطفي والثبات والصبر عند الشدائد..

كم نحن نحتاج ان نعلم انفسنا ونزود عقولنا بمفاهيم وعلوم متخصصة
بالطرق الصحيحة التي تدعم علاقاتنا مع انفسنا والآخرين..




أثابك الله اخي الكريم على كل ماتكتبه لتنفعنا وتزود عقولنا به..
بانتظار المقال الرائع والشيق..

جزاكم الله أستاذتى على التشجيع وما نحن الا تلاميذ فى مدرستكم

الفارس 08-12-2007 08:12 PM

تعريف النضج:
النضج بوجه عام هو الاكتمال والإحكام, ونضج الإنسان هو اكتمال الوظائف الجسمية والنفسية والاجتماعية والروحية والتناغم بينها.
والنضج الإنفعالى هو ارتقاء الفرد بضبط انفعالاته وتناسبها مع مستوى عمره الزمني وخبراته وطبيعة المواقف المتغايرة, بحيث تتفق استجاباته الانفعالية مع ما هو متوقع من طاقة محددة ومتناسبة مع الموقف (1).

تصورات مختلفة للنضج النفسي:
في بدايات القرن العشرين تحدث فرويد عن مبدأ اللذة وكان يعتقد أنه يحكم سلوك الإنسان بشكل كبير، ثم مع تطوره الفكري تحدث عن مبدأ الواقع، ومع تطوره أكثر وأكثر تحدث عن مبدأ الواجب، وبذلك تكون تركيب هرمي متدرج قاعدته مبدأ اللذة وقمته مبدأ الواجب، وكان من رأي فرويد أن الطفل يعيش على مبدأ اللذة فهو يفعل كل ما يجلب له الشعور باللذة والسعادة بصرف النظر عن أي اعتبارات أخرى، ثم حين يصل إلى مرحلة الشباب يكتشف أن هناك واقعاً من حوله يجب أن يضعه في الحسبان وإلا تعرض لمشكلات كثيرة إذا استمر فقط يبحث عن لذته الشخصية، وفي هذه المرحلة يبدأ الإنسان في النظر إلى الحياة على اعتبار أنها ليست مكاناً له وحده بل يشاركه فيها آخرون ويجب بالتالي أن يضع في حسبانه احتياجاته دون أن تتعارض مع احتياجات ومطالب الآخرين، وهنا يتكون مبدأ الواقع.

ومع نضج الإنسان أكثر وأكثر لا يصبح مضطراً لاحترام احتياجات الآخرين تحت ضغط الأمر الواقع، وإنما يجد في نفسه رغبة للإيثار ورغبة في العطاء الاختياري النبيل للناس وللحياة، وهنا يصل إلى مبدأ الواجب وهو أعلى درجات النضج النفسي عند فرويد.

أما أوتورانك Otto Rank فيرى أن الإنسان حين يولد يتوحد نفسياً مع الأم فهي كل شيء في الحياة بالنسبة له ثم يكتشف بعد ذلك أنها لا تكفي كل احتياجاته فيتجه نحو الأسرة ككل فيتوحد معها، ثم يكتشف بعد فترة(أثناء مرحلة المراهقة) أن الأسرة ليست هي كل شيء فيستقل عنها نسبياً ليتوحد مع مجتمعه المحلي، ثم يكتشف أن هناك عالم آخر من البشر خارج نطاق مجتمعه المحلي فيتوحد مع الإنسانية كلها، وفي مراحل تالية في النضج يكتشف أن الكون أرحب بكثير من الأرض وما عليها من بشر فيستقل نسبياً عن الناس ليتوحد مع الخلود ومع العالم اللانهائي، وتلك أعلى درجات النضج النفسي عند أوتورانك.

وفي التصور الإسلامي هناك عدة مسارات أو مدارج للنضج نذكر منها على سبيل المثال:
* التدرج المتصاعد من النفس الأمارة بالسوء إلى النفس اللوامة إلى النفس المطمئنة.

* التدرج المتصاعد من الإسلام (وهو الأنشطة الظاهرية التي تعبر عنها الجوارح) إلى الإيمان (وهو نشاط قلبي أعمق) إلى الإحسان(وهو نشاط روحي أكثر امتداداً وعمقاً حيث يتواصل الإنسان مع حقيقة الألوهية والربوبية فيعبد الله كأنه يراه) .

* التدرج المتصاعد للنفس من المستوى الجسدي(المخ وما يستقبله من مدركات عبر الحواس أو ما يرسله من أوامر تنفيذية إلى الجوارح) إلى المستوى العقلي(حيث التحليل المنطقي والتفكير الموضوعي المجرد) إلى المستوى القلبي(حيث الإيمانيات والوجدانيات) إلى المستوى الروحي(حيث التواصل الأبدي مع عالم الغيب وحيث النزوع نحو الخلود والسعي لوجه الله)،
والوظائف النفسية في هذا التصور تنتقل بشكل دينامي صعوداً وهبوطاً عبر المستويات سالفة الذكر (الجسدي والعقلي والقلبي والروحي)، وفي حالة النضج النفسي نجد أن كل هذه المستويات نشطة وعاملة دون إهمال أو استبعاد لأي منها، وتكون قيادة النفس في وحدة العمليات المركزية وهي القلب(المعنوي).
أما في حالة عدم النضج فإن النشاط النفسي ينحصر في المستويات الأدنى فقط (الجسدي فقط أو الجسدي والعقلي) ويتثبت هذا النشاط في تلك المستويات بمعنى أن تصبح حركته أقل مرونة، وبالتالي يعيش هذا الإنسان غير الناضج وجوداً محدوداً ويغرق في تفاصيل احتياجاته الجسدية والعقلية ويقضي حياته مدافعاً عن ملذاته وممتلكاته ولا يتسع وعيه للمستويات الأعلى من الوجود. (لمزيد من التفاصيل انظر كتاب: "مستويات النفس" للمؤلف، إصدار دار البيطاش للطباعة والنشر بالإسكندرية 2003م-1424هـ) (2).

كانت هذه مقدمة ضرورية لكي نحيط بالإطار العام للوجود الإنساني ونشاطه النفسي في أكثر من تصور ولكي نكتشف آفاق وأبعاد النفس البشرية وبالتالي يسهل علينا اكتشاف أي محاولة لاختزالها أو تجزيئها أو تشويهها لأن كل مدرسة نفسية تدرك عدة أبعاد للنفس البشرية وتعلي من قيمتها وربما، بل كثيراً ما يحدث، أن تفلت باقي الأبعاد من منظور تلك المدرسة.
والآن نستطيع أن ندخل في تفاصيل ما يسمى بالنضج الوجداني بعد أن اطمأنت قلوبنا إلى الخريطة العامة الشاملة النفس البشرية.


يتبع،،،


الفارس 12-12-2007 06:01 PM

التركيبة الثلاثية للإنسان:
قد قسم علماء النفس نشاطات الإنسان إلى ثلاثة أقسام في شكل ثلاث دوائر متشابكة هي المعرفة والوجدان والسلوك.
وإلى وقت قريب كانت دائرة المعرفة تحظى بتقدير أعلى وتعتبر هي المحرك الأساسي والرئيسي للسلوك وأن دائرتي الوجدان والسلوك هما دائرتين تابعتين لدائرة المعرفة، ولم لا والفكرة هي الأساس في أي شيء لأنها نتاج العقل والعقل هو المدبر والموجه لكل نشاطات الإنسان. بل كان ينظر إلى الوجدانات والمشاعر والعواطف على أنها نقاط ضعف في الإنسان عليه أن يتخلص منها أو يقلل منها في شخصيته كلما استطاع ذلك، فالإنسان العاقل يجب أن يتخفف كثيراً من مشاعره التي ربما تورده التهلكة. وكان الإنسان يقيم من حيث ذكائه العقلي وتوضع درجات لتميز البشر بناءاً على ذلك. ثم اكتشف العلماء أن الذكاء العقلي وحده لا يحقق النجاح أو التميز فبدأوا يتحدثون عن ذكاءات متعددة مثل الذكاء اللفظي والذكاء العملي والذكاء الاجتماعي وأخيراً الذكاء الوجداني.

http://www.maganin.com/files/emotion...igence_250.gif

وكانت الطفرة الهائلة في المعرفة الإنسانية الحديثة هي اكتشاف الذكاء الوجداني حيث تبين أن هذا النوع من الذكاء أكثر تأثيراً في نجاح الإنسان ونموه وتطوره وتألقه مقارنة بالذكاء العقلي التقليدي القديم. وتبين أن المشاعر والوجدانات والعواطف ليست ترفاً أو شيئاً كمالياً أو عيباً في النفس البشرية، بل هي مصدر الطاقة المتجددة في هذه النفس وهي التي تعطيها اللون والطعم والرائحة وتعطيها المعنى والدافع.

مولد مفهوم الذكاء الوجداني:
وليسمح لي القارئ العزيز أن أنقل له الحدث الذي ولد فكرة الذكاء الوجداني في رأس دانييل جولمان Daniel Goleman مؤلف كتاب " الذكاء العاطفي Emotional Intelligence" بنفس النص دون تدخل (3):

"مازلت أذكر ذلك المساء شديد الرطوبة من أحد أيام أغسطس في مدينة نيويورك، حيث التجهم والتوتر السمة الغالبة على وجوه الناس. كنت في طريق عودتي إلى الفندق، وبينما كنت أصعد إلى الحافلة المتجهة إلى شارع ماديسون، شد انتباهي سائق الحافلة وكان رجلاً في منتصف العمر أسمر اللون، ترتسم على وجهه ابتسامة دافئةالذي حياني بود:" مرحباً، كيف حالك؟"، وبعد أن أخذت مكاني سمعته يرحب بكل راكب يصعد إلى الحافلة وهو يشق طريقه ببطء شديد وسط زحام المدينة. وكانت ملامح الدهشة تبدو على ملامح كل راكب مثلي تماماً. ولأن الجميع استغرقهم المزاج الكئيب لذلك المساء الشديد الرطوبة، لم تحظ تحية السائق بالرد إلا من عدد محدود منهم. غير أنه مع تقدم مسيره وسط الزحام الخانق إلى وسط المدينة حدث تحول بطيء وسحري داخل الحافلة.

فقد ظل السائق يجري "مونولوجاً" مع نفسه شد اهتمام جميع الركاب. سمعناه يعلق بصوت مرتفع على كل ما نراه من النوافذ حولنا مثل: "في هذا المحل تخفيض هائل في الأسعار"، أو "في هذا المتحف معرض رائع"، أو "هل سمعتم عن الفيلم الجديد الذي بدأ عرضه في هذه السينما؟.." ومع الوقت انتقلت عدوى ابتهاجه بما تتمتع به المدينة من إمكانات ثرية إلى الركاب.ونزل كل فرد في محطته، وقد خلع عن وجهه ذلك القناع المتجهم الذي صعد به. وعندما كان السائق يودع كلا منهم بقوله: "إلى اللقاء.. يوماً سعيداً.." كان الرد يأتيه بابتسامة جميلة على الوجوه. لقد انطبع هذا الموقف في ذاكرتي قرابة عشرين عاماً.

وكنت وقتها قد انتهيت رأساً من إعداد رسالتي لنيل الدكتوراه في علم النفس. لكن الدراسات السيكولوجية في تلك الأيام لم تكن تبدي اهتماماً يذكر بالكيفية التي يمكن أن يحدث بها مثل هذا التحول. إذ لم يكن العلم السيكولوجي يعرف سوى القليل، وربما لم يكن يعرف شيئاً أصلاً عن آليات العاطفة. ومع ذلك فكلما تخيلت انتشار "فيروس" المشاعر الطيبة بين ركاب الحافلة، اعتبرت ذلك السائق مصلحاً يجوب المدينة، أو "باعث السلام في مجموعة من البشر"، بمقدرته السحرية على التخفيف من حالة التجهم الشديد البادية على وجوه الركاب، فإذا بقلوبهم تنفتح قليلاً، ويتحول التجهم المرسوم على الوجوه إلى ابتسامة".

هذا النموذج رغم بساطته يوضح عناصر الذكاء الوجداني المرتفع لدى سائق الحافلة، فهو قد أدرك تأثير ظروف ذلك اليوم(من رطوبة عالية وازدحام شديد)على ذاته هو أولاً، وأدرك معاناة الركاب من مثل ما يعاني، ثم استطاع أن يسيطر على مشاعره السلبية ويطلق العنان لمشاعر إيجابية من التعاطف والود والمحبة، وقد تفجرت هذه المشاعر الإيجابية بداخله من خلال إدراك إبداعي استطاع من خلاله أن يخترق سحب الكآبة والرطوبة والزحام ليرى مواطن الجمال في المدينة فيبتهج بها أولاً ثم ينقلها في كرم ومودة وحب إلى كل ركاب الحافلة لتنتقل من خلالهم إلى باقي أنحاء المدينة.

وهؤلاء الأشخاص ذوي الذكاء الوجداني المرتفع ربما يكونون متوسطي الذكاء العقلي، ومع هذا نجدهم يحققون نجاحات هائلة في الدراسة والعمل والعلاقات الاجتماعية والزواج ونجدهم متألقين لامعين في مجالاتهم، ومن هنا نشأت فكرة أن للإنسان عقلين: عقل مفكر(موضوعي تحليلي تجريدي) وعقل وجداني، وسوف نركز في حديثنا في هذه الدراسة على العقل الوجداني.

يقول جولمان إن فهمه للذكاء الوجداني مبني على مفهوم هوارد جاردنر في الذكاءات المتعددة Multiple Intelligences وخاصة الذكاء العاطفي الشخصي Intrapersonal Intelligence والذكاء البينشخصي(Interpersonal Intelligence 4) .

http://www.maganin.com/files/ed_face...ow_thyself.gif


وقد اكتشف ماير أن الناس يميلون إلى اتباع أساليب متميزة للعناية بعواطفهم والتعامل معها كالتالي (4):
الوعي بالنفس: إن أولئك البشر يدركون حالتهم النفسية في أثناء معايشتها، عندهم بصورة متفهمة بعض الحنكة فيما يخص حياتهم الانفعالية، ويمثل إدراكهم الواضح لانفعالاتهم أساساً لسماتهم الشخصية، فهم شخصيات استقلالية، واثقة من إمكاناتها، ويتمتعون بصحة نفسية جيدة، ويميلون أيضاً إلى النظر للحياة نظرة إيجابية، وعندما يتكدر مزاجهم لا يجترون ذلك المزاج السيئ ولا يستبد بأفكارهم، فهم قادرون على الخروج من مزاجهم السيئ في أسرع وقت ممكن. باختصار تساعدهم عقلانيتهم على إدارة عواطفهم وانفعالاتهم.

0 الغارقون في انفعالاتهم: هؤلاء الأشخاص هم من يشعرون غالباً بأنهم غارقون في انفعالاتهم، عاجزون عن الخروج منها، وكأن حالتهم النفسية قد تملكتهم تماماً. هم أيضاً متقلبوا المزاج، غير مدركين لمشاعرهم إلى الدرجة التي يضيعون فيها ويتوهون عن أهدافهم إلى حد ما، ومن ثم فهم قليلاً ما يحاولون الهرب من حالتهم النفسية السيئة، كما يشعرون بعجزهم عن التحكم في حياتهم العاطفية. إنهم أناس مغلوبون على أمرهم، فاقدوا السيطرة على عواطفهم.

0 المتقبلون لمشاعرهم: هؤلاء على الرغم من وضوح رؤيتهم بالنسبة لمشاعرهم، فإنهم يميلون لتقبل حالتهم النفسية دون محاولة لتغييرها، ويبدو أن هناك مجموعتين من المتقبلين لمشاعرهم: المجموعة الأولى تشمل من هم عادة في حالة مزاجية جيدة، ومن ثم ليس لديهم دافع لتغييرها. والمجموعة الثانية تشمل من لهم رؤية واضحة لحالتهم النفسية، ومع ذلك فحين يتعرضون لحالة نفسية سيئة يتقبلونها كأمر واقع، ولا يفعلون أي شيء لتغييرها على الرغم من اكتئابهم، وهذا النموذج من المتقبلين يدخل في إطار المكتئبين الذين استكانوا لليأس.

والعقل الوجداني ليس كياناً معنوياً هائماً في الفراغ ولكنه يستند إلى تركيب تشريحي ووظائف فسيولوجية واضحة، فهناك ما يسمى بالنظام الطرفي (الجهاز الحوفي)Limbic System وهو ما يقع في المنطقة الوسطي من المخ حيث تعلوه القشرة المخية Cerebal Cortex ويليه من أسفل جذع المخ Brain Stem، وفي وسط الجهاز الطرفي توجد لوزتين تسمى كل واحدة منهما Amygdala، وقد تبين من الدراسات الفسيولوجية العصبية أن هاتين اللوزتين يستقبلان ويرسلان كل الرسائل الوجدانية، وهما لا يعملان منفصلين عن باقي أجزاء المخ بل لهما اتصالات هامة بتلك الأجزاء وخاصة القشرة المخية حيث تنجز المهام التحليلية واللغوية وحيث الذاكرة العاملة.

يقول جولمان: إن العقل الوجداني يقوم بفحص كل ما يقع لنا لحظة بلحظة ليتبين ما إذا كان يحدث الآن يشبه حدثاً وقع في الماضي وتسبب في إيلامنا أو إثارة غضبنا. فإذا حدث هذا تدق اللوزة Amygdala ناقوس الخطر لتعلن عن وجود طوارئ وتحرك السلوك في أقل من الثانية. وهي تقوم بهذا التحريك بسرعة تفوق ما يحتاجه العقل المفكر ليتبين ما يحدث وهذا يفسر لنا كيف يسيطر الغضب أحياناً ويدفع الإنسان لارتكاب أفعال يتمنى لو لم يكن ارتكبها. إن العواطف تؤثر في التفكير التحليلي، فإذا كان الاتصال بينهما ناضجاً وسليماً فإننا نستطيع أن نتحكم في استجاباتنا لما ترسله اللوزة من رسائل حيث تستطيع القشرة المخية Cerebral Cortex أن توقف الهجوم، فكل إنسان يغضب، ولكن ليس كل إنسان يستجيب استجابات تتسم بالعنف، أما الذين يعانون من حزن أو غضب أو قلق مرضي فيكون نشاط اللوزة Amygdala لديهم سابق للنشاط التحليلي الذي تقوم به القشرة المخية(5).


يتبع ،،،

zamzams 12-12-2007 08:57 PM

النظج او الذكاء الوجداني هو قدرةالانسان على التعامل الايجابي مع نفسه
ومع الاخرين , وتحقيق اكبر قدر من السعادة لنفسه ولمن حوله.
موضوع شيق ومفيد اخي محمدعبد الله !
ننتظر بقيته!

الفارس 12-12-2007 09:36 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة zamzams
النظج او الذكاء الوجداني هو قدرةالانسان على التعامل الايجابي مع نفسه
ومع الاخرين , وتحقيق اكبر قدر من السعادة لنفسه ولمن حوله.
موضوع شيق ومفيد اخي محمدعبد الله !
ننتظر بقيته!


مرحبا أختى زمزم

جزاكم الله خيرا على المرور والاضافة القيمة

الفارس 05-01-2008 01:14 AM

الأبعاد الخمسة للذكاء الوجداني:
ربما لم يجد جولمان تعريفاً لغوياً أو اصطلاحياً محدداً وموجزاً للذكاء الوجداني في هذه المرحلة، لذلك تحدث عن أبعاد خمسة لذلك النوع من الذكاء نوردها بإيجاز فيما يلي:
1- الوعي بالذات (Self – awareness):
الوعي بالذات هو أساس الثقة بالنفس وحسن إدارتها، فنحن في حاجة دائماً لمعرفة مواطن القوة ومواطن الضعف لدينا بشكل موضوعي، ونتخذ من هذه المعرفة أساساً لقدراتنا. كما أننا بحاجة لأن نتعلم منذ الصغر التعرف على مشاعرنا وتسميتها التسمية الصحيحة فلا نخلط بين القلق والاكتئاب والغضب والشعور بالوحدة والشعور بالجوع.. الخ. فهذا الوعي الموضوعي بالذات يجعلنا أكثر كفاءة في إدارتها ويجعل قراراتنا أقرب للصواب.

2- التعاطي مع الجوانب الوجدانية بشكل عام :(Handling emotions generally )
نحن نحتاج أن نعرف كيف نعالج ونتناول المشاعر التي تؤذينا وتزعجنا وتلك التي تسعدنا. وهذا المران المستمر في المعرفة والمعالجة والتناول يزيدنا خبرة يوماً بعد يوم في إدارة جهازنا الوجداني لنستفيد من مميزاته الهائلة ونتجنب مخاطره الضارة.

3- الدافعية (Motivation):
إن وجود دوافع قوية تحثنا على التقدم والسعي نحو أهدافنا هو العنصر الثالث للذكاء الوجداني. ويعتبر الأمل مكون أساسي في الدافعية، أن يكون لدينا هدف وأن نعرف خطواتنا خطوة خطوة نحو تحقيقه، أن يكون لدينا الحماس والمثابرة لاستمرار السعي.

4- التعاطف العقلي(التفهم)..(Empathy):
التعاطف العقلي(التفهم)هو المكون الرابع في الذكاء الوجداني ويعني: قراءة مشاعر الآخرين من صوتهم أو تعبيرات وجههم وليس بالضرورة مما يقولون. إن معرفة مشاعر الغير قدرة إنسانية أساسية نراها حتى لدى الأطفال. يقول جولمان أن الطفل في الثالثة من عمره والذي يعيش في أسرة محبة يسعى لتهدئة غيره من الأطفال أو التعاطف معهم إذا بكوا، على حين أن الأطفال الذين يسئ آباؤهم معاملتهم أو يهملونهم فإنهم يصرخون في وجه الطفل الذي يبكي وأحياناً يضربونه.

ويؤكد جولمان أن الذكاء الوجداني متعلم، وأن التعلم يبدأ منذ السنوات الأولى في الحياة ويستمر.
ويذكر جولمان حالة قاتل ارتكب سبعة جرائم قتل وفي إحدى المقابلات الإكلينيكية أجاب على السؤال: هل كنت تشعر بأي شفقة نحو الضحايا؟ أجاب: لا أبداً، ولو كنت شعرت بشفقة لما استطعت فعل ما فعلت. ونستخلص من ذلك أن التعاطف هو الذي يكبح قسوة الإنسان، وهو يحافظ على تحضر الإنسان وأن الذكاء الوجداني لا يرتبط بنسبة الذكاء العقلي المعروفة.

5- المهارات الاجتماعية(Social Skills):
كلما كان الإنسان مزوداً بمهارات اجتماعية مناسبة وكافية كلما كانت قدرته على التعامل مع المواقف والأزمات أفضل. أما أولئك الذين يفتقرون للمهارات الاجتماعية فإنهم يتخبطون ويعانون من اضطرابات سوء التوافق.


يتبع ,,



zamzams 05-01-2008 01:50 AM

موضوع يستحق المتابعه اخي محمد
ارجو ان لا يطول انتظارنا
شكرا لك


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.